الفصل الثامن والأربعون - مملكة الذئاب
الفصل الثامن والاربعون
وقف ساب بصدمه وهو لا يصدق عيناه....وظل يتسأل هل ما يراه حقيقى؟!.... أم أنه يخيل له
هذا...هل السيدة الواقفه أمامه الأن.....هى ليليان زوجه ماثيو أم أنه مخطأ.....إلا أنه يتذكر جيدا ملامحها القلقه والباكيه لهذا قرر التأكد...ولكن بعد
أن تأكد أنه جمع كل ما وقع أرضا ويحمله بيده...
ساب بإبتسامه هادئه : أعتذر منكى سيدتى بسبب الضرر الذى سببته لمشترياتك.... لهذا فالتسمحى لى بأن أجلب لكى غيرهم.... رفضت السيدة طلبه بأدب معلله بثبات: لم يحدث شئ يا صغير فمازالوا بحاله جيده....
إتخذ ساب من ذلك فرصه وقال :إذا لأقوم بمساعدتك بحملهم وشعر أنها سترفض فأكمل مسرعا...كما لن أقبل بالرفض كإجابه.... فهذا أقل شئ استطيع تقديمه لكى سيدتى.....
ونظر لها منتظر ردها الذى أتى بالموافقه... سار ساب جوار السيدة فى هدوء وهو يحمل المشتريات.... كما تعمد أن يصمت طوال الطريق حتى لا يثير قلقها.... إلا أنها هى من فاجئته بسؤالها وهى تقول بإبتسامه حانيه: ما هو إسمك يا صغير؟!....
إبتسم ساب لهذا اللقب الملتسق به... وهو يرد عليها بود :أدعى ساب....كما أنصحى ألا تنخدعى بمظهرى فأنا عمرى إثنا وعشرون عام.... نظرت له السيدة بدهشه وهى تسأله بصدمه وصوتا متعجب : حقا أم أنك تقول ذلك لأننى دعوتك بالصغير...
إبتسم لها ساب حتى ظهرت أسنانه وهو يجيبها قائلا: أقسم لك أن هذا هو عمرى.... كما أنك ليست الأوله التى تخبرنى بذلك....كما أن هناك بعض المشاجرات التى حدثت بسبب ذلك اللقب....
تجعد ما بين حاجبى ليليان بطريقه طريفه وهى تسأله مستفسره وقد لمعت عيناها بالفضول: لماذا هل تكره كونك صغير بالسن؟!....
قال ساب بلطف : لا ليس هذا السبب.... فها أنتى سيدتى قلتيها لى ولم أغضب...وهذا لأنكى لم تنظرين لى بتقليل أو إهانه.....بخلاف غيرك ممن يستهين بى بسبب جسدى.... أفهمتى الأمر الأن سيدتى....
أومأت له السيدة متفهمه وهى تقول له بود: أجل فهمت....كما لا يجب عليك أن تقول لى سيدتى بين كل كلمه وأخرى... قام ساب بالإبتسام لقربه مما يريد وقال :أعتذر منكى... ولكنى لا أعلم ما هو إسمك حتى أدعوكى به؟!...
أجابته السيدة بإبتسامه هادئه: إنه ليليان....فقد نادينى ليليان بدون سيدتى..... لأننى لا أحب هذا اللقب كما لا تحب أنت لقب الصغير.....
توقف ساب عن السير وهو يمد يده يصافحها وهو يقول بإبتسامة مشرقه....وكأنما وجد كنز قال عنه الجميع أنه لا وجود له سوى بالأساطير فقط ووجده هو صدفه : إذا لنتعرف من جديد أنا أدعى ساب وأنتى يا جميلة ما هو إسمك؟!....
أنهى ساب حديثه بمشاكسه محببه....جعلت ضحكه تنفلت من ليليان وهى تصافحه قائله: وأنا ليليان أيها الوسيم ....
عاد الأثنين للسير معا وهما يتحدثان بالكثير من الأمور....حتى علمت أنه لا يقيم هنا بل هو هنا لزياره أحدهم وأنه يعمل حدادا.... حتى وصلوا لمنزلها وقف ساب أمام المنزل وهو يعطيها أشيائها.....وقام بتوديعها بإبتسامه ودوده وكاد يرحل....
إلا أنها إستوقفته قائله بتردد :هل ستأتى لزيارتى أم أنك سترحل كما أخبرتنى ؟!...إلتفت لها ساب وهو يبتسم لها بود وقال وهو يحك رقبته من الخلف: لا أعلم.... ولكن من المحتمل أن أغادر غدا صباحا.... ولكن أعدك أننى سأتى لزيارتك عندما أعود هنا مره أخرى.....
سألته ليليان وهى تتعجب من نفسها فهى قليلا ما تتحدث للغرباء.... إلا أن هذا الصبى به شئ مختلف يذكرها بشخص يمتلأ قلبها بحبه: هل زيارتك ستكون قريبه أم بعيده؟!....
إتسعت إبتسامه ساب وهو يجيبها: أنا أتى إلى هنا مره كل شهر ...لهذا إنتظرى زيارتى لكى الشهر المقبل أيتها الجميله..... وغمزها بنهايه حديثه ثم تركها ورحل لصديقه....والذى كان ينتظره لتناول الطعام معا....
أغلقت ليليان باب منزلها وجلست على فراشها وهى تغمض عيناها التى قد أغرقت بالدموع....والتى كانت تمنع هبوطها بصعوبه بحضور ساب.... ثم قامت بمسح عيناها بقوة وهى تقول بحده وألم شديد :
منذ متى وأنتِ تشعرين بمثل ذلك الشعور ؟!...هل الألم والوحده أوصلانى لهذا الحد الذى أريد وجود أى شخص بحياتك ؟!..ولكن أظن أن رغم بشاعه الأمر إلا أنه أفضل من التعلق بأحدهم فيمت أمام عينى وأنا لا أستطيع حمايته.... أو أن يقوم أخر بجرح قلبى بطريقه لم يستطيع الزمن مداوته إلى الأن....
