الفصل الواحد والسبعون - مملكة الذئاب black
الفصل الواحد والسبعون
"وَلَعَلّكَ زرعتَ نفسكَ في غير أرضِكَ فَذَبلت"
لقد كان الأمر أشبه بالحلم فلقد ظنت أن روحها ستغادر جسدها...وسترحل عن عالمها الذى تمنت الرحيل منه منذ كانت فتاة بعمر العاشرة...إلا أنها سمعت زمجرة جرومز الغاضبه....مما جعلها تفتح عينيها التى اتسعت بصدمه مما رأته...فرأس الرجل منفصله عن جسده وجرومز يقف أمامها يزمجر بحده....
استطاع عقلها فهم الأمر رغم صعوبته...لهذا قامت بمنادته بصوت خرج متعبا محملا بالاثقال:جرومز إلتفت الذئب ينظر لها بحده وكانت عيناه تعاتبها
على فعلتها...وهو يقترب منها وأنفاسه الغاضبه تضرب خصلاتها بقوة فتقوم بتحريكها...مما جعلها تنظر له بعيون محبه وهى تبتسم له بإجهاد...وترفع يدها المصابه ببعض الخدوش ووضعتها على فكه وهى تقرب وجهها من وجه...حتى تلامست أنوفهم وهى تقول بإجهاد:أظن أننى لا أستطيع شكرك يا صغيرى على انقاذك لى...فهذا كان عكس مخططاتى للرحيل....
كانت اجابه جرومز عباره عن زمجره حزينه...ثم اقترب منها أكثر وقام بوضع رأسه بين عنقها يمسح وجهه به...فإبتسمت سابين بهدوء وهى تربت على فرأه بحنان تطمئنه بأنها بخير ولم يصبها أذى.....
بينما كان الجميع ينظر لها بزهول من تقاربها هى وذئبها الذى يتحول لكائن لطيف حين تنظر هى له...
كانت سابين تربت على فرأه وهى تنظر للمقعد الفارغ الذى كان يجلس عليه الملك منذ قليل بشرود....ثم تنهدت بإرهاق وهى تبتعد عن جرومز بعد أن قبلته من بين عينيه...وهى تربت على رأسه بحنان وسارت مبتعده عن الجموع التى بدأت بالرحيل بعد انتهاء هذا العرض المبهر...وجرومز كان يسير جوارها يتهادى بخطواته....
وصلت سابين للمكان الذى يتواجد فيه كيشان وعائلته....وطلبت من جرومز البقاء معهم حتى
تعود له...وأسرعت بالذهاب ل ألفين وهى تشعر بالغضب الشديد...فهى تعلم أنه هو من أرسل ليلى لهذا من المؤكد أنه هو من أرسل جرومز....
لهذا بدأت تبحث عنه بين الجميع إلا أن تدافع شقيقتها والجميع نحوها عرقلها....وهى تبادلهم
العناق إلا انها لم تستطع مبادلتهم بكائهم...فهى لم تعد تملتك القدرة على ذرف المزيد من الدموع...
وبعد أن عانقت الفتيات ووالدتها وميلسيا وكيت...
اللائى لم يتركن مكان خاليا بوجهها لم يقوموا بتقبيله...
وليلى كعادته تحتضن ساقها بقوة ولا تتركها...حتى نظرت لها سابين بحنان وهى تربت على رأسها بحب وهى تقول بضعف:لقد تم الوفاء بعهدك الأن يا صغيره هل أنتِ راضيه الأن؟!...أومأت لها ليلى بإبتسامة متسعه رغم زبول وجهها ووجهها المائل للإحمرار...
كانت سابين تنظر ل ليلى بحب وحين رفعت
أنظارها....وجدت جورج تقدم منها على حين غرة وقام بإحتضان بقوة....وهو يدفن وجهه بعنقها صدمت سابين من فعلته كما صدم الجميع....إلا أنها لم تستطع إبعاده ولا مبادلته رغم نبضات قلبها المتسارعه...كما أنها لا تنكر ذلك الشعور الذى ملئ قلبها بالدفئ لقربه المهلك له...إلا أن ألمه فاق سعادته الأن لهذا ظلت واقفه كالصنم لا تتحرك...
