-->

الفصل الخامس والستون - مملكة الذئاب black

                  




 الفصل الخامس والستون



أتى الصباح واستيقظت سابين التى لم تنم سوى ساعه واحده...أغمضت عينيها قبل شروق الشمس وحين انتشر الضوء بأرجاء السماء وغزى الغرفه إستيقظت سابين...النائمه بأحضان ميلسيا...والتى سقطت بالنوم بعد اجهاد كبير وهى تحاول تهدئه سابين...التى خرجت عن السيطره للمرة الأولى أمامها...فهى لم تراها تبكى بهذا الضعف من قبل...


كانت ولا تزال ميلسيا تحتضنها وهى جالسه على فراشها تستند عليه...إلا أنها قد غفت من إرهاقها الشديد...وذلك بعد أن اطمئنت أن صغيرتها قد 

غفت هى الأخرى....


ظلت سابين كما هى نائمه بأحضان ميلسيا الدافئه وهى تنظر تجاه الشرفه....بعيون مازالت تدمع مائله للحمرة بسبب بكائها الذى دام ساعات...وهى تحاول عدم تصديق ما أخبرته بها ميلسيا....إلا أنها أدركت بعد تفكير طوال الليل وهى تبكى....أن ما قالته ميلسيا صحيح...فألم قلبها حين اختار جاريته لم تشعر بمثله من قبل....


ظلت سابين تنظر للسماء وهى تتفتح بعد الظلام الحالك...وتتسأل متى؟!...متى سيحل صباحها؟!...

متى ستنتهى ظلمتها؟!..سؤالها جعلها تبتسم بسخريه وهى تجيب نفسها قائله:وكيف سينتهى ظلامى وأنا اغرق بوحله يوم بعد يوم؟!...ليس هذا فحسب بل قمت بسحب أخرين معى قد يتم إيذائهم بسبب خداعى.... 


أغمضت سابين عينيها لتهبط دموعها التى كانت تحتجزها بين جفنيها...وهى مازالت تحدث نفسها تلومها على ما اقترفته من خطأ تجاه ألفين...لقد 

كان يجب عليها أن تأمر مارلين بتركها تلقى حتفها على الأقل لم يكن ليتورط الحكيم و ألفين معها بالامر.... 


كذلك ميلسيا التى قامت بإستغلالها هى الأخرى...

من أجل أن تحصل على بعض الراحه التى لم تجدها يوما....ظلت تفكر بكم الأخطأ التى قامت بها خلال الفترة المنصرمه....حتى تسألت من جديد منذ متى وقد أصابها الضعف؟!...انها لم تعد تعلم ماذا تفعل 

كما تشعر أن نهايتها قد اقتربت....وهى لا تخشى 

ذلك الموت...إلا انها تخشى ما قد يحدث ل ألفين 

والحكيم وميلسيا بسبب اخفائهم لأمرها...


وكذلك دوغلاس ووالدها سيصيبهم الأذى ايضا...

ولكن لما كل هذا التعقيد هى لم تعد تحتمل...خاصه بعد أن أدركت أنها قد وقعت بحبه...لهذا فالتذهب وتخبره الحقيقه....وحينها إذا أرد أن يقتل أحدهم فهى من سيتم قتلها.... 


نظرت سابين ل ميلسيا النائمه بإعوجاج وابتعدت عنها بهدوء..ثم قامت بمساعدتها على الاستلقاء على الفراش والنوم بإعتدال...وخرجت من الغرفه بهدوء وحالتها يرثى لها....كان شعرها غير مرتب وعينها زجاجيه مائله للحمره....ووجهها ذابل...


كانت سابين  تسير بضعف متجهه لغرفته...فلقد قررت أن تخبره كل شئ...لما اصبحت ساب؟!...ولما أتت إلى هنا؟!...ولما لم تخبره بحقيقتها؟!....كانت تسير وهى تحاول ترتيب ما ستخبره به...ولم تشعر بذلك الذى اصطدمت به وهو يحدثها....


لقد كان ماثيو بالخارج يستنشق بعض الهواء النقى لشعوره بالاختناق...خاصه أن ما حدث لصغاره عاد ليحتل أحلامه من جديد....وخلال صعوده لغرفته تقابل مع ساب الذى لم يلاحظ وجوده...مما جعلهم يصطدمون ببعضهم وقد لاحظ حالة الرثه:ساب هل أنت بخير؟!..ما الذى حدث لك؟!.. 


أجابته سابين بتيه وهى تقول:سأذهب لأخبره بالحقيقه...ظهر التعجب على ملامح وجهه ماثيو 

الذى سأله متعجبا:عن أى حقيقه تتحدث؟!... 


نظرت له سابين بهدوء وقد تنبهت أن ماثيو هو من يقف أمامها....وعلى حين غفله اقترب منه ووضعت يدها البارده على وجهه بطريقه تعجب منها ماثيو....

وهى تقول ما جعل عيناه تتسع:لقد رأيته وهو يأمر رجاله بذبح صغارك....وكيف كنت أنت وزوجتك تبكيان ليتوقفا...مازلت اسمع صراخك وأن تطلب 

منه أن يقوم بقتلك أنت ويترك صغارك...إلا أنه لم يستمع إليك وقام بذبح الصبى ثم الفتاة....وأنت لم تستطع فعل شئ...كما لم أستطع أنا أيضا مساعدتهم

ثم صمتت تبتلع ما بجوفها قائله:كما أننى لم أستطع مساعدتك كما طلبت ابنتك....أعتذر لأننى قد خيبت ظنها وظنك ماث...


ثم تركته وأكملت طريقها وهى تشعر أنها قد 

أنفصلت عن عالمها...وهى تتجه نحو  غرفة الملك وكأنها أقسمت على هدم كل شئ قامت ببنائه يوما.....سارت سابين مبتعده وقد تركت خلفها 

ماثيو الذى ينظر لأثرها بذهول وصدمه....وعقله 

لم يعى بعد كيف حدث هذا؟!...من أين علمت  

بالذى حدث لصغاره؟!...


كانت سابين تشعر بألم حاد برأسها إلا أنها قاومت ذلك الألم...حتى تنتهى من ذلك الأمر الذى أرهق روحها....


وصلت سابين لغرفه الملك التى وجدتها بلا حرس على غير عادته....فقام عقلها بتفسير الأمر على أنه يريد أن يشعر بالراحه أكثر مع جاريه....وكم شعرت بألمها يزداد ونفسها ينقطع حين توصلت لهذه الفكره.... 



وكادت ترفع يدها لتطرق بابه وعينها قد عادت  لتمتلأ بالدموع...والألم يمزق روحها إلا أنها تراجعت عن قرارها باللحظه الأخيره...وهى تعود بخطواتها للخلف تكتم شهقاتها المتألمه....والتى خرجت رغما عنها وهى لا تعلم كيف توقف هذا الشعور المؤلم...



