-->

الفصل الواحد والخمسون - مملكة الذئاب black




الفصل الواحد والخمسون


كان المكان يضيق بها ويشعرها بالإختناق... كلما مر عليها المزيد من الوقت وهى واقفه بأحد زوايا مرحاضها.....إلا أن قدميها كانت تشبه الهلام لهذا جلست سابين أرضا وهى تضع يدها على عنقها فى محاولة منها لأخذ أنفاسها وتنظيمها... لعلها تهدأ من فزعها الذى تملكها بهذه القوه....كما أنها ظلت تعنف نفسها لأنها المخطأه من البدايه.... حين قررت مساعدة الملك بمفردها..... 


مكثت سابين بالمرحاض أكثر من نصف الساعه تجلد ذاتها وتعنفها وهى تنظر أمامها بشرود....إلى أن تحركت عينها صوب درعها الملقى بإهمال بأحد زوايا المرحاض....فتحركت سابين بأليه متجهه نحوه وقامت بنزع ملابسها دون أن تبعد عيناها عنه.... وهى تعنف ذاتها قائله: ما حدث اليوم  خطأ فادح كاد يدمر كل ما أهتممتى له يوما ما سابين.... لهذا ما حدث لن يتكرر مرة أخرى....فأنتى ستظلين داخلى فقط لأن ظهورك سيدمر كل ما صنعته يوما.... ولأن النائم بغرفتك وعلى فراشك الأن لن يتهاون معكى حين يعلم حقيقتك..... لهذا لن تتعاطفى معه أو مع غيره بعد اليوم فأنتى بمفردك الأن....كانت سابين قد إنتهت من إرتداء درعها وملابسه مره أخرى وأكملت بخفوت وهى تتجه لباب مرحاضها بنظرات جامده: أصبحتى بمفردك كما الماضى.... 


خرج ساب من مرحاضه وهو ينظر للملك النائم بسلام على فراشه...فتنهد داخليا وإطمئن لهذا...كما أنه يعلم ما الذى سيفعله إذا أتى الملك بذكر ما حدث....إتجه ساب للنائم الذى لا يشعر بشئ مما يدور حوله... وتحسس جبهته فوجد حرارته قد إنخفضت وأصبحت طبيعيه..... فقام بتغطيته جيدا وترك الغرفه متجها للأسفل ليعلم بتفاصيل ما حدث خلال فترة غيابه..... 


❈-❈-❈

هبط ساب درجات الدرج وهو ينظر تجاه 

ألفين الجالس على أحد الأرئك وليلى النائمه على قدميه...وهذا جعل التعجب يرتسم على ملامح ساب.... 


عوده بالوقت للخلف قليلا...


حيث كانت ليلى تجلس بالمقعد المقابل للأريكه التى يجلس عليها ألفين وتراقبه كما طلب منها أخيها..... بل إن ألفين شعر بالصغيرة تقوم بعد أنفاسه وحركاته حتى تعطى تقريرا مفصلا لأخيها.... لهذا كان يناظرها بإبتسامه هادئه إلا أنها أنها كانت تبادله بالعبوس... كان ألفين ينظر لملامح وجهه الصغيرة وظل يقارن بينها وبين ملامح جوليا وأخواتها...إلا أنها لا تشبههم بقدر ما تشبه ساب....خاصه أنها تملك نفس نظراته.... 


ظل كلاهما على هذا الحال لبعض الوقت... إلى أن النوم بدأ يطرق أبواب الصغيره...إلا أنها كانت تعانده فكلما أغلقت عينها فتحتها بقوة حتى تتمكن من مراقبه ألفين الجالس أمامها.... إلى أن أقترح هو عليها أن تجلس جواره وتنام على إحدى قدميه 

حتى لا يستطيع التحرك بعيدا عنها.... وإذا حدث وحاول ذلك هى ستشعر به حينها وتستيقظ وتمنعه من ذلك.... 


ولقد أعجبت الصغيرة بهذه الفكرة ووافقت عليها وقامت من مجلسها وجلست جواره وإتخذت من قدمه وسادة لها....ولم تستغرق سوى لحظات وسقطت ليلى بسبات عميق....


عوده للوقت الحاضر حين إستمع ألفين لأقدام أحداهم تهبط من على الدرج علم هويه صاحبها... إلا أنه إلتفت لينظر له وهو متجهاً إليه....نظر ساب ل ليلى بحنان وقام بحملها بهدوء....وإتجه لغرفه والدته وهو يقول ل ألفين بصوتا خافت حتى لا تستيقظ الصغيرة: سأضعها بالفراش وأعود.... أومأ له ألفين منتظرا عودته...ولم يستغرق ساب الكثير من الوقت بوضع الصغيره جوار والدته بالفراش وخرج مغلقا الباب خلفه.... 


جلس ساب بالمقعد الذى كانت الصغيرة تجلس عليه ونظر ل ألفين منتظر بدأه بالحديث...وبالفعل بدأ ألفين حديثه قائلا بلطف ليخفف من حده ما حدث خلال الساعات المنصرمه: أظن أن الصغيرة تشبهك كثيراً...حتى نظراتها أظنها نسختك المصغرة ولكن على هيئه فتاة وليس صبى.. 


حديث ألفين جعل ساب يبتسم هو الأخر ولكن بسخريه....لم يجب ساب على حديث ألفين...كما 

لم ينتظر ألفين إجابته.... لأنه أكمل وملامح الجديه قد عادة لترتسم على صفحات وجهه: حسنا أريدك أن تخبرنى بتفاصيل ما حدث معكم منذ لحظه خروجكم من القصر إلى أن إلتقينا هنا... 


