-->

الفصل الخمسون - مملكة الذئاب black

رواية مملكة الذئاب black للكاتبة زينب عماد الفصل الخمسون

         


 الفصل الخمسون 


كانت الفتيات ووالدتهن يجلسن معا وكل منهم تتحدث عن شئ حدث معها خلال الفترة المنصرمه... وفكتوريا تنظر لهم بمحبه وتبتسم على أحديثهم.... فبعد رحيل ساب قرروا أن يجتمعن مساء للتسامر... كانت الساعه قد تخطت الحاديه عشر مساء....


وكانت أليس من بدأت بالتحدث حين كانت تخبرهم بحالميه عما فعلته اليوم مع مارلين.... وجوليا وسيلا وفكتوريا بنظرون لها بإبتسامه فرحين من أجلها.... بخلاف ليلى التى كانت تنظر لها بتركيز وتعجب بأن واحد.... فهى لا ترى أن مساعدتها لمارلين فى العمل  أو تناول الطعام معه..... والتحدث عن كيف سيكون منزلهم....كل هذا يعبر عن مدى حب مارلين لها كما تدعى شقيقتها.... 


كانت أليس شارده وهى تتحدث بعيون تلمع عشق قائله: كما أخبرنى أنه يحب الطعام الذى أقوم بإعداده من أجله.... كما.... وكادت تكمل إلا أن ليلى قاطعتها بسخريه وهى تنظر لها ببرود: أنا أستمع لحديثك منذ ما يقارب الساعه... ولم أجد ما هو الشئ الرائع فى تناولك للطعام معه... ثم أكملت بحده:ورغم أنك تتناولين الطعام معنا كل يوم...إلا أنك لا تتحدثين بهذه الطريقه عنا....


ثم وقفت أمامها وأكملت بغضب وهى تشير لها بيده: هل تفضلينه علينا أليس؟!... أقسم أن أخبر أخى بهذا ليقوم بضرب هذا المارلين الذى تحبينه أكثر منا..... كانت أليس والجااسين ينظرون ل ليلى بذهول.... وبعدما إنتهت ليلى من الحديث سقط المكان بصمت مطبق..... ثم بلحظه واحده سقطن جميعا فى نوبه ضحكه عاليه رجت المنزل..... 


وكم كانت هذه اللحظه تاريخيه ومؤثرة على قلب فكتوريا.... التى ظلت تنظر لفتياتها اللاتى يضحكن بصدق للمرة الأول بحياتهن....لتحفظ ملامحهن عن ظهر قلب بهذه الوجوه المتبسمه.... وهى تتخيل جلوس سابين هى الأخرى جوارها....وهى ترتدى فستانا أبيض وشعرها الطويل مندسل على ظهرها بنعومه.... وعيناها تشع حب وإبتسامتها متسعه كشقيقتها.....فإمتلأت عينى فكتوريا بالدموع وهى تتخيلها بهذه الإطلاله المهلكه للقلوب... هى تعلم أن سابين أجمل فتياتها قلبا وقالبا....وكم ألمها قلبها عندما أدركت أن كل ما تفكر به الأن..... ليس سوى حلم مستحيل كما هى حال أحلامها عادة.... لهذا حاولت العوده للإستماع لأحاديث الفتيات مرة أخرى وقد كانت سيلا من تتحدث.... 


سيلا بعزيمه :اليوم قد إنتهيت من الإمتحان النهائى وغدا ستعلن النتيجه....ولو حدث وكنت متفوقه سألتحق بالسنه الأخيرة وأنضم لهؤلاء الرجال.... وحينها ستكون أمامى الفرصه حتى أصبح مساعد لأحد مستشارى الملك كما أردت أن أكون دائما.... ختمت حديثها ببهجه عاليه....كما فرح الجميع من أجلها فقد شهدوا على المجهود الذى كانت تبذله من أجل الوصول لهذا الأمر..... 


إلا أن أليس أحبت مشاكستها قائلا: وكيف هو حال صديقك....ماذا كان إسمه؟!... وصمتت تدعى التفكير وهى تضع إصبعها على مقدمه رأسها وكأنها بهذه الحركه ستتذكر.... ثم توقفت وهى تقول: أااه تذكرته ليو رجل الكهف خاصتك....أليس كذلك؟!... 


هنا ظهر الإنفعال والتوتر على وجهه سيلا وهى تجيبها قائلا: إنه ليس خاصتى... وهو ليس سوى حقير وقح لا يعرف كيف يتعامل مع النساء...يظن 

أنه فوق الجميع....ثم وقفت فجاء عن مقعدها مبعده بين قدميها....وتصنعت أنها تحمل كتب بيدها ورفعت وجهها للأعلى بغطرسه.... وعينها تحمل نظره دونيه وعلى شفتيها إبتسامه متعاليه..... ثم قامت بتضخيم صوتها قائله: ألا تعلمى مع من تتحدثى يا قزمه... ورفعت يده الحره تشير لنفسها مكمله: أنا الأمير ليوناردوا أيتها الصغيره هاا....وأبعدت شعرها للخلف بطريقه دراميه....ثم تمتم بفم مرتفع للأعلى بتقزز تسخر منه: أنا الأمير ليوناردا أيتها القزمه.... ثم عدلت من قامتها وعادت تجلس مره أخرى وهى تقول بحده: أقسم أننى لم أخطأ حين أطلقت عليه رجل الكهف... 


لم تعد الفتيات تحتمل هذا فظللن يضحكن على ما قامت به سيلا.... حتى أن ليلى ظلت تضحك بقوة وهى تحاول تقليدها بوقفتها....وبعد أن هدأت صوت الضحكات قالت جوليا بأنفاس متلاحقه بسبب كثرة ضحكها: حسنا بما أن الجميع يتحدث عن شئ قام به... فأنا أريد أخباركم أن ساب سمح لى بالتدرب على حمل السلاح مع صديق له.... لم تستطع جوليا أن تكمل بسبب الشهقات العاليه والمنصدمه التى أصدرتها والدتها وشقيقتها..... 