عادت سابين لغرفة الحكيم وقامت بأخذ جرومز  الذى كان مستيقظ وخرجت من الغرفه...ذاهبه للاسطبل وامتطت فرسها خارجة من القصر بأكمله... بعد أن قامت بتلثيم وجهها حتى لا يرى أحد وجهها الباكى....



مر بعض الوقت وصلت فيه سابين لورشتها الخاصه والتى كانت ملاذها الامن بالماضى...إلى أن تصادقت مع كيشان وها هى تعود لها من جديد....كما كانت تعلم أنها ستكون مغلقه فاليوم هو زواج أليس من مارلين....لهذا لن يقوم أحد بقطع خلوتها....


نظرت لجرومز وقامت بترتيب مكان نظيف ليجلس فيه....وبدأت تجمع الحطب لتشعل النيران وقامت بإغلاق باب الورشه عليها....حتى لا ترى بشرا فهى تريد الابتعاد عنهم ليوم واحد...



وبعد تأكدها من غلق المكان كادت تذهب لجلب المعادن لوضعها بالإناء....إلا أنها تذكرت أن الصغير 

لم يتناول طعامه ومن المؤكد أنه يشعر بالجوع....

لهذا طلبت منه البقاء حتى تعود وخرجت مغلقه المكان خلفه...حتى لا يخرج خلفه وذهبت لتجلب  

له الحليب....


لم تستغرق الكثير من الوقت وعادت مسرعه خوفا من أن يكون جرومز قد افتعل كارثه بالمكان..وصلت للورشه وقامت بإغلاق بابها خلفها....وهى تنظر ل جرومز فوجدته جالسا كما أمرته....فإقتربت منه  وهى تضع له الطعام بإناء وتقبله وتربت على رأسه بحنان....



وبعد تأكدها من إغلاق المكان قامت بنزع ثيابها ونزعت درعها وقامت بإلقائه بعيدا عنها....وكأنها  

تلقى عليه لوم ما تشعر به من ألم...وعادت ترتدى قميصها من جديد وهى تستنشق الهواء الذى تشعر أنه يؤلم صدرها....وبدأت بعملها وهى تخرج كل ما بداخلها من ألم....



أثناء عملها كانت تفكر بما أصبحت عليه من ضعف وهى لم تكن هكذا من قبل...لهذا أقسمت ألا تبكى 

من أجله مجددا....لأنها لا يجب أن تستسلم الأن وستقوم بنزعه من قلبها مهما تطلب منها الأمر...



ظلت سابين تعمل دون أن تشعر بمرور الوقت فقد كان عقلها يعمل دون توقف....إلا أنها شعرت براحه كبيره حين اتت إلى هنا...كانت تعمل وجرومز يمرح حولها وبقوم بقلب كل ما يستطيع تحريكه....وسابين لم تمانع ذلك....


مر الوقت حتى شعرت بالإجهاد يتملك منها ويجبرها على التوقف عن اكمال عملها...فقد نظرت لما صنعت فوجدت أنها صنعت أكثر من عشر سيوف ودرعان... فتنهدت وهى تنظر للخارج فوجدت الظلام حالك... 


فأدركت أن زواج أليس قد بدأ وقد يكون انتهى إلا انها كانت تحتاج لبقاء بمفردها بشده...إلا أنها قامت بإخماد النيران وعادت لترتدى درعها وثيابها فوقه 

من جديد....وحملت جرومز وخرجت من الورشه متجهه لمنزلها الذى سيقام به حفل الزفاف... 



وحين اقترب من المنزل أدركت أنها لم يفتها الأمر وأن الحفل مازال قائما...فهناك من يقوم بتهنئة أليس ومارلين...ولقد كان جميع من بالقصر يتواجد بالزفاف ماعدا دراكوس والملك بالطبع...فمن المؤكد أنه ليس متفرغ الأن... 


ظهرت ابتسامه ساخره تحمل الألم على شفتى سابين التى كان مظهرها مزرى ومتسخ بدرجه كبيره....إلا أنها لم تهتم واقتربت من اليس ومارلين لتهنئهم...ثم ابتعدت عائده للمنزل وجميع الأعين تنظر لها....فقد كانوا يبحثون عنها منذ الصباح الباكر....وإرتفع معدل خوفهم حين اخبرهم ماثيو عما قالته له صباحا.... وكيف كانت حالتها يرثى لها....



والأن عادت وهى مازالت تحمل الكثير من الألم والزبول....الذى لم تستطع التخلص منهم طوال نهارها...


سارت سابين داخل منزلهم صاعدة تجاه غرفتها وقامت بإغلاق بابها خلفها...ثم قامت بإخراج ملابس نظيفه ودخلت مرحاضها بأليه وتحممت....ثم خرجت من غرفتها بعد أن ارتدت ثيابها النظيفه....وقامت بإخفاء نصف وجهها خلف خصلات شعرها الثائر... 


هبطت للأسفل ذاهبه نحو المطبخ لتبحث عن طعام لصغيرها الجائع.....إلا أنها وجدت منزلهم قد امتلأ بالكثير....ومن نظراتهم أدركت أنهم ينتظرونها إلا 

أنها ابتسمت بسخريه..وهى تتخطاهم ذاهبه للمطبخ لتبحث عن طعام لصغيرها...حتى وجدت ما تبحث عنه فقامت بوضع الطعام له....


وخرجت بهدوء والجمود يغلف عينيها لترى ما ينتظرها بالخارج...كانت الفتيات ووالدتها وكيت والأميره ميلسيا جالسات جوار بعضهم البعض.... بينما كان والدها ودوغلاس والحكيم وديفيد 

وألفين وماكس وماثيو وليو يلتفون حول طاولة الطعام....


نظرت سابين للجالسين بجمود وهى تقول ببرود:أين ذهب الجميع؟!...وأين أليس ومارلين؟!...اجابها جورج بهدوء وهو ينظر لها:لقد رحلوا لمنزلهم.... 



أومأت سابين بهدوء وهى تنظر لهم حتى توقفت عينيها على ماثيو....الذى ينظر لها يتسأل وغضب 

مما جعل سيلا من الزكريات التى رأتها بمنزله تعود لها من جديد...


فإبتسمت له بألم وهى تقول:أعتذر ماث عما فعلته صباحا...فأنا لم يكن يحق لى اخبارك بالأمر بهذه الطريقه....هنا ضاع صبر وتعقب ماثيو الذى اجبره جميع الحاضرين على التسلح به...وهو يضرب الطاوله بقوة قائلا:واللعنه من أين علمت بهذا؟!...

من الذى أخبرك بالأمر؟!...


كان ديفيد وماكس يحاولون منع ماثيو من الاقتراب منها...إلا أن هذا زاد من غضب ماثيو....لهذا قالت سابين ببرود:انه لا يحب أن يقيد أحدهم حركته...

