-->

الفصل الخامس والخمسون - مملكة الزئاب black

 


           


الفصل الخامس والخمسون 


كان ألفين قد انتهى من لف قطع القماش النظيف حول جسد ساب المغطى بأحد ملابسه المتسخه... وهذا لأنه لم يكن يمتلك سواها....ولأنه لم يستطيع العمل وجزء ساب العلوى متاح أمامه بهذه المظهر الغير مريح لعيناه....فهذا يجعله يفقد أعصابه ويشتته بوقت هو يحتاج لكامل قوه العقليه..حتى يسعف هذا الذى قرر الكشف عن حقيقته له هو دون سواه.... 


اللعنه عليك ساب وعلى صداقتنا هذه...وبعد مرور ما يقارب الساعتين كان ألفين قد انتهى من عمله الشاق فقد استهلك كم كبير من طاقه البدنيه والعقليه للإنتهاء من هذا الامر....يقسم أن الحرب لم تستنزف منه هذا الكم الكبير من الطاقه....ولكنه اطمئن الأن ف ساب حالته قد استقرت بعد ما فقده من الدماء.. وصراخه الذى قد سمعه كل من كان يمر جوار خيمته....


ولكن لم يحاول أحدهم الدخول لمعرفه السبب وراء هذه الصراخات العنيفه....حيث أن الجميع يعلم أن هذه خيمة المستشار الأول للملك... فمن هذا المجنون الذى سيفكر بقطع عمله....الذى كان أصعب ما يكون وخاصه حين نزع السيف من خصر ساب....والذى ظل جسده ينتفض وصراخه يشتد وكلما حاول ألفين تهدئته...كان ساب يفقد الكثير من دمائه لهذا قرر إكمال عمله دون أن يلتفت لصراخ ساب الذى ألم قلبه.....فهو كان يحب هذا الفتى ومازال رغم صدمته....إلا أنه مازال يكن له الكثير من الحب فهو مازال يراه صديقه....لهذا قرر التركيز على ما يقوم به الأن وعندما يستفيق ساب سيعلم منه السبب وراء فعلته هذه...وأكمل عمله الذى جعل صراخ ساب يعود ليكون أعلى....وهذا حين وضع الخنجر الذى كان لونه مشابه للون دماء ساب على جرحه حتى يوقف تدفق الدماء....ومن ثم فقد ساب وعيه وسكن جسده بعدما نفذت جميع قوه.... 


استقام ألفين من جلسته الغير مريحه وهو يمسح يده من دماء ساب العالقه بها...وهو ينظر له بتعاطف لكونه يعلم سوء الإصابه التى تلقاها ساب وذلك لأنه تلقى مثلها من قبل بأحد حروبه السابقه....


تنهد ألفين وهو يخرج من خيمته ليبحث عن ملابس نظيفه تناسب جسد ساب وتناسب جسده...وهذا لأنه لم يأتى بأى ثوب معه لأنه كان يظن أنه سيعود بذات اليوم بعد انتهاء الحرب إلا أن توقعه لم يكن بمحله... ظل ألفين يبحث بعيناه عن شخص ما إلى أن وجد ما يبحث عنه....فسار تجاهه وقد كان أحد الجنود الذين يجمعون ويحملون الكثير من الأشياء المفقود والمتروكه بالخيم وساحه الحرب...وأمر الجندى بإخراج جميع ما معه من ملابس ليأخذ منها ألفين 

ما يناسبه هو وساب....


أنزل  الجندى ما كان يحمله على كتفه وأخراج الملابس التى وجدها ليريها للمستشار الأعلى 

للملك... وانتهى الامر بالعثور على ملابس نظيفه تناسبه وتناسب ساب أيضا....فشكر الجندى وتركه عائدا لخيمته والتى كانت الوحيده المتبقيه بساحه المعركه....فقد رحل الجميع ولم يتبقى سوى جنود  يمشطون أرض المعركه بعد انتهاء الحرب ليبحثوا عن الأشياء الضائعه أو المفقوده....


حاول ألفين عدم التفكير بما سيحدث حين يصل الملك للقصر ويعلم ما فعله ساب...وليس هذا فقط

بل وحين يعلم بعدم عودته هو وساب من أرض المعركه بعد....


تنهد ألفين وهو يدخل خيمته متمنيا أن ينتهى الأمر دون خسائر...اقترب ألفين من ساب الغائب عن الوعى غير مدرك لما يحدث حوله....وقام بإمساك الملابس النظيفه التى جلبها وأدخل إحدى ذراعى ساب داخلها واضطر لرفع جسد ساب لإكمال مهمته....ولكن برويه ثم أدخل يده الأخرى ونزع الغطاء عنه ليغلق الثوب.. إلا أن الجروح المرتسمه بدقه فوق صدر ساب لفتت أنظاره....وخاصه أنها مرتبه وبدقه وكأن صاحبها يقصد إيذاء نفسه... 


فتجعد حاجبى ألفين غضبا من هذا خاصه حين تأكد أن ساب هو من فعلها....لأنه متأكد أنه لا ينزع ثيابه أمام أحد...كما أن الجروح بذات العمق إذا هو يفعلها بذات الأداة كلما أرد جرح ذاته....ولكن السؤال الأهم هنا لما يفعل ساب هذا بذاته؟!...لما كذب على الجميع بشأن حقيقته؟!..لما كشف له سره؟!...لما يكره والده بشده ويعامله بعنف؟!..ولما يحاول دائما حمايه أسرته؟!..