أجابه ساب بصوتا ثابت يحمل بين طياته حدة لم يستطع إخفائها: بل أنت من سيخبرنى بما الذى يحدث؟!... لأنه لم يخبرنى سوى بأن هناك حرب سوف تشتعل بعد إسبوعا من الأن...وللسخريه أنه أخبرنى بهذا وهو ليس بوعيه بل كان مغيبا بسبب كثرة تناوله للخمر.... 


تجعد ما بين حاجبى ألفين ضيقا بسبب أفعال صديقه..... وسأل ساب وهو لم يستطع منع دهشته بعد حديث ساب: هل أخبرك أنه سيقوم بشن الحرب بعد إسبوعا واحد؟!...هل فقد عقله أم ماذا؟!...أنهى حديثه وهو يقوم عن الأريكه التى كان يجلس عليها وهو يجذب خصلات شعره ليخفف من نوبه الغضب التى تملكته....بسبب أفعال صديقه الغير معلومه..... 


كان ساب ينظر ل ألفين يحاول فهم ما توصل له عقله.....هل قرر الملك شن حربا بعد إسبوع دون أن يعلم أحد من مستشاريه بهذا....تنهد ساب وأغمض عيناه فى محاوله منه للهدوء وقال ل ألفين الذى يوليه ظهره: أظن أنه من الأفضل أن تجلس الأن ألفين حتى يفهم كلانا ما يحدث...نظر له ألفين وملامح الضيق مرتسمه على صفحات وجهه...إلا 

أنه عاد وجلس مكانه وهو يحاول فهم شئ مما يفعله صديقه.... 


تحدث ساب بثبات: حسنا لأبدأ أنا بإخبارك بما حدث معنا....ثم تقص أنت على ما تعرفه...وحينها قد نجد حلا لما يحدث حولنا...أومأ له ألفين موافقاً...فبدأ ساب بإخبار ألفين ما حدث معهم من البدايه...حين طلب الملك منه أن يذهبوا لخارج القصر بمفردهم...

وإلى أن أتوا إلى باب منزله....وحين إنتهى من سرد ما حدث أكمل قائلا:خلال قدومنا إلى هنا أدركت أنه لم يرد إخبار أحد منكم بخروج حتى لا يمنعه من ذلك... وأخذنى معه لعلمه بعدم معرفتى لشئ مما حدث...ولكن ما يثير التسأل داخلى هو أمر واحد لعين...


تنفس ساب بحده وهو يكمل:لماذا دائما ما يضعنى بمثل هذه المواقف؟!... لما؟!... أنها المرة الثانيه التى يضع نفسه أمام أبواب الجحيم..... ويتركنى وحدى أقاتل من أجل بقائه على قيد الحياه... ألا يخشى أن أتركه يموت وأرحل ليلقى حتفه...ألا يخشى ذلك؟!.. أنهى ساب حديثه بإرهاق وهو يضع رأسه بين كفيه يحاول العوده إلى هدوئه مرة أخرى.... 


سكن المكان وهدأ بعد حديث ساب....إلا أن تحدث ألفين قائلا بإبتسامه هادئه: هذا ما تسألناه نحن أيضا فهو لم يفعلها من قبل مع أى منا رغم أننا الأقرب إليه...فهو دائما ما يقدمنا على نفسه ويتسلح بالجمود والثبات من أجل بقائنا وهذا خلاف ما يفعله معك...

ولكننى أظن أننى أملك إجابه ل سؤالك هذا....أتود حقا أن تعلم سبب أفعاله؟!... 


رفع ساب عيناه بجمود رغم الحروب الطاحنه التى يخوضها داخله الأن بعد ما سمعه من ألفين...نظر لعينى ألفين الهادئه وقال بخفوت لا يريد التشبث بشئ لن يكون ملكه يوما ما: لا أريد أن أعرف شئ لأن كلانا يعلم من هو الملك.... لهذا لا... كاد ساب يكمل حديثه....


إلا أن ألفين قاطعه قائلا: هذا ما كنت أظنه أنا الأخر إلا أننى حين نظرت جيداً لما يفعله إستيفان...وجدت أنه يمنحك ما لم يمنحه لغيرك ساب....يمنحك حق النظر له ونحن أصدقائه منذ الصغر لا نمتلكه هذا الحق....حتى أن ديفيد حين حاول مشاكسته ونظر 

له متحديا إياه قام إستيفان بكسر يده...ليس هذا فقط بل ويمنحك حق الإعتراض بل والرد عليه والغضب بوجهه...توقف ألفين يبتسم بوجه ساب مكملا : كما أقسم لك أنه لم يستطع أحد من قبلك فعل هذا...حتى أننى أتذكر يوما تشاجرنا أنا وهو وغضب كلانا وقتها دار بيننا نزاع خرج منه كلانا بالعديد من الإصابات....وهذا لأننا جميعا نعلم أن إستيفان لا يستطيع التحكم بغضبه.... إلا أنه يفعل معك...يمنحك حمايته التى حاولنا كثيرا فعلها بدلا من حمايته لنا إلا أنه رفض ذلك.... وأقرب حدث لهذا حين سافر بدلا من ديفيد حين علم أن هناك من يريد التخلص منه....ليس هذا فقط بل أننا لا نملك حق معرفه ما يجول بعقل هذا اللعين.... فهو لا يخبرنا بشئ إلا عندما يريد هذا وإن لم يرد هذا فنحن لن نصل معه لشئ....وما لا تعرفه أنت أن إستيفان لم يصل من قبل لحاله السكر هذه سوى مرة واحده حين علم أن والده هو قاتل أمه...ومن وقتها وهو لم يفعلها لأن هذا سيجعله ضعيف وإستيفان لا يحب إظهار ضعفه لأحد...