فتوترت جوليا إلا أن سيلا وأليس قاموا من أماكن جلوسهن وجلسن جوارها بحماس... يأمرونها بإكمال الحديث وطلبت أليس منها قائله: التفاصيل جوليا عزيزتى....فأنتى تعلمين كم أعشقها..... 


عادت إبتسامه جوليا مرة أخرى وهى تخبرهم أن الشخص الذى ساعدها يسمى ماثيو.... كما أنها أصبحت صديقته هو وديفيد....والذى ساعدها هو الأخر كثيرا بكيفيه حمل السلاح.... إلا أن ليلى كعادتها قامت بمقاطعتها حين سمعت إسمع ديفيد وقالت بحده: هذا رجل وقح يقوم بسب ساب كثيرا... إلا أننى كنت أقوم بالرد عليه...حتى أن كلانا يكره الأخر كثيرا....ختمت حديثها بتعالى طفولى جعل من ملامحها قابله للأكل....


فقامت سيلا لتركض خلفها....وليلى تركض منها صارخه أن تبتعد عنها..... وسيلا تخبرها أنها تريد قضم إحدى خديها فقط...وظللن على هذا الحال يتسامرون ويضحكن لوقت متأخر.... 


إلى أن طرق الباب فجاء....وحينها توقفت الضحكات وظهر الخوف والقلق على ملامح الجميع....وكادت أليس تذهب لترى من الطارق..... إلا أن فكتوريا أوقفتها وذهبت هى لترى هويه الشخص الذى قرر زيارتهم بهذا الوقت المتأخر....


 ❈-❈-❈




كان ساب والملك يسيران فى صمت مستمتعين بالهدوء الذى يحاوطهم....بعد أن قرر الملك أن السير على الأقدام أفضل من ركوب الخيل بهذا الوقت الممتع... وبالفعل هذا جلب لهم بعض من الإرتخاء والسكينه....


ظلوا هكذا إلى أن تحدث الملك بصوته الذى يحمل بحه مميزه: أظن أننا نحتاج أن نفعل هذا الأمر كل فتره حتى نستطيع مواصله هذه الأعمال التى لا تنتهى....


أجابه ساب بهدوء هو الأخر: أجل أظن ذلك....ثم عم السكون مرة أخرى.... ولكن حين لاحظ ساب أن الملك يسير تجاه أطراف المدينه أثار قلقه.... وسأله قائلا: لم تخبرنى سيدى إلى أين نحن ذاهبان؟!... 


رد عليه الملك بإبتسامه هادئه: من الأفضل أن تكف عن قول سيدى....يكفى أن تدعونى ب إستيفان 

حتى لا نلفت الأنظار..... فتعجب ساب من طلب الملك كما أن الملك لم يجيب على سؤاله..... إذا لابد أنهم ذاهبون لمكان هو لن يواقف على الذهاب إليه.... 


لهذا توقف ساب عن السير وأعاد سؤاله مرة أخرى وهو ينظر للملك:ما هى وجهتنا بالتحديد سيدى؟!... توقف الملك عن السير هو الأخر.... وقال بحاجب مرفوع للأعلى دليل على عدم تقبله لأفعال ساب: لا أظنك غبى حتى أكرر لك حديثى أكثر من مره...وأما بالنسبه لوجهتنا فنحن سنذهب لأحد الحانات...... 


تنهد ساب بإرهاق حين علم وجهتهم وقال برجاء... أملا أن يغير من قرار الملك: أظن أنه من الأفضل ألا نفعل فأنا لا أشعر بالإرتياح... كما أشعر أن هناك شئ سيئ سيحدث وهذا يقلقنى.... 


إبتسم الملك بهدوء وهو ينظر ل ساب ليطمئنه.... وهو يعود للسير قائلا: لن نعود أدراجنا... كما لا تقلق من شئ فأنا أستطيع حمايتك إذا لزم الأمر...أنهى حديثه بإبتسامه مشاكسه جعلت ساب ينظر له مزهولا...وهو يسأله بصوتا هامس:من أنت؟!..


إبتسم الملك وهو يجيبه برزانه:سأخبرك للمرة الأخيره أنا إستيفان...


إضطر ساب لإكمال الطريق مع الملك رغم ذلك الشعور بالقلق الذى داهمه منذ خروجهم....وظنه أنهم مراقبون....إلا أنه حاول إخراج هذه الفكره من عقله...

وألا يفكر كثيرا بالأمر.....إلا أنه قرر أن يأخذ حيطته حتى يستطيع التصرف إذا لزم الأمر....


لهذا طلب من الملك أن يختار هو الحانه التى سيذهبون إليها.....فوافق الملك على طلبه دون جدال...فأخذه ساب وإتجه لوسط المدينه لأحد الحانات التى تعد قريبه من منزله ويتواجد بها الكثير من العامه....كما أنه يعرف جميع الطرق التى تحيط بهذه الحانه جيدا......


وصلوا لوجهتهم وحين دلفوا وجدوا المكان ممتلئ على أخره.... إلا أنهم إستطاعوا إيجاد طاوله منفرده بأحد الزوايا فجلسوا عليها.... وطلب الملك من الساقى إعطاه مشروبا قويا.... أما ساب فرفض ذلك فهو ليس من محبى الشراب.... 


لم يكترث الملك لعدم شرب ساب وعلل باسما:هذا أفضل ف على الأقل سيكون أحدنا بكامل عقله إذا حدث شئ ما....وظل يشرب وكلما إنتهى شرابه طلب غيره....إلى أن شعر ساب أنه أكثر من شرب الخمر... وخاصه أن نوع الشراب الذى يتناوله يبدو قويا....


فقال ساب للملك بهدوء: أظن أنه ليس من الجيد أن تكثر من الشرب حتى تستطيع السير....ثم أكمل بسخريه فكما تعلم نحن لا نملك خيولا حتى تحملنا....

