الفصل التاسع والأربعون - مملكة الذئاب Black
الفصل التاسع والأربعون
أتت الشمس بنورها لتغزو القصر الملكى بأشعتها الدافئه... ومعها إستيقظ أغلب قاتنبه من الخدم... ليقوم كل واحد منهم بعمله... كما أتى الحدادين لبدأ أعمالهم وتم تغيير الحراسه الليليه لأخرى....وإنتشر النشاط بجميع أركان القصر....
كما كان الملك يجتمع بمستشاريه وجورج معهم لينظروا إلى الرسومات النهائيه....التى قام بها جورج ولقد أبهر الجميع بما فعله..... فقد كانت الرسومات دقيقه لدرجه عاليه..... تدل على براعه راسمها وبعد العديد من الأحاديث والمناقشات.....
تحدث الملك بهيمنه وثبات : إذا ماكس أنت من ستتابع الأعمال مع جورج...كما ستكون المسؤال معه أمامى عن أى خطأ يقع بهذا العمل.... أومأ له كلا من جورج وماكس بالموافقه....وبعدها خرج كلاهما ليبدأ بتنفيذ الرسومات على أرض الواقع.....
بعد خروجهم طلب الملك من العم دوغلاس وعمه دراكوس أن يكونا بالأسفل.... لإستقبال الليدى ففيان فهى ستكون هنا خلال وقتا قصير....أومأ له السيدان ورحلا هما الأخران.....وظل ماثيو وألفين وديفيد ليستكملوا باقى الأعمال مع الملك...
خلال ذلك كان ساب قد وصل للقصر... وكان سيتجه لمكتب الملك لأخباره بقدومه... إلا أنه غير إتجاه حتى يطمئن على صديقه كيشان ورفيقته سانسا... وصل ساب للإسطبل ودخل من مقدمته بدلا من الإلتفات حوله والدخول من الخلف.... كما يفعل بكل مرة ولكنه فعلها....حتى لا يراه أحد من المستشارين فيوقفه ويسأله عن سبب إختفائه خلال الفترة الماضيه...وهو لا يملك الطاقه لهذا....
وصل ساب لمكان صديقه فوجده يجلس بإرتخاء وسانسا تستند عليه براحه وسكينه....فإبتسم ساب لهذا المشهد كان كيشان قد إشتم رائحه صديقه...فألتفت ينظر له...
فوجد ساب يتقدم إليه وهو يبتسم فزمجر بإشتياق له....ووقف على قوائمه الأربعه وإقترب من ساب يرحب به....فأصدر ساب ضحكه هادئه لما فعله صديقه من إستقبال حافلا....وظل يمسد فرائه وإنخفض يقبل ما بين عيناه كما يفعل دائما...ثم
إبتعد عنه وإقترب ل سانسا التى تنظر لهم بهدوء... وقام بتمسيد فرائها وتقبيل ما بين عيناها هى الأخر...
وهو يقول بود : كيف هو حالك يا جميله مع هذا الوحش العملاق؟!...أنهى حديثه بإبتسامه هادئه... اقتربت منه سانسا وهى تحتك بها بلطف....وكأنها تخبره أنها بخير...فإبتسم ساب لهذا ثم وقف ونظر لكلاهما.... وقال بتسأل : ولكن لما لا تجلسون بالخارج فالسماء مشرقه والجو رائع بالخارج؟!....
فخرجت زمجره حزينه من سانسا... ففكر ساب قليلا ثم قال بحماس : حسنا من يريد التنزه فبكلتا الحالتين هو سيقوم بقتلى مشيرا للملك...لهذا فالنمرح قليلا....زمجرت سانسا بسعاده وهى تلتف حول ساب بحماس هى الأخرى....
بخلاف كيشان الذى ينظر ل ساب بهدوء وكأنه لا يحبذ هذه الفكره....لأن صديقه ليس معه....إلا أن حماس رفيقته جعله ينظر لهم بصمت....
خلال ذلك كان دوغلاس ودراكوس يقفان لأستقبال الليدى وإبتنها..... وخلال ذلك كانوا يتحدثون عن البرج الذى سيقوم جورج بإنشأه... إلا أن أحد الحرس قاطع حديثهم وهو يسرع بإتجاههم....قائلا بنفسا منقطع بسبب ركضه:سيدى هناك أمر هام على إخبارك به؟!...
فنظر له دوغلاس وقال بهدوء : ماذا هناك؟!... هل أتتك أخبار عن ساب؟!...أومأ الحارس بإحترام وهو يقول: أجل سيدى...لقد أتى ساب منذ قليل...
ظهر القلق على ملامح دوغلاس ولكنه أخفى ذلك ببراعه وهو يسأل الحارس :ولما ليس لدى علم بقدومه حتى الأن...أجابه الحارس ببعض من الخوف: لقد أتى منذ مده قصيرة... كما أننى بحثت عنك سيدى وأخبرونى أنك بإجتماع هام مع الملك... لهذا إنتظرتك حتى تخرج وها أنا أخبرك بقدومه....
