الفصل الثامن والستون - مملكة الذئاب black
الفصل الثامن والستون
كان الهدوء يعم المكان سوى من صوت بكاء كلا من مارجرى وفكتوريا وميلسيا...بينما التشفى كان مرتسم على ملامح وجه سابين وهى ترى عينى جورج الزجاجيه...والذى يحاول منع ذاته من ذرف الدموع ولم يكن حال الرجال من حوله أفضل منه...فجميعهم تأثروا بشده مما سمعوه....بل أنهم قد أشفقوا على ما لاقته سابين....والتى توقفت عن ذرف الدموع وهى تنظر للملك بجمود منتظره ما سيقوله...
والذى قال بشفقه وجفاء بذات الوقت أصاب سابين بمقتل:لا شك أن ما أصابك قد لا يتحمله بشر إلا أنك قاموتى هذا وتجاوزتيه...ولكن هذا لا يمنع حقيقة أنك كاذبه....ولو لم تأتى هذه السيدة اليوم لكشف الحقيقه لإستمريتى بكذبتك التى إلى الأن لا أجد سبب حقيقى لإخفائك إياها سوى أنك مخادعه...
كما أظن أن جميع من بالغرفه على علم بعقوبه من يقوم بالخيانه...
هنا حاول ألفين التدخل قائلا بقلق:إستيفان م..إلا أن الملك لم يعطى له فرصه ليكمل حديثه...قائلا بغضب: أنا لم أسمح لأحد منكم أن يتحدث....خاصه أنت سيد ألفين...ثم نادى بصوتا حاد منفعل:أدمز...
دخل الحارس على الفور لتلبيه أمر سيده ويظهر على ملامح وجهه القلق...فقال الملك بجمود:قم بإحتجازها بمكان منعزل...هنا صرخت فكتوريا باكيه وميلسيا تتمسك بها وتبكى بقهر صامت....فهى تعلم إبن شقيقتها جيدا فهو حين يتخذ قرار لا يكون هناك رجعه به خاصه حين يكون منفعلا بهذه الطريقه...
تحدثت فكتوريا ببكاء حاد وشهقاتها تكاد تمزق رئتيها:أرجوك...أرجوك لا تفعل...أرجوك هى لا ذنب
لها...أنا هى المخطأه أرجوك قم بإحتجازى بدلا منها.. صغيرتى لا ذنب لها....
لم يقتصر الأمر على فكتوريا بل تقدم جورج ودوغلاس...وتحدث جورج بخوف:إن الأمر ليس
كما تظن...فأنا من أجبرتها على العمل بالقصر...لهذا
أنا من يجب أن يعاقب...أرجوك سيدى...أنا هو المخادع هنا...
هنا لم يعد يحتمل الملك كل هذا...لهذا قال بجمود أخرس الجميع وهو يقول بجفاء:فاليخرج الجميع...
ثم نظر ل أدمز مكملا:أفعل ما أمرتك به ولا تسمح لأحد بالدخول لها مهما كان منصبه...
اومأ له الحارس بطاعه وقد أجبر على الإمساك ب سابين....التى لم تقاومه والتى كانت تنظر للجميع وخاصه للملك ببرود وجمود غريب أثار خوف أغلب الحاضرين...وخرجت مع أدمز بهدوء من المكتب...
وخلفها تهرول كلا من ميلسيا وفكتوريا وكلتهما تبكيان...وكذلك جورج والرجال تبعوها...فنظرت سابين لأدمز تطلب منه بعينيها التوقف لدقيقه
فقط حتى تهدأ من روع هاتان السيدتان...
فأومأ أدمز بتفهم وتوقفوا...فنظرت سابين للسيدتان بإبتسامة هادئه رغم ذبولاها...وهى تقول بهدوء:لا تجزعوا فما حدث كنا جميعا ننتظره....ولقد خالف الملك توقعات الجميع وكان هادئ حين أدرك الحقيقه...كما أننى أريد منكم التماسك...ثم نظرت لوالدتها بثبات مكمله:لا تخبرى الفتيات بشئ أمى...
لا أريد إحزانهم بمثل هذا الوقت...ثم نظرت للرجال بذات الإبتسامه الزابله قائله:أعتذر على تخيبك أمالكم...كما أشكركم على كل ما قدمتموه لى يوما
ما...
ثم نظرت ل أدمز بشكر ليستكملوا طريقهم...فأوقفها جورج الذى قال بخوف جديد عليه وعليها:أقسم ألا أتركك هناك...سأجد طريقه لأخرجك من هنا لهذا لا تشعرى بالخوف أيتها السابيه...
ابتسمت سابين بمراره لهذا اللقب التحببى الذى كان يدعوها بهى بصغرها هو والدتها...وهى تجيبه بإجهاد وألم:أعتذر منك سيد جورج إلا أن هذا الحديث كان ليسعد تلك الصغيره التى ظلت تناجيك أياما لعلك تأتى لتخلصها من هذا المريض....بينما أنا لم اعد أملك شئ لتحاول استعادته....فلقد نجحت أنت وغيرك بتحطيم كل ما أملك..لهذا أتمنى ألا يحاول أحد منكم التدخل بالأمر...
وعادت لتنظر لأدمز تطلب منه الرحيل...فسار كلاهما نحو السجن ليحتجزها....وخلفها سقطت فكتوريا أرضا وهى تقول بعويل ووجهها مائل للإحمرار من كثره البكاء...حين أدركت أنها قد خسرت صغيرتها وللأبد:لقد فقدتها...صغيرتى....سابين لما؟!...لما هى دائما من تعاقب على أفعال غيرها؟!....سااابين يا صغيرتى التى برعت الحياة ومن بها بتحطيمها...
لما ساب....
ولم تكمل حديثها وسقطت مغشى عليها بأحضان ميلسيا....التى احتضنتها وهى تبكى بحرقه وهى تنظر لأثر صغيرتها وهى تُقاد لأسرها....وهى لم تستطيع إيقاف الأمر....
اسرع الرجال نحوها وقام جورج بحملها....وذهبوا نحو غرفه الحكيم مقتحمين معمله...والذى نظر لهم بتفاجئ إلا أنه اقترب يفحص فكتوريا ليطمئن عليها...وبعد فحصه قال بعمليه:لقد اصيبت بصدمه لهذا انفصل عقلها عن الواقع...
ثم نظر للجميع قائلا:ما الذى يحدث؟!..أجابه دوغلاس بإعياء وقد بدأ يشعر بالدوار يتمكن منه:لقد علم بحقيقة سابين...فقال الحكيم بتفاجئ وصدمه:ماذا كيف؟!...
إلا أنه لم يستطع أحد اجابته بسبب سقوط دوغلاس بعدما تمكن الدوار منه...فقام الرجال بحمله ووضعه على الفراش المقابل للفراش التى تتسطح عليه فكتوريا فاقدة لوعيها...
فبدأ الحكيم يفقد أعصابه وهو يلعن بغضب قائلا:من الذى أخبره بالأمر؟!...هنا تحدث جورج وكأنه تذكر أمر هاما:أنها تلك اللعينه...أقسم أن أقوم بقتلها....
وترك الغرفه متجهه للخارج بسرعه قصوى للإمساك ب سابين....فلحق به الرجال حتى لا يفتعل كارثه ونظر الحكيم ل دوغلاس الذى لمعت عيناه بالدموع وهو يقول بندم:لقد أخطأنا بحق هذه الصغيره دوغلاس....
أجابه دوغلاس بإعياء وهو يضع يده على رأسه يقوم بتدليكها لعل دواره يهدأ:سيقوم بقتلها....أنت لم ترى كيف كان ينظر إليها...وكأنها طعنته بخنجر سام بعد أن أظهرت له الود...سيقوم بقتل صغيرتى وليم....
كانت كلا من سابين ومارجرى فى طريقهم للخروج من القصر...ومارجرى لم تعى بعد ما حدث...وأن تلك السيدة قامت بخدعها لتوقع ب سابين وليس لتقوم بإنقاظها كما إدعت...
لهذا توقفت مارجرى وهى تنظر ل سابين بكره قائله: أنتى تشبهين الأفعى السامه التى تقتل كل من يقترب منها...اتعلمين أن الأمر لن ينتهى هنا كما تظنين...بل أنتى ستتلقين العقاب المناسب بسبب فعلتك...فقط انتظرى وسترى ما سيفعله بك الإله جراء ما فعلتيه بتلك الفتاة التى تعذبت كثيرا...اللعنه عليكى وعلى حقدك الذى سيتسبب بموت فتاة لا زنب لها....