توقف ألفين ينظر أمامه بشرود وهو يكمل: أتعلم رغم أننا تمنينا أن يتشارك معنا كل هذه الأشياء... إلا أننا سعداء أنه قد وجد أخيرا شخصا يكون أمامه على سجيته....شخص يتخذه حامى له.... ينظر إليه يحدثه عن ماضيه يسمع شكواه....لعله يوما ما يعود لهذا الفتى الذى تعرفنا عليه بالعاشره من العمر...تنهد ألفين خاتم حديثه قائلا: أفهمت الأن لماذا يضعك بهذا المأذق دائما ساب؟!.... 


إبتلع ساب ما بجوفه بهلع حاول مدارته فحدث ألفين لم يزده سوى إضطرابا..... وهو يقارن بين ما حدث معه منذ قليل بغرفته مع الملك وما يقوله ألفين الأن....


إلا أنه أبعد هذا عن تفكيره وقال بثبات ظاهرى: أظن أن الأن هو دورك لإخبارى بما يحدث... تنهد ألفين وهو ينظر ل ساب وبدأ حديثه قائلا: أنت تعلم أن ماثيو يضع رجاله داخل مملكه إستيباليا ليقوموا بمراقبه الأوضاع جيدا.... ومنذ ما يقارب الأسبوعان وهما يقومون بالعديد من الإجتماعات مع مملكه فريوم ليقوموا بتجهيز جيش من كلا المملكتين ليشنوا حربا مفاجأه ضد مملكتنا... ومن المفترض أن جميع تجهيزاتهم ستنتهى خلال شهرا من الأن.... 


جعد ساب ما بين حاجبيه بتفكير وهو يسأل ألفين قائلا: مملكه فريوم!!...أظن أننى سمعت هذا الإسم من قبل.... تنهد ألفين مجيبا أياه ببساطه: إنها مملكه الحقير فين الذى قام بمهاجمتكم خلال عودتكم من مملكه إستيباليا.... 


لعن ساب بصوتا غاضب منخفض وصمت للحظات ثم قال بتشتت: ولكن كيف يعطى أوامر كهذه وهو مازال بقبضتنا....تنهد ألفين قائلا بسلاسه: فين ليس سوى بيدق بيد مستشاره الأعلى الأمر الناهى لكل شئ....

ف فين ليس له سلطه بمملكته أو بجيشه كما تظن...

فكل الأوامر تصدر من ذلك اللعين روبرت.... 


تجعد ما بين حاجبى ساب قائلا: ولكن ألا يخشى هذا الوضيع أن نقوم بقتل هذا الملك الحقير الغبى فنحن من نملك روحه بالأخير....


إبتسم ألفين بسخريه قائلا: هذا كل ما يتمنى حدوثه هذا الحرباء حتى لا يضطر لقتله هو...وحتى يكون المُلك له وحده هو يقوم حاليا بإثاره غضب إستيفان...


قاطعه ساب مؤكداً: لا أظن ذلك فمن خلال معرفتى بالملك هو ليس من الأشخاص الذين يسهل عليك أغضابهم...


إبتسم ألفين بسخريه وهو يجيب ساب بيقين: هذا لأنك لم تفكر بالإطاحه بكل ما جاهد من أجله يوما ما...كما أن ذلك اللعين يستغل ذكائه ليطيح ب إستيفان وبقوة...حيث يذهب للمالك المجاوره والمحيطه....وإخبارهم عن ما قام به إستيفان بملكهم المزعوم ولكن من وجهه نظرة...حيث نشر بينهم أن إستيفان لا يعطى لإحتراما للمالك جمعها بسجنه للملك فين....وأنه بفعلته هذه سيتطاول على جميع الممالك التى ستعارضه....لهذا يجب أن يقدموا له المساعدة لإيقاف إستيفان عن إستكمال ما ينتوى على فعله...


كانت ملامح ساب لا تعبر سوى عن الصدمه والشعور بالغضب بل الكثير منه وقال بحده يحاول التحكم بأعصابه: ألا يعلم الجميع ما الذى أقدم هذا الوضيع على فعله....حين أرد قتل الملك أم أنه يحق لهم فعل ما يشاءون...ونحن لا يحق لن الرد عليهم....فاليتعفنو بالجحيم السابع...اللعنه عليهم...ختم ساب حديثه بصرخه مكتومه...


تنهد ألفين وهو يجيبه قائلا: لا يعلم أحد بما فعله هذا البيدق لأن إستيفان أمر بهذا..... لهذا لم يجرأ أحد ممن شهد هذا الحدث على التحدث عنه أمام أحد حتى لا يواجهه غضب الملك....


نظر ساب أمامه بشرود قائلا: ما هذه اللعنه التى حلت علينا....هكذا سيضيق الخناق علينا إذا إنضمت الممالك المجاور لهذا الفاسق ضدنا كما يخطط... 


رد عليه ألفين مؤيدا إياه: هذا ما أحوال أنا والأخرون إيصاله ل إستيفان إلا أنه يرفض الإستماع لنا...وإذا حدث وأقنع هذا الحقير الملوك بما يقول وهذا ما سيفعله....لأن هذا اللعين يملك قدره على إقناع غيره بما يريد...فسابقا أقنع اللعين خوسيه والد فين...أن ينقلب على إستيفان حتى يستطيع السيطره على مملكه الذئاب وحده كما زعم.... 


وقف ساب عن مقعده يجذب شعره للخلف بتشتت كبير من كم المعلومات التى أطلع عليها الأن....وسقط المكان للمره التى لا يعلمون عددها بصمت كئيب.... إلى أن تحدث ساب بإصرار:هناك حل لهذا فأنا وأنت سنقوم بفعل التالى....وأشار للأعلى وهو يكمل:إنه يقول أنه سيشن الحرب خلال إسبوعا من الأن..... وإذا حدث وقمنا بهذه الحرب.... سيتم تأكيد حديث هذا المخنث وستنقلب جميع الممالك ضدنا....وهذا ليس بالجيد لهذا سنقنعه بأن يرسل أحدنا إلى تلك الممالك للتحدث مع هؤلاء الملوك...ويكون أحداً منا وليس غيرنا....حتى يكون كل شئ تحت أنظارنا ونعرف من هم حلفائنا ومن هم الأعداء....هذا هو الحل الأوحد لنثبت للجميع ما نحن عليه.... 


