-->

الفصل الثاني والستون - مملكة الذئاب Black






 الفصل الثاني والستون


"وكأن ما بداخلى يشبه ذاك الانفجار النجمى الذى تولد منه الكون ولكن خاصتى تولد منه حطامى.."


                                               سابين...


عاد ساب للإسطبل من جديد بعد أن قرر عدم الذهاب للملك...وأرسل أحد الحرس لإخباره أن سانسا قد أنجبت سبع جراء صغار... 


جلس ساب جوار سانسا التى ترقد بهدوء جوار جرائها...وكيشان الذى وقف واقترب من ساب 

يجلس جواره ملتصق به كما يفعل منذ مساء 

أمس....


كما قام ساب بحمل جرومز ووضعه بأحضانه يمسد على جسده بحنان كبير....وهو يفكر بالكثير وعقله يخبره أن ما كان يخبئه لأعوام قد ينكشف بأى وقت....وحينها سيتحطم عالمه من حوله..لهذا 

يجب أن يجد حلا يجب أن يتحدث مع ألفين 

من جديد فمن المؤكد أن لديه حلا للأمر....


كان ساب جالسا مغمض العينان والصغير جرومز قد نام بأحضانه...حين شعر بالدفئ يغزو جسده الصغير والسكون يعم المكان...مر بعض الوقت وقد بدأ ساب يغفو من جديد...فهو لم يعد يعلم منذ متى وهو ينام كثيرا...ولكن لم يجد اجابه لسؤاله لهذا لم يفكر كثيرا... 


وبدأ يشعر بالنوم يجذبه إليه بشده...إلا أن أذنه قد إلتقطت حركه أقدام تقترب منه بحركه سريعه...كما أنها ليست اقدام لشخص واحد بل اكثر....لهذا قرر ساب إدعاء النوم....فهو لا يملك الطاقه اللازمه للرد على الأسأله التى ستمطره حين يقوم بفتح عيناه... 


شعر ساب بتوقفت جميع الأقدام عن التحرك...

وكذلك هدأت أصواتهم التى ميزها بسهوله...والتى كانت تخص دراكوس وديفيد وماكس...فتسأل ساب أين هو الملك؟!...لماذا لم يسمع صوته؟!...ولم تمر سوى لحظه....واشتمت أنفه رائحه عطره المميز فأدرك أنه أول الحاضرين...إلا أنه لم يستمع لصوته المميز ذو البحه الفريده.....والتى تظهر بقوة حين يتحدث بإنفعال...وبما أنه صامتا إذا هو غاضب... 


إبتسم ساب داخليا متخيلا وجوه الجميع التى تنظر له الأن بصدمه...إلا أن حواسه تيقظت بشده حين شعر بأقدام تتجه نحوه بهدوء...ولقد كان يعلم صاحبها جيدا.....فلا يوجد منهم من يستطيع الاقتراب من كيشان بكل هذا الثبات والهدوء غيره....


ظل ساب هادئ لم يتحرك أو ترمش عيناه...وهو يشعر بالملك جواره بمسافه قريبه يداعب كيشان... ويقول بصوت هادئ إلا أنه كان خافتا لم يسمعه أحدى سوى ساب الذى كان بالقرب منه:أتعلم أننى سعيدا لأنه أصبح لديك عائله تهتم لأمرها...لهذا أظن أنه لم يعد من حقى إلزامك بالبقاء جوار رجلا وحيدا مثلى...فبالماضى كنت أنا الاقرب لك..كما كنت أنت ومازلت الاقرب لى....لقد كنا وحيدين لا عائله لنا.... أما الأن أصبحت لديك عائلة يجب أن تهتم بها وتحيوا معا دون قيود....لهذا...توقف إستيفان يبتلع  ما بجوفه حزنا لما سيقوله...إلا أنه أكمل قائلا:لهذا أنا أحررك من عهدنا يا رفيق...أحررك من البقاء حبيسا داخل هذا القصر...والأهم أحررك لأنك تستحق أن تحيا حياة أفضل من حياة صاحبك...


كم شعر ساب بالألم من حديث الملك المهتم برفيق دربه...كما شعر بالحزن لفراق كيشان لهم...ومن المؤكد أنه أمرا صعب على الملك كذلك....إلا أنه يعلم أنه الافضل من أجل كيشان والجراء الصغار....


ظن ساب أن الملك قد أنهى حديثه وسيرحل...إلا أنه فوجئ حين أكمل الملك بذات الخفوت...بعد أن نظر للجراء:أظن أنه من الأفضل أن تترك هذا الجرو له فكلاهما يتشابهان بالكثير....كما أننى أرى أنه يحتاج للرعايه...وساب سيعتنى به جيدا لهذا لاتقلق بشأنه... 


سمع ساب زمجره كيشان الحزينه وهو يقف على قوائمه مبتعدا عنه....بعد أن كان ملتصقا به وهو يقترب من الملك يمسح رأسه بصدره...فصدر عن الملك تنهيده حزينه تشبه حزن صاحبه....الذى سيفارقه بعد أن كان رفيق دربه لأعوام....