إلى أن بدأ تنفسها بالتسارع وتوترت عينيها حين شعرت بعنقها قد إبتل...وهى تسأل ذاتها بعدم تصديق هل يبكى الأن؟!....وتأكدت من ذلك حين ابتعد عن عنقها ونظر لها بعيون مائله للحمرة...وهو يبتسم لها بطريقه أذابت قلبها الذى عاد لينبض بقوة...وهو يقوم بفتح يدها ويضع بها قارورة صغيره...توجد بها عشبه تعرفها جيدا....انها نبات الشوكران السام الذى يسبب الموت المؤكد لمن يتناوله....
هنا امتلأت عينى سابين بالدموع وفتحت فمها تريد التحدث إلا أنها لم تجد ما تستطيع قوله...وجورج يقترب من أذنها ويقول بصدق:لقد قمت بالاستعداد للرحيل معكى رغم علمى بكرهك الدفين لى...إلا أن قلبى مازال يريد الإلتصاق بكى سابيتى وقبل وجنتها بحب...ثم ابتعد عنها بعد أن ربت على رأسها بحنان...
كانت سابين تنظر لأثره بشرود وهى تضم
القاروره بيدها....حتى إلتقطت عينيها بعينى
دوغلاس الزابله...مما جعلها تطلب من ليلى الابتعاد وتقدمت نحوه وهى تراه بهذه الحاله للمرة الأوله...
لم تتحدث بل اسرعت نحوه وقامت بإحتضانه...وهى تربت على ظهره بحب وعينها تملع بالدموع....
حتى قالت بخفوت سمعه دوغلاس بوضوح:أعتذر عما سببته لك من ألم...إلا أننى أأكد لك أنك مازلت وسيما كما كنت بالماضى أيها العجوز....
ابتسم دوغلاس للمرة الاولى بصدق منذ ما يقارب الاسبوع...بعد أن تأكد من سلامة صغيرته وهو يربت على رأسها...ثم نظر ليدها التى تحمل خاتمه وأمسك بها بلطف....وقال بحنان:أظن أنه أن الاوان لأن تعيدى لى خاتمى يا صغيرة....
نظرت له سابين بهدوء وهى تجيبه قائله بثبات:أعتذر دوغلاس فهذا الخاتم يحمل الكثير من الذكريات التى تجمعنا....لهذا لن أستطع إزالته....فإبتسم دوغلاس لها بحب وهو يقول:إذا هو لكى صغيرتى...
ابتسمت له سابين بحب وهى تقبل وجنته بود وتقول: شكرا لك دوغلاس..ابتعدت عنه وهى تنظر
ل ديفيد بود وابتسامه هادئه رغم زبول وجهها...وهى تقول بأسف:أعتذر عما سبب....إلا أن ديفيد لم يعطيها فرصه لتكمل حديثها....واقترب منها محتضن إياها وهو يرفع جسدها عن الأرض وهو يقول بسعاده:من الجيد عودتك سالمه أيتها الشقيه....وتركها وهو يربت على رأسها هو الأخر....
فنظرت له سابين بإبتسامه ودوده وهى تشكره.... واقتربت من ماثيو تحيه هو الأخر قائله:شكرا لك ماثيو...فلكم ماثيو كتفها بود قائلا:أنه ماث يا صغيره أم أنكى نسيتى...واقترب منها محتضن إياها بحنان وحين ابتعد عنها...نظرت سابين ل ماكس قائله بود: أعلم أنك أكثر من ودت قتلى بعد معرفتك لحقيقتى لأننى تسببت بالكثير...لهذا أعتذر عما سببته من ألم لأحبتك ماكس....
تنهد ماكس بإرهاق قائلا:ما قلته صحيح إلا أن هذا لا يمنع أن لك منزله بقلبى لا أستطيع نزعك منها...لهذا مرحبا بعودتك يا فتاة....واقترب منها يحتضنها بود وابتسامه هادئه....
بعد ابتعاده تحدث دراكوس بمكر قائلا:دائما ما كنت أتسأل عن تلك القوة التى تجذبين بها الجميع إليك... حتى ادركت أن السر بقلبك يا فتاة...نظرت له سابين بشكر وهو يربت على كتفها بود....