عندما إنتهى ساب من حديثه منتظر من ألفين تأيده...

صدرت من ألفين ضحكه ساخره وهو يرد عليه بضيق واضح: هل تظن أننا لم نحاول إقناعه بهذا... إلا أن ما لا تعرفه عن هذا الجبل الجليدى العنيد النائم بالأعلى أنه لا يحب أن يفسر تصرفاته لأحد.... فالتظن به ما تشاء الأهم أنه مقتنع أن ما يفعله هو الصواب.... كما أن رده على مطلبنا حين تحدثنا بالأمر لم يكن سوى الجمود....وهذا لا يوجد له سوى معنى واحد... وهو ألا يحاول أحد منا الخوض بهذا الحديث مرة أخرى وهذا ما فعلناه...  


لم يرد ساب على حديث ألفين وظل صامتا لبعض الوقت....إلى أن أتته إحدى أفكاره المجنونه وحينها ظهرت إبتسامه شيطانيه ملئت وجهه.... وألفين ينظر له بتعجب منتظر منه تفسير سر هذه الإبتسامه خاصه بعد ما سمعه...وبالفعل تحدث ساب بثبات:

ولكنك قد نسيت شيئا هام سيد ألفين...رد عليه 

ألفين بسخريه قائلا:وما هو هذا الشئ سيد ساب؟!...


أجابه ساب بغطرسه:أننى لم أكن حاضرا معكم لهذا الأمر سيكون مختلفا حين أكون حاضراً...


رفع ألفين إحدى حاجبيه قائلا: لا أظن أنه سيستمع لك هذه المرة....إتسعت إبتسامه ساب قائلا: ليس وهو يدين لى بواحده....وخاصه حين أخبره أنه مدين لى للمرة الثانيه....أعلم أن ما سأقوم به شئ قزر لا يجوز بين الأصدقاء....ولكن لا يوجد طريقه لإقناعه سوى هذه....


عندما توصل ألفين لما قاله ساب ظهرت إبتسمته هو الأخر بمكر... وهو يقول:أيها اللعين أتعلم أنه قد يقوم بقتلك من أجل هذا....أنهى حديثه بإبتسامه مستمتعه


هز ساب كتفه دليل على أن الأمر لا بالمهم وظل كلاهما جالسان يخططون لما سيقومون به غدا بعد إستيقاظ الملك من سباته.....كان ساب بين كل فنيه والأخرى يصعد للأعلى ليطمئن على حال الملك إلى أن أشرق الصباح.... وبدأ أهل المنزل يستيقظون بدايه من والدته ساب التى قررت تحضير الحساء الصحى للملك ليعود له جزء من صحته...وطعام الفطور ليتناول الجميع الفطور معا....


كما طلبت من جوليا تحضير طاولة الطعام وأن تقوم أليس بمساعدتها بتحضير الطعام.... بينما سيلا تجالس ليلى كما تفعل عادة لتقوم بتعليمها كيفيه القرأة....وكان ساب بالأعلى يطمئن على الملك ويرى هل إستيقظ من نومه أم لا ؟!...


وإستغل ألفين بقاء جوليا معه بمفردها متقدما 

نحوها قائلا بصوتا ملئه الشوق: هل تحتاجين للمساعده؟!... توترت جوليا من قربه فقالت بإهتزاز: سيدى شكرا لك سيدى لقد إنتهيت بالفعل...وكادت تتحرك نحو غرفه الطهى لتساعدة لوالدتها....


إلا أن ألفين سبقها ممسكا يدها بلين موقفا إياها 

وهو يقول بحزن مصطنع:لقد إستمعت لحديثك 

أمس عندما كنت تتفاخرين ب مساعدة ماثيو 

وديفيد لك....لا تعلم كم شعرت بالإستياء من هذا...

ولكن.... صمت ألفين عن الإكمال وهو يقترب منها 

إلى أن إلتصق بها وشفتاه تتلمس أذنها.....ويشتم عبير جسدها الذى أفقده صوابه مكملا: ولكن أعدك أن اجعل حديثك بعد اليوم لا يتخلله أى أسم لرجلا غيرى جميلتى الرقيقه...كادت جوليا تعنفه لقربه المؤلم لقبها وحديثه هذا الذى تقسم أنها لن تفعل 

منه شئ...إلا أن قبلته التى وضعها خلف أذنها ببطئ وتريث....جعلت أنفاسها تتوقف وقلبها يدق بقوة...كما تصنم جسدها لفعلته هذه....


ولكن حين إستوعب عقلها فعلته صدر عنها شهقه قويه وإرتفع شديد لتنفسها....فإبتعد عنها ألفين خطوة واحده....بعيون تحولت للسواد من شدة رغبته بقربها.... وقال بنفس مهتج:أظن أنه من الأفضل أن تذهبى لمساعدة والدتك حتى لا يحدث شئ سيندم كلانا عليه لاحقا....وترك يدها مبتعدا عنها وهو يحاول تنظيم أنفاسه كما هو حالها هى الأخرى.... حينما إستوعب عقل جوليا ما قاله هروله مسرعه نحو غرفه الطهى ووجهها مائل للون الأحمر بسبب قربه.... 


فإرتسمت إبتسامه عاشقه على شفتي ألفين وهو يقول متنهدا: واللعنه متى حدث ووقعت بحبك لهذه الدرجه المؤلمه أيتها الخجوله؟!... وتنهد بإرهاق وعاد ليجلس مكانه مرة أخرى..... منتظر هبوط ساب من الأعلى ليطمئن على رفيقه...


