الفصل السادس والسبعون - مملكة الذئاب Black
الفصل السادس والسبعون
"ألا ليتٓ الحياةٓ تكونُ موتاً وليتٓ الموتُ يأتي لا أبالى.."
سابين...
كل عام كان يصل لمكتب الحكيم وليم الكثير من طلبات الالتحاق بمعهده...إلا أن هذه الطلبات يتم رفضها...ليس لأن من يريد الإلتحاق بالمعهد لا يملك النقود...لأن الملك جعل الالتحاق بهذا المعهد بدون مقابل مادى....
إلا أن الإلتحاق به أيضا أمر يكاد يكون مستحيلا... وهذا لعدم وجود أماكن مخصصه لجميع من يريد الدراسه به...
فرغم اتساع المعهد إلا أنه لا يستع لهذا الجمع الغفير من جميع القرى والممالك المجاوره....كما أنه يوجد الكثير من الأسباب التعجيزى الأخرى... حيث أن
هناك بعض الطلاب الذين يريدون الإلتحاق بالمعهد ولكن لبعد قريتهم لا يستطيعون الذهاب لبعد المسافه...
وهناك أخرون لا يملكون النقود الكافيه للسفر والترحال...فرغم أن الملك منع دفع الأموال لداخول معهده....إلا أنه لم يفكر بدفع مصاريف ترحال وسفر الطلاب من القرى البعيده...مما حطم أحلام الكثيرون فى الوصول إلى مبتغاهم...
لهذا قرر الحكيم وليم وضع خطه جديده وجيده بالوقت ذاته...وقام بعرضها على الملك الذى وافق عليها على الفور...كما أمده بكل ما يحتاجه ويلزمه لإستكمال الأمر...
والذى كان عباره عن إرسال الطلاب المتفوقين والمتخرجين من معهده إلى تلك القرى...التى
أرسلت إليه الكثير من طلبات الإلتحاق بمعهده...
ولم يستطيعوا الذهاب لظرف من تلك الظروف السابقه....
ولقد اختار أفضل طلابه لتولى هذه المهمه...فقد أرسل اثنان منهم بكل قريه لمده عام...ليقومون بتعليم طلابها بكل ما يحتاجونه...وبعد مرور هذا العام يعود طلابه للعاصمه...مع تلاميذهم الذين
قاموا بتعليمهم لإختبار قدراتهم...
وإذا نجح الطلاب يتم تعينهم معلمين من قبل الملك وسيبدأون رحلتهم فى نشر العلم بين أرجاء المملكه وسيدون أسمائهم جانب العظماء الذين أحدثوا تغيرا بالمملكه....ولقد كانت سيلا وليو من هؤلاء الطلاب المتفوقين الذين وقع عليهم الإختيار من الحكيم...
لهذا كانت سيلا تستعد للرحيل من منزل شقيقتها أليس لتلتقى ب ليو ليرحلوا إلى أولى محطاتهم فى اثبات الذات...وذلك بعد تويع شقيقتيها أليس وجوليا ثم ألتقت ب ليو الذى كان ينتظرها ليرحلوا إلى قريه تبتعد عن المملكه بمسيرة ثلاثه أيام...
وخلال رحلتهم أخبرت سيلا ليو أن سابين قد أرسلت لهم رسالة تخبرهم بأنها بخير هى والجميع...وأنهم يستطيعون إرسال الرسائل لها...فهى قد أرسلت لهم مكان تواجدها...
إلا أنها طلبت منه عدم إخبار أحد بهذا...لأن سابين طلبت منهم ذلك...فوافق ليو وطلب منها أن تخبره بمكان اقامتهم حتى يراسل والدته و سابين ليطمئن على حالهم...فقامت سيلا بإخباره مكان اقامتهم الذى تعجب ليو من تواجدهم بهم...
وبعد مرور ثلاثه أيام وصل كلاهما للقريه المنشوده... والتى كانت تتسم بالهدوء على عكس العاصمه المليئه بالحركه والكثير من البشر...
وصل كلاهما للمنزل الذى سيقيمون به...إلا أنهم وجدوه منزل ل رجل عجوز استأجره الحكيم لهم ليمكثوا به...خلال العام الذى سيتواجدون به بالقريه وحتى لا يظلون بمفردهم...
