الفصل الرابع - لاعبة السيرك الفاتنة
الفصل الرابع
تنظر من النافذة لتلك القرية التي شهدت عشقها السري
تبتعد عن ناظريها مع أبتعاد السيارة لتخرج تنهيدة خرجت مباشرة من قلبها الحزين
لتشعر بيد والدتها تمسك خاصتها تضغط عليها تمدها بالقوة علي المواصلة
لتردف والدتها بحنو و هي تنظر بطرف عينيها لأبنتها الحزينة الشاردة
"لا عليك جوديث ستكونين صداقات كثيرة مع من هم بسنك بالمدينة "
لتتنهد جوديث مجددا ربما للمره المئة مردفة بجدية
"ماذا ستعملين بالمدينة أمي فأنتي تركت عملك هنا "
لتردف والدتها بسعادة عينيها لامعه من الحماس
"لقد تدبرت لأمر طلبت من صديق لي بالمدينة بالبحث لي عن عمل ينسابني و قد وجده "
لتردف جوديث بتعجب من حماس والدتها
"ماذا ستعملين أمي "
لتردف والدتها بحماس كلما تذكرت أنها أقتربت من مدينة الأضواء
"سأعمل نادلة بفندق فخم راتبه جيد حقا "
لتنظر جوديث لوالدتها بسخرية فهي قامت ببيع محل الزهور خاصتهم لتعمل بالنهاية نادلة
لتردف والدتها بخجل من حماسها المفرط
"أعرف ان العمل لا يبدو جيد لك لكن راتبه مرتفع بالأضافة ألي غرفة لنا بالفندق أنه عمل رائع "
لتنظر لوالدتها بحزن ألهذة الدرجة تكره قريتهم الصغيرة
لم تنبث جوديث بشئ فقط وضعت رأسها على النافذة مجدداً مستدعية النوم
بعد مدة لا تعرف كم هي قامت والدتها بأيقاظها
لتنظر من النافذة محطة البنزين متي سنصل لتلك المدينة اللعينة التي كرهتها من كل قلبها قبل ان تراها
لمحت والدتها تخرج من السيارة تخاطب ذلك الرجل السمين الشحم يغطي ثيابه الرثه
كانت والدتها تقف أمامها تنظر من زجاج النافذة لتبتسم والدتها بحماسها المعتاد مردفة
"بالتأكيد أنت جائعة لان هناك مطعم بجانب المحطة هنا لنذهب لتناول الغداء به حتي يقوموا بملئ السيارة بالوقود "
لتؤم لها جوديث بخنوع تهم بالخروج من السيارة بخطوات كسوله تسير خلف والدتها أمام ذلك المطعم الذي يبدو مشبوه بالنسبة أليها
لتنظر بخوف فالمطعم ممتلئ برجال ضخام الجثة بهيئة مخيفة لتتشبث بذراع والدتها
لتبتسم لها والدتها مطمئنه أياها بحنو و أتجهت تسحب أبنتها المتصلبه خلفها لطاولة قريبة من باب الخروج بناء على طلب جوديث فهي تشعر بالخوف
لتراهم يتأملونها بنظرات تأكلها حية
لتعيد بصرها لوالدتها المبتسمة ببلاهه فهذة تجربة جديدة لكلتيهما
ليأتي النادل ضخم الجثة بشعر غرابى عيون مماثله يبدو من أصوال اسبانيه
يسألهم ماذا يريدون عينيه تتأملهم بأعجاب فكانت هى و والدتها العنصر الأنثوي الوحيد بالمطعم
لتنظر له جوديث بأشمئزاز من العرق الذي يزين جبهته ملابسه المتسخة لتردف والدتها بلطف متجاهلة نظرات أبنتها و هي تشير لقائمة الطعام
"أريد أثنان من هذا "
ليؤم لهما النادل بعد ان كتب طلبهما أنصاع لتنفيذه
لتردف جوديث بقلق لوالدتها فهولاء الرجال لم ينزولوا نظرهم عنهم
"دعينا نرحل أمي انا خائفة "
لتردف والدتها بسعادة و هي تنظر حولها كطفل دخل لمتجر الحلوي
"هذا المكان لطيف و أن كان يفتقر للنظافة "
لتبتلع جوديث لسانها بعد جملة والدتها القاطعة تتمنى أن تعود لمنزلها الدافئ ليستقبلها صوت جارها الوسيم يخبرها أنه يفتقدها لكن مسكينة لا تعلم أنه لا يعرف أنها تشاركه الكوكب حتى
ليأتي طلبهم بعد دقائق كان رائحة الطعام تبدو جيدة
كان لا بأس بطعمه لينتهوا سريعا دفعوا الحساب
هرولت والدتها لتتفقد أمر السيارة بينما جوديث أنتظرتها بجانب المطعم و هي تعد الثواني حتي ترحل من هنا
تعلقت أبصارها برجل ضخم يخرج من المطعم بخطوات متثاقلة متوشح بالون الأسود من رأسه لأخمض قدميه أثار فضولها
❈-❈-❈
