الفصل الثالث والخمسون - مملكة الذئاب Black
الفصل الثالث والخمسون
كان ليو مازال ينظر ل ساب منتظر أن يخبره أن ما قاله ليس سوى مزحه....إلا أن هدوء ساب ونظراته الثابته أثبتت عكس ذلك....فأغمض ليو عيناه يحاول استيعاب الأمر....إلى أن نظر ل ساب مرة أخرى وسأله مستفسرا: وكيف عرفت أن شقيقتك هى ذاتها الفتاة التى أحدثك عنها؟!...
أجابه ساب بهدوء:هذا لأنها قامت هى الأخرى بإخبارى عما دار بينكم...إلا أن هناك تعديل بسيط بالأقاويل فأنت هنا تلقبها بالقزمه...أما هى فتدعوك برجل الكهف....
إرتفع حاجب ليو من هذا اللقب ثم تذكر أنها بالفعل دعته بهذا الإسم حين خرجوا من كتب الحكيم وليم...أخرجه من شروده حديث ساب الذى يقول بإبتسامه صافيه: ماذا هل ستساعدها كما طلبت
منك أم أطلب هذا المعروف من شخص غيرك؟...
ظهرت ملامح السخريه المصتنعه على وجه ليو وهو يقول ل ساب:ومن هذا الشخص الذى تعرفه بالمعهد حتى تطلب منه حمايه شقيقتك غيرى....أجابه ساب بهدوء:الحكيم وليم...كما أظنه سيكون أفضل منك بحمايتها فكلانا يعلم أنك تحتاج من يحميك....
نظر له ليو بإنزعاج: أتعلم رغم أنك صديقى المقرب وأنا أحبك....إلا أنك وغد حقير....وتحرك مبتعد عنه ليذهب لغرفته لإستكمال دراسته..... إلا أن صوت ساب المرتفع أوقفه...والذى كان يقول وهو يسير متجها لمكتب الملك: إذا هى بحمايتك من الأن يا صديقى....
وأكمل طريقه لمكتب الملك تاركا خلفه صديقه يلعن اليوم الذى أخبره فيه عن تلك القزمه صاحبه الكثير من المشاكل.... فهى منذ رأها والكثير من المصائب تتساقط على رأسه...تنهد وهو يعود لغرفته مدراكا
أنه سيفى بوعده الذى وعد به صديقه بينه وبين نفسه...بأن يقوم بالحفاظ على سلامته شقيقته الصغيرة...
"إنتهاء الفلاش باك"
كان ليو قد وصل لمكتب الحكيم وليم وقام بطرق بابه...فسمح الحكيم وليم للطارق بالدلوف وقد كان تركيزه موجه للأوراق التى أمامه...وهو يقول بعد أن ألقى نظرة سريعه للقادم فوجده ليو....فسأله قائلا: ماذا تريد ليو؟!..فكما ترى هناك الكثير من الأعمال التى على الإنتهاء منها....
تحدث ليو بهدوء وهو ينظر بثبات لرأس الحكيم المنكب على أوراقه: لماذا لم تخبرنى أن الفتاة الجديدة تكون شقيقه ساب حين كنا نتشجار أمامك ذلك اليوم؟!....رفع الحكيم وليم رأسه وهو ينظر ل ليو بإبتسامه هادئه...وقال: إذا لقد علمت هويتها؟!... من أخبرك أنها شقيقه ساب؟!...هل هى من أخبرتك بهذا؟!...أنهى الحكيم وليم سؤاله بتعجب مصتنع
فهو يدرك جيداً عقليه سيلا....فهى ليست من ذلك النوع الذى يحاول التقرب من أحد...وخاصه إذا كان بينهم الكثير من النزاعات....
أجابه ليو قائلا بسخريه:ألم ترى نظراتها القاتله التى توجهها إلى كلما إلتقينا...تعجب الحكيم من حديثه وهو يسأله مستفسرا: إذا من الذى أخبرك بأنها شقيقه ساب؟!...
رد عليه ليو قائلا: أنه ساب بنفسه...وذلك بعد أن أخبرته عما حدث بيننا بأول يوم لنا معا...ولكننى لم أخبره لأشتكى له أفعال شقيقته لأننى لم أكن أعلم صله القرابه بينهم....بل أخبرته حتى يساعدنى على تدميرها....إلا أنه منذ أيام قليله أخبرنى أن الفتاة التى أخطط لمعاقبتها تكون شقيقته....وليس ذلك فقط بل جعلنى أعاهده أن أقوم بحمايتها وفعلت... أنهى حديثه بتنهيده وهو يجلس بتكاسل على أحد المقاعد التى توجد أمام مكتب الحكيم...الذى لم يستطيع منع إبتسامته من الظهور....كما لم يمنع
نفسه من التسائل قائلا:ولكن كيف علم بأن الفتاة التى تتحدث عنها تكون شقيقته؟!...
أجابه ليو بإرهاق وهو يعود برأسه للوراء وينظر للأعلى:هذا لأنها هى الأخرى أخبرته عما حدث بيننا.. وبما أن حديثنا تشابه أدرك من الشخص الذى تقصده شقيقته بحديثها...ومن التى أقصدها بحديثى....
إتسعت إبتسامه الحكيم وهو يقول له:أحب تفكير هذا الفتى كما أن ما فعله هو الصواب...فكلانا يعلم كيف هم أصدقائك...نظر له ليو بسخط وهو يرد عليه بعد أن إستقام متجها للخروج: أنهم ليسوا أصدقائى بعد الأن...كما أننى أعلم ذلك لهذا عاهدته على حمايتها من أجل صداقتنا...وخرج مغلقا الباب خلفه بهدوء....فتنهد الحكيم وعاد مرة أخرى ليستكمل عمله...
❈-❈-❈
كان الوقت يمر سريعا فقد إنتهى ألفين وساب من مهمتهم...كما مضى الإسبوع المتفق عليه مع الملك لهذا هم قرروا العوده سريعا...حتى يتم الإستعداد جيدا للحرب كما خطط الملك...كما اتخذوا طريقا مختصرا للعوده إلى المملكه من خلال إحدى الغابات
وإستمرت رحله العوده ما يقارب النصف يوم...