ثم تركتها وسارت مبتعده لترحل حزينه على ما سيصيب تلك الفتاة...التى ظنت أنها أتت لتساعدها على النجاة....إلا أنها لم تأتى سوى لقتل هذه الفتاة بينما لم تتأثر سابين بحديث مارجرى......وهى تنظر لها وهى تبتعد عنها وإبتسامتها السعيده لم تختفى...
كادت تذهب إلا أن صوت جورج الكاره أوقفها وهو يقول؛هل إرتاح قلبك الحاقد الأن أيتها اللعينه صاحبة القلب العفن؟!...
نظرت له سابين بإبتسامة مشرقه اشعلت النيران بقلبه وهى تقول بسعاده:لا تعلم مدى إرتياحى بعد رؤيتك أنت وتلك الحقيرة بهذه الحاله...بعدما قمت بإختيارها بدلا منى...
وكادت تستدير لترحل إلا أن جورج انقض عليها وأمسك بشعرها وأدارها له وصفعها بقوة...وكادت تسقط إلا أنه كان يحكم يده على شعرها...وكاد يصفعها من جديد إلا أن الرجال منعوه من ذلك...
وهم يبعدونه عنها إلا أن ذلك لم يمنعه من القول بغضب ووعيد:أيتها الساقطه أقسم أن أجدك مهما اختبئتى...وسأقوم بقتلك أقسم أن أجعلكى تتمنين الموت ولن تحصلى عليه أيتها الوضيعه....
قام ألفين وديفيد بأخذ سابين مبتعدين عن جورج الذى يقف أمامه كلا من دوغلاس ودراكوس وماكس وماثيو ليمنعوه من قتل هذه المرأة.....التى أتت ودمرت الكثير بقدومها....
كان ألفين يمسك ب سابين وهو يضغط على يدها الممسك بها...وهو يجرها خلفه بغضب حتى وصلوا للبوابه الأماميه للقصر وقام بإلقائها بخشونه فى الخارج....نظر ديفيد للحرس وقال بعيون ذئب يتضوع جوعا للإمساك بفريسته:من منكم سمح
لهذه الساقطه بالدخول إلى هنا؟!...
كان الجميع ينظر له بخوف حقيقى هو وألفين الذى كان يقف وينظر للجميع بثبات رغم الغضب الذى يحتل عيناه...فهو أكثر شخص يهابونه ويخاون غضبه من بعد الملك...ف ألفين يكون بالمنزله
التى تليه لهذا....
قال أحد الحرس خوفا مما سيحدث لهم إذ لم يكشف من قام بإدخال هذه السيدة:لقد رأت مارك يقوم بإدخالها سيدى....هنا قال الحارس الذى يدعى مارك بإنفعال وخوف:إنه كاذب سيدى أنا لم أدخلها ولم أراها من قبل....
فتدخل حارس أخر بثقه: أجل سيدى أنه من قام بإدخالهم فأنا أيضا رأيته...فقال أخر مؤيد حديث زميلاه:أجل سيدى أنا أيضا رأيت مارك وهو يقوم بإدخالهم...
هنا نظر ألفين لهذا المارك بإبتسامة رأها الجميع مرعبه...واقترب ديفيد من هذا الحارس ولكمه
بقوة أوقعته أرضا ثم لم يعطيه مجالا...وانخفض يكمل ما بدأه وظل يكيل له اللكمات ولم يحاول
أحد التدخل...وهم ينظرون برعب ل ديفيد وما يقوم به...وألفين ينظر لما يفعله صديقه برضا تام...حتى انتهى ديفيد ووقف وقام بجره أرضا من قدمه للداخل....وهو يقول بغضب:فاليعد الجميع لعمله...
ودلف للداخل وخلفه ألفين الذى يشمر عن أكمامه وهو يفكر بما سيفعله بهذا الحارس اللعين الذى تسبب بالكثير من الدمار...
❈-❈-❈
كان يجلس بمقعده لمدة لا يعلم عددها وهو يحاول التماسك بثباته....ولا يهدم القصر على قاطنيه...وعقله لا يكف عن التفكير ويعنفه على اخفاقه فى تخليه عن الأمر بالفترة الماضيه...ولولا هذه السيدة لما أدرك الحقيقه...
أثناء تفكيره وقعت عيناه على تلك الرسومات التى تركتها المرأه على مكتبه....فمد يده يمسك بهذه الرسومات والتى كانت جميعها ل سابين....وهى بثباب نسائيه وشعرا طويل يبرز جمالها...وعينيها التى برع جورج بإظهارها...خلافا للواقع الذى دائما
ما كانت عليه من تخفى عينيها خلف خصلاتها....
ظل ينظر للرسومات وهو يمرر إصبعه على شعرها ووجها وكأنها أمامه...حتى وصل لشفتيها وتذكر
تلك المرات التى كانت مستكينه بين يديه...أو حين كانت تبكى أمامه وهى تنظر له تلك النظرات التى كانت تقتله....
هنا عنفه عقله موبخا بأنها خانته لهذا لا يجب أن يفكر بها....لهذا أمسك بهذه الرسومات جميعا واتجه نحو المدفئه وألقاها بالنيران المشتعله...وهو ينظر لها تحترق أمام عينيه بشرود..وألم قلبه لا يستطع تحمله
إلا أن طرق الباب أخرجه من شروده فأمر الطارق بالدخول دون النظر لهويته...وقد كانت ميلسيا التى اقتربت ووقفت جواره تنظر للنيران بشرود هى الأخرى....قائله بأرهاق:أنت تعلم أنها لم تكن لتفكر بإيذائك يوما....ولو خيرت بين حياتها وحياتك لاختارتك دون أدنى شك....
ختمت ميلسيا حديثها وهى تنظر لإحدى جانبى وجهه الظاهر لها...بهذه الإضائه الخافته على نيران مدفئته...والذى أظهر ابتسامة ساخره على شفتيه وهو يقول:إذا لقد أخبرتكى أنتى أيضا بحقيقتها...
لم تعى ميلسيا ما يقصده إلا أنها عادت لتقول: استيفان لقد عانت هذه الفتاة كثيرا....لهذا فالتفكر جيدا ولا تكن من هؤلاء الذين ساعدوا على انتهاك
ما تبقى من روحها...
هنا نظر لها إستيفان قائلا ببرود وجمود غلف عيناه: هى من تسببت بحدوث هذا من البدايه...أتعلمى كيف لأنها لو لم تكن مخطأه لما خبئتى معرفتكى لحقيقتها إلا أنك لم تفعلى...لعلمك بأن فعلتها هذه خيانة لى...
لهذا لا تحاولين اثبات عكس ما قمتى بفعله...
لم تجد ميلسيا ما تجيبه به وهى تنظر له بأعين مشتته وأنفاس تضيق وعيون تلمع بالدموع...
حتى قالت بحرقه:أتعلم أنك تشبه كثيرا...لقد
كنت أقوم بإقناع ذاتى أنك أنضج من أن تفكر
بنفس طريقته....إلا أننى كنت مخطأه وما يحدث
الأن هو خير دليل....فها أنا الأن أرى الأمر للمرة
الثانيه أمام عينى وأنا لا أستطيع فعل شئ...
ورغم اختلاف الوقت فها أنت ستقتلها كما قتل هو والدتك دون أن يرف له جفن...ثم بعدها تحسر على فراقها حتى مات حزنا على موتها...لقد أثبت لى الأن أنك ابن ابيك....من المؤكد أن والتر فخور بما صنعه...
أنهت حديثها ثم تركته راحله وهى تصفح الباب خلفها بقوة.....وهى تعود للبكاء من جديد وهى
تقول من بين شهقاتها:أعتذر شقيقتى ف أنا لم أستطع أن أفى بعهدى الذى قطعته لكى...وذهبت لغرفتى تبكى تحسرا على ما سيحدث لصغيرتها
وهى لا تملك سوى البكاء...
❈-❈-❈
بعد خروج ميلسيا تفاقم ألم قلبه واشتعل رأسه بالغضب...فليس ألفين ودوغلاس وحدهم من
يعلمون بالحقيقه إذا....لهذا استدعى أدمز وقال ببرود:قم بإستدعاء كلا من السيد ألفين وماثيو وماكس وديفيد....
أومأ له أدمز بطاعه وخوف من تلك الهاله المرعبه التى تحيط به...وذهب مسرعا لإستدعاء الرجال واستطاع ايجاد كلا من ماكس وماثيو بسهوله...لأنه وجدهم مازالوا واقفين مع جورج....