تنهد دوغلاس بحده وقال محاوله عدم الإنفعال فالحارس لا ذنب له : وأين هو الأن؟!...أجابه الحارس وهو ينظر للأسف لفشله بما طلبه سيده: أنه بالإسطبل منذ قدومه....
حاول دوغلاس التحكم بإنفعاله ليفكر بهدوء...ولكنه تذكر أن الملك طلب من جورج وماكس التواجد بالساحه الخلفيه لبدأ العمل...وهذا يعنى أن المسافه بين ساب وجورج تعد معدومه... ومن المؤكد أن ساب سيرى جورج عند خرج من الإسطبل...
فأسرع تجاه الساحه الخلفيه... وخلفه دراكوس الذى يستمع لصوت دوغلاس الغاضب وهو يلعن...
وصل دوغلاس للساحه الخلفيه وهو ينظر حوله حتى وجد جورج وماكس يتناقشان بالعمل....فأسرع تجاههم وهو يحاول إلتقاط أنفاسه... ثم أمسك بكتف جورج يجره خلفه دون حديث... ليخرجه من هنا قبل خروج ساب.... تعجب كلا من جورج وماكس.... من سحب دوغلاس ل جورج بدون سبب....
وظل جورج يسأله بتعجب....جورج بدهشه :ما الذى تفعله دوغلاس.... إتركنى فأنا لدى الكثير من الأعمال المتراكمه....ولم أنتهى منها بعد...لم يكن جورج ولا ماكس يعلم لماذا يفعل دوغلاس ذلك....
لهذا سحب جورج يده من دوغلاس وهو يقول بتعجب: فالتخبرنى بما يحدث معك يا رجل ؟!..
أجابه دوغلاس بحده وهو يعود ليمسك بيده: لقد عاد ساب.....لم يظهر على ملامح وجهه جورج سوى نظرات البرود المعتاد....وكأن الأمر لا يعنيه رغم أن قلبه يكاد يخرج من بين أظلاعه إشتياقا لصاحبه العيون المهلكه.... وخائف من رد فعلها حين تراه هنا....
وكاد يرد على دوغلاس إلا أن الأون قد فات حين قال ماكس بصدمه :ماذا الذى يفعله ساب مع الذئبان بالخارج؟!... نظر الجميع إلى ما ينظر إليه ماكس فوجدوا ساب خرج من الإسطبل ومعه الذئبان....
وهنا توقف كل شئ حين نظر ساب أمامه فوجد جورج ودوغلاس وماكس ودراكوس يقفون معا... وتوقفت عيناه على جورج....ثم إنتقلت ببطئ ليد دوغلاس التى تتمسك بكتف جورج بأريحيه مطلقه... وكأنهما إعتاد على فعل ذلك من قبل.... فتجعد ما بين حاجبيه غير متقبلا لهذه الفكره....وهو يعود لينظر ل دوغلاس منتظرا تفسير ما يراه....لاحظ دوغلاس ذلك فأبعد يده عن جورج....
فلاحظ ساب ما يحمله جورج وماكس بأيديهم من أوراق تستخدم للرسم فقط....حينها أدرك ما يحدث فزاد إنعقاد حاجبيه وظهرت الصدمه على صفحات وجهه....وهو لا يصدق ما تراه عيناه.... لقد فهم الأمر الأن.... فلا أحد يعلم بإتقان جورج للرسم سوى هو وعائلته ودوغلاس حين ساعده بصنع درعه الذى قام جورج برسمه من أجله.....
ولكن كان السؤال الأعظم الذى طغى على باقى الأسأله التى يطرحها ساب على نفسه هو: لما؟!..
لما يفعل دوغلاس شئ كهذا به.. وهو يعلم كم
يمقت والده ولا يحب التواجد معه بمكان ما....
لهذا قال كلمه واحده بصوتا متصدع وعينان تحمل الكثير من الخذلان والتسأل: لما ؟!...كاد دوغلاس أن يجيبه.....إلا أن ساب أوقفه حين رفع يده ليمنعه من التحدث...وهو يغمض عيناه فى محاوله منه لإستيعاب ما يراه... إلا أن عقله لم يعد يتقبل الأمر وقلبه لم يعد يحتمل.....لهذا صرخ بها قائلا وقد برزت عروق رقبته من شدة إنفعاله.... وفتح عيناه فكانت محمله بالغضب بل الكثير من الغضب والألم : لما واللعنه تفعل بى هذا؟!... لما تخون ثقتى بك رغم علمك بما أعانيه ؟!... كيف لك أن تكون على علاقه به دون علمى؟!... ألم ترى الحطام الذى إفتعله هذا الحقير بداخلى؟!... وقام بالضرب على صدره موضع قلبه المحطم....وهو يكمل ليس كافيا أليس كذلك؟!... لهذا قررت أن تستكمل ما بدأه هو.... كان ساب يتحدث ووجهه أصبح مائل للإحمرار من كثرة صراخه وإنفعاله..... كل ذلك وهو ينظر ل دوغلاس الذى يبتعد عنه فقط بعض أمتار القليله....
