الفصل السادس والأربعون - مملكة الذئاب Black
الفصل السادس والأربعون
وصل ساب أمام منزله ثم طرق الباب منتظر
أن يتم فتحه....كانت أليس هى الأقرب لذلك قامت بفتحه.....وحين رأت ساب هو من أمامها
أصيبت بالدهشه والتوتر....وحاولت مدارات معصمها الذى قام والدها العزيز بكسره.....إلا
أن كدمات وجهها كانت ظاهرة للعيان....كان ساب ينظر لها بثبات مصطنع وهو يرى مدى الدمار
الذى ألحقه جورج بها....
قائلا بعتاب حزين: لماذا لم تبعثى لى؟!....
إمتلأت عينى أليس بالدموع وهى تؤشر له برأسها
علامة على أنها لم تستطع فعل ذلك..... مد ساب يده ليلامس وجهها الذى طبعت عليه أصابع
يد جورج بإتقان....وقال بألم: أعتذر لأننى لم أستطيع حمايتكم من شره كما عاهدتكم....
هنا لم تستطع أليس الإستمرار بالتماسك أكثر من ذلك....لهذا إرتمت بأحضان ساب وهى تبكى
بألم وخوف.....
وهى تقول بين شهقاتها: أرجوك ساب لا تتركنا
بعد الأن....ثم أسكتتها إحدى شهقاتها إلا أنها أكملت: أصحبت أخاف النوم حتى لا يعود....
شهقه يعود ويقتلنا كما قال.....
كانت جوليا تقف جوراهم وهى تربت على ظهر
أليس وتبكى بحرقه هى الأخرى....ثم إقتربت من ساب أيضا وعانقته وهى تبكى كذلك..... فتنهد
ساب محاولا التمسك وهى يضم كلتاهما إلى صدره يبث لهم الأمان.....الذى لم يحصل عليه
يوما ما....كانت فكتوريا تنتظر أليس بالداخل إلا أنها حين شعرت بتأخيرها....خرجت لترى
ما سبب هذا التأخير.....
إلا أن قدماها تيبست حين رأت ساب واقف أمامها....تلاقت
النظرات وحاولت فكتوريا إبعاد نظراتها عن أعين ساب النافذه....وهو يتفحص جسدها بعينى
ثاقبه ليرى أثر الدمار الذى خلفه جورج بجسدها.....إلا أنها حاولت رسم إحدى إبتسامتها
المطمئنه حتى تخبر ساب أنها بخير... إلا أن عيناه التى لمعت بالدموع أوقفت تلك الإبتسامه
عن الظهور.....بل قامت بقتلها وهى تراه يحتضن شقيقاته بحمايه....وكلتاهما تبكى على
صدره....
لهذا هى الأخر لم تعد تستيطع الكذب أكثر
من ذلك.....لهذا ذهبت لأقرب مقعد جوارها وجلست عليه بأنفاسا مرتعشه لعلمها بما سيفعله
ساب.... إلا أن ما يريحها قليلا أن جورج قد رحل ولم يعد بعد ما فعله بها وب أليس.....كانت
نظراتهم متصله ببعض....حتى بعد أن هدأ بكاء جوليا وأليس وإبتعدوا عنه....
قال لهم ساب بثبات وخاصه وهو يربت على وجه
أليس بحنان: كفى عن البكاء يا مشاكسه أريد أن أطلب منكى شئ ما....بالخارج يوجد بعض
النباتات التى قمت بزرعها منذ فترة...هل تستطيعى الذهاب وجلب ما إستطعتى منهم....
وأتمنى أن يكونوا صالحين للإستخدام....أومأت
له أليس وذهبت لتنفيذ ما طلبه....ثم نظر ل جوليا قائلا بحنان هل تستطيعى جلب إناء من
المياه الدافئه مع بعض قطع القماش....أومأت له جوليا هى الأخره....وذهبت لتجلب ما طلبه
ساب
بعدما أصبح ساب بمفرده مع والدته....سار
بهدوء تجاه والدته وهو يرى وجهها المليئ بالكدمات والتى تدل على أن جورج كان يقوم بلكمها...
وكأنه يصارع رجلا لا إمرأة....وهذا جعل الدماء تغلى بعروقه...فتقدم إلى أن أصبح أمامها
ثم جثى على إحدى ركبتيه أمامها.....
وقال بغضب لم يحاول إخفائه: متى ستخبرينى
بالسبب الذى يجعله يقوم بفعل هذا بكى كلما سنحت له الفرصه؟!....ألم يحن الوقت لكشف
بعض الحقائق أمى؟!....تهربت فكتوريا بنظراتها من ساب كما تفعل بكل مرة....يحاول ساب
أن يسألها ذلك السؤال.....
فتنهد ساب محاولا تمالك أعصابه وهو يسألها
بثبات مصطنع.....حتى لا يشعرها بالخوف منه هو الأخر: حسنا لا أريد أن أعلم لماذا يفعل
جورج هذا بكى؟!....ولكن لماذا مازالتى متمسكه به لهذه الدرجه....رغم ذلك العذاب الذى
تتلقينه على يده....هل تعلمين أنك السبب ببقائه هنا إلا الأن؟!....أخبرينى سببا واحدا
يجعلكى تتمسكين به بهذه القوة وإلى الأن....حتى يهدأ قلبى قليلا ولكن لا تتحججى بنا
لأن هذه الأجابه لم أعد أقتنع بها.....لهذا فلتخبرينى الحقيقى أمى.....
