الفصل الرابع والستون - مملكة الذئاب Black
الفصل الرابع والستون
"لا تعطى حكما مسبقا على شئ لم تكن تدرك كل جوانبه لأنه من المؤكد انك ستخفق بحكمك عليه"
جورج....
كان الاحتفال القائم بالقصر يسير على أكمل وجه خاصه أن ساب وألفين يعرفون كثيرا من الملوك الحاضرين بالإحتفال....وهذا يرجع للمهمه التى قام بها مع ألفين قبل حربهم...لهذا تفرقوا ليتحاورا مع الحاضرين...حتى أن بعضهم أحب ساب بشده ودعاه لزيارته بيوم ما....أمثال الملك دانيال الثالث ذلك الملك الذى يملك هالة من القوة والثبات تجبرك على احترامها....والذى كان أول من التقى به ساب فى بدايه رحلتهم...
مر اليوم على خير وتخطى الوقت منتصف الليل... وذهب كل شخص لغرفته...وبينما كان ماكس عائداً لغرفته بعد يوما طويل مرهق...لاحظ الشموع المنتشره بغرفته بطريقه جذابه....وكيت الجالسه
على فراشهم بكامل زينتها تنتظر قدومه....
ظهرت الصدمه على ملامح وجه ماكس...إلا أنه تقدم منها يناظرها بعشق يقبل وجنتها بحب قائلا:مرحبا بالجميله....ابتسمت كيت وهى تقول برقه تناسبها:ألن تسألنى عن سبب تزين الغرفه بهذه الطريقه؟!...
نظر ماكس للغرفه بإعجاب شديد قائلا:إنها شديده الجمال...ولكن لما قمتى بكل هذا المجهود؟!...هل هناك كا سنحتفل به؟!...
ابتسمت كيت وهى تمسك بيده وتقبل باطنها بحب ثم قامت بوضعها على معدتها...تقول بعيون دامعه:أنا احمل طفلنا بأحشائى ماكس....
كان ماكس ينظر ل كيت بنظرات مبهمه....وكأن عقله لم يعى بعد ما تقوله...لهذا قال بتسأل:ماذا قلتى؟!.. اتسعت ابتسامه كيت التى اقتربت منه تقبل وجنتيه بحب....وهى تقول له:أنا حامل بطفلك....
هنا امتلأت عينى ماكس بالدموع وهو يقربه منه يحتضنها بقوة قائلا:حقا سأكون أبا...هل سيكون لى طفل منكى؟!...أنا اريد طفلا يشبهك....
ظل يتحدث وهو يقبل وجهها بحب وسعاده وكيت تضحك بسعاده على حديثه الغير مرتب...وظل كلاهما يتحدثان عما سيفعلونه حين يأتى صغيرهم....ويملأ حياتهم بالسعاده التى تمنوها من قبل....ولم تغمض عينى كلاهما سوى قرابه شروق الشمس....
❈-❈-❈
كان الليل قصير لدى البعض....وطويل بشده لدى الأخر فقد كان البعض يجلس بغرفته يفكر فيما اقترفه فى الماضى....وهل كان على خطأ فيما فعل
أم أنه على صواب؟!....
بينما كان هناك غيره يفكر بكيف سيتقرب من السيدة التى امتلأ قلبه بحبها؟!...وكيف سيقنع
قلبها انه الأحق بالفوز به؟!...
بينما كان هناك أخرى تجلس بغرفتها تبكى تحسرا على صمت دمر كل ما يحيطها....والمؤلم أنها لا تعلم كيف ستصلح ما تسببت بتدميره....
وأخرى تجلس بشرفتها تنظر للسماء بتأمل...وهى تتذكر كم تمن رجلا ك دراكوس بصباها...وكيف
كانت تتمنى الزواج من رجل يهتم لأمرها...يعلم تفصيلها....يحبها ويحب قربها.....ولكنها لم تتخيل يوما أن تجده بهذا الوقت بعد أن فقدت الأمل بهذا....كما أن عقلها مازال لا يتقبل فكره حبه إلى
الأن....
كما أنها حاولت اسكات عقلها والذهاب إلى النوم إلا أنها لم تستطع....لهذا قررت الذهاب لغرفة سابين لتتحدث معها لعل عقلها يهدأ قليلا....استقامت الأميرة ميلسيا واقفه...ووضعت عبائه على جسدها لتشعره بالدفى....وخرجت متجهه لغرفة سابين....
وصلت ميلسيا لغرفتها وقامت بطرق الباب بهدوء... فسمعت سابين تأذن للطارق بالدخول...فدخلت وهى متعجبه من استيقاظها إلى الأن.....فقد ظنت أنها ستجدها نائمه بعد يوم عملا طويل....
وحين دخلت بحثت بعينيها عن سابين فوجدتها تجلس على فراشها تحتضن جرو صغير...كما أنها تقوم بإطعامه وتقبله بين كل دقيقه والأخرى...
بينما الصغير نائم بأحضانها وعلامات الراحه والإرتخاء مرتسمه على وجهه.....نظرت سابين
للطارق فوجدتها الأميره ميلسيا والتى تنظر لها
الأن بصدمه....
مما جعلها تبتسم وهى تفسح لها مجالا لتجلس جوارها على الفراش....وهى تقول بهدوء وابتسامه سعيده مرتسمه على شفتيها:تقدمى اميرتى لا تخافى....
تقدمت منها ميلسيا بخطوات خائفه حذره وجلست على طرف الفراش...فهى تخشى الحيوانات ولا تحب الاقتراب منهم.....وهذا جعل سابين تبتسم وهى تشجعها قائله:إنه مسالم ولطيف كما لا يستطيع إذائك...انظرى لوجهه كم هو جذاب...واقتربت منه مقبلة اياه بحب....
والأميرة ميلسيا تنظر لها بتقزز جعل سابين تطلق العديد من الضحكات المرحه....وظلت تلح على الاميره ميلسيا لتقترب منها....حتى وافقت بالنهايه ولكن بحرص شديد....فقامت سابين بوضع الصغير بين أحضانها على حين غفله....فنظرت لها ميلسيا بفزع وكادت تصرخ....
إلا أن سابين قالت بإطمئنان:إنظرى كيف ينظر إليكى بتعجب....فنظرت ميلسيا نحوه فشعرت انها تغرق بلون عيناه الصافيه....إلا ان جسدها مازال يرتعش
كما أنها لم تجرء على التحرك....
مما جعل سابين ترأف بحالها وتحمله من جديد وتضعه على الفراش...وهى تقوم لإغلاق باب غرفتها وتبدأ بنزع ثيابها الخارجيه بهدوء...ثم حملت ملابسها النظيفه واتجهت للمرحاض....وهى تطلب من ميلسيا الاعتناء بالصغير حتى تنتهى من استحمامها....ولم تعطها فرصه ودخلت مغلقه الباب خلفها....
مما جعل ميلسيا تنظر للجرو بخوف وترقب قائله:
اريد منك أن تكون جرو لطيف هادئ حتى تنتهى تلك المجنونه من استحمامها...كان الجرو ينظر ل ميلسيا بهدوء وهو يتحرك على الفراش ببطئ نظرا لصغره وأنه لم يعتاد على التحرك بعد....
مما جعل ميلسيا تخشى منه وتبتعد عن الفراش وتجلس بعيدا عنه....حتى انتهت سابين من أخذ حمامها وخرجت مبتلة الرأس...وهى تتنفس براحه لأنها قامت بنزع درعها حتى لا يؤلم جرحها الذى
لم يلتأم بعد....
وقفت ميلسيا تقترب منها قائله بإهتمام بدأت سابين بالإعتياد عليه:أرينى كيف هو حال جرحك؟!....هل تهتمى بتنظيفه كل يوم؟!....
ابتسمت سابين قائله بمرح:من المؤكد أننى أفعل ذلك وإلا قتلنى الحكيم....حتى أننى كنت أنتوى تطهير الجرح بعد استحمامى....
