الفصل السادس والخمسون ‐ مملكة الذئاب black
الفصل السادس والخمسون
كانت الصدمه مرتسمه على وجوه الجميع سواء من فهم الحديث الذى صدر من أليس...ومن لم يفهمه... فما قالته أليس ليس شئ جيدا فهى تحدثت عن موت أحدهم...وازداد الأمر سوء حين سقطت أليس فاقده لوعيها أمام الجميع....
أسرع مارلين نحوها حين سقطت أرضا ليطمئن على حالتها...وهو يصرخ بالحارس ليجلب الحكيم فأسرع الحارس لغرفه الحكيم على وجهه السرعه...كما كانت جوليا تبكى بإنهيار دوغلاس مازال يحتضنها....وهو بعالم غير العالم غير مصدقا لما قالته أليس.....
أما عن جورج فقد انفصل عن الواقع حيث ترك ابنته الغائبه عن الوعى وتحرك مبتعدا عن الجميع...وهو ينظر أمامه بفراغ قاتل...بينما كان دوغلاس بدأ يشعر بثقل غريب على قلبه وتنفسه يثقل وحديث أليس يتردد صداه بعقله...لهذا أبعد جوليا عن أحضانه سألا إياها بعيون تلمع بالدموع...أجل فذلك الجبل الشامخ انهار عندما نزع منه طفلته الذى حارب كل شئ من أجل حمايتها.....
دوغلاس بجسد يرتجف ولسان مثقل:هل...هل ما قالته صحيح؟!.....نظرت له جوليا بتيه وعيون مشوشه وخرجت شهقه متعبه من حلقها وهى تؤمى له بضعف....وكم تمنت أن تنفى له الأمر وتخبره أن أليس لبث عليها الأمر....إلا أنها لم تكن تملك هذه الصلاحيه....كما لم يعد يستطيع دوغلاس الوقوف وقدمه لم تعد تستطيع حمله....لهذا سقط أرضا يحاول أخذ أنفاسه بصعوبه.....
حينها إزداد نحيب جوليا وهى تنظر له بجسد مزهول منتفض وهى تبكى بحرقه داميه...كما أسرع الرجال وحاولو حمل دوغلاس الجالس أرضا...إلا أن حضور الحكيم الذى منعهم من تحريكه أوقفهم...حين اقترب منه وملامح الفزع مرتسمه على وجهه...فهو لم يرى شقيقه بمثل تلك الحاله منذ وفاة زوجته...لهذا أسرع بإخراج ما معه ليساعد شقيقه....فأخرج مهدأ وأجبر دوغلاس على تناوله وابتلاعه....فبدأ جسده فى الإرتخاء والسكون....
نظر وليم للحرس وأمرهم بحمل دوغلاس ونقله لغرفته...ثم استدار ذاهبا تجاه أليس التى لم ينجح مارلين بإفقتها...وقام بإخراج نوع من العطور النفاذه وقربه من أنفها إلا أنه لم يصدر عنها أى حركه....لهذا نظر ل مارلين قائلا بقلق وحاجب معقود:احملها واتبعنى الأن.....أطاعه مارلين الذى حمل أليس وسار خلفه بهورله هو وجوليا المنهار بالكامل....بسبب ما يحدث حولها وهى مازلت غير مصدقه لما سمعته وعقلها لا يسمح لها بتصديقه.....
كان جورج يسير بلا هواده لبعض الوقت غير عالما بما يدور حوله...إلى أن وجد نفسه بمكان خالى مسدود لا يتواجد به أحد...فإستند بيده على الحائط الذى يجاوره وعقله بدأ بإستيعاب ما يحدث....كما بدأ تنفسه يعلو وعيناه امتلأت بالدموع وكلمه واحده تتردد بذهنه:أنت قتلت سابين....وأنا قتلت ساب....
كان جورج ينظر أمامه بتيه إلى أن جلس ارضا وقد خرجت منه صرخه مداويه...تحمل كل الألم والخزى والانكسار....والألم....والأهم الندم الذى يحمله بقلبه تجاه هذه الصغيره...التى لم تعطيه فرصه ليكفر عن أخطائه بحقها.....كانت دموعه تتساقط بغزاره...دموع تمنت أن يطلق صراحها منذ ماتت والدته ولم يبكى فراقها...منذ تخلت عنه حبيبته من أجل مال والده....
منذ لفظه والده بعيدا....منذ تحطمت كل معتقداته
من أجل لا شئ....منذ خذل من الجميع.....إلا هى صاحبه العيون القاتله التى لم تبتسم لأحد غيره صغيرته....
رفع جورج يده يضرب صدره تجاه قلبه بقوة لعل قلبه يتوقف كما توقف قلب فتاته...وبكائه لا يهدأ
كما لم يرحمه عقله وبدأ يتذكر كل لحظه جمعته بجنيته الصغيره....أول ابتسامه لها وقد كانت له وحده....بكائها من أجل أن يحملها هو دون سواه...
ابتعاده عنها ولفظها بعدما اكتشف حقيقة فكتوريا... نظرتها المتألمه الراجيه ومحاولتها فى التقرب منه لأكثر من مرة...حتى أن جموده لم يمنعها من محاولتها....ورغم ضربه ل والدتها إلا أنه كان يرى الحب بعينها تجاهه....والتى دائما ما كانت تطرح
عليه سؤالها الأوحد لما؟!...كما أنه يتذكر جيدا ذلك اليوم الذى قرر فيه أن يبيع شقيقتها....وأخبرته أنها ستذهب بدلا منها....ورأى بعينيها كم تمنت لو منعها من الرحيل.....إلا أنه كسرها حين قرر بيعها من أجل المال....
كم تمنى لو عاد به الزمن ليمنعها من الرحيل...
ليخبرها كم يحبها...تمنى لو احتضن جسدها الصغير بين ضلوعه كما كان يفعل.....وكم يتمنى لو يرى تلك الابتسامه خاصته او تلك النظرات اللائمه التى كانت تصيبه بمقتل....وكم تمنى إلا أنه لا يملك سوى التمنى وكم تألم قلبه وتحطم حين عادت ونظراتها الامعه قد اختفت...وسيطرت عليها تلك النظرات الفارغه...
مازال يسمع صوت صراخها حين علمت بموت شقيقتها....الكثير والكثير من المشاهد التى تضغط على عقله...وتجعل من روحه تتألم وشعوره بألم
حاد بقلبه يقتله....مما جعله يضغط بيده على رأسه بقوة لعل صورها تختفى....إلا أنها تزداد مما جعل صرخه أقوى تخرج من بين ضلوعه...ودموعه تتساقط أرضا بسبب غزارتها....وهو يلكم الحائط
الذى يجاوره لعل عقله يكف عن قتله بتلك الطريقه...
ظل جورج يلكم الحائط جواره إلى أن أدمى كلا يديه وسقط أرضا بعد أن خارت قواه....وهو يحاول أخذ أنفاسه إلا أنه عاد مرة أخرى ليبكى بصوت متألم لشخص فقد كل شئ....بكاء يتصدع القلب لألمه
رغم بشاعة ما صنعه بحق صغيرته....
❈-❈-❈
كان الملك قد انتهى من استحمامه...مقررا أن يجتمع مع رجاله لمناقشه الأمور الهامه للبلاد...وبعدها يفكر بما سيفعله بشأن ساب وألفين...
