الفصل التاسع والستون - مملكة الذئاب black
الفصل التاسع والستون
"ورغم أنها كانت نظره عابره لم تدوم سوى للحظات...
إلا إننى أقسم أنها مزقت احشائى وحطمت فؤادى وأزهقت روحى...
فتمنت لو لم تنظر لى يوما"
سابين....
لقد قام بقرأة هذه الرسالة أكثر من مرة....وعقله لا يكف عن تحليل كلماتها....طرح الكثير والكثير من التسأولات....إذا والدته هى من طلبت من الحكيم
أن يقوم بالبحث عن فتاة له....
لهذا طلب من دوغلاس جلبها للعمل بالقصر حتى توقعنى بشباكها...ومن المؤكد أنها كانت تعلم بأمر هذه الرساله من بدايته..لهذا لم تقم بكشف حقيقتها حتى تتأكد من أنه قد وقع لها بالفعل....وإلا لماذا ستعرض ذاتها ل خطرا كهذا...وهدوئها وهاله البرود التى تحيطها بعد أن أطلق حكمه بقتلها غدا وهى
لم تتأثر بشئ....فهى لن تكون هكذا لولا معرفتها بأننى لن أمسها بضرر حين أرى محتوى هذه الرساله....وأننى حين اقع بحبها لن استطع إيذائها...
إذا لقد كانت تتلاعب بعقله طوال هذه المده...ظهرت ابتسامه مرعبه على شفتى إستيفان...حين توصل لهذا الاستنتاج....والذى قال بحقد حين شعر أنه تم التلاعب به:ولقد نجحت بمخطتتها هذه اللعينه...
والتى دائما ما تنجح بإزهاله...
لم يحتمل إستيفان الأمر وحمل الرساله وخرج من مكتبه متجه للأسفل...أجل لقد ذهب لها بدلا من الذهاب لمن قام بإعطائه الرساله...وكأن عقله أرد إرجاع أى خطأ وقع أو سيقع على عاتقها هى وحدها....ولقد نجح اللعين بهذا...
وصل الملك للسجن وأمر الحارس بفتح زنزانتها واغلاق الباب خلفه....نظر للمكان من حوله بثبات حتى وقعت عيناه عليها جالسه بهدوء...وهى تنظر للسماء من تلك النافذه العلويه الصغيره....والتى تسمح بمرور بعض الضوء من خلالها لتنير لها
عتمه المكان....
نظرت سابين للملك وتعجبت داخلها لقدومه...إلا أنها أظهرت الثبات رغم نبضات قلبها المرتفعه السعيده لرؤيته....إلا أنها لاحظت غضبه وهى لا تعلم لما؟!..
لهذا وقفت تنظر له بهدوء منتظره منه أن يكشف السبب وراء تلك الزياره المفاجاه....إلا أن صمته
طاله وهو يطالعها بجمود....وكأنه يحاول إختراق عقلها ومعرفة ما تفكر به....
مما سبب لها التوتر خاصه حين شعرت به ينظر لها نظرت مختلفه....تشبه تلك التى كان ينظر بها إليها حين تقاربا بضع مرات ولكنه كان يمنع ذاته ويوقفها إلا أنه الأن ينظر لها بحريه مطلقه...وهذا جعل رعشه قويه تمتد على طول عمودها الفقرى...وهو يطالعها وكأنه يراها للمرة الأولى...وهذا جعل تنفسها يضطرب بقوة....وشعور غريب يخالجها بأنها تُرى بمثل هذه الطريقه وللمرة الأولى بحياتها....ومن قِبل مَن؟!..
من قبل الشخص الذى أحبته...
كان إستيفان ينظر لها بتصفح واعطى لذاته الحق بإكمال ما كان يمنع ذاته منه...حتى توقفت عيناه
على ملابسه الخفيفه نسبيا...والتى تشبه تلك التى إرتدتها يوم كان مصاب بالحمى بمنزلها....نظراته الفاضحه لها جعلت توترها يتصاعد وهى تبتلع ما بجوفها قلقا...
فهو يقف منذ مده ولم يتحدث بعد...كما أن نظراته تزداد قتامه...وهذا لا يبشر بالخير وهى بمفردها...
لهذا قررت هى البدأ لعله يبتعد عنها حتى تستطيع ارجاع انفاسها...