فنظرت لها ميلسيا بشك فقالت سابين بصدق:اقسم أننى أنظفه كلما سنحت لى الفرصه....فأمرتها ميلسيا بالجلوس قائله:اين هى تلك الادوات التى ستطهرين بها جرحك؟!...
أشارت سابين على بعض الأشياء التى تضعها بأحد الأركان....فأتت بهم ميلسيا وأمرت سابين بالتسطح على فراشها....وبدأت تطهر الجرح وجرومز صاحب الحركه البطيئ اقترب من سابين....وجلس على صدرها وقام بدفن رأسه بعنقها....
فقامت سابين بالمسح على جسده بحنان وهى تشتم فرأه وتقبله بين كل لحظه والأخرى.....حتى انتهت ميلسيا من تطهير جرحها....ثم وقفت قائله بإرهاق وقد بدأت تشعر برغبه عارمه فى الذهاب لغرفتها لتنام:الان حاولى النوم لتنالى قسطا من الراحه...
فنظرت لها سابين بعين تنغلق قائله بإرهاق:وأنتى ماذا ستفعلين؟!...ابتسمت ميلسيا وهى تقوم برفع الاغطيه لتضعها على جسد سابين....وهى تقول بحنان:سأعود لغرفتى لأنام....هيا تصبحين على
خير حبيبتى....
وخرجت من الغرفه بهدوء بعد أن اطمئنت على صغيرتها....وعادت لغرفتها لتسقط بنوما عميق
بعد أن ارهقها مراقبه هذا الجرو الصغير....
❈-❈-❈
حل الصباح سريعا ومعه استيقظ الجميع وخاصه الخدم....الذين بدأ عملهم بوقت مبكر لصنع فطور جيد يناسب اولئك الملوك....كما أن ساب قد
استيقظ مبكرا بسبب الصغير الذى يشعر بالجوع...
لهذا قام بإرتداء ثيابه وحمل الصغير على كتفه وذهب تجاه المطبخ يبحث عن حليب للصغير....
وبعد أن أتى له بالطعام أخذه للحديقه الخلفيه للقصر....فالشمس لم تشرق بعد ومازالت السماء الصافيه تتفتح بنور الصباح...وجلس ووضع الصغير بأحضانه وقام بإطعامه وظل يلعب معه...حتى رأى عربه تأتى من اتجاه الغابه التى تبعد عنه بعض الامتار....
فظلت أنظار ساب ثابته علي القادم...حتى تأكد أنه الملك من عيناه اللامعه خلف وشاحه الذى يدثر به وجهه...لهذا حمل جرومز ووقف منتظر اقترابه منه حتى وصل الملك للاسطبل...واوقف العربه التى رأها الحرس فأقبلو عليه مسرعين ليتولوا الأمر من هنا...
هبط الملك من العربه برشاقه وهو يزيل الوشاح
عن وجهه....ويقترب من ساب الذى ينظر له بهدوء وجرومز متعلق بثيابه يأبى تركه...ومن نظرات ساب الهادئه أدرك الملك أنه لا يمانع ذلك القرب....
وصل الملك حتى أصبح أمام ساب الذى قال بهدوء: كيف كانت رحلتك؟!...نظر له الملك بهدوء قائلا
بصوتا به بحه مميزه:جيده....
أومأ ساب قائلا بإهتمام:من المؤكد أنك مجهد من رحلتك وتحتاج للراحه...عد لغرفتك وارتح لبعض الوقت حتى يحن استيقاظ الجميع....
أجابه الملك بثبات:لا أشعر بحاجتى للنوم....أومأ له ساب متفهم وهو يقول:هل سيكون سؤالى سخيفا إذا سألتك عن حال كيشان وسانسا والصغار؟!...
ظهر طيف ابتسامه على شفتى الملك...الذى بدأ بالسير وساب يسير بجانبه قائلا:جميعهم بخير... ولكنها المرة الأوله التى يبتعد فيها كيشان عن
القصر وعنى بصفه خاصه....
اومأ ساب متفهما وهو يقول بحزن عفوى:أظن أننى أشعر ببعض ما تشعر أنت به...فقد كان ملاذى الأمن فى هذا القصر حين كنت أشعر بالغضب والضيق من أحدهم....
اتسعت ابتسامه الملك الذى فهم ما يرمى إليه ساب وهو يقول:أظن أننى هو ذلك الأحدهم...نظر له ساب بعدم فهم بالبدايه....إلا أن عقله ترجم ما قاله قبل قليل مما جعل عيناه تتسع صدمه....
وهو يقول موضحا:ليس الأمر كما تظن...فهناك أخرون يثيرون غضبى..ولكن هذا لا يمنع أنك اول من تتصدر تلك القائمه...نظر له الملك بحاجب مرفوع وهو يلكم كتف ساب قائلا بمزاح جديد عليه:أظن أن إغضابك يحسن من مزاجيتى...لهذا أنا أراه أمر جيد....ألا تظن ذلك؟!...
نظر له ساب بجمود ظاهرى وهو يجيبه قائلا:إذا هل تظن أن فعلتك هذه تميزنى بنظرك؟!....ابتسم الملك بجانبيه قائلا:أظن ذلك...فصدر عن ساب تنهيده مرتاحه وهو يقول بإبتسامه متسعه واصع يده على صدره:اللعنه انت لا تعلم كم أن اجابتك هذه اراحتنى كثيرا....
ظل كلاهما يسير لبعض الوقت حتى جلسوا معا على العشب....وجرومز ملتصق ب ساب ويجلس بأحضانه براحه واسترخاء...كما أنه ولأول مرة يدور بين كلاهما حديث يشوبه الهدوء وبعض المزاح اللطيف....
حتى قال ساب بإهتمام:ألا تشعر بالجوع فأنت لم تتناول طعامك منذ أمس....كان كلاهما يجلسان متقاربنا يكاد قدم ساب تلتصق بقدم الملك...نظر الملك ل ساب بطريقه غريبه لم يلاحظها ساب...
الذى يلاعب جرومز والملك ينظر له بتركيز...مدركا
أن ساب يعامله بعفويه مطلقه بخلاف الكثير ممن يحيطونه....
كما أنه يجلس جواره بإسترخاء وهذه من اكثر الاشياء التى جذبته إليه...إلا أن أسأله ساب العفويه غريبه بعض الشئ...فلم يقم أحد من أصدقائه بسؤاله هكذا سؤال من قبل...بينما كانت ومازالت ميلسيا تقوم بسؤاله مثل هذه الأسأله....
كان الملك شارد بملامح وجه ساب....الذى لاحظ صمت الملك الذى لم يجب على سؤاله بعد...فنظر
له وهو يبتسم بهدوء قائلا:إلى أين ذهب عقلك؟!...
أجابه الملك بهدوء وهو يبعد أنظاره عن ساب:لا شئ أفكر بما سأفعله اليوم مع ضيوفنا.....فبعضهم مجبر على دفع ديه على مناصرته ل روبرت.....كما أننى مازلت لم أحكم علي هذا الحقير بعد...
صمت ساب يفكر بشرود حتى قاطع الملك شروده وهو يقول بتسأل:بماذا تفكر؟!...نظر له ساب بهدوء وهو يقول:افكر ب الملك فين الذى لم يفكر به أحد لقد كنت أظن أنه يستحق القتل....لأنه من تسبب بقتل الكثيرين بطمعه وانتقامه المزعوم...إلا أنه لم يكن سوى بيدق بحرب الحقير روبرت الذى قام بتحريكه كما يشاء..لهذا اظن أنه من الحكمه معاقبة فين بعزله عن منصبه ك ملك.....وأظن أن هذا أكبر عقاب قد يتلقاه شخص مدلل مثله....
