الفصل الثالث والستون - مملكة الذئاب black
الفصل الثالث والستون
"الحب مُخدر إذا طال قلبك جعلك مدمن على قربه حتى وان كان سبب هلاكك وهلاك من تحب "
إستيفان...
وصل ساب لمكتب الملك وهو يسمع نبض قلبه الذى يؤلمه من مقابلة الملك....إلا انه تشجع وقام بطرق الباب منتظر إذن دخوله...والذى لم يدم طويلا حين أمره الملك بالدخول...
دلف ساب للداخل وظل واقفا ينظر للملك بثبات ظاهرى....رغم انتفاضة قلبه وروحه المتهالكه...فأمره الملك أن يجلس وهو لا يستطع تحديد ما يشعر به الملك نحوه....والذى ينظر له بوجه غير مقروء....
لم يبدأ ساب الحديث كما يفعل عادة...بل ظل صامتا منتظرا ما سيقوله الملك...الذى قال بهدوء:من الغريب أنك لم تبدأ بالتحدث كما تفعل عادة؟!...هل أنت مريض...أم أنك مازلت غاضب مما حدث أمس...
كاد ساب يجيبه بنعم إلا أنه لم يفعل..كما لم يستطع منع ابتسامة متألمه من الظهور على وجهه...لاحظها الملك إلا أنه لم يعلق...وقال ساب وهو ينظر له: أظن أننى قد أعتد الأمر لهذا لم أغضب....فهذه لم تكن المرة الأولى التى تفعل معى هكذا...ولكنى دائما ما أتسأل لما؟!...لما دائما ما أكون كبش الفداء للجميع؟!..
ابتسم ساب ساخرا وهو يرى التعجب قد ارتسم على وجه الملك وهو يكمل:أجل ما تظنه صحيح ف أنت لم تكن أول من يفعل هذا معى....ولكن أتعلم ماذا أخبرنى ألفين حين سألته إن كان يعلم السبب وراء ما تفعله معى؟!...
نظر له الملك بحاجب معقود وهو يقول بجفاء لم يلاحظه ساب:ماذا اخبرك؟!...اتسعت ابتسامة ساب وهو يقول:قال أنك دائما من تقوم بحماية الجميع رغم تظاهرك بالبرود أمامهم...إلا أنك تفعل الكعس معى فأنت قد تضعنى أمام النيران دون تبريرا لأفعلك هذه.....لأنك تعلم أننى سأتفهم ما تقوم به ولن تحتاج لتشرح ما فعلته كما تفعل مع الجميع...ولكن أتعلم؟!...
صمت ساب وهو ينظر له بإرهاق مكملا:لقد بدأت أشك بالأمر....فجميع أفعالك معى متناقضه فأمس أطيحت بى من أجل عمك وحبه الخفى...واليوم تعطنى الجرو وكأنه اعتذار خفى عما فعلتة بحقى من اهانة أمام الجميع....لو أنك كنت محلى برأيك ماذا أنت بفاعل؟!....
كان الملك ينظر ل ساب بثبات وهو يجيبه قائلا:كنت سأقف أمام ذلك الملك وأقوم بسؤاله لما تقوم بفعل هذا معى...بدلا من سؤال صديقه.....
اهتزت نظرات ساب وهو لم يكن يظن أن هذه ستكون اجابته...ولكننا نتحدث عن الملك الذى
دائما ما تكون ردوده غير متوقعه من قِبل الجميع...
إلا أنه تسلح بالهدوء وهو ينظر لعينى الملك قائلا بتسأل:إذا لما تفعل هذا معى؟!...
ظهرت ابتسامه ساخرة على شفتى الملك وهو يجيبه قائلا:لقد فقدت الحق بسماع اجابتى بعد أن بحثت عنها بالمكان الخطأ ساب....
كان ساب يشعر بأن حديث الملك غامض يحمل
أكثر من معنى....ولكن عقله لا يسعفه لترجمة كل
هذه المعانى بهذا الوقت الحالى....لهذا أرد انهاء الأمر مبتلعا ما بجوفه وهو يقول بهدوء: هل هناك ما تود التحدث بشأنه سيدى؟!....
أوما الملك بهدوء وهو يقول:لما لم تخبرنى أن رفيقة كيشان قد أنجبت مساء أمس؟!..أخبره ساب بالحقيقه قائلا:أنا لم أكن أعلم بحملها ولكن حين تأكدت من الأمر....كدت أذهب لإخبار الحكيم حتى يسعفها ف أنا لم أرى ذئب يلد من قبل...إلا أن الاوان قد فات وبدأت تأن بألم وهى تلد صغارها....لهذا اضطررت للبقاء معها حتى شعرت بالإرهاق.....وسقطت بسبات عميق لم استيقظ منه سوى صباحا....وحين أتى الصباح طلبت من الحكيم الاطمئنان عليهم أرسلت الحارس ليخبرك بالأمر....هذا كل ما حدث....
أوما له الملك بهدوء وهو يقول له:حسنا أريدك أن تخبر ديفيد أن يقوم بتجهيز العربه الخاصه ب كيشان ليتم وضعهم بها....كما أريد منك أن تخبر ماكس وألفين وماثيو أن يقوموا بإخفاء غيابى
حتى أعود....
نظر له ساب بتعجب قائلا:حتى تعود...لما إلى أين أنت ذاهب؟!...ارتفع حاجب الملك ساخرا من سؤال ساب الموجه له....إلا أنه اجابه قائلا :أنا من سأنقل كيشان وعائلته للغابه حتى أطمئن عليه وأعود...
يعلم ساب أنه لا يستطيع تغيير رأيه خاصه إذا كان الأمر يخص كيشان...لهذا قال بعفويه:إذا سأتى معك ف أنا لن أدعك تذهب وحدك....ارتفعت فم الملك بإبتسامه ساخره وهو يقول بثبات:ولكننى سأذهب لمكان خاص لهذا لا أريد من أحد أن يأتى معى....
علم ساب أن الملك لا يريده معه....لهذا أزعن للأمر وخرج بهدوء من الغرفه وهو يشعر بثقل على قلبه وكأنه قد قام بخيانة الملك...ولكن كيف وهو لم يقم بإذائه يوما ما؟!....
