-->

الفصل الثالث - لاعبة السيرك الفاتنة

 




الفصل الثالث


ذلك الصوت الذي صدح بالممر جعلها تدعو الله ان يمر اليوم علي خير لتستدير لمصدر الصوت و لم يكن


سوي جاكلين ذلك المتنمر الذي يظن ان العالم ملكه لانه ثري هو من ذلك النوع من الأشخاص الذي لطالما أثار حنقها 


كان يتكئ بظهره علي الجدار عاقد حاجبيه عينيه البندقيه تشع خبثا رغم جذابيته الكبيرة هيئته المغرية الذي أبرزها الزي المدرسي الذي لم يرتدي السترة خاصته 


شعره الأشقر الامع جسده المثالي فهو لديه الكثير من المعجبات و عندما أقول كثيرا أعني الكثير بكل ما في الكلمة من معني 


لكن شخصيته المنفره جعلت ايلين تمقته رغم كل شئ 

المظاهر خادعة هذا ما تعلمته أكده لها جاكلين دون وعى منه 


ليردف جاكلين بسخرية و هو يقترب منهاتاركا بينهم مسافه قصيرة 


"صباح الخير لاعبة السيرك لما تأخرت بالقدوم هل كنت تلعبين بالحبال مثل طرزان قبل مجيئك "


نظرت له ايلين بنظره حادة لتجيب بنفس السخرية 


"انا لا أجيب علي الأغبياء أمثالك الذين يرون مهنتي غير مشرفة "


لتحتد نظراته يمسك بمعصمها يعتصره بقبضته بقسوة قائلا بصراخ هز أرجاء المكان


"كيف تجرؤين اتعرفين أنه بمصروفي أستطيع شراء سيركك و منزلك و أدمر حياتك "


لتنظر له ايلين بسخرية رغم ألم معصمها تحرره من قبضته بصعوبه نجحت بذلك قائلة بسخرية 


"ألزالت تأخذ المصروف من والديك كالأطفال لطيف للغاية "


و تتابع بأستفزاز تحت نظراته واعده بالغضب لها تحت ضحكات الطلاب التي صدحت بالمكان 


" أبتعد عن طريقي أيها الطفل "


لينظر لها بحده و عروقه بارزه مردافا بصراخ غاضب 


" توقفوا عن الضحك "


ليختفي صوت الضحكات سريعا فمن سيختار بأستفزازه بحالته تلك 


ليتابع بفحيح كالأفعي هامس بأذنها 


"سأحصل عليك ايلين و أجعلك دمية المارونيت خاصتي هذا وعدي لك لاعبة السيرك الفاتنة"


وأرتعد جسد ايلين من كلماته التي تحمل الوعيد الواضح ليرحل من أمامها دون النظر أليها مرة أخري 


لتضع ايلين على قلبها الذي يدق بخوف من ذلك التهديد لكنها تجاهلت الأمر شاقه طريقها لصفها

فذلك اللعين جعل حماسها يتبدد من كلماته السامة لكنها  لن تسمح له بأفساد حياتها 


لتدلف للصف هناك من يمسك يد حبيبته و يتهامسون و من ينام بأهمال و من يعبث بهاتفه ليتضح له هيئته الجذابة جون يحيط به أصدقائه يتسامرون في أمر يبدو مشوق 


ذلك الوسيم من مشاهير الصف لجذابيته الفريدة شخصيته اللطيفة  


لا تصدق انه صادقها هي رغم ثروات عائلته التي لا تنتهي كما يقول البعض لكنها لا تهتم 


لتتجه أليه بأبتسامتها المشرقه بخطواتها المرحه 

لتقف أمامه تصنع إتصال بصري عينيها بزمردتيه لكن صدمها أنه يعود يحدث أصدقائه كأنه لم يراها قط 


لتناديه بصدمة من فعلته الوقحة لزال يتجاهلها 

تحت نظرات أصدقائه الفضولية 


لتناديه مره أخري لينظر لها بحدة مردفا بغضب الأول مرة تراه 


"من باب الذوق أنه عندما يتجاهلك أحد هذا يعني انه لا يريد رؤية وجهك أغربي عني "


صوت تحطم ذلك كان صوت قلبها من كلماته القاسية 

لزالت الصدمة تعتريها لتردف بصدمة وعينيها ترجوه تفسير 


" لماذا تعاملني هكذا "