وحين أخبرهم أن الملك يريدهم الأن بمكتبه فنظر الجميع لبعضهم البعض بقلق...فأومأ ماكس ل أدمز مخبرا إياه أنهم قادمون فى الحال....وذهب ماثيو للبحث عن ديفيد وألفين فوجدهم بالساحه الخلفيه للإسطبل جالسين جوار بعضهم أرضا...بعد أن أخبره الحرس أنهم اتجهوا إلى هناك...وكان أمامهم ذلك الحارس الذى لم يتبقى به جزء سليم بجسده...
ووجوه مليئ بالدماء ولا يتحرك به سوى صدره
الذى يعلو وينخفض....
فنظر له ماثيو ببرود قائلا:هل هذا من سمح لها بالمرور؟!...أومأ له ديفيد والذى قال بتسأل به بعض من الحده التى لم يستطع التحكم بها:هل كنت تعلم أنت الأخر بحقيقتها؟!....
نفى ماثيو برأسه وهو يتنهد بحزن قائلا:إلا أن ذلك
لا يمنع أننى لا أقبل ما يقوم به إستيفان...أومأ له ديفيد قائلا:وأنا أيضا....ثم أكمل بإنفعال:اقسم أن غضبه سيؤدى به للجحيم السابع....
لم يجبه أحد حتى تذكر ماثيو ما أتى من أجله فقال: أنه يريدنا الأن بمكتبه هيا....وسار للخارج وتبعه كلا من ألفين وديفيد متجهين لمكتب الملك....
وصل ثلاثتهم أمام مكتبه فوجدوا ماكس ينتظرهم والذى نظر لكلا من ألفين وديفيد بتعجب....حين لاحظ تلك الدماء والأتربه العالقه بثبابهم....إلا أنه
لم يعلق وطرق باب المكتب منتظر أن يأذن لهم بالدخول...ودخلوا حين سمعوا سماحه لهم بالدخول...
دخل أربعتهم وظلوا واقفين ينظرون لظهره الموجه لهم وهو ممسك بكأس بيده....والذى مازال ينظر للنيران المشتعله...ظلوا هكذا لبعض الوقت حتى ظنوا أنه لن يتحدث...حتى قال ببرود:من منكم
يعلم بحقيقتها خلافك سيد ألفين؟!...
هنا ظهرت ابتسامه ساخره على شفتى ألفين الذى قال بثبات:لا أحد يعلم سواى أنا والعم دوغلاس...
بينما الجميع تفاجأ عند معرفتهم بالأمر....
رد عليه الملك قائلا بسخريه لازعه:وما الذى قدمته لك مقابل أن تصمت ولا تخبر أحد بحقيقتها سيد ألفين؟!...كان سؤلا صادما فهم الجميع ما يرمى إليه الملك من خلاله...
وهذا أغضب ألفين الذى قليلا ما يغضب...والذى قال بإنفعال:واللعنه هل فقدت عقلك اللعين...حتى تظن بى وبها بهذه الطريقه الشنعاء والحقيره....هنا لم يعد إستيفان يستطيع السيطره على غضبه....فقام بإلقاء كأسه الذى اصطدم بالمدفأ ثم سقط بالنيران...مما
زاد من اشتعالها وهو يلتفت له قائلا بغضب:إذا لما واللعنه كذبت بشأنها حين سألتك عنها...بل أنك كنت تمنع الجميع من الاقتراب منها....وكأنها أهم ما تملك لقد جعلتك تنظر لعينى وتكذب دون أن تشعر بالندم ولأول مرة بحياتك....ثم أشار لرأسه وهو يكمل بحده: لهذا لا تخبرنى أن عقلى اللعين يصور لى أشياء لم تحدث....والواقع يثبت عكسها أم أننى مخطأ....
لم يستطع أحد من الواقفين اجابته لأن ما فكر به
هوقد يفكر به الجميع....لهذا بدأ ألفين يعود لهدوئه
وهو يقول بثبات :لقد اخفيت أمرها لحمايتها....
نظر له استيفان بحاجب مرتفع وهو يقول بسخريه: لحمايتها...اتحميها مقابل كذبك الصريح امام وجهى...
أتخون صداقتنا من أجل فتاة لا تعرفها...الأن أريد منك إخبارى لما؟!..لما فعلت هذا ألفين؟!..
نظر له ألفين وهو يجيبه بألم لم يستطع إخفائه: حتى أكون قد وفيت بعهدى ل كيرا إستيفان...ذلك العهد الذى أثقل كاهلى حتى جعلنى أشعر بالاختناق.
أعلمت لما أخفيت أمرها الأن...أنهى حديثه وخرج من الغرفه وهو يحاول التحكم بغضبه بعد الحديث الذى صدر عن صديقه...فهو يعلم أن له كل الحق بأن يشعر بالضيق لإخفائه للأمر...إلا أنه لم يكن يظن أنه سيفكر بمثل هذه الطريقه....
بينما نظر الملك بجمود لكلا من ماكس وماثيو وديفيد قائلا:لقد انتهيت تستطيعوا الخروج....
لم يصدر من أحد منهم أى حديث وخرجوا بصمت من المكتب...وتركوا خلفهم إستيفان الذى يشعر بالنيران داخل جوفه تحرق روحه وتألم قلبه...لهذا
لم يستطع البقاء أكثر وخرج من مكتبه وذهب للإسطبل....وأخذ عربه وخرج بها بسرعه كبيره من القصر نحو الغابه...
وهناك حرب طاحنه بين عقله الذى يأبى الإنصياع لأمر قلبه....الذى يريد فك أسرها وقربها الذى تمناه بالماضى....وكأنه كان يعلم بحقيقتها منذ البدايه... وعقله الذى يعنفه ويخبره بأنها لم تكذب بشأن حقيقتها فقط.....بل كذبت بأحاديثها ونظراتها وابتسامتها تلك المنافقه....
ظل إستيفان يصارع ذاته حتى وصل لوجهته ولم يذهب ل صديقه....بل دلف داخل الكوخ وهو يتجه لغرفته التى قام بفتح بابها بعنف...وعاد ليقف بذات البقعه من جديد...وصدره يعلو وينخفض بقوة وعيناه الرماديه التى تشبه ذئب شرس تنظر لغرفته بقوة...
ولم يعد قلبه وعقله يحتملان كل هذه الصراعات...
لهذا بدأ بتحطيم كل ما تطوله يده وهو يصرخ بألم: لما أيها اللعين؟!...لما فعلت بها هذا؟!....لما قمت بإنتزاعها منى بمثل هذه الطريقه؟!..لما جعلتنى أشاهدك تقتلها ؟!...لما جعلت من الشك رفقا ل ردبى حتى امتلأ قلبى ألما أضعاف ألمك؟!...
كان إستيفان قد انتهى من تحطيم غرفته بالكامل ولم يترك بها شئ كما هو...وهو يصارع ليأخذ أنفاسه ثم أخرج خنجرا من خاصرته..ورفع يده أمام خنجره وهو يقول بألم وعيون قد تهدمت حصونها وامتلأت بالدموع:ها أنا سأفى بعهدى لك...لأننى أعلم أنها ستحطم ما تبقى منى إذا أبقيتها على قيد الحياة...
ثم قام بتمرير الخنجر على باطن يده...التى نزفت الدماء حتى تساقطت قطراتها أرضا...
هنا شعر وكأن طيف والده يقف جواره قائلا بتأيد: هذا هو الأفضل بنى من أجل الحفاظ على قلبك...
وحتى لا تدمره كما تدمر قلب أبيك من قبل....
نظر إستيفان لطيف والده وقد سمح لعيناه بإسقاط دموعها قائلا بألم:لقد تدمر وانتهى الأمر أبى...فهذه المخادعه نجحت بإيقاعى فى شباكها دون أن أدرك ذلك.....كما أنك متأخر بحديثك هذا....إلا أننى أتيت لأخبرك أننى سأفعلها كما فعلتها أنت...
أنهى إستيفان حديثه وهو يخرج من الكوخ ويجلس على الدرج وهو يبكى بحق...يبكى ألم لم يعهده...
يبكى حبا لفتاة لم تستحقه يوما....فتاة انتظر منها
أن تخبره حقيقتها....ويقسم أنه كان ليسامحها لو
أنها قامت بها طوعية.....إلا أنها فضلت الخداع والاختباء والاحتماء بغيره....وكم يشعره هذا بألم
لم يشعر بمثله من قبل...بكى وكأنه ببكائه سيخرج ما بداخله من ألم...