وصل ألفين وساب للقصر الملكى بعد أن جعلوا من معهم من جنود يعودن أدراجهم إلى ممالكم...بعد أن انتهوا من مهمتهم....وحين علم الملك بوصولهم أمر بإنعقاد اجتماع عاجل لجميع مستشاريه...وبالفعل خلال دقائق كان الجميع بمكتبه ينتظرون أن يبدأ الملك حديثه...رغم الإرهاق البادى على وجوه جميع الحاضرين بسبب الأعمال المتراكمه...إلا أن جميعهم يجلسون بشموخ يليق بهم وبمكانتهم...
وبالفعل بدأ الملك حديثه قائلا بهدوء:أعلم أن جميعكم عانيتم خلال الإسبوع المنصرم وخاصه ألفين وساب...إلا أننا لا نملك الوقت الكافى للراحه لهذا فالنبدأ اجتماعنا يا ساده....
وبالفعل بدأ ألفين وساب بسرد تفاصيل ما حدث معهم خلال رحتلهم...وكيف كانت ردود الفعل مختلفه بين كل ملك والأخر....وخاصه أولئك الملوك الذين حاولوا إظهار ولائهم للملك إستيفان...إلا أن نواياهم كانت واضحه ل ساب وألفين ليعلموا أنهم مناصرين ل روبرت....
وبعد إنتهائهم من ذكر التفاصيل تحدث ماكس بعمليه:أظن أن الوضع أصبح أفضل بعد رحلتكم
هذه يا أصدقاء...فرجالنا المتواجدون بالممالك ترسل الكثير من الأخبار الساره....حيث أصبح ذهابكم للممالك بكيشان حديث الجميع كما توقع ساب حتى تلك الممالك التى لم تذهبوا إليها تتحدث عن قوة وبساله ملكنا ورجاله....وهذا أمر أراه جيد من أجل علاقتنا مع هذه الممالك بالمستقبل القريب... أحسنتم يا رفاق...ختم ماكس حديثه وهو يبتسم ل ساب بإمتنان....
بعد إنتهاء ماكس من حديثه تحدث الملك بوقار يناسبه:فالتخبرنى ماكس كيف هو سير الأعمال مع ديفيد والرجال؟!...
أجابه ماكس برزانه:لقد أرسلت رسولا إلى ديفيد ليخبرنا بما توصل له وهل إنتهوا من بناء البرج أم لا؟؟...حتى نستطيع وضع خطه محكمه إذا انتهوا من بناء البرج كما أمرت...فأرسل لى أنه سيكون هنا بصباح يوم الغد...كما أنه انتهى مما تم الإتفاق عليه ليس هذا فقط بل تم الإنتهاء من أثنان بدلا من واحد...
عند إنتهاء ماكس من حديثه ظهر الإرتباح على وجوه الجميع وقال دراكوس بإبتسامه عابثه:أظن أن القدر يقف بصفك هذه المرة أيضا إستيف...نظر له الملك ببرود دون أن يجيبه ملتفت ل ماثيو الذى قال بمكر الثعالب:أظن أن الخطه التى قمت بوضعها أمس ستكون هى الأفضل سيدى...
أومأ له الملك موافقا ببروده المعتاد وكأن كل هذا التقدم الذى أحرزه رجاله لم يسعده ويريح قلبه قائلا:أظن ذلك...نظر له الجميع بتعجب من حاله البرود التى عادت وتملكته من جديد إلا أنه لم يحاول أحدهم التسائل عن سببها...حتى لا يثيروا
ذلك البركان الراكد خلف قناع البرود الذى يتسلح
به الملك أمامهم...
انتهى الإجتماع بعد مرور ساعه وذهب كل منهم لإستكمال أعماله...أرد ساب الذهاب لغرفته والحصول على بعض الراحه فغدا يوما ممتلئ...إلا أن الملك أوقفه قائلا بصوتا يملئه الفراغ:فالتنتظر ساب...
نظر ألفين ل ساب قائلا بخفوت وهو يربت على ظهره: سألقاك غدا يا صديق....أوما له ساب بإبتسامه هادئه....وخرج ألفين مغلقا الباب خلفه بهدوء...
غادر الجميع وبقى دوغلاس منتظر خروج ساب.... ولكن حين لاحظ ألفين وهو يغلق الباب خلفه...
سأله بحاجبين معقودين: ألن يخرج ساب؟!...
أجابه ألفين بإرهاق وهو يحاول البقاء متيقظا: لا أظن ذلك سيدى فالملك طلب منه البقاء...لابد أن لديهم بعض الأعمال التى لم تنتهى...
أومأ له دوغلاس متنهدا وذهب لغرفته...وهو يصر على أنه لن يترك ساب غدا...وسيتحدث معه سواء رضى بذلك أو أَبى...
❈-❈-❈
عاد ساب جالسا بالمقعد الذى على يمين الملك
منتظرا أن يبدأ الملك حديثه....فهو الأن لا يفكر سوى بفراشه وهو يشعر بكم هو يحتاج للنوم بحق... إلا أن الملك أخرجه من شروده بسؤاله المبهم قائلا: قص على ما حدث معنا بذلك اليوم الذى ذهبنا فيه للحانه ساب....
عاد ساب لوعيه بعض الشئ وهو يشعر بالتعجب من سؤال الملك عن هذا الحدث مرة أخرى بهذا الوقت... إلا أنه قرر إجابته رغم إجهاده الذى يحاول إخفائه فهو يشعر بوجود خطب ما...ظنن منه أن الملك قد يكون إكتشف شئ ما عن هويه الرجال الذين كانوا يلحقون بهم يومها....
لهذا تنهد ساب وبدأ بسرد ما حدث معهم يومها... وتوقف عن الحديث حين أخبر الملك بذهابهم إلى منزله...منتظر من الملك إخباره بما وجده....إلا أن الملك نظر له ببرود شديد وفراغ يملأ عيناه...ثم
وقف مبتعدا عنه معطى إياه ظهره قائلا:لما توقفت أكمل حديثك....فأنا لم أصل بعد للجزء الذى أريد سماعه ساب...