وبعد استقرار كلا منهم بغرفته الخاصه وتناول طعام العشاء....خلد كلا منهم للنوم للإستعداد ليوم جديد لعمل سيغير من حياة كلاهما للأفضل....
وبالفعل أشرق الصباح ومعه استيقظ كلا من سيلا وليو بنشاط...وخرجوا من المنزل متجهين للمكان الذى تم تخصيصه للدارسين...وقد تم تقسيم المواد بين ليو وسيلا لشرحها للطلاب....مع وجود بعض الملخصات الورقيه حتى يتمكن الطلاب من حفظ المعلومات التى سيلقونها عليهم...
وبالفعل مر اليوم الأول بنجاح كبير أكثر مما توقعوا حيث توافد عليهم الكثير من الطلاب...أكثر من العدد الذى أخبرهم به الحكيم...وهذا أشعل حماسهم وقام ليو بإرسال رساله للملك يطلب منه الأدوات اللازمه لمساعده الطلاب فى التقدم والوصول لأحلامهم...
❈-❈-❈
كانت أليس تجلس بمنزلها تشعر بالملل يقتلها...لهذا قررت الذهاب للقصر لزياره جوليا والإطمئنان عليها هى وكيت التى أوشكت على وضع صغيرها...لهذا قامت بتبديل ثيابها وخرجت من منزلها وذهبت لملاقاتهم...
وحين وصلت وجدت كلا من كيت وجوليا تجلسان بالحديقه الخلفيه يتسامرون...فتقدمت منهم وهى تقول بإبتسامه هادئه:كلاكما هنا وأنا وحدى بالمنزل أشعر بملل والفراغ يقتلنى...
جلست جوارهم وهى تقول ل كيت:هل أخبركى الحكيم بمتى ستضعين الصغير؟!...نفت لها كيت
التى قالت بتوتر:لا لم يفعل...وأظن أنه لم يفعل
ذلك لعلمه بخوفى الشديد....خاصه حين علمت
أن ألم الولاده يكون فوق الاحتمال...
ربتت أليس على كتفها قائله بمسانده:لا تقلقى كل شئ سيمر بسلام...كما أننا سنظل معكى ولن نتركك...
أومأت لها كيت بإمتنان إلا أن الحزن غزى عينيها وهى تقول:كنت أتمنى لو أن الأميرة ميلسيا حاضره معى الأن ف لقد كانت كالأم بالنسبه لى....كما أن رحيلها قد ترك فراغ كبير بقلبى لا أستطيع ملأه...
ودائما ما أشتاق لها ولأحاديثها...
ابتسمت جوليا بحزن قائلا:وأنا أيضا أشتاق لوالدتى وسابين وليلى...نظرت لها كيت وهى تأكد على حديثها قائله:أنا أيضا أشتاق إليهم...وخاصه سابين ف لقد كانت صديقه جيده...أتمنى لو كنت أعلم
مكان تواجدتهم لكنت راسلتهم على الدوام لأطمئن على حالهم...إلا أن السيد دراكوس لم ينجح بإيجاد شئ حتى الأن....
نظرت كلا من أليس وجوليا لبعضهم بنظرات ذات مغزى....حتى تنهدت أليس قائله بصوت محذر وهامس:حسنا سنعقد اتفاق فيما بيننا...فأنا سأخبرك بمكان إقامة سابين والأميره ميلسيا....ولكن بالمقابل لن تخبرى أحد بهذا...وسيظل الأمر بيننا فقط...
نظرت لها كيت بصدمه بالبدايه ثم تحولت نظراتها لنظرات سعيده....وهى تومئ لها مبتسمه وتقول بسعاده مفرطه:أقسم ألا أخبر أحد بالأمر...وسيظل الأمر فيما بيننا...
أومأت لها أليس بإبتسامه هادئه وهى تقول:حسنا سأبعث لكى بمحل اقامتهم حتى ترسلى إليهم الرسائل بالوقت الذى تريدين...
أومأت لها كيت وظل ثلاثتهم يتسامرون حول المولود الجديد وهل سيشبه كيت أم ماكس؟!..
❈-❈-❈
كان جالسا بهدوء شديد على أحد المقاعد الوثيره بغرفته...وينظر إلى نقطه وهميه أمامه بشرود تام...
