الفصل الثاني والسبعون - مملكة الذئاب black
الفصل الثاني والسبعون
"أنا من سيضئ عتمتى أنا النور لذاتى وليس أحد غيرى"
منقول..سابين..
❈-❈-❈
كانت لاتزال على تلك الوضعيه التى تركها عليها... ودموعها لا تجف فهى لا تستطيع احتواء مشاعرها
منذ قام بتقبيلها...تشعر بالإنهزام وكأنه أعطاها العالم بقبلته ثم نزعه منها ونزع معه روحها المحطمه...
لم يمضى على خروجه سوى القليل إلا أن بابها عاد ليفتح من جديد...إلا أنها لم تهتم للقادم وظلت كما هى تنظر للسماء من نافذتها العاليه....إلا أنها شعرت بفك جرومز يحتك برأسها....مما جعلها تجلس وتلتف له وهى تحتضنه وتبكى بقوة....
ظلت هكذا تبكى وقلبها يأن شوقا وألما...حتى فقدت وعيها من كثرة الإرهاق والألم النفسى الذى احتل وجدانها...كما ظل جرومز قربها كما عاهدته يحتضن جسدها الهزيل لتحتمى به....وهو ينظر لها بحزن ويزمجر بألم....
وهو يرى زبول وجهها ودموعها المتساقطه على وجنتيها بغزاره...فظل يمسحها بتمرير فكه بهدوء على وجنتيها...ثم دفن وجهه بعنقها وسقط هو الأخر بنوما عميق...بعد أن تأكد أنها قد سقطت هى الأخرى بسبات عميق...ولم يكن يعلم أنها قد فقدت الوعى من شدة ألمها النفسى...
❈-❈-❈
عاد إستيفان لغرفته وهو يحاول استيعاب ما حدث منذ قليل...وقف أمام شرفته وهو يغمض عيناه متذكرا كيف أصيب جسدها بالإنتفاض حين لامس شفتيها....ثم بدأت بالسكون بين يديه وهى لا تعلم كيف تبادله قبلته كطفله صغيرة لا تعى شئ مما يحدث حولها....
واللعنه هذا أشعل نيران قلبه وأرضى رجولته لأنه أدرك أنه الأول...لقد كان الأمر أشبه بالحلم بل إنه أفضل...لقد قتلته بعفويتها وبرائتها...
كان تنفس إستيفان يعلو كلما تذكر الأمر...ودمائه تنفر بين عروقه تطالبه بالعوده لها...فأدرك إستيفان أنه إذا استمر بالتفكير بالأمر سيعود لها...ولتلعنه السماء إذا سمح لها بالابتعاد...
لهذا أمر حرسه بتجميع مستشاريه والحكيم والوزير جورج الأن بمكتبه....نظر له الحارس بصدمه فلقد تخطت الساعه منتصف الليل...إلا أنه اسرع ينفذ ما أمر به الملك....الذى شعر بهالته الغاضبه تحيط به ترغب بالخروج...
خرج الحارس لإيقاظ الجميع وظل إستيفان ينظر للقارورة التى بيده بغضب...وهو يفكر بما سيفعله بمن قدم لها هذه القارورة...رغم علمه أن الجميع يكن لها الحب ولن يفكر بإذئها..إلا أنها قد تستغل جهل الجميع بماهيه هذه الاعشاب ليجلبها لها...
خلال ذلك كان ألفين قد قرر المكوث بالقصر هو وجوليا حتى ينتهى الأمر....ومن ثم سيعودون لمنزلهم من جديد...ولقد كان متيقظ وجالسا جوار جوليا النائمه بعد نوبه بكاء حاده لا يعلم سببها..
فقد أصبحت تبكى كلما شعرت بالخوف...والتى تتشبس به حتى أثناء نومها....
ابتسم ألفين لبرأة صغيرته وانخفض يقبل جبهتها بحب...وهو يربت على رأسها بحنان وهو ينظر لوجهها المائل للإحمرار بسبب بكائها...والذى أعطاها رونق مختلف وطفولى يجذبه نحوها....
وخلال شروده بها طرق باب غرفته بهدوء...فنظر للباب بحاجب معقود وأبعد جسد جوليا عنه بهدوء حتى لا تستفق...وتقدم من الباب وفتحه فوجده أحد حرس الملك...
فقال ألفين بتسأل:ماذا هناك؟!...هل الملك بخير؟!..
أومأ له الحارس بتأدب وهو يقول:لقد أمر الملك بحضور الجميع لمكتبه فى الحال سيدى....
تعجب ألفين من طلبه فالوقت قد تخطى منتصف الليل...إلا أنه أوما للحارس وعاد لإرتدأ ثيابه...وخرج من غرفته متجها للمكتب...دلف للداخل فوجد الجميع حاضرون ماعدا إستيفان الذى أمر بتواجدهم بهذا الوقت....
جلس ألفين وهو يقول بتسأل:هل يعلم أحدكم لما طلب حضورنا؟!..نفى الجميع معرفتهم بالأمر...إلا أن دراكوس قال بتفكير:إلا أننى أظن أننى أعلم من
أجل من طلب حضورنا...
فتعجب الجالسون من حديثه...فأكمل دراكوس موضحا:لقد طلب حضور مستشاريه والحكيم الذى
لم يطلب حضوره بأحد اجتماعاته من قبل...كما طلب حضور جورج وحده دون باقى وزرائه...لهذا لما تظنون قد طلب حضورنا؟!..
أجابه ماثيو بهدوء:من أجل سابين...أومأ له دراكوس مؤكد ما قاله...فتنهد الجميع منتظر قدوم الملك لمعرفة ما يريد التحدث بشأنه....