توترت فكتوريا من حصار ساب لها إلا أنها
لم تجييه كالعاده....بالماضى حين كان يلاحظ ساب توترها الشديد هذا يشفق عليها...ولا
يعود لسؤالها إلا أنه قد فاض به الكيل ولم يعد يحتمل.....لهذا وقف أمامها وهو يقول
بغضب لم يعد يستطيع التحكم به وخاصه حين لم تجيبه بشئ: واللعنه فالتخبرينى بما فعلته
حتى يفعل بكى وبنا كل هذا....ولما أنت صامته إلى الأن رغم أنكى تعلمين أننى أستطيع
حمايتك منه....إلا أنكى من ترفضين الإبتعاد عنه وكأن ما يفعله بكى يروق لكى....كان
صوت ساب مرتفع وعيونه مائله للأحمرار بسبب كتمانه لدموعه....
خلال ذلك كان مارلين قد وصل وإستمع لصوت
ساب الغاضب والمرتفع....لهذا دخل مارلين المنزل لأن بابه مازال مفتوحا....ووقف أمام
ساب بأنفاسا متقطعه بسبب ركضه قائلا: فالتهدأ ساب فسؤالك لن يغير شئ مما حدث؟!...
نظر له ساب وقد ذهب تعقله وهو يقول بإنفعال:
للأسف مارلين لم يعد هناك سببا يجبرنى على رؤية فتياتى يتعذبا....بسبب أنانيه وضعف
والدتى التى تتقبل كل ما يحدث لها ولبناتها بصدر رحب.....وكأنها قد إعتدات الأمر
ثم نظر لوالدته مكملا بتصميم وحدة يتحدث
بها معها لأول مرة: الأن سيدة فكتوريا سوف
تخبرينى ما الذى يحدث بينكم....وإلا أقسم لكى بأننى سوف أرحل ومعى الفتيات ولن يستطيع
هو ولا أنتى الإقتراب منهم أو مسهم بسوء بعد اليوم....
هنا أدركت فكتوريا أن ما كانت تخشى حدوثه
قد أتى.... لهذا بدأت بالبكاء بطريقه هيستريه مخيفه وجسدها ينتفض رعبا....خاصه أنها
ترى أقرب شخص لقلبها قد وصل لهذه المرحله بسبب ضعفها وخزيها ..هى تعلم أن صغيرتها لن
تكف ألا عندما تعلم ما تريده....وهذا ما لا تستطيع تقديمه لها...
لهذا بدأت تهلوس بالحديث بطريقه متخبطه
وموجعه للقلب....وهى تشهق بقوة وتحرك يدها يمينا ويسارا بعشوائيه وهى تتحدث بتصوتا
متقطع بسبب بكائها: ل..لن تتر...تتركينى وتر... وترحلين ك... كما فعلت هى لن أس.. أسمح
لكى بهذا....توقفت عن إكمال حديثها بسبب خروج شهقه قويه منها...خلال ذلك كان مارلين
يطالعها بشفقه على الحالة التى وصلت إليها....
أما ساب فكان ينظر لها بصدمه....تشتت.....ألم
والأهم ضياع لرؤيتها بهذه الهيئه.... أكملت فكتوريا بحرقه: ل..لقد أحب...أحببته....
إلا أن....أنه وغ... وغد....حقير تفنن بإ...بإلامى لأنه يع..يعلم أن...أننى لن أب..أبتعد
عنه...
ثم توقفت عن إستكمال حديثها....إلا أن ساب
سألها بغضب: لما واللعنه لن تستطيعى الإبتعاد عنه...لماذا ما الشئ الجيد به حتى تتمسكى
به هكذا؟!...ردت عليه فكتوريا بحدة وقد تفاقم الألم داخلها: لأننى أحببته....أحببته
للدرجه التى تنازلت بها عن الكثير من أجله....شهقت تحاول أخذ أنفاسها وهى تكمل: تنازلت
عن أكثر من أحب من أجله....إلا أنه لم يكن يهتم سوى بمن تنازلت عنهم من أجله....
أنهت فكتوريا حديثها وهى لا تستطيع الإستمرار
بالحديث....حتى لا تخسر كل ما تملك....وجلست أرضا وقد شعرت أن طاقتها قد نفذت....إلا
أنها نظرت ل ساب قائلة بصدق....وهى تشير لقبلها بأيدى مرتعشه: لكن الأن أصبح الأمر
مختلفا.... فأنا أملك حبا أطهر وأنقى من حبى له.... لهذا أرجوك لا تنتزعيه منى سابيتى....
فأنتم أغلى ما أملك أرجوكى....
تحطم ساب وهو يراها بهذه الهيئه وهى جاثيه
على الأرض بهذه الطريقه...وتنظر له بوجه مرهق وجسد يهتز بقوة بسبب بكائها وشهقاتها...