حتى قال بعنف:اللعنه عليك أيتها السابيه المخادعه... اللعنه عليكى وعلى حبك....من يراه من بعيد يظن أنه يرى طفل فقد والدته للتو....والتى كانت حصنه المنيع بهذه الحياة...إلا أنه فقده فأصبح أعزلا أمام أحزانه وألمه التى نجحت بقتل ما تبقى منه...
❈-❈-❈
علم الجميع برحيل الملك نحو الغابه فأدركوا أنه لن يعود قريبا....لهذا ذهب جورج ل غرفه ألفين ليطلب منه مساعدته على لقاء سابين الأن....فوجده ليس بمفرده بل يجتمع معه كلا من ماكس وديفيد وماثيو
فقال برجاء وهو يظهر عليه الزبول:أعتذر على ازعاجى لكم....إلا أننى أتمنى أن يقوم أحد بمساعدتى لرؤيه ساب....
هنا تحدث ماكس بسخريه:أتقصد سابين سيد جورج ف ساب لا وجود له بالحقيقه...أومأ له جورج قائلا بندم:أعتذر منك سيد ماكس....فهذا ما اعتدت على نادها به....
رد عليه ماكس بحده:بسببك أنت وابنتك لا نعلم ما قد يحدث ل إستيفان....فقد جعلت صديق طفولته يكذب من أجلها...فماذا تريد بعد؟!...
هنا قاطعه ألفين قائلا بحده:ماكس لا دخل لك بما فعلته من أجلها....كما لا يحق لك التحدث عنها بهذه الطريقه...أنسيت ما فعلته من أجل الجميع وخاصه أنت...فلولاها لما أصبحت كيت حاملا بطفلك الأن... ولما علمت من الذى كان خلف فشلها بإتمام حملها...
هى لم تقم بإيذاء أحد بل حاولت حماية ذاتها ولكن بطريقتها الخاصه....
صمت ماكس أمام كلمات ألفين الصادقه ولم
يجد ما يجيبه به....فنظر ألفين ل جورج بإجهاد
قائلا: فالنذهب سيد جورج ولنفعل ما بوسعنا
حتى تراها...وخرج كلاهما من الغرفه وتركوا
خلفهم كلا من ماكس وديفيد وماثيو...
تحدث ديفيد بتعجب قائلا:إذا أنت موافق على ما سيفعله إستيفان بهذه الفتاة؟!..نظر له ماكس بثبات قائلا:من أخبرك أننى موافق على ما سيفعله؟!...
فرد عليه ديفيد قائلا:إذا لما قلت هذا الحديث على الفتاة؟؟...أجابه ماكس بحزن وقلق:هل رأه أحدكم بهذه الحالة من قبل؟!...جميعا دائما ما نتفادى إغضابه لأنه لا يتحكم به بل يطلق له العنان....إلا أننى اليوم رأيته يكافح حتى يمنع شياطينه من الخروج.... ويتسلح ببروده كعادته...لهذا فإذا كانت هذه الفتاة
قد تألمت بالماضى ومازالت تتألم....فأنا أرى أنها نجحت بجعله يتألم أضعاف ألمها حين أعطاها ما
لم يعطيه لأحد غيرها ولم تأبه هى لهذا...بل لفظته وفضلت غيره عليه...أنتم لا تعلمون شئ مما يشعر به الأن....
واستدار ليرحل إلا أن حديث ماثيو أوقفه والذى قال بثبات:بلى فأنا أعلم أنه يكن لها الحب....فلقد فشل بروده هذه المرة عن اخفاء غيرته وألمه من معرفة ألفين لحقيقتها لهذا هاجمه...بينما هو لم يكن يعلم حقيقتها...
هنا تسأل ديفيد بتشتت:إذا كان يعلم بحقيقتها؟!...
ابتسم ماثيو بسخريه قائلا؛بل كان يشك بأمرها حتى أننى رأيت تلك الحرب بعينيه أكثر من مرة وهو ينظر لها بين كل فنيه والأخرى..وهو يجاهد حتى يمنع ذاته من تلك المشاعر التى يراها غير صحيحه لهذا شككت بأمرها أنا الأخر....إلا أننى تيقنت أنها فتاة باليوم الذى حدثتنى فيه عن أطفالى....فقد كانت على غير طبيعتها منفصله عن واقعها....وطريقتها أثبتت لى ذلك....
هنا نظر له ديفيد بصدمه وهو يقول:ألهذا لم تقم بضربها حين رأيتها بحفل زفاف شقيقتها؟!...ارتفع حاجب ماثيو ساخرا وهو يقول:وهل تظن أننى لم أفعلها لأنك وقفت فقط أمامى أيها الفتى؟!....
أنهى ماثيو حديثه وكاد يخرج إلا أن سؤال ماكس أوقفه والذى قال بتعجب:لما لم تخبره إذا؟!...نظر له ماثيو بجانبيه قائلا:لأننى انتظرت أن تخبره هى بذلك....ولقد كانت قريبه من فعلها فهذه الغبيه قد سقطت هى الأخرى بحبه دون أن تدرى....لهذا فكلاهما مصاب ماكس وليس صديقنا فقط كما تظن....
ثم تركهم وغادر الغرفه بهدوء حتى قال ديفيد بسخريه:أظن أن كلاهما متشابهان للحد الذى لا
يسمح لأحدهم بمسامحه الأخر على أفعاله....
وخرج هو الأخر من الغرفه وهو يشعر بالأسى
على ما ألت له الأحداث....
❈-❈-❈
كانت تجلس بحبسها المنفرد كما أمر بغرفة مظلمه ينتشر بها القازورات بكل مكان....ولا ينيرها سوى شعاع القمر الفضى الذى يسقط على وجهها الساكن الأن....من يراها بهذا السكون يظن أنها لا تحمل من الهموم شئ....
فهى لم تكن تبكى أو تصرخ فقد سأمت البكاء...بل أنها قررت الصمت مشجعة ذاتها أن الأمر أوشك على الأنتهاء....سينتهى ألمها وأثامها معا....هى تعلم أنه لن يتركها على قيد الحياة وهذه الفكرة تشعرها بالراحه رغم أنها يجب أن تشعر بالعكس...إلا أن هذا ما تمنت حدوثه منذ سنوات ولم تستطع فعله...وأتى لها الأن على طبق من ذهب....لهذا هى ليست حزينه فهى تستحق كل ما يحدث لها....
هذا كل ما كان يخطر بعقلها حتى انفتح باب الغرفه مصدرا صوتا مزعجا.....دليلا على قدم هذا المكان فنظرت للقادم فوجدته ألفين وجواره والدها...الذى دخل وقام ألفين بإغلاق الباب بعد دخوله....
فنظرت له سابين بإستفهام على تواجده فقالت بتسأل:هل سمح لك الملك بمقابلتى؟!...نفى لها
جورج برأسه وهو يجلس جواره قائلا:لا لم يسمح بهذا...ولكنه رحل منذ قليل نحو الغابه لهذا طلبت
من ألفين مساعدتى لرؤيتك...
شعرت سابين بالألم يتفاقم داخلها حين علمت
بذهابه للغابه...فهو لن يذهب إلى هناك إلا لشعوره بالألم والغضب....فقالت بجمود وهى تنظر أمامها:ماذا تريد؟!....
أجابها جورج وهو ينظر لوجهها الذى تسلط عليه جزء من نور القمر قائلا بحزن:لم أقم ببيعك له كما ظننتى لقد أعطيتك له لأننى كنت على معرفة مسبقه به...كما أننى رددت له ماله أنا لم أخذ شئ مقابل ذهابك معه كما تظنين....ألم تتسألى يوما لما قمت بإرسالك أنتى دون عن إحدى شقيقاتك؟!...
اجابته سابين ساخره:بلى تسألت...كما ظللت أتسأل لما تركتنى أتلقى كل هذا دون أن تشفق على حالى وتخرجنى من ذلك العذاب؟!...