تحرك ساب إلى أن وصل لقاعه العرش واقترب من ماثيو وألفين وديفيد الواقفين معا...وهو يقول بضيق لازمه بعد خروجه من مكتب الملك:الملك يأمر بتجهيز عربه كيشان لأنه هو من سيقوم بإيصاله للمكان الذى سيمكث به هو وعائلته....
نظر الجميع ل ساب بتعحب وتحدث ديفيد بصوت حاد ولكن خافت بذات الوقت....حتى لا يصل صوته لأحد الحاضرين:هل فقد عقله؟!...إذا لما قام بدعوتهم إلى قصره إن كان سيتركهم ويرحل؟!....
تحدث ماثيو بهدوء:فالتهدأ ديفيد فمن يجب عليه الصراخ هنا هو ماكس...فهو من قام بتجهيز كل
شئ وهو المتحدث أيضا نيابة عن الملك....لهذا فالنخبره بالأمر ولكن بالخارج...لأننى أظن أنه قد يصاب بالإغماء حين يسمع بالأمر....
كان ألفين أكثرهم هدوء كما لم يتحدث بالأمر كما خرج مع الجميع للخارج...بعد ذهاب ديفيد للإتيان
ب ماكس الذى أتى وهو يقول حين شاهد توتر الجميع:ماذا حدث؟!...لما التوتر؟!...هل حدث شئ؟!..
أومأ له ماثيو قائلا: أجل سيغادر الملك مع كيشان وسيعود غدا....نظر ماكس ببلاهه ل ماثيو قائلا:هل تمزح معى؟!...من الذى سيذهب مع كيشان؟!...
تنهد ألفين الذى قال بثبات:أظن أننا جميعا نعلم ما يكنه إستيفان من حب ل كيشان....لهذا أنا أرى أن ذهابه معه لتوديعه أقل شئ يقدمه له....
حديث ألفين أخرس الجميع...حتى قال ماكس بحيره: وماذا سأخبر الجميع حين يتسألون عنه؟!...اجابه ساب بثبات وثقه:سنخبرهم أنه قد أصيب بوعكه صحيه ويحتاج للراحه....وإذا طلب أحدهم رؤيته نخبرهم أن الحكيم قد منع الزياره....
نظر ماثيو ل ماكس بإبتسامه رازينه هادئه وهو يقول: أظن أن الأمر قد تم حله أليس كذلك؟!....أوما الجميع بالموافقه....وقال ديفيد بإستسلام:إذا أنا سأذهب لأخبر الحرس بتجهيز العربه...وتركهم لينهى عمله وعاد أربعتهم للداخل لملأ موقع الملك الذى سيغادر بعد قليل....
❈-❈-❈
كان مارلين والفتيات قد وصلنا للمنزل والذى لم يكن بالبعيد عن منزلهم....بناء على طلب ساب حتى تكون أليس قريبة منهم....ولكن تعجبت الفتيات حين وجدوا ليو يقف أمام المنزل ينتظرهم بإبتسامته الهادئه....
وحين وقفوا أمامه بدأ مارلين بالحديث قائلا بحماس
:من المؤكد أنكم تعرفون ليو صديق ساب.....والذى طلب منه المساعده بشراء المنزل وتجهيزه...كما أنه صديقى أيضا لهذا دعوته لحفل زواجنا....وقام بفتح باب المنزل وطلب من الجميع الدخول ليروا المنزل المجهز بعنايه....
فتسألت أليس بإنبهار قائله:أنت من قمت بإختيار كل هذه الاشياء؟!...ابتسم ليو بهدوء قائلا:اخترت بعضها إلا أن ساب أخبرنى ما تحبين وماذا كنتى تتمنى أن يكون بمنزلك....وطلب منى البحث عنه والاتيان به من أجلك....
بدأت الدموع تتجمع بعينى أليس التى قالت بصوتا باكى بسبب سعادتها المفرطه:لا أعلم كيف سأشكرك على ما فعلته أنت وأخى...نظر لها ليو بهدوء قائلا:
كما أخبرتك أنا لم افعل سوى ما طلبه منى شقيقك...لهذا لا داعى لشكرى...
اتسعت ابتسامة أليس وهو تسير بفرحه هى ومارلين والفتيات ليشاهدن أركان المنزل...إلا أن سيلا توقفت وهى تتقدم من ليو قائله بإبتسامه هادئه:لديك زوقاً رفيع بإختيار الاشياء....أحييك على هذا...أومأ لها ليو شاكرا إياها....فكادت سيلا تتحرك لتتبع شقيقاتها...
إلا أن سؤال ليو أوقفها والذى قال:ماذا كان يخبرك هذا اللزج صباحا؟!...نظرت سيلا له بتعجب قائله:
من تقصد؟!....
اجابها ليو بنفور:إيكو....تذكرت سيلا أنها بالفعل تحدث صباحا مع إيكو والذى يكون زميلا لهم...
فقالت بتأكيد:أجل تذكرت لقد كان يخبرنى أنه يستطيع تقديم المساعده حين أحتاج اليها...
ارتفاع حاجب ليو بسخريه وهو يضم يده لصدره قائلا:وماذا أخبرته؟!...من المؤكد أنك رفضتى عرضه أليس كذلك؟!...
رفعت سيلا كتفيها علامه للتعجب من رد فعله قائله بهدوء:ولما أرفض مساعدته....بل شكرته بتأدب فهو لم يقم بإيذائى كما فعل غيره....
اشتعل غضب ليو الذى قال بإنفعال:إذا امامك حلا من أثنان لا ثالث لهما....إما تتقبلين المساعدة التى أعطيها أنا لكى وإما فلا...ثم تركها راحلا من المنزل بأكمله....
وسيلا تنظر لأثره بزهول من انفعاله الذى ليس بمحله إلا انها شعرت بالحزن لرحيله....ولكنها أخفت هذا ولم تظهر وهى ترى شقيقاتها يعدن إليها وهم سعداء بعد أن شاهدوا المنزل...
نظر مارلين ل سيلا فلم يجد ليو معها...فقال بتسأل: أين ذهب ليو؟!....اجابته سيلا بحنق:لقد أخبرنى أن هناك عملا طارئ يجب أن ينتهى منه لهذا رحل...ثم تركتهم وتوغلت داخل المنزل لتراه كما رأوه...حين كانت منشغله بالتحدث مع رجل الكهف هذا...
