الفصل السابع والخمسون - مملكة الذئاب black
الفصل السابع والخمسون
حين علم الجميع بموتى طالبوا بالغفران واحدا تلو الأخر.....كما ظل بعضهم يتذكرون ما كان يجمعنا... والمثير للسخريه أن كل ما كان يجمعنا ببعضهم ليس سوى ذكريات مؤلمه....مليئه بالخزى والندم لهذا أود أن أطرح عليكم سؤالى الأوحد: لما؟!... لما تخطؤن مثل هذا الأخطاء المميته بحق من تظنون أنهم أحبتكم؟!... لما تنزعون انسانيتهم بوحشيتكم ثم تطالبون بالغفران؟!...ألا تستحون!!...أم أن الندم الذى بدأ ينهش قلوبكم...جعلكم تدركون كم أن أخطائكم لا تغتفر...وأنها لا تدل سوى على شئ واحدا فقط....
ألا وهو انكم أحببتم هذا الشعور حين سلبتمونى كل شئ دون رحمه....لهذا لا تطلبوا مغفرتى لأننى لا أملكها...بل اطلبوا لى الرحمه....لعل روحى المتعبه ترقد يوما بسلام...
"سابين"
❈-❈-❈
كان الجميع يقفون أمام غرفة الحكيم لما يقارب الساعتين....منتظرين أن يقوم بفتح الباب ليطمئنوا على حالة ساب....وقد تفرقوا فقد كانت ميلسيا
وكيت يقفون مع الفتيات الثلاثه...وخاصه ليلى التى كانت كيت تضمها بقوة لتبث لها بعض الأمان....الذى انتزع منها خلال الساعات المنصرمه....بينما فيفان وابنتها قد شعروا بالملل...لهذا عادوا لغرفهم متعللين بالتعب....
بينما كان جورج ودوغلاس يقفون جوار بعضهم وهناك حديث صامت قائم بينهم...فقد كان كلا منهما يفكران بذات الأمر...كيف أدرك ألفين وميلسيا حقيقه ساب؟!...بينما كان ديفيد وماكس يتحدثون بصوتا خافت عما سيفعلونه...إلا أنهم لا يعلمون ما الذى يجب فعله بهذا الوقت؟!..هل يظلون حتى يطمئنوا على حاله ساب؟!...أم يجب عليهم الذهاب للملك للتحدث معه بشأن ساب وألفين؟!...
إلا أن كلاهما لم يذهبا خوفا من أن يفرغ غضبه بهم لانه من المؤكد أنه لم يفرغه كاملا بساب...وعلى بعد قليل كان يقف ليو الذى علم بما حدث لصديقه بعدما عاد من معهده.....لهذا ظل واقفا منتظر خروج صديقه الذى شعر بالأسى والحزن الشديد على ما ألت له أحواله....وجوراه كان يقف مارلين الذى ينظر بشرود أمامه....وهو مازال يتذكر ما حدث ل ساب أمام عيناه بالحرب ولا يستطيع التوقف عن لوم نفسه...
داخل الغرفه كان الحكيم قد تخطى صدمته بسرعه لم يتوقعها ألفين....كما بدأ الحكيم يعمل بهدوء وثبات أثار ريبه ألفين....الذى فضل الصمت بالوقت الحالى....وكان يقوم بمساعدة الحكيم...وبعد مرور ساعتين كانوا قد انتهوا واستقرت حالة ساب...الذى يجب أن يظل فى الفراش قرابه الأسبوعان أو أكثر حتى يلتأم جرحه وتتحسن صحته....
كاد الحكيم يخرج من غرفته ليخبر الواقفين بالخارج على حالة ساب...إلا أن ألفين أوقفه قائلا بتسأل: كنت تعلم أليس كذلك؟!...
تنهد الحكيم وإلتفت ناظر له بهدوء وقال:أجل كنت أعلم بأنها فتاة...اتسعت مقلتى ألفين حين تأكد من صدق ما ظنه....واقترب من الحكيم سألا أياه :منذ متى تعرف بهذا؟!...
أجابه الحكيم بثبات:فى اليوم الذى قام الملك بكسر قدمها وفقدت الوعى....حينها قررت أن أقوم بنزع ملابسه الخانقه والمتسخه وإستبدلها بملابس نظيفه حتى يشعر بالراحه....إلا أننى لم استطع نزع درعه مهما حاولت....وحينها قررت أن أقوم بتبديل ملابسه التحتيه المليئه بالتمزق بثياب ملائمه...حينها علمت بحقيقتها....وظللت جالس أمامها أحاول استيعاب ما رأيته....صمت الحكيم متنهدا بإرهاق وهو يكمل:أعلم ما تفكر به....أنت تتسأل لماذا لم أخبر أحد بهذا أليس كذلك؟!..
أومأ له ألفين فإبتسم الحكيم بود قائلا:أظن أن السبب الذى منعنى من إفشاء سره هو ذات السبب الذى منعك من إفشائه....فأنا ورغم أنه لا يحق لى أن أقوم بافشاء سر مريض...إلا أننى امتنعت عن إفشائه محبة بقوة وصلابه هذه الصغيرة الهاشه....التى تدعى القوة والتى استطاعت فعل ما لم تستطيعوا أنتم فعله...لهذا لا تقلق لن يعلم أحد بما رأيناه هنا....
وكاد يتحرك ليخرج فأوقفه سؤال ألفين للمره الثانيه قائلا:إذا لما صدمت حين أخبرتك بحقيقتها؟!...ابتسم الحكيم بمكر قائلا وهو يتجهه للباب:صدمت لأننى تعجبت من قدرتها على جعل أقرب شخص للملك يفكر بحمايتها من الملك نفسه....وخرج مغلقا الباب خلفه...وترك ألفين الذى تنهد واستدار ليجلس جوارها ليراقبها حتى يعود الحكيم....
خرج الحكيم من الغرفه وحينها تجمهر الجميع حوله كلا يسأله أكثر من سؤال....ولقد كان يرد علي جميع أسألتهم بصدر رحب حتى يريح قلوبهم....فهو يعلم
كم أنهم قلقون على صحه وسلامه ساب....