كما أن الإسراف بالشرب ليس جيدا إستيفان....أنهى حديثه ببعض الصرامه.... حين لاحظ إسراف الملك بالشراب.... 


تنهد الملك وهو ينظر ل ساب ويقول بعقلا غير متزن بسبب كثرة شربه: هناك شئ أنا لم أخبرك به قبل خروجنا من القصر....إلا أننى يجب أن أخبرك به الأن حتى تكون على درايه بما سيحدث مستقبلا....


شعر ساب بالتوتر يتخلله من حديث الملك وشعوره أنهم مراقبون من أحدهم يزداد داخله....لهذا ظل ينظر حوله بترقب لعله يلاحظ شئ...وبالفعل وجد رجلان أشداء لا يظهر عليهم إمارات السكر كغيرهم من الجالسين.... وليس هذا فقط ما لفت نظره إليهم بل لأنهم كانوا ينظرون لطاولتهم بين كل دقيقه والأخرى بطريقه غير ملفته للأنظار....  


كان ساب يفكر بطريقه حتى يستطيع الخروج بالملك من هنا دون أضرار....يعلم أنه قد يكون مخطأ بهذا...

إلا أنه من الممكن كذلك أن يكون محق وهذا يجعله يفكر أسرع لحل هذا الأمر....دون لفت الأنظار إليهم.. 


إلا أن الملك أخرجه من تركيزه حين قال  بخفوت: هناك ما أريد قوله لك...ولكن سأخبرك بعد أن تأتى 

لى بشراب غير هذا فما معى قد نفذ....نظر ساب للكأس الذى يحمله الملك بيده فوجده فارغ.... لهذا تنهد وهو يحاول التماسك وقال فى محاوله منه إقناع الملك بالعدول عن هذا القرار:حسنا ما رأيك أن نأخذ قنينه كامله من الشرب ونعود للقصر ونتناولها أنا وأنت هناك....وكاد يقوم عن مقعده.... 


إلا أن الملك أوقفه قائلا بصلابه وعناد ليس بمحله: لن أتحرك إلا بعدما أتناول كأس أخر... هيا أطلب من الساقى جلب كأس جديد من أجلى....تنهد ساب مدركا أن الملك لن يستجيب لأى شئ سيقوله...وهذا لأنه قد ذهب عقله والجدال معه لن يأتى بثمار....بل سيعطله أكثر لهذا طلب ساب من الساقى جلب كأس جديد...


فأتت فتاة ترتدى القليل من الثياب والتى لا تترك شئ لمخيلتك حتى تعلم ما أسفلها....وهى تضع الكأس بغنج أمام الملك.... ويكاد صدرها يلتصق بصدره...وهى تقول بصوتا حاولت جعله رقيق إلا أن ساب لم يسمعه سوى صوتا رقيع:هل تريد شئ أخر يا سيدى؟!...أنهت حديثها بحالميه مفرطه....جعلت نيران تشتعل بجسد ساب وهو لا يعلم سببها... كما جعلته ينشغل عما كان يفكر فيه منذ لحظات....إلا أن ما فعلته تلك الوضيعه جعلته يشعر بالكثير من الغضب.... 


خاصه وأن الملك لم يدفعها لتبتعد عنه...بل كان ينظر لها بتلك الإبتسامه القاتله التى أظهرت غمازته الوحيده فجعلت من مظهره مهلكا.... وكاد الملك أن يجيبها.... إلا أن ساب سبقه وهو يقف من مقعده ويبعدها عن الملك بعنف.... وهو يقول: لا نريد منكى شئ ف لتعودى لعملك يا فتاه.... قبل أن أقوم بفعل شئ ستندمين عليه إذهبى..... أنهى حديثه بإنفعال وحده جعلت الفتاه تشعر بالخوف لهذا إبتعدت عنه راحله..... 


إلتفت ساب للملك يناظره بغضب فتحدث الملك ببراءه يراها ساب للمره الأوله: أقسم أنها هى من إلتصقت بى....كما أننى لم أحب رائحتها فرائحه جسدك أفضل من رائحتها بكثير... كما أننى أحب إستنشاقها دائما... أنهى حديثه وهو يرفع كأسه 

دفعه واحده يتجرعه..... 


وساب ينظر له مذهولا بعينى متسعه وعقلا يحاول ترجمة ما قاله الملك الأن....كما أن نبضات قلبه المتسارع لا تساعده.... لهذا أغمض عيناه يحاول تنظيم نبضاته.... وهو يردد داخله أن الملك ليس بوعيه لهذا لا يجب أن يأخذ حديثه على محمل الجد.... إلا أن عقله لم يرحمه وبدأت بعض الصور التى رأها بمنامه اليوم حين تركه الملك بالإسطبل  بالظهور أمامه الأن.... 


والتى جعلت تنفسه يرتفع وهو يفتح عيناه على وسعها.....وهو يحاول إبعاد هذه الصور عن مخيلته كما نجح وفعلها صباحا.... إلا أن الجالس أمامه لا يساعده بتلك الإبتسامات التى يبتسمها له كلما 

إلتقت عيناهما.... 


❈-❈-❈




"فلاش باك"


بعد خروج الملك من الإسطبل ظل ساب على حاله متكور حول نفسه يبكى بألم... إلى أن شعر بالصداع حاد يفتك برأسه....ومن ثم لم يشعر بشئ وسقط بسبات عميق...كان الظلام منتشر إلى أن شعر ساب بالضوء يجبره على فتح عيناه...كما أن ملمس الفراش النائم فوقه ناعم ودافئ....ففتح عيناه ونظر حوله فلم يعرف أين هو؟!... 


ولكن أصباته الدهشه حين وجد نفسه يرتدى فستانا شفافا يشبه ما ترتديه النساء.... فوقف مفزوعا وظل ينظر حوله إلى أن وجد ما يبحث عنه... وإتجه للمرأة حتى يراى ما يرتديه.... فصدم مما يراه.... 