ظهر الألم جليا على ملامح وجه جورج الذى لا
يظهر من وجهه شئ قائلا:لقد ارسلتك بعيدا لأننى خشيت احزانك بما سأفعله....لأننى كنت أنتوى الإنفصال عن فكتوريا وترك الفتيات لها...ثم أذهب لأخذك ونرحل بعيدا تاركين الجميع خلفنا....إلا أن مرض ليلى الصغيره ووفاتها حطمنا...وحطمنى للحد الذى منعنى من الأتيان لكى والاطمئنان عليكى كما كنت أفعل دون أن ترينى....فلقد كان الحقير يخبرنى أنك بخير إلا أنكى حزينه على فراقنا لهذا لا تفضلين الخروج من غرفتك كثيرا...وأنا قمت بتصديقه...
وحينها ظللت حبيس غرفتى لفترة طويله....لأننى أدركت اننى لن استطيع ترك شقيقاتك ووالدتك كما كنت أظن....وحين قررت البقاء وعدم الرحيل ذهبت لأخذك من ذلك اللعين....إلا أننى لم أجدك وعلمت أنكى قد هربتى من القصر لأنكى إشتقتى لرؤيتنا... فعدت إلى هنا مسرعا للبحث عنكى...إلا أننى لم أجدك....حينها عدت للمقاطعه مره أخرى وظللت أبحث عنك لأيام...حتى التقيت ب دوغلاس وعلمت أنه من وجدك وأخذك لمنزله....
وحين سألته عن حالتك أخبرنى بما قتلنى وأد لإزهاق روحى...فلقد ظنت أن بتركى لك مع هذا الوضيع أننى أحميكى...فوجدت أننى قتلت صغيرتى وقتلت معها برأتها دون أن أشعر...
كانت سابين تنظر له وهى تبكى منصدمه مما تسمعه....لقد كانت المفضله لديه كما كانت بالماضى لقد أراد حمايتها فقتلها....لهذا قالت بصوت خرج مهزوما محطما:هل كنت تعلم الذى حدث لى بهذا القصر؟!....
نفى جورج برأسه وهو يجيبها بعيون دامعه قائلا:لم أعلم كما لم أرد معرفه ما حدث...فلقد تحطمت حين أخبرنى دوغلاس كيف وجدك؟!...وكيف كانت هيئتك حينها؟!...فأدركت أنهم قاموا بتدليس قدسيتك...لهذا بدأت بالبحث عنهم بعد أن هربوا من القصر....هو وولده الذى علمت أنه هو من تسبب بإيذائك...
بحثت حتى وجدتهم هاربين عند أحد أقاربهم...
فقمت بإستدراج الفتى للغابه وظللت أعذبه لثلاثه أيام متواصله....حتى قمت بذبحه فى النهايه ثم حملته ووضعته أمام المنزل الذى يمكث به والده... وجلست بعيدا أشاهده وهو يفقد عقله لرؤيه ولده
قد قتل بهذه الطريقه البشعه....لقد جعلته يفقد عقله كما جعلنى أفقدك....ومن ثم عدت لأخذك فطلب دوغلاس أن أتركك معه حتى تهدأى.....ثم أعود لأخذك من جديد....إلا أننى لم أتركك كما فعلت
سابقا فلقد كنت أتى لزيارتك مرتان من كل أسبوع....أراكى وأنتى تتحولين من تلك الجميله
ذات الإبتسامه المشرقه والعيون اللامعه....لذلك الصبى الذى برعتى فى جعله يمحو كل شئ من فتاتى التى أحبها...لهذا كنت أغضب حينما كانت تدعوكى فكتوريا ب سابين....لأنها تذكرنى بما
تسببت به من دمار لصغيرتى التى ظللت أحميها
فى الخفاء...وأظهر لها الجفاء والسوء بالعلانيه
حتى تكرهنى لأننى لا استحق حبها بعد ما سببته
لها من ألام...لهذا أنا سأخرجكى من هنا مهما تطلب الأمر لهذا لا تقلقى....
أنهى جورج حديثه ثم اقترب من سابين حتى أصبح وجهه ظاهر لها....فرأت عيونه الزابله والدامعه للمرة الاولى وهو يقول بندم وألم ملأ عينه:أعتذر عما سببته لكى صغيرتى من ألم...فأنا لا أستحق أن تنظر لى تلك العيون القاتله بحب يوما ما....إلا أننى احببتك أكثر مما أحببت أبى وأمى والجميع.....
كانت سابين تنظر له بعيون زاهله منصدمه وقلب ينبض بألم بل يصرخ سائلا لما...حتى اقترب جورج من وجنتها وقبلها بحب....مع هبوط دموعه ودموعها التى تزوقها وهو يقبلها.....ثم ابتعد عنها وخرج من المكان...
تاركا خلفه تلك الفتاة التى تذكرت تلك الصغيره التى كانت تناجى والدها لينقذها وخذلها بالماضى...
فقالت سابين بصوت باكى محطم وهناك ابتسامه متألمه مرتسمه على شفتيها:لم يتركك كما كنت تظنين سابين.....لقد بحث عنكى كما أحبك أكثر
من الجميع....إلا أننى لا أستطيع مسامحته يا صغيره ف أنا أعلم أنك سعيده الأن لما سمعته منه...إلا أن حديثه لم يغير شئ...فحطامى لم يتلاشى...أو ألم قلبى تداوى بل تفاقم...لهذا فالتسامحينى لأننى لن استطيع مسامحته....
❈-❈-❈
كان جرومز مازال جالسا بغرفة سابين بالقصر منتظر قدومها منذ الصباح...كما لم يخرج من الغرفه رغم أنها لم تغلق الباب خلفها...وتركته مفتوحا حتى يخرج بالوقت الذى يريده...ألا أنها لم تأتى وهو يشعر بالقلق لتأخيرها الذى يطول للمرة الأولى....لهذا خرج من الغرفه وبدأ يشتم رائحه صاحبته بين ذرات الهواء المتناثره....
فظل يسير يتتبع الرائحه...وخلال سيره كانت النساء تصرخ وتهرول بعيدا عنه...بينما كان الرجال تحاول تفاديه وعدم الاقتراب منه....فقد كان يشبه كيشان لحدا كبير....حتى أن طوله الفارع أصبح يخيف الكثيرون...ظل يسير حتى وصل لمكان منغلق
بأسفل القصر الملكى....وكان يقف أمامه حارسان فإستنشق الهواء فإستطاع إلتقاط رائحه رفيقته التى تدل على وجودها داخل هذا المكان...فزمجر بغضب وكشر على أنيابه....مما جعل كلاهما يفتحان الباب خوفا منه....
فكلاهما يعلمان لمن أتى دخل جرومز الذى دخل وقد كان مكانا مظلما مليئ بالاشخاص...ظل يسير بتريث حتى وصل للمكان المنشود...فزمجر بإشتياق وصل ل سابين التى هرولت نحو الباب وهى تقول بسعاده: صغيرى أهذا أنت جرومز؟!....
فزمجر من جديد وهو يخربش باقدامه الأماميه على الباب...فصرخت سابين بالحرس قائله بغضب:فاليفتح أحدكم هذا الباب اللعين....وإلا أمرته بقتلكم الأن..
جرومز...فصدر عن جرومز زمجره قويه بثت الرعب بقلوب الجميع....
اقترب أحد الحرس الذى يحمل مفتاتح بابها...وهو يرتعش خوفا وهو يقول برعب:اجعليه يبتعد حتى أقوم بفتح الباب...فقالت سابين بهدوء سمعت ما قاله يا صغير...فزمجر جرومز وابتعد بضع الخطوات وهو ينظر للحارس بشموخ وثبات...
فقام الحارس بفتح الباب وجرومز ينظر له بترقب... وحين قام بفتحه لم ينتظر جرومز وقفز على سابين فى شوق...وكأنه لم يراها منذ قرون....
بينما قام الحارس بغلق الباب مسرعا قبل أن يخرج هذا الذئب ويلتهمه هو وزملائه....وظلت سابين تقبل جرومز وعيناها تلمع بالدموع سعيده ببحثه عنها ووصوله لها....كما كان هو الأخر يمسح برأسه وأنفه بين عنقها....
كما كان يفعل منذ صغره ظلوا جالسين مع بعضهم البعض...حتى شعرت بالنوم يهاجم جفونها فقالت ل جرومز بهدوء:هلا ابتعد قليلا يا صغيرى....فابتعد جرومز وهو ينظر لها بعيون ناعسه....
فابتسمت له بحب وهى تنزع ثيابها ثم درعها الذى ألقته أرضا بإهمال...وعادت لتردتى قميصها فقط بينما باقى ثيابها وضعتها أرضا وتسطحت عليها..... ثم مدت يدها ل جرومز قائله بحب:تقدم يا صغيرى فقام جرومز بوضع جسده العضلى فوق صدرها....