كان ساب مازال منصدم إلا أنه لا يستطيع وصف كما هو سعيدا من بقاء جرومز معه...لهذا قرر أن يفتح عيناه لتلتقى ب عينى جرومز الذى قد استيقظ قبله وكان ينظر له بطريقه جعلت قلب ساب يرتعش حبا لهذا الصغير....الذى أصبح رفيقا له منذ اللحظه التى رأه بها....فإبتسم له ساب بحب وهو يمسد على جسده الضعيف الساكن بين أذرعه....


ثم نظر للملك وكيشان فوجد الملك ينظر له بطريقه مبهمه مما جعل نظرات ساب تتوتر...وهو يقول 

بهدوء عائدا لثباته:أظن أن ما ستفعله سيكون الأفضل له وللصغار...


أومأ له الملك بهدوء وهو يقول بثبات:أعلم فأنا دائما ما أفعل الأفضل لمن أهتم لأمرهم....حتى ولو لم يستحقون ذلك....لم يفهم ساب ما المخزى من حديث  الملك...كما أنه لا يملك الشجاعه الكافيه ليسأله عن مقصده...لهذا ظل صامتا منتظر ما سيفعله الملك الذى وقف مستقيما بعد أن قام بتقبيل كيشان...


وابتعد وهو يقول بصوتا مرتفع سمعه ساب والحاضرين جيدا:أريدك الأن بمكتبى...تحدث 

ماكس قائلا بإعتراض:وماذا بشأن الحفل؟!...


أجابه الملك بثبات قائلا:لن يحدث شئ إذا انتظروا قليلا...وخرج من الاسطبل بهالته التى تنشر البروده بالمحيط الذى يتواجد به...


نظر ساب للصغير بهدوء ظاهرى رغم قلبه المرتعب مما سيتحدث الملك بشأنه رغم علمه به...لهذا وضع جرومز برفق جوار والدته ووقف بعد ربت على رأس سانسا بود....وربت كذلك على رأس كيشان... وخرج ومعه ماكس وديفيد ودراكوس الذين أتوا ليروا الصغار....


لاحظ ساب كدمات على وجهه دراكوس لم تكن توجد أمس....لهذا تسأل متعجبا وهو يشير للكدمة التى توجد على وجه دراكوس:من أين حصلت على هذه الهديه القيمه؟!...أنهى حديثه ببسمه ساخره مما جعل كلا من ديفيد وماكس يبتسمون بهدوء.... 


نظر دراكوس ل ساب بحاجب مرفوع قائلا بسخط: أحقا لا تعلم من أهدنى بهذه الهديه؟!...نفى ساب برأسه وهو يقول بهدوء:لو كنت أعلم ما سألتك من البدايه؟!... 


فرد عليه دراكوس بسخريه زائفه:أنه والدك العزيز لقد قام بلكمى....وحذرنى من الاقتراب منك...ليس ذلك فقط بل قام بتهديدى بالقتل إن فكرت بالاقتراب منك مرة أخرى....


كان ساب يشعر بالصدمه عند سماعه لحديث دراكوس...وهناك سؤال واحد يطرحه عقله قائلا:

لما؟!...لما فعل ذلك؟!...فأتته الاجابه سريعا حين تذكر حديث دوغلاس:عن كونه لا يعلم الكثير من الاشياء المخبئه والتى لن يعرفها سوى من جورج نفسه....


شعر ساب بالضيق لأنه يعلم أنه لن يفعلها ويذهب ل جورج ويسأله عما حدث....ولما فعل هذا ب دراكوس لهذا أوقف عقله عن التفكير بالامر....وقام بإخبار الجميع بوجوب ذهابه للملك حتى لا يقوم بقتله بسبب تأخره....ثم تحرك مبتعدا عنهم ليذهب إلى غرفه الملك...


 ❈-❈-❈ 



كانت الفتيات جالسات مع والدتهن يسردن لها ما حدث خلال أمس....وكيف كانت ليلة جميله مليئة بالسعاده والبهجه...ولقد كانت فكتوريا تستمع لهم بإنصات وعلى شفتيها ابتسامة حانيه...


كما أنها كانت تشاركم الحديث بين كل فنيه والأخرى حتى أنها تسألت عن صحه الأميرة ميلسيا...فأخبرتها سيلا أن ليو أخبرها صباحا بالمعهد أنها أصبحت أفضل حالا....


وظلت الفتيات وفكتوريا يتحدثن وهم يقومون بتجهيز الاشياء التى قد تحتاجها أليس بمنزلها الجديد...الذى ستذهب له بنهايه هذا الاسبوع...


ولكن قطع حديثهم طرق الباب الذى أسرعت ليلى نحوه لتقوم بفتحه لمعرفة من الطارق....ولقد كان مارلين الذى ابتسم ببشاشه حين رأى ليلى التى دعته ليدخل....فدخل وهو يحي الجميع بإبتسامته الهادئه ويخص أليس بإبتسامة عاشقه جعلتها تتورد خجلا....


تحدث مارلين بسعاده موجها حديثه ل فكتوريا قائلا بتهذيب:هل تسمحين لى سيدتى أن أخذ أليس والفتيات لمشاهده المنزل الجديد؟!...كما أتمنى أن ترافقين أنتى أيضا....قفرت الفتيات بسعاده ناظرين لوالدتهم منتظرين رأيها....