❈-❈-❈

كان ساب يقف أمام فراشه لا يصدر منه أى حركه حتى لا يوقظ ذلك النائم بعمق وهو يتأمله....ويفكر هل ما سيقوم به سيحزن الملك منه أم أنه سيتفهم ما سيفعله.... تنهد ساب وهو يفكر بأنه الملك وأفعاله دائما ما تحمل المفاجأة بين طياتها....لهذا لا ضير من أن يكون هو الأخر محمل ببعض المفاجأت...وهذا ما يجعل الجميع يخاف من ردود أفعاله.....


دنا ساب من فراشه وقدماه تلامس طرفه وهتف بإسم الملك بصوتا هادئ حتى لا يفزعه....فهو لا يعلم هل هو ممن ينامون بعمق أم لا.... إلا أن الملك لم يستجيب له لهذا هتف ساب بصوتا أعلى ب كلمه سيدى.... إلا أن إستيفان لم يستجيب أيضا له....


فقرر ساب أن يهتف بإسمه قائلا بصوتا عالى نسبيا: إستيفان... إستيفان... إستيقظ هيا فقد أصبح اليوم بمنتصفه.... تجعد ما بين حاجبى إستيفان إنزعاجا من ذلك الصوت الذى يهتف بإسمه ولا يكف عن التحدث وتركه ينعم بنومه الهانئ.... مما جعله يفتح عيناه ليرى من هذا المزعج فوجد ساب يقف على مقربه منه.... ويبتسم له بهدوء قائلا:أتمنى أن تكون اليوم أفضل من أمس..... 


تنفس الملك بعمق وهو يحاول الجلوس إلى أن إستقر بظهره على مقدمه الفراش... قائلا بعد أن 

نظر للمكان من حوله:أين أنا؟!...وما الذى حدث بعد ذهابنا للحانه؟!... إتسعت إبتسامه ساب بشدة وكاد يقفز فرحا لعدم تذكر الملك لأى شئ مما حدث أمس... 


إلا أنه تمالك نفسه قائلا بثبات: حدث الكثير سيدى وسأخبرك بكل ما حدث تفصيلا....ولكن بعد تناولك للطعام أولا... وإستدار مكملا حديثه وهو يتجه للباب: نحن ننتظرك بالأسفل..وأشار للمرحاض هذا المرحاض إن أردت إستخدامه.... وخرج من الغرفه بهدوء تاركا خلفه الملك يحاول تذكر شئ مما حدث له أمس.... 

إلا أن أخر ما يتذكره إخباره ل ساب أنه سيشن حربا بعد إسبوعا من الأن.... لهذا أطلق كلمه نابيه ووقف مبتعدا عن الفراش.... الذى أشعره براحه لم يحظى بها منذ كان صبى صغير....وإتجهه للمرحاض الذى أشار عليه ساب ليغتسل ويرتدى ملابسه.....ولكن حين كان يغسل وجهه شعر أنه تواجد هنا من قبل.... ولكن لا يتذكر كيف ومتى إلا أنه أكد لنفسه أن ساب من المؤكد ساعده أمس.. 


كان إستيفان يحاول بث الهدوء لعقله لعله يتذكر تفاصيل ما حدث.... لعله يعلم ما الذى تفوه به أمام ساب...وبعد العديد من المحاولات عادت له بعض الصور حول ما حدث....حين كان يركض هو وساب وهناك من يحاول الإمساك بهم....فلعن حين فهم ما حدث معهم لهذا أسرع بالخروج من المرحاض وإرتداء ملابسه ليتأكد من ساب عما حدث.... 


وبالفعل إنتهى سريعا وهبط الدرج بخطوات رزينه تليق بملك..... ووقف ينظر للجالسين حول طاوله الطعام منتظرين قدومه....إلا أن الصغيرة إستثناء حيث شرعت بتناول طعامها دون إعطاء أهميه لحضوره فهى تشعر بالجوع....كان إستيفان سيرفض تناول الطعام لعدم رغبته بهذا.... إلا أن رائحه الطعام جعلته يشعر بالجوع...لهذا تقدم وترأس المائدة وأومأ برأسه ليبدأ الجميع بتناول طعامه.... 


ولكن تغيرت ملامح وجهه وحاجبه إرتفع للأعلى حين لاحظ طعامه المختلف عن الجميع.... فطعامه عبارة عن حساء الشوربه الذى يشمئز منه...بينما أمام الجميع الكثير من الطعام الشهى.... لهذا نظر بجفاء لحسائه وكأنه أحد أعدائه القدامه...كان جميع من يجلس حول الطاوله ينظر له فكان العنصر الأنثوى الملتف حول طاولة الطعام يراى ملامحه لطيفا لدرجه كبيرة....بينما إبتسم ساب بصمت هو وألفين على نظراته هذه دون تعليق...


كما كان ألفين يوجه كامل تركيزه على الجالسه بعيده عنه....والتى يعلم أنها من تعمدت إختيار هذا المكان المنزوى...حتى لا تكون أمامه ولا تلتقى نظراتهم...إلا أنه لم يرحم فؤدها من نظراته الجريئه والمبتسمه بين كل فنيه والأخرى.... مما جعل وجهه جوليا يحمر لشدة شعورها بالخجل....كما حاولت التحكم برعشه يدها وتوترها حتى لا يلاحظها أحد ويسألها عن السبب....وحينها هى ستقرر الإنتحار أفضل من إجابته....