وعينان تناجيه ليغفر لها شئ هو لا يعلمه....إلا أنه لم يعد لديه القدره على المسامحه
بهذه الأشياء....
نظر ساب لوالدته قائلا بخزى وحزن: أنت من
أردت حدوث ذلك من البدايه سيدة فكتوريا....لهذا فليتحمل كلا منا ما أرد ...
ثم نظر لوجه مارلين الذى ينظر له بترجى
حتى يكف عما يفعله إلا أنه لم يعيره إهتمامه....بل إستدار ساب ينظر يمينه فوجد أليس
تقف أمام باب منزلهم تبكى بصمت.... والنباتات ملقى أرضا أمامها.... وعلى بعد بسيط منها
تقف... جوليا تبكى هى الأخرى بصمت...
وهى تحمل إناء المياه التى طلبها منها ساب....
ثم إستدار بوجه للإتجاه الأخر فوجد الصغيرة
ليلى تجلس بركن وتضم قدميها لصدرها وتبكى بقوة.... تحرك ساب بأليه للصغيرة ثم جثى بقدمه
أمامها...
ومد يده يربت بها على رأسها بحنان.... وهو
يقول بإبتسامه حانيه جاهد لإظهارها :لا تخافى صغيرتى فأنا لن أسمح لأحد بأن يقوم بإذائك....
ثم قام بمسح دموعها وهو يكمل: كما أن الجميلات لم يخلقن للبكاء بل خلقا ليبتسما فقط....
أومأت له ليلى وهى تقترب من صدره تضمه بيدها
الصغيره وهى تقول بصوتا باكى: أرجوك لا ترحل مرة أخرى ساب ....فأنا أخاف أن أنام بمفردى...
ظل ساب يربت على ظهرها ورأسها بحب.... وهو يقول لها : ليطمئن قلبك صغيرتى فأنا لن أتركك
وحدك لهذا لا تخافى....
ظلت ليلى متشبسه به بقوة... إلتفت ساب وهو
يحمل الصغيرة بأحضانه فوجد مارلين يساعد فكتوريا بالجلوس على أحد المقاعد... فقال ساب
بثبات: جوليا ضعى الإناء على الطاوله ...وأنتى أليس إجمعى تلك النباتات وضعيها أيضا
على الطاوله.... قاموا الأثنين بتنفيذ ما قاله ....
وإقترب ساب من والدته وهو يقول لها بهدوء
دون النظر لوجهها: هل هناك كدمات أخرى غير التى أراها؟!...ثم أكمل بسخريه دون أن يعطيها
فرصه للرد: أعتذر عن سؤالى فلابد أنكى ترينه سؤلا سخيفا....
أنهى حديثه بغضب لم يحاول إخفائه...
رغم تيقنه من الإجابه ...إلا أنه عاد وسألها
وهو ينظر لها هذه المرة: هل يوجد كدمات أخرى غير التى أراها ؟!... نظرت له فكتوريا
بضعف تستميله ليرفق بقلبها :أجل ....
فأومأ له ساب قائلا بهدوء: حسنا.... ثم
إقترب من الطاوله وبدأ بفصل النباتات عن بعضها البعض.... وإبعاد الفاسد منها
وأخذ الجيد منها لخلطه ....وبعد إنتهائه قام بوضع يده بالمياه الدافئ ....وأخبر أليس
أن تفك قطعه القماس التى تلفها حول معصمها.... وأمرها بوضع يدها بالمياه الدافئه
....ثم أضاف بعد النباتات على المياه ....وظل يدلك يدها بالأعشاب بهدوء ....ثم أخبرها
أن تتركها هكذا لبعض الوقت..
ثم طلب من جوليا أن تأتيه بإناء لطحن الأعشاب
الأخرى ....التى يحملها بيده مع كوبا من المياه جلبت جوليا ما يريد وبدأ بطحن المكونات
التى وضعها بها.... كل هذا وهو مازال يحمل ليلى الصغيرة بين أحضانه ....وبعدما إنتهى
إقترب من والدته وظل يمسح بقطعه القماش على كدماتها برقه ...ثم يضع الأعشاب عليها
....ظل هكذا إلى أن إنتهى من الكدمات التى تراها عيناه ....ثم قدم لها الإناء الصغير
الذى يوجد به الأعشاب التى قام بطحنها...
وطلب منها الذهاب إلى غرفتها لوضع الأعشاب
على باقى كدماتها التى لا يراها .....
ثم نظر ل أليس سألا إياها :أين هى سيلا
؟!...أجابته بصوتا مرهق: بمعهدها فهى تذهب منذ يومان ....أومأ لها ثم أكمل قائلا :وأين
هو جورج؟!.... أجابته أليس بتوتر: بعد رحيله منذ أول أمس ونحن لم نراه....
تنهد ساب وهو يلتفت ينظر لمارلين وهو يقول:
فلتبقى مع أليس وجوليا سأصعد لأضع الصغيرة بالفراش.... أومأ له مارلين فتحرك ساب تجاه
غرفته وقام بوضع ليلى بهدوء على فراشه... وذلك بعد أن تأكد من نومها بين أحضانه بالأسفل...
