الفصل الثامن والخمسون - مملكة الذئاب Black
الفصل الثامن والخمسون
كان أغلب قاتنى القصر قد ذهب إلى غرفته ليستريح
كما أصر ليو على بقاء مارلين بالغرفه المجاوره لغرفته....حتى يذهبوا غدا لرؤية ساب سويا....
ودوغلاس الذى وجد بإستيقاظه فائدة قرر أن يستريح لبعض الوقت....وغدا يرى ما الذى سيحدث....
وجورج الذى وصل لغرفته ودخلها بإرهاق شديد...
وكاد ينزع ثيابه إلا أنه توقف منصدما حين وجد فكتوريا نائمه بسكينه على فراشه...فظن أنه يهيئ
له لهذا تقدم من فراشه ولمسها بهدوء فتأكد أنها هى..... فتعجب من تواجدها بالقصر الملكى....بل وبغرفته....
جلس جورج بهدوء مقابلا لها وظل ينظر لوجهها الطفولى لبعض الوقت...وهو لا يدرك أنه يبتسم وعيناه تشع حب للنائمه أمامه....كما لم يستطيع المقاومه وقام برفع يده يتحسي شعرها الذى
يعشق لونه وطوله....كان يلمسه تاره ويقترب
بوجهه منها وينفس رائحته تاره أخرى....
ولم يكن يخشى استيقاظها فهو يعلم كم تعشق النوم وأنها صاحبه نوما ثقيل...لهذا كان يتصرف معها بحريه....كما قام بنزع ثيابه ودلف داخل فراشه ملتصق بها...محاوط خصرها بيده القويه يقربها لقلبه المشتاق....
وابتسم بمكر وهو يربت على ظهرها بحنان ويقبل رأسها وعنقها وكل ما طالته شفتاه...مؤكد لذاته أنها من أخطأت لأنها قررت النوم معه بغرفه واحده....
متذكرا ما حدث بينهم منذ ما يقارب الخمسه عشر عام بعد أن أتمت جوليا الصغيره عامها الأول...
"فلاش باك"
كان يعود متأخر من الخارج بعد أن إلتقى بتلك اللعينه...وأخبرته بحقيقة زوجته التى خدعته لأعوام والتى أصبحت أما لفتياته...والاتى شعر بالكره نحوهم لأنهم لم يأتوا من أب وأم متحابين كما كان يظن....بل من أب مغفل وقع بعشق محتاله لم تحبه يوما.....
لهذا قرر أن يستخدم سلاحه الذى دائما ما يستخدمه مع من قاموا بإذائه...ألا وهو الصمت والبرود إلا أنه لم يفكر بالإبتعاد كما فعل مع غيرها...لأنه يدرك كم توغلت بأعماقه للحد الذى جعل خروجها من حياته مستحيل....
ولأنه يعلم أن بجفائه وبروده سيألمها كما ألمته...لهذا أصبح يتفنن بجعل فكتوريا الهادئه المطيعه تفقد أعصابها وتثور عليه....وهذا جعل قلبه يأن ألما لألمها... لهذا قرر الإنتقام لكبريائه وقلبه التى حطمته...وبدأ برفع يده عليها لتكون المرة الأوله التى يرفع بها يده على إمرأة....وللسخريه تكون هذه المرأة هى زوجته وحبيبته....
التى أصبحت تخشاه بمرور الوقت وخاصه أنه أصبح يعاملها بقسوة وعنف أثناء اقترابه منها..وكأنه يعاقبها على فعلتها التى حطمته....إستمر الأمر لما يقارب السبعة أشهر....
ثم حدث ما جعله يبتعد عنها ويترك غرفته ليومنا هذا....وهذا حين أقامه بعلاقة معها وعاملها ك إحدى عاهراته.....
يومها وقفت فكتوريا بوجهه باكى مائلا للإحمرار قائله بألم.....وهى تضم الشرشيف بيده لتغطى
جسدها العارى:أنا لن أسمح لك بالاقتراب منى بعد اليوم لأننى لم أعد أحتمل تلك الاهانه....لهذا لن اسمح لك بلمسى...إلا إذا وعدتنى أنك ستعود كما كنت تعاملنى بلطف وحب...خرجت أخر كلمتها بتمنى أن يوافق على مطلبها....
إلا أنه خيب أملها وهو يقف مقتربا منها بسرعه البرق ممسكا بشعرها بقوة.....كعادته منذ بدأ يضربها وهو يقول بغضب ويضغط على أضراسه بقوه.....حتى لا يقوم بضربها بمثل هذا الوقت:هذا ما لدى....ولن اعطيكى سواه لأن هذا ما تستحقينه...أفهمتى....
كان جورج متيقن أنها ستذعن له كما تفعل دائما...
فهو يعلم أنها تعشقه كما يعشقها لهذا ستوافق....إلا أنها خالفت توقعاته حين جذبت شعرها بقوة من يده حتى أن بعض خصاله تمزقن من قوة جذبها...
وهى تقول بغضب وألم:وأنا أكتفيت من تجريحك لكبريائى وتحطيمك لقلبك....كما أننى لم أعد أعلم كيف أتعامل مع مزاجيتك هذه؟!..وعقلى يتسأل دائما لما؟!....لما تتعامل معى بتلك الدنائه والحقاره وكأننى عاهرة؟!....واللعنه لقد سألتك مئه مرة لما تفعل بى وبأطفالك هذا....أجنبى لما؟!...
ختمت حديثها بصراخ وهى تلكم صدره بيدها الضعيفه...منتظره منه أن يكشف عن السبب وراء تحوله معها ومع أطفالها..كانت نظرات جورج جامده وهو يقول ببرود:هذا ما أنا عليه هذه هى حقيقتى...
إلا أنكى من ترفضين تصديق ذلك.....
هنا نظرت له فكتوريا بتحسر ثم أغمضت عينها التى تساقطت دموعها بسخاء...ثم فتحتها من جديد وهى تقول بثبات لم يهده جورج من قبل: إذا سيكون من الجيد أن أقوم يتجهيز الغرفه المقابله لأحدنا...لأنه من اليوم لن أسمح لك بالإقتراب منى....وإن حدث سيكون برفض تام منى....ثم قامت بضم الشراشيف لجسده تغطيه وحملت ملابسه الملاقاه أرضا.... وخرجت من الغرفه ذاهبه لإحدى الغرف العلويه الفارغه لتبكى كما تشاء....
كان جورج مازال منصدما من قرارها....إلا أنه قال بغضب:واللعنه لن تفعلى سوى ما أريده....وسترين ذلك جيدا...وذهب للفراشه يحاول أن ينعم ببعض النوم دون دفئ جسدها الذى اعتاد عليه....إلا أنه لم يحصل عليه حتى أشرق عليه الصباح....وهو مازال يفكر بما حدث بينهم خلال الفترة المنصرمة....
لهذا قرر أن ينفذ لها رغبتها لعل كلهما يستريح ويعودوا كما كانوا يوما ما...وقام بجمع كل ما يخصه من الغرفه وذهب للغرفه المقابله لها والبعيدة أيضا عنها....