خرج الملك بوجه مكفهر من غرفته جعل جميع من يلقاه يبتعد عن طريقه خوف من ملامحه الغير مبشره بالخير...وصل الملك لقاعه الحكم وأمر
الحرس بإخبار الجميع بسرعه التواجد بقاعه الحكم....
وبالفعل لم يمر سوى دقائق وكان الجميع متواجد بالقاعه...
إلا أنه لاحظ تغيب دوغلاس وجورج الذى كان حاضرا أمس....كما أن الجميع يظهر عليهم ملامح القلق....وخاصه ماكس وديفيد الذان يقفون أمامه وملامح الحزن الشديد مرتسمه على وجوههم....
مما جعله يتعجب من ذلك إلا أنه ظن أنهم هكذا بسبب ما سيفعله ب ساب وألفين حين عودتهم....
كاد الملك يتحدث ليبدأ اجتماعه إلا أن ديفيد سبقه بالحديث قائلا:هناك شئ يجب عليك معرفته سيدى.. نظر له الملك ببرود وفراغ قائلا:ماذا هناك؟!....
ابتلع ديفيد ما بجوفه قائلا بألم وحزن:لقد اصيب ساب بجرح عميق جعله يفقد الكثير من الدماء أمس بأرض المعركه....كما كانت حالته سيئه لدرجه كبيره.. والفتى الذى كان معه أخبرنى الأن أن ساب هو من طلب أن يأخذه لخيمه ألفين...لهذا من المؤكد أن اصابه ساب بليغه أو أن ألفين لم يستطع...توقف ديفيد عن اكمال حديثه يشعر بغصه مؤلمه بحلقه..
وهو لا يستطيع قولها...إلا أن الملك حثه على الاكمال قائلا ببرود أرسل الرجفه بأجساد الواقفين أمامه:أو أن ألفين لم يستطع فعل ماذا ديفيد؟!...
نظر ديفيد للملك بعيون زجاجيه يحاول منعها من ذرف الدموع مجيبا إياه:أو أن ألفين لم يستطيع إنقاظ حياة ساب لهذا لم يعد بعد...فهذا هو التفسير الوحيد لتأخر ألفين إلى هذا الوقت....هنا أغمض الملك عيناه وهو يشعر بذلك الألم الذى داهم قلبه...
والذى شابه ألمه حين علم بمقتل والدته على يد والده.....إلا أنه فتح عيناه بفراغ كبير ك صحراء قاحله لم تسقط بها قطرة مياه من قبل قائلا ببرود وكأن الأمر لا يعنيه:إذا أنت تقول أن الفتى قد لاقى حتفه...أليس كذلك؟!...
أومأ له ديفيد وهو يمسح عيناه من الدموع العالقه بها....ورغم هدوء وبرود الملك إلا أن هناك طاقه كبيره من الجمود كانت تحيطه....جعلت الجميع ينظرون له بخوف وترقب...وهو ينادى حرسه أمرا اياهم بجلب الفتى الذى كان مع ساب بأرض المعركه....وجلب الجنود الذين يجمعون المفقودات الأن....
وبالفعل بعد دقائق كان الجنود ومارلين ممتثلين
أمام الملك بخوف شديد....من تلك الهاله المخيفه التى تحيط به كما أن نظراته أثارت الفزع بقلوبهم منتظرين ما سيقوله...تحدث الملك بجمود موجها حديثه لجنوده قائلا:هل رأى أحد منكم السيد ألفين بساحه المعركه بعد انتهاء الحرب؟!....
اومأ أحد الحنود قائلا بخشيه وهو ينظر أرضا: لقد رأيته سيدى...ف لقد طلب منى بعض الملابس النظيفه له...وبعدما أخذها عاد لخيمته من جديد ولكن حين قررنا العوده طلبت منه أن أظل معه لأحرس خيمته....وحتى لا يظل بمفرده إلا أنه رفض
ذلك وأخبرنى أنه سيعود صباحا...وصمت وهو ينظر للأرض بخوف يبتلع ما بجوفه برعب منتظرا ما سيقوله الملك....
تحدث الملك بخشونه قائلا:هل هذا كل ما أخبرك اياه؟!...نفى الجندى برأسه وهو يبتلع ما بجوفه قائلا: لقد أخبرنى ألا أخبرك برؤيتى له بمفردى....ولكن إن سألتنى عن هذا أخبرك برؤيتى له....كما أن الملابس النظيفه التى كان قد أخذها منى كانت مليئ بالدماء هذا كل ما أعرفه سيدى....أقسم لك لا يوجد شئ أخر
اومأ له الملك وهو ينظر ل مارلين الذى يرتجف جسده رعبا من الجالس أمامه....ولخوفه الشديد
بدأ يتحدث قبل أن يأذن له الملك بهذا قائلا بفزع:
أنا لم أكن أعلم بتواجده معنا بأرض المعركه...بل
هو من أتانى وأخبرنى أنه سيكون معى وأن أظل جواره حتى لا أصاب بأذى...وكان كل شئ يسير على ما يرام فقد كان يقاتل بقوة وشجاعه...ولكن....توقف مارلين عن التحدث وبدأ يبكى بإنهيار مكملا:ولكن بنهايه الحرب حدث أن ابتعدت عنه دون قصدا منى فإستدار ليحمينى...وحينها قام أحدهم بطعنه وأشار لخصره وهو يتحدث ملوحا بيده ليصف ما حدث بدقه...لقد كان يتألم بشده إلا أنه قام بشق عنق
من قام بطعنه ولكن جسده لم يحتمل سقط أرضا بعدها....وهو يحاول التتفس بصعوبه.....
نظر مارلين بوجهه الباكى للملك قائلا:أقسم أن عقلى توقف عندها عن العمل ولم استطع مساعدته...إلا أنه أمرنى أن أساعده للذهاب لخيمه السيد ألفين....وأن ابحث عنه وبالفعل فعلت ذلك أخذته لخيمة السيد ألفين....إلا أنه كان قد فقد الكثير من الدماء....كما رفض بقائى معه....فقد طلب من السيد ألفين إخبار رجاله بأخذى للديار...ولم يسمح لى السيد ألفين هو الأخر بالبقاء قائلا...أننى المتسبب بما حدث له إلا أننى أقسم لك سيدى أننى لم أطلب منه التواجد معى...فهو من وجدنى وظل معى...إلا أن هذا لا
يمنع أننى المتسبب بما حدث له...وأستحق الحكم الذى ستقرره بشأنى سيدى...
نظر له الملك بجمود قائلا:إن لم يكن أنت من طلبت منه حمايتك ومخالفه أموارى...فمن سيكون إذا؟!...
كاد مارلين يجيبه إلا أن صوت أليس المرتفع أوقفه وهى تقول بندم وألم....وعينها مازلت تذرف دموعها بسخاء:إنها أنا سيدى....نظر الجميع تجاه الصوت وجدوها ذات الفتاة التى كانت تصرخ منذ قليل والشحوب مازال مرتسم على وجهها....
"عوده للوراء"
حين استفاقت أليس باكيه بإنهيار....عنفها الحكيم قائلا بحده:كفى عن البكاء فالقصر مشتعل منذ حديثك الغير مؤكد من صحته....ليس هذا فقط
فمن المحتمل أن يتم سجن الفتى الذى كان معكى لأنه يعلم بما حدث لشقيقك...لهذا فالتهدى حتى
يعلم الملك الحقيقه منه كامله...وحينها يصدر
حكمه بشأن ما فعله....