أومأ له إستيفان بإتفاق وهو يقول:حسنا هذا فين وماذا عن روبرت ومن ناصرون؟!...ابتسم ساب بسخريه وهو يقول:لا أظن أن من ناصروه سيفكرون بالوقوف أمامك من جديد....إلا إذا كان أحدهم يفكر بخساره عرشه ونفسه بوقت واحد...بينما روبرت هذا يحتاج ل كيشان إلا ان السماء قد رحمته برحيله...
نظر الملك بجانبيه ل ساب وقال ببحه مثيره:أذا أنت تقول أنه يجب على معاقبة المسبب الحقيقى لهذا الدمار وحده دون أن أشرك معه أحد...أليس كذلك؟!..
هز ساب كتفيه بتأكيد قائلا:أظن ذلك فهو من خطط للأمر من بدايته....وتسبب فى زعزعه أمن وسلامه البلاد...لهذا هو من يجب معاقبته وليس الملك فين...
ابتسم الملك بهدوء وهو يقول:أظن أننى اتفق معك كما أظن أننى أشعر بالجوع...فهل تستطيع الطلب من الخدم تجعيز الطعام وارساله لغرفتى حتى انتهى من الاستحمام وتبديل ثيابى....
أومأ له ساب بإبتسامه حقيقيه قائلا:لك هذا...وقف الملك بإستقامه تحرك متجها لغرفته....وهو يقوم بتحليل كل ما دار بينه وبين ساب من حديث...
كما أنه قام بالتجهيز للخطوة التاليه بخطته...
❈-❈-❈
ذهب ساب لغرفه الأميرة ميلسيا بعد أن طلب من الخدم ارسال الطعام لغرفه الملك...وصل ساب للغرفه وقام بطرق بابها بهدوء فلم يتلقى رد....فأدرك أنها مازالت نائمه لهذا قام بفتح الباب ودخل مغلقا الباب خلفه بهدوء...وهو يقترب من الأريكه واضعا جرومز عليها....وهو يأمره بالبقاء هادئ حتى يوقظ الأميرة ميلسيا....
واقترب من الفراش وبدأ يوقظها بهدوء حتى لا تفزع....استيقظت ميلسيا من نومها وهى تنظر ل ساب بتشوش...ثم بدأت تستعيد كامل وعيها وهى تجلس على الفراش تنظر ل ساب بإبتسامه حنونه وهى تقربه منها مقبلة إياه....
وهى تقول بصوت يحمل أثر النوم:هل نمتى جيدا صغيرتى؟!..ابتسم ساب وهو يقول:أجل عزيزتى لقد نمت براحه لم أنعم بها منذ زمن طويلا...كما أن الملك قد عاد منذ قليل....وجميع من بالقصر قد استيقظ لهذا من المؤكد أن يجتمع الملك بالجميع بعد قليل... ولهذا أريد طلب شئ صغير منكى.....وأرجوكى لا تقومين برفضه لأن رفضك سيسبب ألما كبيرا لقلبى....
ختم ساب حديثه بنظره راجيه أثارت القلق بقلب ميلسيا....التى استفاقت كليا وقد لاحظت حضور ساب بمفرده لهذا نظرت حولها وهى تقول:أين هو جروك الصغي.....إلا أنها توقفت عن اكمال حديثها حين وجدت جرومز متسطح على اريكتها بإرتخاء وينظر لهم بهدوء...مما جعلها تفزع وقد خرجت منها صرخه فزعه....
وقد أدركت ما يريده ساب حين نظر لها بابتسامه راجيه....لهذا قالت بصوتا قاطع لا يحمل النقاش:من المحال أن أقبل وجود هذا المخادع معى...انه يدعى البرأه أمامك ومن ثم يقوم بإخافتى حين تبتعدين...
كان ساب يحاول كتم ضحكاته من تعابير وجه الأميره الفزعه...وهو يحاول تهدئتها قائلا بإستماته: ولكن أنا لن أأمن عليه سوى معكى...لهذا أرجوكى أقبل بمكوثه معكى....وأنا سأخبره أن يظل هادئ طوال فترة بقائه هنا....
لم تقتنع ميلسيا بحديث ساب ووقفت على فراشها وهى تقول بإنفعال:اقسم أنه لن يمكث معى لدقيقه واحده...ثم صمتت للحظه وعادت لتكمل:وبمفردنا اللعنه أنتى تريدين قتلى...أليس كذلك؟!...
ثم أشارت ل جرومز الذى جلس وهو يميل برأسه ينظر لها نظرات متعجبه من فزعها...وقفزها المتكرر على فراشها وهى تقول:إحملى هذا الصغير وأخرجى من غرفتى.....ولا تعودى إلى هنا مرة أخرى إلا عندما تتخلصين منه....
أدرك ساب أنه من المحال بقاء جرومز مع ميلسيا...
فقد تفقد وعيها من شدة فزعها إن حاول التقرب منها....لهذا قام بحمل جرومز وهو يخرج من الغرفه ناظر ل جرومز بإبتسامة هادئه وهو يقول له بحب:لا تحزن يا صغيرى...فهى تخشى كل ما هو غريب عنها حتى وإن كان شئ متميزا....وظل يقبله ويحتضنه وهو يفكر بالمكان الذى يستطيع تركه به حتى ينتهى من عمله....
حتى أتى طيف الحكيم بعقله مما جعله يذهب مسرعا نحو غرفته...وحين وصل قام بطرق الباب ودلف حين سمع الحكيم يأذن للطارق بالدخول....
ساب وعلى وجهه ابتسامه متسعه قائلا: كيف حالك أيها الحكيم؟!...
رد عليه الحكيم بإبتسامة هادئه:بخير....وأنت كيف حال اصابتك؟!..هل تهتم بها أم أنك تهملها كعادتك؟!..
اتسعت ابتسامة ساب الذى قال متعجبا:لما دائما ما يقول الجميع هذا....اجابه الحكيم برزانته:هذا لأنها الحقيقه....
تنهد ساب وهو يفكر بكيف سيطلب من الحكيم ترك جرومز معه دون أن يرفض....حتى أتته فكرة جيده وسيئه بأن واحد....تحدث ساب بأسف ظاهرى وهو يقول:اللعنه على ذلك....ثم نظر تجاه الحكيم برجاء قائلا:أعتذر منك أيها الحكيم...هل استطيع ترك جرومز معك لدقائق؟!...فلقد نسيت شئ هام بغرفتى سأذهب لأجلبه وأعود سريعا....وترك جرومز وخرج مسرعا من الغرفه دون أن يعطى فرصه للحكيم بقبول أو رفض طلبه....
تنهد الحكيم الذى نظر ل جرومز متعجبا من تصرفات ساب....وعاد ليكمل عمله تاركا الحريه الكامله للجرو بالتحرك بأرجاء المكان...
❈-❈-❈
كانت فكتوريا تجلس بغرفتها ترفض الخروج منها... رغم محاولة الفتيات لأكثر من مرة معرفه ما حدث جعلها تبدوا بهذه الحاله الرثه.....إلا أنها لم تجب على أى منهم....
لهذا فقدوا الأمل بأن تتحدث إليهم وتركوها بمفردها إلا أن ليلى لم تقبل أن تترك والدتها حزينه.....لهذا فكرت ما هو الشئ الذى سيجعل والدتها تكف عن البكاء غير الاتيان ب ساب....إلى أن تذكرت الحلوى التى يأتي بها ساب من أجلها...وتقوم هى بتجميعها وإخفائها عن الجميع حتى تستطيع تناولها بمفردها...
لهذا صعدت لغرفتها مسرعه وقامت بجلبها جميعا وعادت لغرفة والدتها...والفتيات ينظرن لها بصدمه
ف ليلى لا تعطى أحد من تلك الفاكهه المجففه التى يجلبها ساب من أجلها...لهذا تحركن نحو غرفة والدتهن بفضول لمعرفة ما الذى ستفعله ليلى....