إلا أنه كان دائما ما يذهب لغرفتها ليلا بعد تأكده من نومها لينعم بقربها إلى أن تشرق الشمس....وحينها يخرج مسرعا من الغرفه قبل استيقاظها...ومن يومها وهو يحتضنها ويحبها ويبث لها عشقه بالخفاء...
ويعاشرها بقسوة وعنف وعيناه مليئ بالكره
علانيه...ليصيب قلبها بذات النصل الذى أصابته
به من قبل...
"انتهاء الفلاش باك"
لهذا فليكون ملعون إذا قرر النوم بعيد عن جسدها الذى يمده بدفئ يريح قلبه...كما أنه سيعاقبها على نومها بفراشه ولكن غدا حين تستيقظ تلك الأميرة من سباتها....
❈-❈-❈
مر الليل سريعا كسويعات وأتى الصباح الذى أجبر الكثيرون على الإستيقاظ لبدأ أعمالهم....أو لبدأ التجهيز لما أمر به الملك أمس...لهذا بحلول السادسه والنصف كان الجميع مستيقظ....
إلا أن هناك بعض الكسالى الذين مازالو ملتصقين بفراشهم....ك ألفين الذى قام ديفيد بإيقاظه أكثر من مره...إلا أنه رفض الإستيقاظ معللا أنه مازال يحتاج لبعض الراحه بعد المجهود الذى بذله لإنقاظ ساب... لهذا فقد ديفيد الأمل بإيقاظه وتركه وذهب لمكتب الملك...الذى كان سيجتمع بهم بتمام السابعه...
كما كان القصر يعج بالنشاط والكثير من الأعمال... بسبب قدوم أكثر من ملك للممالك المجاوره بحلول ظهر اليوم...كما استيقظت أليس وقامت بإيقاظ شقيقاتها واجتمعن معا ليذهبوا إلى غرفه الحكيم... للإطمئنان على ساب...وهذا لأنها خشيت مواجهة ساب بمفردها.....ولكن حين ذهبوا لم يجدو غير الحكيم بالغرفه....والذى كان يغط بنوما عميق بالفراش المجاور لفراش ساب الخالى....
والذى استيقظ على صوت طرق الباب...الذى فتح على مصرعيه دون أن يعطى لهم الإذن بالدخول ودلفت منه الفتيات الأربعه....والاتى بدأن بطرح الكثير من الأساله عن مكان تواجد شقيقهم....وأين ذهب بمثل هذا الوقت من الصباح وهو مازال مصاب؟!...
تنهد الحكيم وهو يقول بصوت قوى ليسيطر عليهم: صمتا....وبالفعل توقفت الفتيات عن التحدث وهن ينظرن له بأسف على إزعاجه بمثل هذا الوقت من الصباح منتظرين ما سيقوله....
عاد الحكيم ليجلس مره أخرى على فراشه وهو يقول بتفكير:لا أظن انه ابتعد كثيرا....كما لا أظن أنه بورشه الحداده لكون هذا مستبعد لإصابته....ولكن نحن نتحدث عن ساب الذى يفعل ما يمليه عليه عقله....
وقد يكون متواجد عند الذئب كيشان ورفيقته...ولكن هذا أيضا أحتمال أخر وأخشى ذهابكم إلى هناك....
فقد لا يكون ساب هناك وحينها قد يؤذيكم الذئب ورفيقته....
نظرت له جوليا سأله:هل من الممكن أن يكون مع الملك الأن؟!...
نظر لها الحكيم بهدوء وتفكير وهو يجيبها قائلا:من الممكن أن يكون متواجد بمكتب الملك؟!...هذا محتمل...ولكن إن كان كذلك فمن الأفضل أن تنتظروا عودته....لأن الملك لا يحب تواجد الكثير من حوله...
كما أن الجميع يتجنبه هذه الفترة لعدم اغضابه....
تم توقف عن التحدث وهو ينظر لهن برزانته المعهوده قائلا: أقترح أن تذهبوا إلى الحديقه لإستنشاق بعض الهواء النقى...وأنا سأخبر الحرس
أن يبحثوا عنه...وافقت الفتيات على اقتراح الحكيم ولكن ليس جميعهم....ف ليلى التى بدأت تتسلل للخارج فهى لم يعجبها الأمر...لهذا قررت أن تبحث هى عليه وبمفردها....كما أنها تعلم أين هو مكتب الملك...
بعد خروج الفتيات من غرفه الحكيم متجهين للحديقه سألت سيلا بفزع:أين ذهبت ليلى؟!...هنا نظروا لبعضهم البعض بصدمه قائلين بصوتا واحد: مكتب الملك...وهنا اضطرت الفتيات أن تتبعها لتحاول اللحاق بها ومنعها من الذهاب كما قال لهم الحكيم...الذى بدأ بتحضير العلاج الازم الذى سيحتاجه ساب من أجل اصابته...
خلال ذلك وصلت ليلى لغرفه الملك والتى كانت تعرفها مسبقا بالفترة التى قضتها بالقصر مع شقيقها....لهذا وقفت أمام الحارس قائله بإبتسامه مشرقه حتى يسمح لها بالدخول للملك:أريد رؤية الملك....
تنهد أحد الحارسين بملل بيننا ضحك الأخر والذى قال بهدوء لاطفله الواقفه أمامهم:لا نستطيع يا صغيره...فهذه غرفه الاجتماعات الهامه ولا يسمح بدخول أحد سوى من يأذن لهم الملك بهذا...
ابتعدت ليلى عن الحارس الفظ واتجهت للحارس الباسم ببرأة وهى تقول:ولكنه يعرفنى جيدا لهذا سيوافق على مقابلتى...
هنا تدخل الحارس الفظ كما لقبته ليلى قائلا بجمود: إذهبى لوالدتك يا صغيره فنحن لا نمرح هنا...هيا اذهبى...وقام بإبعادها بيده وهذا كان خطأه الأكبر....
ف ليلى لا تعامل بمثل هذه الطريقه....وقد رأت الفتيات كيف دفع الحارس ليلى بجفاء وكيف قام بتعنيفها...كما أنهم يعلمون ما الذى سيحدث تاليا... لهذا ركضن حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.....إلا أنهم قد تأخروا حيث قامت ليلى بإيقاع نفسها أرضا....أمام الحارس وقامت بجذب شعرها حتى جعلته مشعس....ومن ثم أطلقت لصراخها العنان وهى تشير للحارس بأصبعها الصغير....وكأنه قام بضربها وهى تغمض عيناها تحاول ذرف بعض الدموع...التى نجحت بذرفها بمهارة وهى تبكى بصوتا مرتفع وقوى....
وهنا كان الحارس وزميله ينظرون لتلك الصغيرة بذهول مما قامت بفعله...التى نجحت خطتها وجعلت باب المكتب يفتح....ويخرج منه ديفيد وماكس ليروا ما الذى يحدث....فوجدوا ليلى جالسه أرضا تبكى وإصبعها مازال موجهه للحارس....وهى تنظر له بحقد كاد يحرقه....