فقالت فكتوريا بإبتسامه هادئه:لا أمانع ذهابهن معك فالتسعدوا يا فتيات...ولكن انا لن أستطيع الذهاب معكم هذه المرة...فالتعفنى لأنا أشعر ببعض المرض.... 


فاومأ لها مارلين متفهما وصعدت الفتيات لتبديل ثيابهن لأخرى تناسب الخروج...وخرجن جميعا مع مارلين وصوت ضحكاتهم تلاحقهم... 


قامت فكتوريا بإغلاق الباب وهى تبتسم بشرود عائده لغرفتها...ولكن خلال سيرها وقعت عينها 

على غرفة جورج التى قامت بغلقها بإحكام...حتى 

لا تستطيع الفتيات دخولها ورؤية ما بداخلها.... فإمتلأت عينها بالدموع وقلبها سكنه الألم من 

جديد وهى تتذكر ما رأته داخل غرفة زوجها....

وهى تجر قدميها نحو غرفتها لتستريح بعض الوقت.... 


ولكن قبل جلوسها على الفرش طرق باب المنزل من جديد....فتنهدت ظنا منها أنها احدى الفتيات وقد نسينا شئ من أغراضهم بسبب تسرعهم...لهذا أسرعت نحو الباب تفتحه وهى تقول بإبتسامه:يا ترى ما الذى نسيته....


إلا أنها لم تستطع إكمال حديثها وهى تنظر للواقفه أمامه بزهول...غير مصدقه أنها بالفعل ترى شقيقتها أمامها الأن وهى تقول بصدمه: سابين....  


ابتسمت سابين بسخرية قائله بصوتها الذى يثير اشمئزاز فكتوريا:ألن تدعى شقيقتك الكبرى للدخول؟!...وكادت تتحرك لتدلف للداخل إلا أن حواس فكتوريا قد تيقظت....والتى قالت بثبات ظاهرى مخالف لإنتفاضه قلبها الذى يشعر بالرعب لمرأى هذه السيدة الكاره:إلزامى مكانك....فمنزلى ليس مكان لأمثالك سيده سابين...ام نسيتى ما قلته لى بأخر زياره لنا....


اتسعت ابتسامه سابين التى تشبه أفعى سامه قائله:

لم أعهدك بهذا الثبات فكتوريا الصغيره.....نظرت لها فكتوريا بعيون كاره قائله بقوه تتلبسها أمام هذه الأفعى السامه لأول مرة:ماذا تريدين سابين؟!...وأى رياح أرسلتك إلى هنا؟!... 


استندت سابين بجزعها على اطار الباب قائله:هل حقا ستجعلينا نتحدث أمام منزلك هكذا؟!...اجتبتها فكتوريا بذات القوة التى تملكتها:لقد سألتك سؤالك وانتظر اجابته....وإلا فالترحلى ف أنا لا أملك الوقت لاحاديث هذه.... 


تحولت نظرات سابين من التبسم والامبالاه إلى الشراسه والغضب...الذى دائما ما يتحكم بها منذ الصغر قائله:لا تنسى مقامك أمامى فكلانا يعلم  من أنا يا صغيره...كما تعلمى جيدا ما أستطيع فعله....


كان جسد فكتوريا أصيب بالجمود والامبالاه...كما أنها لم تخشى تهديد سابين الذى كان يرعب أطرافها قديما....وهى تقترب منها قائله بحده:لم اعد اخشى شئ....لهذا أفعلى ما تريدين؟!...صمتت فكتوريا تأخذ أنفاسها ثم أكملت بغرور انثى:كما أننى اعلم جيدا ما تحاولين فعله منذ سنوات..ولكنكى لم تفلحى بتنفيذه بالماضى ولا الأن سابين....لهذا نصيحتى لك ان تكفى عن محاولاتك البائسه فى التقرب منه...لأن كلانا يعلم من الذى يعشقها بحق.... 


إشتعلت عينى سابين حقدا وهى تقول بصوتا سام:

لا تظنى أن الأمر انتهى هنا فكتوريا...ولكى تعلمى بمدى حبى لكى سأخبرك عن ما تسألتى عنه منذ أعوام ولم تجدى اجابه ليومنا هذا...نظرت لها فكتوريا بتشتت لا تعلم عن ماذا تتحدث...فقامت سابين بإيضاح كلامها قائله بسخريه:من المؤكد أنك تتسألين لماذا ابتعد عنك؟!...لماذا لم يعد يعاملك بلطف كما كان ببدايه زواجكم؟!..كما أعلم أنه يبغضك وتمسكه بيكى إلى الأن ليس سوى من أجل فتياته فقط....


ثم ابتعدت عن أذنها وهى تنظر لوجهها بتشفى قائله بإبتسامه متسعه حين رأت توتر نظرات فكتوريا: أتعلمى كيف أدرك كل هذه الأشياء عزيزتى...هذا لأننى من أخبرته بكل شئ....أخبرته حقيقتك المخادعه وأنك لستى الملاك الذى كان يظن...لهذا 

فأنتى تشبهينى الأن...بنظره لهذا لا تتفاخرى بعشقه لكى أمامى...


أنهت سابين حديثها السام وعادت خطوة للخلف وهى تكمل بسعاده لوصلها لمبتغاها:سأرحل الأن لكن اعدك أن لقائنا المقبل قريب جدا...واستدارت راحله تاركه خلفها أمرأة تحول حطامها لرماد تناثر مع أول هبوب للرياح....