تساقطت دموعها وهى تضع يدها على قلبها وتكمل بتيه : لا يحق لكِ الحنين لهذا الأمر لأنه شعور يؤذى بنهايته.... لهذا لا يميل قلبك له بسبب مساعده أو إبتسامه أو حديث ودى قد لا يتكرر مرة أخرى... لقد إكتفى قلبى بأحبته ولن يتسع لأخر....
أنهت حديثها وهى تنظرت للعديد من الرسومات التى تضعها على فراشها بحب جارف..... ثم أمسكت بأحد هذه الرسومات وهى تكمل بعيون تلمع : إلا أننى لا أنكر أنه يشبهك بالكثير يا صغيرى أليس كذلك؟!.... أنهت حديثها وهى تقرب الرسمه من فمها لتقبلها بكل حب.... وعينها تذرف الكثير من الدموع ....وتمددت على فراشها وهى تضم الرسمه لقلبها....وكأنه طفل صغير تخشى عليه والدته من برد الشتاء.....
❈-❈-❈
خلال ذلك وصل ساب لمنزل مات الذى رحب به بشده هو وأسرتك... التى كان يظهر عليها السعاده لقدوم ساب....والذى قضى وقتا ممتعا مع تلك الأسرة البسيطه.... وحين حل الليل قام ساب بتوديع مات وأسرته عائدا لمنزل دوغلاس.... بعد أن أجبر مات على البقاء بمنزله كما أخبره أنه سيرحل غدا صباحا.... لهذا لا يرهق نفسه بالذهاب إلى منزل دوغلاس صباحا... لأنه قد لا يجد أحد هناك...كماوعده أن يعود لزيارته مره أخرى.....
وصل ساب للمنزل وصعد لغرفته وإرتمى بجسده على الفراش... وهو يتنهد بعمق ويفكر هل يخبر السيدة ليليان بما يعرفه والعلاقه التى تربطه ب ماثيو لعل قلبها يرق؟!... وتقبل بالذهاب معه من أجل ماثيو.... أم أنها قد ترفض ذلك بل وتقوم بطرده وهذا هو المتوقع.... فمن التى ستود العوده لمن تسبب بقتل أطفالها من وجهة نظرها....لهذا قرر أن يجعل علاقتهم أقوى حتى تثق به ليستطيع إيجاد ثغره يدخل إليها من خلالها...وبعدها يستطيع إصلاح العلاقه بينها وبين ماثيو.....
بعد أن قرر ساب ما سيفعله إعتدل وقام بخلع ملابسه بأكملها.... وأخرج إحدى قمصانه الواسعه
التى يفضلها وقام بإرتدائه.... وقام بسحب الغطاء يلفه على جسده....وأغمض عيناه لبعض الوقت وهو يفكر بما سيفعله حين عودته..... إلى أن سقط بسباتا عميق دون أن يشعر.....
كان الضوء المنتشر بالغرفه يشعر عيناه بعدم الراحة لهذا فتح عيناه وهو يجعد ما بين حاجبيه.....وظل يرمش بعيناه لأكثر من مره إلى أن إعتادت عيناه على الضوء.....وحين وجد الشمس قد أشرقت قام من فراشه وخلع قميصه وأخذ حماما لينعش جسده به ويستفيق كليا.....وبعدها قام بإرتداء ملابسه وجهز أشيائه خرج من المنزل وأخذ فرسه ليعود للعاصمه مره أخرى.....
ولكنه توقف حين مر بالقرب من السوق وفكر قليلا إلى أن قرر أن يطمئن على السيدة ليليان سريعا ثم يكمل طريق عودته.... سار ساب بفرسه إلى أن أصبح أمام منزلها....وقام بطرقه عدة طرقات بسيطه...وذلك كان بعد القليل من التردد.... ولم يمر لحظات وقامت ليليان بفتح الباب وهى تتعجب ممن سيطرق بابها بهذا الوقت المبكر من الصباح....
إلا أنها صدمت حين رأت ساب أمامها ينظر لها بود وإبتسامه مشرقه وهو يقول: صباح الخير لقد أردت أن أراكى قبل رحيلى لأودعكى.....كانت ليليان مازالت تنظر له بدهشه وصدمه... فهى أقنعت عقلها وقلبها أن هذا الفتى لن يعود لرؤيتها مرة أخرى....
شعر ساب بصدمتها من حضوره فشعر بالخجل من وجوده بهذا الوقت المبكر من الصباح... فقال سريعا حتى لا يشعر بمزيد من الإحراج : أعتذر إن كان قدومه بهذا لوقت قد ضايقك....
وكاد يلتفت ليرحل إلا أن ليليان أسرعت بمسك يده وقد فاقت من صدمتها وهى تقول له بلهفه : إنتظر ليس الأمر كما تظن.... وحمحمت ليعود لها صوتها :
فأنا ظننت أنك لن تعود إلى هنا مره أخرى.... عاد ساب لمكانه وهو ينظر لها بتسأل لتشرح له الأمر فأكملت ليليان مفسره :ظننتك لن تود القدوم لزيارتى لأنك بالنهايه لا تعرفنى...
تنهد ساب براحه وهو يجيبها بهدوء: أنا لست من هؤلاء الأشخاص.... فأنا إذا تحدث مع أحدهم وأخبرته إسمى يصبح صديقى من بعدها.... وانا لا أترك أصدقائى دون وداع.....أنهى حديثه وهو يمد يده ليصافح ليليان بإبتسامه لطيفه... جعلت قلب ليليان يميل له وعيناها تمتلأ بالدموع....
وهى تقترب منه وقامت بإحتضانه وظلت ليليان تربت على رأسه بحنان...وكان ساب متسع العينين
من فعلتها إلا أنه تدارك الأمر... وربت على ظهرها إلى أن إبتعدت عنه....وهى تقول له بحنان : إحرص دائما على سلامتك يا صغير.....