هنا انتشر الرعب لما تبقى من روح أليس المحطمه والتى خرجت مسرعه تبحث عن مارلين...لعلها تمنع موت أحد أخر بسببها فهى لم تتخطى ما فعلته بعد ولا تظن أنها ستتخطاه يوما ما....
وصلت أليس لقاعه الحكم ومعها جوليا بعدما أخبرها أحد الحرس عن مكان تواجد الملك....
"عوده للوقت الحاضر"
تقدمت أليس ووقفت جوار مارلين قائله بإنكسار:
إنها أنا من جعلته يخالف أوامرك سيدى...كان الجميع ينظر بصدمه لجرأة هذه الفتاة التى تقدمت ووقفت أمام الملك مكمله:أنا من جعلته يقسم لى أن يحمى مارلين حتى لو كانت حياته ثمن حمايته...أنا من تستحق العقاب هنا...لأننى أعلم جيدا كم يضعف ساب أمامنا...وقمت بإستغلاله بطريقه قذره من
أجل مصلحتى الخاصه....أنا المخطأه من البدايه.... لهذا أنا من يجب أن يعاقب هنا...ثم اكملت بقلب خاوى:لأننى من تسببت بموت ساب....
كانت أليس تتحدث مع دخول جورج الذى استمع لحديث أليس....والذى جعل الغضب يتفاقم بقلبه ويشعل عيناه حقدا....لهذا تصرف بعقلا غائب
وذهب تجاه مارلين وأليس....يريد أخذ حياة هذا الحقير كما أخذ منه حياة صغيرته....
إلا أن ماثيو الذى كان يقف على مقربه منه...قد رأه وأدرك ما ينتوى على فعله من عيناه المشتعله...لهذا اسرع تجاه جورج وأمسك به وهو يقول بخفوت: أنت هكذا ستتسبب بمقتل الكثير..فلا يغرك جموده وهاله البرود التى تحيطه الأن....فقد يقوم بقتلك وقتل الجميع إذا تمكن منه غضبه جورج فالتعد لوعيك فما قاله الجنود يثبت أن ألفين استطاع مساعده ساب وأنه بخير...لهذا فالتتماسك حتى نستطيع التأكد من الأمر....
لم يفهم جورج من حديث ماثيو شئ سوى أن هناك أملا أن تكون فتاته مازالت على قيد الحياة...لهذا نظر له بضعف وعيون تهتز:أقسم أنه مازال حى...إبتسم ماثيو بحزن قائلا بأمل:أقسم لك أنه حى وبخير....
فهذه من عادات اللعين ألفين لا يكون بهذا المكر والتسلط إلا عندما ينجح بفعل ما لم يستطع غيره فعله....كما أظن أنهم سيأتون عما قريبا لهذا تماسك من أجل فتياتك فكلتاهما منهارتين...كما أن حاله دوغلاس سيئه لهذا سيكون من الجيد أن أذهب لأخباره بهذه الأخبار المفرحه...ولكن هل ستكون بخير إلى أن أعود لك؟!...
أومأ له جورج وهناك ابتسامه قد ارتسمت على شفتاه وقد عاد له الأمل من جديد...أبتعد عنه ماثيو خارجا من القاعه متجها لغرفه الحكيم ليخبر دوغلاس بما توصلوا له...وجورج الذى استند على الجدار من
خلفه وهو مازال ينظر ل مارلين وأليس بتوعد....
ولكن ليس الأن فاليطمئن على صغيرته ثم يقتلهم بعدها بالطريقه التى يراها مناسبه...نظر جورج جواره فوجد جوليا تحتضن جسدها وهى تقف بزاويه وتبكى بخفوت...كما تفعل كلما شعرت بالخوف...
فوجد قدماه تسير نحوها بدون شعور منه وقام بإحتضان جسدها الذى تشنج بالبدايه خوفا...
ولكن حين علمت بهويه من يحتضنها تعجبت وصدمت ولكنها تخطت ذلك وتشبست به...وهى تغرس رأسها بصدره الذى كان يستقبل صوت بكائها المكتوم بألم أعظم من ألم الجميع...إلا أنه سيعود كما كان باردا...حتى يستطيع الإطمئنان على صغيرته ثم يخرج كل ما يكنه من غضب تجاه هذان الأحمقان...
❈-❈-❈
كانت سابين تشعر بالألم الشديد بسبب طول المسافه التى قطعوها.....لهذا طلبت من ألفين أن يستريحوا لبعض الوقت لأنها لم تعد تستطيع التحرك بسبب الم جرحها.....لهذا توقفوا وبدأ الفين يقوم بجمع الحطب لإشعال النيران....لتشعر سابين بالدفئ بعد أن ساعدها بالجلوس تحت شجره كبيره نسبيا....
وبعد أن قام بإشعال النيران تركها ليبحث عن بعض الفاكهه ليتناولوا الطعام....فقد مر عليهم الكثير دون تناول شئ حيث نفذ الطعام الذى كان بحوذتهم...بعد مرور بعض الوقت استطاع ألفين أن يجمع بعض ثمار التفاح الطازج......وعاد ل سابين وأعطاها ثمره تفاح لتتناولها..وجلسوا أمام النيران ليشعر جسدهم بالدفئ فى هذا الجو الصقيعى....
كان ألفين ينظر ل سابين بين كل فنيه والأخرى ليطمئن عليها....مما جعل سابين تبتسم بهدوء وهى تقول بخفوت وصوتا متألم بعض الشئ:أظن أننى سأعتاد على هذا الأهتمام الذى تغدقنى به....وحينها لن أسمح لك بالإبتعاد عنى كما أن ما أعرفه عنك أنك صاحب قلب محارب وقوى....لهذا لا تجعلنى أشك أنك تحمل قلبا هاش داخل ضلوعك...كما أن هذا سيقلل من فرصه انجذاب جوليا لك....
ابتسم ألفين بهدوء وهو يقول بشرود ناظر للبعيد: أظن أنكى محقه ف لقد جعلنى الضعف والخوف أخسر أقرب الأشخاص لقلبى وأنا لم أحرك ساكنا...
لهذا لا أظن أننى سأقع بهذا الخطأ مرة أخرى....ثم إلتفت مبتسما ل سابين مكملا بمكر ليخفى حزنه وألمه:لهذا لا تقلق ستقع شقيقتك بعشقى...هذا إن
لم تكن قد وقعت بالفعل...أنهى حديثه بتفاخر جعل سابين تضحك بصوتا مرتفع بعض الشئ.....إلا أنها توقفت بسبب الألم الحاد الذى شعرت به جراء ضحكها....وهى ترد عليه بعجرفه لتطيح بتفاخر: إذا لنخبرها بطلبك فى الزوج منها ونرى ما هو ردها؟!....