أجابه دوغلاس بحزن وألم مبررا فعلته : أقسم أننى لم أخبرك بهذا حتى لا تتألم....كان من الأفضل لو لم يجب دوغلاس عن ذلك السؤال.... خاصه أن ساب ألقى به دون تفكير... وهو مازال يظن أنه من المستحيل أن توجد علاقه تربط بين دوغلاس ووالده...
إلا أن ساب شعر بألمه يتضاعف بشدة حين أكد دوغلاس حديثه.... لهذا ظل يضحك ساب بطريقه مخيفه.... وهو يعطيهم ظهره ويجلس أرضا ليحاول إلتقاط أنفاسه التى تؤلمه بشده....وهو يفكر قد فقد أخر سندا له بهذه الحياه....فلم يعد له شخص يحتمى به من نفسه حين نؤذيه ومن الأخرين....عاد لما كان عليه وحيد مليئ بالجروح والألم.... كما عاهد نفسه منذ الصغر....
حينها قال ماكس بصوتا خافت به بعض من الخوف : أظن أن علينا أخبار الملك الأن بما يحدث.....ف ساب ليس بحاله جيده... فقد يتهور وهو ليس بمفرده فمعه ذئبان قد يقتلون الجميع بلحظه لأننا أغضبنا صاحبهم وقد كان ماكس محق فيما قال.....
لهذا قال دراكوس بخفوت وهو ينظر ل ساب الجالس أرضا يحاول إلتقاط أنفاسه : معك حق... لهذا لم يعطهم فرصه وأسرع ليأمر أحد الحرس بأخبر الملك بما يحدث بالساحه الخلفيه لقصره....
خلال ذلك وصلت الليدى ففيان وإبنتها ولم تجد من يستقبلها كما يحدث بالعاده...وهذا أشعرها بالغضب
لهذا رفضت الدخول دون أن يأتى أحد لإستقبالها كما يحدث عند قدومها.... فغرورها يمعها من الدخول للقصر دون أن يكون هناك إستقبالا يليق بها.....
لهذا أشارت لأحد الحرس بإشمئزاز ليتقدم منها.... وبالفعل إقترب الحارس منها وهو يحيها بإحترام.... فهو يعلم هويتها....فقالت ففيان بصوتا ساخر مليئ بالإحتقار : إخبر المستشار الملكى ماكس أن والدته الليدى ففيان تقف أمام القصر.... ولا يوجد من يقف لإستقبالها....ختمت حديثها بكبرياء وعلو....
قال الحارس وعيناه تنظر أرضا : لقد كان السيد دراكوس والسيد دوغلاس ينتظرون قدومك بالفعل سيدتى... إلا أن خروج الذئبان مع ساب من الإسطبل أثار فزع الجميع.... لهذا هما يحاولون إنهاء الأمر قبل تفاقمه....
شعرت الليدى ففيان بالفضول لهذا سألته قائله :أى ذئبان هل تقصد ذلك الذئب الأسود الذى مزق جسد أحدهم بأخر احتفال أقامه الملك بقصره...أومأ لها الحارس...فأدرات ففيان أن تشاهد ما يحدث فسألت الحارس بصوتا غير مبالى رغم فضولها: وأين هما الأن ؟!....
فأخبرها الحارس أن الجميع بالساحه الخلفيه.... فترجلت من عربتها هى وإبنتها التى كانت تستمع للحديث الدائر بين والدتها والحارس دون أن تتدخل.... ولكن هى الأخرى تريد أن ترى ما الذى يحدث.... فسارت الليدى وإبنتها لبعض الوقت.... إلى أن رأوا تجمع بعض الجنود يقفون بنيه الإنقضاض على أحدهم إلا أن رائحه الخوف تفوح منهم... ودوغلاس ودراكوس وولدها ماكس ورجلا أخر يقفون جوار بعضهم....وعلى بعد مسافه قليله منهم يقف فتى بين ذئبين مخيفين.... أحدهم ذئب الملك الذى كانت تتحدث عنه....فتوقفت هى وإبنتها بعيدا خوفا من الذئبان.... ولكن بمسافه تجعلهم يستطيعون مشاهدة ما يحدث بعيون فضوليه....
كان الحارس يركض بسرعه قصوى نحو مكتب الملك ليخبره بما يحدث بالأسفل....
بعد أن استطاع ساب أخذ أنفاسه... عاد الألم ليتفاقم بين ضلوعه...وهو يتذكر ما حدث أمس بمنزله وما الذى يخلفه والده من ألم وإنكسار لهم.... لقد طفح الكيل هو لم يعد يمتلك ذلك الصبر الذى يبقي تفكيره بعيدا عن ايذاء هذا الرجل...فبقائه معهم أكثر من ذلك سيقتلهم جميعا.... لهذا يجب أن يتخلص منه مهما كلفه ثمن ذلك.... حتى وإن كانت حياته مقابل حياة هذا الرجل الذى برع فى تحطيم قلوبهم فسيفعل والأن....