تجعد ما بين حاجبى ساب تعجبا من ذلك....إلا أنه لا يملك الطاقه التى تساعده على سؤال الملك عما يحدث....لهذا أكمل حديثه ببساطه وملامحه ظهر عليها الإرهاق بسبب قله نومه....إلا أن الملك لم يراعى ذلك فكل همه هو الوصول لما يريد معرفته... لهذا سارع ساب بسرد ما حدث حين ساعده بالصعود لغرفته ليستريح....وكاد يكمل إلا أن الملك أوقفه بإشارة من يده....وسأله مباغتا إياه:أمتأكد من أنك الوحيد الذى تواجد معى بالغرفه ساب؟!...
كان يقول ذلك وهو يستدير له لينظر بعينه ليرى مدى صدق الحديث الذى سيتفوه به ساب....إبتعد عنه النعاس الذى كان يداهم منذ لحظات...وتيقظت جميع حواسه وهو يستمع لسؤال الملك....الذى جعل نبضاته ترتفع بقوة إلى أن سمعها بأذنيه...كما أصبحت معدته تؤلمه الأن وبشده...إلا أنه حاول الحفاظ على ملامحه الهادئه....خاصه وأن الملك ينظر له بتلك النظرات المشككه....إذا هو يتذكر شئ ما...
رمش ساب بعيناه يحاول التفكير بحل ليخرج نفسه من هذا المأذق اللعين....حمحم ساب محاولا رسم إبتسامه هادئه على وجهه وهو يسأل الملك بتوتر حاول مدارته:أظن ذلك سيدى...لماذا هل شعرت بوجود غيرى معك بالغرفه؟!...
لاحظ الملك التغير الذى طرأ على ساب حين سأله...
إلا أنه أجابه وملامحه عادت للصفاء مرة أخرى قائلا بهدوء: لا لم أشعر بشئ لقد تسائلت لأننى لم أرد ل ألفين أن يرانى بتلك الهيئه....حتى لا يحمل ذنب ما حدث معنا خارج القصر....خاصه وأن حمايتى خارج القصر مهمته هو...
كان ساب يشعر بقلبه يهوى للقاع ثم عاد لمكانه مرة أخرى بعد حديث الملك....لهذا إبتسم بهدوء له وهو يقول مؤكد:لا سيدى ف لقد حرصت على بقائك بغرفتى حتى لا يراك أحد وأنت مريض.....كما أوكد لك أننى الوحيد الذى تواجد معك يومها.. قالها ساب حتى يؤكد له أن أى شئ يفكر به ليس سوى محض خيال...
أومأ له الملك قائلا بثبات:شكرا لك ساب تستطيع الأن الذهاب لتحصل على بعض الراحه....أسرع ساب بالخروج من مكتب الملك بهدوء...ثم سار لغرفته بتوتر حاول إحتوائه وهو يشعر بشك الملك....إلا أنه لا يستطيع سؤاله عن شئ حتى لا يؤكد له ظنونه...
إلا أن ساب حاول تهدئت نفسه...لأنه متيقن من أمر واحد....لو كان الملك متذكر ما حدث بينهم هذا اليوم لما تحدث معه....بل لكان أمر بشنقه فى الحال..
لهذا حاول بث الطمئنينه لقلبه...ثم بدأ يفكر بكم هو قاسى على ذاته محطم لها...لهذا تمنى لو يختفى ليوما واحد فقط ليشعر بالحريه ليشعر ب سابين التى أصبحت تتمنى التسامح مع بعض ألامها يوما ما...إلا أنها لا تملك هذا الحق فكم تتمنى نزع هذا الدرع الذى أصبح يشعرها بالإختناق والتحرك بدونه..
تمنت الشعور بذاتها فقط...
وهذا كان أقصى ما تريده فلقد أصبحت تشعر بثقل درعها على قلبها المتهالك...وهذا يشعرها بالخوف من أن تتخاذل وتسقط كافه دفاعاتها...توقفت سابين عن السير وهى ترفع يدها تنظر لذلك الخاتم الذى يزين إصبعها فتجعد ما بين حاجبيها بألم....وهى تشعر بقلبها يؤلما بسبب خيانه دوغلاس لها...هى لم تسمح لعقلها بالتفكير منذ الحادث الذى سار بينها وبين ما فعله والدها ودوغلاس...وهذا حتى لا تفقد أخر ما تبقى من تعقلها...لهذا لامست خاتمها بحزم وكأنها تستمد قوتها منه...وأكملت سيرها لغرفتها وهى تشعر بصعوبه فى التنفس...
لهذا تنهدت وهى تفكر بضرورة صنع درع جديد حتى تستطيع التنفس بحريه...ظلت سابين تفكر وتتسأل هل من الممكن بيوما ما ستستطيع الإبتعاد؟!...هل سيأتى اليوم وتشعر بالهواء يرتطم بجسدها دون حواجز أو ثقل كما تشعر الأن؟!...ظهرت إبتسامه ساخره على محيها من هذا التفكير...رغم علمها أن هذا أقل حقوقها....
ولكنها عادت وذكرت نفسها أن هذا لن يحدث سوى بأحلامها...أبعدت سابين هذه الأفكار الحمقاء من عقلها حين وصلت أمام غرفتها وهى لا تريد سوى معانقه فراشها...وأمسكت بمقبض الباب وكادت تدخل غرفتها...
ولكن الأميرة ميلسيا منعتها من ذلك وهى تهرول تجاها تمنعها من الدخول...وهى تحتضنها بقوه وتشتم رائحتها بإشتياق....فإبتسمت سابين لفعلتها وبادلتها هى الأخر فهى تشعر بالإشتياق لها...خاصه بعد شعورها بالنقص والفراغ الذى خلفه إبتعادها عن دوغلاس....
إبتعدت ميلسيا عنها وهى تقول بحنان:إشتقت لك صغيرتى...ولم تدع ل سابين الفرصه للرد وأكملت بلهفه لماذا أنتى ذابله هكذا؟!...من المؤكد أنك لم تتناولى الطعام جيدا...كما أنه من المؤكد أنكى لم تحصلى على قسطا من الراحه بسبب رحلتك...كادت سابين تخبرها بأنها محقه...ولكن للأسف لم تعطيها ميلسيا فرصه لتجيبها وقامت بسحبها خلفها متجهه لغرفتها....فتنهدت سابين وهى تسير خلفها وتهز رأسها بقله حيله على أفعال الأميرة ميلسيا نحوها... ولكنها لن تنكر أن أفعالها هذه تشعرها بالإمتنان والحب تجاه هذه المرأة...ولكن هناك أخرى تشعر ب الكره والحقد على ميلسيا عكس سابين..والتى كانت تراقب ما يحدث الأن بعين تملئها الحقد والعزم على إفتعال شئ جنونى...