حتى قال ديفيد بتسأل:لم تأتى الفرصه المناسبه صباحا...حتى أعلم من منكم الذى فكر بإدخال
جرومز لحلبه القتال؟!...ختم حديثه وهو ينظر ل ألفين بمكر...
فتوجهت جميع الأنظار ل ألفين الذى تنهد بسأم...
وكاد يسب ديفيد إلا أن دوغلاس سبقه وهو يقول بثبات:ليس ألفين من قام بوضع جرومز بساحه القتال فلا أحد يستطيع السيطره على جرومز سوى سابين أو كيشان....
هنا ظهرت ابتسامة ألفين الماكره وهو يكمل حديث دوغلاس قائلا:وسابين كانت تقاتل داخل الساحه... إذا من يا ترى الذى أمر كيشان بترويض صغيره ليضعه بهذا المكان...وحتى يقوم بقتل روبرت قبل أن يجهز على سابين ويقتلها....
هنا خرجت من فم ديفيد كلمه نابيه...ونظر جورج والحكيم ل ألفين بصدمه...بينما تنهد ماكس بإرهاق من تصرفات إستيفان الغير معلنه والجنونيه...وماثيو وألفين ودراكوس ودوغلاس يبتسمون بسخريه...
وكاد ديفيد يتحدث إلا أن دخول الملك المفاجئ...
منعه من ذلك والذى كانت ملامحه تعبر عن الغضب والضيق الشديد والتى تعجب منها الجميع...
جلس الملك على مقعده ينظر للجميع ببرود ثلجى وقام بإخراج القارورة الصغيره ووضعها على الطاوله أمام الجميع...وهو يقول: لمن تعود هذه القارورة؟!..
وثبت أنظاره على وجوه الجالسين التى كانت أنظارهم تعبر عن عدم فهمهم لما يرمى إليه...إلا أن أنظاره توقف على وجهى الحكيم المتعجب...وجورج المنصدم...
مما جعله يقول بإتهام:سيد جورج هلا أخبرتنا لمن أعطيت هذه القارورة؟!..توترت نظرت جورج بالبدايه إلا أنه قال بصدق:إنها لى...لقد جلبتها من أجل تناولها بالوقت الذى كنت ستنفذ حكم الإعدام ل سابين...
ف أنا لم أكن أملك حيله لإيقاف الأمر...لهذا قررت المغادره بالوقت الذى كانت ستغادر فيه هى...
عاد إستيفان ليسأله من جديد ولكن بحده:وهل تخبرنى كيف حصلت سابين على هذه القارورة
التى كادت تتناول ما بها قبل قليل؟!...
اتسعت عينى جورج خوفا وصدمه وهو يقول:ماذا تقول؟!..كيف؟!.هنا لم يعد استيفان يحتمل لهذا سمح لغضبه بالخروج وهو يقول بإنفعال:واللعنه لقد سألت سؤالا لعين أريد سماع إجابته الأن؟!..كيف وصل هذا الشئ اللعين ليدها حتى تفكر بتناوله؟!...
أدرك الجميع أنه خطأ وحده...خطأ واحد فقط وحينها سيخرج أحد ما مصاب إصابة بليغه من هذه الغرفه...
لهذا حاول ماثيو التحدث ليهدأ من ثورته:من المؤكد أن هناك سبب لما حدث استيف...وجروج سيخبرك به الأن أليس كذلك جورج؟!...
ونظر ل جورج نظرات ذات مغذى..فقال جورج بإجهاد:لقد أعطيتها لها لأثبت لها صحة حديثى...
وأنا أخبرها أننا كنت سألحق بها ولم يكن بظنى
أنها قد تحتفظ بها لتتناولها...
هنا كان ألفين من تدخل بالنقاش وهو يقول بعدم تصديق وحده مفرطه...بسبب الضغط الشديد الذى
تم ممارسته عليه خلال الفترة المنصرمه:هل تستمع أذناك للعنه التى تقولها الأن؟!...واللعنه لقد أعطيت لفتاة تتمنى الموت سلاح فتاك بيدها...واللعنه لقد كانت سعيده أنه سيقوم بقتلها...وبالوقت الذى أمر بمبارزتها لهذا الحقير كانت ستستسلم له ليقوم
بقتلها....لولا أننى أخذت ليلى لها وأجبرتها على المحاربه من أجلها....وتأتى أنت لتخبرنى أنك لم تقصد هذا...
توقف ألفين وهو يستقيم عن مقعده وهو ينظر للجميع قائلا بغضب وأنفعال:أتعلموا اللعنه على غبائك لأنك رجلا لا تستحق ابنته كهذه...ثم استدار
ل إستيفان وأكمل بحده مماثل:وأنت لما أنت غاضب؟!...ألم يكن موتها قرارك من البدايه؟!..ماذا
هل شعرت بالشفقة نحوها الأن؟!...أم هل استيقظ ضميرك الانسانى بعد أن اشبعت كبريائى ورجولتك بمعاقبتها وتعريضها للموت لأكثر من مرة؟!..أتعلم لقد قررت اخراجها من القصر يوم أمس قبل أن تنفذ حكم السخيف هذا....وأقسم لو أنها قبلت بهذا لكنت فعلتها لو كان أخر يوما بحياتى اللعينه....ولكن أتعلم ماذا قالت هذه الحمقاء اللعينه؟!...أنها لا تريد أن
تقوم بإيذائك بهذه الطريقه...أنها لا تريد خسارة ما تبقى لها بقلبك...لهذا اللعنه عليكم جميعا فلقد سأمت تحطيمكم لها كلما سنحت لكم الفرصه...