قام ألفين بتدفئه جسد ساب جيدا بعد انتهائه من مساعدة فى إرتداء ثوبا نظيف...وظل ينظر له وعقله يتذكر بدايه لقائهم....وكيف كانت شخصيته مختلفه عن الجميع....تحمل بين طياتها الكثير من الجرائه والشجاعه...وخاصه حين دافع عن ليو دون تفكير أمام الملك....الذى قد يأمر بقطع رقبته إلا أنه لم يخشى الملك......كما أن عناده غلب عناد إستيفان الذى كان يغير قرارته من أجل إرضاء هذا الفتى وهو لم يفعلها من أجل غيره من قبل....والذى ليس فتى بل هو بالحقيقه فتاة.....صدر من ألفين ضحكه مرتفعه لا تتناسب مع الجو المشجون الجالس به....


ولكن عقله أرد بعض الراحه لهذا بدأ يتخيل رد فعل صديقه حين يعلم بهوية ساب....كم يتمنى أن يأخذ ساب الأن ويعود به للمملكه....ليرى ملامح هذا الجليدى وهى تتحول للصدمه حين يعلم بحقيقه ساب....إلا أن ضحكته توقفت وتخيله يصل للجزء الذى يتخطى فيه إستيفان صدمته حين يعلم بحقيقه ساب....أجل سيكون منصدم ببدايه الأمر إلا أن غضبه سيحرق اليابس والماء بعدها.....فهو أكثر من يعلم صديقه كيف يكره الكذب بل وقد ينظر ل ساب بمنظور الخائن....وكل ذلك بسبب ارتباط الملك 

القوى ب ساب.....واللعنه هو سمح للفتى بأشياء لم يسمح بها لهم....لهذا من المؤكد أنه لن يجعل الأمر يمر مرار الكرام... 


تنهد ألفين وهو يشعر أن الأمور تزداد تعقيدا وهو لا يجد حلا لها....لهذا توقف عن التفكير بالملك والقصر وبدأ يفكر بأنه لن يعود للقصر إلا عندما يسترد ساب بعض من صحته....حتى يستطيع مواجهة العاصفه الرعديه التى ستقابلهم بالقصر حين يعودون.....


 ❈-❈-❈


كان بالفعل كل شئ يسير كما توقع وخطط له خاصه وضعه لماثيو وفيلقه بالخلف كان أمر جيد...فقد استطاع ماثيو إيقاف أكثر من ثمانيه سرايا محمله بالإمدادت من ممالك تناصر روبرت وتتمنى النصر له فى الخفاء......وبأسر ماثيو للجنود وما معهم من إمدادات استطاع الملك إستيفان كشف الممالك التى تحقد عليه وتتمنى هزيمته....


كان الملك قد لاحظ غياب ألفين لهذا قام بسؤال ديفيد عن مكانه...فأخبره ديفيد أنه لم يراه من بعد اجتماعهم الذى كان بعد نهاية الحرب.....وذهب كلا منهم لجمع متعلقاته للعوده للمملكه.....وصل الملك وجيشه للمملكه بالنصر والكثير من الغنائم....وقد كانت هذه الحرب تختلف عن غيرها من الحروب....

التى تستمر لشهور وأسابيع أما هذه فلم تستمر 

سوى لنصف يوم....وهذا جعل جميع الممالك تكن للملك إستيفان المزيد من الإحترام والرهبه والأهم عدم التفكير بإغضابه أو الإنقلاب ضده.....لأن هذا سيؤدى إلى خسائر فادحه لهم ولممالكهم.....كما سيحدث لملوك السريا الذين أرسلوا إمتدادت ل روربرت....



لهذا قام الملك بإرسال الرسل إليهم يأمرهم بالإمتثال أمامه والقدوم بصباح اليوم التالى رغم سوء الأحوال الجويه.....وصل الملك بسلام لقصره مع الكثير من التهنئه والفخر الذى تلقاه من شعبه المحبوب...دخل الملك لقاعه عرشه طالبا من مستشاريه ورجاله الحضور على وجهه السرعه....لمناقشه ما حدث وما سيقومون بفعله لحمايه حدود مملكتهم تحسبا لأى هجوم قد يحدث من أى عدو يتربص لهم....فالنصر لم يكن يوما سوى راحه مؤقته....


وبالفعل حضر الجميع أمامه ورغم ذلك كانت عيناه تبحث عن شخصان كان يجب على أحدهم استقباله... لهذا نظر ل ماكس قائلا بصوتا مهيب متسائل:أين هو ساب؟!....ولماذا لم يأتى ألفين إلى الأن؟!...هل أصابه مكروه؟!...توترت نظرات ماكس لا يعلم كيف يبدأ حديثه....إلا أنه قرر أنه من الأفضل إخباره بما حدث ولكن حين يكونوا بمفردهم....حتى لا ينفجر  بثورته أمام الجميع.....