❈-❈-❈
كانت ميلسيا تختبئ بغرفتها ترفض الخروج منها... معلله أنها تشعر بالإعياء والمرض...لهذا رفضت الاستجابه لكل محاولات كيت بإخراجها من غرفتها...
حتى شعرت كيت بالغضب قائله بإنفعال:وهل تظنين أنه إذا أرد التحدث معك لن يستطيع القدوم إلى هنا؟!...
اجابتها ميلسيا بإصرار:أجل انا لن اخرج من هنا...كما أنه لن يجرؤ على دخول غرفتى....فنظرت لها كيت بحقد طفولى وهى تقول بإنفعال:حسنا ظل بغرفتك للأبد وأنا لن أترجاكى مرة أخرى للجلوس معى وداعا...
تتحرك كيت نحو الباب لتخرج من الغرفه بحركات طفوليه مستائه...ولكن حين قامت بفتحه وجدت السيد دراكوس يقف أمامها وهو رافع يده يكاد يدق باب الغرفه....
شعرت كيت بالصدمه ف البدايه إلا أنها لم تلبث أن اطلقت ضحكة عاليه...تعجب منها كلا من دراكوس الواقف أمامها ينظر لها بتسأل...وميلسيا التى لا تعلم ما سر ضحكات كيت....
لهذا وقفت متجهه إليها وهى تقول بتعجب:على ماذا تضحكين يا بلها....ولكن لم تستطع إكمال حديثها لشعورها بصدمة شلت جسدها...حين وجدت دراكوس واقف أمام غرفتها...فأدركت على ماذا
كانت ومازلت تضحك كيت....
ولقد صدق من قال كلما شعرت بالخوف من قدوم شئ وجدته أمامك...وها هو دراكوس يقف أمام السيدتان اللاتى يختلف شعورهن الأن...بين صادمه ومتشفيه...
لهذا قالت كيت بهدوء ظاهرى والشقاوة تتقافز
من عينيها:تفضل سيد دراكوس بالدخول وبالفعل دخل دراكوس وخرجت كيت لتقف مكانه قائله:أنا سأرحل كما طلبتى أميرة ميلسيا....وسأتركك مع السيد دراكوس فأنتى مازلتى تشعرين بالاعياء...
لهذا لا يجب أن تغادرى غرفتك وداعا....
وخرجت كيت بسرعه البرق من الغرفه وهى تحاول كتم ضحكاتها من الرعب الذى احتل وجهه الأميرة ميلسيا...حين علمت انها ستتركها بمفردها مع هذا الوحش كما تلقبه....كمت حاولت الأميره ميلسيا إيقاف كيت بالنداء عليها لعلها لا تتركها معه...
ولكن رحلت كيت والتى تقسم على تأديبها لاحقا بسبب تركها لها بهذا المأزق...نظرت ميلسيا للباب الذى قامت كيت بإغلاقه...ثم ل دراكوس الذى
جلس على أحد المقاعد البعيده نسبيا وينظر لها بهدوء....منتظر منها تقبل وجوده إلا أنه لاحظ
توترها الشديد حين عادت لفراشها تحتمى به
بعد أن تركتها كيت ورحلت....
لهذا بدأ دراكوس حديثه قائلا بحنان:كيف أصبحتى الأن؟!..أتمنى أن تكون صحتك أفضل؟!...أجابته ميلسيا وهى تضم يدها بتوترودن النظر لوجهه:أجل بخير شكرا لسؤالك...
حديثها المتوتر الدال على خوفها جعل ابتسامه حزينه تظهر على شفتى دراكوس....الذى قال بحزن: هل ترانى بهذا الوحشيه حتى ترفضين النظر لى؟!... ارتفعت عينى ميلسيا تنظر له بصدمه من حديثه قائله حين شعرت بحزنه:ليس الأمر كما تظن...بل لأننى تفاجئت بحضور لا أكثر...أنهت حديثها وهى تعود لتنظر بعيدا عن عينه...
فوقف دراكوس بهدوء وهو يقترب منها قائلا بتودد: أتسمحين؟!...وأشار للفراش الذى تجلس عليه يطلب الإذن منها للجلوس جوارها....كانت أنفاس ميلسيا ترتفع تدريجيا بسبب تنفسها الغير منتظر..وعينيها تظهر بها التشتت الذى تعيشه....إلا أنها اومأت له بالموافقه بعد أن إلتصقت بنهايه فراشها....
جلس دراكوس وهو ينظر نحوها قائلا بهدوء:أعلم
كم تحبين الروايات والقصص.....لهذا لدى قصه صغيره أخبرها لكى....هل توافقين على سماعها؟!..
نظرت له ميلسيا بتعجب فهى بالفعل تحب قرأة الروايات والقصص...ولكن من أين علم بهذا؟!...
أدرك دراكوس ما تريد السؤال عنه...فقال موضحا:
أنا أعلم الكثير من الاشياء عنكى...هل تريدين أن تعرفى بعضها؟!...
شعرت ميلسيا بالفضول وهذا ظهر جليا على صفحات وجهها...مما جعل ابتسامه وسيمه قاتله تظهر على شفتى دراكوس الذى قال:حسنا لأخبرك بعضها ثم أعود لأروى لكى القصه موافقه...
شعرت ميلسيا بالحماس وخوفها بدأ يختفى إلا أنها مازالت تأخذ حذرها منه...فعادت لتؤمى له مرة أخرى فقال دراكوس بنظرات أربكتها:أريد سمع صوتك أميرتى...هل أنتى موافقه؟!...
ابتلعت ميلسيا ما بجوفها وحمحمت قائله بصوت أردت جعله ثابتا إلا أنه خرج مهتزا:موافقه...اتسعت ابتسامة دراكوس الذى قال بحب:حسنا لنبدأ بإستيقاظك ف أنتى تحبين الاستيقاظ مبكرا... والجلوس بمفردك بالخارج قبل استيقاظ الجميع...
كما تحبين تناول طعام الإفطار بوقت متأخر...