أنها سابين ولقد طال شعرها كما كان فى طفولتها... إلتمعت عينى سابين بالدموع وهناك إبتسامه مشرقه شقت وجهها زادتها جمالا...فرفعت يدها برفق تتحس شعرها الطويل اللامع....وتتحسس وجهها بنعومه.... وتتفقد ما ترتديه من ملابس أعطتها جاذبيه قاتله.. 


فأبعدت سابين الملابس حتى تكشف عن صدرها لترى العلامات التى خلفتها يدها.... ولكنها صدمت حين لم تجد سوى بشرة ناصعه البياض لا تشوبها شائبه..... وكأنها لم تمر عليها شفره يوما ما....عندها سقطت دموعها وهى تنظر لنفسها بحب لأول مرة... وشعور بالإرتياح والفرحه يتخللها...وهى تقول بصوتا متحشر بسبب بكائها....


وإبتسامه لم تختفى رغم بكائها: أنتِ جميله سابين.... لم تكاد تنتهى من حديثها....إلا ووجدت يد أحدهم تحيطها من الخلف بحنان.... ففزعت وأستدارت لترى  من الشخص الذى رأها بهيئتها هذه.... 


فوجدت الملك ينظر لها بحب خالص وهو يضع يده على وجهها برقه قائلا: بالفعل أنتى جميله سابين.... بل أنتى هى أجمل فتاة رأتها عينى.... كانت سابين تشعر بالتخبط من حديثه المعسول.... والرعب أيضا  فكيف يعلم الملك إسمها؟!.... وما الذى تفعله معه بغرفه واحده بهذه الملابس الفاضحه؟!.... 


كان قلبها ينبض بسرعه جنونيه بسبب قربه المهلك هذا....وبسبب خوفها من أن يكون قد علم هويتها فقالت بصوتا مهتز: هل تعلم من أنا؟!... إتسعت إبتسامه الملك وهو يجيبها بعينان تفيض عشقا قتل أخر ذره تعقل بها.... وجعل قلبها يرقص طربا لهذه النظرات....رغم خوفه من القادم: أجل أنتى مهلكتى... 


ولم يعطيها فرصه لإستيعاب شئ مما قاله....وهبط ملتقطا شفتيها بشفتيه ليقبلها بشغف وقوه.... وهو يضم جسدها له بحنان حتى إلتصقت به.... كانت سابين لا تعى شئ مما يحدث حولها.... إلا أن شفتاه كان مذاقهما أفضل من أى شئ تذوقته بحياتها....كما أنها لم تتصور من قبل أن يقبلها أحد بحياتها.... فما بالك بمن دق له قلبها.... 


لهذا  قامت سابين بإغماض عينها... ورفعت يدها ببطئ حتى لامست شعره من الخلف....وقامت بفتح فمها لتسمح له بغزوه.... عندها خرجت زمجره قوة من إستيفان دليل على إستمتاعه بما فعلته.... 


وبحين إستمعت سابين لوصت زمجرته المستمتعه  ذهب تعقلها أدراج الرياح....وبدأت هى الأخرى بمبادلته القبله بشغف أقوى..... وهى تسحبه تجاهها وتتمسك بخصلات شعره بقوة....حتى بدأت تشعر بنفاذ الهواء من رئتيها.... فقامت بوضع يدها على صدره لإبعاده حتى تحصل على بعض الهواء....

فإستجاب لها بصعوبه....وحينما إبتعد إستيفان عنها قال بصوتا ذو بحه مثيره وهو يمرر أصابعه على شفتى سابين المنتفخه: أنتِ ستكونين هلاكى سابين....


حينها إستيقظت سابين من سباتها.... أعتذر منكم أقصد وحينها إستيقظ صديقنا ساب من سباته...وهو يحاول إلتقاط أنفاسه ووجهه متعرق بشده...وهو ينظر حوله بفزع ....هدأ تدريجيا بعد أن تأكد أنه مازال بذات المكان الذى غفى به..... 


إلا أنه لا يعلم ما معنى هذا الحلم الذى رأه...ثم وبشرود وضع يده على شفتاه وهو يغمض عيناه... يتذكر طعم القبله التى لن يحظى بها يوما ما...حتى بعد مماته ومِن مَن؟!... من الملك الذى إذا علم بهويته سيقوم بقتله وقتل جميع أحبته معه....


لهذا قرر أن يقوم ببعض الأعمال....حتى يبعد هذا الأمر عن عقله....وذهب لمبنى الحدادين ليبدأ عمله وهو يشغل عقله بدوغلاس وجورج....


"إنتهاء الفلاش باك"


عاد ساب من شروده على صوت الكأس الذى وضعه الملك بقوة على الطاوله....فتنهد ساب وقد عاد تركيزه للجالس أمامه....وقد تيقن أنه سيتسبب بكارثه عما قريب....


لهذا إقترب ساب منه وهو يقول برجاء: أرجوك سيدى لنرحل من هنا هيا.... وافق إستيفان بسهوله وحاول الوقوف....إلا أنه لم يستطيع فى البدايه ولكن ساب حاوط خصره بيده ووضع يد الملك حول رقبته.... حتى يرمى بثقل جسده عليه.... 


ساب بتنهد: هيا بنا لنخرج من هنا....وسار به خارجا من الحانه ولكن من بابها الخلفى....فقد لاحظ أن الرجلين قد رحلوا قبلهم.... وهذا جعل قلقه يزداد لأنهم لم يتناولوا كأس واحده منذ جلوسهم....كما أن أحدهم كان يرتدى خاتما يرمز لشعار مملكه الملك المخنث الذى أمسكوا به فى وقتا سابق.....إذا من المؤكد أنهم ينتظرونهم بالخارج ليمسكوا بهم.... 