والتى وقفت أمام والدتها وقامت بوضع جميع الفاكهه المجففه بأحضانها....التى نظرت لها بتعجب هى الأخرى....فهى تعلم كم تفضل ليلى تناول هذه الفاكهه وحدها....تحدث ليلى بحماس وشغف:هذا
كل ما أملكه من حلوى قد اشتراها ساب من أجلى... أتعلمى ساخبرك سرا....ف أنا حين أشعر بالحزن كما تشعرين الأن....أرغب أن ارى ساب بشده كما تريدين أنتى رؤيته....لهذا أتناول إحدى هذه الحلوى التى جلبها من أجلى.....وحينها أشعر أنه جوارى فأعود سعيده من جديد....
توقفت ليلى عن التحدث وهى تحمل إحدى الفاكهه المجففه وتقربها من فم والدتها...التى تنظر لها بزهول وهى تكمل حديثها بحب كما كانت ترى ساب يفعل حين تكون والدتهم حزينه:أتعلمى أن عيناكى جميله حين تبكين...ولكنها دائما ما تكون أجمل حين تبتسمين أمى...
أنهت ليلى حديثها وهى تنظر ل فكتوريا بحب جعل من فكتوريا تقربها لأحضانها وهى تعود لتبكى من جديد بحرقه...وهى تقول بندم:أعتذر عما سببته
لكم من ألم فأنتم لا تستحقون كل هذا الخوف والألم الذى عايشتموه بسببى...أنا لا أستحق هذا النقاء ليلى والأهم لا أستحق ساب الذى يحمينا بحضوره وغيابه لا أستحق أى من هذا....فأمثالى يجب أن يتم قتلهم لأننى قبلت بموت صغيرتى من أجل من أحب...
ظلت فكتوريا تبكى بحرقه وهى تضم ليلى لصدرها والتى اصبحت تبكى هى الأخرى...غير مدركه لشئ مما تقوله والدتها....إلا أنها تشعر بأنها تتألم وبشده لهذا ظلت تربت على ظهرها وهى تبكى معها...ولم يختلف وضع الفتيات الثلاثه اللاتى بكين وهن ينظرن لوالدتهن...التى مازالت تعانى مما تسبب به والدهم من أذى بحق سابين...بكين ألما على شقيقتهم ووالدتهن...وأنفسهن.....
حتى هدأ الوضع واكتفت فكتوريا من بكائها...وقد قررت البدأ من جديد يجب أن تحمى ما تبقى من أسرتها...حتى وإن كان الثمن فراقها ل جورج التى أحبته أكثر مما أحبت نفسها يوما...والتى لم تفكر يوما بالإبتعاد عنه...إلا أنها ستفعل لو اقتضى الأمر ذلك من أجل صغارها...
❈-❈-❈
عوده للقصر الذى يعج بالنشاط والحركه...فقد اجتمع الملك ومستشاريه مع ضيوفه الملوك بالقاعه المغطاه بالطابق العلوى....والتى تمتلأ بالزجاج من أكثر من جانب مما اعطى لها رونقاً جذاب....لأنها تطل على الساحه الخلفيه للقصر المليئه بالاشجار والازهار والنباتات الفريده والمميزه...كما كانت الشمس مشرقه تنشر أشعتها على الزجاج مما أعطى للقاعه إطلاله فريده من نوعها....
كان الجميع يقف لبدأ تقديم الهدايا للملك استيفان... ولقد كانت هذه الهدايا عبارة عن صناديق من الجواهر النادره....والكثير من العبيد والجوارى الحسنوات....والقصور المليئ بالخدم والأثاث والحدائق بأفضل بقاع الأرض...وحيوانات نادره لعلمهم بحب الملك لكل ما هو غريب وجديد...
كل هذه هدايا تم تقديمها اعتذار للملك إستيفان بعد أن قاموا بمناصرة عدوه.....وبعد انتهاء الجميع من تقديم الهدايا انتهى العرض الذى استمر لما يقارب الثلاث ساعات.....شعر فيها الكثيرون بالملل....
بدأ الأحتفال ولقد كان يوجد الكثير من الأميرات والسيدات الجميلات بالقاعه...واللاتى يحاولن
لفت انتباه الرجال لهن وخاصه الأمراء منهم...
كما أن مستشارى الملك كانوا استثناء...فلقد
كانت الكثير من النساء يحاولن التقرب منهم...
بينما كان صوت الموسيقى ينتشر بأرجاء المكان والاحاديث قائمه...كان ساب يقف جوار ألفين
وديفيد وماثيو...وهو يقول بخفوت حتى لا يسمعه أحد سوى من يقف جواره:أنا لم أحضر حفلا من قبل...ولكن هل دائما ما تكون حفلاتكم بهذا الملل؟!...
ظهرت ابتسامه شيطانيه على وجه ديفيد الذى قال بسعاده:أنت لم ترى احتفالتنا بعد..ف إستيفان سيقوم بإحتفال خاص لنا بالمساء بعد ذهاب الجميع...فقد قرر اغلب الملوك بالعوده إلى ممالكهم اليوم بعد انتهاء الحفل...نظرا لما لديهم من أعمال متراكمه
لا يستطيعون تأجيلها.....
ظهر على وجه ساب التعجب وهو يقول:حقا ولكن
لم يصرح أحدهم عن ذلك أمس....رد عليه ماثيو
قائلا بإيضاح:اغلب الحاضرين قد أتو عنوه...لهذا يريدون الفرار من هنا الأن قبل أن يحل المساء..... لهذا أظن أنهم كانوا منتظرين حضور الملك
وتقديم هداياهم حتى يفرون عائدين لبلادهم...
كاد ساب يتحدث إلا أن ديفيد سبقه قائلا بصوتا خافت....وهو يضع يده على فمه:هناك من يريدك سيد ألفين؟!....ولم يكد ينهى حديثه حتى تقدمت منهم لورا شقيقه ماكس....وهى تبتسم بإشراقه قائله بود موجه ل ألفين وحده:هل رأيت ماكس سيد ألفين؟!...
اجابها ألفين بجموده المعتاد الذى يستخدمه معها ومع من لا يشعر نحوهم بالارتياح إلا أنه مغلف بتأدب: لم اره...ولكن إن أردتى البحث عنه فاذهبى لغرفته فمن المؤكد أنه مازال نائما....
وألتفت ينظر لرفاقه دون أن يعطيها فرصه لإكمال حديثها....مما جعلها تشعر بالضيق وهى تعود لتقف جوار والدتها...والتى كانت منشغله بالنظر ل دراكوس الواقف مع دوغلاس وجورج يتحدثون معا...
وكم تشعر بالراحه لعدم وجود تلك اللعينه ميلسيا وزوجة ولدها التى تدعى الرقه...وإلا كان هذا الحفل خانقا....
تحركت فيفان تجاه الرجال الواقفين يتحدثون بأمر ما لم تستمع منه شئ....بسبب نظراتها الحالمه تجاه دراكوس والتى كانت ظاهره للعيان....وقفت فيفان أمام دراكوس ومن معه تحيهم بإبتسامتها الرقيقه... وهى تطلب من السيد دراكوس أن يراقصها...فوافق الأخر مجبرا حتى لا يسبب لها الأحراج أمام الرجال.. وذهب معها ل ساحه الرقص التى بدأت تمتلأ بالراقصين.....
خلال ذلك كان ديفيد يختار فتاته التى سيراقصها...
فسأله ساب متعجبا:كيف تقوم بإختيارهن؟!..وهل هناك شئ خاص تبحث عنه؟!..أم انك تدعى فهمك للنساء فقط حتى تشعرنا بوسامتك....
كان ماثيو وألفين بيتسمون على نظرات ديفيد الحانقه....والذى أجاب ساب بعجرفه:الأن فقط
علمت من أين أتت هذه الصغيره بوقاحتها الزائده... وتركهم راحلا حين وقعت عيناه على أحد الفتيات التى يظهر عليهن الخجل...وذهب نحوها ليطلب منها أن تراقصه...