فهذا يغضبه...


نظر كلا من ماكس وديفيد ل ماثيو الذى هدأ فجأة وابتعدوا عنه....فاقترب هو منها بعد أن تركه ديفيد وماكس...بينما كان ألفين قد وقف خلفه سابين ليقوم بإيقاف ماثيو عن فعل ما يضرها... قائلا بتشتت:من أين تعرفين ما حدث لصغارى؟!.... 


اغمضت سابين عينيها تتنفس بإرهاق ثم عادت لتفتحهم من جديد....وهى تقول بهدوء:أتتذكر لقائنا الأول.....حين قمت بإستضافتنا أنا والملك بمنزلك وأخبرتنى أن أستريح بأحد غرف منزلك...أومأ لها ماثيو وهو لا يفهم سبب ذكر ساب للأمر...


إلا أنه ظل صامت حتى يعلم كيف علم بالأمر...أكملت سابين قائله بذات الهدوء:حين ذهبت للنوم رأت حلم إلا أنه لم يكن مجرد حلما....بل كان لمحه من الماضى  لما حدث لك ولأسرتك يوم تم ذبحهم....


وظلت تسرد عليهم أحداث ما رأته حتى قالت بألم:

لكن تحدثت الصغيره لى قبل أن يقوم الرجل بقطع عنقها...نظر لها ماثيو بصدمه هو وجميع من يجلس إلا أنه لم يصدر عنهم أى صوت...فالجميع كان يجلس مترقب ما ستقوله سابين...أعتذر أقصد ساب...



الذى سأله ماثيو بألم:وماذا أخبرتك صغيرتى؟!... ابتسم ساب بألم وهو ينظر ل ماثيو بألم يعادل ألمه: أخبرتى بأنه على أن أقوم بإنقاذ أباها...ثم قام الرجل بقطع عنقها وحينها انت ظللت تصرخ...كما أننى حاولت الإقتراب منك...إلا أننى استيقظت من نومى.... 


كان أغلب الحاضرين قد التمعت عيناه بالدموع... وماثيو لا يجد ما يقوله فألمه وجرحه قد أعيد فتحه من جديد....حتى عاد بنظره ل ساب الذى قال بهدوء: لقد ظللت أتسأل لما أتتنى تلك الصغيره؟!..وهل قامت بزياره أحد غيرى؟!....إلا اننى لم اجد اجابة لهذا...كما أننى أعتذر منك ماث...لأننى لم أستطع الوفاء بعهدى مع صغيرتك....



اغمض ماثيو عيناه ومعها هبطت دموعه التى كان يحبسها...وهو يقترب من ساب وقام بإحتضانه وهو يربت على ظهره بحنان....قائلا بخفوت متألم:لا تقلق يا فتى فلقد وفيت بوعدك دون أن تدرك ذلك...وابتعد عنه وخرج من المكان بأكمله...وانظار الجميع تنظر له بشفقه على الحاله التى أصبح عليها....


وكاد ساب يتحرك تجاه المطبخ ليرى هل انتهى صغيره من تناول طعامه أم لا...إلا أنه وجد ديفيد يسأله قائلا بفضول لم يستطع منعه او ايقافه:هل 

هذا يحدث معك عادة أن ترى الموتى أم أنها الاوله بالنسبه لك؟!... 


نظر ساب له بإبتسامه هادئه إلا أن الجميع رأها عكس ذلك...وقال بجمود:لم أراهم فحسب بل لقد عايشتهم لأعوام....حتى أننى كنت أنام جوارهم حتى اعدت تواجدهم....لهذا اجابتى لسؤالك لا لم تكن هذه المرة الاولى لى...إلا أننى أأكد لك أنها كانت أفضلهم....



ثم تحرك تجاه المطبخ بأليه وهو يطمئن على جرومز وهل انتهى من تناول طعامه أم لا؟!.ولكن بعد أن تأكد أنه تناول طعامه حمله وخرج مرة أخرى...وهو يرى وجوه الجميع يظهر عليها الصدمه التامه من حديثه... واللوم الخفى لسؤال ديفيد الذى لم يكن بمحله...


مما جعل ابتسامة هادئه تنمو على شفتى ساب الذى قال وهو يصعد لغرفته:سأظل هنا ليومين ثم سأعود للقصر بعد أن أشعر بالسكون يعود لقلبى من جديد... 


بعد صعود ساب كان الجميع ينظرون لبعضهم البعض بقلق حقيقى...فهذه المرة الاولى التى يرون بها ساب بهذه الحاله المفزعه...إلا أن دوغلاس تحدث بهدوء قائلا:ماكس من الافضل أن تعود أنت وديفيد للقصر ف ماثيو ليس بحالة جيده ويحتاج لأحد معه...وأنت ليو عد معهم...كاد ليو يعترض إلا أنه وافق بالنهايه بعد أن تذكر ما عليه من أعمال متراكمه بمعهده.... ورحل مع ماكس وديفيد وكيت الحزينه على ما حدث ل ساب...


كما أمر جورج الفتيات أن يصعدن لغرفهن ولا يقتربن من غرفه ساب...وبعد صعود الفتيات تحدث جورج بتيه:لم أكن أعلم أن اختيارها لجاريه لتكمث معها بغرفة واحده سيفعل بها هذا؟!...


اجابه ألفين بهدوء:لا أظن أن هذا هو السبب الحقيقى وراء حالتها هذه....خلال حديثهم كان الحكيم ينظر ل ميلسيا التى تنظر لهم بتوتر...فأدرك أنها تعلم شئ تحاول إخفائه... 


لهذا قاطع حديثهم قائلا وهو ينظر نحوها:ما الذى تعرفينه اميرتى؟!...نظرت له ميلسيا وللجالسين بتوتر كبير قائله:لقد علمت أمس أنها واقعه بحب الملك...


                        


شهقت فكتوريا بصدمه وهى تضع يدها على قلبها واغرقت عينيها بالدموع....كما هى حالة ميلسيا 

التى أكملت بتوضيح:لقد أتت أمس لغرفتى وهى تبكى بقوة ولا تستطيع ايقاف شهقاتها....وحين سألتها عن سبب بكائها أخبرتنى أن قلبها تألم بشده حين رأت الملك يختار جاريه له....حينها قد أدركت أنها قد وقعت بحبه.....لهذا أخبرتها بالحقيقه التى جعلتها تبكى طوال الليل حتى أصبحت ما هى عليه الأن.....أنا لا أعلم ما الذى حدث لها بالماضى كما لا أود معرفته...إلا أننى أقسم أن من تسبب لها بهذا الألم ليس ببشر يحمل بين ضلوعه قلبا.....بل هو مرضا أرد نشر الفساد بقلبها....وللأسف نجح بغزوه بضراوه إلى أن حطم عالمها....