ضيق ألفين عيناه وهو ينظر لسابين بتهديد قائلا
وهو يقترب بوجهه منها: فالتحاولى فعلها وحينها سأجعلك تندمين وبشده...كانت نظرات سابين هادئه وهى تنظر لعينى ألفين بود كبير....وابتسامتها مازالت مرتسمه على شفتيها قائله بإمتنان:أتعلم أنه لم
يفعلها أحد قبلك....حتى دوغلاس الذى قدم لى الكثير وكان صاحب فضلا كبير على ما أنا عليه الآن... إلا أننى لم أفكر بإخباره عما حدث لى...وليس معنى حديثى أننى لم أكن أثق به....لأن هذا غير صحيح ف لقد حصل دوغلاس على ثقتى ومحبتى....بالوقت الذى كرهت به الجميع وفقد الثقه بأقرب الأشخاص لقلبى...إلا أننى لم أكن أملك القوة التى تجعلنى أخبره بما حدث لى وقتها...ف لقد كنت مليئه بالضعف والألم....ورغم أنه كان يحاول معرفة ما حدث لى بذلك القصر...والذى جعلنى أصبح بهذه القسوة.....وأصر على أن أكون فتى وليس فتاة... أغمضت سابين عيناها ثم فتحتها من جديد وهى تحمل الكثير من الألم وهى تكمل:لهذا أظن أننى أستطيع الآن أخبارك عما حدث لى بهذا المكان....
فأنا أملك القوة التى تجعلنى أبوح لك بسرى....
فهذا أقل شئ أستطيع تقديمه لك....كما أن كلانا
يعلم أن ما سنخوضه عند عودتنا لن يسرنا....
إبتسم ألفين بهدوء وهو يعود ليستند بظهره على الشجره قائلا:أظن أن ما حدث لك لا يحق لأى شخص معرفته....إلا إذا أردتى أنتى التحدث عنه
دون قيود....لهذا أنا لا أريد معرفة ما حدث لك بهذا القصر اللعين....
أومأت له سابين مبتسمه بهدوء قائله:شكرا لك....
إلا أن ألفين باغتها بسؤاله قائلا:ولكن هناك سؤال واحد يحيرنى أريد معرفة اجابته الأن...إلى هنا ولم تستطع سابين التماسك وانطلقت منها ضحكه
صاخبه...مليئ بالألم الذى يشدد عليها بسبب
إصابتها....لهذا كانت تضع يدها موضع الألم بلطف لتخفف من حده الألم....وهى تحاول التوقف وبعد بضع لحظات استطاعت السيطرة على ضحكاتها....
وهى تنظر ل ألفين بعيون دامعه من كثرة الضحك والألم الذى شعرت به...
والذى لم يرحمها مكملا:أعلم ما تفكرين به الأن أننى وغد لا يستطيع الوفاء بحديثه....إلا أننى حقا تسألت لماذا ظننتى أنك لو أصبحتى رجلا ستكون حياتك أفضل؟!...
تنفست سابين بهدوء وهى تجيبه بثبات:هذا لأننى وجدت جميع من يحيطنى لا يعطى قيمه للمرأة سوى بالفراش فقط.....وأنها ليست سوى سلعه يتم بيعها لمن يستطيع الدفع أكثر....ولا يهم إن كانت زوجه أو ابنة فكلاهما لا يعنون شئ للرجل....لهذا كان لابد لى من أن أكون رجلا حتى أحمى من أحب ممن ظننت أنهم أحبتى يوما ما....
تجعد ما بين حاجبى ألفين ضيقا فقد ظهر سؤال أخر بعقله يود لو يتسأل عنه....إلا أنه أخبرها أنه سيكون سؤال واحدا فقط....إلا أن سابين قالت ببساطه:هيا فالتسأل ما تشاء فهذه فرصه لن تتكرر لهذا لو كنت بمحلك لكنت اغتنمها.....
نظر ألفين لها بطرف عينه وتنهد قائلا:حسنا أظن انكى محقه بشأن منزله المرأة عند كثيرا من الرجال..
ولكن إذا نظرت من زاويه مختلفه ستجدين أن هناك رجال أخرون قاموا بمساعدتك حتى تصبحى ما أنتى عليه الأن.....وأخرون رغم معرفتهم بحقيقتك مازالو بجوارك.....ما أود قوله لك أنه مثلما يوجد رجال يحتقرون النساء....هناك أخرون يحترمونهم....
ابتسمت سابين بسخريه قائله وهى تنظر ل ألفين بإنكسار:لقد قام أحب شخص لقلبى بتخيرى بين أن يقوم ببيعى او بيع شقيقتى....التى لم تبلغ سوى اسبوعا واحد فقط....وكنت وقتها بالعاشره لهذا واللعنه لا تخبرنى أن هناك رجال جيدون...لأنه
رغم وجودهم ف هم لم يحمونى....حين قام أبى العزيز ببيع من أجل حفنه من الأموال....ولم يفكر ولو للحظة واحده بالنظر لى ولو لمرة أخيرة...
رغم ملامح الصدمه التى انتشرت على وجه ألفين إلا أنه تنهد قائلا بسخريه:أظن أن والدك أفضل بكثير من والدى...ابتسم سابين بسخريه قائله:حقا؟!...أجابها ألفين بالم:حقا ف لقد قام بقتل والدتى لأنها قامت بخياته مع أحد أصدقائه....وحينما حاولت شقيقتى الدفاع عنها قام بقتلها هى الأخرى...ثم قام بشق عنقه بعدما قتلهما.....كل هذا كان يحدث أمام عينى وأنا لم أحرك ساكنا....ظللت مختبأ أشاهدهم من بعيد إلى أن ماتو جميعا....ولأن والدى كان أحد رجال الملك المخلصين أمر الملك ببقائى ومكوثى بالقصر الملكى....وهناك تعرفت على إستيفان وديفيد الذى كان متواجد بالقصر...بحكم عمل والده حكيما للقصر الملكى...حينها كنت بعمر الثامنه....ولم يكن ماكس قد انضم لنا بعد...كما كنت قليل ما أتحدث على خلاف ديفيد كثير الحديث....لهذا كنت أنا وإستيفان متفاهمان بشده...ولكن هذا لا يمنع أن وجود ديفيد هو من أعطى لنا وجود.....فقد كنت أنا وإستيفان نشبه الموتى الأحياء....أنهى ألفين حديثه بإبتسامه هادئه حاول من خلالها أن يخفى ألمه....
وهو ينظر ل سابين التى رفعت يدها ووضعتها على وجنته تمررها بهدوء ومحبه كبيره....ثم تحركت رغم شعورها بالألم وقامت بتقبيل وجنته...ثم قربته منها تحتضنه وهى تربت على ظهره....وهى تقول بحنان: من الجيد أن نصاب بالضعف بالبدايه ونتجرع الألم سنوات....حتى نستطيع أن نواجه القادم بقوه وثبات يجبر الصعاب على الإنحناء لشمخونا خوفا....كما أنه من الجيد أنك اختبأت يومها...لأنه لولاك لكان عالمنا أسوء شكرا لتواجدك ألفين...وربتت بحنان على ظهره مما جعل عينى ألفين تمتلأ بالدموع وهو يرفع يده يبادلها العناق بقوة أكبر....
ظلوا هكذا إلى أن شعر ألفين بالراحه تغذو قلبه فإبتعد عن سابين قائلا بإمتنان:بل أنا من يجب أن يشكرك...فأنت من القليلين بحياتى الذين تمنين لو تعرفت عليهم منذ الصغر...ابتسم سابين بمشاكسه قائله:كنت لأكون شبيه بك من الموتى الأحياء....
تنهد ألفين وهو يقول بحقد:اللعنه عليك أيتها الحمقاء دائما ما تبرعين فى إفساد اللحظات المؤثره...وبما أنك عدتى لسخريتك إذا أنتى أصبحتى بخير لهذا هيا لنكمل رحلتنا....وقام بمساعدتها على الوقوف وبدوا بإستكمال رحلة العوده.....