وأثناء انشغالهم بالإطمئنان على ساب...استطاعت ليلى كعادتها أن تتسلل داخل الغرفه دون أن يلاحظ أحد هذا....دخلت ليلى بهدوء إلا أن ألفين لاحظ صوت أقدام صغيره تقترب منه.....لهذا إلتفت ليرى من القادم فوجدها ليلى شقيقة ساب الصغرى...
وقفت ليلى جوار ألفين تنظر ل ساب بعيون دامعه...
ثم قامت بلمس يده برقه وربتت عليها بحنان ثم اقتربت منها وقبلتها بحب وهى تذرف الدموع...
وقالت بصوتا خافت وكأنها تخشى استيقاظه:كنت واثقه أنك لن ترحل....أتعلم لما لأنك وعدتنى أنك لن تتركنى وأنت لم تخلف وعدا قطعته لى من قبل.... وعادت لتقبل يده بإبتسامه فرحه....
كل ذلك كان يحدث أمام أنظار ألفين الذى ينظر لها بدهشه...ويفكر بكم أن ساب محق بفعل ما يقوم به من أجل هذه العائله....التى من المؤكد ستتحطم إذا حدث له شئ ما....فهم لا يملكون عونا غيره...لهذا أرد أن يبث الأمان بقلب الصغيره التى تبكى أمامه....
فقال ألفين بهدوء:لا تقلقى سيكون بخير...ف شقيقك قوى أتعلمى أنه مقاتل بارع ذو مهارات متعدده...
ظهرت تلك اللمعه الفخوره بعينى الصغيره...وهى
تنظر ل ألفين بإهتمام وتستمع لما يقوله عن شجاعة شقيقها....
إلا أنها سألته مباغته:ولكن إن كان بكل تلك القوة والشجاعه التى تحدثنى عنها..إذا كيف تمت إصابته؟!...
أدرك ألفين أن من أمامه ليست فتاة صغيره وحسب بل أنها فتاة تملك عقلا كبيرا يحلل كل ما يسمعه....
لهذا أجابها ألفين قائلا:الحقيقه أن أخيك....حاول حمايه ذلك الفتى المدعو مارلين لهذا تمت إصابته...
ضيقت ليلى عيناها بتركيز وهى تقول بحقد وصوتا بطئ...وكأنها ساحرة ستقوم بإلقاء لعنه على أحدهم: هذا الحقير سأقوم بقتله هو وهذه الغبيه....التى تسببت لنا بكل هذا....وكادت تخرج إلى أن ألفين أمس بيدها موقفا إياها وهو يحاول تهدأتها قائلا: أظن أنك فتاة ذكيه لهذا أريد أن تعلمى أن ما ستفعلينه لن يجعل ساب يشعر بالسعاده....كما أنك رأيتى الخوف الشديد التى أصابت الجميع بسبب إصابته.....لهذا ما تفكرين به ليس صحيح....
تنهد ليلى مدركه صحه ما قاله ألفين لهذا عادت لتجلس جواره بالمقعد المجاور....وهى تقول بهدوء: إذا فالتخبرنى بما حدث معكم بالحرب.....نظر لها ألفين رافعا إحدى حاجبيه وكاد يرفض ذلك...إلا أنها سألته قائله:ولكن فالتذكرنى بإسمك لأننى لا أتذكره..
تنهد ألفين وهو يجيبها بإرهاق:ألفين....كما أننى لا أملك القدره على التحدث لأننى مجهد ولم أنم منذ أيام....لهذا وكاد يكمل حديثه إلا أن ليلى التى وقفت عن مقعدها سريعا....قاطعته قائله وهى تضع يدها على وجنتى ألفين الذى نظر لها بذهول...وهى تقول بشكر ومحبه:أعلم أنك قد ساعدت أخى كثيرا لهذا شكرا لك كثيرا...كما أعلم أن عدم النوم لعده أيام ليس جيدا...لهذا...توقفت عن الحديث ثم اقتربت
منه وقامت بإحتضانه بقوة.....وظلت تربت بحنان على ظهره....وهى تكمل حديثها تروى فضوله تجاه فعلتها هذه:دائما ما كان يأتى ساب متعبا من العمل المتواصل لعده أيام....وكنت أساله ماذا أفعل حتى تشعر بتحسن...كان يخبرنى أننى إذا قمت بإحتضانه سيشعر بالكثير من التحسن...لهذا أتمنى أن تشعر كما يشعر هو حين أحتضنه.....
نظر ألفين ل ساب النائم وابتسم له بإمتنان وهو يرفع ليلى ليجلسها على قدمه....وهو يضمها لصدره ويشتم رائحه شعرها العطر والطفولى الذى جعله بالفعل يشعر بالراحه....فقال وهو يضمها بهدوء:ولقد صدق يا صغيرة...
كان الحكيم قد انتهى من إجابه كافه الأساله الموجه له... وإستدار عائد لغرفته بعد أن منع الزياره بالوقت الحالى....متعللا أن ساب يحتاج لمزيد من الراحه وبعد دخوله قام بإغلاق الباب خلفه....وسار تجاه ألفين الجالس أمام ساب....ليخبره أن يذهب لغرفته ليحصل على قسط من الراحه....إلا أنه وجد ألفين يحتضن جسد صغير لا يكاد يرى لصدره....
فإقترب منه بهدوء سائلا اياه بخفوت:من هذه؟!...
أجابه ألفين بذات الخفوت حتى لا تستيقظ الصغيره: أنها ليلى شقيقه ساب الصغرى...فأومأ الحكيم له قائلا:حسنا قد بإعطائها لإحدى شقيقاتها بالخارج...
واذهب لغرفتك لتستريح....
فأومأ له ألفين موافقا....ووقف بهدوء وليلى تحتضن عنقه وتدفن وجهها به...وسار تجاه الباب إلا أنه توقف وهو يسأل الحكيم قائلا:متى سيستيقظ من سباته؟!..
أجابه الحكيم بهدوء:أظن أنه سيستيقظ خلال يوم أو أكثر....فنحن نتحدث عن جسد لم يحصل على راحته لأيام....أومأ له ألفين متفهما واستدار خارجا من الغرفه...وهو يتجه نحو النساء واقترب من جوليا دون الجميع ليعطيها الصغيرة....والتى كانت تنظر له بتوتر وهى تأخذ منه ليلى دون حديث...