ثم قام بوضع الغطاء عليها ثم توجه لأحد أدراجه وفتحها بهدوء... حتى لا يصدر صوتا فتستيقظ
الصغيرة....وأخرج منه شفرة حاده ثم إلتفت يتأكد من إستغراق ليلى بنوما عميق....
وعاد لينظر للشفره التى يحملها بين يده
وضعها أمامه ينظر لها بجمود.....وهو يقوم بنزع قميصه ودرعه....ثم أخذ الشفرة وقام بتمريرها
على شقه الأيسر أعلى صدره بجوار قلبه ببرود....وحين إنتهى قام بوضع الشفره موضعها مره
أخرى بعد أن قام بإزاله الدماء العالقه بها....
ثم نظر لجزئه العلوى بالمرأه تجاه الجرح
الجديد الذى صنعه.... فكان جسده يشبه اللوحه التى يوجد بها العديد من الخطوط المتناثره....فكانت
الجروح منتشره أعلى صدره..... قام ساب برفع يده يتلمس جروحه بهدوء.... وهو يقول بعيونا
إمتلأت دموعا رغم جمود ملامحه:باليوم الذى سأشعر فيه بالألم حين أمرر شفراتى عليك سأعلم
أننى أخطأت بحق ذاتى.... والتى قمت بتشويهها بهذه الطريقه.....ولأننى أشعر بألم قلبى
فقط ....فهذه الجروح لن تلتأم يوما ما لأننى لن أسمح لها بذلك.....
هذا هو ما كان عليه ساب...هذه الجروح لأنه
نقضى عهده الذى تعاهد به أمام ذاته....ظل يمرر يده بهدوء على تلك الجروح الخمس القديمه....والذى
كان لكل جرح منهم قسم وعهد لم يقم بتنفيذه.....كان يتذكر
وعيناه بدأت بذرف الدموع الصامته....ثم
أغمض عيناه يحاول منع تدفق الذكريات....التى تهاجم عقله بضراوة الأن....
إلا أنه لم يستطع ففتح عيناه متوجها ل حمامه
فاتحا بابه ودخل مغلقا الباب خلفه..... وهو يجلس أرضا واضعا يده على رأسه يدلكها لعل
ألمه يهدأ.... إلا أن الأصوات المتلاحقه تزاد حده.... فأغمض عيناه بقوة من شدة ألمه
:
أقسم أننى لن أعود للبكاء مرة أخرى
....أقسم أننى لن أساعده بقتل أطفالك بعد اليوم حتى وإن كان موتى فديه لهم...أقسم أننى
سأساعدك على الخروج من هنا حى.....أقسم أننى سأحميكم ولن أجعل ضرر يصيبكم....أقسم أننى
لن أدعه يقترب منكى بعد اليوم ....أقسم أننى لن أسمح أن يصيبكم أذى ما دمت حى....
ظلت تلك الكلمات تتكرر بعقله دون توقف....
وشعر أنه سيصاب بالجنون إن لم تتوقف هذه الأصوات... لهذا حاول الوقوف على قدمه وهو
يصارع لأخذ أنفاسه... يبحث عن شئ يسكت به صراع عقله...
فنظر لدلوا مليئ بالمياه فجلس أرضا مدخلا
رأسه به دون تردد..... ظل هكذا لدقيقه ثم رفع رأسه يحاول أخذ أنفاسه....ثم أعاد وضع
رأسه بأكملها داخل المياه مرة أخرى....وظل يصرخ داخلها بقوه إلى أن تنقطع أنفاسه....فيخرج
رأسه وهو يشهق بقوة محاولا أخذ أنفاسه.... ظل يكرر هذه الحركه لأكثر من مرة إلى أن
شعر بالإرهاق....
فألقى بجسده أرضا وهو ينظر لسقف حمامه بأنفاس
متلاحقه....ورأس مبلل وعينان مازالت تذرف الدموع ووجهه محتقن بسبب بكائه وصراخه بالمياه.....
ظل على هذا الوضع لأكثر من ساعه.... لم يتحرك منه إصبعا واحد....
بعد قليل شعر ساب أن جسده يحتاج للراحه
كما أن عيناه تؤلمه بسبب بكائه المتواصل... لهذا وقف بهدوء مكملا نزع باقى ملابسه....
وقام بالإستحمام دون أن يعطى أهميه لألم جسده وروحه....ثم خرج وهو يردتدى ملابس أخرى
نظيفه.... وملامحه يغلفها برود شديد.....ثم إقترب من فراشه قام بتقبيل جبين ليلى وخرج
من غرفته بهدوء.....
نزل ساب للأسفل فوجد الجميع جالسون بصمت
حزين.... كذلك مارلين كان حزين بشده ويشعر بالشفقه على السيدة فكتوريا...إلا أن هناك
شئ مازال يشعره بالتشوش...منذ تحدثت السيدة فكتوريا مع ساب وهى تقول له: صغيرتى....