كما حمدت الإله حين تحدث الملك بهدوء مبعد أنظار هذا الوقح عنها بعد أن حمم ليجلى صوته قائلا: أنا لا أفضل هذا النوع من الحساء لهذا سأكون شاكر لو أزلتيه من أمامى سيدة جورج....حسنا هو أخطأ وجه حديثه ل فكتوريا التى إبتسمت له بحنان.... قائله بإصرار: إنه فكتوريا صغيرى.... كما أنك لم تتذوقها حتى تعلن رفضك لتناولها.... لهذا أنا أتمنى أن تتذوق منه ملعقه واحده وإن لم يعجبك طعمه حينها سأقوم برفعه ووضع طعام غيره.... كما أنه لا يجب أن تحكم على شئ دون تجربته... أليس كذلك؟!...أنهت حديثها تناظره بأمل أن يقتنع بحديثها ويتناول حسائها السحرى.... 


وبالفعل أذعن إستيفان لها حتى لا يقوم بإحراجها فهى قامت بصنعه خصيصا له...لهذا قرر تناول ملعقه واحده ليرضيها ثم يخبرها بأن مذاقه ليس جيد...

ولكن حين إبتلع الحساء كان مذاقه جيد لدرجه كبيرة.... لهذا بدأ بتناول حسائه فى هدوء دائما ما يصاحبه....كما إتسعت إبتسامه فكتوريا حين شعرت بتقبل الملك لحسائها....والذى أنهى طبقه كاملا حتى شعر بالإمتلاء.... 


بعد إنتهاء الجميع من تناول طعامه قرر الملك العودة للقصر بعد أن شكر السيدة فكتوريا على طعامها الشهى.... وكان رد فكتوريا أن منزلها مفتوحا له ليعود حين يريد تناول الحساء مرة أخرى...


❈-❈-❈

بعد رحيل ألفين وساب وإستيفان الذى كان متقدما عليهم.... تحدث الملك بهدوء: تملك عائلة جيدة ساب لا تحاول خسارتها بأى ثمن يوما ما....ظهرت إبتسامه هادئه على شفتى ساب الذى أجابه قائلا:هذا ما أحاول فعله دائما سيدى.... 


أومأ له الملك وهو يعود ليسأله قائلاوهو يلتفت لهم نصف إلتفاته.... قبل أن يعود وينظر أمامه:أخبرنى ساب ما الذى حدث مساء....وأنت ألفين ما الذى كنت تفعله بمنزل ساب.... 


تنهد ساب وبدأ هو بالتحدث يخبره بما حدث معهم ولكن دون أن يقوم بإعطاه تفاصيل ما حدث بغرفته....كما تحدث ألفين وأخبره أنه كان يضع أحد رجاله أمام القصر لمراقبته وحمايته إذا حدث شئ خاصه بهذا الوقت العصيب.... وحين خرج الملك ذهب لإخباره وحينها خرج هو للبحث عنه.....لعلمه بأن هناك من سيحاول قتله.... إلى أن أتت فكرة بعقله عن أمكانيه ذهابهم إلى منزل ساب....فقرر الذهاب هناك للبحث عنهم خاصه حين فقد الأمل بإيجادهم بأى حانه مما يذهب إليها الملك عادة....وحين إنتهى ألفين من حديثه....صدر من الملك كلمه نابيه بصوتا خافت....إلا أن الأثنين خلفه قد إستمعوا لها... فنظر كلاهما لبعض بصمت ولم يتحدث أحداً بعدها إلى أن وصلوا للقصر...


وقبل ذهاب الملك لغرفته أمر بجمود قائلا:قم بجمع الجميع بمكتبى على الفور سأقوم بتبديل ملابسى وأعود لكم.... وتركهم راحلا دون أن يعطى لأحدهم فرصه للتحدث معه....تنهد كلاهما بعد ذهابه وتحدث ألفين بإرهاق بسبب عدم نومه وتفكيره المستمر: هل تظن أن ما ستفعله سينجح مع كتله الغضب المتحركه الأن؟!....


أومأ له ساب ثابت على موقفه: أظن أن أقصى ما سيفعله حين يغضب منى معروف أما السجن أو الطردأو الضرب.... كما أننى قد إعتدت على تصرفاته معى.... لهذا لا أظننى سأتراجع عما قررته....ربت ألفين على كتفه وأمر أحد الحرس بإخبار الجميع أن الملك يأمر جميع مستشاريه بالذهاب إلى مكتبه على الفور.. وخلال خمس دقائق كان الجميع حاضرون منتظرين قدوم الملك.... 


وخلال ذلك سأل ماكس دوغلاس ودراكوس الجالسين جوار بعضهم...ببعض من التوتر: هل تحدثتم مع والدتى أم لا؟!... أومأ له دوغلاس قائلا بهدوء: أجل تحدثنا...كما لا تقلق إن الحديث قد أتى بثماره.... 


إتسعت عينى ماكس غير مصدقا فوالدته ليست من هذا النوع الذى يزعن لغيره بسهوله.....لهذا أسرع بسؤالهم بلهفه لم يحاول إخفائها:ما الذى حدث؟!..

وكيف دار الحديث بينكم؟!...


تحدث دراكوس قائلا ببرود: لم نتحدث كثيرا ولكن أخبرها العجوز أن الحكيم وليم هو من إكتشف أمر الأعشاب التى تتناولها كيت....وطلب منى أن أبحث بالأمر نظير لخبرتى بكشف الأسرار....لأنه يشك أن كيت قد تقدم على فعل أمرا كهذا.... وبالفعل بعد القليل من الأيام توصلت للرجل الذى إتفق مع كلبها الوفى وتأكدت أنها هى من تسببت بتأخير إنجاب كيت.... 


أكمل دوغلاس هو الأخر بإبتسامه هادئه:كنت أتمنى أن ترى وجهها حين إنتهى هذا اللعين من سرد ما إتفقنا عليه....أقسم أننى كنت أتمنى حفظ ملامحها لعل ألمك يهدأ قليل بسبب أفعالها الغير مسؤله.... 