كانت ميلسيا تنظر نحو جورج بكره طوال حديثها وبعد انتهائها....وقفت تطلب من ألفين أن يعيدها للقصر...فهى تشعر بالاختناق من مكوثها بهذا المنزل وافق ألفين على طلبها....وسار كلاهما خارج المنزل عائدين للقصر.... 



تاركين خلفهم فكتوريا التى تبكى بصمت حتى قالت بألم:كل يوم كنت أنظر لنفسى بالمرأه وأخبرها أن ألمها قد فاق الإحتمال لهذا لا تجذع....فلم يعد يخيفنى ما سيحدث إلا أننى تأكدت الأن أننى كنت متوهمه.....لأن ما أشعر به الأن لا استطيع وصفه سوى بالهلاك....الهلاك لفتاة كان اثمها الوحيد أننى كنت والدتها......ثم تركت المكان ودخلت غرفتها مغلقه الباب خلفها بهدوء....تبكى وتشتكى ضعفها لخالقها....



ظل الرجال الثلاثه معا جالسون حول الطاوله....

تحدث الحكيم بإرهاق وهو ينظر أمامه بشرود:أظن أننا جميعا قد اخطأنا بحق هذه الفتاة...ابتسم جورج بسخريه وهو ينظر له قائلا:بينما أنت تظن أنا متأكد من أن ملكك العزيز يعلم بحقيقتها وينتظر اللحظه المناسبه لينقض عليها...إلا أنه لا يعلم أننى قتلت من أجلها بالماضى...واستطيع فعلها مرة أخرى حتى ولو كانت حياتى مقابل حياتها....


هنا تدخل دوغلاس قائلا بحده:كفاك جنونا يجب أن نجد حلا لهذا الأمر بأسرع وقتا...فما رأيته منها الأن قد يجعلها تفعل أكثر من ذلك فيما بعد....


تنهد جورج بإرهاق وهو يؤمى برأسه ل دوغلاس بتثاقل من تلك الهموم التى تكالبت عليه....ثم نظر دوغلاس لشقيقه واخبره بوجوب عودتهم للقصر... وطلب من جورج البقاء هنا حتى تتحسن حالة سابين....وحتى  يكون سبب تغيبها مقبول لدى الملك.... 


 ❈-❈-❈



وبينما هم يفكرون بحل لهذا الأمر كان الملك يجلس بهدوء فى مكتبه....وهو يأمر حارسه بأن يقص عليه ما حدث مساء أمس أثناء مراقبته لغرفه ساب...


تحدث الحارس قائلا:لقد مكث بغرفته قرابت الساعتين وأكثر.....ثم خرج منها وذهب لمعمل  الحكيم ثم لغرفة الأميره ميلسيا ولم يخرج منها...

اومأ له الملك بهدوء وهو يقول ببرود:اجلب الجاريه أطاع الحارس امر سيده وخرج لجلب الجاريه التى أتى بها خلال لحظات...


كانت الجاريه تقف أمام الملك بجسد ينتفض خوفا... كان الملك ينظر نحوها بتركيز وهو يقول ببرود:كيف حالك مع  سيدك الجديد؟!... نظرت له ميلى برهبه وهى تبتلع ما بجوفها قائله:أجل سيدى كما أنه كان لطيف معى ومتفهم.....


حديثها أصابه بالتشتت إلا أنه لم يظهر ذلك وهو يكمل تسأله قائلا:ومتى امرك بالرحيل من غرفته؟!.. اجابته ميلى قائله:لقد غادرت صباحا...ارتفع حاجب الملك بسخريه لعلمه أن ساب غاردها بعد ساعتين 

من لقائهم لهذا كان يجب عليها العوده لغرفه الجوارى حينها....إلا أنها أكملت مع جعل شكوكه تختفى: إلا أننى لم اراه حين استيقظت..فلقد كانت أتحدث معه وهو يستمع لى بإنصات حتى غفوت ولا أعلم متى رحل؟!....



اومأ لها الملك ببرود وهو يأمرها بالرحيل....وعقله لا يرحمه....خاصه أن ما أخبرته به هذه الجاريه يؤكد عكس ما يظنه هو....لهذا قرر أن يوقف خطته حتى ينتهى الشهران ويكتمل نمو الجرو الصغير...وحينها سيكون هذا الفيصل بين شكه...وحديث ألفين والحكيم....


وللمره الأولى ينصر القدر سابين ويأتى بصفها...

حتى يعطيها فرصه للرحيل من هنا وهى على قيد الحياة....


❈-❈-❈


مر يومان بهدوء على الجميع فقد كانت سابين تلزم غرفتها ولا تخرج منها...كما لم يتجرأ أحد بدخولها سوى ليلى...التى أحبت جرومز كثيرا وأصبحت تلعب معه....


بينما كانت سابين تعيد ضبط نفسها حتى لا تظهر ضعفها أمام أحد....لهذا أقسمت أن تعود لجمودها حين تخرج من غرفتها صباح الغد...فى الصباح كان المنزل ساكن لدرجه كبير....خاصه بعد اضطرار جورج العوده للقصر ليبدأ عمله.....الذى وجده متراكم وغير منتهى.... 



بينما أردت فكتوريا أن تصعد لغرفه صغيرتها أكثر من مرة لتطمئن عليها...إلا أنها كانت تتراجع حتى شجعت نفسها أن تصعد فى صباح اليوم الثالث...وطرقت باب غرفة سابين ودلفت للداخل....فوجدتها تجلس على فراشها وجرومز نائم على صدرها كما اعتاد....وهى تربت على فرأه وتنظر للأعلى بشرود.... 



اقتربت فكتوريا من سابين وهى تقول بحب:عزيزتى ألن تتناولى الطعام معى كما كنت تفعلين ام انك لم تعودى ترغبين بالجلوس معى...انهت حديثها وعينيها قد التمعت بالدموع...فنظرت لها سابين بهدوء وهى تجلس ممسكه بيدها قائله بحنان:من قال هذا بالطبع أنا اشتاق للجلوس معكى جميلتى....كما أننى أشعر بالجوع الشديد...


ابتسمت فكتوريا لتجاوب سابين معها وهى تقف وتقول فرحه:حسنا سأقوم بتجهيز الطعام الأن هيا لنتناول معا....اومأت لها سابين بود فخرجت فكتوريا من الغرفه تركض للاسفل لتجهز طعام صغيرتها المفضل....


وخرجت سابين خلفها وهى مازالت تحمل جرومز وكادت تهبط الدرج....إلا أنها عادت لتطرق غرفه جوليا ودخلت بعد أن استمعت لجوليا تأذن للطارق بالدخول....