وسابيتى.... فلقد شعر بالتعجب من هذا.....ولكنه رجح أن هذا بسبب إرهاقها....
أخرجه من شروده ساب الذى وقف أمامهم بملامح
مبهمه غير مقروئه وهو يقول بجمود: سأرحل لبضع أيام من أجل عملا ما.... وحين أعود سأرى
ما الذى سأفعله....ثم نظر ل جوليا وقال بجمود :جوليا ستبقين هنا إلى حين عودتى....ثم
نظر لمارلين مكملا: وأنت ستكون الورشه بعهدتك.... ثم تركهم ورحل دون أن يلتفت لأحد
منهم....
خلال خروجه رأته سيلا إلا أنها لم تستطيع
اللحاق به فقد ركب فرسه ورحل سريعا.... فتنهدت بحزن لأنها لم التتحدث معه....ثم دلفت
للداخل فوجدت الجميع جالسون بصمت....ومارلين جالس معهم فسألت متعجبه: ما الذى يحدث
هنا؟!...
تكفلت جوليا بالرد عليها وهى تقول بحزن
شديد: لقد علم ساب ما فعله والدنا..... فقام بمعالجة والدتى وأليس.... ثم أخبرنا أنه
راحل لبعضه أيام.... ثم سيعود ويرى ما الذى سيفعله.....
حين إستمعت سيلا لما قالته جوليا ألقت ما
بيدها من كتب.... وقالت بحده: فقط هذا ما فعله....هل تركنا ورحل دون أن يبحث عن هذا
الرجل الذى كاد يقتل أمى وأليس....كيف يفعل بنا هذا؟!....
تحدثت أليس بعيون دامعه وصوتا حاد: كفى
عن الصراخ سيلا.... فجميعا يحمل ما لا يطيق.... لهذا لا تطيلى كفى....
ردت عليها سيلا بعنف :بل فالتكفى أنتى عن
الإستمرار بالضعف أمام هذه الحياة المثيرة للإشمئزاز....فإذا قررتى أنتى الأستسلام
....فأنا لن أصمت بعد اليوم....وإذا أتى هذا الرجل لهنا مرة أخرى أنا من سيقف بوجهه...وليحاول
الأقتراب منا وحينها سأقتله بيدى.....
تحدث مارلين حين لاحظ أن النزاع سيشتد بين
الشقيقتان.... بينما كانت جوليا كعادتها تقف بركن ما وتبكى بصمت.... منتظره أن يكف
كلاهما عن الصراخ.. قال مارلين بثبات: كفى سيلا فالتهدأى فأنت تعلمين أن ما تقولينه
ليس حلا....
أجابته سيلا بغضب وعينى لمعت بالدموع أبت
أن تفرج عنها عيناها : بلى أن هذا هو الحل الوحيد لهذا الحقير الذى أجبرنا على إتخاذه
أبا لنا....
هنا خرجت فكتوريا من غرفتها وهى تقول بحده:
ألم تسمعى ما قالوه لكى.... فالتكفى عن الصراخ.... كما يجب أن تلزمى حدك فمن تتحدثين
عنه أباكى....حتى وإن قام بقتلنا جميعا.....كما أننى لن أسمح لكى بقول أى شئ مشين بحقه...أفهمتى
ما أقوله...أنهت حديثها وصدرها يعلو ويهبط بإنفعال.....
نظرت لها سيلا بحقد وإشمئزاز أصاب فكتوريا
بمقتل وهى تقول بألم : أتعلمى أننى أشمئز من ذلك الحب الذى أفنيتى حياتك وحياتنا من
أجله.... كما أتمنى ألا أقع بعشق أحدهم يوما ما.. حتى لا أكون بهذا الضعف وإنعدام الكبرياء
مثلك....
لم تستطع فكتوريا تحمل نظرات وكلمات إبنتها
لها... لهذا وبدون تفكير قامت برفع يدها وصفعتها بقوة وهى تقول لها بحده: هذا حتى تتعلمى
كيف تتحدثين مع والدتك بإحترام.... أنهت فكتوريا حديثها وهى تتنفس بقوة.... وكلتا يديها
ترتعشان بطريقه ملحوظه.... فهى وللمرة الأوله تقوم برفع يدها على إحدى فتياتها....
كما شهقت أليس وجوليا حين صفعت والدتهم
سيلا والتى نظرت لوالدتها بصدمه بالبدايه..... ثم تحولت نظراتها للجمود وعادت لأخذ
كتبها الملقاه أرضا.... وصعدت لغرفتها تحاول كتم شهقاتها بيدها....ظلت نظرات فكتوريا
معلقه بالمصعد... وهى تضع يدها على شفاها صدمة مما فعلته.... ثم نظرت ليدها بعدم تصديق....
وهى تحدث نفسها بألم: كيف فعلتيها وصفعتى صغيرتى؟!...
حاولت جوليا أن تقترب من والدتها لتهدأ
من روعها إلا أن فكتوريا لم تعطيها الفرصه....ودخلت لغرفتها مرة أخرى تبكى بحرقه على
ما وصلت له مع فتياتها...قرر مارلين الرحيل وبعد رحيله....توجهت كل فتاة لغرفتها....