ثم نظرت سابين ل ميسيا الواقفه جواره بحب فإلتقط عينها ب ليو الذى ينظر لها بشرود...فاقتربت منه حتى وقفت أمامه وهى تقول بتسأل:هل مازلنا أصدقاء أم أنك لا تصادق الفتيات؟!...
نظر لها ليو بضيق وهو يجيبها بغضب:ما الذى تهذين به يا فتاة؟!..فأنتى تعلمين أنك الاقرب لقلبى إلا أننى غاضب لانكى لم تخبرينى بالأمر من قبل....
نظرت له سابين بإعتذار واقتربت منه تقول بصوت خافت لا يسمح غيره:وإذا أخبرتك أننى سأساعدك حتى تستطيع الوصول لقلب سيلا...
حمحم ليو وهو ينظر نحو سيلا التى تنظر لهم بفضول....وقام بحك رقبته من الخلف وهو يقول بثبات ظاهرى:حسنا لم أعد غاضب منكى...فكما
قلت أنتى هى افضل صديقه حظيت بها...
حديثه جعل ابتسامه سابين تتسع وهى تربت على كتفه بود....ثم نظرت ل مارلين الذى تقدم منها وهو يحتضنها ويربت بود على ظهرها قائلا:سواء كنتى ساب أو سابين فهذا لا يهمنى....فأنتى مازلتى ذات الشخص الذى ساعدنى وقدم لى الكثير...لهذا من الجيد عودتك سالمه....
ابتسمت له سابين بشكر ورغم واجد كل هؤلاء الأشخاص الذين ينظرون لها بحب....إلا أنها كانت تفكر بأين ذهب ألفين؟!...لهذا نظرت ل جوليا سألة إياها بهدوء:أين ألفين جوليا؟!..
اجابتها جوليا بإرهاق: لا أعلم بحثت عنه ولكن لم أجده من المؤكد سيأتى بأى لحظه...
أومأت لها سابين بهدوء وهى تنظر أمامها فوجدت الحكيم قد أتى وهو ينظر لها بإعتذار...ويتقدم منها قائلا برزانته المعهوده:اشكرا على ما قمت بتقديمه من أجل الجميع سابين...وأعتذر عما سببته لكى من ألم....وعلى عدم قدرتى على مساعدتك لهذا فالتغفرى لى ذلتى....
كانت سابين تنظر له بهدوء وهى تقول:جميعا نخطأ أيها الحكيم لهذا لا بأس...وكاد الحكيم يسألها عن جروحها...إلا أن قدوم أحد الحرس منعه من سؤالها وهو يقول بتأدب:سيد ساب الملك قد أمر بإعادتك لحبسك من جديد....
تعجب الجميع من قراره إلا أن سابين اومأت له بهدوء...قبل أن يبدأ الجميع بالتحدث وهى تسير
معه عائده لزنزانتها....
❈-❈-❈
بينما كان ألفين مع الملك بمكتبه والذى كان يجلس أمامه يعمل على بعض الأوراق التى أمامه...وكلما حاول ألفين بدأ حديثه يوقفه إستيفان بإشاره من يده لينتظر حتى ينتهى من تلك الأوراق....
وحين انتهى أمر أدمز بأن يذهب أحد الحرس ويقوم بإعادة سابين لحبسها من جديد...وبعد خروج أدمز نظر ل ألفين بثبات قائلا:ماذا تريد ألفين؟!...
نظر له ألفين بحاجب مرفوع فمن يراه يظن أنه لم يكاد يقتل أحدهم منذ قليل...لهذا قال ألفين بسخريه: من يراك يظن أنك لست من خطط لدخول جرومز وقتل روبرت قبل أن يقوم بقتل سابين....هل وصل بك الأمر أن تعرضها للموت من اجل إسترداد ل كبريائك إستيف؟!....
كان إستيفان ينظر له بثبات حتى قال بسخريه:الم يكن هذا مرادك من البدايه ألا أقوم بقتلها..وها أنا لم أفعل كما اردت...لا أفهم لما الغضب الأن؟!...
نظر له ألفين بصدمه قائلا:لقد كدت تقتلها وليس مرة بل اثنان...أحداهما على المنصه والاخرى حين جعلتها تبارز روبرت...ألا ترى أن فعلتك هذه جنونيه....