وتحبين الأزهار...كما تحبين ارتداء الملابس البسيطه...وتكرهين الحيونات ماعدا فرسك الخاص.. كما تحبين قرأة القصص ولكن بالمساء...هل تريدين منى أن أكمل لكى ام ان هذا يكفى؟!...
كانت نظرات ميلسيا ذاهله لا تعلم كيف تجيبه وماذا تقول....مما جعل ابتسامة دراكوس تظهر من جديد وهو يقول بإبتسامه شقيه:هل أعجبكى ما سمعتيه؟!.
ردت عليه ميلسيا بصدمه:كيف عرفت كل هذه الاشياء عنى؟!...هل تقوم بمراقبتى؟!...
اجابها دراكوس بإستحياء اصاب ميلسيا فى مقتل وهى لا تصدق أن هذا المتجبر يستحى...والذى قال بهدوء:لقد كان أمر خارج عن إرادتى....فحين كنت أراكى أقوم بمراقبتك من بعيد...رغم رغبتى الشديد التى كانت تحثنى على التقرب منكى...إلا أننى كنت أمنعها لعلمى بخوفك الشديد منى....
إلتمعت عينى ميلسيا تأثر بما قال وهى تنظر له نظرة مختلفه عن التى إعتادت النظر بها إليه....مما شجع دراكوس على القول بحب:هل أنتى مستعدة لسماع القصه؟!...أومأت له ميلسيا التى بدأت تشعر بالراحه فى حضوره عكس ما توقعت...ثم قالت مصححه: أقصد أجل....فعلتها العفوبه هذه....جعلت دراكوس يغرق عشقا بحبها للمرة التى لا يعلم عددها....
وهو يقول بحب:لكى هذا...أنتى تعلمين حبى الشديد للحيوانات النادره والمميزه.....وخاصه الشرسه منها ولهذا تجدين بمنزلى العديد من الوحوش المروضه... والتى كان منها كيشان وسانسا....اومأت له ميلسيا بهدوء وهى تستمع له بتركيز....
فأكمل دراكوس قائلا:ولكن كان هناك هذا النوع من الضباع...والتى كانت من فصيله نادره وأجساد أقوى بكثير عن تلك الضباع هزيله الجسد....ولقد وجدت منهم فوق السبع ضباع...ولقد كانوا من اشرس وأمكر الحيوانات التى قمت بترويضها وتربيتها...وهذا
لأنهم كانوا يغورون على بعض الحيوانات الوحيدة ويقوموا بقتلها....وأنا لم أكن أعاقبهم فهذه طبائعهم ولا استطيع تغيرها....إلا أن أتى اليوم الذى قام أحد هذه الضباع بقتل أخ له....ليس ذلك فقط بل قام بأكل جزء منه..إلا ان الباقين رفضوا تناوله معه...
توقف دراكوس ينظر لها ليجدها تستمع له بإنصات فأكمل بشرود:سأصدقكى القول فعلته هذه اصابتنى بالصدمه....فمن قتله كان شقيقة لهذا عاقبته بالحرمان من الطعام لبعض الايام....وحبسه منفردا لعل هذا يمنعه من إيذاء اقرنائه بعد الأن...لكننى أخطأت حين قمت بإعادته لمجموعته....وصباح اليوم التالى كنت أنتى وليو الصغير قد أتيتم لرؤية استيفان...وأنا كنت اطمئن على الجميع كما هى عادتى ولكن حين اقتربت من مجموعتهم...وجدت هذا الضبع قد قام بقتل جميع الضباع ولم ينجو منهم أحد...سوى واحد فقط ولقد كان اصغرهم فقد قام بعضه بوحشيه....ثم تركه ينازع ليتنفس...لقد
كان مشهدا داميا جعلنى أفقد عقلى....حين أجبرت على الدلوف للداخل ومعى سكين....وقمت بقتل الصغير لتستريح روحه المتألمه...ومن ثم لم استطع البقاء كثير بالمكان....لهذا قمت بأخذه وأدخلته بمكان أخر....أنا وهو بمفردنا بلا سلاح يومها قمت بقتله بيدى العاريتان...ثم تركته ينازع الموت كما فعل مع شقيقه....إلى أن غادرت روحه جسده...أنهى دراكوس حديثه ونظر ل ميلسيا فوجدها تبكى بصمت....
مما جعله يقترب منها دون قصد منه وهو يشعر بالضيق من نفسه لأن تسبب ببكائها...ثم قام بمسح دموعها قائلا بحب:أعتذر أميرتى ف أنا لم أقصد اخافتك واحزانك...فكل ما أردته هو إخبارك أننى قد أظهر لكى وللجميع على أننى وحش بدم بارد...إلا أن وراء كل شئ أقوم به سبب أو دافعا قويا يجبرنى على اتخاذ بعض الخطوات التى لم أرد يوما اتخاذها....
كان دراكوس قريب من ميلسيا لدرجه كبيره وخطيره...والغريب أنها مستسلمه له وهذا جعل
قلبه يشعر بسعاده لم يشعر بها يوما ما...لهذا اقترب منها وقام بتقبيل جبينها وهو مغمض العينين...ينعم بهذه اللحظه التى لم يكن يتخيل يوما أن يعيش مثلها...
ثم قائل بمزاح:أخبرنى بالمرة المقبله أن أخبرك قصص عن الأميرة التى عشقت الفقير...حتى لا نتسبب ببكائك مرة أخرى...أومأت ميلسيا بخجل
وهى تبتسم بهدوء...وقد ادركت مدى قربه منها وكادت تطلب منه الابتعاد....
إلا أن دخول ليو افزع كلاهما معا مما جعله يبتعد عنها مسرعا....وهو يحمحم بتوتر قائلا:سأرحل الأن من الجيد أنك أصبحتى بخير أميرتى..وخرج مسرعا من الغرفه بعد أن قام بتحيه ليو...الذى مازال ينظر لهم بصدمه لا يصدق ما رأه....
بعد خروج دراكوس اقترب ليو من والدته وهو يقول بمكر وابتسامه شقيه:كيف حالك الأن أميرتى؟!...
فنظرت له ميليسا بغضب قائله:ليو....
ابتسم ليو بشقاوه وهو يرتمى بجسده جوارها على الفراش قائلا:انه رجل جيد من الداخل....يكفى أننى أرى الحب بعينيه حين ينظر إليكى....فكلاكما تستحقان الافضل لهذا نصيحتى لكى اقبلى الزواج منه...