وكاد ماكس يتحدث إلا أن السيد لويس لم يعطيه فرصه وسبقه قائلا: أعتذر سيدى عن تدخلى...ولكن هناك أشياء قد حدثت بعد رحيلك مساء أمس.... يجب أن تعلم بشأنها الأن....تجعد ما بين حاجبى الملك بإنزعاج يستشعر أن ما سيقوله لويس شئ سيغضبه...وما يثبت له ذلك نظرات ماكس المتوتره 



لهذا نظر ل لويس بثبات أربكه قائلا ببرود:أتى ما عندك....تنفس السيد لويس قائلا:أظن أنه من الأفضل أن ترى سيدى....وتقدم منه يعطيه رساله ساب التى تركها له.....بدأ الملك يقرأ محتوى الرساله وعينها تتحول من البرود للغضب..الكثير من الغضب إشتعل داخله بسبب عصايان ساب لأمره...كما إشتدت عروق رقبته إلى أن ظهر عرقه النابض بوضوح.....وقام بتجعيد الورقه بيده قائلا بصوتا يحمل من البروده  ما جعل الجميع يقشعر خوفا منه....أكثر من خوفهم  من نوبات غضبه العنيفه:من منكم رأى ساب بساحه المعركه ولم يفكر بإخبارى؟!...لم يقوم أحد بالرد على الملك الذى كان ينظر لوجوههم التى تنظر أرضا برهبه....فتأكد أن ساب أتقن التخفى حتى لا يستطيع أحد التعرف عليه....


قبض الملك يده بقوة ومازلت عروق رقبته بارزة بوضوح يجعل من أمامه يتيقن أنه يحاول بأقصى 

ما لديه إحتواء غضبه...الذى سينفجر بهم بأى لحظه إلا أن غضبه هذا لم يمنعه من تذكر ألفين حين أتاه قبل بدأ الحرب.....وإخباره أن لويس مريض بشده لهذا أمره بالعوده للمملكه لأنه لن يفيدهم وهو مريض...فمن أين ل ألفين أن يعلم بمرض لويس الذى لم يكن مريض بالأساس....والأن ساب وألفين كلاهما متغيبان....إذا هو يعلم أين ساب وألفين فمن المؤكد أن كلاهما معا.....كما أن كلاهما أخطأ أحدهم خالف أومره والأخر كذب وهو ينظر له....



أغمض إستيفان عيناه وهو يؤشر بيده ليخرج الجميع ويأمر ماكس بعدم إدخال أحد له....ظل الملك جالسا على عرشه كالجبل الساكن....ولكن لا تغتر بسكونه فداخله يحمل بركان ثائر قد يدمر جميع من يحاول الوقوف بأرضه....ولم يمر سوى بضع ساعات وعادت السماء تمطر بغزاره شديده....فنظر إستيفان للخارج بعيون زجاجيه خاويه.....فكانت السماء كلما أنارت بسبب برقها ورعدها إلتمعت عيناه بشراسه ذئب ينتظر فريسته للفتك بها....وما جعل مظهره مرعب أكثر الظلام الدامس المنتشر بالقاعه التى لم يتجرأ أحد بالدلوف إليها أو الإقتراب منها....منذ أن قام الملك بطرد الجميع منها.....


  ❈-❈-❈



نظر ألفين خارج خيمته وجد الليل قد نشر ستاره... والجنود تستعد للرحيل وترك المكان للعوده إلى القصر الملكى فقد انتهوا من مهمتهم....فأخبرهم ألفين ألا يخبروا الملك أنهم قد رأوه إلا حينما 

يسألهم هو....كما أن بعض الجنود اقترحوا البقاء 

معه لحمايته....إلا أن ألفين رفض هذا معللا أنه سيلحق بهم صباحا....


رحل الجميع ولم يتبقى سوى ألفين وساب النائم بعمق...ولقد كان الجو بارد وساكن مع تواجد الكثير من الدماء المنتشره بغزاره من حوله....لهذا إلتفت ألفين عائدا لخيمته ليطمئن على ساب...ولكن حين نظر له لاحظ حبات العرق المتناثره على جبهتة.... فتعجب من ذلك فالجو شديد البروده لهذا اقترب منه يضع يده على جبهته...فوجد جسد ساب يشتعل فلعن ألفين بصوتا غاضب وهو ينزع الغطاء من على جسد ساب.....وظل يبحث عن مياه وقطعه قماش نظيفه ليخفض من حرارة جسده...وحين وجد المياه اخذها واقترب من ساب بعدما بلل قطعه قماش بهذه المياه.....


وظل يمسح على وجهه ساب الذى بدأت ضروسه تصدك ببعضها من شدة شعوره بالبرد رغم غليان جسده.....وشهق بألم حين شعر بالمياه البارده على جبهته وفتح عيناه ينظر ل ألفين بتيه وهو يقول بألم:مارلين...أليس....عاد....ثم نظر ل ألفين بضعف  وهو يكمل بإنكسار ودموعه بدأت بالتساقط:أظن أننى كنت أستحق أكثر من هذا....لهذا من الأفضل 

لك أن تتركنى أذهب لعلى أتلقى العذاب الذى استحقه....وصمت مرة أخرى وعيناه تعود للإنغلاق جبرا ليفقد وعيه للمرة التى لا يعلم ألفين عددها....


شعر ألفين بالقلق ينهش قلبه من حديث ساب كما أن السماء بدأت بإصدار أصوات قويه تصم الأذان....ولم تمر سوى لحظات وبدأت الأمطار الغزيره بالهبوط أقوى مما كانت عليه صباحا....وكأنها تريد محو الأثام الذى فعلها البشر بنقاء مياهها....حاول ألفين لأكثر من مره أن يخفض من حرارة جسد ساب بواسطه قطعه القماش.....الا أن الأمر لم ينجح والحمى مازالت كما هى.....لهذا أتت له فكرة مجنونه إلا أنها الحل الوحيد الذى يملكه لإنقاذ ساب من الموت بحمى قاتله....