ليردف جون بسخرية عينيه تتفحصها بطريقة مهينة من أسفلها لفوقها 


"لقد مللت منك "


تنظر له بصدمة مختلطة بخيبة أمل 

ليتابع مردفا بضجر تخلل صوته 


"لما تضخمين الأمور 

هل تريدين مال لتتوقفي عن هذة الدراما و سأعطيك مبلغ جيد لك علي لأقل تشتري ثياب غير خاصتك المهترئه "  


أمسك بقبضتها الخائرة ليضع بها رزمه مالية من حقيبته 

لتنظر للمال بخذلان حزن و غضب مشاعرها كانت مختلطة 


ألقت ماله بوجهه بحركة مهينة قائلة بغضب 


"احتفظ بمالك القذر لنفسك ملابسي المهترئه تعجبني نادمة علي كل يوم كنت صديقتك به "


وخرجت من الصف تكبت دموعها لا تريد أن تنهار 

بخطوات متعثرة ينظر لها لأخرون بحزن فمظهرها يدمي القلوب 


تركض دون هدف فقط تريد الأبتعاد

قطع طريقها فتي يبدو لطيف بشعره بلون البندق عينيه السوداء يبدو أكبر منها 

ليردف بقلق من حالتها المزرية يقترب منها


"هل انتي بخير يا أنسة "


لتنظر له بجمود رغم الهالة الحزينة المحيطة بها مردفه بهدوء 


"انا بخير شكرا علي سؤالك هل يمكنك الإبتعاد أنت تسد طريقي "


ليردف بجدية و يتفحص هيئتها المبعثرة 


"المدير يريدك ألست ايلين برون "


لتؤم بهدوء تغير طريقها ذاهبة لمكتب المدير طوال الطريق تري نظرات الطلاب عليها و همساتهم لكنها تجاهلتهم و توقفت أمام مكتب المدير لتطرقه حتي أذن لها بالدخول 


لتجول بحدقتيها بالمكتب كان مصمم علي الطريقة الحديثة 

لتقع عينيها علي المدير الذي كان رجل بشعر أشقر  عينيه خضراء في العقد الخامس لكن لم يبدو عليه فجسده رياضي


ليردف المدير بهدوء عندما لاحظ هيئتها  المبعثرة  عينيها الحمراء جراء كبت دموعها 

"أجلسي ايلين "

لتفعل ما أمر بهدوء و تلاحظ وجهه الصارم قائلا بجدية


" لا تبدين بخير ايلين ما بك "


لتغتصب ايلين أبتسامة صفراء مردفه بهدوء 


"انا بخير سيدي لم طلبتني "


لاحظ كذبها الواضح لكنه أحترم خصوصيتها قائلا بهدوء 


" تعرفين ان مدرستنا من أعرق المدراس لا يرتادها سوي لأغنياء لكن بذكائك ايلين استطعت دخولها لذلك حافظي علي مكانك و تجنبي المشاكل ايلين  "


فهمت ايلين ما يرمي أليه لتردف بهدوء مماثل


"لا تقلق سيدي سأتجنبه قدر المستطاع "


ليبتسم المدير لذكائها قائلا بهدوء 


"يمكنك الذهاب لا تنسي تجبني و تجاهلي تعيشي بأمان "


لتبتسم بسخرية داخليا مفكره أنها لم تولد بسحاب علي فمها لم الجميع يريدها هكذا 


لترحل من مكتب المدير تسير دون وجه تشعر بنصل حاد يمزق قلبها هل هكذا يكون شعور الخذلان تعلم أنهم يقولون أنه مؤلم لكنها لم تجربه من قبل


لتجد ان قدميها قادتها لحديقة المدرسة لتجلس بجانب أصيص الزهور الكبير العشب الأخضر  الصناعي أسفل قدميها 


لتبكي بألم من قلبها الذي يحترق لتضغط عليه بضعف 


لتتذكر كلمات السيدة شارلوت التي تركت عائلتها الغنية لتشتري سيرك وواجهات الكثير من العقبات و الألم لكنها كانت تنهض محققة حلمها بقوة و أصبحت تمتلك سيرك مشهور 


كانت دائما تقول لها ثقتك بنفسك و قوتك لا تكن بالأيام العادية بل أيام ضعفك تظهر قوتك لطالما قالت لها انها قوية جدا 