إلا أنه اقترب من أذنها قائلا بخفوت حتى لا يسمعه أحد غيرها:إشتقت لكى زوجتى الحبيبه.....وقام بالابتعاد عنها وهو يحيى الوافقين...ثم استدار ذاهبا لغرفته ليحصل على بعض الراحه...ولكنه ظل يبتسم وهو يتذكر كيف نظرت له جوليا حين لقبها بزوجته... كم تمنى أن تكون بمثل شجاعه ساب أو ليلى الصغيره...لتأتى له لتجادله حين يفعل ما يثير غضبها....إلا أنه يعلم أنها أجبن من أن تفعل ذلك...
وصل ألفين لغرفته وقام بنزع ملابسه....وكاد يذهب للمرحاض ليغتسل إلا أن طرق الباب العنيف أوقفه... لهذا اقترب منه فراشه وأخذ المنشفه يضعها حول خصره وهو يقترب من الباب....وهو يتعجب من الطرق العنيف الذى لا يتوقف....لهذا فتح الباب
وكاد يعنف الطارق...إلا أنه وجد جوليا هى من تقف أمامه بعينى تشتعل غضبا....وكأنها كانت تنظر له خطأ اخر حتى تفرغ كامل غضبها به...كان ألفين ينظر لها بصدمه بالبدايه من قدومها الذى خالف توقعه...إلا أنه سيطر على صدمته ببراعه....وقال بتسأل جاد يخفى به اشتياقه لها: ماذا هناك يا فتاة؟!...لماذا تقومين بطرق الباب بهذه القوة؟!...
توترت جوليا من الجديه التى تلبسته...إلا أنها لن تتراجع عما عزمت عليه من ايقاف هذا الوقح عند حده...لأنه لا يكف عن اغاظتها واشعال غضبها بتصرفاته الوقحه التى تزداد....لهذا اقتربت منه
وهى تهدده قائله:اقسم إن لم تكف عن أفعالك الوقحه هذه...حينها سأخبر ساب والجميع عما فعلته سابقا بمنزلى...كانت تهدده وهى تنظر لعيناه بشراسه دون أن تلاحظ ما يرتديه....فقد كان عقلها مشغولا بالكلمات التى ستلقيها بوجه هذا الوقح الوسيم....
وبعد انتهائها كادت تستدير لتخرج من الغرفه التى
لا تعلم متى دخلت إليها...إلا أن هذا لا يهم فهى قد أنهت ما أتت من أجله...إلا أن هذا لم يكن رأى ألفين الذى قام بجذبها من خصره تجاهه مغلقا الباب...
وحجز جسدها بينه وبين الباب المغلق....هنا إتسعت عينى جوليا هلعا مما فعله...وللمرة الأوله تلاحظ وقوفه أمامه بدون ملابس فقط ب منشفه حول خصره.....وهذا ذاد من توترها وارتجاف شفتيها....
وهى تنظر له بخوف منتظر ما سيفعله....
اقترب ألفين منها ببطئ وقال وهو ينظر داخل عينها بثبات:اعيدى ما قلتيه يا صغيرة ان كنتى تمتلكى الشجاعه الكافيه لقوله....ابتلعت جوليا ما بجوفها بخوف حقيقى وقد عادت ل جوليا الضعيفه التى
لا تملك سوى الصمت...خائفه من أن يقوم بضربها كما يفعل والدها بوالدتها حينما تغضبه....
كما كانت تشعر بتوتر شديد من قربه المهلك لقلبها الذى تسمع نبضه بأذنيها...إلا أنها تذكرت شقيقها ف استجمعت شجاعتها وحاولت ألا تخاف منه....فهو إذا حاول اذيتها حينها سيقوم ساب بقتله.....وعند تلك النقطه اختفت تلك النظرات الخائفه وحلت مكانها أخرى واثقه وهى تقول:أخبرتك أنك ستندم إن لم تكف عن أفعالك هذه.....لهذا ابتعد عنى الأن...
ارتفع حاجب ألفين اعجابا بتلك الشراسه التى قليلا ما تظهر على فتاته الخجوله....والتى جعلته يفقد ثباته فهو يشتاق لها وبشده لهذا لا ضير من أن يرتشف بعضاً من عسلها....واقترب من أذنها قائلا بهمس حارق لبشرتها:نسيتى اضافه كلمه وقح جميلتى....وختم حديثه بقبله هادئه لشحمه أذنها شهقت جوليا على أثرها...ورفعت يدرها تضعها على صدره لتبعده عنها...إلا أن جسدها انتفض حين شعرت بملس جسده على يده....مما جعلها تشعر بالتشتت من هذا القرب الذى أهلك قلبها بطريقه لم تشعر بها من قبل....
إلا أنها حاولت التماسك وأبعدت يدها المرتجفه
وهى تحاول أخذ أنفاسها المتلاحقه...بسبب أنفاسه التى تضرب عنقها بحراره تقتلها...كما أن شفتيه لا تتوقف عن إمتصاص كلا من شحمة أذنها وعنقها بتريث يقتلها وكأنه يتناول طعامه المفضل....
حاولت جوليا إخراج صوتها لتوقفه فخرج صوتها مهزوزا:ابتعد...ألفين أرجوك ابتعد.....بالفعل استجاب ألفين لطلبها وأبعد شفتها عن عنقها...ثم قرب أنفه من شعرها يشتم رائحتها ليحتفظ بها داخل صدره...ويده تشدد على خضرها ليقربها له أكثر....
هنا لم تعد تسطع جوليا التماسك وخرجت شهقه مكتومه من بين شفتيها....حين قام بلعق عنقها مكان أسنانه التى طبعت على جلدها الرقيق....وامتلئت عينى جوليا بالدموع من تلك المشاعر التى تنهش جسدها وتطالبها بشئ لا تعرف مهيته...مشاعر تشعر بها لأول مرة بحياتها...والتى لا تستطيع ايقافها لهذا شعرت بالقهر يملأها....فبكت وبدأ صوت بكائها يعلو حينها استيقظ ألفين من غفلته حين استمع لصوت بكائها....