بعد أنتهاء يومها الدراسي أخيرا هرولت خارج المدرسة لترا الطلاب يتدافعون مثلها للخروج من الجحيم أقصد المدرسه أتمنى أن تحترق بمخترعها ليس و كأن التعليم جعل الكوكب راقي و ليس هجمى كما كان
لترا جون يخرج وحده من بوابة المدرسة بعد خروجها بثواني يتأملها بعينان حزينتين لمحتهم
لكن ما ان تذكرت قسوة كلماته نظرت له بأشمئزاز رحلت سيرا رغم انه كان يجب عليها أنتظار ديريك
ليقلها لكن الغضب أعمي بصيرتها جعلها تفكر فقط بالأبتعاد عن ذلك الحقير طوال الصف كان تتجاهله بمهارة رغم شعورها بنظراته المسلطة عليها
بعد سير لمدة ساعة ونصف من العدو كان العرق يزين جبهتها و تأخذ أنفاسها بصعوبه فهي ليست من هواه العدو لساعات طويلة بالكاد تحرك سيقانها الرشيقة تحب القفز لكن الركض تمقته للغاية
لتنظر لمنزلها الصغير فتحت البوابة الصغيرة الخاصة بالحديقة لتسقط أمامها بعد أن أجفلت تتراجع للخلف بتلقائية من الفزع
لتنظر لتلك البوابة الصغيرة بعبوس فهذا سيكون مكلف للسيدة شارلوت
لتتذكر كلمات جون و سخريته من فقرها لتلمع عينيها بدموع مهددة بالنزول قريبا لتتجاهل حزنها
خذلانها الواضح للعيان و تدلف للمنزل بخطوات غاضبه
هي تدعو ان تكون السيدة شارلوت بالسيرك تراقب سير الأمور كأن الله أستجاب دعائها فالسيدة ذهبت للسيرك تركت لها ملوحظة علي باب ثلاجتها الصغيرة
كانت تخبرها بها عن رحيلها كما تأمرها بتناول الطعام و أن لا تتهاون بصحتها حتى لا تمرض مليئه بمعلومات عن نقص الفيتامينات بجسدها كم سيضرها هذا مع تهديدات لطيفة
جعلت أبتسامة لطيفة محببه للنفس زحفت لتظهر على وجهها لكن حقا لن ليست بأروع مزاج لذلك
صعدت غرفتها تلقي حقيبتها المسكينة بعنف على السرير
تغير ثيابها سريعا رمت بجسدها الممشوق على السرير الصغير الذي أصدر صوت خفيف من ثقلها فهو مهترئ كباقي أثاث المنزل
لتغلق جفنيها بعد ان غلبها النعاس من الإرهاق
❈-❈-❈
ينظر لعينيها الحزينة المختلطة بخذلان جعل قلبه يتحطم ألف مرة بالدقيقة لاحظ تجاهلها له طوال
اليوم يعرف أنه يستحق جفائها بسبب كلماته القاسية يعرف أنه خسرها بفعلته لكن لأمر ليس بيده فوالده لن يرحمها سيستمر بمحاولته بالتخلص منها لأنه يراها دون المستوي
لتلتقي نظراتهم قبل رحيلها نظرت له شذرا كأنه حشرة أمامها و رحلت بعد ان ضربت قلبي بسهام
الحزن فهي كانت دائما بجابني دون مقابل
ليست مثل لأخرين يهمها مالي شهرتي كل هذا لا يعنيها فقط أنا
توفقت سيارة سوداء أمامي ألقيت بجسدى بداخلها بهدوء أحدق بالخارج
بنظرات حزينة نادمة مشاعري السلبية تغزوا عقلي
قاطع شرودي صوت سائقي الخاص هو عجوز توماس خدم عائلتي لسنوات
"سيد جون كيف كان يومك "
لينظر له جون ببرود غير معهود منه بصوت جامد
"بخير كما تري "
ليصمت السائق بعد جملة سيده الوقحة يبدو غاضبا رغم بروده الظاهري
لتدلف تلك السيارة لبوابة ألكترونية ضخمة فتحت سريعا لتتوقف السيارة أمام قصر والديه الفخم و كل ركن به يصرخ بالرقي
كالعادة والدته تجلس بأناقه تقرأ أحد مجلات الأزياء والخدم يهرولون بكل مكان للقيام بأعمالهم كخليه نحل نشيطة دائماً هكذا كان حال قصرهم
ليتجاهل كل شئ راغبا بالأنعزال بغرفته يفكر بتلك الصهباء الفاتنة
قبل ان تخطو قدمها أول خطواتها بأتجاه الدرج أستوقفته والدته بترحيباتها المعتادة سؤاله عن يومه ليجيبها بأقتضاب راغبا بالأبتعاد عن الجميع حتى عن قلبه المحطم
لتردف والدته بجدية و هي تسد طريقه بجسدها الهزيل
"ستأتي لورين اليوم للعشاء كن لطيفا معها و لاتتأخر بالنزول "
ليؤم لها بهدوء بوجه مكفهر و يصعد لجناحه الذي لا يقل فخامة عن باقي القصر
ليقوم بتغير ثيابه يفكر بحل للعودة لنفسه أجل هو يعتبرها جزء منه فهو لن يتخلي عن حبه الأول