بينما كان ساب يشجع ألفين على الرقص من أحداهن...حتى يذهب هو لإخبار شقيقته بالأمر وترفض هى الزواج منه...وماثيو يبتسم على مشاغبه ساب لمن حوله....حتى أتت إحدى السيدات التى كانت تراقب ماثيو منذ فترة....وطلبت منه أن يراقصها....فوافق مجبورا هو الأخر....
وظل ألفين وساب وحدهم فتحدث ساب بهدوء وهو ينظر للحضور:لقد تحدثت مع الملك صباحا حين عاد....ولقد أصبح يحدثنى كما كان من قبل وهذا جعلنى أشعر بالراحه....
نظر له ألفين بهدوء وقال:وما الذى تحدثتم بشأنه؟!... رفع ساب كتفه وقال بتذكر:ليس شئ محدد...فلقد تحدثنا عن روبرت والملك فين...كما اخبرته أنه أكثر من يثير غضبى وهو أجابنى أنه يحب اغضابى...
رفع ألفين حاجبه متعجبا من ذلك الحديث الذى دار بين الملك وساب....وشك بالأمر فهو يعلم إستيفان جيدا...لهذا أمر ساب على الفور بأن يذهب لأى فتاة ويطلب مراقصتها فى الحال...وبعد ذهاب ساب الذى تعجب من طلب ألفين....
نظر ألفين تجاه صديقه فوجده يتحدث مع أحد ما فضيق ما بين حاجبيه وهو يتسأل داخله بشك:هل حقا مازال يشك بالأمر؟!...إذا لماذا أخبرنى أنه بعكس ذلك؟!...
تنهد ألفين بإرهاق وهو لم يعد يعلم ماذا عليه أن يفعل حتى ينهى هذا الأمر...ولم يلاحظ نظرات الملك التى عادت لتنظر له....والذى كان يراقبهم طوال فترة تحدثه مع ساب دون أن يشعر أحد....
❈-❈-❈
كان الحكيم ينتظر عودة ساب الذى تأخر...حتى شعر بالضيق من تصرفات هذا الجرو المشاكس...والذى لم يكف عن اسقاط كل ما يصل إليه ظناً منه أنه بذلك يمرح...
لهذا قام الحكيم بحمله وذهب نحو غرفة ساب...
والتى يشك أنه متواجد بها إلا أنه قرر أن يبدأ بها....
وكما توقع هو لم يجد ساب بغرفته...لهذا قرر البحث عنه بمكان أخر....إلا أنه صادف الأميرة ميلسيا وهى ترتدى ثياب جذابه وذاهبه للحفل...والتى حين رأت الجرو مع الحكيم...انكمشت على نفسها وهى تقول ببعض من الخوف:هل قام بتركه لك أيها الحكيم بعد أن رفضت بقائه معى؟!...
فتأكد الحكيم أن ساب قد إحتال عليه لهذا تنهد بإرهاق من تصرفات ساب الطفوليه...وسأل الأميرة ميلسيا بإجهاد:وهل تعلمين أين يتواجد هذا المحتال؟!...
ابتسمت الأميرة ميلسيا بإشراقه وهى تجيبه قائله: من المؤكد أنه بالأعلى مع الملك فالإحتفال مقام بالأعلى.....اومأ لها الحكيم وسار كلاهما معا نحو الحفل....والحكيم يسألها برزانته المعهوده:كيف
حالك اليوم؟!...
تنهدت ميلسيا بحزن قائله:لا أعلم هل أنا بخير أم مازلت مشوشه؟!...ف عرض السيد دراكوس مازلت
لم أصدقه...فبالأمس كنت أراه فأفر هاربه من المكان بأكمله خوفاً من التواجد بقربه....والأن أجده يطلب الزواج منى أنا أجد الأمر صعباً....إلا أن ليو وساب لا يتفهمان ذلك...بل ويطلبون منى الموافقه عليه...
تحدث الحكيم بهدوء:فكرى بما تريدين أنتى وليس بما يريده هذاين المحتالين....فكرى بسعادتك فقط جميلتى....
نظرت له ميلسيا بإبتسامه شاكره وهى تشعر براحه تتسلل لقلبها...حين شعرت أن هناكمن يتفهم خوفها...
هى بالفعل تستحق القليل من السعاده فلما لا ترضخ للأمر فإن لم تشعر بالراحه تبتعد عنه....
اخرجها من شرودها سؤال الحكيم الذى قال:ولكن لم تخبرينى لماذا أنتى ذاهبه للحفل؟!.فكلانا يعلم كرهك الشديد لها...تنهد الأميرة ميلسيا بسأم حين رأت أنهم قد اقتربوا من الحفل قائله:لقد أرسل إستيفان احد حرسه يخبرنى بضرورة تواجدى بهذا الحفل....
اومأ لها الحكيم متفهما وكلاهما يدخلان للقاعه الممتلئ بالحضور من الرجال والنساء...ظل الحكيم يبحث بعيناه عن ضالته....فلاحظ وقوف ألفين والملك إستيفان مع الملك دانيال....ثم دار بعينيه يبحث عن ساب إلى أن وجده يراقص فتاة تظهر
على ملامح وجهها السعاده بإختياره لها....
كما لم يكن وحده من يرقص بل كان ولده العزيز يراقص إحدى الفتيات...والتى يظهر عليها الخجل الشديد....مما جعله يتنهد من شغب ولده الذى لا ينتهى...حتى أن ماثيو وداكوس لم يسلموا من الأمر ويرقصون.....مما جعل ابتسامته تتسع وهو يقول لميلسيا بمرح:أظن أنه قد فاتنا مرح كبير هنا....
فنظرت له ميلسيا بعدم فهم..فأكمل موضحا:انظرى هناك....وأشار برأسه لساحه الرقص...فنظرت ميلسيا وجدت الكثير يرقصون ومنهم صغيرتها التى تراقص فتاة مثلها....مما جعل الحزن يرتسم على صفحات وجهها....إلا أنها لاحظت دراكوس الذى يراقص فيفان التى تنظر له بحب وتبتسم بإتساع....
مما جعل ميلسيا تشعر بالضيق وهى تقول بسخريه لازعه:أقسم لك أننى ارى أسنانها الناصعه للمرة الأوله....فقد كنت اظن أنها لا تمتلك أسناناً بسبب كثرة عبوسها....
حديثها جعل الحكيم يبتسم بهدوء....وهو يدفعها بهدوء للسير معه نحو شقيقه الذى يقف مع جورج... والذى يظهر الإرهاق الشديد على صفحات وجهه.... وصلو إليهم وكل من يمرون بجانبهم ينظرون للحكيم بتعجب لحمله هذا الجرو اللطيف....ولميلسيا الملقبه بالأميره الحسناء....
قام الحكيم بتحية شقيقه وجورج وكذلك قامت ميلسيا...نظر دوغلاس وجورج للجرو بإبتسامه
كما طلب جورج حمل الجرو....فأعطاه الحكيم له فظل جورج يربت على رأس الصغير بهدوء...حتى قال الحكيم:يجب أن أرحل فمازال أمامى الكثير من الأعمال التى لم انتهى منها....فاومأ له الجميع فتحرك خارجا من الحفل....
لاحظ دوغلاس حزن ميلسيا فطلب منها أن ترقص معه....فوافقت وذهب كلاهما لساحه الرقص تحدث دوغلاس بهدوء:ما الذى يعكر صفو أميرتى؟!... ابتسمت ميلسيا له وهى تقول بإرهاق:لا شئ فقط افكر بكيف يقوم بطلب الزواج منى...ثم باليوم الذى يليه يقوم بمراقصه أخرى....