تنهدت ميلسيا بإرهاق غير مدركه ماذا تفعل قائله: ولكننى أشعر بالخوف منه...نظر لها ليو بحانبيه وحاجب مرفوع قائلا:أجل لاحظت ذلك حين رأيته يحتضنك وأنت لم تمنعى ذلك...
شعرت ميلسيا بالخجل ومال وجهها إلى اللون القرمزى...وهى تنظر ل ليو بحقد ثم قامت بلكمه
مما جعله يتأوه ألما وهو يعود ليقف من جديد قائلا بمرح: أظن أنه يجب على الرحيل...
وترك والدته وخرج من الغرفه تاركا خلفه ميلسيا التى تقسم على تأديبه هو وكيت الهاربه...ثم هدأت وهى تفكر بحديثه وحديث سابين....وما قام به دراكوس من توضيح لما حدث بالماضى...
❈-❈-❈
كانت فكتوريا تشعر بثقل العالم أجمع فوق صدرها كما أنها حاولت التماسك...إلا أنها لم تستطع فقلبها يأن ألما ويصرخ ندما....
تمنت لو أخبرته...لو قالت له كم عدد المرات التى تلقت فيها الضرب والصفع دون سبب....كم ذاقت
من الاهانه ما لم يذقه بشر...إلى أن طرء سؤال
هام بعقلها جعلها تتوقف عن السير...هل سيستمع لحديثها هل سيصدقها أم سيصدق تلك اللعينه؟!...
بدأ الغضب يعود ليتمكن منها وهى تقول لذاتها إن فعل وصدق شقيقتها ستقوم بقتله...وعادت لتكمل طريقها وهى تفكر كيف ستبرأ نفسها أمامه...وصلت فكتوريا أمام القصر الممتلئ بالحرس على غير عادته....وذلك بسبب الاحتفال القائم بقصر الملك...
إلا أنها ظلت تبحث بين الواقفين على أحد تعرفه حتى وجدت الحارس الذى قام بإيصاله منذ يومين فإقتربت منه...وطلبت الدخول للقاء زوجها فأسرع الحارس بإدخالها....دخلت فكتوريا وهى تبحث عن فلم تجده فقامت بإيقاف أحد الحارس...وطلبت منه البحث عن السيد جورج واخباره أن زوجته تنتظره بغرفته لأمر هام....
وافق الحارس على طلبها وذهب للبحث عن السيد جورج...وذهبت فكتوريا لغرفته منتظرة قدومه مر بعض الوقت وفكتوريا لم تتوقف عن التحرك ذهابا وإياب...وهى تحاول التحكم بغضبها حتى تستطيع معرفة ما قالته تلك الأفعى لزوجها....انتظرت حتى شعرت أن الوقت لا يمر وأن الحارس قد تأخر ببحثه...فقررت أن تخرج هى للبحث عنه...
ولكن حين اقتربت من الباب انفتح ودخل جورج... وعلى وجهه علامه التعجب من قدومها بهذا الوقت لهذا أغلق باب غرفته وهو يقف أمامها متسائلا...بعد أن لاحظ توترها وغضبها المرتسم على صفحات وجهها:ماذا حدث؟! ولما أنتى هنا بهذا الوقت؟!...
كانت فكتوريا تحاول تمالك أعصابها التى تأمرها بقتله الأن....وقالت بصوتا خرج مهتز ليس خوفا
ولكن غضبا:ما الذى حدث بينك وبين تلك اللعينة سابين منذ خمسه عشر عام؟!...
تحولت نظرات جورج من الهدوء للبرود والجمود وهو يقول بجفاء:إذا لقد تقابلتم....شعرت فكتوريا برغبه عارمه بلكم هذا البارد الغير مبالى....ولبت
هذه الرغبه حين اقتربت منه وقامت بصفعه على وجهه...وهى تقول بإنفعال جعل جسدها يهتز غضبا وعيونها تدمع وصوتها خرج متحشر:اللعنه على برود الذى دمر كل شئ دمرنى ودمر فتياتى الصغار...كيف استطعت فعلها أخبرنى؟!...واللعنه كيف فعلتها؟!...
كيف استطعت الصمت طوال هذه الأعوام؟!....
كانت نظرات جورج جامده حتى بعد تلقيه الصفعه لم يتحرك ولم يغضب....لأنه يعلم جيدا بما تشعر هى بهذه اللحظه...لهذا تركها تخرج ما بداخلها حتى لا تمت كما مات هو....
كانت فكتوريا منصدمه من بروده وهدوء الغير متوقع...فقد ظنت أنه سيثور ويغضب حين يعلم بمعرفتها لحقيقه بعده....ولكن بروده قتلها لهذا حاولت الهدوء وهى تقترب منه قائله بإنكسار:لم
أكن أعلم أنك تكرهنى لهذا الحد المؤلم جورج؟!..
اهتزت حدقتى عينه من نظراتها المتألمه وصوتها المنكسر....لهذا أبعد وجهه عن مرمى عينها إلا أنها لم تعطيه فرصه...وأمسك بوجهه لينظر لها من جديد وأكملت بألم دامى:لقد أتت اليوم أمام منزلنا تتباهى بكرهك لى كما كرهتها من قبل...لقد قامت بصفع قلبى المتألم بحديثها فأصبح يأن ألما لما فعلته به....أحقا تكرهنى لهذه الدرجه التى تجعلك تنتقم منى من خلال صغيرتنا...ولكن لما؟!...لما لم تعاقبنى أنا؟!..
لما قتلت ابنتى بسبب خطأ أقترفته أنا...ما الذنب الذى إقترفته صغيرتنا حتى تقوم بإفراغ جميع غضبك بها....هاا أخبرنى لما؟!...
توقفت فكتوريا مجبره وقد صدرت شهقه متألمه من جوفها...إلا أنها عادت تقول متألمه:فتاتك التى احبتك أكثر من الجميع...واللعنه مازلت أتذكر نظراتها المعاتبه لك حين كنت تقوم بضربى....ألم تكن هذه الصغيرة أحب الناس لقلبك...لقد قام كلانا بذبحها جورج...