فهى وإن كانت تخشى غضبه فصمته ونظراته
تسبب لها الفزع....لهذا قالت بصوت حاولت جعله ثابتا ونجحت:هل هناك ما تريد قوله سيدى؟!...
هنا عاد بنظراته لعينيها وظهرت ابتسامه ساخره على شفتى الملك وهو يقترب منها قائلا بهمس مخيف:بل
أنتى ما الذى تريدنه؟!..
كان وجهه قريب منها بدرجه خطيره مما دفع غريزتها للرجوع للخلف خطوة...إلا أنه علم بما تفكر فيه فوضع يده على خصرها وقربها إليه على حين غفله منها...مما جعلها تصدم به وتلتصق بجسده وكلا منهما يتنفس هواء الأخر...
نظرت له سابين بتوتر وهى تضع يدها على يده الممسكه بخصرها...والأخرى على صدره تحاول ابعاده وهى تقول بعدم فهم:أنا لا أريد منك شئ سيدى...لقد أخطأت وأنت وضعت العقاب المناسب لخطأى هذا هو الأمر...
لم يبتعد الملك عنها رغم محاولتها فى ابعاده بهدوء وهو يشدد من قوة يده الممسكه بخصرها...مقتربا من أذنها قائلا بخفوت:ألم تعلمى بعد السبب الحقيقى وراء تواجدك هنا بقصرى؟!...أم أنهم أخبروكى ألا تتحدثى بهذا الشأن أمامى...
كانت سابين لا تعى شئ مما يقول وهى تلتفت له وتنظر له بعدم فهم...بعد أن تقبلت قربه وهدأت حركتها فهى تعلم عناده جيدا...فكلما حاولت ابعاده هو سيتمسك بها أكثر...قائله بصدق:أنا لا أفهم شئ مما تقول قم بإيضاح ما تريد إيصاله حتى أستطيع الرد عليك بوضوح مماثل...كما أنه ليس من اللائق احتجاز أحد بهذه الطريقه...خاصه حين يكون رافضا لها سيدى....
كانت أنوفهم تتلامس إلا أن سابين لم تهتم فقد شعرت أن هناك شئ سيئ سيحدث...اذعن الملك لطلبها وأبعدها عنه بخشونه تعجبت لها...وهو ينظر لها بخيلاء قائلا ببرود بعد أن ألقى ما كان يحمله بيده أرضا تحت أقدامه:انظرى لهذا....
نظرت سابين للورقه المطويه الملقاه أرضا تحت قدمه لدقيقه....تعلم أنه قصدها ليهينها لهذا ابتعلت
ما بجوفها بألم...وهى تنخفض لتمسك بالورقه وتقوم بفتحها وتقرأ ما بها...لم تعى جيد ما كتب بها بالمرة الأولى...لهذا قامت بقرأتها من جديد وهو يقوم بدراسه تعابير وجهها الذى ينظر للرساله بتركيز وحاجبين معقودين..
حتى رفعت أنظارها إليه تقول بعدم فهم قائله:مازالت لا أفهم ما الذى يحدث...فكل ما توصلت له أن والدتك أرسلت رساله للحكيم تطلب منه حمايتك...وأن يبحث لك عن الفتاة المنشوده...
هنا أجابها الملك بجفاء وقوة:لا تتصنعى الغباء أيتها الفتاة...ألا تعلمى من هذه هى المنشوده التى اختارها الحكيم من أجلى...ليس ذلك فحسب بل واتفق معها على إلا يقاع بى....
ازداد التعقيد الذى بين حاجبيها وهى تجيبه بإنفعال من كثرة الاحداث المتتاليه...التى تصدم عقلها قائله بحده مماثله:واللعنه ما دخلى أن...إلا أنها لم تكمل حديثها الذى علق بحلقها وعينيها تتسع بصدمه مما توصلت له..وهى تقترب منه بعنف تضرب بيدها التى تحمل الرساله على صدره بعنف....غير عابئه بكونه الملك....وليس هذا فحسب بل كان غاضب أيضا....