انهى حديثه ثم تحرك وخرج من المكتب صافعا
الباب خلفه بعنف....وترك وراءه الجميع جالسون بصمت مطبق....
بينما كان إستيفان ينظر أمامه بصمت مخيف وملامح وجهه تدل على اقتراب حدوث كارثه..إلا أنه لم يصدر منه سوى جملة واحده قالها بفراغ شديد:فاليخرج الجميع....وبالفعل بدأ الجميع بالخروج تتابعا...
حتى أوقف الملك الحكيم قائلا بشرود وهو ينظر للقارورة بيده:ما الذى تستطيع هذه الأعشاب فعله؟!..
نظر له الحكيم بشفقه إلا أنه أجابه بعمليه: إنها نبته الشوكران نبتة سامه من يتناولها يموت بوقت قياسى...بعض الممالك تستخدمها لقتل سجنائها الأكثر إجراما...لما تسبب به من معانة الفرد بعد تناولها حتى تزهق روحه....
أومأ له الملك ليخرج وبالفعل خرج الحكيم والذى أغلق الباب خلفه بهدوء...ولقد كان الجميع مكروب
لما سمعه بالداخل...وكاد جورج يتحدث...إلا أن سماع أصوات التحطيم بالداخل أوقفه عن ذلك...
مما جعل الجميع ينظرون إليه بإتهام وخذى...وغادر كلا لغرفته بتثاقل وإجهاد.....بينما جورج سار بتخاذل تجاه غرفته هو الأخر...وهو لازال لا يصدق أن سابين فكرت بإزهاق روحها...والأن بعد كل ما عايشته من ألم فإنها تريد ألرحيل...
❈-❈-❈
لم تحصل على شئ من فعلتها سوى أخذ ثأرها الذى إنتظرت أعوام لأخذه ممن خدعوها...كانت تسير بلا هدف...فقد رحلت من المملكه بأكملها فور خروجها من القصر....حتى لا يقوم جورج بتتبعها وقتلها...
وهى الأن بأحد القرى التى يظهر عليها الفقر الشديد...
كما أنها تشعر بالجوع الشديد..وليس معها نقود لجلب طعام تتناوله...ولا تعرف أحد من أهل هذه القريه حتى تستطيع طلب المساعده منه...
إلا أنها قررت الرحيل لمكان أخرى تستطع بسط نفوذها به حتى تحصل على بعض النقود...لهذا
قامت بسحب حقيبتها وسارت بإتجاه الغابه...بعد
أن أخبرها أحد الرجال طريقا مختصرا للقريه التى تجاورهم....
كانت سابين تسير داخل الغابه وهى تشعر أن هناك من يتعقبها...إلا أنها كلما نظرت للخلف لم تجد أحد فظنت أنه يهيئ لها من إجهاد ترحالها وعدم تناولها للطعام لفترة طويله...
لهذا أكملت سيرها حتى وجدت بعض الرجال الملتفون حول بعض الحبط المشتعل...ويتسامرون وهم يتناولون الطعام...فإرتسمت ابتسامة سعيده على محياها حين رأت الطعام وإشتمت رائحه
الطعام الطيبه...وكادت تتحرك نحوهم لطلب بعض الطعام...
إلا أن قدميها تيبست وهى تشاهد فتاة مقيده بحبال من عنقها ويديها وقدميها...جالسه بأحد الزوايه عاريه وجسدها مليئ بالجروح....وتبكى بقوة إلا أن صوتها غير مسموع بسبب قطعه القماش التى تم وضعها بفمها...
ثم دققت النظر فوجدت أنها لم تكن فتاة واحده بل خمس فتيات مقيدات من أعناقهن بقوه كالفتاة التى رأتها....وما جعل عينيها تجحظ رؤيتها لفتاة عاريه تبكى بشده...وهى تحمل طبقا من الطعام بيدها...
وهى تقدمه للرجال الذين لم يتركوا جزء بجسدها... وهى تمر عليهم إلا وصفعوها عليه أو تلمسوه بقزاره متناهيه....وهى لا تملك حيلة سوى البكاء....
ابتلعت سابين ما بجوفها رعبا وكادت تستدير لتهرب...إلا أنها وجدت الرجل الذى زعم أنه ساعدها بالقريه أمام وجهها...مما أصابها بالفزع وأطلقت صرخه عاليه جعلت الأنظار تتجه إليهم....
فقام الرجل بسحبها من شعرها وهو يسير تجاه الرجال ثم ألقاها أمامهم...وهو يقول بغرور:ما رأيكم بصيدى الجديد؟!..ضحك الرجال بقوة وهم ينظرون ل سابين نظرات أصابتها بالغثيان....وأحدهم يقول بشهوة:عجوز إلا أنها ستفى بالغرض...
حين سمعت سابين ما قاله حاولت الإستقامه لتحاول الهرب....فتلقت صفعه قويه أسقطتها أرضا...ثم قام أخر بركلها بقوة حتى بصقت الدماء من فمها لقوة الركله....
وتقدم منها أخر وقام بتمزيق ثيابها من الخلف ثم جزبها من شعرها نحو إحدى الخيم....وهو يقول بتفاخر:أنا من سيبدأ هذه المرة...وقام بإلقائها داخل خيمته ونزع ثيابه ومزق ثيابها....وانتهك جسدها وصراخها كان يسمعه الجميع بالخارج...وضحكاتهم تعلو كما إرتفع صوت صراختها وطلبها للإغاثه...