وعقله يهيئ له الكثير من الأحداث الغير مرغوب
بها والتى كانت عباره عن قيام أحدهم بالتقرب من سابين وملاطفتها....إلا أنه كان يعنف ذاته وتفكيره بأنها لن تفعل هذا...كما أنها لن تسمح لأحد بالتقرب منها...فهو يعلمها جيدا فهى لا تسمح لأحد بالتوغل لقلبها مادام هو مالكه....
هنا رد عليه عقله بسخريه قائلا:وما الذى سيجبرها على مواصله حبك بعد أن قررت الزواج من أخرى؟!... وليس ذلك فحسب بل فعلتها بعد رحيلها بأيام فقط وكأنها لم تكن تعنى لك شئ....كما أنك تغافلت عن شئ هام....فكلانا يعلم جيدا أنها فتاة جميله تجذب إليها الأنظار دون مجهود يذكر...فرغم تعاملها الخشن إلا أنها رقيقه وهشه من الداخل....تحتاج فقط من يهتم بها قليلا...وحينها سيجد ما يسره وما يجعله يرغب بالتمسك بها...لهذا أظن أن هناك الكثير من الرجال سيحاولون التقرب منها....
ابتسم إستيفان ساخرا وهو يجيبه بثقه:ومن الذى سيخبرهم أنها فتاة؟!..فمن المؤكد أنها ستظل كما
هى على هيئه ساب...وهذا حتى تستطيع إيجاد
عملا لها....
هنا رد عليه عقله بثبات أصابه بالتشتت:أظن أنك تغافلت عن شئ أخر ففتاتنا قد تفعل أى شئ يمليه عليه عقلها...كما لا أرى سبب يجبرها على إخفاء حقيقتها بعد الأن...فما كانت تخشى منه قد حدث بالفعل...
صمت إستيفان وهو يفكر قليلا لما توصل له عقله.. حتى قال بعمق وهو يشعر بجوفه يحترق غضبا:من المستحيل أن يقبل أحد بها وهى فتاة...خاصه بمثل هذا العمل الذى تمتهنه...
ابتسم عقله بمكر وهو يجيبه:إلا أنها تمتلك من الذكاء والبراعه ما يجبر الجميع على عدم النظر لكونها فتاة...
هنا انتفض جسد إستيفان وهو يشعر بنيران قد إشتعلت بكامل جسده عندما توصل لهذه النقطه... بالفعل عقله على صواب فهى فتاة ذكيه من المؤكد ستجد من يوافق على عملها معه رغم أنها فتاة...
عاد عقله من جديد ليتحدث قائلا بهدوء:ألفين على حق...فقرارك بالزواج بمثل هذا الوقت ليس على صواب...خاصه إذا وصل هذا الإمر إليها...فكلانا يعلم تهورها...فرغم ذكائها إلا أنها إمرأة عاشقه بالأخير...
فقد تفعل ما يجعلنا نصاب نحن بالجنون...لهذا فالتعد التفكير جيدا بأمر الزواج حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه....
خرجت كلمه نابيه من فم إستيفان الذى قال بعناد:
لن أتراجع عن شئ مما قلته سابقا...فكل ما صدر منك الأن ليس سوى تخمين لما قد تفعله...
تنهد عقله بسأم من تعند صاحبه حتى قال بثبات: حسنا أنت على حق...فكل ما قلته مجرد إحتمال
لهذا سنعقد اتفاقا فيما بيننا...لا أريدك إستيفان أن تعود لتسألنى الحل بعد أن يأتى إليك الخبر المؤكد من خادمك الذى أرسلته خلفها...
أنهى عقله الحديث عند هذه النقطه وترك إستيفان يشعر بالتشتت والخوف من امكانيه حدوث عكس
ما يتوقعه...إلا أنه مجبر على الإنتظار حتى يأتيه الدليل القاطع على صحه حديث عقله...
❈-❈-❈
كانت ميلسيا قد توصلت خلال الأيام الماضيه
لمكان أحد الحكماء الذين يتاجرون بعلمهم....ولقد كان الأمر محزن حين كان الحكيم الذى وجدته رجلا فظ...شاهدته يعنف أحد المرضى ويقوم بطرده لعدم وجود نقود معه للحصول على ترياق للعلاج...