قائله بزهول:هل فقدت عقلك حتى تظن أننى بهذه الوضاعه لأفكر بمثل هذه الطريقه الحقيره...لم يعد إستيفان يستطيع التحكم بغضبه لهذا أمسك بكتفها يحركه بعنف قائلا:إذا لما واللعنه لم تقومى بإخبارى؟! لما اخترتى الصمت والاختباء إذ لم يكن قدومك إلى هنا كان مبنى على تلك الرسالة اللعينه؟!...لما؟!...لما أخترتى ألفين لتكشفى حقيقتك له؟!...بينما كنت أنا الأحق بهذا...لما واللعنه تحدثى؟!...
كانت عيناه تروى مدى الألم والمعاناه التى يعيشها والحرب الطاحنه الدائره بين عقله وقلبه...ولأول
مره تشعر سابين أنها تسببت بإيذاء أحدهم بمثل
هذه الطريقه...هى لم تفعلها من قبل إلا أنها فعلتها ومع من...مع الأحب لقلبها مما جعل عينيها تمتلأ بالدموع وهى تنظر له بندم...
بينما هو ينظر لها بتشتت وضياع حين رأى دموعها التى دائما ما تشتته..والتى بدأت تتساقط بغزارة...
مما زاد من توتره وهو يرفع يده غريزيا لوجنتها... وقام بمسح دموعها برقه إرتجفت لها سابين...والتى كان وجهها مقابلا لوجه الملك بدرجه خطيره...والذى كانت عيناه الروماديه قاتمه بشده وتنفسه مضطرب...
وكاد يلثم شفتيها حتى تداركت هى الأمر...وابتعدت عنه معطيه له ظهرها...وهى تضع يدها على صدرها فى محاولة منها لأخذ أنفاسها...وهى تمسح عينيها من دموعها العالقه...وهى تحاول بث الهدوء لقلبها فقد كان الأمر وشيك...
بينما كان إستيفان ينظر لظهرها بصدمه...هل كاد يقبلها وهى قامت برفضه...أخرجه من شروده صوت سابين وهى تقول بصوت متحشر بعدما عادت لتنظر له بتوتر شديد:الأمر ليس كما تظن...
ثم ابتلعت ما بجوفها قائله والألم عاد ليغزو عينيها من جديد وهى تبتسم بمرار حين توصلت للأمر:أظن أننى من تم خداعى هنا...فمن المؤكد أن يكون اتفق الحكيم مع دوغلاس ووالدى ليتم اجبارى على العمل هنا حتى نتصادم...فأنا قمت بخداعك أعترف بهذا... إلا أنه تم خداعى من قبل الجميع....لهذا أنا شاكره لحكمك الذى سيخلص روحى من ذلك الأسر...
فبدون قصدا منك قمت بتنفيذ أكبر أمنياتى التى حاولت تنفيذها من قبل ولم أفلح...لهذا شكرا لك سيدى....
نظر لها استيفان بثبات بعد أن عاد لهدوئه...وقال ببرود وهو يمد لها يده:أعيدى لى رسالتى...نظرت سابين للرسالة التى تحملها بيدها...ثم نظرت ليده واقتربت بخطوات متوتره تمد يدها له بالرساله...
وهى تنظر لعيناه التى تنظر لها بتركيز اقلقها... وبالوقت التى وضعت الرساله بيده....قام هو بجذب يدها نحوه بشده....واحكم يده على عنقها يمنع تحركها والأخرى على خصرها...حتى اصبح وجهه مقابل لوجهها وشفتيه على بعد إنشا واحد من شفتيها....
فقال بجفاء ونظرة اشمئزاز قتلتها:لا تظنى أننى سأفكر بكى يوما ك أنثى...ف أنتى لا تنتمين لمعشر النساء بشئ...لهذا لا تعطى ذاتك قيمة أكبر من حقها أيتها الفتاة المتصابيه...ثم قام بدفعها بعيدا عنه بتقزز وامر الحارس بفتح الباب وخرج مغلقا الباب خلفه بغضب...
نظرت سابين للباب الذى تم اغلاقه وعينيها تلمع بالدموع وهى تقول وتبتسم ساخره:ماذا كنتى تنتظرين منه...أن يقول أحبك كما أحببتيه...إذا
أنتى واهمه أيتها المتصابيه....
❈-❈-❈
كانت فكتوريا وميلسيا لا يكفون عن البكاء حتى ظنت كيت أن أرواحهم ستذهق لكثرة بكائهم....