وصلت ميلسيا وسابين لغرفته الأميرة دخلت ميلسيا ساحبه سابين التى تسير خلفها بطاعه مطلقه....وهى تغلق الباب خلفها وأمسكت بذراعى سابين تجلسها على الفراش....ثم إتجهت لخزانتها واخرجت لها بعض الملابس النسائيه المريحه....وقد وقع الأختيار على ثوب حريرى لونه أسود كان هديه لها من أحد الأميرات...ووضعته على الفراش جوار سابين وذهبت لمرحاضها دون النطق بشئ....
نظرت سابين للثوب الذى وضعته ميلسيا جوارها فإرتفع حاجبها معترضه...حين علمت بنوعيه الملابس التى أخرجتها لها ميلسيا.....لهذا كادت تعترض على ذلك حين خرجت ميلسيا من المرحاض..إلا أن ميلسيا لم تعطيها فرصه لتعترض...حين قامت بجذبها من يدها تجاه المرحاض...وحملت الملابس بيدها الأخرى وهى تقول بصوتا لا يقبل النقاش به بعض الحزم:هيا فالتغتسلى صغيرتى إلا أن أطلب لك الطعام لتتناوليه وتنامى لبعض الوقت....وأدخلتها المرحاض وأغلقت الباب خلفها دون أن تسمع رد سابين....التى ظلت تنظرت للملابس التى وضعتها ميلسيا بيده....وهى تتذكر حديثها مع ذاتها منذ قليل....
فظهرت إبتسامه مجهده على شفتي سابين وهى تهز رأسها نفيا على ما يحدث معها قائله بخفوت: هل أستقبل الإله دعائى بهذه السرعه؟!....أظن أنه شعر بمدى إحتياجى لهذا الشعور....توقفت عن الحديث ونظرت للأعلى مكمله بإبتسامه عذبه:شكرا لك إلهى على تلك الهديه اللطيفه....ثم بدأت بنزع ثيابها بهدوء فهى ليست لديها الطاقه للإعتراض....كما الفرصه أتتها لتشعر ببعض الراحه لهذا لا ضير من أن تستغلها...كما أنها بالفعل تحتاج للإغتسال لهذا بدأت سابين فى إنعاش جسدها بالمياه المعطر الذى جهزته لها ميلسيا....
وبعد مرور بعض الوقت خرجت سابين من المرحاض وهى ترتدى ذلك الثياب ذو الحمالات الرفيعه والفتحه الطويله...التى تظهر قدمها بسخاء وتسمح للأخرين برؤيه بياضها الناصع بحريه...كما أن لونه الأسود المعاكس للون بشرتها البيضاء...جعلها تظهر كحوريه جميله صاحبه ملامح رقيقه رغم الإرهاق الواضح على صفحات وجهها...
هى لم تنظر للثوب الذى إرتدته لأن كل تفكيرها موجهه للفراش وكم هى تريد السقوط بنوما عميق.. لهذا لم تلاحظ جلوس ميلسيا على الأريكه والتى ترتب صحون الطعام على الطاوله الصغيره التى توجد أمامها...حتى تتناول سابين طعامها إلا أنها حين رفعت أعنيها ل تخبر سابين بالجلوس جوارها حين سمعت صوت إنغلاق باب المرحاض...خرجت شهقه مرتفعه من جوفها حين رأت سابين بهذه الجاذبيه القاتله...
شهقتها جعلت سابين تتوقف وتنظر لمصدر الصوت فوجدت ميلسيا تنظر لها بعينين متسعه وهى تصع يدها على فمها منصدمه من تلك الجميله التى خرجت من مرحاضها...فتجعد ما بين حاجبى سابين بتسأل وهى تتحدث قائله:ماذا هناك؟!...هل حدث شئ ما؟!...لم تجيبها ميلسيا سوى بكلمه واحده وهى مازالت تنظر لها بإنبهار:اللعنه على ذلك...أين كان عقلك حين قررتى إخفاء هذا الجمال عن أعين الناس يا فتاة؟!...
ثم صمتت تحاول إستيعاب ما رأته وهى تكمل بعد أن جذبت سابين لتجلس جوارها...وبدأت بوضع الطعام بفمها وتمنعها من إستخدام يدها حتى لا ترهقها:أين كان عقلك حين قررت أن تصبحى بهيئتك هذه؟!...ألم تنظرى لذاتك بالمرأه من قبل يا صغيرتى؟!..
إبتسمت لها سابين بإرهاق وهى تجيبها بسخريه: بلى نظرت ولكن لا أرى هذا الجمال الذى تتحدثين عنه... لأنه كلما نظرت رأيت تلك الفتاة المشوة التى رأيتها بأحلامك...
تنهدت ميلسيا بألم غير راغبه بإجهاد صغيرتها فهى ترى مدى إرهاقها...لهذا ربتت على وجنتها وهى تقول بحنان:هيا لتنهى طعامك حتى تستريحى لبعض الوقت جميلتى...فأنا أعلم أن لديك الكثير من الأعمال غدا...أومأت لها سابين دون رد وأنهت طعامها ثم إتجهت للفراش....وأغمضت عينها بعد أن قامت ميلسيا بتغطيتها جيدا وقبلت جبينها بحنان...ثم لم تعد سابين تشعر بأى شئ فقد ذهبت بسبات عميق كانت تنتظره منذ أيام....
تنهدت ميلسيا بحزن على حال صغيرتها وهى تتجهه لتغلق باب غرفتها جيدا....حتى لا يقوم أحد بفتح الباب على حين غفله منها فيرى سابين وهى نائمه.... ثم عادت لتجلس أمام سابين تنظر لها بهدوء وهى تربت على خصلات شعرها..وتفكر كيف لفتاة بهشاشة صغيرتها أن تتحول لما هى عليه الأن...من المؤكد أن ما رأته كان محطم حتى تصبح ما هى عليه...فهى مازالت لا تستطيع نسيان بكائها وملامح وجهها المحطم بأحلامها...