حسنا من الجيد أنه قد أتى لتلك الحانه فما لا يعرفه البعض.... أن مثل تلك الحانات يكون لها بابا خلفى يخرج منه الساقى ومن يعمل بالمكان عند وجود تفتيش بالمكان.... لهذا سار ساب للإتجاه المعاكس 

ثم دخل يمينا...ثم وجد بابا بنهايه الحانه...ففتحه فوجد الطريق أمامه....


فترك الملك وخرج ليتأكد من عدم وجود أحد بإنتظارهم فلم يجد أحد....فأسرع تجاه الملك 

يسحبه خلفه بسرعه متجها نحوى منزله فمن المؤكد أن منهم الكثيرون ينتظرونهم بالطريق المؤدى للقصر الملكى...كما أن المسافه لمنزله أقل من المسافه تجاه القصر....كما لن يتوقع أحد ذهابهم إلى هناك 


كان الملك يسير خلف ساب الممسك بيده ويضحك بقوة.... إلى ان شعر ساب بأقدام تقترب تجاههم منهم بسرعه وأصوات غاضبه تتجهه نحوهم.... فجذب الملك لمكان مظلم لا يطل إليه ضوء القمر.... ووقف هو والملك هناك يبتعدون عن أنظار العدو...وقلبه ينبض رعبا من أن يلاحظ أحد مكانهم... 


فهو يعلم أنه لن يستطيع التغلب عليهم بمفرده....كما أن سكر الملك سيجعلهم يتمكنون منه...وحينها سيتم قتل كلاهما بسهوله...لهذا تمنى أن ينتهى الأمر سريعا 


نظر ساب للملك فوجده يفتح فمه ويكاد يتحدث.... إلا أن ساب أسرع بوضع يده على فمه بسرعه...وهو يرجوه بعيناه لكى لا يصدر صوتا...فأذعن الملك لطلبه حين لاحظ الخوف المرتسم داخل عينى ساب...وقام

بأغمض عيناه بإرهاق فهو يشعر بصداع يكاد يفتك برأسه.... 


كانت الأصوات قريبه منهم حتى سمع ساب أصواتهم الغاضبه وأحدهم يقول بصوتا غليظ: أين إختفوا؟!... لقد كانوا أمامكم أيها الأغبياء...هل إستطاع الهرب منكم وهو سكير لا يدرى شئ مما يدور حوله...هيا إبحثوا عنه فمن المؤكد أنه لم يبتعد كثير من هنا... 


بعد مرور بعض الوقت ولم يعد هناك صوت يدل على وجود غيرهم بهذا المكان....أبعد ساب يده عن فم الملك وقال بخفوت: لقد رحلو هيا بنا قبل أن يعودا للبحث عنا مرة أخرى....


أومأ له الملك بطاعه لم يعهدها ساب من قبل...وسار خلفه إلى أن توقف الملك فجأة....وهو يسحب يده من بين يد ساب... وسأله بألم ظهر جليا بصوته:لما لم تتركنى لهم وترحل كما فعل هو من قبل....


لم يفهم ساب عن الشخص الذى يتحدث الملك عنه إلا أنه أجابه بخفوت....وهو ينظر حوله ليرى هل هناك أحد يتبعهم أم لا: لا أستطيع..أن أتركك فأنت صديقى وأنا لا أترك أصدقائى حين يحتاجون لى وأرحل...ثم أكمل بغضب رغم خفوت صوته: إلا أن هذا لا يمنع أننى سأقوم بقتلك حين تستفيق من سكرك هذا... لأنك من المؤكد كنت تعلم أن هناك من يتعقبنا...ولم تفكر حتى بإخبارى كما هى عادتك.... 


وحاول إمسك يد الملك مرة أخرى ليتحركوا... إلا أن الملك أبا ذلك وقال بحده:إذا أنت غاضب مما فعلته فماذا عما فعلته أنت؟!... ألا يحق لى الغضب أنا الأخر.... توقف ساب ونظر له قائلا بإنفعال فما يفعله الأن ليس بالوقت المناسب....فقد يتم قتلهم الأن بأى لحظه: اللعنه على غضبى وغضبك فالنرحل الأن ثم فلنقتل بعضنها بعض فيما بعد....وقام بجذب يده بقوة وسحبه مره أخرى متجها لمنزله.... فهو على يقين أن من يريدون قتله سيبحثون بالأماكن القريبه من القصر....وللمصادفه أن منزله بالإتجاه المعاكس له....


كان الملك يسير بهدوء جوار ساب الذى مازال يمسك يده بإحكام ويجعله يستند عليه خشيه من سقوطه... وذلك بسبب مظهر الإعياء والإرهاق الذى بدأ فى الظهور على صفحات وجهه الملك....الذى أوقف ساب مرتان إلى الأن لإستفراغ ما تناوله حتى لم يعد بمعدته شئ.... 


وصل ساب لمنزله ومعه الملك كان الوقت قد تخطى الثانيه صباحا....إلا أنه طرق الباب بهدوء حتى لا يفزع النائمون بالداخل حين يستيقظون على طرق الباب بهذا الوقت المتأخر...إلى أنه وجد الباب يفتح أسرع مما توقع....وما جعل الصدمه تتشكل على صفحات وجهه.....أن ألفين هو من قام بفتح باب منزله....


نظر له ساب بدهشه وهو يقول له متناسى الملك التى يستند عليه: ما الذى تفعله بمنزلى سيد ألفين بهذا الوقت المتأخر؟!...أنهى ساب حديثه بحده وهو ينظر لوالدته الواقفه خلف ألفين تنظر له بملامح مرتعبه...منتظر أن يقوم أحد بتفسير ما يراه.... 