لقد حددت هدفها ولم يبقى سوى التنفيذ....لهذا أخذت ليلى معها وجعلتها تحفظ الطريق جيدا... وخلال عودتهم اتفق كلاهما على أن تطلب ليلى
من سابين أن تخرج معها لأنها تريد التنزه....
وخلال سيرهم تأخذها ليلى إلى منزل ذلك الحكيم ثم تترك الأمر ل سابين...والتى لن تترك الأمر دون تدخل...
عادت ميلسيا إلى المنزل وهى مبتسمه بإتساع هى وليلى...وخلفهم جرومز الذى جلس بجزء بعيد نسبيا وهو ينظر إليهم بهدوء...
بينما جلست ميلسيا تخبرهم أنها قد خططت لكل شئ...ولم يتبقى سوى التنفيذ لهذا انتظروا عودة سابين حتى يتم الأمر....
وبالفعل عادت سابين للمنزل بعد ثلاث ساعات وهى تبتسم بإتساع...ف الرجل قد أخبرها أنها تستطيع بدأ العمل معه منذ الغد...ولقد عادت وهى تشعر بالجوع الشديد....على عكس الإيام الماضيه التى لم تتناول خلالها سوى القليل...
وخلال جلوسهم حول مائده الطعام كانت ليلى تنظر إليها بعبوس...حتى لاحظتها سابين التى نظرت لها بحنان قائله:من الذى أحزن جميلتى حتى أقوم بمعاقبته؟!...
ازداد عبوس ليلى وهى تضم يديها معا...مما جعل سابين تفطن أنها من أحزنها...لهذا قامت بترك طعامها وسارت نحو مقعد الصغيره...وهى تربت على رأسها بحب وتقول:ألن تخبرينى ماذا فعلت لأحزن جميلتى هكذا؟!...لعلى أجد ما أصلح به خطائى...
نظرت لها ليلى بذات العبوس وهى تقول بحزن:أنتِ لم تجلبى لى فاكهتى المفضله منذ أتينا إلى هنا...
وكل يوم كنت أنتظر عودتك من الخارج بها إلا أنك لم تأتى بشئ....حتى اليوم لم تأتى بها أيضا...
كانت النساء ينظر ل ليلى بصدمه تامه مما تفعله...
فلو لم يكونوا على علم بما تفعله لصدقوا أنها حزينه وغاضبه بالفعل...
بينما نظرت سابين لها بإعتذار قائله:لكِ كل الحق بحزنك وغضبك جميلتى...لهذا أنا سأذهب الأن
لجلب أفضل فاكهه لأفضل ليلى بالوجود...كما لا تحزنى فأنا لأ أستطيع إحزانك حبيبتى...
وقامت بتقبيل وجنتيها بحب واستقامت لتخرج...
إلا أن ليلى أوقفتها وهى تستقيم عن مقعدها هى الأخرى...قائله بصوت لا يقبل النقاش:انتظرى سأتى معكى أنا وجرومز...
ثم نظرت ل جرومز قائله بسعاده:هيا جرو وركضت هى وجرومز للخارج أمام نظرات سابين المتعجبه... إلا أنها تنهدت بإبتسامه وهى تنظر للجالسات بهدوء قائله:لن نتأخر...وخرجت من المنزل بهدوء لتلاحق تلك الصغيره وصديقها...حتى لا يبتعدوا عنها...
وبعد خروجهم تحدثت ليليان بزهول:أقسم أننى قد صدقت ما قامت به تلك الصغيره ..واللعنه لقد كدت أبكى لحزنها...
ردت عليها فكتوريا بهدوء لكونها معتاده على ذلك:لا تقلقى فهذا أكثر ما تبرع به ليلى...إلا أنها لا تفعل ذلك سوى مع سابين فقط أو إذا طلب منها أحد فعلها...
ولكن سيكون من الجيد ألا تحاول إحدانا إغضابها فقد تكشف الأمر ل سابين حينها...
هنا ردت عليها ميلسيا قائله بمكر:لا تقلقى لن تفعل فأنا قد فكرت بحدوث ذلك...لهذا أخبرتها أن سابين ستغضب منها ومنا بشده إذا علمت بما خططنا له... وقد تتركنا وترك كما فعلت مع شقيقاتها....لهذا فهى لن تكشف الأمر...