أومأ لها ساب وهو يقول لها بمشاكسه : لا تقلقى أيتها الجميله....خاتما حديثه بغمزة من عيناه وهو يبتعد عنها بعد أن إمتطى فرسه ليعود للعاصمه.....كانت ليليان تنظر لأثره بأبتسامه هادئه.... إلا أن أختفى فقالت بسكينه وهدوء: أظن أنك قد إمتلكت جزء من قلبى.... الذى ظننت أنه لم يتبقى فيه حب بوداعك هذا أيها الصغير....أنهت حديثها وإستدارت لتعود إلى منزلها مرة أخرى....
❈-❈-❈
كان الملك قد إستيقظ من نومه يشعر بضيق شديد لا يعلم مصدره..كما أن ذلك يظهر بوضوح على صفحات وجهه... ولأنه يشعر بالراحه جوار صديقه كيشان قرر الذهاب للإطمئنان عليه.... والجلوس معه هو وذئبته قليلا....
سار الملك إلى الإسطبل ودلف للداخل بهدوء...فمازال النهار بأوله ظنن منه أن يكون صديقه ورفيقته نائمان إلا أنه وجد كلاهما جالسان ويتناولان الطعام بهدوء...
إقترب الملك منهم وهو ينظر تجاه الذئبه الجالسه جوار كيشان....والتى رأها تليق بصديقه وبشده....
كما وجدها تنظر له بهدوء رغم أنها تراه للمرة الأوله أو الثانيه.... إلا أنها لم تزمجر نحوه بحده ...وذلك لأنها إشتمت رائحته على فراء رفيقها لهذا لم تشعر نحوه بالخطر....
وقف الملك أمام صديقه ورفيقته ثم ثنى إحدى ركبتيه ليصبح بمستواهما....وهو يربت على فراء كيشان بحنان ويقول ببحه مميزه : لقد وجدت رفيقتك قبل أن أفعل أنا أيها الصغير.... ثم نظر لرفيقته وهو يجعد ما بين حاجبيه....وكأنه يحاول تذكر أمر ما..... وحين تذكره ظهرت إبتسامه هادئه على محياه.... وهو يربت على فراء الذئبه هى الأخرى وهو يقول : إذا أنتِ هى سانسا التى قامت بخطف قلب صديقين من أصدقائى عند أول لقاء.....فقام أحدهم بالتمسك بك..... والأخر رحل دون إخبارى برحيله....
زمجرت له الذئبه بترحاب حين حدثها بهذا الود.. فإبتسم الملك لها وظل معهم لبعض الوقت إلى أن شعر أن ضيقه قد إختفى... فقرر العوده لمكتبه لبدأ عمله الذى لا ينتهى....
❈-❈-❈
عوده إلى ساب الذى وصل إلى العاصمه بعد العديد من الساعات وقد أو شكت الشمس على الغروب...لم تكن وجهة ساب القصر الملكى بل كانت منزله الذى أصبح أمامه الأن....
ترك ساب فرسه أمام المنزل بحديقته الداخلية....
وحمل أمتعته وتقدم من الباب وقام بطرقه.... ولم يمر سوى لحظات وإستمع لصوت أقدام صغيره تركض بسرعه كبيره تجاه الباب... والذى أدرك هوية صاحبها قبل رؤيته....ولقد صدق حين توقفت هذه الأقدام خلف الباب....
وإستمع لصوت ليلى وهى تصرخ سألة عن هوية الطارق.... أجاب ساب بهدوء : إنه أنا ساب ليلى الجميله.... وقبل أن ينتهى من حديثه فتح الباب
على مصرعيه ....وبدل من أن يحصل على عناق من تلك المشاغبه الصغيرة.... قابل وجهها الذى تحول من الصدمه والدهشه إلى الغضب ونظرات اللوم....
ليلى بحده :ما الذى تفعله هنا إرحل كما تفعل كل مرة.... ولا تفكر بالتحدث معى مرة أخرى.... ولم تعطى ل ساب فرصه بالرد عليها.... بل قامت بغلق الباب بوجه وبعنف كذلك....
ظل ساب ينظر للباب الذى تم غلقه بوجه بعدم إستيعاب لبعض الوقت.... إلى أن تذكر أخر لقاء بينهم حين وعدها بالقباء وتركها ورحل.... بعد أن سقطت نائمه بأحضانه..... فأغمض عيناه متنهدا بسبب ما سيحدث له من جميلته....
وإبتسم وهو يقول لنفسه :كم أن معشر النساء أصحاب عقول صلبه حين يتم إغضابهم... وإستدار راحلا بعد أن ترك أمتعته أمام الباب الذى أغلق بوجهه منذ لحظات....
ذهب ساب عند فرانسو وأخذ جميع أنواع الفاكهه التى تفضلها الصغيرة...لأنه فكر كلما كان ما معه أكثر كان مصالحتها أسرع....وهذا ما يتمناه ورحل بعد أن أخذ ما يريد.....
ولكن وهو بطريقه للمنزل رأته ماريا التى لم تصدق عيناها أنها ترى حبييها بعد كل هذه المده.....أسرعت ماريا تجاه ساب إلى أن وقفت أمامه..... وهى تقول بإبتسامه سعيده :ساب أين كنت كل هذه المدة ؟!....
لقد قلقت عليك بشده....كما أننى إشتقت لك كثيرا ....
أغمض ساب عيناه متنهدا وهو يقول داخله: هذا ليس الوقت المناسب لظهورك ماريا..... إلا أنه فكر أن إنهاء الأمر الأن سيكون أفضل بكثير من الإنتظار أكثر.... فنظر لها ساب ببرود وهو يقول: من الجيد أننى صادفتك فأنا أريدك بأمر ما.....لهذا فإتبعينى....