ومن ثم سقط المنزل بسكون كئيب....
❈-❈-❈
أتى الصباح ومعه أشرقت شمس يوما جديد...
وكان ساب قد وصل للمقاطعه...قرر ترك فرسه أمام منزل دوغلاس...لإستكمال طريقه سيرا وبعد
حوالى النصف ساعه وصل ساب لوجهته....ف كان المكان ينعم بسكون شديد كما كان الجو مائل
للبروده....
إلا أن هذا لم يؤثر ب ساب الذى قادته قدمهاه
لمكان ما حفظه عن ظهر قلب من كثره حضوره إليه... وصل ساب أمام أحد المقابر ثم جلس أرضا
أمامها.....وقام بالمسح عليها فظهر إسم سابين بوضوح على المقبرة
فظل يحرك يده على إسمه الذى خطه بنفسه على
تلك الصخرة....ثم إبتسم ساب بحزن وهو يقول: لقد كان يوما عصيبا... وجلس مستندأ برأسه
على الصخر
التى تم نقش إسمه عليه منذ ما يقارب التسع
سنوات بطريقه غير مرتبه....وأغمض عيناه فقد كان يشعر بإرهاق شديد بسبب أحداث يوم أمس.....
كما أنه لم ينم بسبب سفره الذى إستمر الليل بطوله.... لهذا قرر إغماض عيناه ليستريح
لبعض الوقت... فقط بعض الوقت.....وهو مازال يمرر يده ببطئ على إسمه المحفور بهذا الصخر
الصلب...ومع كل لمسه كانت أذنه تستمع لصوت الأداه الحاده....التى كان يحفر
بها إسم سابين على الصخر...
خلال ذلك أغمض ساب عيناه وذهب بسبات عميق...
وخلال نومه لم يكن يرى سوى الظلام.... إلا
أن وجد نفسه بغرفه مغلقه يعرف جدرانها جيدا... بدأ جسده يهتز وكأنه يحارب أحلامه لعله
يستيقظ....ولكنه شعر بنفسه مقيد بشده.... وبدأ يفقد الشعور بذاته....وأيقن أنه بأحد
كوابيسه.... لأنه يشعر بجسد سابين وقلبها كان ينبض بقوة مرعبه فأدرك أنه لن يستطيع
إنقاظ ذاته لهذا إستسلم للأمر....
إستفاقت سابين ووجدت نفسها معلقه من يدها....
كما كان حال الفتى الذى رأته منذ قليل...ولكن
المختلف أنها لا ترتدى أى ملابس هى عاريه بالكامل... شعرت سابين بروحها تسحب منها وهى
معلقه بهذه الطريقه..... كما لا تستطع مدارات جسدها الذى ينتفض رعبا....حتى شعرت بالمياة
الدافئه تسير على قدميها.... فأدركت أنها بالت على نفسها من شدة خوفها....
عقلها الصغير يحاول إيجاد حلا لتخرج من
هنا...
إلا أنها لم تجد لهذا دخلت سابين بنوبه
هلع وظلت تبكى بطريقه هيستريه....وهى تتخيل ما قد يفعله
بها هذا الوحش الذى قام بتعليقها بهذه الطريقه....
ولماذا قام بإزالة ملابسها؟!....من المؤكد
أنه سيقوم بقتلها وحين توصل عقلها لهذا الأمر.... ظلت تصرخ بصوتا يرتجف خوفا وبردا....
سابين ببكاء وصوتا مرتفع وهى تنظر للباب
بزاويه عيناها.... فوضعها لا يسمح لها سوى بهذه الرؤيه الضئيله.... إلا أنها لم تمانع
فكل ما أردته هو الخروج من هذا المكان: النجده.... النجده....هل يسمعنى أحد؟!.... أرجوكم
أخرجونى من هنا.....فأنا أشعر بالخوف..... أرجوكم.....النجده....ظلت هكذا لما يقارب
ربع الساعه....وحين تيقنت أنه لن يأتى أحد لإنقاظها كما لم يفعل أحد لإنقاظ الفتاة
الأخرى التى رأتها منذ قليل.... أصبحت شهقاتها مرتفعه....كما تخدرت يدها بسبب ثقل جسدها....جعلها
لم تعد تشعر بجسدها بسبب ثقله.... كما كان جسدها يهتز بشدة ملحوظه ليس بسبب بكائها
فقط....بل بسبب تلك البروده القارصه فى هذه الغرفه....
أصبحت سابين تهلوس بكلمات غير مفهومه من
شده إرهاقها وخوفها.... فأصبحت ترى صورا لأبيها وهو يقوم ببيعها... ووالدتها وهى تبكى:
أبى لا ترحل أرجوك.... أمى.... الصغيرة..... إبتعد عنها.....أبى...
أرجوك أبى لا تتركنى...أرجوك أنا
خائفه...أبى أرجوك...
كان بكائها.... وشهقاتها...وحديثها الغير
مرتب... يحطم القلوب.... إلا هذا الذى أعجبه ما يراه بشده...حين دخل إلى الغرفه التى
قام بوضعها بها.... ظل ينظر لها بإفتراس لو رأته الصغيرة لتوقف قلبها رعبا منه...