نظرت كلا من فكتوريا ليليان ل ميلسيا بتعجب فقالت فكتوريا بإبتسامه:لم أكن أعلم أنكِ تمتلكين هذا المكر من قبل يا فتاة..فوجهك الملائكى لا يدل على ذلك...
أيدتها ليليان قائله:وأنا أيضا كنت أظنك فتاة هادئه... هنا ابتسمت ميلسيا بحزن وهى تجيبهم قائله:وأنا أيضا ظننت أن تلك الفتاة قد انتهى أمرها منذ تم تحطيمها...
توقفت لتتنهد بألم وعينيها قد لمعت بالدموع....إلا أنها تنفست بعمق وهى تعود لتبتسم من جديد
أمام نظرات ليليان وفكتوريا المتسائله...وهى تقول بشرود:لقد كنت بمثل مشاكسه ليلى بصغرى...ودائما ما كنت أحتال على الجميع بلطافتى كما تفعل الأن... وكنت أضع الخطط المحكمه حتى أصل لما أريد...
ولقد كنت أتدلل على بيلا كما تفعل ليلى مع سابين... لهذا ما ترونه الأن ليس سوى الوجه الحقيقى ل ميلسيا فتاة المستحيل كما كانت تدعونى بيلا بصبانا...
ربتت ليليان على كتف ميلسيا بدعم...وفكتوريا على رأسها بحنان وثلاثتهم جالسون جوار بعضهم البعض تستند كل منهما على الأخرى...فى انتظار معرفه نتيجه ما خططن له...
❈-❈-❈
كانت ليلى وجرومز يركضون بمرح وسعاده أمام سابين التى تسير خلفهم بهدوء...وتبتسم لما يفعلونه كما أن الناس من حولهم يتركون قارعه الطريق... ويبتعدون حين يرون جرومز الذى يسير بخيلاء أمامهم...
لم يكونوا يسيرون بوجه محدده فقد كانت سابين تسير خلف خطى الصغيره وجرومز....حتى توقف ليلى لتقوم بتفقد أحد الفواكه المعروضه...فأنتظرت سابين حتى تنتهى ليلى...
إلا أن هناك ما لفت نظرها فقد كان هناك رجل يبدوا عليه الإعياء الشديد...يبكى بضعف وأخر يملك من القوة ما جعله يصفع الضعيف دون أدنى شفقه به...
وهذا أثار حنق سابين وإزداد غضبها أكثر...حين استمر هذا الرجل بضرب المريض ولم يحاول أحد إيقافه...مما جعلها تنظر لجرومز بثبات قائله:لا تسمح لأحد بالإقتراب منها...
فوقف جرومز كدرع حامى ل ليلى كما أمرته سابين التى كانت تسير نحو هذا المتجبر الذى رفع يده ليصفع الرجل للمرة التى لا تعلم عددها...وقالت
بثبات رغم انفعالها:اتركه وشائنه...
نظر لها الرجل بإحتقار قائلا:وما دخلك أنتِ...
ابتعدى حتى لا تنالين بعض مما يناله هذا الحقير... وكاد يصفعه إلا أن سابين قالت بغضب:جرومز...
فزمجر جرومز بغضب أصاب الجميع بالخوف...
وخاصه ذلك الضخم الذى ترك ثياب الرجل المريض والذى سقط أرضا يحاول إلتقاط أنفاسه...لم تحاول سابين التدخل لضرب الرجل الضخم لعلمها أنه سيكيل لها الضربات...
كما انها لا تحمل معها سلاحها لهذا استعانت ب جرومز...وبعد ابتعاد الرجل قالت بهدوء:ماذا أخذ منك حتى تقوم بضربه؟!...
أجابها الرجل بجفاء:لقد ادعى أن معه نقود لشراء الترياق...إلا أنه كاذب ومخادع...وكاد يفر هاربا بعد حصوله عليه دون دفع النقود...
هنا نظرت سابين للرجل المريض الجالس على الأرض قائله بتسأل:هل ما يقوله صحيح؟!...أومأ لها الرجل وهو يقول بضعف:أجل إلا أننى أقسم لك أننى لا أملك ثمن هذا الترياق...وإبنتى مريضه بشده
وتحتاج للعلاج وإلا ستلقى حتفها...ولو أننى
أملك النقود لكنت أتيت به دون سرقته الترياق
ولكننى لم اكن أملكه لهذا حاولت سرقته...