أومأت له ماريا موافقه بدون تفكير وسارت خلفه إلى أن وصلوا لمكان هادئ لا يمر به أحد.... ثم قام ساب بوضع ما يحمله بمكان ما جواره.... ثم وقف أمام ماريا ينظر لها بهدوء.... وهذا جعل التوتر والقلق يزحف لقلبها.....إلا أنها لم تسأل منتظره منه تفسير
ما يحدث....
بدأ ساب حديثه بجمود :سأتحدث معكى بصدق ماريا لأن ذلك ما تستحقينه منى.... لهذا....توقف ساب عن الحديث يأخذ نفسا قويا وأكمل: أنا لم أحبك يوم ماريا....كما أننى لا أراكى سوى شقيقه لصديقى فقط..... لهذا يجب أن تتوقفى عن حبك لى لأن ذلك سيؤذى قلبك....
كانت عينى ماريا تذرف الدموع خلال حديث ساب
وتنفى برأسها غير متقبله ما يقوله..... لهذا سألته بصوتا باكى متألم : إذا لماذا أخبرتنى أنك تحبنى؟!... هل لتتسلى قليلا ثم تتركنى بعدها؟!.... أخبرنى لما فعلت بى كل هذا؟!..... ما الذى فعلته لك حتى تؤلمنى هكذا؟!... لما؟!.... أنهت حديثها بألم شديد....
أغمض ساب عيناه وهو يجيبها بثبات: لأننى كنت أعلم بحبك لى منذ الصغر ...وأردت أن أحاول معكى لعلى أقع بحبك.... وحاولت التقرب منك من أجل ذلك....ولكن عندما سافرت وفكرت جيدا بالأمر أدركت أننى سأذى قلبك أكثر..... لأننى لو كنت سأحبك لكنت فعلتها من قبل.....إلا أن هذا لم يحدث....
ثم فتح عيناه وهو ينظر لها بشفقه مكملا : أقسم لك أننى لا أستحق هذا الحب الذى تحملينه بقلب من أجلى.... كما أنكى تستحقى الأفضل.... تستحقى رجلا ينظر لك وكأنكى الأنثى الوحيدة بهذا الكون....هل أدركتى الأن لما فعلت كل هذا....
نظرت له ماريا بوجه زابل بسبب دموعها وشهقاتها المتقطعه وهى تؤمى له بتفهم قائله بألم : أجل فهمت كما أعدك أننى سأخرجك من قلبى كما أدخلت إليه.....
كما لن أسمح لك أو لغيرك بالإقتراب منه....كما أقسم أنك حين تعود ترجو ذلك الحب الذى رفضته الأن فلن تجده أيها الحقير.... ثم تركته راحله لمنزلها وهى تبكى بحرقه على ذلك الحب الذى لم يكتمل سوى بمخيلاتها فقط....
تنهد ساب بإرهاق وإلتفت حامل أشيائه عائدا لمنزله لعله يجد بعض الراحه.... وصل ساب أمام باب منزله فوجد أن أمتعته ليست موجوده..... إذا الصغيره أخبرتهم بقدومه....طرق ساب الباب منتظر أن يفتح الباب.....وهو متأكد أن ليلى لن تقترب من الباب حتى لا تفتحه له....
وبالفعل كانت أليس هى من فتحت الباب.... وحين رأته إرتمت بأحضانه وهى تبتسم بفرحه لرؤيته وتقول بسعاده.... وهى تجذبه للداخل: نحن لم نصدق ليلى حين أخبرتنا أنك أتين.... ولكن حين خرجت وجدت أمتعتك فقط....فظننتك رحلت لقصر الملك...
جلس ساب على أحد المقاعد وكذلك أليس التى قالت بصوتا مرتفع: يا فتيات لقد جاء أخيكم...
بعد إنتهاء أليس من حديثها خرجت كلا من جوليا وفكتوريا من الغرفه المجاوره.... وهبوط سيلا من غرفتها وكل واحده منهم تسرع حتى تحظى باللقاء الأول..... إلا أن ساب كالعاده بدأ بإحتضان والدته بإشتياق وحب.... وهو يسألها عن حالها وبعد أن أطمئن على والدته..... قام بإحتضان سيلا وجوليا وإطمئن على كليهما....
وكما هو متوقع ليلى لم تخرج للقائه... نظر لما يحمله وقال بصوتا منخفض يسأل الجالسات أمامه: أين تجلس الصغيره؟!.... فأشارت جوليا لغرفه والدتهم التى خرجن منها منذ لحظات.....
فأومأ ساب وهو يجلس بإرتياح على مقعده وقال بصوتا مرتفع حتى يصل صوته ل ليلى: هل قلتى أن ليلى قد ذهبت لتنام حين علمت بقدومى!.... وأشار ل جوليا أن تجاريه بالحديث...وجميع من يجلس يبتسم لأنهم يدركون ما الذى سيحدث بعد لحظات.....
أجابته جوليا بصوتا مرتفع هى الأخرى: أجل أخى
كما أنها قالت أنها لا تريد رؤيتك..... رد عليها ساب بذات الصوت المرتفع.... وهو يحرك ما يحمله حتى يصدر صوتا مرتفع يدل على كثرة ما يحمله: إذا من سيأكل كل هذه الفاكهه.... وخاصه هذه الفراوله ذات الرائحه النفاذه..... توقف يتنهد بصوتا مسموع وأكمل: حسنا من منكم تريد هذه الفاكهه فالتأكلو منها ما تشاؤون....
وكاد يضع ما بيده أمام شقيقاته إلا أن خروج ليلى كالأعصار أوقفه.... وهى تقف أمامه بغضب وتقول بحده: كل هذه الفاكهه لن تشفع لك سيد ساب.... ولكن.....توقفت عن الحديث وهى تجذب منه ما يحمله رغم ثقله عليها إلا أنها حملته.... وإتجهت لغرفة والدتها مرة أخرى وهى تكمل بكبرياء:هذه الفاكهه أتت من أجلى أنا.....وليس من أجلهم لهذا أنا من سأتناولها وحدى...ودخلت غرفه والدتها وأغلقت الباب خلفها بقوة....