ظلت فكتوريا تنظر أمامها بتيه لمده ثم نظرت حولها فلاحظت ذهاب شقيقتها...فقامت بإغلاق باب منزلها بأليه ودخلت غرفتها....تجلس على فراشها وعقلها يعود بها لأكثر من ثلاثة واربعون عاما مضى...


"فلاش باك"


كان منزلا عريقا يدل على ثراء أهله وكان مالكه رجلا ثريا ومتزوج من سيدة حسناء.....ولكن رغم حسنها وجمالها لم تستطع أن تنجب له سوى فتاة....ورحمها لم يعد يستطيع حمل جنينا من بعدها....


كما لم يكن زواجا عن حب بل كان مصالح متبادله بين زوجها العزيز ووالدها...الذى قام بتزويجها منه ورغم تكبرها وتعندها الذى لم يتوافق مع عقلية زوجها....


إلا أنه كان يصبر عليها ظنا منه أنها ستأتى له بوريث لأملاكه....ولكن حين تأكد من عدم انجابها مرة أخرى بدأ يبحث عن أخرى...ولكن ارد التأكد انها لن تكون ثريه مغروره متكبره ك زوجته....بل أردها فقيره او حتى جاريه يقوم بشرئها من السوق...حتى يستطيع السيطرة عليها وحتى تنجب له وريثه الذى ينتظره ويتمناه.... 


وبالفعل بعد ذهابه لسوق الرقيق ظل يبحث عن ضالته...حتى وجد جاريه ذات جمالا خلاب تناطح زوجته جمالا....بل وتتغلب عليها كذلك كما أنها كانت رقيقه هادئه يظهر علي ملامح وجهها الخوف.... اشتراها الرجل وأخذها لمنزل له منعزل وبعيد عن منزله الذى يجمعه بزوجته وطفلته....


وظل يذهب إليها على فترات متباعده دون علم أحد...حتى أتته البشرى وعلم بحملها لطفله وظل ينتظر وضعها للصغير....كما قرر إخبار زوجته بحمل الجاريه منه...وبالفعل أخبر زوجته المصون بأنه سيكون له طفل من أخرى....وأنه سيأتى به ليعيش هنا بمنزلهم....


كانت صدمة زوجته كبيره إلا أنها ورغم تكبرها وتعندها لم تستطع الاعتراض....فهى المخطأه فهى من لم تأتى له بوريث....مرت الشهور سريعا واتت الساعه التى قامت الجاريه بوضع صغيرها...والتى كانت فتاة ولم تكن صبى كما تمنى الرجل...


كما أنها لم تحمل صغيرتها او تراها لأن روحها قد غادرت جسدها.....باللحظه التى أتت بها الصغيره  على الدنيا...كان موت الجاريه صدمة بالنسبه لسيدها الذى كان يكن لها الحب بسبب ما وجده بها ولم يجده بزوجته....


كما شعر بالأسى لأن ما أنجبته كانت فتاة وليس صبى...إلا أنه نفذ أخر ما طلبته منه وهى أن تسمى الصغيره فكتوريا على اسم والدتها....


قام الرجل بأخذ الرضيعه لمنزله ولقد كان يشعر بالحب نحوها رغم أنها فتاة...شعر نحوها بضرورة الحمايه...لهذا اهتم لأمرها كثيرا....وهذا جعل الكره والحقد يملأ قلب زوجته التى حقدت على الرضيعه.....كما نجحت الزوجه بزرع الحقد والكره بقلب ابنتها سابين تجاه شقيقتها...التى كانت تشبه والدتها كثيرا فى هدوئها وطاعتها....


مرت الأعوام وفكتوريا كانت تحب ملازمه والدها الذى دائما ما كان يروى لها كيف إلتقى بوالدتها...

وكيف أحبها وأنها هى من اختارت لها اسمها...كما ظلت فكتوريا تحاول التقرب من سابين فهى وحيده ولا تخرج من المنزل سوى قليلا...


إلا أن سابين كانت تبعدها عنها بحقدها وكرها النابع من عينيها تجاهها....إلى أن أتى اليوم ومات والدهم وفكتوريا لم تتخطى الثانيه عشر من عمرها...وسابين التى تكبرها بعام لم تحزن لفراق والدها....كما حزنت فكتوريا التى تحولت حياتها لجحيم على يد زوجه والدها وشقيقتها....


فلقد تم نقل جميع أغراضها لغرف أحد الخدم واصبحت خادمه بالمنزل...كما بتم معاملتها بمهانه واحتقار.....كانت طبيعة فكتوريا الهادئه لا تتماشى 

مع طباع زوجه أبيها وشقيقتها.....اللاتى يميلون للعنف والغضب الحاد....


لهذا لاقت فكتوريا على أيديهم أشد أنواع العذاب 

من ضربا وحبسا وزل....تقبلته فكتوريا بألم وهدوء كانت تمر الاعوام عام تلو الأخر ولا يوجد جديد...

بل اعتادت فكتوريا على التألم بصمت الاستماع لسببابهم ولعنهم لها بصمت...