تحرك ساب تجاههم ونظره مثبت على والده الذى ينظر له ببرود كعادته.... وكأن ما يحدث شئ لا يعنيه كما كانت ملامحه غير مقروئه... كذلك كان ساب الذى كانت ملامحه مغلفه بالجمود وهو يتجهه لهم بخطى ثابته....ويتبعه الذئبان بطريقه غريزيه... عند إقتربه منهم تحدث ساب ببرود جليدى: لا أنصح أحدكم أن يتدخل بهذا الأمر حتى لا يصيبه الأذى منى....
ثم تخطى دوغلاس الواقف أمامه....والذى حاول الإمساك به بلطف لمنعه عما هو مقدم عليه... إلا أن ساب أزاح يده بعنف وقال له بحده: لا تقم بلمسى...
فنظر له دوغلاس بألم.... إلا أن من يقف أمامه الأن ليس ساب خاصته....فهو شخص أخر مليئ بالغضب
والألم لم يعد يمتلك الطاقه لمنع ذلك الغضب من الظهور للعيان.....
وقف ساب أمام جورج ولم يعطيه فرصه ليتحدث بل قام برفع يده عاليا مكورا إياها ولكمه بقوة.... جعلت جورج يعود بضع خطوات للخلف من قوتها.... كما لم يعطيه ساب فرصه ليستفيق من لكمته...بل أسرع إليه يلكمه أكثر من مرة.... إلى أن أوقعه أرضا وجثى فوقه وهو مازال يلكمه بلا توقف حتى أدمى وجهه....
حاول ماكس ودوغلاس إبعاد جسد ساب عن جورج أكثر من مرة.... إلا أنه لم يستطعوا وكأن ساب أصبح ملاصق لوالده..... كما أن شعورهم بالتوتر قد إرتفع فالذئبان أصبحوا يزمجرون بغضب لرؤيه صديقه غاضب لهذه الدرجه..... وقد يقوموا بإيذاء أحد كما شعر الحرس بالخطر لهذا أجبروا على الإلتفاف حول الذئبان لمنعهم من الإقتراب لأحد.... أخذين وضعيه الهجوم إذا حاول أحد من الذئبان التقدم وإذاء أحد.....وهذا ذاد من غضب الذئبان وخاصه كيشان الذى أصدر هدير غاضب أرعب الجميع....خاصه حين شعر بالخطر على رفيقته من هذا التجمع حولهم....
أدرك دراكوس ما يفكر به الذئب لهذا إشتد غضبه وصرخ بالحرس أن يبتعدوا عنهم حتى لا يصيب أحدهم الأذى....فما يفعلونه يغضب كيشان ورفيقته دراكوس بإنفعال وصوتا حاد:فاليعد الجميع للخلف حتى لا يتأذى أحد...كما أين هو ذلك اللعين الذى أرسلته للملك... فاليذهب أحدكم ليأتى بالملك الأن قبل أن نقتل على يد وحشه...قالها وهو يشير بإنفعال للقصر...فأسرع أحد الحرس تجاه القصر للإتيان بالملك...
كان جورج مستسلم كليا لما يفعله ساب... لم يخبر صغيرته أنه أسف لما سببه لهم ولها هى بالتحديد من ألم.....كم تمنى أن يشتم رائحتها كما كان يفعلها خلسة وهى صغيرة... كم تمنى إحتضانها وجعلها تشعر كم أحبها كما لم يحب غيرها...وكم تمنى أن يمت الأن على يدها لعل ألمها يهدأ...وينتهى بموته عذابها الذى يراه محفورا دائما بين جفونها....
وحدث ما كان يخشاه الجميع تحركت سانسا بخفه وسرعه تجاه ساب لتبعد عنه من يحاولون أيذائه من منظورها..... فهى قد أحبت ساب منذ أن ساعدها حين أتت إلى هنا....وهو من شجعها على الإقتراب من رفيقها.... لهذا إتخذت تلك الخطوة الهجوميه وهى تهدر بوجه الجميع ليبتعدوا عن ساب... أدرك كلا من دوغلاس وماكس أن تلك الذئبه قادمه لمهاجمتهم... فإبتعدوا على الفور...حتى لا يتم قطع رأسهم بأنيابها فأصبح لساب الحريه فى قتل جورج كما تمنى وأمام الجميع....وسانسا واقفه أمامه تحمي ظهره وتمنع الجميع من الإقتراب إليه وإيقافه عما هو مقدم على فعله...
ما فعلته سانسا جعل غضب كيشان يتصاعد عندما إبتعدت عنه وهو يحاول حمايتها.... لهذا أسرع هو الأخر خلفها وهو يزمجر بحده من فعلتها ووقف جوارها...