نظرت سابين ل جوليا بود وهى تقول:ألن تتناولى الطعام هيا لنجلس معا...ولم تعطى لها فرصه للرد وأكملت سيرها نحو غرفه سيلا...الا أنها لم تجدها بالداخل...فذهبت لغرفه ليلى ولم تجدها هى الأخرى فظنت أنهن يساعدن والدتهم....فهبطت الدرج وقد وجدت جوليا بالاسفل تنظر لها بحب...وهى تقترب منها وتحتضنها برفق....فبادلتها سابين وهى تقول بخفوت:أنا بخير لا تقلقى..


وربتت على رأسها بحنان وكادت تتحدث إلا أن حضور ليلى الصارخ اوقفها...وهى تبعد جوليا 

عنها قائله:أخبرتك ألا تحتضن أحد غيرى....

وقامت بإحتضان خصرها مما جعل سابين تبتسم وهى تربت على راسها هى الأخرى....وتطلب منها 

أن تتركها حتى تجلس على مقعدها...فوافقت ليلى وجلست سابين وهى تسأل عن سيلا...فأخبرتها 

جوليا أنها بالمعهد فلديها الكثير من الاعمال التى طلب منها الحكيم انجازها....


فأومت سابين متفهمه وبدأت فكتوريا بجلب أطباق الطعام الكثيرة والشهيه..وتضعها أمام سابين ثم بدأن بتناول الطعام وهن يغازلن بجرومز...الذى أعجبه الأمر...


وبعد انتهاء وجبه الفطور قررت سابين العوده للقصر فصعدت لغرفتها وارتداء درعها حتى تعود ساب من جديد...ووافقت والدتها مرغمه لعلمها بأن لديها الكثير من الاعمال....


تجهزت سابين وخرجت من المنزل بعد أن قامت بتوديعهم...عائده للقصر وقد تسلحت بالبرود...



تخطى ساب أبواب القصر وقام بوضع فرسه بالاسطبل...وذهب للورشه التى تتواجد بالحديقه الخلفيه للقصر ليرى ما سيحتاجه ليبدأ عمله...فظل هناك لما يقارب الثلاث ساعات وهو يحصى ما يحتاجه من معدات....


❈-❈-❈



خلال ذلك كان ألفين يجلس مع إستيفان بمكتبه وهو يخبره قائله بسعاده:هناك شئ اريد اخبارك به؟!... فنظر له إستيفان بتسأل....فقال ألفين بحب:لقد قررت ان أتزوج بنهايه هذا الشهر....


ارتفع حاجب إستيفان غير مصدقا إلا أن ابتسامة حقيقة قد ظهرت على وجهه...وهو يقف مقترب 

من ألفين وربت على كتفه قائلا:من الجيد سماع مثل هذه الاخبار الجيد....


اومأ له ألفين وهو يشاكسه قائلا:ألا تريد معرفه من هى العروس التى قمت بإختيارها؟!...اجابه استيفان بهدوء:انت تعلم أن هذا لا يهم بل ما يهمنى ان تشعر معها بالسعاده....ولكن اخبرنى من تكون الفتاة التى وافقت على الزواج بمحتال مثلك؟!... 



أجابه ألفين بإبتسامه حقيقيه:أنها جوليا شقيقه ساب الوسطى...نظر له إستيفان بحاجب مرتفع قائلا بعدم تصديق:حقا!...اوما له ألفين...فقال إستيفان بود:مبارك لك يا صديق... 


فقال ألفين بهدوء:احتاج فقط أن اتحدث مع ساب ووالدها لأخبرهم أننى أريد الزواج بأقرب فرصه... فأنا لم اعد احتمل الانتظار...فأوما له الملك قائلا:لا تقلق سنتحدث لهم اليوم...


فأوما ألفين متحمسا للامر وهو يتذكر موافقة جوليا لطلب زواجه منذ يومين بزواج شقيقتها....


❈-❈-❈


كان جميع الحاضرين يعملون بجد...فغدا سيتم تسليم أعمالهم للحكيم حتى يقرر من منهم سينضم للعمل مع مستشارى الملك....ولقد كانت سيلا تعمل بتركيز غير مدركه لتلك الانظار المسلطه عليها من كلارك... الذى قام بمضايقتها اكثر من مرة والذى يشعر بالانجذاب لها....وخاصه حين أدرك اختلافها عن الكثير من الفتيات اللاتى بمثل عمرها....


كما لاحظ إيكو نظرات صديقه لهذا اقترب منه يقول له بخفوت:من الافضل أن يكون تركيزك لما تقوم به الأن...كما أنك تعلم أنها ملك له ومهما بلغت قوة والدك كوزير للملك...فهو الأمير ليو المفضل لدى الملك لهذا ابتعد عنها....


نظر كلارك له بإبتسامة ساخره قائلا:ومن أخبرك أنها تحبه هى لا تكن له أى شئ سوى الانبهار لكونه الامير فقط...أجابه إيكو قائلا بتعقل:كلانا يعلم أنها ليست هكذا...لهذا فالتكف عن مضايقتها لأن بأفعالك هذه تجعلها تكن لك المزيد من الكره كلارك....


كان كلارك يملك عقلا يابسا والذى قال بتصميم:لن اتركها له إما لى أو فلا...تنهد إيكو بضيق من تصرفات صديقه التى ستصيبه بضرر كبير....وعاد ليكمل عمله 



كانت سيلا تعمل وبين كل دقيقه والأخرى تنظر ل 

ليو الذى لم يعطيها اهتماما...وكان يحدثها بفتور 

منذ ذلك اليوم بمنزل أليس....كانت تعمل وعقلها يفكر بكيف ستجعله يتحدث معها...إلى أن نظرت له بعيون تلمع وسألته قائله بخفوت:هل تستطيع مساعدتى بهذا؟!...


نظر ليو لما تشير إليه بهدوء ثم أمسك ورقه وبدأ يكتب عليها شرحا لما تريد...ثم أعطاها الورقه وعاد ليكمل عمله من جديد....مما جعلها تنظر للورقه بحقد وتكرمشها بغضب ملقيه اياها بعيدا...وتنفخ الهواء من رئتيها بسأم وتعود لتنظر لعملها بحاجبين معقودين... بعد أن فشلت بجعله يحدثها....ولم تلاحظ ليو الذى نظر لها بإبتسامه خفيه محبه..مقرر أن يقوم بالتحدث معها ولكن بعد انتهاء عملهم... 


انتهى اليوم وسارت سيلا خارج المعهد وهى تشعر بالغضب من ليو....والذى كانت تسبه بخاطره...ولم تشعر بهذا الذى اصطدمت به...نظرت سيلا بغضب للواقف أمامها والذى كان كلارك...الذى كان ينظر لها بمكر قائلا:كيف حالك اليوم جميلتى؟!... 


اشتعت عينى سيلا وهى تقول بحده:من الأفضل لك أن تبتعد حتى لا أقوم بإخراج غضبى عليك...وكادت تتحرك مبتعده عنه إلا أنه لم يسمح لها...وهو يمسك بيدها يعيدها لمكانها من جديد....