فقال ساب بإبتسامه : ما الذى بين هذه الصغيره وبين أبواب هذا المنزل؟!....ضحكت فكتوريا والفتيات على تلك العلاقه التى تربط ساب ب ليلى....والتى تستطيع فعل ما تشاء ب ساب وهو لن يفكر بالغضب أو الحزن من أفعالها هذه....
أخرج ساب من شروده ب ليلى سؤال والدته له.... فكتوريا بحنان: هل تناولت طعامك صغيرتى؟!....نظر لها ساب بإبتسامه وهو يقول لها : لا لم أتناوله إلا أننى شعرت بالجوع حين ذكرتيه أمامى الأن.....
إبتسمت فكتوريا وهى تقف مسرعه تتجه للمطبخ وهى تقول بحماس: سيكون الطعام جاهز خلال لحظات..... ظل أنظار ساب تصاحب والدته إلى أن إختفت بالمطبخ....ثم إلتفت على حين غرة ينظر للفتيات بوجه جامد وهو يسألهم: هل أتى جورج خلال فترة غيابى؟!....
أبتلعت جوليا وأليس ما بجوفهم حين أدركوا أن ساب لم ينسى الأمر..... إذا لن يترك أبيهم دون إفتعال مشاجره...... بخلاف سيلا التى تحدثت ببرود قائله: لقد أتى مرة واحده بعد رحيلك لمده قصيره ثم رحل ولم نراه من وقتها.....
أومأ لها ساب بهدوء وهو يفكر أين يبحث عن أبيه ولكن ليس اليوم....تنهد وهو يتذكر أمر المعهد الذى إلتحقت به سيلا.....
لهذا سألها بهدوء: إذا كيف تسير أمورك داخل معهدك يا فتاة؟!....ظهرت إبتسامه سيلا بإتساع حين سألها ساب وأجابته بسعاده وعيون لامعه بالفرحه : كل شئ يسير بطريقه جيده..... كما أن الحكيم وليم ساعدنى كثيرا خلال الفترة التى تواجدت بها بالمعهد.... كما أخبر معلمى أن يقوم بإختبارى وإذا نجحت بهذه الإختبارات.....سأصعد للعام النهائى مع المتخرجين الذين سيعملون مساعدين لمستشارى الملك.....
إتسعت إبتسامه ساب فخورا بشقيقته وهو يقول بتشجيع : أتمنى لكى الأفضل يا صغيرتى.... أنتى تستحقين كل نجاح..... ولكن لا تنسى أن تجتهدى أكثر لأننى أتذكر أنه لا يتم أخذ أكثر من إثنين مِن مَن سيتخرج من هذا المعهد للعمل بقصر الملك.....
أومأت له سيلا وهى تقول بحماس : أعلم ذلك وهذا ما يجعلنى أكثر مثابرة.....إبتسم ساب وهو يقول لها: أحسنتى يا فتاة....
قاطعت حديثهم أليس وهى تقول بسخريه: لما لا تخبرى أخيكى أيضا بما فعلتيه بأول يوما لكى بالمعهد؟!...
نظرت لها سيلا بحده وكادت توقفها إلا أن نظرات ساب جعلتها تصمت..... وهو يسأل أليس وعيناه موجها لها :ما الذى حدث أليس؟!....
أجابته أليس بهدوء :أظن أنه من الأفضل أن تخبرك هى بالأمر ....فبالأخير هى صاحبه الشأن.... ردت عليها سيلا بلسانها المنفلت : وبما أنكى تعلمين أننى صاحبه الشأن....إذا لماذا تتحدثين بأمر لا يخصك؟!...
تحولت نظرات ساب من الهدوء للحده وهو يقول بصوتا حازم : سيلا....نظرت له سيلا بحاجبين معقودين بسبب ضيقها من أليس....التى تعلم أنها تعمدت فعل ذلك....بسبب ما يحدث بينها وبين والدتها منذ أن قامت والدتهم بضربها....إلا أنها لم تتحدث حتى لا يغضب ساب منها.....وحينها لن تستطيع إرضائه بسهوله.....
خلال ذلك خرجت فكتوريا من مطبخها وهى تحمل صحون الطعام....فقامت الفتيات بمساعدتها وجلس كلا منهم على مقعده..... وطلب ساب من جوليا أن تأتى ب ليلى لتتناول طعامها....وبالفعل ذهبت جوليا لجلب ليلى التى رفضت أن تتناول طعامها بالبدايه... ولكن بعدما أخبرتها جوليا أن ساب لم يتناول طعامه منذ أمس.... وأخبرهم أنه لن يتناول شئ إلا عندما تخرج وافقت على الخروج.....
جلس الجميع ليتناول طعامه كما كان ساب يشاكس ليلى بين كل دقيقه والأخرى..... كما كان الجميع يتبادل أطراف الحديث...إلا أنه لاحظ أن هناك خطبا ما يحدث بين سيلا ووالدته..... ولكنه لم يتحدث.....
بعد إنتهاء الجميع من تناول طعامه....وقف ساب وطلب من سيلا أن تتبعه لأنه يريدها بأمر ما...إلى أن تنتهى والدته من صنع بعض المشروبات للجميع....
بعد صعوده هو وسيلا أغلق الباب خلفهم وجلس على فراشه وأخبر سيلا أن تجلس جواره.... تحدث ساب وهو ينظر أمامه بشرود : ما الذى حدث بينكى ويين والدتك سيلا ؟!....كادت تتحدث إلا أن ساب قاطعها قبل أن تتحدث وأكمل: ولكن أريد أن تخبرينى كل
ما حدث....وما الذى فعلته حتى تجعلى أليس توشى بكى؟!...وجوليا لا تدافع عنك... ووالدتك تهرب بعينيها منكى.... كما لم أنسى توبيخك لشقيقتك الكبرى أمامى....وما الشئ الذى حدث بيومك الأول بالمعهد ولا تريدن إخبارى به؟!.... هيا إبدأى بالتحدث فأنا أستمع لكى....