والفتيات يحاولن اسكاتها لكونهم يعلمون أن ليلى قامت بتضخيم الامر....كما تفعل معهم حين يقوموا بإغضابها...إلا أنها لم تكف عن الصراخ والبكاء الكاذب الذى برعت بتمثيله...
اقترب ديفيد منها وابعد الفتيات عنها وقام بحملها وهو يسألها بشك:من قام بلمسك؟!...فنظرت ليلى للحارس الذى كاد يبلل سرواله رعبا مما سيحدث له إذا اشارت نحوه...
وبالفعل ليلى لم تبخل عليه وقامت برفع اصبعها الصغير نحو الحارس المسكين...ثم ارتمت بأحضان ديفيد وهى تقول له ببكاء مزيف وشهقات طفوليه تناسبها:لق لقد قام بإيقاعى ونعتنى بالمزعجه... وأخبرنى أن أرحل قبل أن يقوم بضربى....
نظر لها ديفيد بتعجب فشعرها المشعس وبكائها الحاد يشعرك أنها خرجت من معركه داميه....لهذا سألها بدهشه:إذا من قام بجذب شعرك بهذه الطريقه حتى أصبح مشعسا هكذا؟!...
نظرت له ليلى وقد توقفت عن البكاء تحاول التفكير بإجابه لهذا السؤال إلا أنها لم تجد...لهذا عادت للبكاء بصوت مرتفع من جديد وهى ترتمى مرة أخرى بأحضانه تحاول اخفاء وجهها عنه....فنظر ديفيد بتشتت تجاه الفتيات الاتى كانت وجوههم تبتسمت على تصرفات الصغيره...
وهذا أثبت ل ديفيد أن الصغيرة هى من احتالت على هذا الحارس المسكين...والذى ينظر له بخوف حقيقى لهذا نظر له ديفيد بهدوء وهو يربت على ظهر ليلى قائلا بصوتا خرج حاد:أقسم أن أجعلك تبكى كما أبكيتها...
فنظر له الحارس متعجبا ف السيد ديفيد قد غمز له أثناء حديثه...إلا أنه استمع لحديثه وهو صامت هذا كا ما يستطيع فعله...
ظل ديفيد يربت على ظهر الصغيره وهو يقول لها بمكر:إذا ما الذى تريده الجميله حتى تكف عن بكائها؟!...أجابته ليلى بصوتا باكى:أريد رؤيه الملك لأساله عن شئ هام....
هنا أجابها ماكس قائلا بهدوء:ولكن الملك ليس متواجد بالداخل فهو لم يأتى بعد...ابتعدت ليلى عن أحضان ديفيد تنظر للمتحدث فوجدت رجلا وسيم يقف أمامها...فقالت بصوتا خافت:إذا متى سيأتى؟!..
ابتسم ماكس قائلا بحنان:إنه الملك يا صغيرة لهذا لا نعلم متى سيأتى....ولكن أنا استطيع مساعدتك بما تريدين....نظرت له ليلى مبتسمه وهى تطلب من ديفيد انزالها....ثم تقدمت من ماكس قائله بعينين متسعه تشع برأة:أريد سؤاله عن ساب؟!..فأنا ذهبت لغرفته ولكنه ليس هناك...لهذا ظننت أنه متواجد هنا معكم...
تجعد ما بين حاجبى ماكس وديفيد وسألها ديفيد قائلا:هل استيقظ ساب؟!..وهو ينظر للفتيات منتظر منهم تأكيد الأمر....فأجبته أليس بهدوء:أجل ذهبنا لرؤيته فلم نجده...وقال الحكيم أنه قد يكون هنا أو بورشته لهذا كنا نبحث عنه...
أومأ لها ديفيد متفهما وهو يقول:لا تقلقوا فالتعودوا أنتم لغرفتكم وأنا سأخبر ساب ببحثكم عنه....وافقن الفتيات على ذلك ورحلوا عائدين لغرفتهم منتظرين عودة ساب...بعد أن أمسكت أليس بأيدى ليلى جيدا حتى لا تتركهم وتهرب مرة أخرى....
كما أمر ديفيد الحارس أن يبحث عن ساب عند كيشان واخباره أن شقيقاته يبحثن عنه.....وبالفعل كان ساب الذى استيقظ عند شروق الشمس...خرج متسللا من الغرفه بهدوء حين لاحظ وجود الحكيم النائم معه بذات الغرفه...وقد قرر أن يطمئن على صديقه إلى أن يستيقظ الجميع...وتركهم يحصلون على بعض الراحه....
وصل ساب للإسطبل بعد شعوره ببعض الأرق سبب حركته...إلا أنه أرد استنشاق بعض الهواء النقى والإطمئنان على صديقه....دلف ساب للداخل فوجد صديقه ورفيقته مستيقظان...وليس هذا فقط بل أن هناك صحبه معهم...أجل فقد كان الملك يجلس بأحد الزوايا وهو يداعب فراء صديقه بحنان....
اقترب ساب منهم وهو يقول بهدوء:ظننت أن الجميع مازالو نائمين إلا أننى مخطأ...نظر الملك له بهدوء وهو يسأله قائلا:كيف اصبحت الأن؟!...
ابتسم ساب وهو يضع يده موضع اصابته قائلا:أظن أننى لن أرحل عن هذا العالم قريبا كما كنت أظن...
أجابه الملك بهدوء:أجل أظن ذلك....
شعر ساب بشرود الملك لهذا اقترب منه وجلس جواره بحركه عفويه منه..وهو ينظر له بقلق حقيقى سائلا اياه:أنت لست بخير....هل حدث شئ ما؟!...
نظر له الملك بثبات وهو يقول:أنت متعب ويجب أن تحصل على بعض الراحه..لهذا يجب أن تعود لفراشك فمن المؤكد أن الحكيم سيبحث عنك الأن حين يستيقظ...
تنهد ساب بإرهاق من عدم احابة الملك على سؤاله...
وهو يقول بعناد:أنت لن تجيبنى...وأنا لن أذهب كما أننى أشعر بالجوع فأنا لم أتناول الطعام منذ يومين...
ارتفع حاجب الملك تعجبا وهو يستدير له بكامل جسده سائلا اياه:كيف؟!...ألم يجلب لك ألفين الطعام؟!..
اجابه ساب بهدوء:لم يكن يتواجد حولنا أى حيوانات للصيد لنتناولها...فلم يجد ألفين سوى بضع ثمرات تناولنا بعضها لنسد بها جوعنا....
أومأ له الملك وقد وقف أمرا إياه بأن يتبعه.....خرج الملك الذى بدأ يسير ببطئ حين لاحظ خطوات ساب البطيئه بسبب اصابته....تزامنا مع قدوم الحارس الذى حيا الملك الذى سأله قائلا:ماذا هناك؟!...