إلا أنها لم تكن بوعيها فقد غاب عقلها وكأنه
لم يتقبل ما يحدث له فإنفصل عن واقعها....
إلا أن ذلك لن يمنع ألدس من فعل ما يشاء
بها....
والذى إقترب منها بهدوء وقام بصفح مؤخرتها
بقوة.... حين تأكد أنها لم تلاحظ وجوده إلى الأن وأنها تهلوس بإسم والدها العزيز....
وهذا أغضب غرور الوحش الذى بداخله....
إنتفض جسد سابين رعبا من صفعته القويه....
وإستيقظت جميع حواسها.... لترى ما الذى سيفعله بها هذا الوحش المرعب..... والذى ينظر
لها بنظرات لم تفهم منها شئ... إلا أن جسدها إقشعر لها بنفور وإشمئزازا....وشعرت
أن قلبها سيتوقف بأى لحظه من شدة رعبها...
كان صوت بكاء سابين وشهقاتها... وصوت حذاء
ألدس هما فقط ما يسمع بالمكان كله.... ظل ألدس يدور حولها ينظر لجسدها بدقه ليحفر هذه
اللوحه الذى سيتفنن برسمها داخل عقله...هو لا ينكر عشقه لجسد مارجرى.... إلا أن جسد
هذه الصغيره مهلك رغم أن مفاتنها لم تظهر بعد.... وظل يتخيل جسدها حين يكتمل نضوجه
بالطريقه الصحيحه....
لم يستطيع تمالك ذاته أكثر من ذلك فقام
بتمرير يده بإثاره وهدوء على جسدها....وخاصه مفاتنها.... شعرت سابين أن ما يفعله هذا
الحقير أمر خطأ....لأن جسدها لا يتقبل لمساته بل ينفر ويشمئز منها..... لهذا ظلت سابين
تبكى وتصرخ حتى يبتعد عنها.... أو لعل أحدهم يستمع لصراخاتها المتألمه والخائفه فيأتى
لأنقاظها....
إلا أنه لم يأتى أحد....وظل ألدس يضحك بطريقه
جنونيه....جعلت صراخها يصبح أعلى... وهى تنادى بإسم أبيها لعله يستمع لصوت صراخها...
فيرق قلبه ويأتى لإنقاظها من يد هذا الحقير....
سابين بصوتا ممزق من كثرة صراخها....أمله
أن يستمع أبيها لمعانتها فيأتى لنجدتها: أبى أرجوك لا تتركنى....
توقف ألدس عن الضحك....وإقترب منها وهو
يقول بغضب ويسحب شعرها للأسفل ليؤلمها :أحقا تظنين أن أبيك يستطيع أخذك من بين يدى
أيتها الجميله.... ثم حاوط خصرها يقربها إليه وهو يضع أنفه بجوف عنقها يشتم رائحته....لم
تستسلم له الصغيرة رغم خوفها منه...وأصبحت تقاتله بشراسه ليبعد عنها هذا الحقير....إلا
أنه لم يتحرك قد أنمله بسبب جسدها الضعيف والصغير بالنسبه لجسدة الضخم....
لم تستسلم سابين رغم ما قاله ألدس والذى
جعل الدماء تتوقف بعروقها.... إلا أنها تذكرت ما كانت تقوله لها والدتها حين تشعر بالخوف...فكتوريا
بإبتسامه حانيه لسابين التى بلغت سن السابعه:حين تشعرين بالخوف يا صغيرتى الجميله...
تذكرى إسم شخصا تحبينه... وحينها سيستمع هو لصوتك ويأتى لإنقاظها ...ولكن تذكرى
يجب أن يكون كلاكما تتبادلان ذات المشاعر حتى يستطيع سماعك....
لهذا عادت سابين لتصرخ بإسم والدها بكل
ما تملك من قوة حتى يستمع لندائها....كما قام ألدس بالإقتراب من أذنها وهو يقول بجنون:
نادى أعلى يا فتاتى... فهو لن يسمعى هكذا....أجل هكذا إجعلى صوتك أعلى....أم تريدنى
مساعدة منى؟!...
توقفت سابين عن صراخها وهى تحاول إلتقاط
أنفاسها....ثم قالت بشراسه رغم رعبها منه.... إلا أنها إعتادت القتال لهذا فهى لن تستسلم
الأن: إبتعد أيها الوغد الحقير....
رد عليها ألدس وأنفاسه تضرب عنقها
بقوة ....إذا سأعتبر ذلك موافقه منكى على مساعدتى لكى.... ثم قام بعض رقبتها بقوه....عاد
صراخ سابين أقوى من أى مرة مضت...فكان صراخها يعبر عن ألمها...وخوفها وضعفها....وعجزها....
لهذا كان صرختها أشد وطئ على من يمتلكون قلوبا داخل صدورهم..... وليس حجرا كأمثال قاطنى
هذا بالقصر....فرغم إستماعهم لصراخها الموجع
للقلوب... إلا أنه لم يفكر أحد بمساعدتها خوفا من أن يلقى نفس مصيرها....