دافنا وجهه بعنقها فأصبح كغطاء يدفئ قلبها المتعب وقامت هى بإحتضانه....وسقط كلاهما بنوما عميق وكأن ما حدث من منذ الصباح لم يعنيها بشئ....
❈-❈-❈
كانت سيلا وليلى يجلسن بالمنزل منتظرين عودة والدتهم...التى تأخرت لمثل هذا الوقت للمرة الأولى ولتأخر الوقت خشيت سيلا من الذهاب للقصر...وترك ليلى النائمه جوارها وحدها بالمنزل....فقد تستيقظ وتفزع فهى مازالت صغيره....
فتنهت بإرهاق وهى تفكر لو أن جوليا وأليس هنا الأن لإختلف الوضع....ولما شعرت بالوحده الموحشه هكذا ظلت تنتظر والدتها إلا أن غلبها النعاس جوار ليلى....
بينما كانت أليس نائمه بأحضان مارلين إلا أنها استيقظت فزعه من سباتها...وهى تبكى وتصرخ فإستيقظ مارلين بخوف وهو يضمها لقلبه....فهذه ليست المرة الأوله التى تستيقظ فيها أليس فزعه بهذه الطريقه...فهى هكذا منذ علمت بحملها وبعد
أن قام مارلين بطمئنتها وكفت أليس عن البكاء...
سألها بهدوء وهو يربت على خصلات شعرها بحنان: ألن تخبرينى ما الذى ترينه يجعلكى تبكين بهذه الطريقه المؤلمه؟!...نظرت له أليس بعيون تزرف الدموع من جديد وهى تقول بخوف:لا شئ انه
مجرد كابوس أخر....هيا عد لنومك....
فسألها متعحبا حين لاحظ أنها تستقيم من فراشها: إلى أين؟!...فقالت أليس بتوتر:سأشرب كوبا من الحليب وأعود...فالتنم أنت تستيقظ مبكرا ولا تقلق بشأنى...واقتربت منه مقبلة اياه...وخرجت من الغرفه وهى تضع يدها على فمها تحاول كتم شهقاتها.... وجلست على أحد المقاعد ويدها ترتعش بقوة...وهى تتذكر هذا الكابوس اللعين الذى يراودها منذ علمت بحملها...
فهى بعد سقوطها بنوما هادى تجد ذاتها بمكان مليئ بالاشجار والورود العطره....والجميع متواجد كما أن معدتها تكون بارز دليلا على اقتراب وضعها....ولقد كانت الشمس دافئ والجميع يرتدى ثياب أنيقه تميل للأبيض....
إلا أنها حين تنظر لهم لا تجد سابين...وحين تسأل والدتها عنها تخبرها بحزن وعيون دامعه بعدما كانت تبتسم:لقد رحلت سابين أليس...فهى لم تعد تتواجد بعالمنا....
إلا أنها لا تتقبل الأمر وتبدأ بالبكاء والهروله بحثا عن سابين...حتى تجد ذاتها داخل غابه مليئه بالاشجار المتشابكه...والسماء التى كانت ساطعه اختفت وحل الظلام بدلا عنها.....وثيابها النظيفه قد اتسخت وهى مازالت تصرخ بإسم سابين....كانت تستيقظ على صراخها بإسم شقيقتها التى لم تجدها....
إلا أن اليوم كان مختلفا فلقد وجدتها هذه المرة... رأت ما جعل تنفسها يتوقف وعينيها تتسع صدمه... فسابين معلقه بالحبال على جذع احدى هذه الاشجار بفستان ملون بالدماء.....وهى تمد يدها لها لتنقذها فتهرول لها أليس تحاول مساندتها...وهى تحاول رفع قدمها للأعلى....إلا أنها لم تستطع انقاذها وهى تصرخ بأن يأتى أحد ليساعدها....
ثم سكن جسد سابين التى غادرت روحها للسماء...
والتى يسقط جسدها أرضا جوارها...ولقد كان جسدها مليئ بالخدوش والجروح العميقه والملتهبه...وخاصه جوار قلبها فقد كان جرحا عميق مائلا للسواد...وكأنها تلقت تعذيب عنيف....
حينها لا تستطيع أليس التماسك فتظل تصرخ لما حدث لشقيقتها...ولعل أحدهم يسمع صراخها ليساعدها لإنقاذ شقيقتها إلا أنه لم يستمع أحد لصراخها....
كانت أليس تبكى بجسد ينتفض...هى تريد رؤيه سابين بشده والأن....فهى لم تعد تحتمل فلقبها سيتوقف كلما أغمض عينيها فترى تلك الصوره لشقيقتها المشوه....
لهذا عادت لغرفتها بهدوء فرأت أن مارلين قد عاد لسباته...فحملت عبائتها وخرجت من منزلها متجهه للقصر فقلبها يخبرها أن شئ سيئ قد حدث...
❈-❈-❈
كانت جوليا تشعر بالقلق لتأخر ألفين الذى لم تعتد تأخره منذ زواجهم...فقد كان ينهى عمله سريعا ليعود لها ليبث لها حبه التى أصبحت تعشقه أكثر من أى شئ بهذه الحياة....
كانت تنتقل بين كل مقعد والأخر...وداخلها يتأكل من توترها الشديد حتى وجدت باب منزلها يفتح ويدلف ألفين من خلاله..والذى لم ترى وجهه لأنها قد أسرعت نحوه تلقى بجسدها فى أحضانه...
وهى تبتسم بهدوء وشوق قائله:لقد اشتقت لك
كثيرا كما أصابنى القلق الشديد حين تأخرت على
غير عادتك...فأنت لم تتأخر هكذا منذ تزوجنا...
أرجوك لا تفعلها مجددا أل....
ظهرت ابتسامه مرهقه على شفتى ألفين الذى كان يضمها ويدفن وجهه بعنقها...وهو يشعر ببعض السكون يعود لقلبه....وحين حاولت جوليا الإبتعاد عنه منعها...وهو يحملها ويسير بها نحو غرفتهم
وهو يقول بإجهاد:فالتظلى هكذا...فلقد اشتاق قلبى لكى ولرائحتك الطيبه جميلتى....كما اعتذر عن اخافتك حبيبتى...وتسطح على فراشه وهى مازالت بأحضانه يربت على رأسها بحب...ويتذكر طلب سابين بعدم اخبار الفتيات بما حدث....حتى سقط كلاهما بالنوم هى بعد توتر دام لساعات....وهو بعد ألما وحسرة على ما سيحدث تاليا...
❈-❈-❈
كانت أليس قد وصلت للقصر وقد تخطى الوقت منتصف الليل بكثير....بل إن السماء بدأت تتفتح بنورها إلا أنها لم تهتم....فكل ما يشغل عقلها هو رؤية سابين والاطمئنان عليها...وقفت أليس أمام الحرس وطلبت منهم المرور فسمحوا لها لعلمهم أنها شقيقه ساب....
دخلت أليس واتجهت لغرفه شقيقتها إلا أنها لم تجدها....فإنقبض قلبها خاصه حين وجدت باب غرفتها منفتح...كما أن ذئبها ليس هنا....كما كانت
لا تعلم أين تبحث؟!....
ظلت بعض الوقت واقفه محلها تفكر ممن ستطلب المساعده...خلال ذلك كان دراكوس عائد لغرفته بعد أن جعل ميلسيا تأوى لفراشها بصعوبه...وبعد الكثير والكثير من البكاء والعويل...كما قامت ميلسيا بسب إستيفان أكثر من مرة...وهو كان مجبرا على تأيدها حتى لا تعود للبكاء من جديد....
وخلال سيره لاحظ وجود فتاة تقف أمام غرفه ساب فأغمض عيناه بإجهاد...وسار نحوها فعلم هويتها حين نظرت له وكأنها وجدت ظالتها..وهو يلعن حظه العسر على مروره من هنا...فمن المؤكد أنها علمت بما حدث لشقيقتها لهذا أتت بهذا الوقت...
نظر دراكوس ل أليس التى تنظر له بتوتر وقال بتريث....فى الوقت الذى كانت ستسأل فيه أليس
عن مكان تواجد سابين:من الذى أخبرك بما حدث؟!... توقف السؤال بحلق أليس التى تجعد ما بين حاجبيها وهى تقول بقلق:ما الذى حدث؟!...
هنا أدرك دراكوس أنه أخطأ وأنها لا تعلم شئ...فقال مصححا:أن ساب قد رحل مع الملك أمس...