اجابه إستيفان بسأم:لا يهم الطريقه التى اتخذتها لإنهاء الأمر...فالأهم أنها مازلت على قيد الحياة أليس هذا أكثر ما يهمك؟!...
نظر له ألفين بذهول قائلا:أتعلم لقد طفح الكيل ف أنا لم اجد ردا مناسبا لأفعالك الصبيانيه هذه...سوى أنك لم تستطع قتلها ليس من أجلى أو من أحد سوى نفسك إستيف....
انهى ألفين حديثه ثم استقام خارجا من المكتب...
وهو يشعر بأنه يكاد يفقد عقله من تصرفات صديقه الجنونيه...والتى دائما ما تصيبه بالصدمه...
مرت ساعة ومعها اضطرت الفتيات وفكتوريا للعوده لمنازلهم بناء على أمر من دوغلاس...كما أمر الملك وزرائه ومستشاريه بالحضور لعقد إجتماع هام...
وبالفعل حضر الجميع بدأ اجتماعه بإعتياديه صدمت الجميع...خاصه أنه لم يقم بطرد جورج من منصبه كما توقعوا بعد ما حدث...وكأنما قد قرر إلقاء كامل اللوم على سابين وحدها...وهذا بالفعل ما حدث...
لهذا بدأ بأجتماعه وأمر كل شخص من الحاضرين ببعض المهام...من أجل القريه التى سيقوموا ببعض التعديلات من اجل اصلاحها...وبعد انتهاء الإقتراحات والترتيبات إنتهى الاجتماع وخرج الجميع والصدمه مازالت ملازمه لبعضهم... كما أن الجميع اضطر لبدأ عمله حتى لا يغضب الوحش...
وبينما هو جالسا فى مكتبه يحاول إلهاء ذاته عن التفكير بها بأعماله الورقيه...هو يريد الذهاب لها
منذ أعادها لزنزانتها إلا أنه يقاوم قلبه حتى لا
ينساق خلفه....مرات بضع ساعات حتى غربت الشمس وهو قد أنهى جميع أعماله...لهذا قرر
التوجه لزنزاتها لأنهاء الأمر...
❈-❈-❈
وصل الملك لزنزاتها وقد تغيرت ملامح وجه للجمود والجفاء....الذى اصبح يتسلح بهما أمام عنفوانها وعيونها التى تبرع بقتله كلما نظرت إليه بصفاء....
دلف لداخل الزنزانه وهو ينظر لها بهدوء...حتى وقعت عيناه عليها منزويه بأحد الأركان ونائمه بوضعيه الجنين...لعلها تحصل على بعض الدفئ وشعرها كعادته يغطى جزء كبير من وجهها....
وفمها مفتوح بعض الشئ ليساعدها على التنفس جيدا...
كان يراها بوضوح والذى ساعده على ذلك ضوء القمر الذى كان ينير الزنزانه بأكمالها بضوئه....تقدم إستيفان نحوها بهدوء وهو ينزع عبائته المخمليه الثقيله ويضعها حول جسدها لتحصل على بعض الدفئ....
ظل ينظر لها بإشتياق جارف وهو يبعد خصلات شعرها الثائر عن وجهها...وهو يتلمسه بنعومه حتى وقعت عيناه على جروح يدها الممده أمامها...فأمسك بيدها يتلمس جروحها بضيق وحاجب معقود....ثم رفعها بهدوء إلى فمه وتلمس جروحها ويدها البارده بشفتها الدفئ وقبلهما بحب....وهو ينظر لوجهها المستغرق فى نومه...ثم وضع يدها مكانها من جديد بهدوء....
واستقام مبتعد عنها للجدار المقابل لها وجلس أرضا ينظر لها وهى تتنفس بهدوء..وتتمسك بعبائته تلتحف بها....ظل هكذا يراقبها كما يحب فهو يعلم أنها المرة الأخيره التى سيقوم بمراقبتها بها....وباللحظه التى ستشرق بها سمائه بعينيها لابد أن يعود لجموده....