كان النهار بمنتصفه حين وصلوا أمام حدود المملكه ولكن قبل اقترابهم ساعد ألفين سابين فى إرتداء درعها رغم اصابتها...ولكن الغريب بالأمر أنهم ألتقوا بمجموعه كبيره من الجنود المقاتلين من مملكتهم متجهين نحوهم بملامح قلقه.....وحين توقفوا أمام ألفين وسابين تحدث قائدهم قائلا:هل أنتم بخير سيدى؟!...هل واجهتكم صعوبه فى رحلة العوده؟!...
ثم نظر ل سابين مكملا:هل أنت بخير سيدى؟!...
لقد علمنا أنك قد أصبت إصابات بليغه بأرض المعركه....
تحدث ألفين بهدوء سألا القائد الواقف أمامه: ومن الذى أخبركم بإصابة السيد ساب؟!..وما الذى تفعلونه هنا؟!...ألم أقم بإخبار الجميع ما يجب عليهم فعله بعد عودتهم من أرض المعركه....أنهى الفين حديثه ببعض من الحده....
مما جعل قائده يرتبك وهو يبرر قائلا: أعتذر منك سيدى....ولكن تغيبك أنت والسيد ساب قد أشعل القصر...وإزداد الأمر سوء حين علم الملك من الفتى الذى كان مع السيد ساب أنه أصيب اصابه بليغه.... وأنه من الممكن أن يكون قد لاقى حتفه....
أغمضت سابين عينها بألم وهى تلعن بسرها...وهذا خلاف ألفين الذى لعن بصوتا مرتفع وهو ينظر لها نظرات هى تدركها معانها جيدا....وهى أن القادم أسوء مما توقعوا....سيطر ألفين على غضبه قائلا لقائده:إذا من الافضل أن نسرع بالعوده فالملك لا يحب الإنتظار...وأسرعوا متجهين للقصر لا يعلمون
بالوحش القابع على عرشه بإنتظارهم....
❈-❈-❈
كانت سيلا قد انتهت من يومها الدراسى المليئ بسخريه زملائها الذكور...والتى كان يتصدى لها ليو برحابه صدر...فهى تعترف أنه لو وجوده جوارها لما استطاعة مجابهتهم...فهى رغم شراستها إلا أن هؤلاء الفتيا لا يوجد حدود لوقاحتهم وسخافتهم....لهذا تركت الأمر ل ليو وهذا يجعل شعور بالدفئ يملئ قلبها تجاه...بعد أن كانت تكن له الكره والحقد....
وصلت سيلا إلى منزلها وعلى محياها ابتسامه حالمه ولكن اختفت هذه الإبتسامه حين فتحت ليلى الباب لها....وهى تبكى بقوة بعيون منتفخه ووجه مائل للحمره بسبب بكائها المستمر لساعات....وهذا جعل قلبها يسقط من بين ضلوعها وهى تمسك بأيدى ليلى تحاول تهدأتها لتفهم منها ما الذى يحدث....إلا أنه لم يخرج من فم الصغيرى سوى ثلاث كلمات:ساب...أمى توفى....
شعرت سيلا بروحها تغادرها فرغم أنها لم تفهم بعد من تقصد ليلى بحديثها....هل والدتها أم شقيقها الذى توفى؟!...إلا أن الخياران أصعب من بعضهم البعض....
لهذا اسرعت تركض للداخل لتعلم ما الذى يحدث؟!..
فوجدت والدتها جالسه أرضا تنظر أمامها بشرود ولا يتحرك منها سوى صدرها الذى يعلو وينخفض دليل على تنفسها...وعيونها زابله من كثرة بكائها....جثت سيلا أمام والدتها وهى منصدمه من الحالة التى وجدت والدتها عليها....وهى تقول بضعف وعيون بدأت بذرف الدموع: ما الذى حدث أمى؟!...وأين هو ساب؟!....هل عاد ها أمى أجيبنى؟!....ورفعت يدها المرتعشه تربت على وجنته والدتها التى تنظر للبعيد وكأنها ليست متواجده بهذا العالم....
إلا أن سيلا لم تستلم وأمسكت كتف والدتها تهزها بعنف وقد فقدت أعصابها بالكامل فبدأت تصرخ بها قائله:واللعنه أفيقى وأخبرينى أين ساب؟!...أين هو أخى؟!...تحركت عينى والدتها إلى أن توقفت أمام عينى سيلا.....التى تنظر لها بترقب مفزع أن يكون حديث ليلى حقيقى....وهنا تذكرت ليلى لماذا لم تعد تسمع صوت بكائها؟!...أين ذهبت؟!...نظرت سيلا للمكان من حولها فلم تجد ليلى....فإستقامت بسرعه البرب لتبحث عنها.....إلا أن حديث والدتها جعل قدمها تفقد توازنها وتسقط أرضا....
فكتوريا بصوتا بح من كثرة الصراخ....صوتا مليئ بالفراغ رغم دموعها التى لا تتوقف عن التساقط:لقد قُتلت صغيرتى....لقد قُتلت سابين....صغيرتى لم يعد لها وجود بهذا العالم المليئ بالقبح....ثم توقفت عن الحديث للحظات ثم أكملت بخفوت:من المؤكد أنها الآن وحيده وخائفه....لهذا يجب أن أذهب لها حتى لا تشعر بالوحده...من المؤكد أنها تنتظر قدومى....
كانت سيلا تنظر لوالدتها بصدمه وهى تبكى بحرقه وعيناها تتسع مما فهمته من حديث والدتها....التى وقفت بإستقامه وأليه وعيناها مليئه بالفراغ متجه نحو المطبخ....فأسرعت سيلا خلفها لتمنعها من قتل نفسها....وهى تقوم بإحتضان والدتها تتشبس بها بقوة...وجسدها بدأ فى الإنتفاض برعب وهى تهز رأسها بفزع وهستريه...وهى تقول:أرجوكى أمى لا تفعلى هذا بنا....أرجوكى لا تتركينا....أرجوكى لا ترحلى....أرجوكى أمى....وقامت بغرس رأسها بصدر والدتها تصرخ بقوة من خوفها وفزعها....جراء صدمتها بموت شقيقها وصدمتها بوالدتها التى تريد قتل نفسها....وهى تناجيها قائله:أمى أرجوكى لا تتركينا.....
بدأت فكتوريا تفقد قدرتها على الصمود وهى تعود للواقع المرير...كما بدأ جسدها ينتفض وقدمها لم تعد تستطيع حملها..فسقطت جالسه أرضا وهى تضم سيلا لقلبها وتبكى بصوتا موجع على فقدان غاليتها... وجسدها يهتز للأمام وللخلف وهى تناجى إسمها قائله:سابين.....اااااه سابين.....يااجميلتى رحلتى وتركتينى....رحلتى دون أن أطلب مغفرتك...رحلتى لأننى لم أستحقكك...أليس كذلك صغيرتى؟!...رحلتى لأننى لم أكن تلك الأم التى تحمى صغارها....
ثم نظرت للأعلى وهى تقول بحرقه:لماااا....لمااا دائما ما تأخذ الأحب على قلبى؟!...لماذا تفعل هذا بقلبى؟!...لما وأنت تعلم ما تحملته؟!...لقد تحمله ما لم يتحمله بشرا...لما هى وليس؟!....ياا اللهى أشعر أن روحى غادرت جسدى...رفعت يدها تضرب صدرها موضع قلبها وهى تصرخ متألمه لقد تحطم فؤادى....لقد فقدت ما تبقى من انسانيتى...لما تجعل الألم رفيق دربا لقلبى؟!...الآن قد رحلت....رحلت ساااابين....