لهذا قام ألفين برفع جسد ساب بتريث حتى لا يؤلمه وخرج من خيمته واقفا أسفل المطر الغزير الذى بلل جسد كليهما....خلال دقائق أصبح جسد ساب ينتفض داخل احضان ألفين الذى يضمه بحنان داخل أضلاعه بدأ ساب يستعيد وعيه بسبب شده المطر وبرودته... فرفع وجهه بصعوبه لينظر لوجه ألفين الغارق بالمياه كوجهه....والذى يراقبه بقلق قائلا بشبح ابتسامه لعله يخفف من قلقه الذى يراه بعيناه لأول مرة:أتعلم لم يقم أحدهم بحملى من قبل؟!...حتى حين أصبت بالحمى منذ وقت قريب كانوا يقومون بمساندتى فقط....أظن أنهم كانوا يعتقدون أنهم لن يستطيعوا حمل هذا الجسد الهزيل....


نجحت سابين فى رسم ابتسامه على شفتى ألفين الذى تأكل قلبه خوفا وقلقا عليها..والذى أجابها بمكر فى محاوله منه لمجارتها لتستعيد وعيها....متحدثا معها بصيغه المؤنث:أظن أن ملابسك المتسعه هى من كانت تجعل مخيلتهم تظن أن تحت هذه الملابس جسدا ممتلئ....لهذا خافوا على ظهورهم من ألم حملك.... 


أجابته سابين بإرهاق وهى تستند على صدره بسكينه:أظن ذلك....أخذ ألفين نفسا قويا وهو 

يسألها قائلا:هل تشعرين بتحسن؟!...هل انخفضت حرارة جسدك؟!...أومأت له سابين بإرهاق قائله بخفوت:أجل....


فسار ألفين عائدا بها لخيمته التى ابتلت أجزاء منها... كما أن الأمطار لم تتوقف بعد لهذا وضع جسد سابين على الفراش الذى لم يطوله المطر بعد بتريث.....حتى لا تتألم بسبب جرحها وقام بخلع ملابسه العلويه المبتله....وبدأ يسد بها الثقوب بخيمته....والتى 

يسقط منها الأمطار كانت سابين تشاهده بتشوش وهى تحاول التماسك...فهى مازالت تشعر بالبرد رغم انخفاض حرارتها....إلا انها تشعر بالبرد بسبب ملابسها المبتله....


لهذا قالت ب إهتزاز:ألفين....فإستدار لها ألفين بعدما استطاع اغلاق الخيمه جيدا حتى لا يتسرب لها المياه مرة أخرى....والذى لاحظ ارتعاش جسدها بسبب ابتلال ملابسها لهذا اسرع بإخراج ملابس نظيفه لها مما جمعه.....واقترب منها يحثها على مساعدته لنزع ثيابها المبتله وإستبدالها بإخرى جافه....


كانت سابين بين الوعى والاوعى لهذا احمر وجهها خجلا حين أرد ألفين نزع ثيابها العلويه....هى تعلم أنه رأها حين نزع درعها الا أنها كانت فاقدة الوعى لهذا رفضت مساعدته.....وقالت بخجل رغم إرهاقها:

استطيع ارتدائها وحدى ولكن فالتستدر أولا...ظهرت ابتسامه على شفتى الفين الذى اومأ لها موافقا وهو يربت على رأسها بحنان.....ويستخرج ملابس نظيفه له هو الأخر وبدأ بإرتداها حتى لا يصاب بالحمى هو الأخر....وانتظر إلى أن سمع صوتا خافتا يأمره بالنظر له....


استدار ألفين يعود لها مرة أخرى وهو يساعدها 

على الإستلقاء مرة أخرى...دون أن يقترب من 

الجرح....وبعد استلقائها قام برفع ثوبها ليرى 

كيف هو حال الجرح فوجده حالته جيدة.....الا أن قطع القماش الملتفه حوله قد اصابها البلل...لهذا بدأ بنزعها بهدوء لوضع غيرها....وسابين تنظر له بضعف وإعياء لم تحاول اخفائه كما تفعل عادة...


كان المكان يعمه السكون سوى من قطرات المطر التى لم تتوقف بعد...وألفين يعمل على تغيير قطعه القماش بتركيز إلا أن تحدثت سابين بإمتنان:شكرا 

لك ألفين لقد كنت نعم الصديق الذى تمنين الحصول عليه منذ الصغر....


ابتسم ألفين دون ان ينظر لها وهو يجيبها قائلا:أنتى قلتها نحن أصدقاء....وبقاموسى لا يوجد شكر بين الأصدقاء....ظهرت ابتسامه بسيطه على شفتى سابين وهى ترفع يدها ل ألفين تريد مصافحته...والذى نظر ليدها بتعجب ثم لها وهى تقول له:وبما أننا أصبحنا أصدقاء إذا لنتعرف من جديد....أنا أدعى سابين....

وأنت؟!...


هز ألفين رأسه لجنون الفتاة التى كانت تنازع الموت أمامه منذ دقائق.....إلا أنه مد يده مصافحا إياها وهو يقول:تشرفت بمعرفتك جميلتى....وأنا أدعى ألفين.. اتسعت ابتسامة سابين التى بدأ النوم يتسرب لجفنيها قائله بخفوت:أيها الكاذب فجميلتك ليست هنا....بل انها تسكن بمنزلى....ومن ثم غلبها النعاس سقطت بسبات عميق بسبب ارهاقها....