أجابه الحارس وهو يقول باحترام:سيدى إن شقيقات السيد ساب يبحثن عنه بأرجاء القصر....لهذا أمرنى السيد ديفيد بالبحث عنه هنا..وإخباره أنهن ينتظرونه بغرفته....
اومأ له الملك وأمره بالرحيل..ثم نظر ساب للملك بإبتسامه قائلا:أظن أنهن قد استطعن تخليصك منى...ولكن هذا سيكون لبعض الوقت سأطمئن عليهن وسأعود إليك....فأجابه الملك بهدوء:إرتح قليلا وتناول طعامك....وحين تشعر بتحسن حينها أنا من سأخبرك بالعوده لإستكمال عملك....وتركه ذاهبا لمكتبه ليبدأ أعماله التى لا تنتهى...كما ذهب ساب لغرفته ليطمئن عن شقيقاته التى ينتظرونه...
❈-❈-❈
كانت الفتيات يجلسن على فراش ساب بهدوء منتظرين قدوم ساب بأى وقت...إلا أن ليلى التى تتوسد أحضان جوليا قالت بتسأل:جوليا أين أمى؟!..
نظرت الفتيات لبعضهن بتسأل...فقالت أليس بتعحب: من الغريب أنها لم تستيقظ بعد...فلقد ظننت أنها أول من سيبحث عن ساب عند شروق الشمس...ردت عليها سيلا بهدوء:اظن أن هذا بسبب إرهاقها امس...
فقد كادت تقتل نفسها أمس حين أخبروها بموت ساب...ظهرت الشهقات الصادمه من قبل الفتيات وهن يستمعن لما تقوله سيلا التى أكملت قائله:وأنا حاولت ايقافها وظلت تبكى لمده طويله...كما ظلت تتحدث بطريقه غريبه أصابتنى بالرجفه من ذلك
الألم القابع بقلبها....
كانت الفتيات بنظرن لها بصدمه مما قالته وكادت ليلى تتحرك من بين احضان جوليا...التى علمت ما تنتوى الصغيره على فعله....فأمسكتها جوليا وهى تتنهد بإرهاق قائله:فالتظلى هنا وأنا سأذهب لجلبها لتنتظر ساب معنا....ولم تعطى لأحد الفتيات فرصه للإعتراض...وخرجت مسرعه من الغرفه وهى تحاول التماسك ومحو فكرة موت والدتها من رأسها....
ذاهبت جوليا لغرفة والدها بعد أن سالت أكثر من حارس عن مكان تواجدها...خلال ذلك كان جورج مستيقظ منذ دخول أول شعاع للنور بغرفته...إلا
انه ظل محتضن جسد زوجته التى تحضنه هى الأخرى بقوة....وكأنها تخشى ابتعاده وظل يشتم رائحتها التى يعشها....
وبعد مرور بعض الوقت بدأ يشعر بإستيقاظها فأبعد يده التى تحتضن خصرها...حتى ترى أنها هى من اقتربت منه وقامت باحتضانه...وليس هو من جذبها من خصرها أمس مقيدا حركة جسدها محتضنا اياها...واغمض عيناه منتظر ما ستفعله....
بدأت فكتوريا بالإستيقاظ وهى تشعر بكم كبير من الراحه لم تشعر بها منذ فترة كبيره...إلا أنها شعرت بوجود جسد أسفلها وهى تحضنه بقوة...لهذا ابتعدت فزعه تحاول التقاط أنفاسها المتلاحقه....وهى ترى جورج نائم جوراها بكل هدوء....
بدأت فكتوريا تهدأ وهى تنظر للغرفه من حولها...ثم وقعت أنظارها على جسدها الشبه عارى بملابسها الفاضحه....فتذكرت أنها هى من قامت بنزع ثيابها أمس قبل نومها فهذه احدى عادتها عند النوم...
فقامت بضرب جبهتها بعنف على غبائها...وهى تنفخ بغضب طفولى على غبائها....فمن المؤكد أن زوجها العزيز سيظن أنها أردت إغرائه...
لهذا وقفت مسرعه تحاول ارتداء ملابسه لتخرج من تلك الغرفه قبل استيقاظه...فهى تعلم أنه لن يرحمها إذا استفاق...كل هذا كان تحت أنظار جورج الذى يحاول منع ابتسامته من الظهور بسبب طفولية زوجته....
بالفعل انتهت فكتوريا من ارتداء ثيابها وتحركت بخفوت نحو الباب لتخرج....إلا أن أحلامها سقطت هباء....حين سمعت صوته الساخر وهو يقول:من يراكى الأن وأنت تحاولين التسلل هاربه...لن يصدق أنك كنت متشبسه بى وكأنك خائفه من ابتعادى...
قالها جورج وهو يستقم واقفا بطوله الفاره أمامها بنصف جسده العارى....وهو يكمل ببرود:من الذى سمح لكى بالنوم هنا...أم أنك لا تعلمين أن هذه غرفتى؟!..
أغمضت فكتوريا عينها بندم فهى تعلم أنه لن يتركها ترحل بهدوء....لهذا استدارت تنظر له بثبات تحسد عليه قائله:بلى أعلم أنها غرفتك سيد جورج...إلا أننى كنت مجبره على المكوث بها....وصدقنى لو كان الأمر بيدى لكنت فضلت النوم بالعراء على النوم بفراشك... أنهت حديثها بإبتسامه زمجه...
وكادت تتحرك لتخرج من الغرفه...إلا ان جورج لم يسمح لها وهو يجذبها من يدها بقوة....ليحتجزها بيده التى أحاطت خصرها بتملك قائلا بسخريه قاصدا جرحها:ولكن جسدك الذى تشبس بى طوال الليل لم يكن هذا رأيه....ثم اقترب من أذنها يكمل بهمس:أظن أنه اشتاق لمالكه....ختم حديثه بقبله لعنقها النابض بقوة من قربه المهلك لروحها وجسدها...
اغمض فكتوريا عينها بقوة تحاول التماسك أمام حضوره الطاغى لقلبها الضعيف....وقالت بصوت حاولت جعله غير مبالى...إلا أنه خرج مهتز:أنت تتوهم ف أنا لست ملكا لك جورج....
ضغط جورج على خصرها بعنف فشهقت فكتوريا بألم....فإبتسم جورج وهو ينظر لعينها بشوق لم يستطع إخفائه...وانفه يلامس أنفها يتنفس هوائه المفضل:لسانك اللعين يقول عكس ما يقوله جسدك وعيناك جميلتى....لهذا يجب ان اثبت لكى صحة حديثى....
فهمت فكتوريا مقصده وكادت تعترض وتعنفه على ما يريد...وخاصه أن ما يريده ليس بالوقت والمكان المناسب...إلا أنه سبقها بتلثيم شفتيها بشوقا جارف وهو يضمها له بقوة.....حتى لا تبتعد عنه وهو يعود بها نحو فراشه بخطوات بطيئه....وقد بدأت هى بفقد سيطرتها والإستسلام له كما يحدث بكل مرة يقترب منها....وهبط بجسديهما على الفراش....كما بدأ بتحسس جسدها بنعومه أذابتها...حتى جعلها تتأوه بفمه بعقلا غائب بسبب ما يفعله بها....وهو يعلم جيدا كيف يجعلها تفقد صوابها بقربه كما تفعل به....