إلا أن الملك أنهى هذا وهو يقول بإرهاق وقد سيطر السكر عليه: أشعر برأسى ينفجر...وإستند بكامل ثقله على جسد ساب... مما جعل كلاهما يترنحان ف الملك يملك جسد ضخم بالنسبه لجسد ساب....فإقترب ألفين يساعده إلا أن ساب أوقفه قائلا:اتركه أستطيع إدخاله....وتحرك به إلى الداخل وألفين ينظر له متنهدا....ثم أجلسه ببطئ على أحد المقاعد....وأمر أليس بجلب كوبا من الماء فأسرعت أليس لتنفيذ طلبه...


قام ساب برفع وجهه الملك بهدوء ونظر له قائلا: سيدى إنظر لعينى...سيدى أخبرنى بما تشعر حتى أستطيع مساعدتك....إستند إستيفان برأسه على معدة ساب الواقف أمامه....وهو يقول بإعياء: أشعر بأن رأسى يكاد ينفجر قالها وهو يأن من شعوره بالألم...


فأومأ له ساب متفهما وهو يقول:حسنا سأجد حلا لها فلتتحمل قليلا...نظر للمحيطين له والقلق مرتسم على وجوه الجميع...إلى أن إستقرت عيناه على ليلى فرسم إبتسامه مغصبه على شفتاه حتى يطمئن صغيرته وطلب منها الإقتراب....وهو يسألها بتركيز: أنتى تعلمين أين يعيش العجوز فرانسوا جيدا...أليس كذلك جميلتى؟!.. 


أومأت له ليلى برأسها موافقه.... فإبتسم لها ساب قائلا:حسنا هيا أصعدى وإرتدى ملابسك لتذهبى مع السيد ألفين لجلب بعض الأعشاب.... أومأت له الصغيره وصعدت مسرعه نحو غرفتها تتجهز على وجهه السرعه.... ثم إلتفت ينظر ل ألفين وأكمل:

ستذهب معها لجلب أوراق الريحان والقرنفل... كما لا تتأخر لأنه كاما تأخرت كلما كان الصداع أقوى.... 


أومأ له ألفين متفهما....إلتفت ساب للمصعد عندما إستمع لصوت أقدام ليلى المتسارعه... والتى وقفت جوار السيد ألفين تنظر له بإبتسامه هادئه... فبادلها ألفين الإبتسامه....


وإلتفتوا للرحيل إلا أن ساب أوقفهم قائلا:لا تنسى أوراق الريحان والقرنفل...كما لا تنسى ليلى ألا تتركى باب هذا العجوز حتى يعطيكى ما تريدين... أومأت له ليلى بإبتسامه مشاكسه...أعاد ساب نظره ل ألفين مرة أخرى وأكمل: حافظ على صغيرتى ولا تجعل مكروها يصيبها.... لم يجيبه ألفين بل قام بحمل ليلى وخرج من المنزل... متجه للطريق الذى تدله عليه الصغيره... 


تنهد ساب بصوتا مسموع ثم نظر لرأس الملك المستند عليه.... وأدرك أنه يحتاج بعض الراحه...

 فنظر جواره لكوب المياه الفارغ....وطلب من أليس إعاده تعبئته مرة أخرى..... 


ثم نظر ل جوليا قائلا بهدوء:فالتساعدى والدتك فى الذهاب لغرفتها لتستريح جوليا...كانت أليس قد أتت بالمياه أخذها ساب منها وهو يكمل:كما لا أريد رؤيه أى سيدة من سيدات هذا المنزل سوى صباحا.... 


أومأ له الجميع بدون نقاش وبدأو بتنفيذ ما قاله وخلال دقائق كان المكان فارغ من أهله...بعد ذهاب الجميع نادى ساب الملك بصوتا هادى: سيدى..سيدى هيا فالتحاول شرب بعض المياه.... فهو سيخفف من حده ذلك الصداع الذى يداهمك.... كان الملك لا يعى كثير بما يدور حوله.... 


إلا أنه إستجاب ل ساب وشرب المياه التى قدمها له.. إستغل ساب إستجابته هذه... ووضع يده حول خصر الملك وحاول رفعه ليصعد به للأعلى.... وبعد العديد من المحاولات نجح بهذا....كان ساب يتنفس بقوه بسبب المجهود الذى يبذله...ثم سار بخطوات بطيئ نحو المصعد....وهو يقول بنفس منقطع بسبب ثقل جسد الملك الملقى عليه..... محاولا لفت إنتباه لعله ينتبه لما يدور حوله: لم تخبرنى بعد ما هو رأيك بمنزلى فأنا لا أسمح بدخول الكثيرين إليه؟!... 


كانت رؤيه الملك مشوشه بسبب الصداع الذى تملك منه....كما بدأت الحمى بالظهور هى الأخرى... لهذا لم يجب على سؤال ساب....


تنهد ساب مدركا الحاله التى وصل لها الملك...وهو يلوم نفسه لأنه لم يفكر بإيقافه عن تناول كل هذه الكميه الكبيره من الشراب...كان الصعود مرهق حد اللعنه فلقد إستنفذ ساب كل طاقته.... إلا أنه تحامل على نفسه فلم يتبقى سوى القليل...


وبعد عناء وصل ساب لغرفته فدخلها وقام بمساعدة الملك على الإيواء للفراش بهدوء.... وساعده بخلع حذائه ثم قام بتغطيته جيدا....كاد يتركه ليرى هل عاد ألفين والصغيره حتى يقوم بصنع الدواء له....


إلا أن الملك أمسك بيده وقد تمكن منه التعب وقطرات العرق منتشره على وجهه...وكم شعر ساب بالحزن لرؤيته بهذا الوضع.... فإقترب منه بإبتسامه وكاد يسأله عما يحتاجه.... إلا أن ما قاله إستيفان جعل الحديث يتوقف بحلقه وإبتسامته تختفى.... 


إستيفان بهزيان وصوتا متألما مجروح... وهو لا يرى ساب بل يرى والده أمامه: هل ستتركنى وترحل كما تفعل دائما؟!....أنهى إستيفان جملته وإمتلأت عيناه بالدموع وهو ينظر ل ساب بترجى...وهو يحاول أخذ أنفاسه بصعوبه مكملا: أرجوك لا ترحل كما رحلت أمى... فأنا أخاف البقاء وحدى...أرجوك أبى...ختم حديثه بإنتحاب...قتل ساب بالصميم...