وهو يقول بإنفعال:أنا لم انتهى من حديثى حتى ترحلين...نظرت سيلا له بحده وهو يمسك بيدها فقامت برفع يدها الاخرى وقامت بصفعه...وجذبت يدها من بين يده بقوة وهى تقول بغضب:أيها الوضيع لقد سأمت افعالك هذه....لقد أخبرتك مسبقا أن تبتعد عنى...ألا تفهم ما أقوله لك؟!...


كان صوت سيلا المرتفع وصفعها ل دكلارك لفت أنظار الجميع لهم....لهذا اقترب إيكو منهم وهو يقف بينهم ويطلب من كلارك الرحيل....إلا أن غضب كلارك قد اشتعل هو الأخر حين صفعته...وقللت من رجولته أمام الجميع...


لهذا أبعد إيكو عنه وقام برد الصفعه لها بقوة جعلتها تسقط أرضا من شدتها...وللمصادفه كان ليو خارج من المعهد فرأى كلارك يصفع سيلا...مما جعل دماء جسده تفور وهو يترك كتبه تقع ارضا....وركض نحوهم ولم يعطى فرصه لأحد بالتحدث...


بل هجم على كلارك يكيل له اللكمات ويوسعه ضربا... وهو لا يرى أمامه سوى صفعه ل سيلا....كان حضور ليو مفاجأ مما جعل له الأفضليه واستطاع توسيع كلارك ضربا....


وبعد أن انتهى منه اقترب من سيلا يضمها لصدره وهو يبتعد عن الجميع ليطمئن عليها...فوجد وجهها متورم وشفتيها تنزف...مما جعل غضبه يعود من جديد وكاد يعود ليكمل ما بدأه...إلا أن سيلا تمسكت به وقامت بإحتضانه وظلت تبكى...


فعلتها أصابت ليو بالصدمه إلا أنه تجوز صدمته... وقام بمبادلتها وهو يهدأها....وبعدها قام بإيصالها للمنزل بعد أن اطمئن عليها...وعاد هو للقصر ومازل غضبه لم يهدأ....كما قرر أن يخبر الحكيم ليوقف هذا الحقير عن اكمال عمله ولا يقبل مشروعه...وإلا سيجعل الأمر يصل للملك...


 ❈-❈-❈


وصلت سيلا لمنزلها وحين دخلت شهقت والدتها وشقيقاتها حين رأين وجهها المتورم....مما جعل 

سيلا تتخلى عن هدوئها الذى كانت تتساح به...

وتعود لبكائها من جديد وهى ترتمى بأحضان فكتوريا... تشكى لها ما حدث معها....وفكتوريا والفتيات يحاولن تهدأتها....


❈-❈-❈


كان الملك يجتمع بوزرائه ومستشاريه لمناقشه أهم الأعمال...والاصلاحات التى تقوم بها المملكه من أجل رعيتها....كما كان الحوار قائما على أحد القرى التى قل بها المحصول الزراعى بسبب سوء الجو.... 



فأمر الملك بزرع أكبر عدد من الاراضى لسد حاجات رعيته....وكان جميع الحاضرون ومن بينهم ساب يضعون اقترحاتهم من أجل هذه القريه....



وبعد أن تم التوصل لحل جيد من أجل هذه القريه انتهى الاجتماع على تنفيذ الامر بأسرع فرصه...وأن يتم ارسال محاصيل من المخازن الخاصه للملك لإشباع اهل قريته...حتى يتم الانتهاء من تنفيذ ما أمر به...



خرج الاغلبيه وظل مستشاريه كما طلب من جورج البقاء...ونظر ل ألفين علامة لبدأ حديثه....



فقال ألفين بثبات:أنا أريد طلب الزواج من جوليا ابنتك سيد جورج...ظهر التعجب على وجهه كلا من دراكوس وجورج...بينما كا ديفيد وماكس ودوغلاس بعلمون بالمشاعر التى يكنها ألفين ل جوليا....كما أن  ساب نظر له بتسأل...فأومأ له ألفين فأدرك ساب أن جوليا قد وافقت على طلبه...



فنظر لوالده ليرى قوله فتحدث جورج بتريث:لا أعلم ماذا أقول لك...انت رجلا جيد واتمنى أن تكون جوليا لك...ولكن على أن أقوم بسؤالها....



كان التعجب الأن من نصيب ساب الذى قال بهدوء: انها موافقه سيد جورج....ارتفع حاجب جورج من ترتيب ساب للامر...فقال ساخرا:إذا كنت قد انهيت الأمر....لما تخبرونى إذا؟!...



هنا تدخل الملك قائلا ببرود:لم يكن أحد يعلم بمطلب ألفين سواى...لهذا أنت قلت انك تتمنى هذا الزواج... لهذا فالنقم بإعلان زواجهم بنهايه هذا الشهر...ما هو رأيك؟!...



نظر جورج ل ساب فاومأ له ساب بعينيه ليوافق... فتنهد جورج وهو يؤمى للملك بالموافقه...مما جعل الجميع يقومون بتهنئة ألفين...حتى تقدم ساب منه وقام بإحتضانه فإختفى بين صدره العريض....وهو يقول له بخفوت:أيها اللعين كيف فعلتها بهذه السرعه؟!... 



مما جعل ألفين يطلق احدى ضحكاته المميزه...وهو يبعد ساب عنه ويلكم كتفه بود قائلا:سأخبرك حين يصل طولك لكتفى أيها الفتى...نظر له ساب بحاجب مرفوع وهو يرد عليه بإبتسامه ودوده تظهر على شفتيه للمرة الاولى منذ ثلاثه ايام:سأقوم بالرد عليك حين نخرج....




كان الجميع يتابع ما يحدث بين كلاهما....حتى قام ألفين بجذب ساب من جديد وضمه له بحب....مما جعل الملك يتحدث قائلا:الأن فاليذهب كلا منكم لعمله...ولتبق أنت ساب فهناك ما اريد مناقشته معك؟!... 



اوما ساب الذى لم ينظر نحوه سوى مرة او مرتين منذ دخل...وعاد ليجلس من جديد بينما بدأ الجميع بالخروج لإنهاء عمله...وبدأ كلاهما بمناقشه سير الاعمال.....حتى قام ساب بإقتراح احد أصدقائه 

الثقه الذى سيذهب له غدا...حتى يساعده فى جلب المعادن المناسبه...فوافق الملك على اقتراحه....




خلال ذلك كان ليو بمعمل الحكيم يخبره بما فعله كلارك ب سيلا...ما حدث اثار ضيق الحكيم إلا أنه لم يظهر سوى الهدوء أمام غضب ليو...وأخبره أنه سيرى من المخطأ ويحاسبه غدا....كما أنه سيتم محاسبته هو الأخر لأنه تطاول عليه هو الأخر....