وكم شعر بالنشوة من تجاوبها معه ومبادلته قبلته بأخرى محبه رقيقه....كان يقبلها غير سامحا لها بالابتعاد عنه خشيه من أن تبعده عنها مره أخرى...
كما أنه جردها من بعض ثيابها...وهو لا يسمح لثغرها بالتنفس حتى شعرت بالإختناق.....فحاولت ابعاده لتحصل على بعض الهواء وهى تعود لوعيها....غير مدركه ما حدث؟!....وكيف اصبحا على فراشه؟!...
فبدأت فكتوريا بضرب صدره ليبتعد عنها....فإضطر جورج أن يبتعد عن شفتاها ليحاول تهدأتها مرة أخرى.....لتعود فتاته المطيعه التى ترغب به كما يرغب بها.....
إلا أن أماله هدمت حين بدأ باب غرفه فى الطرق...
مما جعله يبتعد عنها مكرها وهو يقسم بقتل من قطع عليه خلوته بحبيبته...والتى جلست على الفراش تحاول ترتيب ثيابها والتى نجح جورج بنزع بعضها... فتح جورج الباب وهو يقول بغضب:ماذا؟!...
فعادت جوليا للخلف خطوتان خوفا من غضب أبيها الذى كان صدره العارى يرتفع وينغبض بحده...وكأنه كان يعدوا....لهذا قالت اول شئ تبادر لذهنها خوفا من بطشه:لقد استيقظ ساب....كانت فكتوريا قد انتهت من ترتيب ثيابها منتظره من جورج أن ينتهى من محادثه حتى تخرج من الغرفه...
ولكن حين ستمعت صوت جوليا وهى تقول أن ساب قد استيقظ...اسرعت نحو الباب متخطيه جورج الذى بدأ يهدأ ويعود لبروده..حين اخبرته أن ساب استيقظ فكتوريا بسعاده وهى تجذب جوليا من يدها لتهرب من زوجها....وهى تسأل جوليا عن ساب وهل رأته أم لا....إلا أنهم قد سمعوا صوت انغلاق الباب الحاد بعد تحركهم بعيدا عنه....
مما جعل جوليا تنظر لوالدتها بخوف مما جعل فكتوريا تبتسم بهدوء....وهى تربت على ظهرها بحنان تعجبت له جوليا....فوالدتها دائما ما تكون خائفه مثلها إلا أنها لم تعلق حين قالت والدتها:لا تخافى صغيرتى...
وسارت كلتاهما نحو غرفه ساب حتى يطمئنوا عليه وصلوا لغرفة ساب....فوجدوا ساب بالداخل وليلى متشبسه بعنقه نائمه على أكتافه...ولكن بعيده عن اصابته حتى لا يتألم...وسيلا تنظر له بعيون تلمع بدموع السعادة لرؤيته...وأليس التى كانت تقف على مسافه منه..كطفله مذنبه تبكى وهى تتحدث بشهقات قائله بندم:أقسم أننى لم اكن أعلم أن هذا سيحدث لك....إلا أن هذا لا يمنع أننى مخطأه لهذا أنا متقبله العقاب الذى ستحاكمنى به....ف أنا لا أستحق وجود شخصا مثلك بحياتى...
نظر لها ساب بهدوء حتى انتهت من حديثها...ثم رفع يده بهدوء مشيرا لها بالاقتراب....فتقدمت منه أليس إلى ان وقفت أمامه تنظر له بندم خالص...فتحدث ساب بجديه مفرطه:أتعلمى لما خالفت الأوامر وذهبت لهذه الحرب وتلقيت تلك الطعنه التى كادت تؤدى بحياتى؟!...
اومأت له أليس بضعف قائله:أعلم...أنك فعلتها لأننى جعلتك تعدنى بحمايه مارلين حتى لو كانت حياتك الثمن....
كانت فكتوريا وسيلا ينظرون ل أليس بصدمه مما سمعوه....وكادت فكتوريا تتدخل إلا أن حديث ساب الحاد اوقفها حين قال:واللعنه فعلتها حتى لا أراكى تبكين....وها أنتى اصبحتى تتحسسين ك جوليا وتبكين من أقل شئ يقال لكى...ثم نظر للأعلى
قائلا بسخريه مبتسما وقد اختفت الحده والجديه عن وجهه:يا اللهى الهمنى صبرا لتحمل هؤلاء الفتيات...
ثم نظر لعينى أليس الزابله ماسحا دموعها بحنان قائلا بصدق:أقسم لكِ أننى قد احرق الكون اجمع إذا جعلكى أنتى أو جعل احدى شقيقاتك يبكون...كما أنه لو عاد بى الزمن للخلف لفعلتها مرة اخرى من أجل ألا أرى دموعك هذه حبيبتى...أفهمتى ما أعنيه أيتها الشرسه؟!...انهى حديثه بإبتسامه محبه....جعلت أليس ترمى بأحضانه تبكى بحرقه وهى تتشبس به بقوة....
أردت فكتوريا تعنيفها على ما تسببت به لشقيقها....
إلا أنها نظرات الألم والندم بعينيها جعلتها تدرك أن توبيخها لم يعد ضرورى...فما تراه بعينيها الأن يكفى...
لهذا تقدمت فكتوريا نحوهم وهى تقول صغيرتى...
مما جعل أليس تبتعد عن ساب حتى تسمح لوالدتها بالاطمئنان عليه...والذى التفت ينظر لوالدته بإبتسامه حانيه اشعرتها بألم كبير....وهى تتقدم منه تحتضنه رغم تشبس ليلى به....إلا أنها لم تعبدها لعلمها بما قد تفعله الصغيره بهم....وهى تقبل جميع وجهه وتبكى بسعاده لرؤيته سالما معافى....
وتردد قائله بشوق:صغيرتى أعتذر منكى...أعتذر لأننى لم أكن أما صالحه سامحينى ارجوكى حبيبتى....
كانت فكتوريا تحتضن ساب وهى تتحدث ببكاء شديد...جعل الجميع يبكى على أثرها...
وعينى ساب تلمع بالدموع لما أصاب عائلته من خوف بفقدانه....لهذا حاول تهدأتهم وهو يحاول تهدأت والدته قائلا بحب:أقسم اننى بخير...كما لا أريد منكى البكاء والاعتذار بتلك الطريقه...فلقد أخبرتك من قبل أنك لم تخطى بشئ نحوى...فأنتى ملكتى التى لا تسطتيع إيذاء حشرة حتى تستطيع إيذائى....
نظرت له فكتوريا بألم وهى تقول بإنكسار:وبسبب سكونى هذا تأذيتى أنتى...بسبب صمتى قتلت طفلتى بيدى...أنا أرها صفه مقيته لأنها من جعلتى أفقد اعظم ما املك وهو أنتم....فأنا لست جيده لأحصل عليكى أو على واحده من شقيقاتك....