عادت فكتوريا تنظر بعيون محطمه....ل سيلا التى لا تستطيع تحمل كل هذا الكم من الألم...وهى تقول مؤكده:يا صغيرة لقد رحلت شقيقتك....رحلت من كنا نحتمى بها بدلا من أن تحمى بى....لقد رحلت صغيرتى...لقد رحلت زهرتى....اااه يا سابين....
كان مشهدا موجع...بل محطم للقلوب حيث فكتوريا تضم صغيرتها لصدرها وتبكى ألما على فقيدتها....
ولم يفكر إحداهن أين ذهبت ليلى بهذه الحالة المخيفه؟!....
❈-❈-❈
وصل الفين وساب للقصر وحينما دلفوا من البوابه طلب منهم الحرس الذهاب لقاعه العرش على وجه السرعه....وبالفعل ذهب كلاهما للقاعه وساب يشعر بألمه يزداد...ف لقد احتك الدرع بجرحه اكثر من مرة بسبب حركتهم السريعه....وحين نظر لموضع الجرح وجد بقعه كبيره من الدماء قد انتشرت على ملابسه ف لعن بصوتا منخفض.....مقررا الصبر حتى ينتهى من مواجهة الملك والتى يظن أنها لن تنتهى على
خير.....
دلف الفين للقاعه اولا نظرا لسرعة خطواته....فوجد القاعه ممتلئ بالرجال فتنهد للقادم وهو يحيى الملك بثبات....وهو ينظر لوجه صديقه الذى لا يبشر بالخير ولكنه تعجب حين لم يجد ساب خلفه....فنظر للخلف فوجد ساب يحاول السير بإستقامه حتى لا يلاحظ أحد اصابته....ولكن كيف لن يتم ملاحظته وتحت عيناه يميل للسواد.....وحركته بطيئ متعرجه وحين دقق النظر لملابسه وجد بقعه كبيره من الدماء قد انتشرت عليها....ولكنها ليست واضحه بسبب الملابس الغامقه التى يرتديها....فأغمض عيناه تحسرا لما ألت له الأمور....
وصل ساب وأصبح جوار ألفين ولكن قبل أن يلقى التحيه على الملك...إصدم جسد أليس به وبقوة وهى تحتضنه وتتشبس به وتبكى بحرقه....غير مصدقه أنها رأته أمامه حى يرزق....ارتد جسد ساب للخلف بسبب دفع جسد أليس له....ولكنه لم يفكر بإبعدها إلا أنه لم يستطيع منع ملامح الالم الشديد الذى ارتسم على صفحات وجهه.....كما أنه أمسك معصم ألفين لشعوره أنه أوشك على السقوط....فنظر له ألفين بقلق وسانده بيده الأخرى حتى لا يسقط....كان الملك يتابع ما يحدث بين ساب وألفين بدقه....
كان مشهد مؤثر لجميع من بالقاعه....وكان جورج يحاول منع نفسه بصعوبه من الذهاب إليه وضمه لصدره بقوة....وكانت جوليا تنظر له بشوق جارف تريد الذهاب لضمه...إلا أنها كعادتها تخشى أن تكون محط أنظار الجميع...إلا أن جورج أبعدها عنه بلطف قائلا بصوتا حانى قليلا ما يتحدث به:إذهبى....
فنظرت له جوليا بإهتزاز فأومأ لها جورج...
فاسرعت جوليا هى الأخرى متخطيه الجميع....وهى تقف أمام ساب منتظر ابتعاد أليس عنه وهى تنظر له بعيون دامعه....وابتسامه مشرقه مرتسمه على وجهها الطفولى والذى كان يتابعه ألفين بلهفه....متمنيا أن يكون هو مكان ساب حتى تنظر له بمثل تلك اللهفه...
والذى يعلم أنه ستعب كثيرا ختى يحصل عليها...
فتنهد دافنا مشاعره الثائره هذه.....فهذا ليس وقتها...
أبعد ساب أليس عنه بلطف وهو يربت على رأسها بحنان....قائلا بصوتا ضعيف مهزوز:لا تقلقى أنا بخير يا مشاكسه...أنهى حديثه بإبتسامه متعبه ثم اقتربت جوليا منه تحتضنه بهدوء...وهى تقبل رقبته وتشتم رائحته وهى تقول له بخفوت:كنت متأكده أنك لن ترحل وتتركنا....ثم ابتعدت عنه وعادت للخلف مع البقيه....
كان الملك يتابع ما يحدث بهدوء كاذب....وخاصه بعدما لاحظ كيف تمسك ساب بأيدى ألفين حتى لا يسقط.....وكم شعر بالإختناق من هذا التقارب الذى لاحظه بينهم....إلا أنه أبعد كل هذا من عقله كغيره من الأساله التى راودته ولم يجد لها إجابه مرضيه لكبريائه....ك لماذا اخبر ساب ألفين بتواجده بساحه الحرب ولم يخبره هو؟!....ولماذا لما يفكر بطلب المساعده منه هو وطلبها من ألفين؟!...وكيف ل
ألفين أن يكذب عليه للمرة الأوله بحياته من أجل ساب؟!... لماذا؟!...
الكثير من الأساله التى كادت تقتله من كثرة التفكير بها.....إلا أنه ليس ذلك الشخص الذى يعاتب أحدهم أو يطالب بتفسير لتصرفات أحد؟!...لهذا كان الجمود حليفه...
ورغم الضعف البادى على ملامح ساب إلا أنه لاحظ التوتر الشديد الذى يغلف عيناه...بلل ساب شفتاه وبدأ حديثه بصوت حاول جعله ثابت قويا....إلا أنه خرج ضعيفا مهزوز: سيدى أنا اعتذر عن أفعالى المخزيه....ف أنا لم أكن أعلم أن هذا.....لم يعطى الملك ل ساب فرصه فى اكمال حديثه....حين قال ببرود:من الذى سمح لك بالتحدث....
هنا أغمض ألفين عيناه ونظر ارضا وهو يلعن بخفوت سمعه ساب جيدا....مما جعله ينظر للملك بتشتت بالبدايه إلا أنه اومأ له معتذر....ونظر بعيدا عنه وهو يشعر بتنفسه يثقل فهو يشعر بالألم يشتدد وينزف بقوة....إلا أنه لم يتحدث....
تحدث الملك بشموخ وبرود مصاحب لبعض الحده موجها حديثه ل ألفين:إذا ايها المستشار الاول منذ متى وأنت تكذب على؟!...تنفس ألفين بهدوء وهو يجيب الملك قائلا بثبات:لقد فعلت ذلك حتى لا أحدث بلبله قبل المعركه سيدى....فأنا لم أرد أن أشغلك بمثل هذه الأمور وقتها...كما قررت أن أخبرك بها إلا أنك تعلم سيدى أننا لم نملك الوقت لهذا....
فأنت عدت بعد انتهاء الحرب مباشرة.....وأنا لم أستطيع الوصول لك لهذا قررت اخبارك بهذا عند عودتى....كما أن ما فعلتى هذه لم تكن الأوله من نوعها....فكثرا ما أحتفظ بالكثير من الأمور أثناء المعارك وبعدها أقوم بإطلاعك عليها....لهذا أنا لم أكذب عليك سيدى كما لم أفعل سابقا....كانت حجه ألفين قويه وحديثه صحيح....فهذه ليست المرة الأوله التى يفعلها....