لم يعطى الحكيم الرد المناسب ل ليو والذى أراد معاقبه كلارك...لهذا اتجه لمكتب الملك كما خطط وغضبه قد تملك منه...



لهذا فتح الباب دون طرقه وبدأ حديثه وهو ينظر ل للملك قائلا بإنفعال:لقد قام كلارك ابن الوزير كوستر بصفع سيلا اليوم أمام الجميع...لانها رفضت التحدث إليه....



ظهرت الصدمه على وجه  ساب الذى وقف مقتربا من ليو....وهو يقول بحاجبين معقودين:ماذا قلت؟!...من قام بصفع صغيرتى؟!..



ادرك الملك أن ليو لم يكن يجب عليه التحدث أمام ساب...فهو اكثر من يعلم كم يجن حين يخص الأمر أحد شقيقاته...لهذا تحدث بهيمنه:فالتعد لمقعدك ساب ولا تتحدث...




التفت له ساب الذى كان يواجه ليو ونظر له بعيون مشتعله...فأكمل الملك قائلا وهو ينظر له بعمق: سأجلب لها حقها أنت تعلم بهذا...لم يختفى اشتعال عينى ساب إلا أنه عاد وجلس بمقعده يحاول ضبط تنفسه الحاد....



نظر له الملك ثم عاد بنظره ل ليو قائلا:اخبرنى 

بالأمر من بدايته...بدأ ليو يخبر كلا من ساب والملك بمحاولات كلارك فى التقرب من سيلا...التى كانت ترفض ذلك إلا أنه اليوم قد تطاول عليها أمام الجميع...لهذا قام بضربه إلا أنه يطالب الملك  

بطرده من المعهد....لأنه ليس أهلا له... ف لقد 

قامت سيلا بصفعه من قبل....إلا أنه لم يرد لها صفعتها لأنها فتاة....




حديث ليو جعل الملك يقول بثبات:من المؤكد أنها قامت بصفعه حتى يرد لها صفعتها...كان ساب هادئ لدرجه كبيره من الخارج...إلا أنه كان كالبركان الثائر بداخله...



تنهد الملك وهو يقول:حسنا من كان شاهدا على 

الأمر من بدايته...اجابه ليو قائلا:صديقه إيكو من المؤكد أنه حضر الأمر من بدايته...



فأومأ له الملك وأمر حارسه بأن يأتى بالوزير كوستر وولده...وطالب أخر يدعى إيكو كما امره بجلب سيلا شقيقه ساب...اومأ الحارس وخرج لتنفيذ ما أمر به الملك...



كانت الغرفه يعملها السكون إلى أن قام الحارس بطرق باب المكتب...وأخبر الملك أن الجميع بالخارج فنظر الملك ل ساب وهو يقول بخفوت:لا أريد أن 

ارى غضبك أفهمت ما قلته؟!...نظر له ساب واومأ بتريث يحاول الثبات...



ثم نظر الملك ل ليو قائلا بهدوء:أقسم إن صدر صوتك حين يدخل الجميع سأقوم بدق عنقك... أفهمت؟!..شعر ليو بالخوف من نظرات الملك الحاده رغم صوته الهادئ....واومأ له بطاعه... 




نظر الملك لحارسه مشير إليه بأن يدخل الجميع... بالفعل دخل الجميع وظهرت الصدمه على وجه 

ساب حين رأى وجه سيلا المتورم...وقف مقتربا 

منها يحتضنها وهو يتلمس وجهها...ويسألها هل هى بخير؟!...



فاومأت له سيلا بعيون دامعه...مما جعل ساب ينظر بعدائيه شديده للفتى الذى يحتل وجهه بعض الكدمات ويقف جوار ابيه...ثم نظر للملك بنظرات فهمها جيدا....



لهذا بدأ الملك حديثه الموجهه ل إيكو:هل رايت الامر من بدايته؟!...اوما الفتى بخوف حقيقى فامره الملك أن يقص عليه ما حدث...



فأخبره إيكو بالحقيقه كامله وبعد انتهائه نظر الملك ل كلارك قائلا ببرود اصابه بالخوف:ما هو ردك على ما قاله صديقك؟!...ابتلع كلارك ما بجوفه قائلا:هى 

من قامت بصفعى أمام الجميع....انا كنت اريد التحدث معها فقط إلا أنها من تطاولت وقامت بصفعى...كما أن ليو قام بضربى...



نظر الملك له ببرود وهو يقول:فعلت ليو هى من قامت بإنقاظك....لهذا لا تفكر بالإقتراب منها مرة أخرى...اوما له كلارك بطاعه....



كان ساب ينظر للملك بغضب حارق إلا أنه لم يتحدث لاحظ الملك نظرات ساب إلا أنه تظاهر بعدم رؤيتها... ونظر لوزيره كوستر ففهم ما يريده الملك...


فقال بأسف:نعتذر عما حدث مولاى...كما أأكد لك أنه لن يقترب منها بعد الأن...اومأ له الملك وأمرهم بالأنصراف...



ثم نظر ل ليو قائلا:قم بإيصال سيلا لمنزلها...فقال ساب بتعارض:بلى انا من سأقوم بإيصالها...نظر له الملك بهدوء وهو يقول:ليو...



فاومأ له ليو وهو يقول:حسنا...واقترب من ساب ينظر له بإعتذر...الا ان ساب لم يكن ينظر له بل كانت نظراته معلقه بنظرات الملك الثابته...اخذ ليو سيلا  وخرجوا معا بهدوء....وظل كلا من الملك وساب بمفردهم...




تحدث ساب بهدوء محاولا التماسك:أظن اننا قد انتهينا من مناقشه ما ساقوم به...لهذا فالتسمح لى... وكاد يتحرك ليخرج إلا أن الملك قال بأمر:عد لمقعدك 



اغمض ساب عينيه وهو يحاول الثبات وعاد يجلس على مقعده من جديد..وهو ينظر أمامه ويرفض النظر لوجه الملك...فتنهد الملك وهو يقول بهدوء:فالتنظر لى....



نظر له ساب بعيون جامده مما جعل الملك يقول بعقلانيه يشرح له السبب وراء فعلته:لقد أخطأ   الفتى أعلم بهذا...إلا أن شقيقتك قد اخطأت هى الأخرة...فقد قامت بصفعه أمام الجميع....كما أن ليو لم يترك بوجهه بقعه ولم يلكمه بها...فالتفكر بعقلك ساب لا بقلبك حينها ستعلم أن ثلاثتهم قد أخطأو... 



رمش ساب بعيناه وهو يقول بخفوت:اعلم أنها اخطأت...كما علمت أنها قامت بصفعه قبل أن يقوم بصفعها حين بدأ ليو حديثه...إلا أننى سأطرح عليك سؤالا واحد:لو كنت أنت من صفعت شقيقته حتى تورم وجهها كما رأيت؟!...هل كنت ستفعل معه كما فعلت مع شقيقتى الأن؟!....