فإبتعد عنها وهو يشعر بفداحه ما قام به...وخاصه حين نظر لها ووجد عينها مليئة بدموع الخوف والقهر وشئ أخر لم يرد تصديقه.....لهذا أمسك بوجهها يقربه له قائلا بأسف:أعتذر منك حبيبتى...أنا لم أقصد فعلها.....أقسم أننى لا أريد الأذى لكى...
أرجوكى أنظرى لى جوليا...أرجوكى كفى عن البكاء أرجوكى صغيرتى...انظرى لى لترى كم اعانى من قربك المهلك لقلبى...شعرت جوليا بالألم والصدق يغلف صوته النادم...لهذا فتحت عينها ببطئ تنظر لعيناه وأنفه يلامس أنفها ويتنفس كلا منها هواء الأخر...
إلا أنها شهقت بسبب لون عيناه الداكن بطريقه بثت الخوف بقلبها...وهى تنظر له بتشتت وانفاسها عادت لتعلو مرة أخرى...ابتسم لها ألفين بضعف وهو يحارب شياطينه الأن...حتى لا ينقض عليها محطما كل حاول بنائه خلال الفترة المنصرمة...
إلا أنه بدأت يقبل دموعها المتساقطه على وجنتيها بأسف...وهو يقول بين كل قبله والأخرى:أقسم أننى لم ارد إذائك او إخافتك....أرجوكى كفى عن البكاء...
فبكائك يمزق قلبى حبيبتى....وختم اعتذاره بتقبيله لعينها اليمنى ثم عينها اليسرى وهو ينظر لها بأمل أن تسامحه على خطأه.....
فتحت جوايا عيناها بتوتر رغم الراحه والسعادة التى غمرت قلبها...حين رأت نظرات الأسف والأعتذار منه حين جعلها تبكى بسببه...إذا هو ليس كوالدها كما أن ما قام به لم يخيفها بقدر ما جعلها تشعر بمشاعر غريبه جعلتها بعالم غير العالم...إلا أنها أخفت ذلك لعلمها بخطأ ما فعله...
وهى تقول بتوتر تتهرب من عيناه التى تلاحقها:ابتعد عنى....ابتعد ألفين عنها على الفور حتى لا يزداد خوفها منها....وحينها خرجت جوليا مسرعه من غرفته دون أن تعطيه فرصه ليجعلها تسامحه على فعلته...وكاد ألفين يخرج خلفها إلا أنه تذكر أنه مازال واقفا بمنشفته.....فقام بإغلاق باب غرفته بقوة وهو يلعن تسرعه الذى جعلها تفر منه هاربه...غير مدركا أنه حطم الحاجز بين تناغم وتقارب جسديهما....
❈-❈-❈
كانت أليس تحمل ليلى التى طلبت منها جوليا حملها حتى تذهب للمرحاض وتعود...كما كان عقلها ممتلئ بالكثير من الأحاديث.....التى لا تحمل سوى معنى واحد أنها مذنبه ويجب أن تعاقب بسبب ما اقترفته بحق شقيقها.....إلا أنها خلال ذلك داهمتها ذكرى ما حدث بمنزلها من محادثه بينها وبين مارلين....عن مقتل ساب أمام والدتها التى فقدت الوعى بعد استماعها لحديثهم....
وهنا اتسعت عينها رعبا وهى تعلم أن جوليا وليلى هنا معها......والدتها بمفردها الأن بالمنزل وقد تكون أذت نفسها....عند تلك النقطه انتفض جسد أليس التى أعطت ليلى ل ميليسا برعب...وهى تقول بفزع متجهه لوالده:أبى....فنظر لها جورج بحاجب معقود وكاد يتسأل عما يحدث....إلا أنها سبقه قائله برعب: أمى...أمى وحدها بالمنزل.....هنا اتسعت عينى جورج خوفا وهو يترك الجميع مهرولا خارج القصر....وهو يدعو ربه أن تكون زوجته بخير.....لأنه لن يستطيع العيش بدونها....أجل ف قلبه اللعين مازال يعشقها رغم ما فعلته به.....
كان جورج لا يرى أمامه وهو يركض بفرسه بسرعه كاد يسقط على أثرها أكثر من مرة....وصل جورج أمام منزله فقفز من فوق فرسه وركض تجاه باب منزله....وكاد يطرقه بعنف فوجده مفتوح فدلف للداخل بعيون مشتته....وقلب ينبض برعب وعقله يهيئ له المشهد التالى الذى سيرها به غارقه بدمائه ولكن هذه المرة لم يكن هو المتسبب بإلمها....بل هى من ستتسب بألمه وموته.....
ظل يبحث عنها بالمنزل كالمجنون وهو يناديها بصوتا مرتفع مليئ بالخوف....جورج برعب:فكتوريا...فكتوريا أين أنتى؟!...كان يبحث بغرفتها حين سمعت فكتوريا وسيلا صوته....فوقفت كلاهما كالملسوعتان ليعلموا ما حدث....وخرجوا من المطبخ تزامنا مع خروجه من غرفتها....
حين رأها جورج واقفه أمامه معافها...شعر بروحه ترد له وكاد يسرع نحوها أجل كاد يفعلها...كاد يحتضنها يشبعها قبلات يخبرها كم مات قلبه رعب من فكرة فقدانها....إلا أن نظرات الخوف والتشتت تحولت لبروده المعتاد....وهو يقول قبل أن تبدأ هى بسؤاله عن فتاته:أنها بخير...وهى بالقصر الملكى الأن....
واتخذ طريق الخروج من المنزل حتى لا تكثر من سؤالها عن أشياء لا يعلم عنها شئ....وهو يغمض عيناه براحه لأنها بخير.....رغم أنه لم يخفى عليه خالته المحطمه التى رأها بها...كانت فكتوريا تنظر لأثر زوجها بذهول....فقد كان هنا المزيد من الأساله التى تريد إجابه لها....إلا أنه رحل ولكن ما أهمية أسألتها فقد أخبرها الأهم وهو أن صغيرتها بخير...