نظر لها دوغلاس بحاجب مرتفع وابتسامه متسعه وهو يقول:حسنا لما لا تقومين بسؤاله؟!...نظرت له ميلسيا بعدم فهم....فوجدته توقف فجأء جوار دراكوس وفيفان الذى اختفى الجمود من عينيه وظهر الحب بدلا منه...وفيفان التى ظهر الضيق
على ملامح وجهها....
طلب دوغلاس تبديل الرفقاء...فوافق دراكوس سريعا دون اعطاء فرصه للسيدتان بالرفض أو القبول.... وبلحظه وجدت ميلسيا ذاتها بين أحضان دراكوس... الذى ينظر لها بإبتسامة وسيمه قائلا بحنان:كيف هو حال أميرتى؟!...
اجابته ميلسيا بضيق واختصار:بخير...فنظر لها دراكوس بعدم فهم وتسأل قائلا:هل حدث شئ أميرتى؟!...نظرت له ميلسيا بلوم أصابه بمقتل رغم أنه لا يعى شئ قائله:لم يحدث شئ...كما أننى سأمت الرقص....
وكادت تبتعد عنه...إلا أنه جذب خصرها نحوه وهو يقول بحاجب معقود:هل فعلت شئ اصاب جميلتى بالضيق؟!...أجابته ميلسيا بكبرياء:اسأل ذاتك سيد دراكوس؟!...ثم ابعدت يده عائده لتقف مع جورج الذى يلاعب الجرو وهو ينظر له بهدوء....
وقفت ميلسيا جواره وملامح الضيق مرتسمه على وجهها...فقال جورج بهدوء:نحن معشر الرجال لا ندعى الغرور أمام كبريائكم كما تظنون...بل نحن
فقط لا نفهم ما يدور بعقولكن سيدتى...لهذا ترفقى بحاله واخبريه بهدوء خطأه...ومن المؤكد أنه سيقوم بإصلاحه...
نظرت ميلسيا بتعجب نحو جورج من ادراكه لما حدث...إلا انها لم تعقب وسارت بضيق نحو ساب الذى يظهر على ملامحه السأم...والفتاة التى يراقصها تتحدث بدون انقطاع....فإقتربت منهما ميلسيا التى قالت بإبتسامه هادئه:أتسمحين يا جميلتى أن اسرق منكى صغيرى؟!...
فاومأت لها الفتاة بحزن وابتعدت...فنظر لها ساب بسعاده شاكرا اياها بنظراته...مما جعل ميلسيا تبتسم وهى تقول: لقد كنت سأترككى معها حتى تعاقبى على ما فعلته بالحكيم....
اتسعت عينى ساب بتذكر قائلا:اللعنه جرومز....
اتسعت ابتسامه ميلسيا التى قالت:لا تقلقى ان الصغير مع أبيكى...فنظر ساب تجاه جورج فوجد ملامحه يظهر عليها الارهاق الشديد...فقال ساب بشرود:هل هو مريض؟!...
نظرت ميلسيا لما ينظر إليه ساب وقالت بخفوت:أظن ذلك....فأنا أراه هكذا للمرة الأولى....اومأ لها ساب وهو يقول: هل نعود؟!..فلقد سأمت الرقص....
فاومأت ميلسيا بهدوء وهى تتمسك بيده فسألها ساب:لما لا أرى ليو؟!...اجابته ميلسيا بهدوء: أنه بمعهده ولن يعود سوى مساء... فأومأ لها ساب وقد وصلوا للرجال الواقفين....فطلب ساب من والده أن يعطيه جرومز....فاعطاه له وهو ينظر له بهدوء قائلا: أنه جرو لطيف....
أومأ له ساب بالموافقه دون حديث ثم قال بقلق لم يستطع اخفائه:هل أنت بخير؟!...سؤال ساب جعل ابتسامه ساخره تظهر على شفتى جورج....الذى قال: أنا بخير....ثم نظر تجاه دوغلاس الذى انتهى من رقصته مع فيفان للتو...مكملا:انا سأذهب الأن....
فاومأ له دوغلاس بتفهم ورحل جورج بهدوء...فظل اربعتهم واقفين دوغلاس وميلسيا ودراكوس الذى انضم لهم بعد أن انتهى من التحدث مع أحد الأمراء....وساب الءى نظر تجاه دوغلاس قائلا:هل تستطيع القدوم معى قليلا؟!....
أوما دوغلاس بهدوء وخرج كلاهما من القاعه لمكان أكثر هدوء....وتركوا خلفهم دراكوس الذى يحاول معرفه الخطأ الذى اقترفه بحق أميرته...
بعد ابتعادهم عن الحفل تسأل ساب الذى يحمل الجرو بهدوء:ما الذى يحدث؟!...كاد دوغلاس يجيبه إلا أن ساب سبقه مكملا:ولا تخبرنى أنك لا تستطيع اخبارى...فأنا لم اراه بهذه الحاله منذ ما يقارب خمسه عشر عام...فمن المؤكد أن هناك كارثه قد حدثت...ثم صمت للحظات وهو يكمل بإنفعال وخوف حقيقى:هل قام بإيذاء أحد من الفتيات؟!...تحدت دوغلاس واللعنه....أنهى ساب حديثه بتوتر ملحوظ...
مما جعل دوغلاس يقول بهدوء:اهدئى صغيرتى...لم يحدث شئ مما تفكرين به؟!..فسأله ساب بشك:إذا لما هو هكذا؟!...وإلى أين ذهب؟!...
ابتسم دوغلاس للتعقيد الذى يعشيه هذا الرجل وفتاته....التى تكاد تشبه بكل شئ وهو يقول:لن تخسرى شئ إذا قلت أنكى تشعرين بالقلق من أجله...
فهو مازال والدك....
نظر له ساب بغضب وهو يقول:من المحال أن أشعر نحو هذا الرجل سوى بالكره او الشفقه لا غير دوغلاس...ثم أننى كنت أتسأل خوفا على والدتى والفتيات فقط...
أجابه دوغلاس بإبتسامه لم تختفى:وها أنا قد اخبرتك أنهم بخير....إذا لماذا تسألت عن مكان
ذهابه....ولما هو مجهد.....ظهر التوتر على ملامح وجهه ساب...الذى لم يجد إجابه لسؤال دوغلاس...
مما جعل دوغلاس يقترب منه وهو يضم وجهه بيديه قائلا بحب:يكفى صغيرتى....يكفيكى زبولا....اخشى أن يأتى يوما أراكى تختفى فيه وأنا لا استطيع تقديم يدى العون لكى...ثم ابعد احدى يده عن
وجهها وأمسك بيدها التى تضع به خاتمه....وهو
يكمل برجاء:هذا سيقوم بتدمير أخر ما تبقى منكى صغيرتى....
نظر ساب ل دوغلاس بإبتسامه متألمه قائلا:الملك يشك بأمرى....اتسعت نظرات دوغلاس وهو يقول بخفوت مبتعدا عن ساب:اللعنه على ذلك....هذا ما كنت أخشى حدوثه....ثم نظر ل ساب قائلا بتأكيد: يجب أن ترحلى من هنا....
تنهد ساب بهدوء وهو يقول:اعلم....وهذا ما يحاول ألفين فعله...ولكن بطريقه غير ملفته للأنظار حتى لا يزداد شك الملك....
اومأ له دوغلاس والقلق قد تمكن من قلبه إلا أنه أخفه ببراعه وهو يقول:لا تقلقى صغيرتى..من المؤكد أننى سأجد حلا للأمر....أذهبى الان للحفل....ثم تركها وذهب بإتجاه معمل شقيقه ليجدوا حلا لهذه الكارثه....
❈-❈-❈
كان جورج قد أرسل من يبحث عن المكان الذى تتواجد به هذه اللعينه....ليذهب إليها حتى ينهى أمرها الذى كان يجب أن ينتهى منه بالماضى....كما أرد رؤيه فكتوريا بشده لهذا قرر الذهاب للمنزل للإطمئنان عليها....حتى يأتيه الخبر الذى ينتظره...