تنهد ماكس بألم فهو رغم محبته الشديدة لوالدته... إلا أن ما فعلته جعل ألما كبير يسكن قلبه لا يستطيع محوه بسهوله....وحين لاحظ دوغلاس ذلك أكمل قائلا: كما أنها حاولت نفى ذلك.... إلا أنك تعلم جنون أحدهم حين يحاول أحدهم تكذيبه....وأشار بعينه ل دراكوس الذى قام بتقليب عيناه بإستخفاف....حينها قام دراكوس بإستحضار أحد نوابات جنونه عليها... فعادت للهدوء وإعترفت بفعلتها....كما أننى أخبرتها أن وليم كاد يخبرك بما توصل له إلا أننى منعته من ذلك...حتى لا تخسرك للأبد وحينها ظهر الخوف جليا على ملامحها....وأقسمت أنها ستتوقف عن هذا الأمر ولن تفكر بالتدخل بحياتك مرة أخرى...


ولكن دراكوس كالعاده لم يكتفى بذلك....بل أخبرها أنه على إستعداد بإخبار كيت بالأمر.... ومساعدتها بجعل الملك يعلم هو الأخر بفعلتها.... وحينها سيكون ل كيت الحق برفع الأمر للملك ليبث حكم ضدك.... وأقل ما سيفعله الملك حينها أخذ كل ما تملك ونزع لقب ليدى منها....حينها أقسم أن والدتك بدأت بالبكاء تستعطف دراكوس...وهى تقسم له أنها لن تكرر فعلتها مرة أخرى.... كما انها ستعامل كيت معامله حسنه.... وأنها ستكف عن إيذاءها منذ اليوم... هذا كل ما حدث ولقد نجح الأمر.... 


حين إنتهى دوغلاس من حديثه قال دراكوس بهدوء وهو ينظر ل عينى ماكس: كما سيكون من الأفضل أن تعاملها كما تفعل عاده... لا تتجنبها حتى لا تشك بالأمر.... أومأ له ماكس بهدوء كما قام ماثيو الجالس جواره بالربت على كتفه لمؤذرته... فإبتسم ماكس له وقد كان الجميع ينصت لحديث دراكوس ودوغلاس من البدايه...فأمر ماكس يهم الجميع...


كما أن دوغلاس حاول جذب أطراف الحديث مع ساب لأكثر من مرة.... إلا أن ساب كان يجيبه بالقليل فأدرك دوغلاس أن وقت حديثهم لم يحن بعد....


كان الحديث فيما بينهم مستمر وهم يحاولون التخفيف عن صديقهم... إلى أن فتح الباب فجأة ودخل الملك بهيبته وجلس بمقعده....وحينها سقطت الغرفه بصمت مطبق إحتراما لحضور الملك.... 


الذى قال بهدوء يغلفه بعض البرود: لما توقفتم عن الحديث....أجابه ديفيد قائلا بإبتسامه فرحه من أجل ماكس: لقد نجح الأمر مع الليدى ففيان كما خططنا... هذا ما كنا نتحدث بشأنه.... فنظر الملك ل ألفين وساب فأدرك أنه لم يعلم أحد من الجالسين بعد أنه قد خرج أمس من قصره وقد عاد من قليل.... 


أومأ الملك ل ديفيد قائلا:هذا جيدا....ولكن أريد أن يعلم الجميع أننى لم أكن بالقصر مساء أمس...وأننى كدت أقتل لولا وجود ساب معى للمرة الثانيه...إلا أن الأمر صار على ما يرام.... كان الجميع ينظر للملك بصدمه مما قاله..... 


وكاد ديفيد يتحدث إلا أن ساب سبقه وقال بثبات وهو ينظر للملك: لهذا أريد التحدث معك على إنفرد الأن سيدى... إذا سمحت لى.... نظر الملك له بهدوء كما إنتظر الجميع قرار الملك الذى قال بثبات هو الأخر وعيناه لم تبتعد عن خاصتى ساب: فاليخرج الجميع..... 


وبالفعل أذعن الجميع لأمر الملك وخرجوا فلم يتبقى أحد سوى الملك وساب.... الذى تحدث مباشرة بعد خروج الجميع: حسنا بدون مقدمات....أنا أصبحت على علم بكل ما حدث...لهذا أتمنى أن توافق على إرسال أحدا منا لتلك الممالك المجاورة لإصلاح ما قام هذا اللعين بإفساده... ما هو قولك سيدى...ختم ساب حديثه وهو ينظر بأمل لعينى الملك.... 


الذى رد عليه بصوتا لا يقبل النقاش وعيناه قد أصبحت بارد تجعل قلب يرتعش خوفا: أظن أن الذى أخبرك بما حدث.... من المؤكد أنه أخبرك أننى رفضت الأمر من قبل....إذا ما تقوم به الأن يضيع من وقتى ووقتك الثمن الذى نحتاجه للتفكير....وكاد يهتف لحارسه بالخارج أن يجعل الجميع يعودون للدخول... 


إلا أن ساب سبقه قائلا بثبات: سيدى أنت قلت منذ لحظات أننى قد قمت بإنقاظ حياتك للمرة الثانيه أليس كذلك؟!... ضاقت عينى الملك على ساب وقد فهم ما يحاول الوصول له قائلا ببرود سقيعى: إذا؟!.. 


أجابه ساب دون أن يفكر مرتين:أنا أريد مقابل لما فعلته من أجلك سيدى....هنا إرتفع حاجب الملك إستنكارا لما سمعه....وعنف ساب بحده ملحوظه وعيناه تحولت من البرود للضيق الحاد:أجننت؟!.....

هل يعى عقلك ما يقوله لسانك؟!... 


نظر له ساب بقوة رغم الخوف الذى بدأ بالزحف لقلبه إلا أنه لن يتوقف عن إكمال ما بدأه.... لهذا تنفس بهدوء وأكمل: لا سيدى لم أجن..وإنما أريد أخذ حقى ألا تظن أننى يحق لى طلب شئ مقابل ما فعلته.... 