ولكن ما من مغيث فهذا جزاء ما فعلته...فلم يمهلها الإله وقت لتحتفل بنصرها المزعوم...بل قرر الأخذ بثأر تلك الصغيره التى لم ترتكب زنب بحقها...إلا أن ثأره كان أعظم وأقوى...
فلقد تناوب عليها الرجال واحد تلو الأخر حتى هلك جسدها وهلكت معها روحها....وهى تبكى بقوة وهى مازالت لا تصدق ما حدث لها...أتى عليها صباح اليوم التالى وهى مازالت تبكى بإنهيار...
حتى قام قائد هؤلاء الرجال والذى كان رجلا يهوى التعذيب والقتل...بسحبها من رأسها وهى تبكى وتترجاه أن يقوم بتركها...إلا أنه قام بركلها لتصمت وهو يصرخ بها بغضب أن تصمت....ثم قام بتعليق يديها وتقيد قدميها عاريه الجسد بأحد الأشجار...
وقام بمعاشرتها أمام رجاله وهو يقول بحده:حتى يكون لصراخك سبب حقيقى أيتها الساقطه اللعينه...
ثم بدأ يجلدها وهو يتلذذ بسماع صرخها المتوجع... ولم يترك جزء بجسدها إلا وأدامه....
ثم تركها هكذا ك لوحة فنيه برع برسمها...وحين حاول أحد الرجال الذهاب لفك قيدها...فهى قد تلقى حتفها إذا تم تركها بسبب فقدانها الكثير من الدماء ومعاشرتهم القويه لها منذ يوم أمس...
إلا أن قائدهم منعه وهو يخبره أن يتركها تنازع الموت.....فهو قد اكتفى منها كما أنها كبيرة بالسن وهو لا يستهوى سوى الصغيرات منهم....وظلوا يتسامرون لبعض الوقت حتى قرر قائدهم الرحيل....
فجمعوا اشيائهم ورحلوا تاركين خلفهم سابين عاريه بجزع أحد الأشجار بجسد ينزف بشده تنازع الموت... وبالفعل بعد رحيلهم ببضع ساعات....فارقت روحها المتألمه جسدها...الذى تم تشويهه كما تشوهت روحها بيوم وليله...
❈-❈-❈
أتى الصباح وهو مازال بمكتبه الذى لم يترك به ركن ألا وقام بتحطيم ما به....وكان يجلس على مقعده والذى كان الشئ الوحيد الذى لم تطله يده....وهو يمسك بالقارورة بيده وينظر لها بشرود...حتى قرر انهاء الأمر الأن وللأبد....
لهذا خرج من مكتبه متجها للسجن ووصل لزنزانتها وأمر الحارس بفتح بابها....وحين دلف للداخل رأها وهى نائمه بأحضان جرومز...الذى استيقظ حين تم فتح الباب ونظر ل إستيفان بثبات منتظر ما سيفعله....
تقدم إستيفان من جسد سابين النائم بسكينه بأحضان جرومز وقام بركل قدمها بهدوء...وهو
يقول:أنتِ استفيقى....فعلته هذه أثارت غضب
جرومز الذى زمجر بغضب ليبتعد إستيفان...
الذى نظر له ببرود ولم يتحرك مبتعدا كما تأمره نظرات جرومز الغاصبه....
لهذا كاد جرومز يستقم بجسده ليلتهمه...إلا أن استيقاظ سابين أوقفه...فهى إستيقظت حين ركل الملك قدمها بهدوء....
نظرت سابين أمامها فوجدت فراء جرومز مقابلا لوجهها...فرفعت أنظارها عاليا وهى تنظر له بتشوش وهى تفتح وتغلق عينيها أكثر من مرة حتى تعتد ضوء الصباح....ثم نظرت للجانب الأخر فوجدت الملك واقفا أمامها وينزر لها بثبات...مما جعلها تستقيم جالسه وهى تنظر بتوتر لكل مكان
ما عداه....وهى تقبض على فراء جرومز بقوة....
مما جعل جرومز يتحسس توترها وهذا زاد من
غضبه وزمجر بقوة بوجه الملك....الذى قال ببرود: أأمريه ليخرج من هنا الأن؟!...
نظرت سابين له بحاجب معقود إلا أنها أطاعته
وهى تربت على رأس صغيرها تقبله بحب....وهى تقول بطلب:صغيرى فالتذهب للخارج....نظر لها جرومز برفض إلا أنها ألحت عليه وهى تبعده عنها بلطف....حتى أذعن لها بالنهايه وخرج وتم إغلاق الباب عليهما من جديد....
استقامت سابين تحاول التسلح بثباتها ونجحت
وهى تنظر للملك بهدو... منتظره ما سيلقيه عليها والذى قال بهدوء وبطريقه مباشره رغم الحرب الطاحنه داخله:أظن أن ألفين قام بإخبارك عن مشاعرى التى أكنها لكِ أليس كذلك؟!...
نظرت له سابين بتوتر إلا أنها أومأت له برأسها...
فتنهد إستيفان بإرهاق وهو يقول بصدق:أنا لم أستطع النوم منذ أمس...لقد كنت أحاول الوصول لحلا لا يأذى أحداً...إلا أننى لم أجد حلا سوى رحيلك وابتعادك...لأننى أعلم جيداً أننى سأحطم ما تبقى منك وسأحطم قلبى معك إذا سمحت لكى بالبقاء... لهذا ابتعادك هو الحل الأفضل....
لمعت عينى سابين بالدموع وهى تعود لتؤمى له من جديد...تنفس إستيفان اكبر قدر من الهواء وهو يكمل بجمود:سأترك لك اليوم لتقومى بتوديع أحبتك...ولكن لا أريد رؤيتك بمملكتى من صباح الغد....