اليوم أصبحت سابين بالعشرون من عمرها وجمالها يعطيها ثقه كبيره...خاصه حين يتهافت عليها الرجال إلا أنها كانت تعلم بقرارة نفسها أن فكتوريا هى الاجمل والانقى....لهذا كانت تسحقها دائما بضربها وسبها واهانتها...خاصه أمام أصدقائها الاتى كانوا يجتمعن بمنزلها...


والتى كانت تجبر فكتوريا على خدمتهن طوال فترت تواجدهن بمنزلهم....كانت فكتوريا تستمع لأحديثهم عن الرجال الذين يتوددن لهن للتقرب منهم...كما كانت تتخيل هى الأخرى اليوم الذى سينجذب لها رجلا يوما ما....ولكن أين ستجده وهى لا تخرج من المنزل سوى لجلب الخضروات من السوق والعوده مرة أخرى... 


كما أنها لاحظت سماع اسم شخص يدعى جورج كثيرا فى مجلس شقيقتها مع أصدقائها...لهذا شعرت بالفضول تجاه هذا الشخص...لهذا بدأت تستمع لأحديثهم فعلمت أن شقيقتها قد أعجبت بهذا الشاب الذى يدعى جورج....ولقد تمنت فكتوريا رؤيته من كثرة أحاديث شقيقتها والفتيات عنه...وكم هو شاب 

وسيم وذكى وذو شأن عالى...فهو وحيد والديه كما فهمت كما أنه صعب المراس...


ظلت فكتوريا تسمع عن جورج الذى حاولت جميع الفتيات التقرب إليه إلا أنه كان يعاملهم بتعالى.... حتى أنها تمنت أن تراه ولو لمرة واحده ولو من بعيد... 


حتى أتى يوما ما وسمعت فكتوريا من الفتيات أن والدته قد توفت...وأنه بحاله يرثى لها خلال هذه لفترة....وبعد ذهاب الفتيات ظلت سابين مع أقرب صديقاتها وهى تخطط معها كيف ستقوم بإيقاع جورج بحبها.....من خلال التقرب إليه خلال فترة حزنه على والدته....


مرت الأيام ولاحظت فكتوريا السعادة التى ترتسم على وجهه سابين...التى استطاعت بالفعل الايقاع 

ب جورج فى فترة زمنيه صغيره....كانت فكتوريا تنتظر سابين واصدقائها كل يوم لتستمع لحديثها المغتر عن تعلق جورج بها....


كما كانت تتباهى أمام أصدقائها أنها الوحيده التى أستطاعت الايقاع به...كما سمعت والدتها تنصحها 

بأن توقع ب جورج ليتزوج بها...قبل أن يجبره والده على الزواج بأخرى....


فأصبحت سابين تضغط على جورج ليتزوج منها....ولكن حين عرض جورج على والده الأمر...

رفضه والده معلا أن الفتاة ليست جيده من أجله...


تتذكر فكتوريا صراخ سابين وغضبها الحاد حين أخبرها جورج برفض والده للأمر...وهو لحبه الشديد واحترامه لواده....لم يستطع عصيانه إلا أنه وعدها أن يتحدث معه من جديد لعله يغير من قراره....


إلا أن سابين قد أقسمت على حرق قلب جورج وجعله ينفطر كما فطر قلبها...وقد كانت سابين تشبه الشيطان وقتها...وهى تقسم على تدميره كما دمرها برفضه...


وكم شعرت فكتوريا بالخوف منها....وتمنت لو كانت تعرف مكان هذا الرجل والذهاب إليه لتحذره من شر سابين.....التى لن تدع الأمر يمر مرور الكرام....والتى من المؤكد أنها ستؤلمه....


مرت بضع أيام وكانت سابين هادئه خلالها بطريقه عجيبه...وهذا على غير عادتها العنيفه....كما أنه لم 

تعد تستقبل أصدقائها بل وامتنعت عن مقابلتهم...

حتى لا تقم احداهم بالسخريه منها بسبب رفض جورج الزواج منها....


كما كانت تخرج بأوقات محدده من الاسبوع وعلى مدار ثلاثة أسابيع...كما علمت أن جورج حاول أكثر من مرة التحدث لها إلا أنها كانت ترفض التحدث معه....واستطاعت فكتوريا أن ترى وجهه فى الخفاء أثناء سؤاله عن سابين...والتى لم تكن تتواجد بالمنزل وقتها...وكم كان شاب وسيم بحق كما تخيلته بل وأفضل....


كانت فكتوريا تعلم أن سابين لن تترك جورج دون تدميره.....فهى أكثر من يعلم بالحقد والكره القابع بقلب شقيقتها....


كما كانت تخشى التواجد معها بذات المكان حتى لا تخرج غضبها بها...إلا أنها كانت قليله الحديث كثير الخروج من المنزل....كما لم يكن يعلم أحد بما تفعله  خلال خروجها من المنزل...


ثم أتى اليوم الذى حضرت فيه سابين من الخارج... وهى تخبر والدتها أنها قررت الزواج....كما سيكون الزواج اليوم....يومها اعترضت والدتها على الأمر وحدث نزاع ولأول مرة بين الأم وابنتها...إلا انها بالنهايه اذعنت لرأى ابنتها.... 


وبالفعل تم الزواج بذات اليوم والغريب أنه لم يكن فتى أحلامها جورج....او حتى شاب غيره بل الرجل الذى كانت تتحدث عنه....كان رجلا كبير بالسن...