إبتلعت سيلا ما بجوفها وهى تقول له بتوتر: سأخبرك ما حدث ولكن فالتستمع لى للنهايه.....نظر لها ساب لأول مرة من دخولهم لغرفته وقال بحاجب مرفوع: إذا ما ستقولينه سيغضبنى... ولكن حسنا سأستمع للنهايه.....
بدأت سيلا تتصبب عرقا وهى تخبره بما حدث معها بيومها الأول.... وخلال حديثها كان ساب يشعر أنه إستمع لهذا الحوار من قبل... ولكن ليس من سيلا بل من.... إتسعت عيناه حين أدرك ما يحدث.... إلا أنه لم يقاطعها....
ولكن حين إنتهت سيلا من حديثها سألها بهدوء : ماذا كان إسم هذا الفتى ؟!.... أجابته سيلا بخفوت: كان الحكيم يناديه ب ليوناردو..... أغمض ساب عيناه متنهدا وهو يلعن ليو مئه مرة..... ويتذكر كيف وعده أن يساعده حتى يقوم بكسر أنف الفتاة التى أهانت رجولته أمام الجميع.....والمثير للسخريه أن تلك الفتاة التى يريد ليو كسر أنفها هى شقيقه.... إلا أنها أخطأت ولكن لن يحاسبها الأن.... لتنتهى من حديثها ثم يحاسبها كلا على حده...
وحين لاحظ ساب صمتها قال سائلا إياها :وما الذى بينك وبين والدتك؟!...تحدث سيلا بشجاعه وأخبرت ساب ما حدث لتأكدها أن ساب سيكون بصفها هى... وخاصه أنه يكره والدهم كما تكره هى.... ولكن حين إنتهت من حديثها سقطت الغرفه بصمت مطبق... وخاصه بعد أن أخبرته أن والدتهم إعتذرت لها أكثر من مره.... إلا أنها لم تتقبل إعتذارها ولم تتحدث معها من وقتها....
كان ساب ينظر أمامه دون أن يصدر منه أدنى حركه وهذا جعل سيلا تعود لتوترها.....وهى تناديه بأسمه رد عليها ساب بهدوء : وهل هى تستحق منكى أن لا تتحدثى معها؟!....أم أن إعتذارها لكى لأكثر من مره لم يكفى لتسامحيها.....رغم أنك المخطأ وليست هى.....
وقفت سيلا من مكانها وهى تنظر ل ساب بصدمه وتتحدث بتعجب :ماذا أنا هى المخطأه.... أنا التى سمحت لهذا الرجل بأن يهين فتياتى ويضربهن دون أن أحرك ساكنا....أنا لم أوصفه بشئ ليس به وأنت تعلم هذا جيدا.... كما أن ضعفها هذا هو من يقتلها ويقتلنا معها...
وقف ساب هو الأخر أمامها وهو يقول بثبات :هى من أردت ذلك نحن لا دخل لنا بما بينها وبين زوجها.... أفهمتى يا فتاه؟!....أجابته سيلا بعينى دامعه وصوتا حاد نسبيا : بلى لن علاقه بما بينهم....فالحطام الذى داخل كل واحده منا هى المتسببه بوجوده.... لأنها تنازلت عن كل شئ من أجل رجلا لا يراها شئ.... لا تخبرنى أنك لا تعلم بهذا.... فأنت خير دليل على ما أقول..... أنهت سيلا حديثها وهى تنظر له بنفس هائج من شدة حدتها بالحديث وبكائها.....
ظل ساب ينظر لها للحظات هو يدرك أن كل ما قالته صحيح....إلا أن من يتحدث عنها الأن هى والدته.... لهذا قال ببرود : ما سأقوله الأن لن أكرره....أما أن تعتذرى من والدتك على ما قمتى بفعله ولا تكرريه مرة أخرى.... قاطعته سيلا قائله بألم : ولكنك تعلم أننى لم أخطأ بشئ....
إبتعد عنها ساب وسار تجاه باب غرفته يفتحه وهو يقول لها بهدوء : إفعلى ما تريدين سيلا ف أنا لن أجبرك على الإعتذار من والدتك.... وتركها وخرج من غرفته يهبط للأسفل ليجلس مع الجميع....
بعد خروج ساب جلست سيلا أرضا تبكى بحرقه فهى تعلم جيدا ما يقصده ساب.. فهى إن لم تعتذر لوالدتها لن يتحدث معها ساب.... وإن فعل سيكون ببرود لهذا ظلت تبكى بحرقه......لتيقنها أنها لم تخطأ كما أنها متيقنة أنها ستعتذر لوالدتها....
كان ساب يجلس ويستمع لحديثهم إلا أنه لم يفهم منه شئ....... لأن عقله مع سيلا التى يعلم صدق حديثها..... إلا أنه يعلم جيدا إذا تغاضى عما فعلته سيلا هذه المرة.....حينها ستتمادى بالحديث مع والدته وهذا ما لن يتقبله... أجل يتألم لبكائها وكسره لكبريائها......إلا أن الجالسه أمامه قد كسرت بما فيه الكفايه....فلا يحق لهم أن يفعلوا بها هذا حتى وإن تقبلته هى على نفسها....
أغمض ساب عيناه وعاد برأسه للخلف يستند على مقعده بإرهاق.... ولم تمر دقيقه إلا وشعر بالجميع يصمت فأدرك أنها هنا... هبطت سيلا المصعد ووقفت جوار ساب....
وهى تقول لوالدتها بصوتا ضعيف بسبب بكائها : أعتذر أمى بسبب بما فعلته معكى خلال الأسبوع المنصرم.... كما أعدك أنها لن تتكرر...فتح ساب عيناه ونظر لها وجدها تقف بالقرب منه بوجه وردى... وأنف أحمر اللون وعينان ذابله....وجهها الباكى أصابه بمقتل فبعد أن كانت تنظر له بسعاده.... الأن تنظر له بألم هو السبب بوجود....