وأنهم سيعودون بعد بضع أيام....
ابتسمت له أليس براحه حين أخبرها بهذا...وهى تعود لتسأله بإبتسامه مريحه:ألهذا خرج مسرعا ونسى إغلاق باب غرفته...وتقدمت مغلقة بابها وهى تعود لتنظر ل دراكوس بشكر قائله:شكرا لك سيدى كما أتمنى أن تخبره أننى أريد رؤيته بشده....وأن يأتى لزيارتى ف أنا سأنتظر قدومه من الأن....
شعر دراكوس بالشفقه تملأ قلبه على هؤلاء الفتيات واغتصب ابتسامة وهو يجيبها:سأفعل يا صغيره...
وهيا لأجعل أحد الحرس يعيدك لمنزلك...فالوقت لا يسمح بعودتك وحدك...
فأومأت له أليس بطاعه فسار معها إلى أن وصلوا للبوابه الأماميه...وطلب من أحد الحرس إعادتها لمنزلها....ونظر للحارس نظرة فهمها جيدا وهى ألا تتحدث بشأن ما حدث اليوم....
ورحلت أليس لمنزلها مع الحارس وبعض الراحه تعود لتسكن قلبها الملتاع على شقيقتها....
❈-❈-❈
كان الليل حالكا وهو مازال جالسا أمام ذلك الكوخ... والذى عاد يبكى أمامه للمرة الأولى بعد الكثير من السنوات....ومن أجل من؟!..من أجل فتاة لا تستحق...
وقف استيفان وهو ينظر للكوخ بألم قائلا بكره:لقد تمنين أن أقوم بإبادتك منذ كنت صبى...لهذا أظن أن الوقت قد حان لتنفيذ أمنيتى...وإتجهه للإسطبل فوجد كيشان مستيقظ هو وسانسا....وكأنهما علما بقدومه من رائحته....كما أن جرائهم قد بلغوا ك جرومز إلا أن جسد جرومز أضخم وأقوى...
فإقترب منهم يحتضن كيشان بإشتياق وطلب منه أن يأخذ أسرته ويعود للعربه التى ترك بابها مفتوح... فإنصاع كيشان لأمره....
بينما بدأ استيفان بتجميع قطع الخشب الصغيره... وقام بتقسيمهم على جميع غرف الكوخ وأشعل بها النيران...ووقف بالخارج يشاهده وهو يشتعل تدريجيا بينما الصباح بدأ بالظهور....
لم يتحرك قيد أنمله فلقد جلس أرضا مستندا على عربته...وكيشان الذى تقدم وجلس جواره بهدوء...
فقام إستيفان بإحتضانه وهو ينظر للكوخ الذى يحترق...ظل هكذا لساعات حتى بدأت النيران فى التبطئ...
حينها نظر إستيفان ل كيشان قائلا بهدوء:فالنعد لمنزلنا يا صديق...فدلف كيشان مع رفيقته وأطفاله للداخل وقام إستيفان بإغلاق باب العربه...وقادها متجها للقصر وقد كانت الشمس على وشك الرحيل ليحل محلها الظلام....
❈-❈-❈
أتى الصباح ودوغلاس مازال نائما على فراش وفكتوريا على أخر...وكلاهما نائمون بعد المهدأ
الذى أعطاه الحكيم لكلاهما...والذى كان يجلس
جوار جورج الذى عاد من زيارة سابين...ولم ينطق بكلمه واحده منذ جلس...
بل ظل ينظر أمامه بشرود والإرهاق والاعياء قد تمكنوا منه....فقال الحكيم بإرهاق:فالتحاول أخذ قدرا من الراحه جورج حتى تستطيع إكمال الغد بكامل وعيك دون أن تسقط أرضا...
اجابه جورج بجمود:لقد اعتدت على ذلك....فهده ليست المرة الأولى لى بالبقاء متيقظ لفترة طويله... فالتذهب أنت لتستريح بعض الوقت...فمن المؤكد أنك مجهد بعد ما فعلته اليوم....
ربت الحكيم على ظهره بحنان قائلا:كل شئ سيكون أفضل بالغد...كما سنجد حل له لهذا لا تقلق...واستقام واقفا وتمدد على إحدى الأرائك المتواجده بالمكان...
واغمض عيناه وهو يعلم ما الذى سيقوم به حين يعود إستيفان...ويتمنى أن ما سيفعله قد يحدث فارق ويجعله يغير من رأيه...
❈-❈-❈
وصل الملك للقصر وقام بفتح باب العربه وخرج كيشان وسانسا والصغار من العربه....الذين ظلوا يمرحون مع بعضهم البعض...فنظر الملك لهم
بهدوء ثم نظر ل كيشان وسانسا قائلا:من المؤكد
أن كلاكما تشتقان ل صغيركما انتظرا سأذهب لجلبه لكما....وسار مبتعدا عنهما ذاهبا لغرفة سابين...وفتحها ينظر لها بجمود رغم نبضات قلبه المرتفعه...التى لم يهتم بها وهو يشتم رحيق عطرها بالمكان.....وظل يبحث عن جرومز إلا أنه لم يجده....ففكر أنه من المؤكد أنه يتواجد بمعمل الحكيم....فهو يعلم أنها دائما ما تتركه معه فهو الوحيد الذى يقبل ببقائه معه....
لهذا أوقف أحد حرسه وامره بالبحث عن جرومز وذهب هو لمكتبه...وهو ينظر من شرفته ل كيشان وصغاره ورفيقته يمرحون بالحديقه الخلفيه...حتى طرق باب مكتبه فأمر الطارق بالدخول...والذى كان الحارس الذى قال بتأدب:لقد بحثنا عنه سيدى.... فأخبرنى الحرس أنه ذهب بمفرده نحو المكان الذى تم احتجاز ساب به....ولم يستطع احد ايقافه....
نظر له الملك بتعجب إلا أنه أمر الحارس بالخروج وظل ينظر أمامه بشرود...ثم خرج من مكتبه عائدا للحديقه الخلفيه لجلب كيشان فهو يعلم أنه الوحيد القادر على الاتيان به...كما أن كيشان لن يذهب مع أحد غيره لهذا اضطر على الذهاب معه لإخراج جرومز....الذى سيرفض الخروج مع أحد غير والده....
ذهب إستيفان للحديقه وامر كيشان بالتحرك معه وسار كلاهما جوار بعضهم البعض...مما أعطى هيبه لكلاهما وصل الملك للمكان الذى تقبع سابين خلفه... وهو يحاول تنظيم أنفاسه وعلامات البرود مرتسمه على ملامحه...
ثم أمر الحارس بفتح الباب دلف كلاهما للداخل فرأى مشهدا تعجب لمرأه....فقد كانت أشعه الشمس تنير المكان وسابين نائمه أرضا وجسد جرومز يحجب جزئها العلوى...ورأسه مدفون بعنقها بينما هناك درع ملقى بمكان بعيد عنهما نسبيا.....كان وجه سابين لا يظهر منه سوى القليل....
وبينما كان هو ينظر لها كان جرومز قد استيقظ حين انفتح الباب...والتفت ينظر للقادمون فنظر ل كيشان الذى تحرك نحوهم.....وزمجر بإشتياق وهو يلامس جسد جرومز الذى ينظر لوالده بإشتياق هو الأخر...
رحب به كيشان فى لقاء حار ثم تقدم كيشان من سابين يريد الترحاب بها هى الأخرى فقد اشتاق لها...إلا أن رد فعل جرومز الذى تفهمه كيشان والذى علم بتعلقه صغيره برفيقته وشعوره بالغيره نحوها لأنها فتاة...بينما ظهر الزهول على وجه استيفان
حين وقف جرومز أمام والده يمنعه من الاقتراب منها...
كما إرتفع صوت زمجرت جرومز ليثبت له قوته وأنه قادر على حمايتها...والتى تقبلها كيشان برحابه صدر وابتعد خطوة للخلف حتى لا يحزن صغيره....إلا أن صوت زمجرة جرومز المرتفعه ايقظت سابين من سباتها....
وهى تنظر ل جرومز الواقف بجسده أمامها يمنع عنها رؤية ما يحدث....لهذا جلست وهى تنظر بنصف عين لمن أمامه فرأت كيشان....فإرتسمت ابتسامه هادئه على محياها وهى تقترب منه لتضمه....إلا أن جرومز زمجر بغيره بوجهها مما جعل ابتسامتها تتسع وهى تنظر لعينه وتقول بخفوت:إنه والدك كما أنه صديقى قبل أن تكون أنت صغيرى لهذا يجب أن أرحب به...ثم اكملت بخفوت أقوى:إلا أن هذا لا يمنع أنك الأحب لقلبى صغيرى وقامت بتقبيله بين عينيه...