تنهد ألفين مبتسما وهو ينظر لها وقد غطت بنوما عميق وهى لا تعلم ما الذى أقمحته به....ظل ألفين جالسا على أحد المقاعد....إلى أن سقط هو الأخر بنوما عميق دون شعور منه..بسبب الإجهاد والإرهاق الذى واجهه على مدار اليوم.....


حل الصباح وقد كانت السماء صافيه بعد أمس الذى ظل يمطر لساعات طويله من الليل غفى خلالها ساب وألفين.....تحرك ألفين بمقعده الذى لم يشعره بالراحه وهو نائم...كما تسللت أشعة الشمس لتغزو الخيمه....

لهذا فتح عيناه بإنزعاج فهو لم يحصل على قسطا كافى من النوم لإراحه جسده...ولكنه وقف مستقيما بفزع حين وجد سابين جالسه على الفراش تنظر له بهدوء.....


اتسعت ابتسامة سابين بضعف وهى تقول بخفوت:

لم أكن أظن أن رؤيتى صباحا تسبب الفزع....تنهد ألفين وهو يرد عليها ساخرا:بل رؤيتك مستيقظه وجالسه أمامى هى من أصباتنى بالصدمه....فأمس كانت حالتك سيئه....ولكن الأن أظن أنك اصبحتى بخير وهذا يريحنى....واقترب منها يضع يده على جبينها ليتحسس حرارة جسدها...وسابين مستسلمه له بهدوء قائله بفخر:هذا لأن طبيبى بارع بعمله....

إبتسم له ألفين بهدوء وحين تأكد من أنها اصبحت بخير....


قال بهدوء متسائلا:هل تظنين أن لديكى المقدرة 

على العودة للمملكة الأن؟!...ام أنك تريدن المزيد 

من الوقت...تنهدت سابين بإرهاق ف وقت المواجهه 

قادم إلا أنها قالت:أظن أن بمقدورى العوده الأن فنحن لا نعلم كيف هو الحال هناك...ولكن بشأن حقيقتى أتمنى أن يظل هذا الأمر فيما بيننا ولا 

يعلم به أحد...


كانت نظرات ألفين ثابته لم تتغير وهو يسألها قائلا: هل دوغلاس يعلم بحقيقتك؟!...أجابته سابين تشبع بعضا من فضوله فهذا أقل حقوقه:أجل يعلم....سألها الفين مرة أخرى قائلا:هل يعلم أحد غير دوغلاس بحقيقتك؟!...اومأت له سابين بضعف بسبب إرهاقها: أجل الأميرة ميلسيا تعلم بحقيقتى....ولكن هذا منذ مدة قريبه....اومأ لها ألفين بهدوء ثم استقام يجمع أشيائهم ليرحلوا....


فنظرت سابين له بتعجب قائله:هل هذا كل ما تريد معرفته بشأنى؟!....ألا يوجد لديك تساؤلات أخرى تريد معرفتها بشأنى؟!....توقف ألفين وإلتفت لها 

قائلا:مثل ماذا؟!...تجعد ما بين حاجبى سابين بتفكير وهى تجيبه قائله:مثل لماذا أخفيت حقيقتى خلف شخصيه ساب؟!....لماذا لم يكشف دوغلاس عن حقيقتى لأحد منكم؟!....لماذا أعمل ك حداد  لدى الملك؟!...هل قصدت الذهاب لقصر الملك للعمل به أم أن هذا كان من قبيل الصدفه؟!...من المؤكد أن هناك الكثير والكثير من الأساله التى ستراودك بشأنى.... 


تنهد ألفين وهو يقترب منها وجلس جوارها ينظر لها بحنان قائلا:بالطبع لقد راودتنى جميع هذه الأسأله التى طرحتيها بل وأكثر....ولكن أظن أن هذا لن يغير من حقيقه أنك حين قررتى أن تثقى بأحدهم كنت أنا هذا الشخص....لهذا ما حدث لك بالماضى لا يعنينى سابين إلا إذا أرتى أنتى الكشف عنه حينها ستجدينى أول من يستمع إليك....


نظرت سابين له بإمتنان كبير وقامت بإحتضانه بود قائله بمحبه:شكرا لك ألفين....ثم ابتعدت عنه وهى تكمل قائله:أظن أنه حان الوقت لنعود لنرى ما خلفته من مصائب.....قد تتسبب بموتى على أيدى ملكنا العزيز....ولكن لدى طلب أخير أتمنى منك فعله من أجلى....


نظر لها ألفين بإهتمام قائلا:إن كان بمقدورى فعله 

فلن أبخل عليك به....إبتلعت سابين ما بجوفها وقالت بثبات وهى تنظر لعينى الفين بترجى:أن يعود كلا 

منا بمفرده للقصر....كما لا تخبر الملك بمكوثك معى وأخبره بأى شئ أخر.....حتى لا يصيبك غضبه فأنا 

لن أقبل بهذا....ثم أمسكت بيده ترجوه مكمله:أرجوك ألفين استمع لى هذا الافضل للجميع..كما أننى سأشعر براحه أكبر إذا ذهبت وحدى أرجوك....