ظلت ميلسيا على هذا الوضع لوقت لا تعلمه....حتى غفت دون شعور وهى تحضن سابين بحمايه لقلبها...
❈-❈-❈
كان المكان يعمه السكون فقد كان الوقت قد تخطى منتصف الليل بكثير...إلا أنه مازال يقف أمام شرفته بشموخ كالجبل الذى واجهه رياح عاتيه واستطاع التغلب عليها بثباته...كان إستيفان ينظر أمامه بشرود وحديث ساب مازال يتكرر بعقله...هو يعلم أن ساب كاذب...ولكن لما الكذب؟!...هذا ما لا يعرف سببه ف ساب بطبعه صريح لا يخشى أحد حتى وإن كان الملك....
إذا لابد أن هناك شئ يخفيه ولابد له من معرفته... فهو مازال يتذكر تلك المشاهد التى داهمت عقله منذ ذلك اليوم...عن تلك المرأة التى كانت تجلس جواره تحدثه بمحبه وتتشبس بيده وتخبره أنها لن تتركه... وكم كان حديثها مريح لقلبه لدرجه لم يشعر بها من قبل....
تنهد إستيفان وهو ينظر ليده وهو مازال يشعر بملمس يدها الدافئه....وحاول أكثر من مرة تذكر ملامح وجهها او تذكر السبب الذى تتحدث إليه وتعده بالبقاء....إلا أن كافه محاولته بائت بالفشل...
لهذا أرد سؤال ساب عن هويه الأشخاص الذين رأوه بحالته هذه وهو بغرفته...ولكن ما يظنه أن تكون هذه المرأة هى والدة ساب التى إقتحمت عزلته لتطمئن عليه....فتصرفاتها بصباح اليوم التالى ما تؤكد له ظنونه...ومن المحتمل أن ساب لم يرد إخباره بذلك حتى لا يغضب عليه...هذا هو التحليل الوحيد الذى إستطاع عقله التوصل له...
قرر إستيفان التوقف عن الضغط على ذاته أكثر من ذلك....وتحرك متجها لغرفته ليستريح لبعض الوقت إلا أنه نظر تجاه الخارج فظهرت إبتسامه هادئه على محياه.... مغير من اتجاهه ذاهبا للإسطبل ليطمئن على صديقه الذى لم يراه منذ أسبوع واكثر...
وصل إستيفان لوجهته فوجد كيشان ورفيقته نائمون ملتسقين ببعضهم بشكل محبب لقلبه... فتحرك لمكانه المعتاد وجلس ينظر إليهم بهدوء....إلى أن إشتم كيشان رائحه صديقه....فحرك رأسه نحو الرائحه وهو يفتح عيناه ويغلقها بنعاس...ولكن حين تأكد من رائحه زائره وقف بهدوء مبتعدا عن رفيقته...وإقترب من صديقه يقف بين قدميه ينظر له بإشتياق....فربت إستيفان على فروه بحنان وهو يحتضنه بقوة.. ويتنفس رائحته المحبب له....
ظلوا هكذا لبعض الوقت إلى أن قال إستيفان بهدوء: من الافضل أن تعود لتستكمل نومك يا صديقى.... وربت على رأس كيشان مره أخرى وإستقام خارجا من المكان....عائدا لغرفته ليحصل على بعض الراحه فلم يتبقى على شروق الشمس سوى القليل...وجسده يحتاج بعض الراحه...
❈-❈-❈
أشرق الصباح سريعا حتى أن البعض ظن أنه لم ينم سوى سويعات قليله....أمثال سابين التى حاولت ميلسيا إيقاظها أكثر من مرة...إلا أنها لم تكن تجيبها وهذا جعل ميلسيا تتعجب....ف سابين بالمرات السابقه التى مكثت معها بالغرفه كانت تستيقظ سريعا....بل وقد تجدها قد إرتدت ملابسها ورحلت
أما اليوم فهى تعتقد أنه بسبب إنهاك جسدها سقطت بهذا السبات التى لا تقبل الإستيقاظ منه....
ولكن بعد العديد من المحاولات إستيقظت سابين وهى مازلت متعتطشه للمزيد من النوم...جلست سابين على الفراش وعيناها مازالت منغلقه....وقد كانت ميلسيا تجد مظهرها هذا لطيف بشده....وكم تتمنى أن تدعها تستكمل نومها إلا أنها تعلم أن لديها الكثير من الأعمال....ومن المؤكد أن الجميع يبحث عنها الأن وهذا بالفعل ما يحدث....
فقد أشرقت الشمس منذ ما يقارب الأربع ساعات...
فقد إقتربوا من وقت الظهيره ولأول مرة سابين تظل نائمه إلى هذا الوقت....إقتربت ميلسيا من سابين تربت على وجنتها بحنان وهى تقول بخفوت: صغيرتى لابد أن تستيقظى فقد أصبحنا بوقت الظهيره.....
حين إستوعب عقل سابين ما قالته ميلسيا إتسعت عيناها صارخه....وهى تقف من الفراش وتتجهه للمرحاض بسرعه قصوى...وهى تلعن بصوت عالى جعل ميلسيا تصدر العديد من الضحكات الرنانه بسبب تصرفات سابين الهوجاء...لتسرع من إرتداء ملابسها وغسل وجهها وربط شعرها كما تفعل وذهبت تجاه الباب لتخرج....إلا أنها عادت وقبلت ميلسيا من وجنتيها بحب وهو يقول بإبتسامه متسعه: أتمنى لك صباح سعيد أمى....وخرجت مسرعه من الغرفه لتتجهه لمكتب الملك الذى من المؤكد يعج بالكثير....
كان ساب يسير بخطى سريعه نسبيا وهو يعدل من ملابسه....لهذا إصطدم بأحدهم دون قصد منه فتماسك حتى لا يسقط أرضا....ونظر للواقفه أمامه فوجدها جيلان الفتاة التى ساعدها من قبل....فنظر لها بإبتسامه هادئه قائلا بإعتذار: أعتذر منك فأنا متأخر....وكاد يتخطاها إلا ان جيلان أسرعت بإمساك يده توقفه وهى تقول برجاء:سيدى أرجوك هناك أمر هام أريدك أن تعلم بشأنه....كاد ساب يقاطعها إلا أنها أسرعت مكمله: كما أنه لا يحتمل التأخير....