بعد أن ابعدت جرومز الذى زمجر بحزن لأنها قامت بإحتضان غيره...حتى وإن كان والده....كما لم يخفى عليها وجود الملك فلقد إلتقطت أنفها رائحته وهى التى ساعدت فى ايقاظها...إلا أنها لم تعطى لوجوده أهميه....فهى لا تعلم ما الذى ستقوله له إذا تحدثت...
وبعد ترحيبها ب كيشان ضمت رأسها لرأسه كما كانت تفعل قائله بخفوت:فالتكن جيد معه ولا تحزنه...
فكلانا يعلم أنك الوحيد الذى يفضل التواجد معه حين يغضب او يحزن بشده....لهذا عدنى أنك لن تتركه وحده...زمجر كيشان بود وهو يمسح وجهه بوجنتها مما جعلها تبتسم....
وهى تنظر ل جرومز الذى جلس مبتعدا عنها وهو ينظر لها بحزن وغضب....فأمرته أن يقترب منها فتقدم وهو مازال ينظر لها بغضب....حتى قامت بإحتضانه وغرس وجهها بفرائه تشتم رائحته...
وهى تقول له:فالتذهب مع والدك فمن المؤكد أن سانسا تشتاق لك....هيا صغيرى اذهب معه...
نظر لها جرومز بحزن فإبتسمت له بعيون تلمع بالدموع...لعلمها أنها قد تكون المرة الأخيرة التى ستراى كلاهما بها...
لهذا استدارت تتصنع أنها تلملم ثيابها الملقاة أرضا ودموعها تسقط لتصدم بالأرض الصلبه لتبتلعها بسلاسه...
خلال ذلك خرج كلا من كيشان وجرومز خلف الملك الذى خرج دون قول أى حديث..وأمر الحارس بإغلاق الباب بعد خروجهم....
حينها استدارت سابين تنظر للباب المنغلق بإنكسار... وهى تبكى فراق من شعرت جوارهم بالأمان أكثر مما شعرت به مع اسرتها والجميع....واستندت برأسها على الجدان من خلفها وهى تنظر لدرعها الملقى بعيدا عنها...
فأغمض عينها تفكر بموعد موتها متى سيكون؟!...
متى سيكون موعد خلاصها؟!....
بعد خروج الملك من السجن ذهب لغرفته للإستحمام بعد أن اوصل كيشان وجرومز للساحه الخلفيه...وأمر حرسه بأن يجمع كل من بالقصر...وجلب كلا من الملك فين السابق ومستشاره روبرت وساب ليقوم بإصدار حكما بشأنهم....
وبعد انتهائه من استحمامه قام بإرتدأ ثيابه وهيئتها المتعبه والزابله لا تبتعد عن مخيلته....حتى وصل لقاعه عرشه وتسلح بأقوى أسلحته ألا وهو الجمود والبرود...
فوجد الجميع حاضرون والقاعه رغم امتلائها إلا أن الهدوء يعمها...وكلا من فين وروبرت وسابين يقفون جوار بعضهم البعض...
نظر الملك لكلا من روبرت وفين وقال ببرود وجمود: اليوم سيتم الأعلان عن قرارى بشأن أفعالكم ضد مملكتى...فكلاكما أخطأ إلا أن خطأك فين يكمن فى ضعفك....لهذا أحكم عليك بنزع الملك منك ونفيك خارج البلاد....
صدم فين من قرار الملك فقد ظن أنه سيحكم بإعدامه...لهذا تقبل الحكم وهو صامت....أكمل
الملك وهاله من القوة والثبات تحيطه:أما أنت ايها الوضيع فجزائك الموت لما سببته من موت للكثيرون....بسبب طمعك وجشعك للحصول على الملك....ولم تفكر بالأشخاص الذين قتلوا فى سبيل الوصول لمطامعك...
هنا ابتسم روبرت بسخريه وقال:لا تظن أننى سأطلبك منك العفو أيها الملك المبجل...إلا أن
هذا لا يمنع اعجابى الشديد بك وبقرارك....الذى ظننتك ستحكم بخلافه...
بادله الملك بإبتسامه هازئه:انه الحكم الأفضل فقد اقترحه أحد أفضل مستشارى...هنا نظرت له سابين للمره الاوله فوجدته ينظر لها بالفعل..مما جعل عينيها تهتز توترا من تلك النظرات الثاقبه والمتهمه....لهذا ابعدت عينيها عنه....
مما اشعره بالغضب لهذا قال بحده:وأخيرا قد يتسأل البعض عن جريمه السيد ساب...فهو قد ارتكب الجريمه الأعظم فها فلقد قام بالخيانه العظمى
للملك...صدرت شهقات متتاليه من بعض الحاضرين...
بينما كانت كيت وفكتوريا وميلسيا يبكون بصمت اكمل الملك قائلا بجمود:وحكم الخائن هو الموت...
لهذا فغدا سيتم تطبيق حكم الإعدام على كلا من روربرت وساب....ووقف عن عرشه وخرج من القاعه...
وقام الحرس بإعادة كلا من روبرت وساب لمكان سجنهم....بينما كانت ملامح وجه سابين ثابته لا
تدل على الخوف أو الحزن فقد الجمود...بينما تم اطلاق صراح فين....
كان بكاء السيدات الثلاثه حاد موجع....فقد تم اطلاق الحكم ولا رجعه له..بعد خروج الملك من قاعه العرش ذهب الحكيم لغرفته يبحث بها حتى وجد ما يبحث عنه.... وخرج من غرفته متجها لمكتب الملك وطلب رؤيته لأمر هام....
فسمح الملك له بالدخول دلف الحكيم بوقاره وقام بوضع ورقه مطويه يدل لونها الباهت على قدمها.... وهو يقول بثبات:أنها لك الأن...كاد استيفان يمسك بها إلا أن الحكيم اوقفه قائلا:إعلم أن الطريق الذى ستسير خلاله لا رجعه فيه...وأن ندمك سيقتلك كما قتل والدك من قبل...لهذا نصيحتى لك حين تقرأ هذه الرساله...فالتكف عن التفكير بكبريائك ك رجل...
ولتفكر قليلا بقلبك فأنا متيقن أنه من سيوصلك للخلاص.... ثم تركه ورحل...
نظر إستيفان للورقه المطويه أمامه وامسك بها...وقام بفتحها وبدأت عيناه تلتهم الكلمات بشراهه...هو يعلم هذا الخط جيدا إنه يشبه ذلك الخط المكتوب بعنايه بمزكرات والدته.....بدأ استيفان يقرأ الكلمات بعنايه فائقه...
عزيزى السيد وليم....
اعلم أننى أثقلت كاهلك بكثرة رسائلى إلا أننى أعلم مدى كرمك لأما تخشى ما سيحدث لصغيرها بعد رحيلها....أرجوك اهتم بإستيف فهو قد يظهر للجميع كرجل صبور ومتحامل إلا أنه ليس سوى طفل صغير لن يحتمل ما سيحدث...كما أننى متيقنه مما سيحاول والتر بثه بعقله...فمن المؤكد أنه سيحاول تغيره للأسواء....وهذا ما أخشى حدوثه...فصغيرى يملك نقاء اخشى تلويثه...أرجوك سيدى إذا شعرت
بأبتعاده عن الحياة وقام بوضع حواجزه أمام
الجميع حتى يمنعهم من مساعدته....عندها قم
بوضع شعلة من النور أمامه لتنير له ظلامه الذى سيصنعه والده....والذى سيبرع بموت قلبه وجموده لهذا جد له نوره....ولكن ابحث عنه بعنايه جده نورا قويا حتى يقوى على اختراق ظلامه وعناده....عدنى أنك ستجد له شعلته وليم....عدنى أنك ستجد من تحرره من ظلامه...تلك التى سيسمح لها بفعل ما لم يسمح به لأحد غيرها....تلك التى ستجعله يشعر بالامان الذى كنت أبثه له وحده.....حتى وإن رفض ضع أمامه تلك التى تجبر قلبه على عشقها....فهو يستحق حياة أفضل من تلك الحياة التى اجبر على عيشها بصباه....عدنى أنك ستجد فتاته مهما تطلب منك الأمر وليم....
صديقتك بيلا....
يتبع