بينما كانت سيلا تنتظر والدتها التى لم تعد بعد رغم أن الصباح قد حل منذ مده....وحل وقت الظهيره لهذا لم تحتمل الأمر....وقررت أخذ ليلى لتتركها لدى أليس وتذهب هى للقصر لتعلم ما يحدث هناك....وما سبب تأخير والدتها؟!...
وصلت سيلا لمنزل أليس التى استقبلتهم بإشتياق جارف...وبعد جلوسهم طلبت سيلا من أليس أن تظل ليلى معها حتى تعود....فوافقت أليس بود إلا أنها سألتها قائله بتعجب:ولكن ألم يكن من الأفضل بقاء ليلى مع والدتنا حتى لا تظل بمفردها؟!..أو أنكى قمتى بجلب أمى أيضا حتى لا تظل بمفردها؟!..
هنا نظرت لها سيلا ب توتر وهى تقول بقلق:أمى لم تعد للمنزل من الأمس....فهى مازالت بالقصر الملكى وهذا اثار حفيظتى....لهذا أريد الذهاب لمعرفه ما يحدث...؛لم أرد اصطحاب ليلى معى...كما لم أستطع تركها بمفردها فى المنزل...لهذا جلبتها إلى هنا لتظل معكى....
كانت أليس تستمع ل سيلا وحاجبيها يزدادان انعقاد
وهى تعود لتسألها بتشوش:ماذا قلت؟!..ف أنا لم أفهم شئ مما قلتيه الأن...هل تخبرينى أن أمى بالقصر منذ أمس ولم تعد للمنزل بعد؟!..
اومأت لها سيلا بقلق...فوقفت أليس واتجهت
لغرفتها ترتدى عبائتها....وأمرت سيلا وليلى أن يتبعانها واتجهوا لمنزل جوليا...وقامت أليس بطرق الباب بعنف حتى فتحت جوليا الباب بفزع....وهى تقول بخوف:ما الذى حدث؟!....
نظرت لها أليس بقلق وقد عاد ألم قلبها ليتفاقم من جديد...وقد إزدادت تيقننا أن هناك شئ سيئ قد حدث...وهذا الرجل قد قام بإخفاء الأمر عنها...
إلا أنها قالت بثبات:ستظل ليلى معكى حتى نعود ولا تقلقى لم يحدث شئ....وتركتها هى وسيلا مع ليلى ورحلوا متجهين للقصر....
فنظرت جوليا ل ليلى بقلق قائله:ما الذى حدث ليلى؟!..نظرت لها ليلى بهدوء على غير عادتها....
قائله بخوف:أمى متغيبه عن المنزل منذ أمس...
لهذا ذهبت كلا من أليس وسيلا للبحث عنها بالقصر.....
اومأت لها جوليا وهى تضمها لتبث لها الأمان وهى تشعر بأن الأمر أكبر من ذلك.....فوجه أليس المرتعب لا يدل على تأخير والدتهم بل يدل على حدث كارثه....
وصلت أليس وسيلا للقصر...ولكن قبل دخولهم وقفت أليس أمام أحد الحرس تسأله بهدوء زائف:هل أستطيع سؤالك عن شئ هام سيدى....فصديقه لى طلبت منى أن أتأكد هل سيقوم الملك اليوم بسماع الشكاوى أم أنه بيوما اخر غير اليوم...
أجابها الحارس بتلقائيه:لا أظن ذلك سيدتى...فهو لم يأمر بجمعها حين استيقظ اليوم من نومه...لهذا أظن أنه ليس اليوم....
أومأت له أليس شاكره إياه وهى تقسم داخلها أن تقتل ذلك اللعين...الذى كذب عليها واخفى مكان شقيقتها عنها...سارعت أليس بالدخول وخلفها
سيلا التى لا تعى شئ مما يحدث....كانت كلتاهما يسيران بالرواق المطل على الحديقه....
وأليس تفكر بالذى ستفعله بهذا الوضيع الذى خدعها بينما سيلا التى كانت تنظر للحديقه قد شاهدت كيشان وجرومز مع اسرتهم....فقالت سيلا بهدوء
وهى تشير للحديقه:أليس أهذا جرومز؟!...