كانت نظرات ألفين ثابت لا تدل على شئ إلا أن هناك ابتسامه ساخره ارتسمت على شفتاه وهو يجيبها قائلا:إذا كنتى تظنين أنه لا يعلم بوجودى معك منذ أمس....إذا أنتى لا تعلمين مع من تتعاملين سابين أنا أكاد أجزم أنه يعلم الأن أنك قد طعنتى وأن هذا سبب تأخيرنا....وليس لأننا نخشى مواجهته كما 

صور لك عقلك يا فتاة....لهذا فالتطردى هذه الافكار 

من عقلك لأننى لن أتركك تواجهين هذا الأمر وحدك... كما أننى لم أكن أود قول ذلك إلا أنه من الجيد أنك قد أصبتى....لأن ذلك سيخفف من حده غضبه تجاهك لأن ما أنا موقن منه الأن أن القصر منقلب رأس على عقب....وهذا ليس بسبب عصايانك لأوامره...بل بسبب إصابتك...وهذا يسبب له الرعب الذى من المؤكد قد  أطلقه على قاتني قصره.....بسبب إصابتك وتأخيرنا بالعوده إلى الأن.... 


تجعد ما بين حاجبى سابين استنكار لما يقوله ألفين قائله بسخريه:لا أظن أننى أملك تلك الأهميه الكبرى التى تجعل الملك يشعل القصر من أجلى...فمن المؤكد أنك تتوهم ألفين....إتسعت ابتسامه ألفين الماكره وهو يقف مبتعدا عنها قائلا:أنت تقولين هذا لأنك لم ترين ما فعله حين علم برحيلك منذ أسبوعين دون علمه....اللعنه على ذلك لقد كان دائم الغضب...ولم يستطع أحد منا التحدث معه بشئ سوى العمل فقط بسبب إنفعاله المستمر....كما ظل يبحث عنكى وحين لم يجدك....كلف أحد رجالنا بالبحث عنك....وحين علم أنكى تتواجدين بمنزل العجوز دوغلاس هدأ قليلا....توقف ألفين عن التحدث لبعض الوقت ينظر ل سابين التى تناظره بصدمه تحاول تخطيها....ثم أكمل بمكر أشد:أجل نسيت أخبارك أن ما قلته لكى الأن عن بحثه لا يعلم بشأنه أحد حتى هو....وإذا تسائلتى عن كيفيه معرفتى بالأمر سأخبرك أننى أملك رجالا بكل مكان....

وأستطيع معرفه ما أريده بأى وقت كان....هل 

علمتى الأن لماذا أنا واثق مما أقول؟!...


حاولت سابين عدم التفكير بما قاله ألفين قائله بتوتر نجحت بمدارته:إذا هيا لنعود..وحاولت الوقوف بهدوء حتى لا تتألم بسبب جرحها....وساعدها ألفين بهذا وخرجوا متجهين للمملكه غير عالمين بما ينتظرهم هناك....


❈-❈-❈



أجل لقد أشرقت السماء وأنارت الأرض بنورها إلا أن الظلام مازال دامس لدى البعض.....أمثال الملك الذى خرج من قاعه عرشه متجهه لغرفته ليتحمم بمياه بارده لعل غضبه يهدأ بعض الشئ ولا يقوم بقتل كلاهما حين يراهما أمامه.....



كما كان نهار مفزع لدى البعض الأخر مليئ بالكوابيس والبكاء الحاد....مثل مارلين الذى عاد لمنزله وأغلق بابه عليه يبكى بألم...وهو مازال يتذكر سقوط ساب ودمائه المتدفقه حوله بغزاره....ظل يبكى طوال الليل يخشى مواجهه أليس بحقيقه ما حدث....يخشئ إخبارها أن شقيقها قد يكون مات لأنه كان يقوم بحمايته....كما لا يعلم كيف له أن يتأكد من أنه مازال على قيد الحياه.....


إلا أنه ظل يقنع ذاته أنه من المؤكد أن يكون ساب قد نجى وعاد لمنزله بحلول الصباح....لأنه قد سمع أحد الجنود يخبر زميله أن الجميع بدأ يجمع متعلقاته ليعود للملكه.....لهذا قرر أن يذهب لمنزل ساب بالصباح ليطمئن عليه....فهو متأكد أن ساب سيتمكن من النجاه....



وبالفعل أتى الصباح ومعه كابوسا مرعبا رأى مارلين فيه أن ساب قد كان غارقا بدمائه بين يده....وهو لم يستطيع مساعدته ففقد ساب حياته...لقد كانت حاله مارلين مزريه تشعرك بالشفقه تجاه فهو لم يخض حربا من قبل.....ولم يشاهد أحدهم يموت أمامه من قبل فمابالك بموت صديقه وبسببه أيضا....


قام مارلين بتبديل ملابسه وخرج قاصدا منزل ساب ليطمئن قلبه....وصل مارلين لمنزله وقلبه ينبض بقوة وظل واقفا أمام بابه يخشى طرقه إلا أن تلهفه لسماع أى خبر عنه جعله يطرق الباب....والذى فتح بعدها ب لحظات قليله وقد كانت ليلى من قامت بفتحه....والتى نظرت له بضيق وتركته ودلفت للداخل دون مخاطبته....وهى تنادى أليس بصوتا مرتفع قائله بسخريه:أليس لقد أتى الرجل الذى ظللتى تزعجينا ببكائك من أجله أمس....أليس لقد أتى مارلين.....خرجت فكتوريا وجوليا من المطبخ فرحين بعودته سالما من أجل أليس.....