تم الزواج ورحلت سابين عن المنزل ورحل معها الضوضاء...وبدأ الهدوء يعم المكان وذلك بسبب 

بقاء السيدة بغرفتها أغلب الوقت....ورغم انتهاء 

الأمر إلا أن فكتوريا لم تستطع التوقف عن التفكير 

بذلك المدعو جورج....


مر شهران على زواج سابين التى لم تأتى لرؤيه والدتها ولو مرة واحده...إلا أنه بأحد الأيام أتت سابين ومعها موجات غضبها العنيف...وهى تبكى بحرقه وألم...إلا أن فكتوريا كانت ترى بكائها حقدا وكرها...لأن أمثال سابين لا يتألمون...كما شعرت بالفضول لمعرفه سبب بكائها هذا....


لهذا بدأت تتنصت علي سابين وهى تخبر والدتها.... أن الرجل الذى تزوجت منه كان والد جورج...الذى رفض زواجهم...صدرت شهقه من فكتوريا إلا أنها قامت بإغلاق فمها...حتى لا يسمعها أحد وهى تشعر بالصدمه من حديث سابين...التى أكملت بحقد قائله أنها تزوجت والده لتثبت له....أن والده الذى رفض زواجهم وافق هو على الزواج منها بعد لقائهم بثلاثة أسابيع فقط....ولقد كانت تتوقع ثورة جورج بعد معرفته بالأمر....فقد كانت تنتظر قدومه من سفره الذى دام شهران على أحر من الجمر...حتى ترى ماذا سيفعل حين يعلم بزواجها من والده...ولكنها أكملت بصراخ حاد قائله أن اللعين قابلها ببرود تام هى ووالده...حتى انه قام بالمباركه لهم وترك لهم المنزل ورحل بهدوء تام دون غضب او عتاب فقط رحل... 


وأثناء إخبار سابين لوالدتها عما حدث...شعرت بوجود أحد يقف خلف الباب ويستمع لهم لهذا توقفت سابين  وهى تتقدم من الباب....فاتحتا اياه وهى تجذب فكتوريا من شعرها وظلت تضربها بأى مكان تطولها يدها...لتخرج بها ما تشعر به من غضب مكبوت داخل ضلوعها....كما كانت تفعل بالماضى حين تشعر بالغضب الشديد....


ولأول مرة تقوم والدتها بمحاوله إبعادها عن فكتوريا التى لم تفعل شئ....وبعدما شعرت سابين  بالإرهاق ابتعدت عنها وهى تقول بحده:لقد كنت أعلم أنك كنت تتنصيت علينا منذ بدأت التحدث عنه أيتها اللقيطه....حتى أنتى حتى أنتى سقطتى بشباكه...

ووقعتى بحبه كما فعلت أليس كذلك؟!...


كانت فكتوريا تنظر لسابين بعيون دامعه منكسره دون ان تجيبها...ثم صمتت سابين للحظات وقد التمعت بعقلها فكرة جيده...حتى تستطيع استرداد جورج لها مرة أخرى...عليها أن تضع له مسكنا لألامه حتى يهدأ وتعود له من جديد....وهذا المسكن سيكون  فكتوريا التى ستقوم بوضعها أمام جورج..والذى تعلم أنه وحيد ومتألم الأن....ويحتاج لأحد بجواره وهذه اللعينة تستطيع الحفاظ عليه....إلى أن يعود كما كان وحتى لا تقوم أخرى بأخذه منها....فهى لن تتركه مهما تطلب منها الأمر....  



لهذا اقتربت من فكتوريا قائله بشر:أنا سأقوم بتحقيق حلمك وتلتقين به...ما رأيك؟!...لم تكن فكتوريا تعلم ماذا تقول فبالفعل هى تريد لقائه منذ سمعت عنه... لهذا ولأول مرة بحياتها قررت أن تحتال حتى تأخذ شئ تريده....ولو لمرة واحده بحياتها....لهذا أومأت ل سابين موافقه....


مما جعل ابتسامه سابين تتسع وهى تجلس أمامها قائله بتهديد:الأن سأخبرك بكل ما أعرفه عنه...ولكن ستكونى له جسرا لإخراج همومه وألمه فقط هذا ما ستقومين به...ومن ثم ستبتعدين عنه...كما ستقومين بإخبارى بكل ما يحدث بينكم أثناء لقائك به...وإذا حدث وقمت بشئ غير ما أمرتك به....حينها أنتى تعلمين ما أستطيع فعله بكى...هل فهمتى ما قلته 

لكى؟!...


اومأت لها فكتوريا مرة أخرى فإتسعت ابتسامه سابين بشراسه....وهى تخبرها بكل ما تعرفه عن جورج ل تساعدها على التقرب منه...فهى لن 

تحتمل ابتعاده عنها دون ان تعلم عنه شئ...لهذا قررت وضع فكتوريا بطريقه حتى لا تسمح لانثى غيرها بالإقتراب منه... 


وافقت فكتوريا على كل ما أمرته بها سابين...وبالفعل علمت سابين مكان تواجده وامرت فكتوريا بالذهاب إليه...