لقد صنعنا سابين أسوء من التى عرفناها...صنعنا سابين تدمر ذاتها بدلا من تدمير من تحب...من
أمامى الأن ليست تلك الصغيره التى تمنينا أن تكون....لقد أصبحت سابين جسدا بلا روح....
أصبحت تشبهك...أصبحت خاويه من الداخل....
أنا لم أسمع ضحكاتها منذ كانت فتاة فى السابعه.... لم أعد أرى لمعان عينها المتوهجه فقد انطفئ كل شئ بها....وكل ذلك بسببى أنا...بسبب خوفى...اللعنه على وعلى صمتى.....اللعنه على ضعفى الذى جعلنى أتركك تقتل صغيرتى وأصمت خوفا من ابتعادك عنى....اللعنه عليك وعلى حبك الذى كسرنى وحطمنى....
ظلت فكتوريا تصرخ وتبكى وهى تلكم صدره بين
كل كلمه والأخرى....وهو يحاول منع عيناه من ذرف الدموع...وقد تحطم الجمود والبرود الذى كان يتسلح به....وأصبح يشعر بالغضب يحتل جوفه لهذا أمسك بكتفها وهو يصرخ بها قائلا:وأنتى ماذا فعلتى؟!... أتعلمين ماذا فعلتى؟!...قالها وهو يحرك جسدها بعصبيه مفرطه:لقد حطمتك وكسرت قلبك وألمته
كما قتلت صغيرتى....وأنا ماذا عنى؟!...لقد جعلتنى أقتل صغيرتى بيدى هاتين...أتعلمى لما لأنها واللعنه تشبهنى..لهذا كان يجب على محو تلك التشابه حتى ولو كان بقتلى لها...لقد أردت أن تكتفى بكره شخص واحد بحياتها...بدلا من كره الجميع كما هو حال والدها...أتعلمى متى فعلت هذا؟!..فعلتها حين علمت
أن من أحببتها امرأة مخادعه محتاله....أُرسلت من قِبل حبيبتى السابقه...والتى تكون شقيقتها حتى تقوم بنقل أخبارى إليها....وحتى لا أتقرب من أخرى تبعدها عن الوصول لى من جديد...ماذا تريدين من شخص خسر والدته....وخانه والده الذى كان أحب إليه من نفسه...وقامت رفيقته ببيعه من أجل المال بينما زوجته حصنه الامين قامت بالكذب عليه وخدعاه....ماذا تنظرين منه؟!...واللعنه لقد أقسمت على حمايتها من الجميع حتى وإن كان الثمن هو محو حبها لى...
نظرت له فكتوريا بألم قائله:وهل استطعت الوفاء بعهدك؟!...هل قمت بحمايتها من الجميع أم تركتها تقتل على يد أحدهم....ومعها محوت حبك الكبير بقلبها...
اجابها جورج قائلا بخفوت:أجل لم أستطع الوفاء به إلا أننى محوت كل ما سبب لها الألم يوما ما...حتى هذا....وأشار لقلبه مكملا:أخذت حقها منه....
نظرت له فكتوريا بتشوش لا تعى شئ مما يقول... ولكنها تذكرت أنه لم يخبرها شئ عن لقائه بشقيقتها لهذا قالت بإرهاق:لماذا لم تخبرنى بلقائك بها جورج؟!..
نظر لها جورج ببرود وهو يقول:أتريدين معرفة ما أخبرتنى به يومها؟!...اومأت له فكتوريا بتوجس... فقال جورج بجمود:أخبرتنى أن زوجتى كانت تخبرها بكل ما كان يحدث بيننا...واللعنه حتى علاقتنا الحميمه لم تبخلى بها وأخبرتيها لها....
أنتى لم تتركى شئ ليكون بيننا فكتوريا بل
سمحتى لها بالتوغل بحياتنا...
كانت فكتوريا تنظر ل جورج بصدمه شلك أطرافها وأنعقد لها لسانه...وهى لا تصدق ما فعلته تلك اللعينه...أكمل جورج حديثه بغضب: لقد أتت ترغب التقرب منى وحين رفضت ذلك....أخبرتنى أنك شقيقتها وأنكى من ذهبتى أليها لتساعديها بإعادة حبيبها الغاضب...وخططتى للأمر جيدا كما أنك من خططتى للإصدام بذلك الرجل بلقائنا الأول....حتى تستطعى التقرب منى بسهوله....ورغم ما بينكم من اتفاق أنتى قمتى بخداعها وأخذتى ما هو لها.... وكأنما أنا دميه تتناقلونها بينكم...أنت لا تعلمين كم شعرت بالاشمئزاز من ذاتى حينها لأننى أحببتك بصدق يوما ما؟!...
أنهى جورج حديثه وهو يبعد فكتوريا عنه بغضب... وهى تقف أمامه تشعر بكم كانت غبيه حين استمعت لحديث سابين ونفذت ما أمرتها بها...نظرت فكتوريا ل جورج بألم وقالت بصوت بح من كثرة الصراخ:من الواضح أنك صدقت حديثها...صدقتها أليس كذلك؟!..
قالتها وقد هبطت دموعها بسخاء من جديد....لتشارك صاحبتها إنكسارها....
تنفست فكتوريا بعمق قائله:أتعلم أننى أحببتك قبل أن أرى طيفك...ارتفعت عينى جورج ينظر لها بصدمه فظهرت ابتسامه ساخرة على شفتى فكتوريا التى أكملت لتكشف الحقيقه:كنت دائما أسمع عن ذاك الشاب الذى يدعى جورج والذى لم تنجح أى فتاة بإيقاعه رغم جمالهن وثرائهن...فتعلق قلبى بك لظنى أنك شخص لا تبحث عن الجمال الخارجى ولا الثراء الفاحش كما يفعل أغلب الرجال....وتمنيت لو التقيت بك حتى أننى رسمت لك صورة بخيالى حتى أراك حين استمع لحديثهم عنك....حتى اتى اليوم الذى توفت فيه والدتك...
ظهر الألم بعينى جورج حين تذكر وفاة والدته ولم يقاطع حديث فكتوريا التى أكملت بألم:كانت سابين تخطط كيف ستجعلك تقع لها....بينما أنا بكى قلبى حزنا على ألم الحبيب الى لم تراه عينى وأحبه قلبى...كما أتذكر جيدا بعدها بأيام ظلت سابين تفاخرت بإرتباطها بك وأنكم ستتزوجون قريبا...