لتنظر لساعه يدها القديمة و ترا لم يتبقي دقائق علي بدأ الصف لتخرج منديل من حقيبتها 


تمسح دموعها بقسوة مردده داخليا انها ستكون أقوي لن تعود الطفلة البكاء لقد كبرت علي هذا 


دراستها هي من ستجعلها ذات مركز مرموق حتي تنتقم من كل من سخر منها كلما تذكرت عروض الرجال الرخيصة لها لجمالها 


لكنها لن تسمح بهذا مجدداً لن تكون الفتاة التي تركض عندما ينظر لها أحد لن تكونالخائفة مجدداً فهذا الدور ملت منه


لتخرج مستخضرات تجميلها من الحقيبة مرآتها الصغيرة تضع المستحضرات بمهارة هي تريد ان تبدو بأبهي طله 


لتنظر لثوب الدراسي يبدو أوسع من مقاسها ثلاث مرات لتخرج خيط من حقيبتها فهي تحب وضعه بالحقيبة اذا ما وقع لها حادث ما 


و تتجه لحمام المدرسه الفخم تفوح منه رائحة المعطرات 


و تنزع قميصها و تبدأ بحياكته بسرعه خوفا من التأخر علي الصف أسدلت شعرها الجميل الذي يصل لخصرها 


لتبتسم لنفسها بالمرأه تبدو جذابة فهي كانت تهمل نفسها لقد ظنت ان الصداقة لا علاقة لها بالهيئة 


و الملابس الجميلة لكنها تأكدت لأن أنها مخطئة

لتتجه للصف بخطوات أعتداد بالنفس و هي تردد داخلها انها قوية و جميلة 


❈-❈-❈


تقف في شرفتها تلك الجميلة الشقراء  تنظر لفارس أحلامها من غيره جارها الوسيم يقطع الحطب بمهاره لا يرتدي قميصه العرق ينساب علي جسده المثالي ذو العضلات يبدو جذاب خاصتا عندما يسقط شعره الأسود الناعم علي جبهته فيبعده برشاقه عائدا لعمله غير شاعر بتلك العاشقة التي تكتوي بنيران العشق وحدها 


قاطع هيامها به صوت صراخ أجفلها لتسقط أرضا وجهها يقبل الأرض بشوق


لتلعن جوديث تحت أنفاسها ناهضه تمسك أنفها لأحمر وتجيب بغضب مكبوت 


"قادمة أمي "


تهبط الدرج سريعا  والدتها  كانت جميلة بشعرها الأشقر عينيها الزرقاء الداكنة لم يبدو عليها عمرها تقف بنهايته جعلها 

تيقن ان هناك مصيبة قادمة الأمر جاد إذا 


لتردف والدتها بصرامة دون مقدمات ترمق ابنتها بصرامة


"سنسافر للمدينة "


كلمتان وقعت علي جوديث كالسحر هل ستترك جارها الوسيم لا و ألف لا


لتردف جوديث بغضب و هي تحيط خصرها بيديها 


"لن أذهب لمكان "


تغيرت تعابير والدتها لتردف بمرح مصتنع لكليهم 


"لما المدينة ممتعة و حديثة أفضل من حياة بكوخ بقرية صغيرة "


لتعترض جوديث بعناد عينيها تشع غضب 


"هنا ولدت و هنا سأبقي "


لكن صدمت جوديث من صراخ والدتها الهستيري تقع أرضا خائرة القوة


"تريدين أن أظل محتجزة هنا لن أبقي بالمكان الذي شهد تلوث روحي مهما حدث "


تابعت والدتها و دموعها تسبقها قبضتها تضرب الأرض بغضب


"هنا شهدت تدمر طفولتي لن أبقي بينما كنت بالعاشرة كان علي ان ألعب مع من هم بعمري كنت أحملك بين أحشائي أريد الرحيل "


ختمت والدتها جملتها بحزن شديد لتقترب منها جوديث بحذر عانقتها بقوة رغم عدم فهمها ما تهذي به والدتها لكنها أردفت بخنوغ 


"لا بأس أمي سنفعل ما تريدين سنسافر "


لتبتسم والدتها بسعادة كطفل أستعاد حلوه المسروقة و بادلتها العناق رغم حزن جوديث من لأفتراق عن عشقها الذي أضناها لكنها لن تخسر والدتها


يتبع.