وبالفعل ذهبت فكتوريا لأحد الأماكن التى يتواجد 

بها جورج بكثره بعد رحيله من منزل والده...كانت فكتوريا تشعر بالرعب من عدم تقبل جورج لها....

كانت هذه المرة الأول التى تقدم فيها فكتوريا على فعل شئ كهذا...



إلا أنها تشجعت واقتربت منه تتذكر جيدا كيف كانت يدها ترتعش بطريقه ملحوظه....وهى جالسه جواره تحاول فتح حديث معه إلا انها لم تستطع...مما جعله ينظر لها بطرف عينه منتظر ما ستقوله تلك الفتاة التى يراها للمرة الاوله....



وقد كان كالحلم بالنسبه لها حين نظر لها...فقد شعرت بأنفاسها تكاد تتوقف...لهذا قررت إنهاء الأمر وعدم إكماله لأنها لن تستطع فعلها....لهذا وقفت وانفاسها تتسارع قائله بأسف:أعتذر على تطفلى...واستدارت لترحل وهى تشعر بتوتر ألم معتدها من شدته....مما جعلها  تصطدم بأحدهم بالخطاء....فقامت بإيقاع ما يحمل من أغراض أرضا....فظلت فكتوريا تعتذر وهى تهبط بجسدها لتجمع ما أوقعته....


إلا أن الرجل قام بسبها وكاد يضربها...مما جعلها 

تضع يدها على وجهها لتحتمى كما تفعل حين تقوم سابين بضربها....إلا أنها وجدت جورج قد استقام وقام بتوسيع الرجل ضربنا....كما تلقى هو الأخر 

بعض اللكمات.... 


لهذا بدأت فكتوريا تبكى برعب حتى بعد انتهاء الأمر واقتراب جورج منها....والذى كان يبتسم لها ليخبرها انه بخير ولم يصبه أذى رغم الجروح التى تنتشر على وجهه....فقامت فكتوريا برفع يدها بطريقه عفويه تتلمس إحدى كدمات....وهى تقول بأسف: أقسم لك أننى لم أرد لك الأذى...أنا أعتذر منك.... 



كان جورج ينظر لها وهو يشعر بدفئ يملا قلبه وهى تنظر له بكل هذا النقاء...فشعر براحه غريبه تغمره مما جعله يتقرب منها...وطلب منها البقاء وعدم الرحيل...

وهى وافقت دون تفكير...ومن حينها وظل كلاهما يتقابلان يوميا....


حتى وقع جورج بحب اهتمامها وحنانها الذى تغمره به....والذى هو بأمس الحاجه إليه لهذا اصبحت لها مكانه خاصه بقلبه....ظلوا هكذا يتقابلان لما يقارب الشهران...أخبرته فيهما عن حياتها ووالدها وشقيقتها سابين ولكن بدون ذكر اسمها....فشعر جورج أنه قد وجد نصفه الأخر....لهذا قام بعرض الزواج عليها والذهاب معا خارج هذه البلاد....



لم تكن فكتوريا تحلم يوما بهذا أن يتقدم جورج لطلب الزواج منها...بل والرحيل من هنا وعدم رؤيه سابين وزوجه أبيها مطلقا...لهذا وافقت على عرضه بدون تفكير....إلا أنه كان صريحا معها حين أخبرها أنه لن يستطع ان يعطيه قلبه كما اعطته قلبها...لأنه محطم ويحتاج لوقت حتى يقوم بترميم قلبه...إلا  انه وعدها أنه من المؤكد سيحبها يوما ما....لأن هذا اقل ما تستحقه فتاة بنقاء قلبها....فهو يشعر معها براحه لم يشعر بها مع أحد من قبل....



يومها عادت فكتوريا للمنزل لتجمع أغراضها خفيه ولكن قبلها ذهبت لغرفة سابين لتخبرها بما دار بينها وبين جورج كما تفعل كل يوم منذ لقائها به...إلا انها لم تكن تخبرها بكل شئ....وليس ذلك فحسب بل وكانت تخبرها بأشياء لم يقولها جورج....مثل كونه متألم مما فعلته حبيبته به....حتى تجعل سابين تصدقها ولا تمنعها من لقائه.... 



ثم عادت لغرفتها وانتظرت إلى أن نام الجميع وخرجت من المنزل لتذهب لملاقاة جورج....

وخرجوا معا من البلاد تاركين خلفهم سابين التى ستشعل الكون بعد معرفتها بهروب كلاهما من البلاد.... 


وبعد ابتعادهم تزوجوا باول قريه نزلوا به‍ا...وبعد أن استقروا بأحد القرى البعيده عن بلادهم قام جورج بالبحث عن عمل واستئجار مكان ليكون منزلا لهم... وقد كانت حياتهم هادئه وشعر جورج بأنه يقع ل فكتوريا يوما بعد يوم...حتى أتى اليوم الذى اعترف لها بحبه....وأنه لم يحب أحد كما أحبها...وكم أسعدها صراحته وتصريحه بحبها وحدها دون سواها...ورغم أنه لم يقم بإخبارها عما صدر من شقيقتها او تحدث عن والده وكأنه أقسم على اخراجهم من حياته وعدم التحدث عنهم.....أو التفكير بهم بعد الأن واحترمت فكتوريا هذا ولم تسأله يوما عن ماضيه....وكم جعل هذا جورج يشعر بالراحه من عدم سؤالها عن أى شئ يخص ماضيه....