كما هبطت أليس الدرج بسرعه فائقه حين علمت بعودت حبيبها وهى تتشكر شقيقها على ما فعله 

من أجلها...وقامت بإحتضانه بقوة وهى تبكى شوقا له وبعدما اطمئنت لسلامته ابتعد عن أحضانه....

وكادت تسأله عن حاله إلا أنه سبقها قائلا بخوف ملحوظوعيون تلمع بالبكاء لم يستطع مدارته:هل 

أتى ساب؟!...هل هو بخير؟!... 



اختفت ابتسامه أليس وبدأت تشعر بروحها تنسحب منها حين رأت حالة مارلين....وكادت تسأله عما يعنيه إلا أن فكتوريا سبقتها حين اقتربت منه تسأله بخوف دب بقلبها على إبنتها:ساب بخير مارلين...لأنه لم يذهب لهذه الحرب هذا ما أخبرنى به جورج....



هنا نظرت أليس لوالدتها بألم وقالت بصوت منكسر متألم لم يسمعه أحد:لم يخبرنه أنه لا يستطيع الذهاب؟!....بل أنا من لم يعطيه الفرصه ليخبرنى بشئ......



أكملت فكتوريا بفزع على صغيرتها: تحدث مارلين أين رأيت ساب؟!...أين رأيت صغيرى؟!...


إلى هنا ولم يعد عقل مارلين يحتمل هذا الضغط فلقد أرد يخبر أحدهم بما حدث.....لعله يساعده بإيجاد حل ومساعدته بالإطمئنان على ساب....إلا أن مارلين لا يملك أحد سواهم لهذا أتى إليهم....إلا أنه قد أخطأ بهذا ولكنه كان كمن فقد عقله.....وكما يقال فاقد العقل فاقد الفكر.....


فقد بدأت عينى مارلين تذرف الدموع بسخاء كما لم يعد يحتمل هذا الألم الذى ينهش داخله....فقال بخوف وألم يشع من عيناه: لقد رأيه هناك بأرض المعركه....وما عرفته منه أنه كان يبحث عنى وحين وجدنى أخبرنى أن أظل ملازم له طوال الحرب....

وهذا ما حدث إلى أن حدث خطأ ما جعل أحد الجنود يقوم بطعنه....لقد حاولت مساعدته إلا أنه أخبرنى أن أخذه لأحد القاده والذى أمره بإعادتى إلى هنا ورفض بقائى جواره.....ومن ثم لم أراه من وقتها ولقد ظننت أنه قد يكون عاد صباحا.....أقسم أننى لا أعلم ماذا أفعل فقلبى يؤلمنى بشده وعقلى يؤلمنى من شدة التفكير أكاد أجن...ولا أستطيع معرفه ما يجب علي فعله....



صمت مارلين ينظر للنساء الواقفات أمامه بسكون تام وقد بدأ يعى ما فعله...وكاد يتحدث مرة أخرى إلى أن سقط جسد فكتوريا أرضا مصدرا صوتا حادا بسبب اصدام جسدها بالأرض بقوة....مسببا فزعا للواقفين وعندها على صراخ جوليا وليلى بقوة خوفا على والدتهم التى لا تتحرك....وفزعا وعدم تصديق على  ما أصاب سندهم وملازهم ساب....


أسرع مارلين نحو فكتوريا يحاول إفاقتها.....ولم يلاحظ أحد سكون أليس التى بدأت تتذكر المحادثه التى دارت بينها وبين ساب....وصدرها بدأ يعلو وينخفض بطريقه ملحوظه لشده صراعها من أجل الحصول على الهواء...كان مارلين قد نجح فى جعل فكتوريا تستعيد وعيها وهو يحاول بث الأمان لقلوبهم....ويخبرهم أنه سيجد حلا حتى يصل ل ساب.....



خلال ذلك كانت أليس تتذكر وعد ساب لها:لا لن يكون بمفرده جميلتى..بل سيكون معى وجوارى...  كما سأكون ك ظله ولن أسمح لأحد بالإقتراب منه... حتى ولو كانت حياتى مقابل حياته سأفعلها من أجلك صغيرتى.... 


أغمض أليس عينيها ألما وذاكرتها تعيد أمامها الحديث الذى دار بينهم وكيف جعلته يعدها بهذا 

دون أن تشعر: حين قالت له بترجى وهى تمسك يده بشده:هل تعدنى بهذا؟!....

اتسعت ابتسامه ساب الذى نظر لتشابك أيديهم ثم نظر ل عينها قائلا بحب:أعدك صغيرتى....


هنا شعرت أليس أن سكينا حاد قد اخترق روحها وروحها تصرخ بألم حطم قلبها لأشلاء...لهذا أفرجت عن تلك الصرخه المؤلمه بين ضلوعها والتى لم تكن سوى بإسم ساب...والتى جعلت الشهقات تصدر من والدتها التى بدأت فى الإستفاقه.....وأخواتها صدمه من علو صراخها واحمرار وجها.... 