لهذا نظرت ل سيلا وهى تبكى بشده وتبتسم بإتساع وهى تقول بشهقات متقطعه:صغيرتى بخير...أنها هنا ولم تمت....لم ترحل....لم ينتزعها منى كما ظننت....
أريد رؤيتها سيلا....اريد ضمها لقلبى وشم رائحتها... خذنى لها الأن....وتحركت نحو غرفتها لترتدى ثيابها...
كانت سيلا تحاول السيطرة على غضبها من تصرفات والدها الجافه تجاههم بمثل هذا الموقف المؤلم...كما أنها تعلم أن والدتها لا يجب أن تذهب للقصر الملكى... لأنها قد تكشف حقيقه شقيقها بسبب حديثها...لهذا تنفست بعمق وهو تسير خلفها للغرفه....وهى تقول بهدوء:أمى أنتى الأن متعبه سيكون من الافضل لو...
كادت سيلا تكمل حديثها...إلا أن فكتوريا استدارت لها بعنف تلقى كل ما أمامها أرضا وهى تصرخ بها قائله:واللعنه من انتى حتى تمنعينى من رؤيه صغيرتى بعد أن اخبرتمونى أنها قد قتلت؟!...اللعنه عليكم جميعا....لقد أطعتكم طوال سنوات حياتى حين رفضتم خروجى من المنزل أزعت وقبلت...
وفعلتها لأننى كنت أركم بخير أمام عينى...أما الأن فقد طفح الكيل....
واقتربت من سيلا تنظر لها بعيون مائله للاحمرار ووجهه وأنف وردى بسبب بكائها:انا لن استمع لأحد بعد الأن....لهذا أنتى ستأخذينى لها الأن أو لأذهب
لها وحدى...أدركت سيلا أن أعصاب والدتها تالفه لهذا قالت برضوخ:حسنا سنذهب لرؤيتها..ولكن أنتى أيضا ستنتبهين لحديثك هناك....أى أنه يمتنع أن تناديها بصغيرتك أو بأى لقب يدل على حقيقتها....
كادت فكتوريا تقاطعها إلا أن سيلا أكملت بقوة:إلا إذا أردتى أن يعلم الجميع بحقيقتها...ويقوم الملك بقتلها وتركتها خارجه من غرفتها وهى تكمل بإرهاق: سأنتظرك بالخارج....
نظرت فكتوريا لأثرها بألم وهى تعود لإرتداء ثيابها وخرجت مسرعه من غرفتها...ورحلت هى وسيلا متجهين للقصر الملكى...بعد مرور ما يقارب النصف ساعة وصلوا أمام القصر الملكى....وطلبت سيلا الدلوف لرؤيه شقيقها هى والدتها...ولم يكن يسمح
لها الحارس بهذا...إلا أن ظهور ماثيو الذى يعلم هويه سيلا....أمرهم بإدخالها هى والدتها والذى كان ذاهبا لأنهاء بعض الأعمال التى كلفه بها الملك...وتعرف على سيلا أثناء خروجه....كما أخبرهم عن مكان تواجد ساب والذى تعلم سيلا موقعه...
أسرع كلاهما نحو غرفه الحكيم وقد كانت ميلسيا وكيت وأليس وجوليا واقفين أمام غرفته...منتظرين أن يسمح لهم الحكيم برؤيته ولو لمرة واحده ليطمئنوا عليه...وصلوا أمام الغرفه وقد كان حضور فكتوريا ملفت للأنظار بسبب جمالها الذى لم ينجح إرهاقها فى إخفائه...كما كانت ملامح فكتوريا شرسه على غير عادتها الهادئه دوما....وهى تسأل أليس قائله بثبات:أين يتواجد شقيقك؟!...
أشارت أليس لغرفه الحكيم بجوف من ملامح والدتها الغير مريحه....وقفت فكتوريا أمام غرفه الحكيم تطرق بابها بعنف شوقا لرؤيه صغيرتها....كما حاولوا جميعا أن يمنعوها عن فعل ذلك....إلا أنها لم تكن تستمع لأحد...وقام الحكيم بفتح بابه بغضب وكاد يهين الشخص الذى كان يطرق بابه بهذا العنف...إلا أنه توقف حين وجد سيده تشبه ساب إلى حد كبير مع اختلاف لون العينان تقف أمامه....تقول بلهفه:أريد رؤيه ساب...أريد أن أراه أرجوك....
أدرك الحكيم أنها والدته وأشفق على حالها....لهذا سمح لها بالدلوف وخرج مغلقا الباب خلفه ليعطيها بعض الحريه فى الإطمئنان على فتاتها....هرولت فكتوريا تجاه ساب النائم بإستسلام على فراشه... وظلت تقبل وجهه بشوق وتحتضن يده وتقبلها.....
وقد عادت لبكائها من جديد وهى تراه بهذا الضعف والسكون الذى لم تراه عليه من قبل.....ظلت جواره تبكى وتعتذر عما فعلته....
فكتوريا ببكاء حاد:اعتذر صغيرتى أنا أننى لست أما جيده حتى تترك صغارها يصابون بكل هذا الأذى دون حراك....أعتذر منكى حبيبتى إلا أننى أقسم لك أننى لن أسمح له أو لغيره بأذيتكم بعد اليوم...فقط استفيقى حتى أرى عيونك التى تعيد لى نبض قلبى..
وحينها سأريكى ماذا أنا فاعله....
ظلت فكتوريا مع صغيرتها لما يقارب الساعه حتى دخل عليها الحكيم يطلب منها المغادره...وأذعنت له بعد أن رفض رفضا قاطعا مكوثها معها بالغرفه... خرجت فكتوريا وهى تحاول تنظيم تنفسها...فقلبها مازال متألم بسبب ما حدث لصغيرتها...وفكرت فقدانها مازلت لم تتخطاها بعد...
وقفت فكتوريا أمام الفتيات والأميره ميلسيا وكيت قائله بإرهاق:كيف علمتم أنه حى؟!...تكفلت ميلسيا بالرد قائله بهدوء:انه الملك لقد ارسل جنوده للبحث عنه وعن ألفين....الذى استطاع ايقاف دمائه ونجدته
أومأت لها فكتوريا بشكر قائله:كنت أعلم أنهم رجالا جيدون منذ أن رأيتهم أول مرة....نظرت لها ميلسيا مبتسمه ابتسامه وديه ردتها لها فكتوريا بضعف...