ولكن الملك يشعر أنها الأوله وكل هذا بسبب ساب لهذا وجه عيناه ل ساب....الذى ينظر للبعيد وملامحه تعبر عن الألم الخالص....إلا أن النيران المشتعله بقلب إستيفان جعلته لا ينظر إلى أى مدى كان ساب متألم..
تحدث الملك بجمود وهو ينظر ل ساب قائلا:وأنت ما هى حجتك سيد إسبيستيان؟!....نظر ساب للملك بحاجبين معقودين فالملك لم يناديه بهذا الأسم من قبل....إلا أنه تخطى ذلك قائلا بصوتا حاول جعله مرتفعا حتى يسمعه الملك:ليس لى حجه فكل ما فكرت به أننى أردت المشاركه فقط...وأنت منعتنى من ذلك...رغم سماحك بذهاب الكثيرون لهذه الحرب وهم لا يستطيعون استخدام السيف...لهذا أردت المشاركه بهذا الأمر مهما كلفنى الأمر....
نظر الجميع ل ساب بصدمه فهم يعلمون أنه كاذب بسبب ما سمعوه من شقيقته....وهو أيضا يدرك ذلك فهو ليس بالغبى ولكنه فعلها لخاجه فى نفسه....كما أن حديثه الكاذب جعل عينى الملك تشتعل بغضب حارق....والذى قال بصوتا غاضب زلزل القاعه بأكملها: كفى هراء...ثم استقام واقفا وتحرك خارجا من قاعه العرش....وهو يقول بغضب ضاغطا على اضراسه ليتحكم بغضبه:اتبعنى...وخرج من القاعه تاركا خلفه الجميع ينظرون ل أثره بوجل...
إلا أن الأنظار توجهت ل ساب الذى قال بصوتا غاضب رغم الألم الذى يقتله ببطئ....وهو ينظر أرضا:اللعنه على غبائك مارلين.... ثم تحرك خارجا من القاعه متفاديا النظر للجميع بخطوات متعثره....إلا أن عيناه ألتقت بعينى والده الذى نظر له بإبتسامه هادئه.... ولكن لم يعطى له ساب أى أهميه وأكمل طريقه لمكتب الملك
❈-❈-❈
وصل ساب أمام مكتب الملك وهو يحاول أخذ أنفاسه بصعوبه....فالدرع يشعره بالاختناق إلا أن طبعه مكابر لهذا دق الباب منتظر أن يأذن له الملك بالدخول....وبالفعل أتاه الأمر سريعا ودخل ساب وهو يحاول اظهار الامبالاه على وجهه المتصبب عرقا.... وظل واقفا مكانه متظاهر بالثبات منتظر أن يبدا الملك بالتحدث....
كان الملك يعلم أنه لم يبق أمام ساب سوى القليل ويفقد وعيه...فدمائه بدأت بالتساقط أرضا وكم
شعر بغضبه يشتد فحتى بأكثر أوقاته شعورا بالألم
لا يطلب غفرانه من أجل اصابته..لهذا فالتلعنه السماء إذا أشفق عليه وهو لا يشفق على حاله....
تحدث الملك بغضب وهو ينظر له بحده:أنت لم تكتفى بما فعلته...بل وتأتى أمام الجميع وتكذب
علنا...الأن أخبرنى ما الذى تريد الوصول له أيها
الغبى المتواقح؟!...أنهى الملك حديثه بضربه قويه لسطح مكتبه....جعلت ساب يرمش بعيناه لقوتها...
تنفس ساب بقوة وهو يقول بضعف:كذبت لأننى سأفقد الوعى بعد القليل من الوقت...نظرا لما فقدته من دماء لهذا لم أرد أن يظهر ضعفى أمامهم...لهذا... صمت ساب يرفع عيناه المرهقه للملك وهو يكمل:لهذا أغضبتك لأننى أعلم أنك لن تهيننى أمامهم....وهذا ما حدث لهذا أعتذر منك سيدى...لأننى استغليت غضبك بهذه الطريقه القذره....صمت ساب منتظر حديث الملك الذى طال صمته....
إلا أنه تحدث بالنهايه قائلا بإشمئزاز:ومنذ متى وأنت تستغل من أمامك بهذه القذره؟!...ابتسم ساب بضعف رغم الألم الذى غزى قلبه من حديث الملك...وقال:منذ قررت عدم اظهار ضعفى وقله حيلتى أمام أحد سوى الأقرب لقلبى....فأنا لا أحتاج شفقه الجميع فقط احتاج مسانده ممن أراهم سندا لى....
حسنا كانت إجابه غير متوقعه...إلا أنها اعادة اشتعال الغيره بقلب الملك الذى اطاح بما على سطح مكتبه واسقطه أرضا حتى جرحت يده....وهو يقول بصوتا غاضب مرتفع:إذا كان حديثك صحيح؟!...لما واللعنه إخترته هو؟!...لما طلبت منه المساعده ولم تطلبها منى إن كنت الاقرب لك كما تدعى؟!....
نظر له ساب بصدمه فهو لم يظن أن الملك سيفكر بهذه الطريقه...لهذا قال بعفويه وهو ينظر له بتشتت وألمه يشتدد ورأسه يثقل:أنت تعلم جيدا أنك الاقرب لقلبى....وأنت هو الأول لهذا....لم يعطى له الملك الفرصه ليكمل حديثه....الذى أشعره بالراحه وأشبع غروره وكبريائه بسبب الصدق النابع من عينى ساب وهو يتحدث....
إلا أنه مازال يشعر بنار تحرق جوفه لهذا اصبح أمامه بطرفه عين وهو يقول بسخريه وحده: لا أظن ذلك فلو كنت الأول كما تقول لما فكرت بطلب المساعده من غيرى.....بدأت الرؤيه لدى ساب تتشوش إلا أنه قال بخفوت: فعلت ذلك لأننى اعلم أنك لم تكن لتسمح بإبتعادى عن أنظارك...كما خشيت من اخافتك بسبب اصابتى لأننى ظننت أننى سألقى حتفى حينها....فلم أرد أن يكون لقائنا الأخير وأنا بهذا الضعف...كما أعلم أننى أستحق أشد العقاب....
توقف ساب يحاول أخذ أنفاسه ورأسه بدأ يدور به وأكمل وهو يشعر بالظلام يحيطه:أعتذر بسبب ما تسببت به من حزن لقل.....ولم يكمل حديثه وسقط أرضا فاقدا لوعيه تحت أقدام الملك...الذى خفق قلبه بألم شديد وخوفا حقيقى حين رأى ساب فاقد لوعيه....إلا أنه استفاق سريعا وهو يحمل ساب ويصرخ بحرسه أن يجلبوا الحكيم إلى هنا على وجهه السرعه....
حمل الملك ساب ووضعه على الطاوله وهو يحاول السيطره على الرعب الذى سكن بين ضلوعه...وهو يلعن عناده الذى جعله يتركه حتى فقد وعيه من شدة الألم.....
❈-❈-❈
خلال ذلك كانت كيت وميلسيا وفيفان وابنتها خارج القصر فى نزهه أُجبروا عليها....بناء على أمر من ماكس حتى لا يتواجدوا خلال حضور ساب وألفين... وصادف أنهم قد انتهوا من تنزههم وهم الأن أمام البوابه الأماميه للقصر....وكادت عربتهم تتخطى البوابه....إلا أن كيت أمرتهم بالتوقف حين رأت الصغيره ليلى شقيقه ساب....وهى بحالة مزريه تتشاجر مع الحرس لتدلف للداخل...