اغمض ساب عينه بألم عالمه أن والدته إذا استمرت بالحديث قد تصاب بالمرض...لهذا اقترب من والدته مقبلا رأسها وهو يقول بعقلانيه:ولو لم يحدث لى ما حدث لتم بيعنا جميعا....وحينها ستفقدين الجميع وليس واحده فقط....والتى تعلم جيدا أن لا ذنب لكى بالأمر.....لهذا أريد من ملكتى أن تكف عن ذرف تلك الدموع لأنها تحرق روحى.....أنهى حديثه بإبتسامه حانيه وهو يقبل وجنتها بحب....
ثم أكمل بصوتا مرح لا يستخدمه سوى معهم:ومن أجل ما مر به الجميع من بكاء حاد ونظر لوالدته...
وانف سائل وهو يشير لأنف أليس...وشعرا مشعس ممسكا بشعر ليلى....التى قامت بلوى شفتيها ضيقا حين أمسك شعرها هى....فابتسم وهو يكمل:حتى أنكم أصبحتم كالاموات الأحياء.....لهذا قررت أن اصنع لكم بعض الحلوى....كما تحبها ليلى الجميله التى أطلقت عليها هذا الإسم....
ظهرت الابتسامات على وجوه الجميع وخاصه ليلى التى صرخت بسعاده...وهى تعود لتتشبس بعنق ساب وهى تقول:أريدها جميعها....ابتسم ساب بهدوء فهو يعلم أن لكلمته هذه مفعولها السحرى....فهم يحبون تلك الحلوى التى يصنعها لهم..كما أنه يعلم بمفعول تلك الاعشاب...وحدث ذلك حين اكتشف اكثر من نوع لبعض النباتات...التى تساعد بنشر السعاده والبهجه للإنسان كالعلاج كما أنها تعالج ألم الهضم...
وقد لاحظ وجود بعض هذه الاشجار هنا بالقصر.... لهذا لا ضير من جعل الجميع يبتسم بعد ما مروا به من صعوبات خلال الإيام الماضيه....لهذا طلب ساب من أليس ان تذهب للسيدة كيت واخبارها انه يريد أن يستعير بعضا من نباتاتها التى تقوم بزرعها بحديقتها....وطلب من جوليا وسيلا أن يطلبوا من الخدم بالمطبخ تجميع أكبر قدر ممكن من أنواع الفاكهه الطازجه....وطلب من والدته أن تذهب لإصطحاب الأميرة ميلسيا من غرفتها ومقابلته بالمطبخ الملكى....
ثم نظر ل ليلى التى مازالت متشبسه بعنقه قائلا بمشاكسه دائما ما يخصها بها وحدها:وأنتى يا صغيرة ألن تقومى بأى عمل مقابل ما ستتناولينه من حلوى... اومأت ليلى برأسها موافقه وهى تغرس راسها بعنقه... فقال:إذا ما الذى ستقدمينه؟!..قامت ليلى بتقبيل عنقه كما يفعل معها...وقالت بدلال يناسبها:كما سأظل ملتصقه بك....هنا صدح صوت ضحكات ساب الذى كان جرحه يؤلمه بسبب حملها....كما أن ثقل جسد ليلى يعيقه إلا أنه لن يبعدها حتى لو فتح جرحه مرة أخرى....
لهذا بدأ يسير بهدوء خارجا من غرفته متجها للحديقه ليأخذ ما يريد....فهو قد قرر أن يجعل
جميع من بالقصر يتذوق الحلوى الخاص به...وحين وصل وجد كيت وأليس ينتظرونه بحماس أمام الحديقه....فتأكد أن أليس اخبرت كيت عن تاريخ عائلتهم مع صنع الحلوى التى يصنعها لهم...والتى تكون على فترات متباعده.....تكاد تكون مرة او
مرتين كل عام....وبالطبع حين تكون ليلى غاضبه
منه بشده على شئ فيقوم بصنعها خصيصا لها....
وقف ساب أمامهم وهو ينظر لعدد الأشجار التى سيقوم بأخذ النبته منها....وطلب من بعض الحرس ان يقوموا بقطعها وجمعها...وبعد مرور بعض الوقت حملوا الكثير من هذه النبته وذهبوا بها للمطبخ الملكى....الذى كان يعج بالخدم وميلسيا ووالدته والفتيات وكيت منتظرين ما سيقوم به بحملس شديد...
بدأ ساب بتوزيع المهام على الجميع فمن اجل صنع كميه تكفى للقصر....يجب ان يصنع كميه كبيره من تلك النبته بنيه اللون ذات المذاق الرائع...وهذا حين يتم اضافه بعض الأعشاب عليها....بدأ الجميع بتنفيذ ما يأمر به ساب وبعد مرور بعض الوقت انتهوا من تنظيف النبته من قشورها.....
فأمر بوضعها بقدر كبير على نار هادئه وقد بدأت النبته بالذوبان.....وبدأ ساب يضيف بعض الاعشاب بها حتى تجعل مذاقها مقبول ومحبب...كما أن رائحتها النفاذه بدأت تنتشر بالمكان....ولم يكن
يقتصر العمل على الخدم فقط بل جعل كلا من الاميره ميلسيا ووالدته والفتيات يعملن....كما أمر ان يتم تنظيف جميع الفاكهه جيدا وتقطيعها لقطع صغيره....وان يتم ترتيب الصحون على طاوله كبيره وتشكيل كل صحن بعدد من الفاكهه....
وبعد مرور بعض الوقت كانت الحلوى قد هدأت حرارتها واصبحت بارده كما يريدها ساب....كما اصبحت الصحون جاهزه...فقام ساب بأخذ الصحن الأول ووضع الحلوى السائله ذات الرائحه النفاذه والتى تدل على مذاقها الجيد على الفاكهه بطريقه مرتبه...وجميع الأنظار تراقب ما يفعل بمهارة...رغم حمله لجسد ليلى التى ترفض الابتعاد عنه..الا انه فعلها بدقه كبيره...فجعلت الصحن يبدوا كقطعه فنيه بأنظار الجميع....
ثم طلب من المسؤال عن المطبخ أن يفعل كما فعل هو....لأنه لن يستطيع تزيين جميع الصحون لإصابته وطلب منه إرسال الاطباق الاوله للملك ومن معه بمكتبه....ولا ينسى الحرس كما يقوم بتوزيع الحلوى على جميع من بالمطبخ...ثم يبدأ بتوزيع الحلوى على باقى القصر....واخذ الصحن الذى قام بتزيينه وتحرك خارج....بعد ان اخذت الفتيات وكيت والاميرة ميلسيا ووالدته كلا منهم صحنه الخاص....دون أن يلاحظ ملامح ليلى العابسه متجهين للحديقه....