نظر لها ساب بتسائل وهو يعود لموقعه قائلا:ماذا هناك؟!...نظرت جيلان حولها بتوتر ثم قالت بخفوت: هل من الممكن أن نذهب لمكان هادئ حتى لا يسمع أحد ما سأقوله لك؟!...تنهد ساب بملل فهو متأخر وكان هذا ما ينقصه الأن...
إلا أنه وافق على مضض وسار معها لمكان شبه خالى قائلا بثبات:أتمنى ان يكون حديثك يستحق تأخيرى هذا...بدأت جيلان حديثها بعيون حالمه لم يلاحظها ساب...بسبب تفكيره بعذر لهذا التأخير بمثل هذا اليوم المهم....
جيلان بصوتا متوتر رغم الاصرار الذى يحمله:سيدى
منذ اليوم الذى ساعدتنى فيه بمكتب الملك وأنا أود شكرك بشده على حمايتك لى...كما أننى أردت أن اقول لك أننى اكن لك...كان ساب مازال يفكر بعذره الذى سيخبر الملك به....إلا أن حديث الفتاة جعله يستفيق من شروده وبدأ يدرك ما ستقوله هذه الفتاة....
لهذا أوقفها عن إستكمال حديثها قائلا بجمود: فالتتوقفى عن إكمال هذه الترهات....لأننى لن أقبل بها ومن الأفضل أن تكفى عن التفكير بهذا الأمر.... لأنك الوحيده التى ستتضرر منه....كما يجب على الذهاب لأننى متأخر...وكاد يتحرك ليذهب وهو يعلن بسره....
إلا أن جيلان اوقفته وهى تقول بغيره وحده حاولت إخفائهم إلا أنها لم تستطع:إذا لا يحق لى تأخيرك عن إجتماعك...بينما يحق للأميرة ميلسيا أن تأخذ جميع وقتك الثمين سيدى...وخاصه وقتك الليلى....أليس كذلك؟!...انهت حديثها بهياج وهى تنظر لعينى ساب بغيره حارقه....
كانت نظرات ساب تحمل الصدمه المطلقه من حديث الواقفه أمامه...فأغمض عيناه يحاول تكوين جمله ليؤكد لها ان ما رأته ليس كما تظنه...إلا أنها لم تعطيه فرصه وأكملت بحرقه:لا أعلم متى أحببتك بهذه السرعه او كيف تعلق قلبى بك؟!...من الممكن أن يكون ذلك حين بدأت بمراقبتك بكل مكان تذهب
إليه بعد مساعدتك لى....أظن حينها إمتلأ قلبى بعشقك أعلم أنك لن تنظر لخادمه بالقصر....ولكنى
لا أطلب الكثير فقط قربك كما تفعل معها....كما أقسم لك أننى أحبك اكثر مما تفعل هى أرجوك لا ترفض حبى لك... أنهت حديثها بعيون دامعه منتظره جوابه بلهفه....كما أنها تدرك جيدا ما تفعله فبأخباره بمعرفتها عن العلاقه التى تجمعه بالأميرة ميلسيا
من المؤكد سيرضخ لها...
حاول ساب تمالك أعصابه فهذا ما كان ينقصه بالوقت الحالى...تحدث ساب بجمود وهو ينظر لعينها بثبات وكأن ما قالته لم يؤثر به:أعتذر منك ولكنى لا أستطيع مبادلتك هذا الحب...
حصلت جيلان على جوابها ولكنه الجواب الذى لم تكن تنتظره...لهذا إشتعلت عيناها بكره وهى تتحدث باكيه بحقد: ما المميز بتلك العجوز حتى تذهب لها كلما وجدت الفرصه لذلك؟!...ليس هذا وحسب بل وتظل معها الليل بأكمله....كما لا أظن أنها تستطيع أعطائك المتعه التى يحتاجها جسدك سيدى....أنهت جيلان حديثها بصوتا مغرى....وهى تحاول الإقتراب من ساب وإستمالته بإلصاق جسدها به...حتى تهدم حصونه أمامها ويوافق على قربها منه... وإقتربت من أذنه مكمله بصوتا مغرى خافت:أقسم أن أجعلك تصل لمتعك بطريقه لم تتخيلها من قبل سيدى...فقط أقبل بى وأنا لن أخبر احد بعلاقتك مع تلك الميلسيا....
كانت نظرات ساب تحمل الإشمئزاز والإحتقار والكثير من الغضب وهو يبعدها عنه بقوة قائلا بحده:أظن أنك قد فقدتى عقلك اللعين حتى تتحدثى بتلك الطريقه عن الأميرة ميلسيا...هل جننتى؟!...ختم حديثه بغضب شديد لم يعد يستطيع إحتوائه بسبب حديث هذه الغبيه عن ميلسيا....
ولكن ردها جعل عقله يغلى غضبا جيلان بحرقه وحقد بسبب تمسك ساب بالأميره ميلسيا:ما الذى يوجود بهذه العجوز ولا يوجد بى...أم أنها استطاعت جذبك إليها بجسدها المتهالك هذا؟!...هنا لم يعد يستطيع ساب التماسك فرفع يده وصفعها بقوة جعلتها تسقط أرضا....وهو ينخفض بجسده ويشير
لها بيده قائلا:أقسم إن سمعتك تتحدثين عنها بهذه الطريقه مرة أخرى سأقوم بفعل أشياء لن يتخيلها عقل القذر هذا؟!...وإذا حاولتى إزعاجها بأى طريقه لن أقوم بتحذيرك بل سأجعلكى ترين الموت بعيانكى الخبيثه هذه ولن تطوليه....أفهمتى؟!...قال أخر كلماته بصوتا غضب جعل جسدها ينتفض وهو تأمى له برأسه....وتضع يدها على وجهها تحتمى منه...
إبتعد ساب عنها وسار فى طريقه لمكتب الملك وقلبه قد إمتلاء حسره واحتقار....حسره على ما قد يحدث لميلسيا إذا علم أحد بذهابه لغرفتها ليلا وعلى ما سيبفقده حينها....واحتقار لجنسه هو متأكدا أن تدنيس المرأة لم يأتى سوى منها هى....لأنها هى من تقدم جسدها لكل من ترغب أو يرغب به وكأنه سلعه رخيصه تباع لمن يدفع الثمن أكثر....