كان جميع من يراى هذا أدرك أن جورج ميت لا محال وخاصه مع تأخير حضور الملك....كما أن ساب قد أصيب بالجنون.....وقد خشى الجميع من أن يقوم ساب بقتل والده... الذى لم يرفع إصبعا واحد للدفاع عن نفسه.....
ساب بجنون وهو يلكم جورج: دافع عن نفسك أيها الحقير.....ماذا لا تستطيع رد لكماتى.... بينما تقوم بتشويهاهم وكسر عظامهم....اللعنه عليك أيها النجس...توقف ساب عن لكمه ووقف وهو يجذب جورج من ملابسه وهو يقول بغضب: أرنى رجولتك تلك التى تستعرضها على ما يخصنى بغيابى...ظل ساب يحثه على ضربه.... لم يكن جورج يشعر بشئ سوى بألم حاد برأسه ووجهه بسبب لكمات ساب...كما أنه لا لم يعد يستطيع الرؤيه.... ولكنه يريد أن يريحها فهو يرى كم تتألم صغيرته بسببه....
لهذا قال بنفس هائج بسبب صعوبه تنفسه.... كما أن عيناه كانت مليئه بالندم الخالص.... الذى ظل ساب ينظر له وهو يقنع نفسه أنه ندم كاذب كما هو عادته:
أفعل ما يحلو لك الأهم أن يشعر قلبك بالراحه....
حديث جورج لم يهدأ ساب... بل جعل النيران تشتعل بقلبه وعقله سواء....وهو يسأل نفسه ما معنى قوله هذا الأن؟!....هل يريد هذا الحقير أن يصيبه بالجنون....
كان الجميع ينظر لما يحدث بشفقه... وإما بصدمه... أما دوغلاس فكان ينظر بألم ذبح قلبه وأدمع عيناه... وقد تفاجأ مما يراه... فمن يرى ساب يظن أنه سيقتل جورج كما ظن هو بالبدايه....إلا أن ساب وللعجيب لم يقم بلكم أبيه بمكان يضر بجسده.... فقط يلكم وجهه أو كتفه حتى لا يؤذيه بقوة...فقط بعض الكدمات أدرك أنه يريد أن يجعل أبيه يشعر بالألم الذى شعر هو به فقط ليس أكثر....
أما الأخر فقد تركه يضربه ظنن منه أن هكذا سيريحه...لهذا ظهرت إبتسامه ساخره على وجهه دوغلاس وهو يقول بصوت خافت لم يسمعه غيره: إنه فقد ستار شفاف ما يمنع كلاكما عن رؤيه حقيقه بعضكم....إلا أن ذلك الستار قد إمتلاء بالسود حين تراكمت الألام داخل قلوبكما... وحين لم تحاول سحبه جورج....فأصبح جدار منيع لا تستطيع هدمه ولا تستطيع مداوته...
كان السبب فى تأخير الحارس هو أن حارس الملك منعه من الدخول بأمر من الملك....وهو لا يستيطيع مخالفته وظل الحارس يحاول إخبار زميله أن الأمر هام..... إلا أن الأخر لم يستمع له وظل يتجادلان.... إلى أن أتى الحارس الأخر الذى كان شاهدا على ما يحدث بالأسفل.....وتسلل من خلفهم وطرق الباب ودخل دون سماع الإذن بالدخول....مما فاجاء الملك وديفيد وألفين وماثيو الجالسين بدخوله هذا....وكاد الملك يوبخه إلا أن الحارس لم يعطيه فرصه....وهو يقول بأنفاس متقطعه: لقد أخرج ساب الذئبان من الإسطبل...... كما يقوم بضرب السيد جورج بالأسفل ولا يستطيع أحد إيقافه....
صدم الجميع مما سمعه الأن... إلا أن الملك أول أفاق من صدمته وخرج مسرعا من غرفته... متجها للساحه الخلفيه لقصره لإنقاظ ما يمكن إنقاظه....وهو بلعن ساب وجنونه وما سيتسبب به من أضرار....
وصل الملك للساحه الخلفيه للقصر بوجهه عاصف جعل الجميع يتنحوا جانبا... مر الملك أمام كيشان وتحدث بغضب وهو يشير للإسطبل: خذ رفيقتك وإلى الداخل الأن كيشان....فزمجر كيشان بطاعه وأجبر سانسا على التحرك هى الأخرى... والتى كانت ترفض ترك ساب إلا أن كيشان منعها من ذلك....
لم يأمره بترك والده بل سار تجاهه وقام يحمل جسده الجاسم فوق جسد جورج بقوه...وأحاط خاصرته ورفعه عنه...وسار مبتعدا عن جورج الذى فقد وعيه...