كان ساب ينظر له مذهولا وهو يتذكر ذلك النداء يتذكره جيدا.....إلا أن الفرق بينهما أنه كان يطلبه بصراخ وهو بكامل قوه العقليه.... أم الراقد أمامه فيهزى به فى مرضه وهو فاقد لعقله.... 


تنهد ساب بألم وهو يقترب منه ليتأكد من حرارة جسده فوجدها مرتفعه كما توقع...كان هزيان إسيفان مستمر وهو يترجى أبيه بالبقاء وعدم الرحيل....وقد بدأت شهقاته بالتصاعد مما جعل ساب يجلس جواره وهو مازال يتمسك بيده بقوه...وباليد الأخرى ظل يربت ساب على وجهه المتعرق بحنان...


وهو يقول كلماته بصدق وقلب محطم لأشلاء: لا تخف يا صغيرى لن أتركك....كما لن أسمح بأن تتأذى سأحميك من كل شئ....حتى ذلك الخوف الساكن داخله سأحميك منه....وسقطت دموع ساب دون أن يدرك هذا.... وظل يربت على وجهه إستيفان وهو يردد هذه الكلمات لأكثر من مرة....حتى هدأت شهقات إستيفان وغفى....


نظر ساب لأيدهم المتشابكه والملك يتمسك بها بعنف وأكمل بخفوت وإبتسامه متحسره: كم أردت أن أستمع لمثل هذه الكلمات بشده من قبل...أقسم أننى لم أرد سوى هذه الكلمات أبى....أقسم أنها كانت لتمحى ذلك الجدار الحصين الذى صنعته داخلى تجاهك.... ثم حرر يده من أيدى الملك الذى سقط بسبات عميق من شده مرضه...


وخرج مغلقا الباب خلفه بهدوء متجاها للمطبخ يبحث عن ذلك المحلول اللازع الذى تحب أليس إضافته على الطعام والذى يعلم أنه خافض للحراره....إلى أن وجده ثم قام بوضع المياه على الموقد المشتعل حتى يكون جاهزه للإستعمال عند حاجته....


ثم وضع القليل من المحلول الذى يحمله بإناء متسع به ماء...وأخذ العديد من الشراشيف بيده وخرج من المطبخ ليصعد للأعلى.... إلا أن طرق الباب أوقفه فترك ما بيده على الطاوله وأسرع لفتح الباب...


كان ألفين يحمل الأعشاب بيده....وكاد يتحدث إلا أن ساب سبقه وهو يجذب منه الأعشاب قائلا متحركا صوب المطبخ مرة أخرى: لقد تأخرتم كثيرا....قام ساب بطحن الريحان ووضعه بالماء الذى بدا بالغليان وتركه....ثم عاد وقام بطحن القرفه وغليها هى الأخرى بإناء مختلف ثم صبها بكوبا...وقام بتصفية أعشاب الريحان وقام بوضعه بقطعه من القماش القطن ثم أخذ كل ما يحتاجه....وخرج مسرعا متجها للطاوله لأخذ الأناء الذى تركه عليها.... 


وقال بلهجه لا تقبل النقاش موجهه حديثه ل ألفين وهو يصعد للأعلى:إن أردت البقاء هنا فلا تتجول بمنزلى وإلا فالترحل سيد ألفين...وليلى لا تتركى ضيفنا وحده إذا قرر البقاء....


أحابته ليلى بحماس وهى تقول:حسنا أخى....تحدث ألفين لها وهو ينظر للمكان الذى صعد إليه ساب: هل دائما ما يكون فظ مع جميع من يأتى للمنزل أم أنه فظ معى فقط...إبتسمت ليلى بإشراقه وهى تجيبه بدقه:لا ليس معك وحدك.... بل مع الجميع كما أنه ليس وحده من يفعل ذلك.... بل أبى كذلك لا يحب إقتراب الرجال منا وأظن أن ساب يشبه أبى بهذا...

أومأ لها ألفين متنهدا فهو يريد الإطمئنان على صديقه....إلا أنه لا يملك سوى الإنتظار.....


وصل ساب لغرفته فدخلها بهدوء مغلقا الباب خلفه وإقترب من فراشه ووضع ما يحمله بيده على الطاوله....وقام بوضع يده على جبهة الملك وجد حرارته مشتعله فلعن بصوتا خافت.... لابد له من الإستحمام بمياه بارده قبل أن يعطيه الدواء.... 


تنهد وهو يفكر أنه سيضطر لحمله مرة أخرى...فتذكر وجود ألفين بالأسفل وفكر بأن يستدعيه ليساعده.... إلا أنه تخلى عن هذه الفكره...فهو من تسبب بكل هذا وهو من سيتحمله.... كما أنه لا يريد ل ألفين أن يرى صديقه بهذه الحاله المزريه...لهذا تنفس بعمق وقرر العمل بمفرده كما أعتاد....


وذهب للحمام وكاد ينزع ملابسه ودرعه...إلا أنه تردد بالبدايه إلا أنه أقنع نفسه بأن الملك لن يتذكر شئ من هذا صباحا....لهذا بدأ بنزع ملابسه لينزع ودرعه...ثم عاد وإرتدى ملابسه مرة أخرى.. حتى يستطيع التحرك والتنفس بحريه وهو يحمل الملك....فدرعه يجعل من تنفسه أصعب حين يساند الملك لأنه يضغط على صدره فيضيق نفسه... 