ثم نظرت ل أليس سائله إياها بثبات لم يعدهوه من قبل:ألم تعرفى بعد كيف ذهب شقيقك للحرب رغم أن اباكى أكد لى عدم ذهابه؟!....ابتلعت أليس ما بجوفها خوفها من رد فعل والدتها عند معرفتها لحقيقه الأمر...ونظرت بخوف تجاه جوليا لا تدرى
ما تقول....
كما أدركت ميلسيا الأمر لهذا نظرت ل فكتوريا قائله: هل تسمحين بالسير معى قليلا سيده فكتوريا؟!... أومأت لها فكتوريا بإرهاق وسار كلتاهما معا بالراوق متجهين للحديقه الخلفيه للقصر....
نظرت الفتيات لبعضهم بعد ذهاب والدتهم مع الأميرة ميلسيا...وقالت أليس بخوف:كان الأمر وشيكا.... فنظرت لها سيلا بإستفهام قائله:ماذا تقصدين؟!...
نظرت لها أليس بتشتت قائله:لا شئ...وتحركت مبتعده عنهم لتقف وحدها تنظر للسماء بحزن شديد لما ألت له الأمور بسبب أنانيتها المفرطه....
❈-❈-❈
كان ليو قد شعر بالإرهاق البادى على ملامح مارلين الذى تعرف عليه اليوم....وأدرك أنه صديق ساب وسيتزوج من شقيقته أليس...وأن ساب قد أصيب بالحرب بسبب حمايته له....وقد كانت هذه المعلومات كثيرة عليه ليستوعبها عقله....إلا أنه يعلم كيف يفكر صديقه فهو لا يهتم سوى ل عائلته فقط....لهذا هو يعطيه عذرا لما فعله.....
كما أرد التخفيف عن مارلين الذى أشفق على حالته وإبعاده عن أنظار السيد جورج والد ساب....الذى كان يتنظر له بتوعد لهذا أخذه معه واتجهه للحديقه الخلفيه للتحدث....
وبالفعل بدأ مارلين حديثه وظل يسرد ل ليو كيف تعرف على ساب؟!...وكيف أصبح صديقان؟!...إلى أن أصبح ساب صديقه المقرب...وخلال ذلك كان مارلين وليو يبتسموا تاره....وتاره أخرى يمدحون بخصال ساب الجيده....كما أن ليو شاركه الحديث وأخبره عن لقائهم الأول...وكيف كان يتعال علي ساب بالبدايه إلا أن ساب قام بضربه....وبعدها أصبحوا أصدقائه...
كما أخبره عن سيلا وهنا ظل كلاهما يضحكون على ما تسببوا به من مشاكل ل ساب...وهو كان يستقبلها منهم برحابه صدر....وهكذا قام كلاهما بالتخفيف عن الأخر....واكتسب كلا منهما صديقا جديدا....
خلال ذلك وصلت كلا من ميلسيا وفكتوريا للحديقه وجلست كلتاهما على المقاعد...بعد أن تعرفت كلتاهما على بعضهم البعض وبعد جلوسهم بدأت ميلسيا حديثها قائله بود:أتعلمى أننى تمنين رؤيتك من كثرة حديث ساب عنكى؟!...
تعجبت فكتوريا من حديث ميلسيا فهى تعلم أن صغيرتها قليلا ما تتحدث....لهذا نظرت لها بشك قائله: حقا؟!..
ابتسمت ميلسيا وأكدت لها قائله:أعلم ما تفكرين به أن ساب قليل التحدث...لهذا كيف له أن يتحدث إلى ويخبرنى عنكم وخاصه أنتى....
ابتسمت فكتوريا بضعف وهى تقول بإنكسار:ماذا أخبرك يا ترى؟!...هل أخبرك عن والدته الباكيه والمحطمه طوال الوقت؟!...والتى لم تفكر يوما بحمايته أو حمايه شقيقاته....أم أخبرك عن المرأة التى تنتظر عودته لتشتكى له همها ولم تفكر يوما بالاستماع لشكواه هو....بل إنها لم تجرؤ يوما على سؤاله عما يحدث معه....أو كيف يشعر خوفا من أنها لن تسطيع التخفيف من ألمه...من المؤكد أن هذا ما أخبرك به...أليس كذلك؟!...
نفت ميلسيا ما تقوله وهى تقول بود وابتسامه هادئه:
بل أخبرنى عن تلك السيدة الجميله التى دائما ما تنتظره ليلا حتى يعود من عمله....والتى تبتسم له بحب وحنان يجعل إرهاقه وألمه يختفى مع ظهور تلك الإبتسامه....أخبرنى عن والدته التى تغضب منه سريعا وقد يصل بها الأمر أن تبكى....ثم بكلمه واحد يختفى غضبها وتبتسم له...بل وتحتضنه وتخبره أنها صنعت له طعامه المفضل الذى يفضله من يدها.... أخبرنى كم أنه يملك سيدة بمنزله بقلب يشبه قلوب الملئكه متخفى بجسد بشر....
كانت فكتوريا تنظر لها مذهوله وهى تشعر بألمها يتضاعف ولا يقل....وعشقها لهذه الصغيرة يمتد لأبعد الحدود.....وهى ترد على حديث ميلسيا ببكاء وهى تضع يدها على قلبها بألم:ولكننى لا أستحق كل هذا الحب الذى يكنه لى....وهذا يؤلم قلبى....
وقفت ميلسيا عن مقعدها وجلست جوار فكتوريا وهى تربت على ظهرها تؤذرها....فقامت فكتوريا بوضع رأسها على كتفها بتلقائيه تشكى لها ألمها... وميلسيا تستمع لها برحابه صدر....وبعد ما يقارب الساعتين كان كلتاهما قد أصبحوا صديقتان....بعد
أن أخبرتها ميلسيا عن ليو وما حدث لها خلال الفترة المنصرمة....وكيف قدم لها ساب المساعده؟!...