ظل ساب يصرخ ويركل بقدمه فى الهواء....وهو يقول لجورج بعيون دامعه ووجهه إحمر بسبب غضبه وإنفعاله.....دون أن بعلم من هويه الشخص الذى يحمله: أيها الحقير لقد تركتك مسبقا لأنها كانت تتقبل منك كل شئ......حتى ذلك الألم الذى تعطبه لها تقبلته..... ولكن الفتيات لا أيها النجس الوقح.... أقسم أن أقتلك جورج.... أقسم أن أجعلك عاجز بسبب كسرك ليدها.....سأقتلك أيها اللقيط....
وظل يحارب لإبعاد يد من يحمله ليتركه يذهب لقتل جورج كما قال... وهو يصيح بحده: إتركنى...قلت لك إتركنى يجب أن أقتل هذا اللعين... كان جسد ساب ينتفض بشده فى محاوله منه الفرار من قبضه من يحمله..... فهو لم يرى وجهه لأن ظهره ملتصق بصدر ومن يحمله يتمسك به بقوه فلم يعطيه فرصه للفرار....
وعندما لم يستجيب له حامله الذى لا يعلم بهويته قال ساب وهو يستدير برأسه بإنفعال وحده: أيها اللعين قلت لك إتركنى حتى لا أقوم بقتلك أنت الأخر.... إتركنى ولكن حين إلتفت بوجهه وجد الملك هو من يحمله....فهدأ تدريجيها وهو لم يبعد عيناه عنه....
ثم نظر له بألم رغم الإنفعال البادى عليه وقال بصوتا حاول جعله ثبات.... إلا أنه خرج منفعلا به بحه بسبب صراخه: إتركنى سيدى....أرجوك إتركنى فأنا لم أنتهى منه بعد..... لم يرد عليه الملك الذى كان قد وصل للإسطبل ودخله بعد أن تأكد من دخول كيشان ورفيقته.....وحينها ترك ساب ليقف على قدمه أمامه وهو يلفه تجاه.... ويمسك بكلا كتفيه حتى لا يحاول الهرب منه....
لاحظ ساب نظرات الملك الغاضبه...كما تحدث الملك بحده هو الأخر: ما اللعنه التى فعلتها بالخارج لقد كدت تقتل والدك... هنا إنفلت زمام ساب وهو يجيبه بإنفعال: هذا الحقير ليس أبى إنه لقط لعين يجب أن يتم قتل هذا الوضيع....أرجوك أتركنى فأنت لا تعلم ماذا فعل ؟!...
أوقفه الملك وهو يصيح بوجهه بحده قاطعه: أنت
لن تخرج من هنا إلا بأمر منى أسمعت...كما أنك ستحاسب على ما فعلته بوالدك....
رد عليه ساب بثبات وقوه: أخبرتك أنه ليس والدى
كما أننى لن أتركه حي بعد ما فعله....لقد أقسمت على هذا....
يعلم الملك أن ساب ليس بوعيه الأن... والدليل على ذلك عيناه المهتزه وجسده الذى ينتفض تحت يده... لهذا رد عليه بهدوء وهو ينظر له بعمق فى محاوله لإقناعه: إذا أنت تريد أن تكون قاتل أبيك....وإن كان هذا لا يهمك...إذا أنت بأفعالك هكذا تهيننى كملك
لا يستطيع إيقاف رعاياه عند اللزوم....هل هذا ما تريده ساب؟!...هل هذه هى الصداقه من منظورك أن تقلل منى أمام الجميع؟!..ختم الملك حديثه وهو ينظر ل ساب بثبات منتظر رده.....وظن الملك أنه نجح فى تشتيت عقل ساب قليلا....حين لاحظ أن هدوئه بدأ يعود له تدريجيا....
بالفعل أدرك ساب أنه أخطأ.... ولكنه أكمل قائلا بألم: وبما أنك صديقى كما تقول فها أنا أخبرك أننى ام أعد أحتمل.... لهذا أتركنى أقتله فهو لا يستحق الحياة... أقسم لك أنه لا يستحقها....
أدرك الملك أن هذا الأمر لن يفلح بهذه الطريقه لهذا قال الملك بهيمنه وحديث لا يقبل النقاش والجدال: أنت لن تخرج من هنا ساب حتى أقرر ذلك.... وحتى يعود لك عقلك اللعين.....وتركه وكاد يستدير ليخرج
من المكان بأكمله ليرى ما هى حاله جورج....
عندما إستدار شعر ساب أن روحه تغادره برحيل الملك...حين لم يوافق على طلبه..... لهذا أوقفه بحديثه قائلا بألم وشهقاته قد بدأت بالظهور.... وعيناه عادت لتمتلأ بالدموع مرة أخر: أنا لست شخصا مهما لك كما تدعى.... لأننى لو كنت لما تركتنى أرجوك كل هذا....أنت تشبهم إستيفان ولا تختلف عنهم بشئ.....فجميعكم تبرعون فى إيلامى ومن ثم....تتركوننى راحلين دون النظر خلفكم.... للحطام الذى خلفتموه وراء ظهوركم....