مرت ساعات حتى ظن أنها لن تستفيق سوى صباحا...كما أن المكان عاد ليظلم معظمه....إلا أن القمر مازال ينير الجزء الذى تنام سابين به...وكأنه يخبره بأن يشبع عيناه من رؤيتها حتى لا يشتاق لها حين ترحل بعيدا عنه...
خلال شروده بها شعر بحركتها وهى ترمش بعينيها حتى قامت بفتحهما...وهى تنظر بالجزء الجالس به حتى ظن أنها تراه...إلا أنها عادت لتنظر للعابئه التى تتلحف بها...وهى تجلس بصدمه وهى تتلمسها غير مصدقه....خاصه حين قربتها من أنفها تشتم رائحتها
مغمضه العينين...مما جعله يدرك أنها لا تراه بسبب شدة الظلام...
كان جلوسه بالجزء المظلم سمح له برؤيتها بحريه على عكسها...التى تظن أنها بمفردها لهذا بدأت تقرب العبائه لأنفها من جديد وتشتم رائحتها....ثم نظرت للنافذه الصغيره التى توجد أعلى الجدار بعيون تلمع بالدموع وهى تضم العبائه...وهى تتذكر ذلك المنام الذى رأت به إستيفان ينظر لها بحب كما تفعل هى ويبتسم لها وهو يحتضنها بحنان شملها....ثم قام بتقبيلها بحب قبلة أشعلت قلبها قبل جسدها...
وهذا جعلها تبتسم ساخره وهى تقول بصوت بح من قله حديثه وكثرة بكائه:ألا تظن أن هذه الأحلام الورديه...تأتينى فقط لتسخر من عدم مقدرتى على الوصول لها...ظن إستيفان أنها تحادثه هو إلا أنه
تأكد أنها لا تراه...حين اتسعت ابتسامتها وأصبحت أكثر ألما وهى تكمل:ألا ترى ألم قلبى كافيا فتقوم بإضافه هذا عليه وتجعلنى أراه بنومى؟!...
ختمت حديثها بتنهيده معذبه وهى تقول بشرود:
أظن أنه قد أن الأوان لأنهى هذا الأمر بيدى...فكلما استسلمت للموت هو يقوم بالهرب منى....ولكن ألا ترى أفعاله تعبر عن تناقضه وبالمقابل تصيبنى بالجنون...فصباحا أرد قتلى والأن أتى ووضع عبائته المحمله برائحته على جسدى ليزيد عذابى ورحل...
أقسم أننى لم أعد استطيع التحمل فأنا لم أعد تلك التى تبتسم كذبا وهى تبكى حقيقتا....لم اعد أملك الطاقه للإختباء خلف ظل ساب الذى قتل سابين... حتى أننى واللعنه رغم قوتى الواهيه لم أستطع أخباره بأننى حاولت...لقد حاولت أقسم أننى حاولت إخباره...إلا انك تشهد كم عانيت حتى افعلها وفشلت
لقد نفذت شجاعتى بالوقت الذى كان يجب أن أظهرها له وأخبره بحقيقتى....واللعنه لقد حاربت ذاتى لأفعلها إلا أننى أظن أن هذا إرث والدتى لى....
لقد كان خوفى يشبه خوفها...لقد خشيت كره لى لقد خشيت من تحول نظراته الدفئ والمهتمه لأخرى جافه بارده تصيب روحى بالسقيع....
توقفت تأخذ أنفاسها وشهقاتها تعلو وهى تضع يدها على قلبها مكمله وهى مازلت تنظر لنافذتها بألم:لقد أصيب قلبى بالألم القاتل حين فكر بإبتعاده...والمؤلم أنه ظن أننى خبأت الأمر عنه عمدا...وكأننى أردت فعلها بإرادتى...وكأننى أحببت رؤيته يتألم...وهو لا يعلم كم حاولت مصارحته...إلا أننى لم أكن أملك الشحاعه الكافيه لفعلها...وكأنك إلهى تعاقبنى على خطأها هى...إلا أنك تعلم جيدا أننى لم أقصد إيذائه....
توقفت الكلمات بحلقها وهى تنظر للسماء ودموعها بدأت بالتساقط...وشهقاتها الرقيقه بدأت تعلو بطريقه ملحوظه....ولقد كان ضوء القمر ينير له وجهها الذى يأن ألما...