نظر الملك ل ساب وهو يقول بهدوء:كنت سأقوم بقتله كما أردت أن تفعل انت الان...لأننى كنت سأحكم قلبى الذى سيتألم من أجلها....لهذا جعلتك تصمت لأننى كنت بمثابة عقلك الذى غاب حين 

رأيت وجه شقيقتك....افهمت ما اقوله لك؟!...



اومأ له ساب متفهما إلا أنه عاد ليسأله من جديد قائلا:وماذا عن قلبى وما يشعر به من الم؟!...هل تنصحنى بشئ أقوم به حتى يهدأ ويسكن ذلك الألم؟!... 




ظلت نظرات كلاهما ثابته...حتى اجابه الملك قائلا: اعتذر منك فأنا لست جيدا فيما يخص امور القلوب... ابتسم ساب بسخريه وهو يقول:وأنا ظننت ذلك أيضا...أتسمح لى بالذهاب؟!...




اوما له الملك بهدوء فخرج ساب من مكتبه ذاهبا لمعمل الحكيم ليأخذ جرومز....ثم عاد لغرفته فى محاولة منه للحصول على بعض النوم....رغم أن السماء مازالت مضيئه...إلا انه مازال يفكر بكيف سيقتل ذلك الفتى الذى صفع سيلا...



خلال ذلك كانت سيلا وليو قد هبطوا لأسفل فقد أخبرته سيلا أن جوليا قد اتت معها وهى تنتظرها بالأسفل مع كيت...وصلوا لهم فوجدوا كيت وجوليا يتحدث عن رغبتهم فى زيارة أليس اليوم لإسعادها... 



نظرت كيت ل سيلا بصدمه حين نظرت لوجهها المتورم....جلست سيلا وليو ليقوموا بقص ما 

حدث ل كيت وجوليا....وبعدها قررت الفتيات  الذهاب لزياره أليس...إلا أن كيت أصرت على جلب ليلى معهم...وبالفعل مروا على منزلهم واصطحبوا ليلى معهم للإطمئنان على أليس...


❈-❈-❈ 


كانت فكتوريا تجلس بالمنزل تشعر بالوحده والألم يقتلونها...وظلت جالسه تفكر بكل ما حدث بالماضى حين قامت بتقديم تنازلت لا حصر لها...من أجل الحصول على حبه...حتى انها تنازلت عن كبريائها وكرامتها وطفلتها معا...



ولم يخرجها من شرودها سوى طرق الباب فذهبت لتفتحه...والعجيب أنها لم تشعر بالدهشه حين رأت سابين أمامها...بل قالت بجمود:ماذا تريدين سابين؟!...

فلا يوجد هنا ما تبحثين عنه.... 



نظرت لها سابين قائله بتشدق:بل لديك ما اريد...فأنا أريد نقودا...نظرت لها فكتوريا بتعجب قائله:ماذا تريدين؟!....



أجابته سابين بإنفعال:لقد سمعتى ما قلته...كما اننى أريد ألف قطعه ذهبيه.....نظرت فكتوريا لها بصدمه من النقود التى طلبتها....وهى تقول:لما  تريدين كل هذه النقود؟!... 



نظرت لها سابين بحقد قائله:لا شأن لكى...ساعود غدا حتى أخذ النقود...شعرت فكتوريا بالغضب من تسلط سابين عليها وهى تقول:وما الذى يجبرنى على أعطائك كل هذه النقود؟!...



ابتسمت سابين بإتساع وهى تعود لتقترب منها قائله بحقد:حينها ساقف أمام فتياتك واخبرهم أنكى السبب وراء ما فعله والدهم بهم....لهذا أريد مالى  غدا وإن تأخرتى سأنفذ ما أخبرتك به....وداعا...




وتركتها ورحلت كانت فكتوريا تشعر بالقهر والحقد تجاه سابين...وظلت تفكر بما الذى يجب عليها فعله الأن؟!...ثم تذكرت الأميرة ميلسيا التى اخبرتها أن تذهب لها باى وقت تحتاج إليها....



لهذا قررت الذهاب إلى القصر والجلوس معها ليجدوا حلا لهذا الأمر...وبعد خروجها من المنزل الذى اصبح فارغا من اهله....خرجت سابين من خلف احد الأسوار وهى تبتسم بمكر.....وسارت تجاه المنزل فقد نجحت خطتها....فهى تعلم كيف تفكر فكتوريا؟!..فهى ستحاول إيجاد حلا للأمر....إلا انها ستبحث عنه خارج منزلها....لهذا فالتبحث فكتوريا عن حلا لمشاكلها....وهى تبحث بالمنزل عن نقودا تحتاجها...




بعد العديد من المحاولات استطاعت سابين فتح باب المنزل....ودخلت مغلقه الباب خلفها وهى تبتسم بشر وبدأت بالبحث بالطابق العلوى عن اى شئ ثمين....إلا أنها لم تجد شئ....لهذا قررت البحث بالأسفل وبدأت بغرفه فكتوريا فوجدت بها بعض النقود...التى ستساعدها الفترة القادمه....ثم خرجت منها وظلت تبحث بالغرف المجاوره لها إلا انها لم تجد شئ...



حتى دخلت الغرفه الاخيره والتى كان بابها منكسر ظلت تبحث عن اى نقود.....إلا انها لم تجد نقوم فنظرت اسفل الفراش كما فعلت بالغرف السابقه...

فلم تجد سوى حقيبه فلم تهتم لها.....وسارت نحو الباب لتخرج....إلا أنها توقفت وهى تغمض عيناها وتشتم رائحه العطر المنتشر بالغرفه...فادركت لمن تعود لهذا عادت من جديد لتسحب هذه الحقيبه وتقوم بفتحها....



فوجدتها ممتلئه بالرسومات لفكتوريا وفتياتها...إلا أنها لاحظ وجود رسومات عديده لفتاة جميله بالعشرين من عمرها...إلا أنها ليست كالفتيات الأخريات بل هى أجمل...إذا من هذه؟!... 



وكادت تغلق الحقيبه لتعيدها مكانها...إلا انها وجدت دفتر داخلها فامسكت به وحين فتحت اولى صفحاته....ادركت انها مذاكرات من ملك قلبها وعقلها...لهذا قررت اخذها معها لترى هل تحدث عنها بأحد صفحاته؟!...وهل يوجد بها شئ تستطيع من خلاله الحصول على نقود أكثر من جورج وفكتوريا؟!...



وحملت الحقيبه وما سرقته من نقود وخرجت من المنزل بهدوء...غير مدركه ما تحمله هذه الحقيبه من اسرار.....قد تتسبب بكشف الكثير من الامور التى ستتسبب بتحطيم الكثيرون.....



يتبع