حينها تألم قلبى وظللت أبكى كبلهاء تركها حبيبها
من أجل أخرى....ومرت أيام وأنا أحاول محو حبك من قلبى واخبره أننا لن نلتقى يوما ما....حتى أتى اليوم الذى رأيت فيه سابين تبكى للمرة الاوله وهى تقول أنك لن تتزوج بها...وهذا بسبب رفض والدك أتعلم أننى يومها احببت والدك هذا..لأنه قام
بإنقاظك من تلك الافعى اللعينه دون أن تشعر...
ثم مرت فترة أخرى وسابين ترفض الخروج من غرفتها وإذا خرجت لا تخبر أحد مكانها....حينها رأيتك....
توقفت فكتوريا تبتسم بألم ثم قالت:أقسم أن قلبى توقف حينها وعاد ينبض من جديد....إلا أن ذلك الحزن الذى كان ينبض بعينك رغم جمودها جعلنى أدرك كم تصارع لتظل بهذا الثبات...ثم تزوجت سابين بأبيك...وحينها لم أعد أسمع عنك شئ..ظللت لشهرين أحاول اخراج ملامحك الحزينه من قلبى وعقلى إلا أن كلاهما أبى ذلك...ثم وبدون سابق انذار عادت سابين من جديد ولكن بعيون ملئها الحقد والغضب... وهى تقسم على أن تعيدك لها....ولأننى كنت ككتاب مفتوح لها كانت تعلم بحبى الخفى لك....لهذا قامت بتهديدى أنها ستقتلنى لو لم أساعدها...حينها فكرت لما لا؟!..لما لا افعل شئ يسعد قلبى ولو لمرة واحده؟!...لما لا أتقرب من أكثر شخصا تمنيت
التقرب منه يوما؟!...حينها فكرت بذاتى البائسه
ولأول مره منذ وفاة والدى...ووافقت ولقد كان هذا خطئ الأول والأخير بحياتى البائسه...أما بالنسبه لما أخبرتك به من أننى كنت أنقل لها ما تقوله لى...فهذا كذب فهى تعرفك جيدا لهذا من المؤكد أنها أخبرتك بأشياء أخبرتها لها من قبل....ولكنها بالفعل أمرتنى أن أنقل لها أخبارك...إلا أننى كنت أخبرها بعكس ذلك... فلقد رأيت أن ما كنا نتشاركه من حقى وحدى..وحين طلبت الزواج منى شعرت أن كل سنوات العذاب...
التى عشتها ظلما على يد من تدعى شقيقتى ستتحول لنعيم مع من ظننته يحبنى...
الأن أنت تعلم الحقيقه فالتصدق منها ما تشاء...
فهذا لم يعد يهمنى...ثم تركته ورحلت من الغرفه والقصر بأكمله....تبكى ألما وندما...ولكن فيما يفيد الندم وقد خسرت كل شئ...خسرت حياتها وطفلتها ومن أحبته يوما...
❈-❈-❈
كان ديفيد قد قام بتجهيز العربه وعاد للقاعه من جديد ليظل مع الحاضرين كما يفعل أصدقائه...
بينما كان الملك قد انتهى من تبديل ثيابه إلى اخرى أكثر بساطه وراحه....وهبط للاسفل وقام بوضع الجراء الصغيره داخل العربه....ثم دلف كيشان وسانسا من بعدهم....وقام الحرس بإغلاق الباب خلفهم....وجلس استيفان بالأمام وقاد العربه نحو الغابه التى توجد خلف قصره...والتى لم يخطوا نحوها منذ كان ف السادسه من عمره....
بدخوله أصبحت العديد من الذكريات تهاجم ذاكرته والتى من المفترض أن تكون سعيده...إلا أنه لا يراها سوى ذكريات حزينه تؤلم قلبه....لهذا لم يفكر بدخول الغابه لأنها تسمح لسيل ذكرياته المؤلمه بالعوده من جديد....
بعد مرور ما يقارب الخمس ساعات كانت الشمس
قد غربت....وسطع القمر لينير السماء...وصل
إستيفان لوجهته وهو عباره عن كوخ خشبى أمامه بستان كبير نسبيا...كان بالماضى ممتلئ بالكثير من الورود والنباتات ذات الروائح الطيبه...والتى كانت تحبها والدته وتستهوى زراعتها...مما جعل ابتسامه حزينه ترتسم على شفتى استيفان وهو يهبط من العربه....
والتفت يفتح بابها الخلفى وامر كيشان بالنزول هو ورفيقته...ثم بدأ يحمل الجراء واحد تلو الأخر حتى أتى بهم جميعا....ثم سار بهم نحو البستان الذى كان يوجد به حظيرة واسعه....فقام بتنظيف جزء منها ليستريح كيشان وعائلته...ثم عاد للعربه وجلب بعض الطعام لهم....وبعد أن اطمئن عليهم تركهم....
وذهب يقف أمام باب الكوخ ومشهد له وهو يهرب من ايدى والدته.....التى تحاول الامساك به وهو يصرخ بسعاده خائف من امساكها له.....وضحكاته
تملأ المكان...
ثم هجمت أخرى لوالده وهو يجذبه بقوة ليدخله للمنزل...وهو يبكى قائلا:أرجوك أبى أريد العوده للقصر لا أريد البقاء هنا....ولكن كان رد والده الغاضب منافى لذلك وهو يقول بغضب:لن نعود لهذا القصر اللعين حتى يعود عقلك لمحله أيها الوغد الصغير صاحب الرأس اليابس...كان بكائه حاد متألمه فهو
قد فقد والدته من مده ليست بالبعيده...ولقد أصبح يخشى والده بشده....والذى أصبح لا يعرفه جيدا بسبب غضبه المستمر....
اغمض استيفان عيناه يخرج هذه الذكريات من عقله وهو يخطو بقدمه نحو الداخل...بعيون جامده وجسد متحفز لخوض صراع مع أعتى الرجال....