أسرعت كيت بالنزول من العربه وهى تجيب ميليسا التى سألتها عن سبب توقفهم قائله:أنها رأت شقيقه ساب الصغرى....تبعتها ميلسيا لترى شقيقة إبنتها الغاليه....وخلفها فيفان وابنتها فضولا....
وصلت كيت ل ليلى وقالت بقلق من حالتها الفوضويه: ليلى...فلم تسمعها الصغيره لتركيزها المصوب نحو الحارس الواقف أمامها...لهذا أعادت كيت ندائها بصوتا أعلى:ليلى هل انتى بخير؟!... إلتفتت لها ليلى وهى تسرع نحوها وكأنها وجدت طوق نجاتها قائله ببكاء عالى وشهقات لا تتوقف:لقد قتل ساب....لقد مات أخى....
توقف دوران العالم من حول ميلسيا وشهقت كيت بصدمه....وقد امتلات عينها بالدموع تخطت ميلسيا كيت وأمسكت ليلى من أكتافها وهى تقول برعب:من المؤكد أنك مخطئه لا يجب أن يموت....محال أن يموت فمازال أمامه الكثير لم يفعله....وتركتهم تركض بدموع تتساقط بغزاره متجهه لغرفه استيفان فهو الوحيد الذى سيخبرها بالحقيقه....وتبعها الباقين مهرولين خلفها بخوف وقلق....بينما فيفان وابنتها
لم يتأثروا حين استمعوا للحديث الذى دار بين كيت وليلى....بل شعروا بالمزيد من الفضول....لهذا اسرعوا ليعرفوا
ما حدث....
❈-❈-❈
كان دوغلاس قد استفاق وخرج من غرفه الحكيم الذى يهرول خلفه....ليحاول منعه من الذهاب لقاعه عرش الملك...هو وماثيو الذى حاول أن يخبره أن ساب بخير....إلا أن دوغلاس لم يكن يستمع لهم وهو يؤكد قائلا أنه سيتأكد بنفسه من صحه أقوالهم...
وصل دوغلاس لقاعه العرش وجد الجميع يقفون وكأنما على رؤسهم الطير.....وكاد يتحدث إلا أنه لاحظ وجود ألفين لهذا أسرع تجاهه قائلا بإرهاق وأمل:ألفين أين هو ساب؟!...هل هو بخير؟!...
نظر الفين لحالة دوغلاس المتعبه وكاد يؤكد له أن ساب بخير....إلا أن دخول الحارس الذى يحاول أخذ أنفاسه بصعوبه أوقفه وهو يقول بقلق وخوف:سيدى الحكيم الملك يريدك بمكتبه على وجه السرعه....
ف ساب فقد وعيه كما أنه ينزف الكثير من الدماء...
هنا لم يعد الحكيم يستطيع السيطره على اعصابه قائلا:ما الذى يحدث هنا؟!...وتحرك مهرولا خلف الحارس وخلفه دوغلاس...وألفين..وماكس...وديفيد وماثيو...وجورج...وجوليا..وأليس...ومارلين كانوا كالسرب يركضون خلف الحكيم نحو غرفه الملك... وتقاطعت طرقهم مع ميلسيا ومن معها والتى كانت تبكى بقوة....
وحين وصلوا جمعا أمام غرفه الملك...أمر الحكيم الحرس بمنع الجميع من الدخول ودخل مغلقا الباب خلفه بالمفتاح...حتى لا يسمح لأحد بإفساد عمله نظر الحكيم داخل الغرفه وجد المكتب شبه محطمه... وساب فاقدا وعيه على طاوله الإجتماعات....والملك أمامه يحاول افاقته....
اقترب الحكيم من الملك وابعده عن ساب ليستطيع انقاظه...وبدأ برفع ثيابه إلا أنه قال بضيق وهو ينظر لدرعه:أنت مرة أخرى....وتحرك متجها للباب مرة أخرى فاتحا اياه....قائلا بصوتا مرتفع حتى يسمعه الجمع الواقف أمام الباب:من منكم يستطيع فك
درع ساب؟!...
فإنطلقت أربعة أصوات معا بذات اللحظه ميلسيا وجورج وألفين ودوغلاي قائلين بصوتا واحد:أنا...
نظر بعضهم إلى بعض نظرات فهموها جيدا...إلا أن الحكيم لم يعطى لهم الفرصه للنزاع على من سيدخل وأمر الفين بأن يتبعه....
وبالفعل دخل ألفين مغلقا الباب خلفه.وهناك ثلاث ازواج من العيون ينظرون لبعضهم....وهناك العديد من الأساله طرحت بعقولهم....واهمها هل يعلم ألفين بحقيقه ساب؟!....
كان كلا من دوغلاس وجورج وميلسيا ينظرون لغرفه الملك بتوتر وقلق كبير...منتظرين انفجار الغرفه حين يعلم الملك بحقيقه ساب....
داخل الغرفه اقترب ألفين من ساب ونظر للملك والحكيم بثبات....وقال بهدوء ظاهرى وهو ينظر للغرفه:أظن أن العمل بغرفتك أفضل من هنا أيها الحكيم....كما أنك لا تحمل معك أدواتك وإذا قمنا بنزع الدرع الأن سيفقد ساب دماء أكثر...لهذا من الأفضل أن نسرع بالذهاب إلى هناك...
اومأ له الحكيم موافقا واتجه نحو الباب يفتحه قائلا: هيا احمله واتبعنى...كاد الملك يقترب من ساب ليحمله...إلا أن ألفين أوقفه قائلا:اترك الأمر لى حتى لا تتسخ ثيابك....ولم يعطى فرصه للملك وحمل ساب خارجا من الغرفه....متجها لغرفه الحكيم وهو يتنفس بإهتزاز فقد استطاع الخروج من هناك بإعجوبه....
كان الجميع يتبع ألفين والحكيم وكان حاله النساء مزريه فهم يبكون بخوف من فقدان ساب...والقلق والخوف كان مرتسم على ملامح الرجال....
دخل الحكيم غرفتة وانتظر دخول ألفين ثم اغلق بابه بوجه الجميع بالمفتاح كما فعل بغرفه الملك... واقترب يجمع ما سيحتاجه من أدوات وأعشاب...
وهو يأمر الفين بأن يسرع بفك درع ساب....
أغمض ألفين عيناه وتنفس بهدوء ثم نظر للحكيم قائلا بتريث:ما ستراه الأن لا يجب أن يعلم به أحد وأنا متأكد من أنك لن تخبر أحد...ولكن أريدك أن تعدنى بهذا؟!....تعجب الحكيم من حديث ألفين بهذا الوقت الحرج....إلا أنه أومأ له قائلا:أعدك ألفين رغم أننى لا أفهم المقصد من حديثك....
اقترب الفين من ساب الفاقد لوعيه وهو يقول بخفوت وكأن ساب يسمع حديثه:أعتذر منك يا صغيرة....ولكن لابد لى من فعلها حتى لا تفقدى حياتك....وقام بنزع الدرع امام الحكيم الذى شلت الصدمه لسانه...حيث وقف متصنم كمن لدغته افعى سامه...بعد أن أدرك ان الراقد أمامه فتاة وليس فتى..
يتبع