نظرت سابين للرجل الذى مازال يجلس أرضا بهدوء ثم عادت لتنظر للرجل الضخم قائله:هل أنت طبيب؟! نظر لها الرجل بسخط....إلا أنه أجاب بالنهايه حين زمجر جرومز قائلا بسأم:لا لست طبيب بل أنا مساعده....والطبيب من أمرنى بعدم اعطاء العلاج لمن لا مال له...
رفعت سابين احدى حاجبيها قائله بسخرية:حقا!!...ثم صمتت تنظر لكلاهما بهدوء فهذا لا زنب له...ف طفلته ستموت إذا لم تأخذ الترياق....والأخر يقوم بأداء عمله
لهذا نظرت سابين للترياق سائله الرجل وهى تشير إلى القاروة الصغيره:كم تساوى؟!..
أجابها الرجل قائلا:خمسه عملات ذهبيه...نظرت له سابين بصدمه قائله:لما؟!..ثم نظرت للرجل الجالس أرضا:ما هو مرض صغيرتك؟!...
أجابها الرجل قائلا:إنها مصابه بالقوباء...نظرت سابين للرجل الضخم قائله بحده:هل هذا طبيب أم تاجر يتاجر بإحتياج الناس له؟!...
هنا فاض بالرجل الضخم من تدخلها المستمر....فقد ظن أنها ستقوم بدفع النقود إلا أنها تستمر بالحديث فقط...لهذا قال بإنفعال هو الأخر:ابتعدى من هنا قبل أن أقوم بسجنك...واقترب من الرجل وجذب الترياق منه بالقوة وهو يقول له بحده:سأترك فقط هذه المرة ولكن إذا قمت بإعادتها من جديد سأقتلك بيدى العاريتين....
وتركهم وعاد للداخل من جديد....نظرت سابين للرجل الجاثى أرضا وهو يبكى بقله حيله....واقتربت منه قائله بحزم:استقم واتبعنى...
ثم نظرت خلفها لكلا من ليلى وجرومز...وأشارت برأسها ليتبعونها وظلت تتنقل من مكان لأخر...
وهى تشترى بعض الأشياء التى ستحتاج إليها... وخلال سيرها دار الحوار التالى بينها وبين الرجل..
سابين بهدوء:أخبرنى منذ متى وصغيرتك مصابه بهذا المرض؟!..وهل قام أحد بلمسها أم لا؟!...
أجابها الرجل الذى ظل يمسح وجهه من الدموع العالقه بعينيه:لا أعلم متى أصيبت؟!...كما لا أعلم كيف أصيبت بهذا المرض؟!...
اومأت له سابين بتفهم قائله:إذا من أين علمت أنها مصابه بمرض القوباء؟!...أجابها الرجل بصدق:إنه الحكيم...ف أنا ووالدتها لم نكن نعلم ما أصابها...لهذا قمنا ببيع أثاث المنزل حتى نحصل على النقود لاخذها للطبيب....ولكن النقود لم تكفى...فقد كان كشفه يساوى ما كان معنا من مال......بينما كان الترياق بخمسه عملات ذهبيه والتى لم أكن أملكها لهذا حاولت سرقتها ولكن لم ينجح الأمر...
اومأت له سابين بتفهم وهى تربت على ظهره قائله بطمئنيه:لا تقلق فتاتك ستكون بخير خلال أيام...هيا اخبرنى أين هو منزلك سيد؟!..ختمت سابين حديثها بتسأل...فنظر لها الرجل قائلا بتلهف:إنه جابى سيدتى...
ابتسمت سابين له بود وهى تؤمى له قائله:حسنا سيد جابى فالتخبرنى أين منزلك؟!...أومأ لها الرجل برحابه صدر والذى حاول اخذ ما مع سابين ليحمله هو...إلا أنها رفضت بتأدب....وسار كلاهما لمنزله....وخلفهم جرومز و ليلى....