عادت سابين لتكمل بحرقه:لما دائما ما تضعنى أمام الموت ولا تقبض روحى...وكأنكك لا تتقبل ذنوبها التى اقترفتها جبرا...لهذا تلفظها بعيدا كما لفظها الجميع....وأقسم أن فعلتك هذه تؤلم قلبى كما برع هو فى إيلامه....أقسم أنه لم يعد يملك القدره على الإستمرار...لهذا لاقوم أنا بإنهائه...
تجعد ما بين حاجبى إستيفان وهو يراقبها تخرج قارورة من ثيابها وهى تنظر لها بألم...وجسدها ينتفض بسبب بكائها وشهقاتها....بللت سابين
شفتيها وهى تبتسم بألم وتقول بخفوت:لننهى الأمر الأن وللأبد سابين...لعل روحك تجد الراحه بعد موتك....
وكادت تفتح القارورة بيدها المرتعشه..إلا أنها وجدت إستيفان أمامها بلحظه واحده ممسك بيدها التى تحمل القارورة...وينظر لها بحده أصابتها بالفزع...
وهى تنظر له بصدمه قائله:إستيفان...كيف لم أراك؟!..
أجابها إستيفان بحده وهو يجذب القارورة من يدها بعنف قائلا بإنفعال:من أين حصلتى على تلك الأعشاب؟!...نظرت سابين له بتشتت وهى مازالت تحاول استيعاب تواجده معها بذات المكان...حتى بدأت تعود لوعيها قائله:أعطنى إياها....وقامت بمد يدها نحوها تطالب بما يمسك به....
ازداد إنعقاد حاجبى إستيفان الذى أمسك بيدها ويجذبها لتقف أمامه...وهو يقول بحده وصوت قوى أثار جزء بسيط منها بالخوف:من أين حصلتى على هذه الأعشاب واللعنه سابين؟!...
كانت وجوههم متقاربه وهو لفظ إسمها كاملا سابين وهذا قد جعل نبضات قلبها تعلو...إلا أن عقلها كان له اليد العليا والذى أرد التخلص من حياته البائسه...
لهذا ردت عليه سابين بحده مماثله:أظن أن الأمر لا يعنيك لهذا أعد لى أشيائى الأن... إحدتد نظرات إستيفان وأصبحت عيناه قاتمه...وهى ترى فكه ينقبض وينبسط بعنف دليل على محاولته فى التماسك...وعدم اخراج غضبه حتى لا يصيبها بالأذى....
إلا أنها لم تهتم وهى تنظر له بتحدى...فأدرك إستيفان أنها لن تخبره لهذا قال بعنف:إذا سأعلم بطريقتى الخاصه...وكاد يتحرك ليخرج إلا أنها قامت بعرقلته دون تفكير حتى تحصل على خلاصها الذى يحاول أخذه منها...
فكاد الملك يفقد توازنه ويسقط أرضا..إلا أنه تماسك بقوة وأمسك بيدها ليوازن جسده...مما جعلها تصدم بصدره إلا أنها لم تعبأ لتقاربهم المهلك...بل كانت أنظارها مسلطه على ما يحمله بيده...لهذا أمسكت بيده تحاول أخراج القارورة منها...
وهى تصرخ به أن يتركها وتتحرك بعنف...مما أجبر استيفان على محاصرتها..فقامت سابين بدفعه بأقوى ما تملك فسقط كلاهما أرضا....
فزمجر إستيفان بغضب وهو يثبتها أرضا...ويمسك بكلا يدها يرفعها للأعلى بإحدى يديه...وجسده يثبت جسدها الذى مازال يتحرك بعنف....ثم قام بإلقاء القارورة تجاه الباب وأمسك وجهها بيده الحره... ويضغط بيده على معصمها...وقدمه على فخديها لتهدأ حركتها....
وهو يقول بعنف:واللعنه فالتكفى عن الحركه حتى
لا أقوم بقتل كل من تهتمين لأمرهم أمام عينيكى اللعينه...كان ينظر لها بعيون قاتمه وأنفاس مرتفعه تعبر عن مدى غضبه من تصرفاتها المتهوره....