إنتهى ساب من حديثه ثم إستدار متجها لجزء مظلم بعيدا عن كيشان ورفيقته وجلس به.... وبدأ يبكى بصوتا مسموع وشهقات عاليه.... دون أن يعباء بوجود الملك معه بذات المكان.... فألمه تفاقم داخله بسبب مافعله جورج ودغولاس به...
كان إستيفان ينظر أمامه بصدمه هل ناده ساب ب إستيفان وهو يتحدث الأن... هل يراه كغيره حقا ومع علو بكاء ساب وشهقاته المتألم... إلتفت إستيفان وذهب للمكان الذى يتكور به ساب حول نفسه
وجسده يهتز بعنف بسبب بكائه وشهقاته.... جلس جواره لبعض الوقت فى صمت لا يسمع خلاله سوى بكاء ساب المؤلم...
تحدث الملك بهدوء حين شعر ببكاء ساب يهدأ تدريجيا: أنا لست مثل الأخرين ساب....كما أنك تعلم أنك شخص مميز عن غيرك بالنسبه لى.... فأنا لم أسمح لأحدهم بالنظر لى أو ملامستى غيرك....وهذا يدل على أننى لست مثلهم....وما أفعله معك الأن أنت ستشكرنى عليه يوما ما....فلا يوجد شخص سيشعر بالراحه حين يقتل والده كما تظن... بل سيتفاقم ألمك داخلك حتى تموت حسرة على ما فعلت حتى وإن إستحق الموت....
ثم وقف وخرج من المكان بهدوء... تاركا خلفه حطام فتاة لم ترد أكثر من صدرا يضمها... لعلها شعورها بالخوف يهدأ ويعود شعورها بالأمان...الذى تم سلبه منها عنوة قبل قليل على يد دوغلاس...
خرج الملك من الإسطبل ووجهه تحول مئه وثمانون درجه للغضب بسبب ما حدث فلم يجد أحد بالخارج سوى دوغلاس ودراكوس وهما يجلسان بصمت تحت أحد الأشجار العملاقه فإقترب منهم وهو يقول بحده لما لم يخبرنى أحد بما يحدث منذ البدايه أجابه دراكوس قائلا بشرود لقد أرسلنا لكل أحد الحرس إلا أنه تأخر ولا أعلم إلى أين ذهب لهذا أرسلنا غيره كما أنه من الجيد أنك أتيت بالوقت المناسب فالفتى كاد يقتل والده تنهد الملك وهو يتركهم راحلا لمكتبه دون أن يسأل على حاله جورج هل هو بخير أم لا
كان القصر بأكمله يعم بالسكون ولا يصدر منه صوت خاصه بعد خروج الملك من الإسطبل وعودته لمكتبه وغضبه الواضح عليه فى ألقاء الأوامر....مر أغلب اليوم بالأعمال ولم يحدث جديد....سوى عوده الحكيم من معهده ومعالجه جورج....وهذا بعد صدمته بمعرفه ما حدث خلال غيابه.... كما لم يبقى ساب بالإسطبل طويلا.... بل خرج بوجه جامد رغم إحمراره بسبب كثره دموعه..... وذهب ليفرغ طاقته فى العمل....
وصل ساب لمبنى الحدادين فنظر له الجميع بتعجب من هيئته الرثه وعيناه الذابله.... إلا أنه لم يفكر أحد بسؤاله عما حدث.....فهو قليل الكلام ولا يتحدث سوى فى العمل فقط.... بدأ ساب بإشعال النيران وجلب المعدن وظل يعمل دون أخذ أى وقت للراحه.... حتى أن وقت العمل قد إنتهى وبدأ الجميع بالرحيل...... وهو مازال يعمل بعقل يكاد يجن مما رأه اليوم..... كيف لم يدرك بعلاقه جورج ودوغلاس من قبل؟!... كيف لم يلاحظ ذلك؟!... إلا أن إجابه سؤاله كانت واضحه....فكلاهما أتقن دوره جيدا فى الكذب عليه....ولكنه لم يكن يتوقع هذا من دوغلاس....وهذا أكثر ما ألمه....هو يعلم أنه سيسامحه ولكن ليس الأن رغم فضوله فى معرفه كيف بدأت تلك العلاقه التى تجمعهم..... إلا أن إرهاقه وألمه فاق فضوله لهذا هو لا يريد سوى الإبتعاد فقط.... يريد العوده لثباته من جديد....
ظل ساب يعمل بذهن شارد إلى أن سمع أحد ينادى بإسمه....فإلتفت فوجده أحد الحرس يخبره أن الملك يريده الأن بمكتبه..... أومأ له ساب موافقا دون أن يصدر صوتا وعاد لإنهاء ما بيده سريعا...حتى يرى ما القرار الذى توصل له الملك بشأنه.... بعد إنتهائه ذهب لمكتب الملك وطرق الباب منتظر إذن الدخول الذى أتاه سريعا....