أجابته سابين بصوت خرج مرتعشا:لك ذلك...إلا أننى أرغب بالإحتفاظ ب جرومز....نظر لها الملك بهدوء وهو يجيبها قائلا:إنه لك منذ الوقت الذى أهديته لكِ....
نظرت له سابين بشكر...فأوما لها الملك وإستدار ليخرج....وترك خلفه سابين التى ابتسمت ساخره وهى تقول لذاتها بخفوت:هل ظننتى أنه قادم لإخبارك بأنه سامحك ويريد إستكمال ما تبقى من حياته معكى؟!...هل فقدتى عقلك اللعين يا هذه؟!..
فإذا كان يحبك كما يزعم لما طلب رحيلك؟!...كما أننى أتسأل بماذا كان سيتمسك؟!...فأنتِ لست سوى بائسه وحيدة....رجل بجسد فتاة...وقلب محطم...
وروح مهشمه تتمنى الرحيل....أنهت سابين حديثها وهى تجلس أرضا وتبكى....
حتى وقعت عينيها على عبائته الملقاه أرضا....
فإقتربت منها وقامت بحملها وقربتها لأنفها وهى تشتم رائحتها وهى تبكى بصمت...حتى فتح الباب والحارس يخبرها بأن تخرج كما أمر الملك....
اومأت له سابين وهى تستقم وتمسح عينيها بحده وتحمل عبائته لتخرج من سجنها للخارج....وصعدت لغرفتها وأخرجت جميع ثيابها بحقيبه....ثم نظرت لعبائته التى كانت ستعطيها لأحد الحرس لإعطائها
له...إلا أنها وضعتها بحقيبتها وخرجت منها متجهه للحديقه الخلفيه لتأخذ صغيرها وترحل للأبد....لعلها تجد الحياة التى تمنتها بعيدا عن الجميع...
ورغم أنها أردت توديع الجميع إلا أنها أبت ذلك...
لعلمها أن البعض منهم لن يتركها ترحل بسلام دون بكاء وعويل...مرت بطريقها للخروج قرب غرفه ميلسيا....والتقطت أذنيها صوت بكاء ميلسيا المكتوم....وصوت سيدة تتحدث بغضب..مما جعلها تغمض عينيها بحده وهى تلعن حظها لمروها من هنا....
وكادت تدلف للداخل إلا أن صوت ففيان البغيض اوقف يدها عن فتح الباب...وهى تقول بشماته:لقد أصرت السيدة بيترس على القدوم حين علمت أنك قررتى التزوج من السير دراكوس...لعلمها بفداحه هذا الأمر أليس كذلك سيدتى؟!...
أجابتها السيدة بيتريس بقوة والتى تكون سيدة طاعنه بالسن...وتكون عمة الملك الكبرى وهى
سيدة حاده الطباع واللسان:بالطبع ففيان فإن كان دراكوس قد فقد عقله...وقامت هذه السيدة بإغوائه فلقد أتيت لإعيد له رشده....وأذكرها بما كانت عليه...
ألا تتفقين معى ميلسيا فأنتِ تعلمين أنك قد وصمتى شرفك بالعار من قبل....أم أنك نسيتى هذا يا فتاة؟!...
كانت سابين تشعر بدمائها تغلى بأوردتها....فقامت بفتح الباب ودلفت للداخل وهى تنظر للحاضرين بغضب وحقد دفين....فقد أتوا بالوقت المناسب...
فهى تحتاج لإفراغ ألمها وغضبها بأحدهم...
تقدمت سابين من الجالسين وحين رأتها ميلسيا الباكيه...وقفت وأسرعت نحوها تحتضنها بحب
وهى تقول بسعاده رغم الألم الدفين القابع بعينيها والذى تعلمه سابين جيدا:عزيزتى من الجيد رؤيتك معافه...هل أنتِ بخير جميلتى؟!...
كادت سابين تجيبها إلا أن السيدة بيترس سبقتها بالحديث وهى تقول بحده تطرق بعطاها أرضا:من هذا الفتى قليل الحياء؟!..وكيف تسمحين له بإقتحام غرفتك هكذا دون إذن؟!...
هنا نظرت لها سابين بإبتسامة متسعه....رأت ميلسيا من خلالها الجنون الذى ستقدم عليه صغيرتها...لهذا كادت تجيب السيدة بيترس أن من أمامها فتاة وليست فتى...
إلا أن سابين سبقتها وهى تجعل ميلسيا تقف خلف ظهرها تحميها من الكلمات الطاعنه من فم هذه السيدة....وهى تقول ببرود وهى تنظر لعينيها بتحدى: أظن أن ذلك الأمر لا يعنيكى...فكما أرى هذه ليست غرفتك بالنهايه أيتها العجوز....
احتدت نظرات السيدة بيترس ف للمرة الأولى يقوم احدهم بالتحدث إليها بهذه الطريقه الغير لائقه...مما جعلها تستقيم واقفه وهى تقول بغضب:هل جننت أيتها الحقير حتى تحدثينى بهذه الطريقه المشينه؟!
ألا تعلم من أنا أيها الوضيع؟!..
كادت سابين تجيبها إلا أن تتدخلت ميلسيا وهى تقول بخوف وتوتر:لا سيدتى هى لم تقصد شئ مما قالت...كما انها فتاة وليس فتى....
كانت سابين مازالت تنظر لها بإستخفاف وبرود أثار غضب تلك السيدة...التى كادت تتحدث إلا أن دخول جرومز أفزع الجميع...وجعل ميلسيا تتشبس أكثر ب سابين التى اتسعت ابتسامتها حين رأت صغيرها...