وبعد بعض الوقت وصلوا لمنزل متهالك يتكون من غرفه واحده صغيره...تجلس بها زوجته التى تبكى جوار ابنته الصغيره...والتى تكون بمثل عمر ليلى
نظرت سابين ل ليلى وأمرتها بالبقاء خارجا هى وجرومز حتى تنتهى من عملها....وقامت بإخراج
ما معها بعد أن قامت برفع شعرها للأعلى حتى ترى جيدا....وأمرت الرجل قائله:أريد ماء نظيف لا تلمسه يدك سيدى....
اومأ لها الرجل قائلا:حسنا سيدتى...وأسرع الرجل بتنفيد أمرها...فنظرت سابين لزوجته وأمرتها قائله بود:قومى بإخراج كل ما بالغرفه للخارج وإبدائى بتطهيرها بهذا......وقومى بتنظيف جميع الملابس بهذا.....وأخرجت أدوات للتنظيف مما تحمله ثم اقتربت من الفتاة النائمه أرضا ولا تشعر بشئ...
وبدأت تتفقدتها فوجدت حول أنفها وشفتيها بثور صفراء اللون مليئ بالتقرحات الشديده....كما كانت حراره الصغيره مرتفعه...
فأدركت سابين أن البثور قد انتفخت وانفجرت مكونه هذا اللون المائل للإصفرار....فقالت سابين لوالدة الصغيره وهى تكمل تشخيصها:هل بدأ الأمر بظهور بقع حمراء حول أنفها وشفتيها مع حكه وألم مستمر؟!...اومأت لها السيدة قائله بحزن:أجل سيدتى....
أومأت لها سابين بهدوء وهى تعود لإخراج بعض ادوات الخاصه بالنظافه الشخصيه...وحملت الصغيره وخرجت خارج منزلهم....وقد كان والدها قد جهز المياه....
فقامت سابين بإخراج مقص نظيف وقامت بقص أظافر الصغيره...حتى لا تجرح نفسها بأظافر يدها عندما تأتيها الحكه....ثم قامت بنزع اغلب ثيابها وتركت فقط القليل عليها....وأجلستها على صخره وطلبت من والدها صب الماء فوق رأسها بهدوء...
وبدأت سابين بتحميم الصغيره وتنظيف جسدها جيدا....وبعد انتهائها أخرجت قطعه ثياب نظيفه مما تحمله وألبستها إياها....
ثم أخرجت نبته الفصوليا البريه وقامت بالضغط على جذورها.....وأخرجت ماده الفازوليكولين ووضعتها بإناء نظيف وأضافت عليه بعض الفواكه لتغير طعمها
وأعطتها ل للصغيره....
وظلت تطعمها وهى تبتسم لها قائله:ما هو اسمك جميلتى؟!...أجابتها الصغيره بإجهاد:لينا.....ابتسمت لها سابين بحب وهى تربت بحنان على رأسها...وهى تشير ل ليلى لتقترب قائله:هذه شقيقتى ليلى إنها بمثل عمرك...وسيكون من الجيد لو أصبحتما أصدقاء أليس كذلك ليلى؟!...
حيتها ليلى بإبتسامه ودوده قائله:أتمنى لكِ الشفاء العاجل....ردت عليها لينا الإبتسامه وهى تقول بإجهاد وضعف:شكرا لكِ....
بعد انتهاء سابين من عملها نظرت ل السيد جابى قائله:مرضها هذا قد يكون انتقل إليك أنت ووالدتها لهذا سيكون من الجيد أن يغتسل كلا منكما...ولا تحاولوا الاقتراب جسديا من الصغيره...حتى لا تعود لنقل العدوى لكم من جديد...كما أنها ستشعر بالراحه بعد قليل...إلا أننى سأعود غدا للإطمئنان عليها...كما ان جسدها سيحتاج للعلاج لأكثر من يوم...لهذا
يوجد هنا الترياق الذى تحتاجه الصغيره حتى يشفى جسدها تماما...كما أن سعره لا يتخطى نصف عملة ذهبيه...أنهت سابين حديثها بإبتسامه هازئه...متذكرة حديث الرجل الذى أخبرها أن الترياق ب خمسه عملات ذهبيه...
نظر لها جابى بشكر وقال بخجل:أنا لا أعلم كيف أرد لك نقودك....إلا أننى أعدك...لم تسمح له سابين بإكمال حديثه قائله:أنا لم افعل شئ من أجلك بل فعلته من أجل صديقه شقيقتى...أليس كذلك ليلى؟!...