وصل جورج لمنزله وجد الفتيات يجتمعن حول فكتوريا....التى لا تقل زبولا عنه بل إن الإجهاد قد أخذ منها مأخذه....اقترب منهم وهو يحيهم بهدوء وسار نحو غرفته يدعى أنه قد أتى ليأخذ بعض متعلقاته....
إلا أنه صدم حين لاحظ الباب المنكسر مما جعله يعود لهم وهو يقول بحده ناظرا للفتيات: من منكم قامت بكسر باب الغرفه؟!...نظرت الفتيات لبعضهن بخوف حتى يعلمن من التى قامت بفعلها....
إلا أن فكتوريا تحدث ببرود وهى تنظر لعينيه
بتحدى سافر:أنا من قمت بكسرها...أغمض جورج عيناه يحاول التحكم بغضبه...ثم قام بفتحها من جديد وهو ينظر لها بجمود قائلا:اتبعينى...واتجه نحو غرفته....
ظهر الفزع والخوف على وجه الفتيات...مما جعل فكتوريا تنظر لهم بهدوء وهى تقول بإطمئنان:لا تقلقن جميلاتى سنتحدث فقط...لا تخافون هيا
أنهوا ما تقومون به حتى أعود...
واستقامت واقفه متجهه لغرفته بكبرياء كان قد غادرها مع مغادره أبيها لعالمها...دخلت فكتوريا
الغرفه مغلقه الباب خلفها بهدوء....وهى تنظر ل جورج بجمود قائله:ماذا تريد؟!...
نظر لها جورج بغضب وقال بخفوت حتى لا يصل صوته للفتيات بالخارج:لما فعلتى هذا؟!... أجابته فكتوريا ببرود:لقد كنت أشعر بالملل لهذا قمت
بفتحها....
اتسعت عينى جورج صدمه من برودها...فقال بهدوء يحاول التحكم بغضبه....أمام فكتوريا الجديده التى تقف أمامه بشموخ جديدا عليه:وانا أتسأل لما فعلتى هذا؟!...فلقد كانت أمامك منذ أعوام لما أردتى رؤيتها الأن؟!...
أجابته فكتوريا بجمود:لقد أردت معرفه من هو الرجل الذى تزوجت به كنا نصحتنى من قبل....صمت جورج لا يجد ما يقوله لها..وهو ينظر لعينيها المائله للإحمرار بسبب بكائها المتواصل....
مما جعله يقترب منها قائلا بإهتمام لم يستطع إخفائه:هل أنتى بخير؟!...ظهرت ابتسامه ساخرة
على شفتى فكتوريا...ثم تحولت ابتسامتها إلى ضحكات متتاليه ارتفعت صوتها حتى هبطت
الدموع من عيناها....
والفتيات بالخارج إصابتهن الصدمه من سماع ضحكات والدتهن...فلقد ظنوا أن والدهم سيقوم بضربها...
كان جورج ينظر لها بألم مدركا ان ضحكاتها هذه
لم تكن سوى ضحكات متألمه...أنتهت فكتوريا من نوبه الضحك التى اصابتها وهى تمسح دموعها...
وتنظر ل جورج بألم قائله:أتعلم أنك لم تقم بسؤالى عن حالى منذ أعوام لا أعلم عددها؟!..لهذا أعتذر منك لا أستطيع اخبارك عن حالتى لأنك لم تكن تهتم لها بالماضى...لهذا لا أظن أنك ستهتم لها او تتفهم حالها الأن....
وتركته خارجه من غرفته وهى تشعر بقوة لم تكن تمتلكها من قبل....وهى تقترب من فتياتها تبتسم لهن بحب وحنان....وهى تسألهن هل انتهوا مما يصنعن أم لا.....
وبالداخل يقوم جورج بتجميع الرسومات الملتصقه بجدارن غرفته....ووضعها بحقيبه واخفاها تحت فراشه....ثم خرج من الغرفه والمنزل بأكمله دون
أن يقوم بتوجيه اى كلمه للجالسات....
❈-❈-❈
ظل جورج ينتظر الرجل الذى أمره بالبحث عن تلك الأفعى التى يود قتلها...حتى أتاه الرجل وقت غروب الشمس وهو يخبره أنه بحث بالجزء الغربى للعاصمه ولم يجد سيدة بذات الملامح التى قام جورج برسمها وأعطاها له.....كما طلب منه بضع أيام لأن العاصمه كبيره وتحتاج لوقت أطول فى البحث...
فوافق جورج على مضض وعاد مرة أخرى للقصر وهو متيقن من رحيل معظم الملوك من القصر الأن... وصل جورج للقصر وقد صدق ظنه فقد رحل الجميع....والملك ومستشاريه يقومون الأن بتوديع اخر الحاضرين...لهذا انضم لهم وقد كان الملك دانيال الذى كان يقول بإبتسامه:أتمنى أن تقوم بتشريفى بحضورك لمملكتى....كما أتمنى ان تجلب معك اصغر مستشاريك معك...ونظر ل ساب يؤمى له بإبتسامه هادئه....والذى بادله الإمائه بإحترام مماثل....
اجابه الملك استيفان ببروده المعتاد والذى اعتاد عليه الجميع:قريبا أيها الملك الحكيم...فابتسم له الملك دانيال واستدار راحلا...
وبعد تأكد ديفيد من ذهاب الجميع صرخ بصوتا مرتفع مليئ بالسعاده:سنبدأ الأن بالاحتفال الحقيقى....هيا وقام بجذب ساب الذى ينظر له ويضحك على جنون هذا الرجل....
وبالفعل سار الجميع للداخل وجلسوا جميعا فقد كان يتواجد كلا من الملك..وماكس الذى استيقظ فقط منذ قليل وانضم لهم....وماثيو...وألفين....وديفيد ودوغلاس....ودراكوس....وساب....وجورج....وبعض من رجال الملك المخلصين....
بدأ ديفيد يتحدث قائلا بمكر ل ساب الجالس جواره: حان وقت الاحتفال....ثم نظر للحارس يأمره ببدأ العرض.....وبالفعل بدأت العديد من الجوارى اللاتى يكشفن من أجسادهن أكثر مما يخفين بالدخول...
وبدأن بالرقص على أصوات خلخالهن وتصقيفهن فقط...ولقد كان أدائهم جيد جعل الجميع ينظرون لهن منبهرين من رشاقتهن وجمال أجسادهن المتمايله.....
بخلاف ساب الذى كان منبهرا من تناغم رقصاتهن وتصفيقهن المرتب...الذى اعطى لرقصن رونق مميز...وبعد انتهائهن وقفن ينتظرن أمر الملك
فقد كانت أكثر من خمسه عشر جاريه...
نظر الملك للحاضرين بهدوء قائلا:لقد قام جميع من بهذه الغرفه بعمل جيد خلال الفترة المنصرمه...لهذا سيكون لكل منكم جاريه خاصه له...شعر ساب بالقلق يتسرب لقلبه وهو يحاول الثبات حتى لا يثير شك الملك....الذى فزعه بقوله:إلا اننى قررت اليوم أن يبدأ أصغر الحاضرين بإختيار جاريته قبل الحميع....هيا ساب قف وانتقى منهن جاريتك....
صدرت لعنات خافت من كلا من ألفين وجورج و دوغلاس....إلا أنهم لا يستطيعون التدخل بالأمر
حتى لا يثيرون الشك بقلوب الحاضرين...
بينما كان حالة ساب يرثى لها إلا أنه تماسك وهو يستقيم واقفا أمام الجوارى...واختار اول فتاة
وقعت عيناه عليها وعاد يجلس من جديد...ثم قام الواحد تلو الأخر بإختيار جاريته...حتى قام الجميع بإختيار جاريته الخاصه....