وصل ساب أمام غرفه الملك وهو يحاول التماسك فجسده مازال يشتعل غضبا مما حدث...إلا أنه تنفس بقوه ولم يطرق الباب.. إلا بعدما أصبح وجهه جامد لا يدل شئ من المشاعر الطاحنه داخله....ومن ثم طرق الباب منتظر السماح له بالدخول....
دلف ساب للداخل بعد أن سمع الملك يأمر الطارق بالدخول...وحين دلف وجد الجميع حاضرون وليس ذلك وحسب بل إن مكتب الملك يعج بالرجال الذين كانوا ينظرون تجاه الباب ليروا هويه الطارق....كان ساب يعلم هويه البعض منهم...ولكنه وجه نظره للملك وأومأ برأسه له ك تحيه له...والذى كان ينظر ل ساب بحده بسبب تأخيره...إلى أنه ألتفت للجاسين حوله مرة أخرى ليستكمل حديثه...
وظل ساب واقفا مكانه يستند على الحائط لعدم وجود مكان ليجلس به....ويستمع لحديث الملك الذى قال بثبات: الأن قد أدرك كلا منكم موقعه وما يجب عليه فعله...لهذا فاليتأهب الجميع...أومأ له الجميع بالإجاب فأمر الجميع أن ينصرف لأعمالهم...
وبالفعل بدأ الجمع الغفير الذى كان يحتل الغرفه بالخروج....إلا أن الملك إستوقف أحدهم مخبرا
إياه أن يقوم بتجهيز قاعه العرش لسماع شكاوى الحاضرين قبل إستعداتهم للرحيل...بعد خروج
أغلب الحاضرين وبقاء المستشارين وعمه وجورج...
تحدث الملك بضيق وهو ينظر ل ساب:الا تعلم أهميه هذا اليوم حتى تتأخر كل هذا الوقت؟!...أين كنت؟!.. أنهى حديثه وهو ينظر ل ساب منتظر إجابته.... والذى قام بتدليك ما بين حاجبيه بقوة يحاول التماسك....قائلا ببرود:لقد كنت نائما ولم أشعر بالوقت...وحين إستيقظت أتيت مسرعا...اعلم أن مبررى ليس كافى....ولكن ما وجهناه خلال الاسبوع المنصرم كان كثيرا...فأنا لم أنم سوى سويعات منذ
ما يقارب الثمانيه أيام.....لهذا لم أشعر بشئ وسقطت بسبات عميق...أعتذر لهذا الخطأ سيدى...
يعلم الملك مقدر الإرهاق الذى لاقاه كلا من ساب وألفين خلال الفترة المنصرمة....لكنه يعتمد عليهم لهذا تنهد وقال بثبات لينهى هذا النقاش:فالتجلس بمقعدك ساب...تنفس ساب براحه حين أنهى الملك هذه المحادثه سريعا...وذهب ليجلس بمقعده الذى يجاور ألفين وماثيو...تحدث الملك موجهه حديثه ل ديفيد:فلتقم بإعادة ما تم الإتفاق عليه ليتأكد الجميع من موقعه..
أومأ ديفيد قائلا: سيكون الفيلق الأول تحت لواء الملك...والثانى تحت لواء ألفين...أما الثالث فسيكون لى....والرابع والأخير سيكون من نصيب ماثيو...ولكن سيكون ذلك فى الخفاء...حيث سيقوم بمحاوطه العدو من الخلف حتى يسهل علينا معرفه الإمتدات التى ستصل لهم ونتمكن من قطعها....أما دراكوس فسيكون قائد للجنود الذين سيتولون حمايه الشمال ودوغلاس لحمايه الجنوب....حتى يمنع دخول أى عدو...أما جورج فسيكون هو من يقود الأبراج لأنه الأعلم بكيفيه إستخدامها....وماكس وأنت ساب ستكونون هنا بالقصر لحمايته من دخول أى شخص إليه...
كان ساب ينظر ل ديفيد بتشوش يحاول فهم ما قاله أجل كل منهم وضع بالمكان الذى سينجح بحمايته... ولكن لماذا يشعر أنه الوحيد الذى تم إهماله بهذا الأمر منذ متى وهو مكلف بحمايه القصر...لهذا تحدث ساب موجهه حديثه ل ديفيد الذى يجلس مقابل له: ومن الذى إقترح بقائى بالقصر سيد ديفيد؟!...أنهى حديثه وهو ينظر تجاه دوغلاس بسخريه....
وكاد دوغلاس يتحدث إلا أن الملك أنهى ذلك قائلا بصوتا لا يقبل النقاش:أنا من فعلت ذلك...فهذا أفضل موقع لك فأنت لم تخوض حربا من قبل لهذا لن نجازف بك....
رد عليه ساب ببعض من العقلانيه لعله يغير من راى الملك:ولكن هناك الكثير غيرى لم يخوضوا حربا من قبل ومع ذلك وافقت على ذهابهم معك...وإذا نظرنا من جهه أخرى أظن أننى قد خضت حروبى الخاصه وأخرها ما حدث بغابه إستبياليا....أظن أننى أظهرت براعتى وقتها لهذا أنا أطالب بتغير موقعى وأظن أن هذا أقل حقوقى...
يعلم الجميع أن هذا ما سيحدث وخاصه الملك...لهذا قال بهدوء:إذا لننهى الأمر سنقوم بالتصويت وسيتم الأخذ برأى الأغلبيه...نظر له ساب بشك فالملك ليس من الأشخاص الذين يقومون بتغيير قراراتهم....إلا أنه أومأ له موافقا...