وحين وصل الجميع ابعد ليلى عنه...التى لم يختفى عبوسها بل قامت بتكتيف يدها بضيق قائله:لقد أمرت الرجل ان يعطى لكل واحده منهن صحنها الخاص... ونسيتنى رغم أننى ملتسقه بك....
اتسعت ابتسامة ساب وهو يجيبها بصدمه:كيف
حدث ذلك؟!...تذاد عبوس ليلى ولمعت عيناها بالدموع مهدده بالنزول...فأسرع ساب قائلا:ولكن صحنك كان أول صحن وضع عليه الحلوى خاصتك حبيبتى....كما اننى لم اقم بتزيين غيره لأنه لك وحدك جميلتى...وقدم لها الصحن الذى يحمله بيده....
وهذا لتعرفى أننى أحبك اكثر من الجميع صغيرتى...
هنا تحولت ملامح ليلى من الضيق الى التورد... وخاصه أن الجميع يتابع الحديث القائم بينها وبين ساب....لهذا عادت لتلتصق به كالعلكه من جديد وهى تسأله قائله:وأنت ساب الن تتناول حلوى؟!...نفى لها ساب قائلا بحب:لا اريد تناول الحلوى الأن يكفى ان تتناوليها أنتى....فإبتسمت له بإتساع وهى تقبل وجنتيه قائله بإبتسامه تخصه:أنا أحبك أكثر من الجميع ساب...وقامت بإحتضانه وقبلة رقبته.....
فربت ساب على ظهرها قائلا:جميلتى لقد اعطينا للجميع عرضا رائعا عن مدى حبنا لبعضنا البعض...
لهذا اطلب منكى أن تتركينى أرحل لبعض الوقت... فقط بعض الوقت لأنهى بعض الأعمال ثم أعود لكِ...
كادت ليلى تعترض إلا انه أكمل قائلا:كما أننى سأخبر الحرس أن يأتوا لكى بصحن أخر من الحلوى...صمتت ليلى تفكر قليلا ثم وجدتها صفقة رابحه....لهذا اومأت له قائله بحاجبين معقودين حتى تظهر له مدى جديتها....إلا انه راى ملامحها هذه قابله للأكل:حسنا موافقه....ولكن إن تأخرت سأبحث عنك حتى اجدك وحينها لن أبتعد عنك...حتى لو أتين لى بذلك الصحن العملاق الذى صنعت به الحلوى....
أومأ لها ساب مبتسما واخبر الجميع ان عليه الذهاب لبعض الوقت وانه سيعود سريعا....وتركهم وهم يتسامرون ويضحكون على كيفيه تناول ليلى صحنها المميز....
❈-❈-❈
صعد ساب لغرفة الحكيم وطرق بابها ودلف حين أمر الحكيم الطارق بالدخول....بدا ساب حديثه متعجبا: لقد ظننت انك حين تستيقظ ولا تجدنى ستبحث عنى كما تفعل عادة....إلا أنك لم تفعل هذه المرة....
أجابه الحكيم بإبتسامه هادئه وهو يقوم بوضع سائل لونه شفاف على سائلا اخر لونه أزرق بتركيز:هذا لأننى أعلم أنك ستعود مجبرا حين تشعر بألم حاد... بعد زوال مفعول الاعشاب التى وضعتها لك أمس....
نظر له ساب بإبتسامه وهو يجلس على فراشه الذى نام عليه أمس بهدوء....وهو لا يعلم كيف يبدأ حديثه وهذا ما شعر به الحكيم الذى سبقه قائلا بهدوء:لا تتوتر هكذا فأنت لا تحتاج لتبرر لى سبب فعلتك....
لان كل ما رأيته منك إلى الأن أنك لم تقم بإذاء أحد ممن احب...بل أضفت لهم شئ كانوا يبحثون عنه.... لهذا لا تخف لن يعلم أحد بحقيقتك...كما أننى اقسمت ك طبيب ألا أخرج أسرار مرضى لاحد....
وكما ترى أنت أفضل مرضاى المدوامين على الحضور...
ابتسم ساب براحه وقد أزاح حديث الحكيم الكثير من الأمور المحمله فوق عاتقه....وهو ينظر له قائلا: شكرا لك...اومأ له الحكيم بود الذى انتهى من تركيبته وحمل صحن كان جواره لم يلاحظه ساب حين دلف...وهو يقول:ما صنعته شئ عبقرى....ومذاقه خيالى أحسنت....
ابتسم له ساب قائلا:تناوله بالصحه والعافيه....بعد انتهاء الحكيم من تناول صحنه...اقترب من ساب وقام بإلقاء نظره على جرحه....فوجده جيد إلا ان ساب مازال يحتاج للراحه...ولكنه يعلم ان ساب لن يستمع له...لهذا قام بإعطائه بعض الأعشاب ليتناولها حتى تقلل من حده الألم الذى يشعر به حين يتحرك... وهو يقول له:لقد حدث شئ أمس وأنت نائم...اظن انه يجب على اخبارك به....
نظر له ساب بوجه منكمش من مزاق الاعشاب السئ التى تناولها....وهو يقول بتسأل:ماذا حدث؟!....اجابه الحكيم بهدوء قائلا: لقد خرجت امس من الغرفه لبعض الوقت...وعندما عدت وجدت فتاة تجلس قربك وكادت تقبلك...إلا ان دخولى حال بينها وبين تقبيلك....
أغمض ساب عينه بضيق وهو يلعن بصوتا خفيض بسبب تلك الفتاة التى لن تتركه وشأنه...فمن غيرها ستتجرأ وتحاول تقبيله....ثم تنفس يحاول الهدوء وقد علم ما يجب عليه فعله...قائلا للحكيم بإمتنان:
لا اعلم كيف اقوم بشكرك إلا أننى ممتن لك....
اومأ له الحكيم بإبتسامه هادئه...ووقف ساب ليخرج من الغرفه إلا ان حديث الحكيم اوقفه قائلا:أجل هناك شئ أخر أردت أن أخبرك به...كيت تحمل طفل ماكس الأن وهى ببدايه شهرها الثانى....لقد أردت ان تكون أنت اول من يعرف...حتى أننى لم اخبر كيت أو ماكس بهذا....
التفت له ساب متعجبا وهو يسأله:لما؟!...أجابه الحكيم برزانته المعهوده:لأنك من استطعن اصلاح الأمور بينهم لهذا يحق لك ان تزف لها الأمر بنفسك... ولكن لا تخبر ماكس فلقد وعدتها أننى سأترك لها الأمر...فقد اخبارها هى....اومأ له ساب مبتسما وهو يخرج من الغرفه عائدا للحديقه مرة أخرى....
فلقد قرر ان يخبر كيت بهذا النبأ اولا ثم يذهب للإجتماع الذى من المؤكد قد أوشك على الانتهاء....
إلا أن كيت تستحق السعاده لهذا قرر اخبارها أولا ثم العوده لعمله ثانيا....