ثم خرج وجلب المقعد الذى بغرفته ووضعه بالوسط حمامه الصغير وقرب الدلو الكبير الذى يوجد بداخله المياه قرب المقعد...ثم خرج وإقترب من الملك النائم بعمق ولا يعلم شئ مما يحدث حوله... إستطاع ساب رفع جزئه العلوى وحاول نزع القميص الذى يرتديه الملك.... ونجح بعد مده لا بأس بها بسبب عدم توازن الملك....


ساب برجاء: سيدى... سيدى هل تسمعنى؟!...لم يجبه الملك.... فتنهد ساب وقال ببعض من الصرامه وهو يضرب وجهه برقه حتى يستفيق: إستيفان... إستيفان إستيقظ أحتاج مساعدتك....أرجوك إستيفان إستيقظ... 


وبعد العديد من المحاولات بدأ إستيفان بالإستجابه له....وهو يحاول رفع جفنيه بصعوبه...وينظر ل ساب بتيه... إبتسم له ساب وقال مشجعا إياه وهو يربت بحنان على وجهه: أحسنت صغيرى...هيا فالتتحمل قليل هيا معى.... هيا صغيرى فالتساعدنى قليلا.... 


بالفعل بدأ إستيفان يحاول الوقوف بمساعده ساب...

إلا أنه كاد يقع ولكن ساب إلتقطعه محتضا إياه وهو يقول بنفس متقطع يحاول عدم التفكير بإلتصاق الملك به بهذه الطريقه: إلتقطتك لا تخف أنا معك... وقام بلف يده حول خصر إستيفان....ورفع يده واضعا إياها حول رقبته وسار تجاه حمامه...


دخل ساب وإستيفان للحمام وأجلسه ساب على المقعد وهو يضع يده أمام على صدره يثبته حتى لا يسقط....وقرب المياه منه أكثر....وقد كانت مياه يقوم بتخزينها ليستمعلها عند نفاذ المياه....يعلم ساب أن هذه المياه بارده بشده.... إلا أن هذا ما يحتاجه..... 


قام ساب بملئ الإناء بالمياه وسكبه على رأس إستيفان....الذى إنتفض جسده بشده بسبب بروده المياه وكاد يسقط.... إلا أن ساب أحاطه بذراعيه محتضنا إياه.... 


وهو يقول بحنان متأسف: أعتذر منك يا صغير... ولكن لابد أن نفعل ذلك حتى تنخفض حرارتك... وقام برفع الإناء وسكب المياه على رأس إستيفان مرة أخرى....وقد إبتل جسده هو الأخر بسبب إحتضانه لجسد إستيفان....الذى يسقط عليه المياه البارده حتى يمنع سقوطه....


بعد إنتهاء ساب ساعد إستيفان بالوقوف وسار تجاه الفراش وأجلسه عليه....وتركه بعد أن تأكد أنه لن يسقط وأسرع بجلب منشفه وقام بتجفيف جسده على قدر إستطاعته...ورغم إبتلاله هو الأخر فقد إبتلت ملابسه بأكملها من الأمام.... إلا أنه لم يفكر بتبديلها....فقد كان كامل تركيزه موجه لإستيفان...


كان إستيفان بدأ يستفيق بعض الشئ...أتى له ساب ببعض ملابسه التى يملكها....والتى تكون أكثرهم إتساعا حتى يستريح إستيفان بإرتدائها....وساعده بإرتداء الملابس العلويه....إلا أنه لم يستطع نزع ملابسه السفليه فوضع البنطال جواره....وطلب من إستيفان تبديلها بمفرده..... 


وافق إستيفان على هذا وبعد العديد من المحاولات الفاشله إستطاع إرتداء البنطال....وقال بصوتا ذو 

بحه متعبه: إنتهيت.... إلتفت ساب له سريعا ليساعده فى العوده للتسطح على الفراش....


وبعد أن تأكد من نومه براحه أمسك الشراشيف ووضعها بالمياه ليبللها....ثم قام بعصرها وإقترب 

من إستيفان الذى ينظر أمامه بشرود وعيناه ظهر ذبولهما بشده....لم يتحدث ساب معه بل قام برفع الغطاء ووضع الشرايشف المبلله على قدمه.... 


فهبطت أنظار إستيفان إليه ليرى ما يفعله ساب.... تحرك ساب مره أخرى نحو الطاوله.... وأخذ قطعه القماش التى تحمل أعشاب الريحان ووضعها على رقبة إستيفان....الذى ينظر له بهدوء أربك ساب بشدة.... 


أم نقول سابين....أجل أنها سابين... فمن الذى ساعد إستيفان على الإستحمام.... ومن قام بتجهيز الدواء له.... ومن تمسك بيده...أنها سابين وليس صورتها المزعومه ساب....


قررت سابين التركيز على ما تفعله حتى تستطيع خفض حرارة جسده....وحين لاحظت نظراته التى تتبعها كلما تحركت لتغير قطع القماش بأخرى مبتله....


تحدثت وهى تنظر له بحنان ووجه باسم رغم القلق الذى لم تستطع إخفائه: أخبرنى هل مازالت تشعر بألم فى رأسك؟!.... ووضعت يدها بعفويه على رأسه منتظره إجابته.... 


أجابها إستيفان بتعجب وبصوت ضعيف ذو بحه مميزه: من أنتِ؟!...أين هو ساب؟!...


تصاعدت نبضات قلب سابين بشده وظهر التوتر على وجهها....وهى تتذكر شعرها الذى رفعته لأعلى حتى تستطيع الرؤيه بوضوح بعد بلله....وملابسها المبلله ودرعها الذى لا ترديه....


فوقوفت مسرعه دون إجابته متجهه للحمام مغلقه الباب خلفها....وهى تحاول أخذ أنفاسها بصعوبه وتنظر لجسدها الذى تظهر ملامحه بدقه بسبب ملابسه الملتسقه بها....وتتلمس شعرها المبتل.... فإمتلئت عينى سابين بالدموع وجسدها بدأ بالإرتعاش... وهى تقول بخوف حقيقى: أرجوك لا تتذكر هذا.... أرجوك....


يتبع