وبالفعل كان الملك أول من تحدث قائلا:أنا افضل بقائك بالقصر ساب...اومأ له ساب ثم نظر ل ماكس فقال ماكس بأعتذار:أظن أننى سأشعر بالأمان أكثر إذا بقيت أنت معى...تتهد ساب منتظر إنتهاء الجميع من تصويتهم...تحدث ديفيد بمشاكسه:أظن أننى أفضل وجود شخص بمثل براعتك جوارى وأنا أقاتل....إبتسم له ساب بإمتنان...ونظر ل ألفين الذى يجلس جواره والذى قال بإبتسامه هادئه:أظن أننى سأحب مصاحبتك مرة أخرى يا صديق....إتسعت إبتسامه ساب وهو ينظر ل ماثيو الذى قال بأسف: أعتذر منك ساب إلى أننى سأشعر بالراحه إذا تواجدت هنا...أومأ له ساب بهدوء...ونظر ل دوغلاس والذى يعلم إجابته سابقا....إلا أن هذا قرار الملك قال دوغلاس بحب:أنت تعلم أننى لا أحب إجبارك على شئ إلا أن ذهابك لهذه الحرب غير معلوم نتيجته... لهذا أفضل بقائك بالقصر....
لم يعلق ساب على حديث دوغلاس...بل نظر ل دراكوس منتظرا رأيه فقال دراكوس بإبتسامه ماكره: أظن أننى سأحب رؤيتك بالملابس العسكريه....أومأ له ساب بشكر وإمتنان...ثم تفادى وجود أبيه كأنه ليس حاضر معهم....ونظر للملك قائلا:وأنا موافق على ذهابى لهذا أظن أن هذا يجعل منا متساويان....
إرتفع حاجب الملك لفعلت ساب وقال بثبات:لقد كنت واضحا بما قلت ساب لهذا مازال هناك والدك الذى لم نعلم رأيه بذهابك للحرب....فكما ترى سيكون رأيه هو الفاصل بيننا لهذا ما هو رأيك سيد جورج؟!...وقبل أن يتحدث جورج كان ساب قد وقف مستقيما بحده وهو يقول بإنفعال حاول إحتوائه:هو فقد ذلك الحق منذ كنت صغيرا لهذا لا يحق له التدخل بأى شئ يخصنى....
تحدث الملك موجه حديثه لجورج قائلا:ما هو رأيك سيد جورج؟!...نظر ساب للملك بعينى متسعه كيف له ألا يستمع له....ولكنه إستفاق على أجابه جورج الذى قال ببروده المعتاد:أعتذر سيدى ولكنى أفضل بقائه هنا....حاول ساب التماسك إلا أن عقله لم يعد يملك القدره لفعل ذلك....لهذا نظر لوالده قائلا بحده:منذ متى تهتم بحياتى اللعينه حتى ترفض ذهابى؟!.... كان الأحق أن ترفضه بالماضى وليس الأن سيد جورج...
ثم نظر أرضا وهو يقول بعيون تشتعل ألم وغضب: سأفعل ما أمرت به سيدى وسأظل بالقصر...إلا أنه
بعد إنتهاء هذه الحرب سأرحل دون عوده...أنت قد خيرتنى من قبل بالبقاء أو الرحيل....وأنا أطالب بالرحيل....
كان الجميع ينظر للملك وساب بترقب...إلا أن الملك تحدث ببرود سقيعى جعل القلق يتسرب لقلوب الجالسين: فاليذهب الجميع لقاعه العرش...كان ساب أول من تحرك ليخرج....إلا أن صوت الملك الحاد منعه من ذلك وهو يقول:عد لموقعك....
أدرك ساب أنه المعنى بهذا الحديث لهذا عاد ووقف مكانه مرة أخرى وعيناه تنظر أرضا....بعد خروج الجميع ظل ساب ينظر أرضا لا يجرأ على النظر للملك الذى ضرب الطاوله بيده وهو يقول بحده: فالنظر لعينى أيها الصغير وتخبرنى مرة أخرى بما قلته....
اغمض ساب عيناه يحاول أن يهدأ فليس من مصلحته إغضاب الوحش القابع أمامه...ثم فتح
عيناه وقال بثبات ظاهرى وهو ينظر أمامه:سيدى أنت من أعطيتنى حق البقاء أو الرحيل....لهذا أنا أطالب بهذا الحق الأن....حاول الملك أن يهدأ فلقد شعر بأنه يضغط بقوة على القابع أمامه....لهذا قال الملك بخشونه:أمرتك أن تنظر لى وأنت تتحدث..ثم إن ما فعلته الأن يعلن مدى صحه القرار الذى إتخذته وهذا لأن تصرفاتك لا تدل سوى أنك لازلت صغير...
لأنه لا يوجد رجل يقوم بهذه الأفعال التى فعلتها
منذ قليل....
إرتفعت أنظار ساب للملك ينظر له بصدمه وهو يشير على صدره قائلا بإستنكار: أنا أفعالى صبيانيه...وأكمل بحده وعيون تلمع بالدموع: أنت لا تعلم شئ مما فعله هذا الرجل بحقى...حتى تعطيه حق التدخل بحياتى كما يريد....أنه المتسبب الأول بكل ما عانيته بالماضى والأن...أنهى ساب حديثه وهو يحاول أخذ أنفاسه بقوة ومازالت عيناه تنظر للملك بإستنكار لما قاله....
إستقام الملك بوقفته وهو يقول ل ساب بهدوء:وأنا أرى أن ذلك الرجل الذى دمر حياتك كما تقول..يحاول حمايتك الأن...لهذا قرارى الأخير أنك ستظل هنا بالقصر ساب....ثم تحرك تجاه الباب ليخرج مكملا بأمر: فالتتبعنى....
وترك الباب خلفه مفتوح ليتبعه ساب الذى سار خلفه بتخازل....وهو يشعر بقلبه قد هوى للجحيم السابع بعد حديث الملك...وكم أرد الضحك بقوة على تلك الحياة...التى تبرع فى تحطيمه وتحويله إلى شظايا ملطخه بدماء روحه...فقط ببعض كلمات تخرج من فم أحدهم....
الأن أصبح جورج يخشى موته رغم إستطاعته الدفاع عن نفسه وحمايتها...ولكنه بالماضى تركه...
ترك سابين الفتاة الصغيرة صاحبه العشر أعوام.... التى لم تكن تملك شئ سوى البكاء... تركها لتلقى حتفها دون أن يراجع نفسه مرتين...فأين كنت أبى حين إنقطع صوتى وأنا أناجيك لتخلصنى من جحيمى؟!....أين كنت يا محطم طفولتى؟!...
#يتبع...