وصل ساب لمكان تجمعهم فهم مازالو يجلسون بدائره على العشب....يتحدثون ويتسامرون كانت ليلى اول من رأته وقد كان وجهها مليئ بالحلوى
بنيه اللون....وهذا اعطى لها مظهر خلاب بنظره... أسرعت ليلى نحوه وهى تحتضنه ولكن بحرص
حتى لا تصيب جرحه....
فقام ساب بالتربيت على رأسها وطلب منها أن تطلب من كيت أن تأتى له ليخبرها بأمر خاص....اومأت له الصغيره وأسرعت لإخبار كيت أن ساب يريدها...
والذى كان يقف بعيدا عنهم بمسافه قليله....
فتعجب الجميع من ذلك إلا ان كيت وقفت وذهبت له كما أن ليلى لم تذهب معها....بل ظلت واقفه هناك حتى ينتهى ساب من إخبار كيت ما يريد....وهذا كان أكثر ما يعشقه ساب بصغيرته الفطنه...التى تحترم خصوصيات الاخرين....
اقتربت كيت من ساب بابتسامتها المعهوده وهى تقول:ليلى اخبرتنى أنك تريدنى....هل حدث شئ؟!...
أومأ لها ساب بابتسامه حنونه قائلا:هناك امر أريد ان اخبرك به....
اومأت له كيت قائله:حسنا أنا اسمعك...تنفس ساب بهدوء وهو يقول بملامح جاده:اريد منكى أن تقللى من تناول الحلوى حتى لا يصاب طفلك بالتخمه... ويجعل من معدتك بارزه للأمام بطريقه واضحه....
كانت كيت تنظر ل ساب بحاجب مرفوع لا تعى ما يقول....حتى اكمل ساب بحنان:هناك صغيرا داخلك يتناول طعامك دون أن تشعرى كيت...مبارك لك...
هنا اتسعت عينى كيت حين توصل عقلها لما قاله ساب....
وامتلأت عيناها بالدموع وهى تحتضنه قائله:حقا ساصبح أم سيكون لى طفل صغير ينادينى بأمى...
هل سيمتلك عينى كعينى ماكس وابتسامة كإبتسامتى....اومأ لها ساب قائلا بمشاكسه:وقد يكون العكس....اومأت له كيت وهى تبكى بفرحه غير مصدقه ماقاله....وهى تقول له غير مصدقه:هل أنت متيقن مما تقول؟!...وهى تضع يدها موضع جنينها تتحسسه...والذى تمنت حضورها منذ تزوجت بوالده...
اوما لها ساب قائلا: أجل متيقن...كما ان الحكيم طلب منى اخبارك بهذا....كما اخبرنى أنه مازال على وعده ولم يخبر ماكس بهذا....وضعت كيت يده على فمها ضاحكة بسعاده تدور حول نفسها وهى تقول بطفوليه:جيد أنه لم يخبره فأنا سأخبره اليوم....بل سأخبره الأن.....وكادت تتحرك نحو مكتب الملك لأخبر زوجها بحملها....
إلا ان ساب أمسكها مانعا إياها قائلا:ما ستفعلينه خطأ نظرت له كيت بتعجب قائله:خطأ...لما؟!....أجابها ساب قائلا:لأنكى يجب أن تفاجئيه....سأخبرك امرا هل تستطيعن التفكير بشئ جيدا حتى تجعلى هذا اليوم أكثر تميزا له ولكى....نظرت له كيت بتشتت وضياع ثم قالت:لا أعلم....لا يستطيع عقلى التفكير....
فنظر لها ساب بابتسامه قائلا وهو يشير للجالسات ينظرن لهم من بدايه الأمر:ما رايك أن تطلبى منهم بعض المساعده....نظرت كيت لهم ووجدتهم ينظرون لهم بتعجب....فابتسمت وعادت تنظر ل ساب قائله بحماس:اظنها فكرة جيده....واسرعت نحوهم تخبرهم بحملها...ولقد نالت المباركات وشعرت بفرحه الجميع من أجلها حقا....وظللن يخططن لهذه الليله التى تريد أن تكون فريده من نوعها....من اجل اخبار زوجها العزيز بقدوم صغيرههم...
❈-❈-❈
عاد ساب ليصعد للأعلى مرة أخرى وكانت وجهته مكتب الملك....إلا أنه تذكر جيلان لهذا غير مساره واتجه لغرفه ليو....وحين وصل قام بطرق الباب ودلف حين أذن ليو للطارق بالدخول والذى كان يظنه أحد الحرس....
كان ليو يرتدى ثيابه ليذهب لأخذ مارلين من غرفته ليذهبوا سويا لرؤيه ساب...إلا أنه تفاجأء بوجود ساب أمامه لهذا اسرع نحوه يريد احتضانه....إلا أن ساب منعه من ذلك رافعا يده أمامه....معلل أن اصابته ستؤلمه إذا قام بإحتضانه...إلا أنه كاذب فلقد كانت ليلى متشبسه به لساعات وهو لم يعترض....
ولكنه لم يكن يرتدى درعه ومازال لا يستطيع ارتدائه...وما يجعله مرتاح من عدم ملاحظه احد لمفاتنه...هو ذلك القماش الذى قام بلفه حول صدره لإحكامه....وتلك الملابس الثقيله والواسعه التى
جلبها له ألفين....لهذا إذا قام ليو بإحتضانه سينكشف أمره...
لهذا ابتسم له وهو يذهب لأحد المقاعد يجلس عليها ويطلب من ليو الجلوس لأنه يريد اخباره بأمر هام.... جلس ليو وابتسامه متسعه مرتسمه على شفتيه.... فرحا برؤيه صديقه معافى قائلا بمشاكسه:ماذا هناك؟!..هل تريد منى حمايه شقيقتك الصغيره ايضا
حين تأتى لمعهدنا؟!...
ابتسم ساب مجيبا اياه بثقه:لو فعلتها وأتت لمعدكم حينها سأطلب منها هى حمايتك أنت وسيلا...اتسعت ابتسامه ليو الذى قال بعفويه:أظن ذلك ف سيلا تتحدث عنها كثيرا....ارتفع حاجب ساب قائلا بمكر: وماذا حدث لفكرة قتلها ومساعدتى لك بالامر؟!...
شعر ليو بالحرج وهو يقول:اللعنه على ذلك...كلما تذكرت الامر أشعر بالغباء...ابتسم ساب بهدوء ثم التفت بجسده ليواجهه ليو قائلا بثبات:الأن نأتى للأهم....ما سأخبرك به الأن يجب أن تفكر به جيدا قبل أن تطلق حكما مسبقا....كما أننى أعلم أنك قد تثور وتغضب...إلا أننى اتمنى أن تفكر أن ما حدث لو كان خطأ لما فكرت بإخبارك به....
نظر ليو ل ساب بتوتر من حديث الجاد قائلا:ماذا حدث؟!...أغمض ساب عيناه يحاول الثبات..ثم فتحها ناظرا لعينى ليو بصدق قائلا بهدوء ظاهرى: لقد كنت اتواجد مع والدتك بغرفتها ليلا لاكثر من مرة....
يتبع