أجابه الملك بعنف وقد إشتد غضبه من غباء هذا الفتى: لا تظن أنك بهذا ستستطيع تنفيذ ما طلبته الأن.... أنا لن أغير قرارى فلتعى ذلك جيدا...كما أنك على علم أننى أفعل ذلك لتأكدى أن الأمر لن ينجح...

وإن كان سينجح لكنت أمرتكم بتنفيذه...لهذا لا تطل الحديث بهذا الأمر اللعين....أنهى الملك حديثه وهو يضرب على مكتبه بقوة....سمعها الواقفون بالخارج...


والذى علق عليها ديفيد قائلا ببعض من الخوف: أتمنى أن ينتهى الأمر على خير...ألا تعلم عن ماذا يتحدثون ألفين؟!...أجابه ألفين بثبات:من أجل الذهاب للتحدث مع الممالك المجاوره...نظر الجميع 

ل ألفين...ولم يعلق أحد على ما قاله... إلا أنهم جميعا تمنوا أن يسير الأمر على خير.... لهذا إنتظروا ليرو ما الذى يستطيع أن يفعله هذا الفتى.... 


كان ساب يشعر بالغضب هو الأخر من عناد الجالس أمامه....لهذا رد عليه بحده هو الأخر رغم محاولته فى إخفاء حدته إلا أنه لم يستطع قائلا:وأنا أيضا متيقن من نجاح الأمر لهذا يحق لى الدفاع عما أراه صحيحا....كما أريدك سيدى أن تطلعنى على سبب واحد يمنعنا من فعل ذلك...وأنا سأصمت ولن أتحدث بهذا الأمر بعد اليوم....ولكن لا تخبرنى أنك لست ملزم بإيضاح ما تقوم بفعله...لأن هناك الكثيرون بحياتك يستحقون هذا التوضيح.... من بالخارج ومستعدون للتخلى عن أنفسهم من أجلك يسحقون... هذا السيدة التى كانت تنظر لك بحنان صباحا دون مقابل تستحق ذلك....أنا واللعنه أستحق ذلك ليس بعد ما فعلته لحمايتك وإبعاد الخطر عنك....فعلتها لأننى رأيتك بك الصديق والرفيق قبل أن تكون ملكى....جميعا نستحق منك التخلى عن بعض من كبريائك من أجلنا كما فعلنا نحن من أجلك....ألا تظن ذلك؟!... 


أنهى ساب حديثه وهو يحاول أخذ أنفاسه المتلاحقه وينظر للملك بضعف.... وعيناه قد إمتلأت بالدموع قائلا بخفوت:أرجوك لا تفعل شئ قد تندم عليه يوما ما...ف قلبك لا يستحق منك ذلك.... 


تشوش نظر الملك وشعر بصداع يداهمه وقد ظهر أمامه مشهد لشخص يساعده على الإستحمام ويهتم به....فأغمض الملك عيناه بقوة يحاول إبعاد هذا الشئ عن عقله.... ثم نظر ل ساب ببرود وقد تخلى عن غضبه قائلا: لا تظن أننى سأمرر لك فعلتك الحمقاء التى قمت بها منذ قليل...كما أننى سأفعل ما طلبته... إلا أننى أعلم أن ما ستفعلونه لن يأتى بثماره كما تظنون....وحينها سيكون عقابك الضعف أيها الصغير فالتعى ذلك جيدا.... 


أغمض ساب عيناه يزفر الهدوء الذى كان يحبسه داخله... وهناك إبتسامه بسيطه إرتسمت على وجهه وهو يقترب من الملك ويقول بهمس صادق: كل ما تقوله لا يهمنى ليس تقليلا من شأنك...فأنت تعلم جيدا كم أحترمك... إلا أننى موافق على أعطاء حياتى ثمن لبقاء أحدكم سعيد...أقسم أننى سأتنازل عنها وأنا راضا عن فنائها من أجله...فما بالك بجميعكم أنهى حديثه بإبتسامه مشرقه.... وعاد لمقعده ينظر أمامه بإبتسامه رأها الملك غريبه.... ورأى نفسه غبى لأن هذا الصغير قد أوقع به وبسهوله.... فتنهد وعاد لمقعده وهتف للحارس بأن يقوم بإدخال الواقفين بالخارج لإستكمال إجتماعهم....


بعد دخول الجميع بدأ الملك بالتحدث ببرود قائلا: من المؤكد أن الجميع قد إستمع للمحادثه التى دارت بيننا.... لهذا فالنختصر الوقت ديفيد من سيذهب للممالك المجاوره للتحدث معهم هو وألفين.... 


نظر ساب له بإبتسامه وقال بخفوت وتأدب جاهد لرسمه: هل أستطيع أن أذهب أنا مع ألفين بدلا من ديفيد؟!.... كاد الملك يرفض إلا أن ساب سبقه قائلا: أرجوك فالتستمع لى للنهايه... وإذ لم يعجبك ما سأقوله لك حق الرفض.... 


أشار له الملك ليتحدث وهو ينظر له ببرود...تنهد ساب وبدأ حديثه قائلا:ألفين يعد أكثرهم علما بالممالك لكثرة رجاله ومعرفته بخبايا كل مملكه سنذهب إليها....لهذا هو الأحق بالذهاب.... أما أنا فذهابى سيكون عامل المفاجأه حيث أننى لن أذهب بمفردى.... 


نظر الجميع ل ساب منتظر ما سيقول بخلاف ألفين الذى ينظر للملك ليراقب رد فعله على ما سيقوله ساب...الذى أكمل وهو ينظر للملك برجاء: لأننى أريد أخذ كيشان وسانسا معانا بهذه المهمه....



يتبع