وكم شعرت كلتاهما بالراحه بعد تحدثهم مع بعضهم البعض...وقد كان الوقت متأخر حين عادت كلتاهما أمام غرفه الحكيم مرة أخرى.... ووجدت كيت والفتيات مازالوا واقفين كما هم ويظهر عليهم الإرهاق الشديد....
فقالت ميلسيا مقترحه:أظن أن الحكيم سيرفض دخولنا لرؤية ساب...كما أن الوقت قد تأخر لهذا فالتذهب أليس وسيلا لغرفه ساب....وأنتى لغرفه السيد جورج...كما سأطلب من الحارس تجهيز غرفه أخرى ل جوليا وليلى ليستريح الجميع...وأنتى كيت فالتعودى لغرفتك وغدا نتلقى جميعا...
أخذت ميلسيا الفتيات لغرفهم كما رفضت فكتوريا المبيت بغرفه زوجها....وأردت النوم بغرفه ساب مع الفتيات إلا أن الغرفه صغيرة...لهذا اضطرت للذهاب لغرفه زوجها الحبيب...الذى لم تجمعهم غرفه منذ ما يقارب الخمسه عشر عام....
دخلت فكتوريا الغرفه وأدرك أن زوجها لم يعد بعد فقامت بنزع ثيابها وظلت بردائها القصير...واتجهت للفراش وقررت أن تنام بضع ساعات حتى تشرق الشمس لتذهب لرؤيه صغيرتها...ولم تهتم لأول مرة بحياتها لما سيفعله زوجها العزيز....حين يجدها معه بذات الغرفه وسقطت بسبات عميق....
❈-❈-❈
قبل ساعات مضت كان الملك مازال بمكتبه يفكر بكل ما حدث أمس واليوم...هو يدرك جيدا أن ساب مخطأ وأنه هو الأخر مخطأ كذلك...لأنه رفض ذهاب ساب من البدايه....وهو يعلم كم جهز وخطط لهذا الأمر...
أغمض إستيفان عيناه متنهدا بإرهاق وعقله لا يتوقف عن العمل....إلا أن طرق الباب جعله يفتح عيناه وهو يأمر الطارق بالدخول...وقد كان ماثيو وديفيد وألفين وماكس مجتمعين معا...مما جعل الملك يرفع حاجبه تعجبا من قدومهم معا....أجل ف ديفيد وماكس بعد اطمئنانهم على حالة ساب....ذهب هو وماكس ل ماثيو ليذهبوا معا إلى الملك....
ولكن اقترح ماثيو أن يأخذوا ألفين معهم ليصلحوا بينه وبين الملك....فوافقوا وذهبوا لألفين الذى كان يلعن حظه داخل غرفته بعد ذهاب جوليا....وأمروا بإرتداء ملابسه للذهاب للملك...وها هم واقفين أمامه الأن....
تحدث الملك بخشونه قائلا:هل ستظلون واقفين هكذا....فالتجلسوا...تنفس الجميع براحه حين وجدوه هادئه عكس ما كان عليه قبل قليل....واتخذ كل منهم مقعده.....
وكان أول من تحدث هو ديفيد الذى قال بإبتسامه متسعه:ساب بخير...واستطاع الحكيم وألفين أن ينقظوه....نظر الملك ل ألفين بهدوء قائلا:هذا جيد... وتنهد قائلا:أظن أن اليوم كان مرهق من بدايته على الجميع....وخاصه أنت ألفين لهذا فالتذهبوا لغرفكم ونالوا قسطا من الراحه....فغدا لدينا يوما حافل لهذا أريد الجميع مستيقظ عند السابعه صباحا....
نظر ألفين له بعدم فهم قائلا:ماذا تقصد؟!...ما الذى حدث؟!...أجابه ديفيد بحماس:لقد أمر إستيفان الملوك الذى قدموا الامتدات ل روبرت بالقدوم إلى هنا على وجه السرعه....وسيصلون غدا ليروا ما الذى سيحكم به استيفان بسبب مناصرتهم لهذا الحقير....
أومأ له ألفين متفهما وظلوا يتحدثون لبعض الوقت عما سيفعلونه غدا...متناسيين ما حدث بقاعه العرش بينهم...وكأنه لم يحدث شئ....هكذا هم يتغاضون عن أخطاء بعضهم دون كره أو بغضاء....هكذا هى الصداقه من منظورهم... وعند تأخر الوقت ذهب كلا منهم لغرفته ليستريح لبعض الوقت....
❈-❈-❈
خلال ذلك قرر الحكيم أن يذهب لغرفه شقيقه للتحدث معه بشأن ساب....بعد أن تأكد من ذهاب الجميع...بالوقت الذى قرر به الملك أن يذهب لغرفة الحكيم ليطمئن على ساب....والذى قام الحكيم وألفين بتلبسيه ثوبا ثقيل وتغطيته بغطاء سميك... حتى لا يظهر معالم جسده لمن يدخل ويراه....
قام الملك بفتح الباب فوجد الغرفه فارغه ولا يوجد أحد سوى ساب النائم بهدوء....على أحد الأسره الموجوده بالغرفه....فاقترب منه وجلس على المقعد الذى يوجد أمام الفراش...وظل ينظر ل ساب ويراقب تنفسه المنتظم....وينظر لوجهه المرهق بتركيز...ظل هكذا لما يقارب نصف الساعه....ثم قرر الرحيل قبل أن يراه أحد....
فوقف واقترب من ساب مقبلا رأسه وهو يقول بحنان:إستيقاظ سريعا حتى لا يفوتك المرح الذى سيحدث غدا يا صغير....وتحرك بهدوء خارجا من الغرفه ذاهبا لغرفته...وقد كان هناك من يراقب الغرفه من بعيد....
ومن تكون غيرها جيلان التى كانت تنتظر ذهاب الجميع...حتى تستطيع التسلل ورؤيه حبيبها الذى علمت بإصابته...ولكن توقفت حين رأت الملك يدخل الغرفه التى خرج منها الحكيم للتو وذهب بالإتجاه المعاكس....لهذا انتظر إلى أن خرج الملك من الغرفه وأسرعت لتدخل وتشبع عينها من رؤيه من تحب....