يتقدم بخطوات ثابته وهادئه للداخل رغم انتشار هالته الغاضبه بالمكان....إلا أنه مازال هادئ حتى وصل للغرفه التى شهدت على ذلك العهد اللعين
الذى قطعه على نفسه أمام والده....فتح بابها ومع فتحه.....صدر ذلك الصوت المزعج الذى يدل على قدم صاحبه....
سار استيفان بهدوء إلى أن اصبح بمنتصف غرفة متوسطه....بها سرير صغير الحجم ومكتب صغير ودولاب صغير وسجاده صغيره بمنتصفها.....يقف عليها الأن مغمض العينين....ثم سمح للذكريات بالتزاحم أمام عينيه.....وخاصه تلك الذكرى حين
كان والده يخبره ألا يثق بأحد...مهما ظن أن هناك من هو قريب منه إلا أنه سيأتى اليوم وسيتم خيانته كما حدث معه....يتذكر بكائه الشديد حين صفعه والده لأكثر من مرة....وهو يخبر والده أن من سيثق بهم سيبادلونه ثقته ولن يخن أحد هذه الثقه...
حينها ضحك والده بمرارة وهو يعود ليقول له بألم: وماذا ستفعل حين يتم خيانتك من قبل أحدهم؟!... وماذا ستفعل بهذا؟!...ثم أشار لقلبه....حينها أجابه استيفان قائلا بقوة:سأقوم بقتله لأنه جعل قلبى يتألم....اتسعت ابتسامه والده تحسرا وهو يقول:
وماذا ستفعل لو أحببته؟!...
نظر إستيفان بتشتت لوالده إلا أنه أجابه بطفوليه جاده:حينها سأقوم بدفن قلبى جوار جسده كما
فعلت أنت مع أمى...
فتح إستيفان عينها من جديد وهو ينظر أمامه بجمود...قائلا ببرود وهو ينظر للغرفه وكأنه ينظر لوالده مخاطبا اياه:أنا مازالت على عهدى أبى...لهذا لا تقلق...ثم استدار خارجا من الكوخ بثبات وهدوء بخلاف تلك الحرب الطاحنه المقامه داخله....
عاد استيفان للحظيرة وواقف أمامها فرأه كيشان فإقترب منه يمسح رأسه بثيابه....فإنخفض إستيفان بجسده وهو يربت على رأس صديقه قائلا له وهو ينظر لعيناه:أعلم أنك لا تحب تلك الأجواء لهذا أتيت بك إلى هنا لتستريح بعض الوقت....كما أننى سأحاول انهاء الأمر سريعا حتى تعود للقصر مرة أخرى...
وخلال ذلك سأقوم بتجهيز مكان أفضل لك ول جرائك...فأنا لا أريدك ان تشاهد ما قد يحدث إن
صدق ظنى...فيكفى أن يراه أحدنا....
صدر عن كيشان زمجره حزينه....فأجابها إستيفان قائلا:أعلم أنك حزين لإبتعادك عن القصر وعن
صغيرك ولكن أنا أحاول فهم ما يدور حولى يا صديق...وصغيرك هو من سيساعدنى كما اعتاد
والده على مساعدتى....ختم استيفان حديثه وهو يريت على رأس صديقه بحنان...
بعد أن اطمئن استيفان على استقرار كيشان وعائلته قرر العوده للقصر مرة أخرى....وطيف تلك الذكرى يعود ليظهر أمامه حين رأى كيشان للمرة الأولى...
"فلاش باك"
كان إستيفان قد ذهب ليستقر مع عمه بمنزله الغريب المليئ بالكثير من الحيوانات الضخمه والمفترسه... ولقد أحب ما يراه ولم يشعر بالخوف منهم...بل تمنى اقتناء أحد هذه الحيوانات....
وبعد مرور فتره على بقائه بمنزل عمه المهوس بالبحث عن كل ما هو غريب...وقد اعتاد الجو المحيط بالمكان....وعمه الذى كان يقوم بالترحال لبعض الايام ويعود بصيد جديد....
واليوم قد أتى ومعه حيوان صغير على غير العاده لونه أسود...كما رأى ملامح الأسى والحزن على وجه عمه مما جعله يقترب منه....وهو يسأله عن سبب تأخره فى ترحاله هذه المرة ولما هو حزين...
حينها اجابها عمه أنه قد تم قتل أنثى ذئب من الذئاب النادره...والتى كانوا يحاولون حمايتها هى وصغارها من هجوم بعض الحيوانات الضاريه..
ولكن لم ينجحوا فقد تم قتل الجميع ولم يتبقى سوى هذا الصغير....وقام بوضع الذئب الصغير بين يدى إستيفان قائلا بحنان...وهو يربت على رأسه:لقد أصبح لك منذ اليوم لهذا حافظ عليه....
كان إستيفان يشعر بسعاده لم يشعر بها منذ مده كبيره...لهذا بدأ يعتنى بالذئب الصغير ويهتم به.... حتى مرت الايام والرابط يزداد قوة بينهم....وبعد مرور خمسه أشهر وقد كان جسد كيشان يعادل جسد استيفان طولا وقوة...
لاحظ إستيفان أن كيشان رغم حبه له لم يعد يلتصق به كما كان يفعل بصغره....يومها ذهب لعمه ليطلب منه الاطمئنان على صديقه....
يذكر يومها حين أخبره عمه بالسبب قائلا:أن الذئاب حين يتم الاعتناء بهم بدون احد من والديهم يلتصقون بصاحبهم بالشهور الاوله فقط...وهذا حين يكون صاحبه ذكر مثله...ولكن إذا كان العكس اى أنه لو كانت من تعتنى به أنثى والذئب ذكر سيظل ملتصق بها....سواء اكان صغير أو كبير لأنه سيشعر بالغير حين يقترب منها أى ذكر غيره....
حينها ابتسم إستيفان على هذه العلاقه الغريبه والفريده التى تجمع بين الذئاب واصحابها....
"انتهاء الفلاش باك"
عاد استيفان من شروده وهو يتذكر لماذا أعطى الجرو الصغير ل ساب؟!..فهو اول خطوة بخطته
لكشف الحقيقه التى يبحث عنها....فقد قرر العمل منفردا...وبدون أن يشعر احد بما يخطط له حتى يستطيع الايقاع بهم واحدا تلو الأخر....
يتبع