كما أن البعض قد امتنع عن اخذ هديه الملك ك جورج وألفين ودراكوس و دوغلاس...واحترم الملك رغباتهم وكم تمنى ساب أن يرفض هديته هو الأخر ولكن هذا لم يعد يصح....
عاد كلا منهم لغرفته ومعه هديته...كان ساب لا يعلم ماذا يفعل مع تلك الفتاه التى ستكون مع بغرفه واحده؟!...وما تلك المشاعر التى هاجمته حين
اختار الملك هو جاريته الخاصه....والتى ستكون
معه بغرفته اليوم....كما أنه لم يراه مع فتاة من قبل إذا لما الأن....
كان قلب ساب يشتعل...وعقله يكاد ينفجر من كثرة التسألات التى تراوده ولا يجد لها اجابه...إلا أنه فكر أنه من المؤكد أنه سيهدأ بعد قليل....
وصل ساب لغرفته وطلب من الفتاة التى معه ان تدلف للداخل...وبعد دخولهم طلب منها ساب أن تجلس حتى ينتهى من استحمامه...فعرضت عليه جاريته أن تساعده فرفض ساب طلبها بتأدب....
ودلف لمرحاضه وهو يلعن ذاته...وهو يحاول الانشغال بتفكيره للتخلص من الأمر....وإيجاد حلا ليخرج نفسه من ذلك المأزق....
وبعد انتهائه من الاستحمام ارتدى جميع ثيابه
وخرج من مرحاضه...وقد وجدها تجلس على
فراشه بخوف حاولت مدارته جيدا.....فلمعت بعقله فكره جيده فإقترب منها بهدوء قائلا:لا تخافى أنا لن اقترب منكى ما دمتى خائفه...لهذا فالتستريحى وإذا اردتى تبديل ثيابك لأخرى أكثر راحه .....فلكى ان تاخذى من ملابسى حتى يأتى الغد....وأجلب لكى ملابس تخص النساء....
نظرت له الجاريه برهبه قائله:ولكن سيتم معاقبتى إن لم اقدم لك ما تريد...نظر له ساب بهدوء وهو يقول: لن يستطيع أحد الاقتراب منكى ما دمتى معى...لهذا لا تقلقى....
نظرت له الفتاة براحه وهى تشكره بعينى دامعه قائله بصوتا رقيق:اشكرك سيدى....ابتسم ساب قائلا:فقد ساب لا حاجه لكى بسيدى....وأنتى ما هو اسمك يا جميله؟!...
ابتسمت الفتاة وهى تجيبه بتوتر:أنه ميلى...اوما لها ساب وهو يقول:تشرفت بلقائك ميلى....سأترك لك الفراش بأكمله حتى تشعرى بالراحه....
فسألته ميلى بتوتر قائله:وأنت سيدى أين ستنام؟!... فتنهد ساب من قولها المتكرر لكلمة سيدى...وهو يجيبها: لا تقلقى أنا لا اريد النوم الأن...وإذا أردت سأنام على الأريكه....
فصمتت ميلى بتوتر فلاحظ ساب أنها تريد قول شئ ما ولكن تخشى منه....فتنهد داخله وهو يقول بهدوء حتى لا يثير خوفها:ماذا هناك ميلى تحدثى؟!...
أجابته ميلى بتوتر: أنا أيضا لا اريد النوم...فنظر لها ساب بحاجب مرتفع وهو يفكر بكيف سيتخلص منها إلا أنها لم تعطيه فرصه ليفكر....وبدأت تتحدث عن نفسها وأنه قد تم خطفها من قبل بعض اللصوص وقاموا ببيعها بأسواق العبيد....حتى أتت إلى هنا جاريه بقصر الملك إستيفان....ولقد كان ساب يحاول الاستماع لها بتركيز....إلا ان صوره الملك مع جاريته لا تذهب من عقله....لهذا كان يجب على حديث ميلى تاره وتاره أخرى لا يجيبها....
وأثناء حديثها أدرك ساب أنها تتحدث كثيرا حين تصاب بالتوتر والخوف....لهذا تركها تتحدث حتى تشعر بالراحه....وبعد انتهائها بدأت تشعر بالنوم يتسرب لعينيها فسقطت نائمه....دون أن يشعر ساب الذى لم يكن منتبها لها....
ولكنها استفاق من سروده حين لاحظ الهدوء الذى عم المكان....مما جعل ساب يتنفس براحه أنها قد سقطت بنومها...كما أنه لا يريد المكوث بالغرفه بل يريد الخروج فهو يشعر بالإختناق....
لهذا قرر الذهاب لمعمل الحكيم حتى يطمئن على جرومز....فقد تخطت الساعه منتصف الليل بكثير وجميع من بالقصر نائم الأن أو أن البعض مازال
يلهو مع فتاته....وعاد الملك ليحتل عقله من جديد وهو يشعر برغبه عارمه فى البكاء.....
ذهب ساب لمعمل الحكيم فوجد الصغير نائم
بهدوء فخرج وهو لا يعلم إلى أين سيذهب؟!.
وكيف سيخفف من ذلك الألم الذى يزداد ولا يعلم سببه؟!...
حتى وجد نفسه أمام غرفه ميلسيا فدخلها دون أن يقوم بطرقها....وذهب تجاه فراشها وقد بدأت عيناه تذرف الدموع بسخاء....وهو يقوم بإيقاظ ميلسيا قائلا:أمى....امى....
استيقظت ميلسيا بفزع وهى تنظر ل سابين التى تبكى بقوة....وجسدها ينتفض بطريقه ملحوظه فادركت أن شئ سيئ قد حدث...خاصه أنها قامت بندائها أمى.....
فقالت بخوف وقلق:ماذا حدث صغيرتى؟!..لما تبكين؟!...بدأت سابين تتحدث من بين شهقاتها التى بدأت فى الظهور قائله....وهى تضع يدها على موضع قلبها:هنا يؤلمنى بشده بطريقه لم تحدث لى من قبل....كما لا أستطيع التنفس وأنا لا أعلم كيف اوقفه؟!...
توترت ميلسيا وهى تضمها لقلبها وتربت على ظهرها بحنان قائله:ماذا حدث؟!...هل قام أحد بإيذائك؟!... اومأت لها سابين من بين شهقاتها قائله بغضب:لقد قام بإجبارى على اختيار جاريه كهديه لى....ثم قام هو الاخر بإختيار أخرى...كما أنه من المفترض ألا اهتم للأمر.... إلا أن قلبى تألم بشده حين اختار جاريه كما فعل غيره...
نظرت ميلسيا ل سابين بتشوش وشك وهى تسألها قائله:من الذى فعل بكى هذا صغيرتى؟!...أجابتها سابين قائله:أنه الملك....
تصلب جسد ميلسيا حين نطقت سابين اسمه
وسالتها وهى تبتلع ما بجوفها:ألا تعلمين لما تألم قلبك سابين؟!... أجابتها سابين بصدق:اقسم أننى لا أعلم فقد شعرت أن قلبى تحطم...وأردت البكاء إلا أننى تماسكت حتى نامت الفتاة التى معى...كما أن عقلى لا يكف عن التفكير بما يفعله مع تلك الجاريه بغرفته...واود الذهاب إليه الأن وقتله لأن تسبب لى بهذا الألم اللعين...والذى يزداد بمرور الوقت وانا لا أعلم كيف أوقفه؟!....
نظرت ميلسيا لصغيرتها بألم وقد التمعت عينيها بالدموع....وهى تقول بداخلها:اللعنه على من تسبب بدمارك صغيرتى....والذى نجح بمحو حقيقتك حتى جعلك لا تدركين أنك قد وقعتى بعشق أحدهم....
وقررت ميلسيا أن تخبرها بالحقيقه لا أن تخفيها قائله بحزن:لقد وقعتى بعشق الملك صغيرتى....
#يتبع