دخل ساب وملامح الأعياء والإجهاد ظاهره بوضوح على محياه....كما لم ينظر ساب للملك كما يفعل عادة كما أنه لم يتحدث....بل ظل واقفا كما هو ينظر أرضا كانت نظرات الملك تقيمه فهو يدرك جيدا كم الضغط الذى يعيشه ساب.... خاصه بعد أن طلب دوغلاس وجعله يخبره سبب العداوه التى تجمع ساب بوالده.... فأخبره دوغلاس بإختصار عن بعض النزاعات التى بين كلاهما....حتى يرق قلب الملك تجاه ساب ولا يعاقبه على ما إفتعله صباح اليوم...
فأخبره أن هناك الكثير من النزاعات بين والده ووالدته.... إلا أن الأمر تفاقم هذه المرة حين تعدى على والدته وشقيقته....وهذا ما لم يستطيع ساب تقبله....ولم يزد دوغلاس بالحديث أكثر من ذلك....
كان هذا قليل بالنسبه للملك إلا أنه إكتفى بها ولم يلح على العجوز لإخباره بالمزيد....لأنه يعلم أنه سيرفض ذلك.....
تحدث الملك بثبات وهو ينظر له: تستطيع الجلوس ساب....كما تستطيع النظر لى....فمما حدث أظن أننى من يجب عليه الغضب بسبب ما فعلت صباحا.... لا أنت هنا....
رفع ساب عيناه وهو ينظر للملك بهدوء وإرهاق ويقول بصوت ضعيف بسبب صمته لمده طويله: ومن أخبرك أننى غاضب منك سيدى....فأنت كما قلت لم تفعل شئ وأنا هو المخطأ....لهذا أنا منتظر ما ستقوله كما أننى سأتقبل كل ما تحكم به.....وإن أردت سجنى كعقابا لى فأنا لن أصدر صوتا فما فعلته مشين...... لهذا أنا أعتذر سيدى عن ما سببته لك من أضرار منذ الصباح الباكر .....كما أعتذر عن غيابى المفاجاء خلال الإسبوع المنصرم.....
كان الملك ينظر له بهدوء ويعلم أن هذا الفتى يحمل بداخله الكثير.... وقال بثبات: ما رأيك أن نخرج خارج القصر لبعض الوقت....فأنا أشعر بالضغط من الأعمال المتركمه..... نظر له ساب بتعجب فهو كان يظن أن الملك سيكون خانق عليه بسبب ما فعله اليوم.... وبسبب غيابه الغير مبرر.... ولم يظن أنه سيطلب منه الخروج....
فقال بتوتر: أنا لا أفهم سيدى عن أى خروج تتحدث؟!... ظهرت إبتسامه هادئه على شفتى الملك قائلا: أى كلمه مما قلت لك ليست مفهمومه لك أيها المستشار ساب..... أغمض ساب عيناه مبتسما بإرهاق وهو يقول: بلى لقد فهمت مقصدك سيدى....ولكن هل سنذهب بمفردنا.....
أومأ له الملك بهدوء قائلا: أجل بمفردنا....هل لديك إعتراض على هذا؟!.... أجابه ساب متنهدا: لا سيدى ليس هناك إعتراض.... فقال الملك بتذكر: أظن أن الساعه الأن قد تخطت الثانيه عشر صباحا... أليس كذلك ؟!....
أومأ له ساب موافقا....فأكمل الملك وهو يقف: إذا هيا بنا إذهب لتغيير ملابسك وأنا سأفعل المثل وسنلتقى بالإسطبل.....
أومأ له ساب دون أن يسأل عن شئ وخرج هو والملك لغرفته....لتغير ملابسه الرسميه لأخرى من ملابس عامه الشعب..... هو يدرك جيدا أن خروجه بهذا الوقت يعد ضربا من ضروب الحنون...فهو خطر علي حياتى أكثر من أى وقت مضى.... إلا أن الفتى يحتاج لهذا.... كما لا ينكر أنه أيضا يحتاج للتخفيف من الضغط الذى يمر به خلال هذه الفتره....
كما أنه لم يخبر أحد من الأخرين لأنه يعلم أن طلبه سيلقى بالرفض القاطع.... وقد يلتصق به ديفيد إن لزم الأمر....ولكن عدم معرفه ساب بما سيحدث أتى فى صالحه....
إنتهى الملك من إرتداء ملابسه وخرج متجها للمكان المتفق عليه لملاقاة ساب....فوجده ينتظره فنظر له بإبتسامه هادئه وحثه على التحرك قبل أن يراهم أحد... وساب ينظر له بدهشه فهو يرى الملك هكذا لأول مرة.... إلا أنه لم يعلق وتركه يتصرف على سجيته.... فيكفى أن واحد منهم يبتسم بصدق بهذه الأمسيه الكئيبه....وهو لا يدرك شئ عما ينتظرهم بالخارج....
يتبع...