أسرع مارلين تجاه أليس يحاول إحتواء جسدها وضمها لقلبه وهو يبكى بندم هو الأخر...لكن أى ألم يشابه ألمها وهى من جعلته يقسم أن يموت من أجل من تحب.......ظلت أليس تصارع مارلين إلى أن أستطاعت الإبتعاد عنه...وخرجت مسرعه من المنزل وخلفها يركض مارلين وجوليا التى أخبرت ليلى التى تبكى بعنف أن تهتم بوالدتها إلى حين عودتها.... 


وأسرعت جوليا خلف أليس التى لا تدل ملامحها على الخير.....كما كانت تحاول جوليا ايقاف دموعها إلا أن ألم قلبها المتفاقم جعل شهقاتها ترتفع....وهى تركض خلف شقيقتها التى تستمع لصوت بكائها هى الأخرى وخلفها مارلين الذى يحاول اللحاق بها....


كانت وجهة أليس معروفه ف لقد كانت متجهه للقصر الملكى....وبالفعل وصل ثلاثتهم بوجوه مصفره باكيه أمام القصر....ولقد سمح لهم الحارس بالدلوف فهو يتذكر هذه الفتاة فهى شقيقه ساب التى سمح لها زميله بالدخول له منذ يومين....دخلت أليس لتبحث عن ساب أو العم دوغلاس حتى يساعدها على الوصول ل ساب.....


وللمصادفه كان دوغلاس ودراكوس قد أعطوا القياده لغيرهم كما أمر الملك..لهذا عادوا صباحا للقصر والذى كان غبار الخوف والغضب منتشر بأركانه....كما أدركوا بفعلة ساب وألفين وهذا كان الحديث القائم بين الجميع.....ولقد كان جورج ودوغلاس يجلسون على جمرا من نار يخشون حدوث شئ ل ساب....ولكنهم لا يملكون شئ سوى الإنتظار وعدم التدخل بالوقت الحالى.....حتى لا يفرغ الملك غضبه بهم والذى لا يعلم أحد بمكانه للأن....


كانت الساحه الداخليه ممتلئ بالرجال منتظرين أى أمر من الملك....حتى يتم بدأ الإجتماع الذى كان قد أمر به مساء أمس...



كانت أليس قد ذهبت لغرفه ساب لتبحث عنه ولكنها وجدتها فارغه....وحين استوقفت أحد الحرس تسأله بلهفه قائله:هل أتى ساب أم لا؟!....أخبرها الحارس قائلا بخوف: أن ساب لم يأتى بعد هو والسيد ألفين 


هنا لم تعد أليس تملك أى سبب للحياة حين تأكدت أن ساب لم يأتى إلى الأن إذا لقد مات...جلست جوليا بإحد الزوايا تبكى بخفوت تحاول كتم شهقاتها بيدها

وهى تنفى برأسها ما قالته عينى أليس بشأن موت ساب.....وما جعل الأمر أصعب هو صراخ أليس الذى ملئ القصر ومحاولتها لجذب سلاح الحارس لقتل نفسها....ومارلين الذى السيطرة عليها ليحاول منعها وإبعاد السلاح من يدها....والتى بدأ يتدفق منه الدماء بسبب جرحها ليدها وهى تجذب السيف من الحارس بعنف.....


ملئ صراخهم المكان وجذب الأنظار لهم بل وأسرع الجميع ليروا السبب وراء هذا الصراخ الحاد....وكان جورج ودوغلاس أول الحاضرين لمعرفتهم بصاحبه هذا الصوت الذى يصرخ بهذا العنف....كان كلما اقترب جورج شعر بقلبه يتهاوى....إلا أنه أسرع نحوه أليس يبعد مارلين عنها ويجذب السيف من يدها ملقيا إياه أرضا....قائلا بخوف حقيقى وهو يحملها من كتفيها لتواجهه:ماذا حدث؟!...هل أصاب فكتوريا مكروه؟!... تحدثى واللعنه....كان جورج ينظر لها برعب منتظر ما ستقوله....



كما اقترب دوغلاس من جوليا يضمها لقلبه ليجعلها تهدأ وهو يشعر بشعور سئ....كان جورج ينظر ل أليس منتظر منها إخباره بأى شئ....إلا أنه لم يكن ينتظر منها هذا الحديث خاصه....



كانت أليس تنظر له بندم وحرقه وهى تتحدث بإنفعال:لقد قتلته....لقد جعلته يعدنى أن يعده لى لأننى أحبه...جعلته يقسم لى أن يحافظ على حياته حتى لو كانت حياته هو الثمن....لقد قُتل ساب أبى... لقد مات....هو الأن وحده....لقد مات....لم يعد هناك وجود ل ساب.....لقد رحل...رحل كما رحلت سابين... أنت قتلت سابين....وأنا قتلت ساب.....كلانا قتلناه أبى لقد رحلت سابين....لم يعد جورج يشعر بأى شئ من حوله.....لهذا ترك جسد أليس الذى هوى أرضا وهى تصرخ بصوت زلزل أركان هذا القصر العتيق بصراخه: ساااابيين....ثم وقعت عيناها على جوليا فقالت وهى تشعر بثقل رأسها يشتد والظلام ينتشر من حولها:لقد رحلت جوليا....رحلت ساب....ولم تستطيع إكمال حديثها وسقطت مغشى عليها.....


يتبع 



سؤال او ملحوظه:

هل منكم من أحد ازداد عشقه لهذا الألفين طب وربنا انا كقارئه تمنين ان يكون هو الى سابين هتحبه بس للاسف هو مجحوز مسبقا فقر يا بنتى من يومك اااه والله 😂😂😂