وبالفعل اقتحمت جيلان الغرفه مغلقة الباب خلفها بهدوء....واقتربت من ساب النائم وهى لا تستطيع
أن تمنع عينها من زرف الدموع على ما حدث له...
ثم جلست جواره وهى تقول بصوتا باكى:لقد شعرت بروحى تغادرنى حين علمت أنك مصاب وقد تكون قتلت....حينها أردت قتل نفسى حتى لا أتركك وحيدا....وحين عدت تمنين لو ارتميت بأحضانك وأشبعك قبلا اشتياقك لك...وفرحه أنك مازلت حى لهذا ارجوك عد لى سريعا بصحه جيده....فأنا لن أستطيع العيش دونك...
ثم اقتربت منه وكادت تقبل شفتاه إلا أن دخول الحكيم منعها من ذلك...وهو يقول بصدمه:ماذا تفعلين؟!..ومن أنتى؟!...
وقفت جيلان بتوتر وهى تقول:أنا خادمه هنا بالقصر سيدى...وأردت فقط الاطمئنان على السيد ساب... واسرعت بالخروج من الغرفه امام نظرات الحكيم الصادمه.....
والذى تنهد بإرهاق شديد وهو يقترب من ساب ويجلس على المقعد الذى يجاوره...وهو يتذكر ما حدث حين ذهب لغرفة شقيقه قبل قليل...
"فلاش باك"
بعد خروج الحكيم من غرفته التى يحتجز بها ساب ووصل لغرفه شقيقه....الذى طرق بابها ودخل حين سمح له شقيقه بالدخول...فوجد شقيقه مستيقظ كما لم يكن بمفرده بل كان معه جورج والد ساب....
فبدأ الحكيم حديثه قائلا بثبات:اعلم أنك تريد رؤيتى والتحدث معى لهذا أتيت....تنهد دوغلاس عالما بما يقصده وليم فقال بإعتذار:أعلم أنك غاضب لأننى لم أخبرك بحقيقتها...إلا أن هذا شئ يخصها وحدها لهذا لم يكن يحق لى اخبارك....
ابتسم الحكيم متفهما موقف شقيقه قائلا:هذه ليست المرة الاوله التى أقوم بالكشف بها على ساب....فقد فعلتها من قبل حين قام الملك بكسر قدمه....
نظر له جورج بصدمه ثم سأله بشك:إذا كنت تعلم من البدايه؟!...اومأ له الحكيم بهدوء وهو يقول:أجل...إلا أننى لم أظهر هذا لها حتى تتعامل معى ومع الجميع بحريه....كما أننى أحببتها وأحببت ما تفعله بالملك لهذا لم أخبر أحد....
تنهد جورج براحه حين أدرك نوايا الحكيم تجاه
فتاته...كما أن دوغلاس قال مبتسما:كنت أعلم ذلك من البدايه....فهذه الفتاة لها سحرها الخاص الذى يجبر الجميع على حبها....
أيده وليم قائلا:أظن ذلك...وكاد يرحل إلا أن جورج أوقفه سائلا إياه بقلق أبوى:هل هى حقا بخير؟!...
توقف الحكيم وهو ينظر لوجه جورج بثبات وقال بعمليه:أجل ستكون بخير....فهى رغم ضعف جسدها إلا أن ألفين استطاع ايقاف تدفق الدماء بمهارة...كما أنها حافظت على عدم التحرك كثيرا خلال يوم ونصف....وهذا جعل جرحها يلتأم بعض الشى من الداخل...ولكن بسبب حركتها الزائده جعلت الجرح الخارجى يفتح من جديد....لهذا فقدت الدماء مرة أخرى إلا أننى عالجت الأمر...لهذا لا تقلق هى فتاة متحامله وصبوره لدرجه لم أراها من قبل....
اومأ له جورج شاكرا اياه وقال بإرهاق:إذا سأذهب أنا لغرفتى....وترك الشقيقان بمفردهم وخرج مغلقا الباب خلفه بهدوء....
بعد خروج جورج كانت نظرات الشقيقان تقول الكثير إلى أن تحدث دوغلاس قائلا بندم:هل تظن أن ما فعلته كان خطأ من البدايه؟!...
تنهد وليم وهو يجيبه قائلا:لا أعلم...إلا أنك تعلم أننا أردنا لهم الخير....ولكن إن كنت مخطأ فأنا أيضا مخطأ مثلك...فأنا من اقترح عليك جلب الفتاة للقصر حتى تخفف من ألم وحزن الملك الذى لم يختفى أو يقل...رغم وجود الجميع من حوله بل كان غضبه يزداد حده وعنف....لهذا لا تفكر كثيرا لأن حينها ستجد كم دمرنا الكثير من أجل اصلاح شئ واحد....
ثم استدار راحلا وهو يقول بخفوت:عمت مساء أخى واغلق الباب خلفه عائد لغرفته....
"إنتهاء الفلاش باك"
أغمض الحكيم عيناه بألم وإرهاق وهو يقول بخفوت ل سابين النائمه بسلام:فالتعلمى أننى أردت الأصلح له لأنه أمانة أبيه...وأراه ولدى ك ديفيد...لهذا أردت وجود شخص مختلف عن الجميع بجواره يخرجه من ظلامه....ولم أجد أفضل من تلك الفتاة التى دائما كان يتحدث عنها دوغلاس.....وكيف واجهت الكثير حتى أصبحت أقوى وأشد بأسا وصلابه....لهذا أردت أن أجعل صلابتك هذه تنصهر مع الجليد المحيط بقلب هذا الفتى الذى يملأه الغضب دائما....وقد نجحتى بهذا يا صغيرة...ولكن الأن أنا أخشى عليكى منه فأنتى لا تعلمين كم يهتم لأمرك بطريقه لم أرها من قبل....وكأنكى جزء منه....أقسم أن حقيقتك ستكسر أخر ما تبقى منه ومنك يا صغيره...لهذا أعتذر منك ابنتى على عدم تقديرى للأمور جيدا....
ثم قام بتقبيل جبهتها واتجهه للفراش المجاور لها لينعم ببعض النوم...الذى يتمنى أن يجعل عقله يتوقف عن التفكير ولو لساعات قليله...وأغمض عيناه متمنيا أن يكون غدا أفضل....
يتبع.