كما سعد جورج حين أدرك بحمل فكتوريا بعد زواجهم بعام ونصف...وأخبرها ان عليهم الرحيل والذهاب لمكان أخر حتى يبحث عن عمل أفضل ليحسن من حياتهم وحيات طفلهم القادم...وبعد سفرهم استقروا بمنزل هنا بالعاصمه....ولكن كان صغير نسبيا وبعد مرور العديد من الشهور وضعت فكتوريا أول فتاة لها....


فقرر جورج أن يكون اسم صغيرته سابين فصدمت فكتوريا من ذلك...وظنت أنه مازال يكن ل شقيقتها الحب بقلبه...لهذا تألم قلبها بشدة وسألته عن سبب تسميته للصغيرة بهذا الاسم....


تتذكر فكتوريا حينما أجابها جورج قائلا بشرود:لأننى اليوم صادفت أحدهم كان يسير مع صغيرته...وقام بنداء صغيرته بهذا الاسم.....وأنا أمقت هذا الإسم  لهذا نظرت للصغيره بكره كبير....ورغم ذلك هى نظرت لى وابتسمت بنقاء...جعل قلبى يعاتبنى أن الصغيرة ليست لها ذنب لأن اسمها تشابه مع حقيره كالتى عرفتها يوما ما...لهذا قررت إن رزقنا بفتاة سيكون إسمها سابين.....لأننى أريد أن أثبت لنفسى أنه مجرد اسم عابر لن أشعر بالكره حين أسمعه بعد اليوم...بل سأبتسم بحب لأنه سيخص طفلتى الأحب إلى من نفسى....


كانت فكتوريا تنظر ل جورج نظرات حالمه محبه وهى تقول:موافقه انه اسم جميل...ثم نظرت لصغيرتها مقررة ان تفعل ما فعله زوجها....وتجعل اسم سابين يملأ حياتها حب كما ملأ حياتها بؤسا وظلما بالماضى....


حينها نظر لها جورج بتعجب قائلا:ألن تسألينى من هى تلك الفتاة التى تحدثت عنها؟!....نظرت فكتوريا ل جورج بتوتر قائله:اظنها سببت لك الكثير من الألم لهذا لا أريدك أن تتذكرها إذا سألتك عنها....


حديثها جعل جورج يبتسم وهو يقترب منها مقبلا اياها بحب....وهو يشكر الله على تلك النعمه التى وجدها بعد الكثير من العذاب الذى لاقاه بحياته...



مرت الاعوام وانجبت فكتوريا اليس وجوليا والتى أتمت عامها الأول..وقد انتقلوا لمنزلهم الحالى بعد أن توسعت أعمال زوجها الذى اصبح يعمل لوقتا أطول لتوفير سبل الراحه لها وللفتيات....وقد كانت حياتهم مليئه بالسعاده خاصه..أن جورج كان متعلقا ب سابين اكثر من شقيقاتها....ولقد كانت لها منزله خاصه بقلبه فقد كان دائما يلقبها بذات العيون القاتله...كما كانت فكتوريا تناديها بالسابيه التى سبت قلبها ولم تحرره...   


إلى أن أتى اليوم المشؤوم الذى عاد به جورج من الخارج مكفهر الوجه....وهو ينظر لها بنظرات مبهمه لم تفهما فكتوريا حينها....كما حاولت سؤاله أكثر من مرة عما حدث.....إلا أنه لم يكن يجيبها ومن وقتها وهو أصيب بالبرود والجمود الذى هو عليه الأن....


"انتهاء الفلاش باك" 

❈-❈-❈


عادت فكتوريا من شرودها وهى تنظر ليدها التى ترتعش بقوة...وتنفسها المرتفع...وعيناها التى تذرف الدموع بسخاء....



وهى تقول بصوت محطم:من المستحيل أن يكون قد استمع لها....كيف قام بتصديقها بعد كل ما فعلته به؟!.

كيف؟!..كيف له ألا يعاتبنى؟!....أجل لقد أخطأت أجل حطمته وقمت بكسر قلبه الذى عان ليصلحه من أجلى...ولكن كان عليه أن يعاقبنى وحدى...وليس أن يعاقبنى بصغارى....ما هو ذنب الفتيات فيما فعلته والدتهم بحقه؟!...ما ذنب سابين؟!...ما هو ذنب صغيرتى؟!...اللعنه على صمتك أيها اللعين الذى قام بتدميرك وتدمير من تحب...اللعنه عليك جورج...اللعنه عليك...




ظلت فكتوريا تصرخ بها وهى تشعر أن عالمه يتحطم ويهاوى من حواها يوما بعد يوم...وظلت تنظر أمامها وهى تشعر ببراكين تنفجر داخلها...تعلم أنها لو ظلت هنا ستقوم بقتل نفسها لا محال....لهذا هى تريده تريد رؤيته الأن...فهى ليست مثله لن تستطع الصمت.... 




لهذا خرجت فكتوريا من غرفتها ومن المنزل متجهه للقصر...لتعلم ما الذى أخبرته تلك اللعينة لزوجها منذ خمسه عشر عام...لتجعله يقتل نفسه ويقتلها ويقتل صغيرته هكذا بدم بارد....



يتبع