وهى تقول بثقه:فالتتقدم جرومز وقم بتحية تلك العجوز التى فقدت عقلها اللعين...وأظن أننى من سأعيده لها....ختمت حديثها وهى تنظر للسيدة بيترس بتحدى سافر...وهى تخرج خنجر صغير من جيبها الخلفى وتمرره على يدها وهى تنظر لكلا من ففيان والسيدة بيترس نظرات جنونيه....
لم تستطيع السيدة بيترس الرد على اهانات سابين لها....فقد كانت تنظر لجرومز برعب هى وفيفان وكلتهما يتمسكان بالأخرى خوفا من هذا الذئب الضخم...
وخرجت صرخه ففيان حين كشر جرومز عن أنيابه بغضب...بينما السيدة بيترس تحاول التماسك إلا أن إصفرار وجهها يوضح مدى خوفها...وجرومز ينظر لها تلك النظرات القاتله...حتى رأفت سابين بحالتهم وأمرته سابين بالجلوس أمام الباب حتى تخرج إليه....فأطاعها وخرج جالسا أمام الباب...
وبعد خروجه تقدمت سابين بخطوات متريثه من السيدة بيترس وفيفان قائله بإحتقار:هل تظنين أن
أحد من أهل الأرض يستطيع نيل نجمه بالسماء دون أن يبذل قصار جهده لينال بريقها وضوئها الأخذ أيتها السيدة؟!...فها أنا أخبرك أن عزيزك دراكوس هو من ظل يركض ورائها لينال موافقتها على التحدث معه فقط...وليس الزواج منها فهو يعلم أن تلك النجمه صعبه المراس وأنها بعيده كل البعد عن متناول يده.. فقد كان على عزيزك دراكوس بعض المهام الصعبه للوصول إلي نجمتى ولقد كنت أترك له الطريق ممهدا ليصل إلى قلبها لترتضى به...إلا أننى أرى ذلك الطريق أصبح مستحيلا الأن....
ثم أشارت لباب الغرفه قائله بحده:ولتعلمى أننى سأتركك تخرجين حيه من ذلك الباب اللعين فقط لأنك عجوز فقدتى رجاحة عقلك....وإذا حاولتى الإقتراب من والدتى مجددا أقسم أن أفتح عليك أنتِ وتلك الأفعى اللعينه التى تجاورك الجحيم السابع ولن يستطع أحد ردى حينها....
كانت السيدة بيترس تنظر لها بوجه محتقن وهى لا تستطيع الرد عليها...مما جعل ابتسامه ساخره تنمو على شفتى سابين التى إستدارت برأسها ل فيفان وتنظر لها بإحتقار وهى تكمل:ما تحاولين النجاح فيه سيفشل...لأن كلانا يعلم أنه لا يوجد عاقلا قد ينظر لافعى مثلك يوما ما....فالنظر لوجهها من المؤكد سيصيبه بالإشمئزاز والتقزز حين ينظر إليها كل صباح....
ثم استقامت وابتعدت عن كلاهما خطوة وهى تقول بثبات جرومز:أفسح لهما الطريق....وقفت السيدة بيترس وخرجت من الغرفه وهى تطرق بعطاها الأرض بغضب وففيان تركض خلفها...
تنهدت سابين بإرهاق بعد خروجهم ثم أمسكت بيد ميلسيا وهى تقول بصوت ثابت:لما دائما ما تصمتين رغم أنكِ لستى مخطأ...أتعلمين أننى أكره هذا...
كانت ميلسيا تنظر لها بضعف وعيون لامعه بالدموع فقررت سابين تغيير الموضوع واخبارها برحيلها فقالت بهدوء: لقد أمر الملك برحيلى من البلاد اليوم ولن أعود إلى هنا من جديد....صدمت ميلسيا وهى تضع يدها على فمها...تحاول استيعاب ما قالته
سابين قائله:ماذا؟!..إلا أن سابين لم تعطيها الفرصه لتتحدث وهى تكمل بقوة: لقد كنت سأرحل دون توديع أحد إلا أننى قمت بتغيير رأى الأن..فأنا سأغادر بعد ساعتين من الأن....فإذا أردتى الرحيل معى فأنا سأكون بمنزلى أودع والدتى والفتيات....وإذا أردتى للبقاء فلا بأس...ولكن فالتعدينى أنك لن تظلى على ذلك الضعف الذى سيؤدى بحياتك يوما ما...حسنا جميلتى....
انهت سابين حديثها بحب وهى تقبل ميلسيا من وجنتيها بعد أن قامت بإزالة دموعها...فأومأت لها ميلسيا موافقه...فإبتسمت لها سابين وسارت مبتعده عنها هى وجرومز....
وبعد أن خرجوا من القصر وأمام بوابه الخروج...
وقفت سابين أمام جرومز وانخفضت بجسدها...
وهى تتلمس فرائه قائله بحب:الأن سأقوم بتخيرك أنت الأخر أما أن تبقى مع أسرتك أو ترحل معى... وصدقنى لن أمنعك إذا قمت بإختيارهم...فمن المؤكد أن تفتقدهم بشده....
زمجر جرومز بحزن وهو يحتك بها...فإبتسمت سابين وهى تربت على رأسه وتنظر لما سيقدم عليه...فنظر لها بشوق وحزن فأدركت أن الإختيار لم يقع عليها هى...وتأكدت من ذلك حين سار تجاه الحديقه الخلفيه للقصر....