بدأت سابين تهدأ حين أدركت أنه بالفعل قد قيد حركتها...ولن تستطيع التحرك إلا عندما يسمح لها بذلك...لهذا عادت لهدوئها وهى تنظر لها بأنفاس متلاحقه بسبب المجهود العنيف الذى بذلته...
حين أدرك إستيفان أنه قد تمكن منها وأنها عادت لهدوئها...قال بحده وحاجب مرتفع وهو ينظر لعينها التى تبعد عنه بضع السنتيمترات...وكلاهما يتنفس هواء الأخر:من أين حصلتى على هذه الأعشاب؟!...
لم تهتم سابين بتقيده لها واجابته بتحدى سافر: أخبرتك أن الأمر لا....إلا أنها لم تستطع إكمال
حديثها بسبب ضغطه القوى على فخديها....مما
جعلها تشهق وهى تأن ألما....مما جعل عينى إستيفان تزداد قتامه....
كان هو يرى وجهها القريب منه بشده جيدا...إلا أنها لم ترى سوى جزء من وجه ولمعه عيونه الرماديه... وهى تقضم شفتيها لتمنع خروج صوت تألمها من ضغطه القوى على فخديها...وقد اشتعلت عينيها غضبا من فعلته...وكادت تتحدث إلا أن إستيفان لم يعطى لها الفرصه لتفعل....
فقد سمح لذاته بالانسياق وراء مشاعره وجسده
الذى يرجوه للإقتراب منها...فلبى النداء وسمح لشفتيه بغزو شفتيها ليسكت كلماتها...وهو يتذوق تلك الشفاه التى حلم بتذوقها كل يوم بأحلامه...
بينما كان إستيفان بعالمه الخاصه...كانت سابين تشعر بالصدمه وهى تشعر بشفتاه تغزو عذرية شفتيها بهذه الضراوه....ونبضات قلبها تعلو بشده مما جعلها تحاربه ليبتعد عنها فهى تشعر بالخوف..فرغم أنها كانت دائما تتمنى هذا القرب إلا أنها لم تكن تظن أن يحدث فى الحقيقه....
لهذا بدأت تقاتله ليبتعد وهذا أثار غضب إستيفان الذى عاد ليضغط على فخديها بقوة من جديد...
مما جعلها تتألم وتشهق فيقوم هو بإبتلاع شهقتها بشفتيه...وتعميق قبلته أكثر وبالوقت الذى تلامس لسانه بلسانها زمجر برضا تام...
وهو يخفف من قبضته على معصمها ويشابك يده بيدها...وهو ينتقل بين شفتيها بجوع حتى بدأت سابين تشعر بالإختناق....فبدأت بالتاوه ألما وهى تحاول ابعاده لتتنفس...
فأدرك أنه قد أطال قبلته وأنها بحاجه لتتنفس...
فإبتعد عنها ببطئ وهو ينظر لها بأنفاس متلاحقه... وبطريقه جعلت قلبها ينتفض بقوة بين ضلوعها....
هى لا تنكر أن قبلته جعلتها تحلق إلا أن هذا سيدمر كلاهما هى تعلم ذلك...كما أنها أدركت من قتامة عيناه أنه يريد إستكمال ما بدأه....لهذا وضعت يده على صدره وهى تقول بأنفاس متسارعه:استفق إستيفان أرجوك....
وبدأت عيونها تمتلأ بالدموع وهى تنظر له برجاء وضعف...مما جعله يرمش بعيناه بتيه...وهو يدرك فعلته فظل ينقل نظراته بين عينيها الراجيه
وشفتيها التى تدعوه ليكمل ما بدأه....والتى
انتفخت بسبب تقبيله القوى لها...وهو يشعر
بتشتت إلا أنه حسم أمره وابتعد عنها حين استفاق عقله...
وكأن افعى قد قامت بلدغه وانخفض يحمل القارورة وخرج من المكان بأكمله دون قول كلمه....وسابين مازالت كما هى لم تتحرك...وهى تضع يدها المرتعشه على شفتيها...وهى تبكى ألما على تلك الحياة التى تبرع بنزع روحها وإيقاف نبض قلبها يوما بعد يوم بهذه الطريقه الموجعه...
يتبع