أومأت لها ليلى بسعاده قائله:أجل سابين...نظر لها الرجل بإمتنان قائلا:شكرا لكِ سيدتى فما قمتى به لن أنساه أبدا....
ابتسمت سابين بود قائله:أنا لم أقم بشئ...كما أنه سيكون من الأفضل لو دعوتنى ب سابين فقط...
والأن لأترككم لتستريحوا بعض الوقت....وأمرت جرومز وليلى أن يتبعوها....
وخلال عودتهم ظلت ليلى تمطر سابين بالكثير والكثير من التسائلات...حتى وصلوا للمنزل بسلام وصعدت سابين لغرفتها حتى تغتسل....
وخلال استحمامها كانت تفكر بشرود بالتسائلات الكثيره التى طرحتها ليلى أثناء عودتهم...ولم
تشعر ب جرومز الذى بدأ يعتاد الدخول عليها
وهى تتحمم...مما جعلها تنظر له بحب وبدأت
بتنظف جسده هو الأخر...
وهى تعود لتفكر بما قالته الصغيره:هل ستعملين ك طبيبه بعد الأن؟!...أم ستعملين مع ذلك الرجل الذى أتى صباحا؟!..
أغمضت سابين عينيها وعادت لفتحهم من جديد وسؤال أخر للصغيره يتردد صداه بعقلها:أظن أننا
لو لم نلتقى بهذا الرجل لكان الرجل الضخم قتله...
ولماتت صغيرته ولكنكى قمتى بإنقاذه وانقاذ ابنته... كما سيصبح لى صديقه وهذا شئ يسعدنى....
عادت سابين لتتنهد وهى تدلك رأسها لعلها تهدأ....إلا أن تسائلات الصغيره تعود لتغزوا عقلها دون رحمه... ليلى بعيون تلمع فخرا وسعاده:أظن أن الكثيرون سيعلمون بما فعلتيه من أجل لينا صديقتى... وسيطلبون مساعدتك وأنتِ ستقدمينها لهم كما فعلتى مع لينا.....وحينها سينظرون إليكِ كمنقذه
لهم كما ننظر نحن إليكِ....فأنتِ ستقومين بإنقاذ أرواحهم من الموت كما إعتدى فعل ذلك بالماضى....
كانت سابين تشعر بالتشتت يقتلها....فجثت على قدميها تنظر ل جرومز بتشتت وإرهاق قائله:لا أعلم ماذا أفعل جرومز؟!...وكأن الإله يخيرنى للمرة الأولى بحياتى بين شيئن أحببتهم منذ الصغر وبرعت بكلاهما كذلك؟!...كما أن لكلاهما ماضى سيئ....لهذا
لا أعلم ماذا أفعل؟!..هل استمر بعملى ك حداد وهذا ما يمليه على عقلى؟!...أم أقوم بمساعدة الأخرين وهذا ما يمليه على قلبى؟!...صدقا لا أعلم ماذا أفعل ف أنا أشعر بالتشتت؟!....ما هو رأيك أنت هل استمر بعملى أم أساعد الأخرين؟!....
رد عليها جرومز بزمجره لم تفهما سابين جيدا....
فعادت لتقول له من جديد وهى تجففه وتجفف جسدها قائله:من جديد سأعود لسؤالك وأنت أصدر زمجرتك حتى أعلم بما تريد....هل أعود للحداده؟!..
قالتها وصمتت فصدر عن جرومز زمجره خافته فأكملت سابين قائله:أم أقوم بمساعدة الأخرين؟!.. فصدرت عن جرومز زمجره قويه...مما جعل إبتسامة سابين تظهر وهى تربت على رأسه قائله:حسنا أنت تختار مساعده الأخرين لأننى أستعن بك اثنائها أليس كذلك؟!...
أنهت حديثها وهى تقوم بتديق عينيها وهى تنظر إليه...فنظر لها جرومز بوداعه مما جعل ابتسامتها تتسع وهى تحضنه وتقبل فكه بقوة....
ثم قالت له بشقاوة:إذا هيا لنأخذ رأى البقيه رغم علمى بقرارهن مسبقا؟!...
سارت سابين خارج غرفتها وهبطت للأسفل...
فوجدت الجميع جالسون فجلست أمامهن وقالت بهدوء...
#يتبع