ردت فكتوريا بعينى باكيتين هى الأخرى....حين رأت إبنتها بوجهاً باكى....وقد أدرك الجميع ما حدث بغرفه ساب : لا تعتذرى صغيرتى فأنا من أخطأت بضربك... فأنا لا أستحق وجود ملائكه مثلكن بحياتى.... لهذا عاقبت تلك اليد التى إمتدت عليكى صغيرتى...وقمت بحرقها حتى تشعر بذات الألم الذى شعرتى به....
أنهت حديثها وهى ترفع ملابسها لتكشف عن يدها فظهر حرقا كبير بيدها.... فصرخ الفتيات حين رأو بشاعته....ثم أسرعن تجاها وجميعهن يبكون لما أصاب والدتهم.... وخاصه سيلا التى تحتضن يدها وتقبل كفها وهى تعتذر لها بين شهقاتها...وهى تشعر أنها السبب بكل هذا....
ولم يلاحظ أحد منهم ساب الذى ينظر لأيدى والدته بجمود وعيون متحجره بالدموع....وقف ساب وخرج من المنزل وأغلق الباب خلفه بقوة.... رجت له أركان المنزل فنظر الجميع نحو الباب.....فأدركن أن ساب قد رحل....فأسرعت فكتوريا نحو الباب لعلها توقفه إلا أنها وجدته قد رحل....
ظل ساب يسير بدون وجهه معينه...إلى أن وجد نفسه أمام الحانه التى إلتقى بها مارلين أول مرة... وكاد يتخطاها إلا أنه وجد سام يخرج منها مع أحد الفتيات بائعه الهوى...فتوقف ينظر له وكم تمنى أن تكون جوليا معه الأن....لترى الشخص الذى قررت أن توهبه قلبها دون قيود أو شروط....
لم يلاحظ سام وجود ساب لأن تركيزه كان موجه للفتاة التى خرجت معه من الحانه.... وتضحك ضحكات عاليه رقيعه....إلا أنه توقف حين إستمع لأحدهم ينادى عليه......فإستدار فوجد ساب هو من قام بمنادته.... فإبتسم بإتساع وترك الفتاة التى كان يحتضنها منذ لحظات.....
وذهب تجاه ساب يحتضنه بقوة وهو يقول له : لقد إشتقت لك يا رجل..... متى عدت؟!.... إبتعد عنه ساب بهدوء وهو يجييه : لقد أتيت منذ بضع ساعات... ثم نظر ساب للمرأة التى تقف خلفهم... تنتظر قدوم سام فأكمل ساب قائلا:هل ستأتى معى؟!... أم ستذهب معها....وأشار برأسه للمرأة التى تقف خلفهم....
كانت إجابه سام سريعه وهو يقول: بالطبع سأتى معك يا صديق....وسار بجواره راحلا دون حتى أن ينظر خلفه للمرأة التى كان ملتصق بها بقوة.... حتى كاد يجامعها على قارعه الطريق..... ولكن هكذا هم الرجال وهذه هى طبائعهم....
إبتعد ساب وسام عن الحانه بعد أن كانوا يستمعون ل سباب المرأة التى تركها سام لها أمام باب الحانه... سار كلاهما إلى أن وصلوا للمكان الذى كان يجمعهم منذ الصغر...
وبعد جلوسهم بدأ ساب بالحديث قائلا بشرود : هل هناك شئ تود أخبارى به سام؟!.... أجابه سام بدون تردد : لا ليس هناك شئ....لماذا هل حدث شئ ما؟!..
أخبره ساب بهدوء : أجل هناك ما أريد أخبرك به....
وبدأ يخبر سام بمعرفته بالعلاقه التى كانت تجمعه مع جوليا دون علمه....وأنه قرر أن يرد له خيانته من خلال ماريا.....إلا أنه لم يستطع كسر قلبها وأخبرها أنه لا يراها سوى شقيقته....وبعد إنتهائه من سرد ما حدث....تنهد ثم أكمل بسخريه لازعه : حاولت أن أكون بمثل حقارتك وخيانتك لصديقك سام... إلا أننى لم أستطع فعلها.... لأننى لست مثلك كما أن شقيقتك لا تستحق ذلك....
كان ساب طوال حديثه لا ينظر ل سام ليس لأنه يخجل منه.... بل لأنه يشمئز من ذلك.... بعدما كشف ساب كل شئ ختم حديثه قائلا : ها أنا قد أخبرتك بما لم ترد أنت إخبارى به....كما أننى أحذرك من محاول الإقتراب من أى شئ يخصنى..... لأنك تعلم
ما أنا قادرا على فعله..... ثم وقف ساب من مكانه مكملا : منذ اليوم أنت لا تعرفنى كما لا أعرفك....
وإذا حدث وإلتقينا لا تفكر بإلقاء السلام..... لأننى لا أحادث الغرباء....وتركه راحلا وسام مازال جالسا مكانه عقله لم يستوعب أى شئ من ما حدث....
ذهب ساب مرة أخرى ل متجر فرانسو ليجلب بعض الأعشاب التى تساعد على التخفيف من ألم الحروق.. ثم عاد مرة أخرى للمنزل بعد أنا غاب لعدة ساعات... طرق ساب باب المنزل ولم ينتظر كثيرا كما توقع.... فقد تم فتح الباب بسرعه البرق.... وقد كانت فكتوريا تبكى وعينها مائله للإحمرار.... وحين وجدت أن الطارق هو ساب إرتمت بأحضانه تبكى بألم.... وهى تعتذر منه بشدة....
رفع ساب يده ليربت على ظهرها كما يفعل عادة لتهدأ ثم أخذها معه للداخل.... فوجد الفتيات جالسات كما تركهن... فأجلس والدته ودخل المطبخ لبعض الوقت ثم خرج وجلس أمامها... وهو يحمل بعض الشراشيف القطنيه ليبدأ عمله.....