توقفت أليس تنظر لما تشير إليه سيلا...فأدركت أنه جرومز بالفعل...لهذا تأكدت ظنونها أن سوء قد
أصاب شقيقتها فهى لن تترك ذئبها وحده...لهذا أجابت سيلا وهى تعود للسير من جديد:أجل إنه هو....
فقالت سيلا بتعجب وهى تتبعها:إذا أين ساب؟!...
أجابتها أليس بغضب دفين:هذا ما سنعلمه بعد لحظات...
وصلت أليس أمام غرفه الأميرة ميلسيا وطرقت بابها الذى فتح من قِبل كيت...التى كانت تبكى وحين رأت أليس وسيلا توترت نظراتها...
فنظرت لها أليس بقلق قائله:هل أنتى بخير عزيزتى؟!. لم تستطع كيت اجابتها...فلقد علمت أن سابين طالبت بعدم اخبار الفتيات بما سيحدث....لهذا قالت بتوتر: أجل بخير...
ثم قالت بصوت مرتفع نسبيا مهتز:أنها أليس وسيلا تفضلا يا فتيات...لم تستطع كلا من ميلسيا وفكتوريا تجميع شتات ذاتهم...خاصه أن كلا من سيلا وأليس اصبحتا أمامهم وينظرون إليهم الأن بتسأل....
حتى قالت أليس وهى تشعر بثقل على صدرها وضيق بتنفسها:ماذا حدث ل ساب أمى؟!...أين هو؟!...
عادت فكتوريا لتبكى من جديد وهى تنفى لها برأسها وأليس عينيها تتسع صدمة....وكأن ما
حدث بمنامها يتكرر أمامها الأن....لهذا قالت برعب حقيقى:لا تخبرينى أن سوء قد أصابه....
أجابتها فكتوريا بألم وشهقاتها تعود لتعلو من جديد:
لقد علم الملك بحقيقتها....وأعلن أنه سيتم قتلها غدا صباحا لخيانتها...ولقد حاول الجميع التحدث معه ليغير من قراره إلا أنه لم يفعل...
تحول لون وجه أليس للإصفرار وانقطع الهواء عن رئتيها..؟وبدأت تشعر بالدوار يتمكن منها مما جعلها تضع يدها على معدتها لحماية صغيرها...وهى تسقط أرضا فاقدة الوعى....
مما جعل كلا من فكتوريا وكيت وميلسيا يسرعون نحوها....وجميعهن يصرخن بفزع...بينما كانت سيلا منفصله عن الجميع عقلها يحاول فهم ما قالته
والدتها...إلا أن علقها لم يتقبل ما توصل له....
مما جعلها تفقد وعيها هى الأخرى ساقطه جوار شقيقتها...ودمعة وحيده تحمل كل حزنها قد سقطت من عينيها....ملامسة الأرض جوار جسدها الهامد...
وبالوقت الذى سقطت فيه الفتيات مغشى عليهن...
كان هناك أحد رجال القصر يسير بين الناس وهو يقول بصوت مرتفع بين العامه...وهو ينشر خبر محاكمه الملك لبعض الخائنين الذين سيتم اعدامهم صباح الغد...وبدأ بقول أسمائهم ولقد كان يسير جوار منزل ألفين...الذى كانت جوليا تنظر من إحدى نوافذه تستمع لما يقوله الرجل...وقلبها ينبض بقوة حتى قال الرجل أول إسما والذى تسبب لها بتوقف أنفاسها...
الرجل بصوت مرتفع:المدعو إسبيستيان الكدورى لخيانتة العظمى...لم يحتمل قلب جوليا وعقلها الأمر مما جعلها تسقط مغشى عليها هى الأخرى....مما جعل ليلى الصغيره تسرع نحوها...وهى تبكى بخوف ولا تعلم ما الذى يجب عليها فعله......لهذا ظلت جوارها وهى تضع رأسها بين قدميها وهى تبكى بقوة...
أمرا مؤلما أن ترى أحب الناس إلى قلبك يذهبن دون عوده...وأنت لا تملك شئ لإيقافهن...بل كل ما تملكه هو البكاء والندم...الندم على تلك اللحظات التى ضاعت سدى...ضاعت دون التقرب من هؤلاء الذين رحلوا ولم نخبرهم بكم أحببنا قربهم...
يتبع