حين إكتفى ألدس منها إبتعد عنها وهو ينظر
لجسدها الذى ينتفض بقوة.....وهى مازالت لم تفقد الأمل وظلت تتمت بإسم أبيها تناجيه
بصوتا ضعيف....
فهى لم تعد لديها القدرة على الصراخ....
كان صوت بكاء سابين وشهقاتها الضعيفه مسموع إلا أن أنهك جسدها وسقطت فاقده الوعى....ولكنها
قد أيقنت أن كل ما قالته والدتها يوما ما.... ما هو إلا كذبا محض..... قالته فقط حتى
تعطى لها أملا ذائفا بأن هناك من قد يساعدها....كما أن حقيقه أن أباها لم يحبها يوما
ما ألمت روحها بشده.... فقد كانت تملك أملا أن يحبها كما كانت تحبه هى....
كان ألدس ينظر لها مبتسما على وصلت له...
وفمه ملطخ بدمائها....ثم تحولت نظرته إلى إعجاب بها... على شراستها وثباتها أمامه رغم
معرفته أنها تخافه من قبل أن تراه..... فتبولها كان خير دليل على ذلك...
ظل ينظر لها وهو يعلم جيدا ما يفعله...
فهذه الفتاة تمتلك شجاعه وكبرياء لم يراه بأحد من قبل.... لهذا كان يجب عليه كسر هذا
الكبرياء وبقوة....
كما يجب أن يفقدها الثقه بكل من تحب....
فالمرة الأوله لم يفلح معها الأمر.... وتقين أنها لم تخشاه بالقدر الذى يريد.... رغم
أنه قام بقص شعرها.... إلا أنها إزدات عنفوان....لهذا وضعها بمفردها بغرفه منعزله.....
وقصد نزع ملابسها حتى يرسل الخوف لقلبها.....
خلاصه القول هو أدرك كيف يجعلها تحت طوعه...
وإجبارها على التخلى عن كل ما تعلمته.... والتخلى عن الجميع من أجل البقاء..... وهذا
هو ما سيبرع فى تنفيذه....
ظلت سابين معلقه كما هى عاريه برقبه تنزف
دما....
كما ظل ألدس يشاهد اللوحه التى بدأ برسمها
بيده لبعض الوقت.... إلا أن قرر الخروج ولكن قبل خروجه قام بفك قيودها.... وتركها تسقط
أرضا كما هى.... وخرج مغلقا الباب خلفه بقوة.....
إستيقظ ساب من سباته وهو يحاول أخذ أنفاسه
المتلاحقه....ويد تتلمس رقبته بسبب الألم الشديد الذى يشعر به....والأخرى تتأكد أنه
مازال يرتدى ملابسه كامله.... وحين تيقن أنه قد أفاق... وأن هذا ليس سوى ذكرى لعينه.....بدأ
ساب ينظر حوله فوجد الظلام يخيم على المكان بأكمله..... فتنهد وهو يحاول الوقوف بإعياء
شديد... متجها لمنزل دوغلاس حتى يستريح... فقد أخذ هذا الكابوس كل ما يملك من طاقة....
تحرك ساب ليخرج من المكان بخطوات بطيئ....إلا
أنه توقف مكانه حين عاد ذات الصوت ليطن بأذنه من جديد....فإستدار بأنفاس متلاحقهليتأكد
مما يسمعه..... فإتسعت عيناه وهو يرى سابين الفتاة صاحبه الحاديه عشر من عمرها....
ذات الشعر القصير والملابس الباليه .....ووجهها محتقن بالدموع وهى تخط إسمها بقوة على
هذا الحجر.... وهى تقول ببكاء وحرقه....
سابين بألم وإنكسار: هذا أصبح مكانك من
اليوم سابين.... فأنتى فتاة لا تستحق سوى القتل...لأنكى من أجل الحفاظ على جسدك....
قررتى التخلى عن روحك وإنسانيتك....لهذا أقسم أن أفنى هذا الجسد
كما برتى فى إفناء غيرك من الأجساد....ثم
وقفت
على قدميها مبتعدة....بعد أن إنتهت من نقش
إسمها ورحلت بعيدا عن ساب.....الذى كان ينظر لجسدها الذى إختفى عن أنظاره وعيناه مليئة
بالدموع....
أغمض ساب عيناه وهو يدرك ما هو مقدم عليه.....
لهذا قرر العودة سريعا قبل أن يفقد وعيه بالطرقات ويصبح عرضه للقتل.....لهذا ساره بنظر
مشوس وجسد مشتعل تجاه منزل دوغلاس.... إلا أنه ظل يحارب إلا أن وصل لمنزل دوغلاس ودخله....دون
أن يفكر بغلق الباب خلفه.... ثم ذهب بأنفاس متقطعه إلى المطبخ لعله يجد ضالته.....
إلا أن جسده لم يسعفه وسقط على الأرض بقوة
فاقدا لوعيه..... وقد أصيب جسده بحمه قاتله قد تنهى حياته التى لم يعد يريدها.....
❈-❈-❈
يتبع..