فنظرت سابين لأثره بألم وحزن وهى تقول لذاتها:
هذا الأفضل له...فإنتِ تعلمين أنه إذا ظل معكى سيصاب بالكثير....وتحركت خارجه من القصر
وهى تحاول منع دموعها من التساقط...
فقد كانت تمتلك أملا بأنه لن يتركها وسيغادر معها...
إلا أنه بالنهايه عاد لمكانه الطبيعى....وخلال سيرها متجه لمنزلها وجدته يسير جوارها بخيلاء...فتوقفت عن السير ونظرت له بصدمه قائله:جرومز ثم اسرعت نحوه تقبله بقوة وسعاده...وقد سمحت لدموعها بالتساقط وهى تحتضنه بقوة...
وهو لم يمانع بل قام بغرز رأسه بأحضانها وهو يزمجر بإستماع....حتى ابتعد سابين عنه وهى تنظر لعينيه بحزن حين ادركت ما قام به فهو لم يقم بتوديها هى...بل قام بتوديع أسرته من أجلها ليكمل معها ما تعاهد عليه من البقاء معا....وسار كلاهما متجهين
نحو منزلها...والذى تصادف بوجود الفتيات جميهم
به مع والدتها...
والذين سعدوا جدا برؤيتها وظلوا يبكون فرحا لنجاتها...وبعد تبادل الأحضان السعيده جلست
سابين أمامهم وأخبرتهم برحيلها....مما جعل
الصدمه ترتسم على وجهه الجميع...والدموع
عادت لعيونهم من جديد....
إلا أن حديث فكتوريا أصابهم بصدمة أكبر...وهى تقوم بعزم:وأنا أيضا سأرحل معكى صغيرتى ولن أترككى بعد اليوم...لهذا فالتصعدى لتجهزى أمتعتك لنرحل بأسرع وقت....
نظرت لها سابين بتعجب من قرار والدتها....والتى أدركت أنه قرار نهائى وكأنها كانت تفكر به من قبل لهذا قررت الإذعان لها وعدم المماطله...
وبعد تأكد فكتوريا من صعود سابين نظرت للفتيات قائله بثقه وثبات تحسد عليه:أمر محزن أن نفقد من نحب...إلا أننا لم نفقدها لهذا لما البكاء هى فقط ستبتعد....وجميعكن تعلمن أنها تحتاج لمن يعتنى
بها لهذا يجب أن أرحل معها....كما أننى أرى أن كلا منكم أصبحت لها حياتها الخاصه...
ونظرت ل أليس قائله بدفئ:فأنتِ أصبحت لكى عائلتك الصغيرة....وهناك صغير سيملأ حياتك بعد أيام قليله...وكم وددت لو أننى ظللت معكى حينها لأرى صغيرى...إلا أننى أعلم أن شقيقاتك لن يتركونك بمفردكى...وأنتِ جوليا لقد أصبح لكِ منزلك الخاص وزوجك لتهتمى بأمرهم....وكذلك أنتِ سيلا فعملك سيبدأ مع الحكيم بحلول الشهر المقبل وسمتلأ يومك بالكثير من العمل الذى حلمتى به منذ الصغر...فكما ترون لكلا منكم حياته التى جاهد من أجل بنائها... والفضل بكل هذا يعود يعود ل سابين والتى لم تعد تمتلك شئ....لهذا ألا تظنون أنها تحتاج للإبتعاد لعلها تجد ذاتها التى برع الجميع بأنتهاك روحها...كما أنكم تستطيعون زيارتنا بالوقت الذى تشاؤون أليس كذلك؟!...
ختمت فكتوريا حديثها وهى تبتسم بحزن فما ستقدم عليه أمر صعب...فهى لم تبتعد عن صغارها من قبل...إلا ان صغيرتها تحتاجها لهذا فالتلعنها السماء إذا فكرت بالتخلى عنها من جديد....
أخرجها من شرودها حديث ليلى التى قالت بحزن: وأنا أمى أين سأذهب؟!...هل ستتركينى هنا؟!...نفت لها فكتوريا برأسها وهى تقول بحنان:بل ستأتين معنا جميلتى....فأنتى ستكونين ذلك المسكن الخفى الذى سيلجم زمام عنفها حين ينفلت من بين يدى....
لم تعى ليلى شئ مما قالته والدتها...إلا أنها فرحت لأنها سترحل معهم...لهذا صعدت لغرفتها هى الأخرى لحزم أمتعتها للرحيل...بينما قالت أليس بحزن:أنتِ على حق أمى فأنا أتفق معكى...فهى الأحق بتواجدك جوارها الأن أكثر من أى وقت مضئ...أيدتها كلا من سيلا وجوليا بحديثها...
نظرت جوليا لوالدتها بتوتر وهى تقول:ولكن هل أبى على علم برحيلك مع سابين؟!..نفت لها فكتوريا الأمر وهى تقول بجمود:لا يعلم بشئ...كما أنه فقد هذا الحق صغيرتى...
أومأت لها جوليا بتفهم...وعاهدت الفتيات والدتهن على حماية بعضهن البعض...وخلال انتظارهن ل سابين وليلى للإنتهاء من حزم أمتعتهن...
طرق الباب فقامت سيلا بفتحه ظنن منها أنه مارلين...إلا أنها وجدت الأميره ميلسيا هى من طرق باب منزلهم...ولقد كانت ميلسيا تحمل حقيبه ثيابها فقالت سيلا بصدمه:لا تخبرينى أنكِ أيضا سترحلين مع سابين...
أومأت لها ميلسيا بإبتسامه مرهقه وهى تجلس جوار فكتوريا...وهى تقول بضعف:لما؟!..من سيذهب معنا؟!.