فنظر لوالدته وهو يقول : إن هذا سيؤلم بشدة.... أومأت له والدته بهدوء وهى تنظر له بحب جارف مزقه من الداخل.... بدأ ساب عمله فى إزاله الطبقه المحترقه التى تغطى يدها....ولكن برفق حتى لا تتألم أكثر.... فهو يعلم أن الأمر مؤلم حد الجحيم.... إلا أن والدته لم تصدر صوتا....فقط تبكى بصمت....
فتحدث ساب بجمود : لو بكيتى بصوتا مرتفع الأن فهذا لن يقلل من شأنك أمى...أفرجى عن سهقاتك.... فبدأت شهقات والدته ترتفع كلما أكمل عمله.... ظل الأمر هكذا لبعض الوقت....إلى أن إنتهى من الأمر كما أن فكتوريا بسبب شده الألم نامت موضعها....وحين تأكد ساب من نومها.....أمر الفتيات أن يصعدن إلى غرفهن ليناموا....
وذهب هو لغرفه والدته وحمل ليلى التى سقطت بنوما عميق منذ عدة ساعات....وصعد بها إلى غرفته ونام على فراشه وهو يحتضنها بقوة.... وأغمض عيناه طالبا بعض الراحه لقلبه قبل جسده....
أتى الصباح سريعا وإستيقظت ليلى أولا فوجدت نفسها نائمه بأحضان ساب....وهو يحتضنها بقوة فإبتسمت بإتساع وقامت بتقبيله...عندها تحدث ساب وهو مغمض العينين... وبصوتا ناعس : هل أعتبر قبلتك هذه أنك قد عفوتى عنى!....
أجابته ليلى بإبتسامه : أجل فقد كانت الفاكهه التى جلبتها من أجلى لزيذه....كما أنك نمت جوارى... وهذا يكفينى....قام ساب بتقبيلها عدة قُبل متفرقه على وجهه وهو يقول لها : أنتى هى جميلتى وحبيبتى أحبك يا صغيرة..... وليلى تضحك بشدة بسبب مشاكسه ساب لها....
وبعدها خرج كلاهما وهبط للأسفل فوجدوا فكتوريا مازالت نائمه..... فطلب ساب من ليلى أن تعتنى بوالدتهم إلى أن يتحدث مع جوليا بأمر ما.... وصعد للأعلى وطرق باب غرفه جوليا..... ودلف حين تيقن أنها مازالت نائمه..... وقام بإيقاظها....
بعد إفاقة جوليا وأدراكها بما حولها.....بدأ ساب حديثه مخبرا إياها بما حدث أمس مع سام...ولكن لم يخبرها عن فتاة الحانه.....وأنه حذره من الإقتراب منها....وبعدها قال بحب : أقسم لك أنه لم يحبك يوما لأنه لو كان يفعل....لكان حارب للوصول إليك إلا أنه لم يفعل لهذا لا تحزنى قلبك النقى من أجل شخصا مثله....
إبتسمت جوليا بحزن وهى تقول ل ساب : أعلم أخى كما أننى فكرت جيدا بالأمر....وسألتى ذاتى عدة أسأله.... ألست أنت من عاشر سام أكثر منى.... إذا أنت تعلمه أفضل منى... وتعلم ما لا يعلمه الجميع.... كما لو أنه جيد ويناسبنى لكنت ساعدتنى كما ساعدت أليس ومارلين... والأهم من كل ذلك هو أننى أثق بك أكثر من نفسى.... لهذا أنت لا تحتاج تبريرا لما تفعله من أجلنا أخى.....أنهت حديثها وهى تبتسم له بإشراقه....فقام ساب بإحتضانها وهو يقبل مقدمه رأسها ويقول براحه وكأن صخرا قد أزيح من على صدره: أتعلمين أنكم أفضل شئ حظيت به فى حياتى كلها....
ولم يكد يكمل حديثه إلا ووجد سيلا وأليس يدخلون عليهم دون طرق للباب....وهما تقولن بصوتا واحد وماذا عنى؟!...ضحك ساب وجوليا...وقام ساب بفتح ذراعيه لهم....فلم تفكر الفتاتان مرتين وأرتموا بأحضانه..... بعدها بقليل نزل أربعتهم للأسف للإطمئنان على والدتهم....
فوجدوا فكتوريا تجلس أمام ليلى وتشرح لها ما فعله ساب ليعالج يدها...... وليلى تنظر لها بتركيزا شديد فإبتسموا على هاتان الطفلتان... وجلس ساب مع والدته وهو يستمع لما تقوله ل ليلى... والفتيات قاموا بتحضير الطعام.... ثم إجتمعوا على الطاوله وتناولوا الطعام فى جو مشحون بالحب... والسعاده... والأهم الإنتماء لبعضهم البعض....
وبعدها قرر ساب أن يعود للقصر فقد غاب مده طويله....ومن المؤكد أن هناك الكثير من الأعمال المتراكمه بإنتظاره... كما أنه متيقن أن الملك غاضبا منه وبشدة....خاصه بعد أن أخبرته والدته أن الملك أرسل أحد حراسه للسؤال عن سبب تأخره بالعوده للقصر.... ثم بعدها قام بإرسال العم دوغلاس للتأكد منها عن سبب غيابه....ومعرفة إلى أين ذهب؟!....كما تعجب من ذلك لأنه متأكد أن العجوز يعلم مكانه إذا لماذا لم يخبر الملك به ؟!...
ترك ساب التفكير بهذا الأمر بالوقت الحالى... وسأل جوليا قبل ذهابه....عن رغبتها...فهل ترغب بالذهاب معه؟!... إلا أنها رفضت وفضلت البقاء بالمنزل لترعى والدتهم.... فوافق ساب على ذلك ووعدهم أن يعود سريعا ولا يتأخر عليهم كما فعل سابقا....وخرج متجها للقصر الملكى وهو لا يعلم ما الذى ينتظره هناك....
يتبع