أجابتها فكتوريا بود:أنا وليلى سنغادر معكن...اومأت لها ميلسيا بإرتياح قائله بمسانده:قرار حكيم ومتهور بذات الوقت...
فإبتسمت لها فكتوريا بود قائله بثقه:أعلم ذلك وبعد ما يقارب الساعه خرجت السيدتان مع سابين وليلى ليرحلوا عن المملكة....بعد التوديع الحار بينهم وبين الفتيات...
ولقد كانت سابين تعلم وجهتهم...إلا أنها طلبت من والدتها وميلسيا العروج على المقاطعه قبل رحيلهم لتوديع قبر الصغار...وافقت السيدتان على الفور...
وبالفعل ذهبت إلى هناك وقررت سابين الذهاب ل ليليان لإخبارها بحقيقه الأمر...وأنها سترحل اليوم حتى لا تنتظرها كل شهر كما اتفقا معا...لهذا أرسلت والدتها وميلسيا مع ليلى الصغيرة لمنزل دوغلاس... وذهبت هى وجرومز لها...
وبعد الترحيب الحار جلست سابين وقامت باخبارها بكل شئ وليليان تنظر لها زاهله مما تلقته...وبعد انتهاء سابين من قص الحقيقه تركتها ورحلت...بعد أن أخبرتها أنها سترحل ولن تعود من جديد...
خرجت سابين من منزل ليليان واتجهت لتلك المقبرة التى شهدت على أسواء ما رأته بحياتها....شهدت على مقتل الكثيرون وهى منهم...وبعد أن جلست سابين بعض الوقت نظرت للسماء التى أظلمت منذ مده لا بأس بها....
قامت سابين بتوديع الصغار سارت بطريقها لمنزل دوغلاس...وحين دلفت للداخل وجدت ثلاث نساء يجلسن معا وفتاة صغيرة ينتظرون عودتها...فنظرت سابين نحوهم بصدمه وتعجب وهى تتقدم من ليليان
وهى تقول بقلق: ماذا حدث؟!...هل أنتِ بخير؟!...
أومأت لها ليليان وهى تقول بهدوء:أجل بخير...إلا أننى قررت الرحيل معك...فلا يوجد هنا ما يحثنى على البقاء...لهذا رحيلى أو بقائى لن يشكل فارق لأحد...
فأومأت لها سابين بهدوء متفهمه موقفها...ثم قالت بإرهاق:إذا سنرحل غدا صباحا...لهذا فالتأخذ كلا
منهم غرفة لتسرح بها...حتى يحل الصباح ونغادر لوجهتنا...
أصرت ليلى على النوم مع سابين وجرومز...الذى بدأ كلاهما يتشاجران أيهم سيحتضن سابين...والتى تركتهم يتشاجران ودلفت للمرحاض للإستحمام... وحين خرجت من المرحاض وجدت كلاهما نائمان ويحتضن كلا منهما الأخر...
مما جعلها تبتسم بحب وهى تستلقى جوارهم...
فرفع جرومز رأسه ونظر لها بنعاس...ثم قام بدفن وجهه بعنقها كما يفعل وسقط كلاهما
❈-❈-❈
أتى الصباح الذى كان جيدا لحد كبير....فقد كانت الشمس مشرقه وتعطى أملا أن اليوم أفضل من أمس..استيقظت سابين على صوت ضحكات مرتفعه تأتى من الأسفل ورائحه طعام شهيه....
فقامت بتدليك عينيها لتحسين رؤيتها ونظرت جوارها...فوجدت فراشها خالى من سواها...
فإستقامت وهى تنظر أمامها بتنهيده حزينه.... وسارت لتخرج من غرفتها وهبطت للأسفل...
فوجدت ميلسيا ووالدتها وليليان يجلس حول الطاوله يتسامرون وعلى وجوهن ابتسامات رقيقه تجعلك تسقط لهن...فقالت سابين داخله بسخريه: اللعنه على معشر الرجال الذين برعوا بمحوا تلك الابتسامات الرقيقه...أقسم أنهم قد خسرن ثلاث فتيات كل واحده منهن أجمل من الأخرى...كما أقسم أن أجعل كل رجل تسبب بإيلام إحداكن يعانى كما برعوا فى إيلامكن...
ثم نظرت للزاويه فوجدت ليلى تجلس جوار جرومز وكلا منها يتناول طعامه بهدوء...وكأن كلاهما قد قرر أخذ هدنه على شجارهم الدائم....
اقتربت سابين من الطاوله وسحبت أحد المقاعد وجلست عليه بهدوء..وهى تنظر للسيدتات
الجالسات أمامها ثم قالت بثبات:الأن كلا واحده منكن سيداتى ستخبرنى بالحقيقه وراء اتخاذها
قرار الرحيل معى...لأننى أرى أن كلا منكن لم تأخذ وقتا لتفكر بالمغادره وترك كل شئ خلفها...
وبينما كانت سابين تقوم بإستجواب السيدات...
كان هناك ثلاث رسائل كانوا بطريقهن لكلا من
ماثيو...ووالدها...ودراكوس..قامت سابين بإرسالهن مساء أمس بعد أن تأكدت من نوم الجميع خرجت من المنزل وأرسلت بها إليهم....
لتكون الصفعه الأوله بقاموسها الجديد...لرجولة هؤلاء الرجال...وردا لكرامة هؤلاء النسوة اللاتى فقدن الكثير من أجل رجلا تسببوا بقتل ابسط ما يمتلكون....وهى ابتسامتهن...
يتبع