-->

الفصل الثالث والسبعون- مملكة الذئاب black




الفصل الثالث والسبعون 


"ليس معنى صمتى أننى قد استسلمت وتركت الأمر خلفى....فلعلنى أخطط كيف سأقضى عليك؟!...لهذا فاحذر...."


                              سابين..



❈-❈-❈




كانت سابين تجلس أمام هؤلاء السيدات...وهى تنظر لهن منتظره أن تبدأ أحدهن بالتحدث....والتى كانت ليليان التى تحدثت بصدق قائله:أظن أننى من سيبدأ بالتحدث وإخباركن بالأمر من بدايته....إلا أن حديثى قد يستغرق ساعات...وأنتِ يا صغيرة أخبرتينى أنه يجب علينا الرحيل بالصباح الباكر وها قد أتى الصباح....لهذا فالنجد مكان نقيم به ثم لأخبرك بما تريدين معرفته...



نظرت لها سابين بهدوء وهى تؤمى لها وتقف عن مقعدها قائله بهدوء:إذا هيا لنرحل...فرحلتنا ستأخذ عدة أيام أتمنى أن نجتازها بسلام....وبالفعل استعد الجميع للرحيل...ورغم ذلك الشعور بالحريه الذى يغزو قلوبهن...إلا أن الصمت والحزن خيم على قلوبهم....



خلاف جرومز وليلى اللذان كانوا يمرحون ويلعبون كلما توقفوا بعض الوقت ليحصلوا على قسطاً من الراحه...والعجيب أنه لم تقم واحده من السيدات بسؤال سابين عن وجهتهم...وكأنما أردوا الرحيل حتى وإن كانوا ذاهبون للجحيم السابع...




بعد مرور بضعة أيام وصلت سابين لوجهتها ومعها السيدات...وكانت وجهتها القصر الملكى....وطلبت سابين من الحارس إخبار الملك بأن إسبيستيان الكدورى يريد لقائه....ولأن ساب كان معروف لدى ملك هذه البلاد...أتى الجواب من الملك سريعا.... 



وسمح ل سابين ومن معه بالدخول لقاعه العرش... ولقد كان الملك دانيال الثالث جالسا على عرشه 

وهو ينظر ل سابين بهدوء...قامت سابين بتحيه الملك وهى تبدأ بحديثها قائله:لا أعلم إن كان قد وصل إليك قرار الملك بقتلى لخيانتى له أم لا.... 

إلا أنه قرر أيضا العفو عن من سيخرج حى من قتال بينى وبين ذلك ال روبرت...كما يسمح فيه بإستخدام أى سلاح...ولقد قمت بهزيمة خصمى لهذا تم العفو عنى... 



ظهرت ابتسامة ساخره على شفتى الملك دانيال الذى قال بثبات...وهو يشير ل جرومز الذى يقف جواره:من المؤكد أن استخدامك لذئبك سيجعل لك الأفضليه بالحرب والسلم...ألا تظن ذلك؟!...



نظرت سابين ل جرومز وهى تبتسم بحب له...وهى تربت على فرائه فزمجر جرومز ب رضا لفعلتها...

عادت سابين لتنظر للملك دانيال من جديد وهى تقول بثقه:إذا لقد علمت بما حدث...ومن المؤكد أنك علمت أنه قرر موتى لخيانتى له أليس كذلك؟!...



أومأ له الملك دانيال بثبات وهو يقول:بالطبع فلم يتواجد من لم يتحدث بهذا الشأن....ارتفعت زاويه سابين بإبتسامة ساخره وهى تقول بثبات:ومع ذلك وافقت على مقابلتى...رغم علمك بخيانتى لملك أنت تعتز به وتكن له التقدير...




ظهرت إبتسامة هادئه على شفتى الملك دانيال الذى أجاب سابين بمكر:لقد قال لى أحدهم من قبل أننى معروف بحكمتى...وأنه لا يجب اعطاء حكما مسبقا من بضعة أقاويل...بل يجب على الإستماع لكلا الطرفين حتى أستطيع إطلاق حكم يوافق عدلى وحكمتى...لهذا أنا أخذت بنصيحته....كما أننى متيقن من لقائاتى القليلة بك...أنك لست أهلا للخيانه لهذا فالتخبرنى...لما قام الملك إستيفان بإعلانك خائن له وللبلاد؟!...



نظرت له سابين بثبات وثقه وهى تقول:لأننى فتاة وأدعى سابين....وأعمل ك حداد منذ كنت بالثانية عشر من عمرى...حتى ذهبت للعمل بقصر الملك ولأننى لم أخبره أو أخبر أحد بحقيقتى التى ظننت أنها لا تغير من طبيعة عملى....اتهمنى بالخيانة العظمى له...وليس معنى حديثى هذا أننى لا أرى ذاتى مذنبه بحقه وحق الجميع...إلا أننى أردت الاحتفاظ بالأمر لذاتى ولكن حين كشف الأمر جرح كبريائه...لهذا قام بنفى خارج البلاد....ولهذا أتيت أطلب منك مأوى لأربع نساء أردن العزله بمكان يشعرن فيه بالأمان والسكينه...داخل حدود مملكتك...




كان الملك دانيال ينظر لها بصدمه لم يستطع إخفائها إلا أنه تدارك الأمر...وهو لا يصدق ما سمعه حتى قال بصدمه لم يستطع إخفائها:هل تريد أخبارى أن من وقف أمامى منذ بضعة شهور يتحدث بشموخ وقوة...وحارب بتلك الحرب وأصيب إصابات بليغه

وكان أحد أذرع الملك وأحد مستشاريه...كان مجرد فتاة...




ظهرت ابتسامة هادئه على شفتى سابين وهى تجيبه قائله:أظن ذلك سيدى...لهذا فالتخبرنى ما هو قرارك هل تقبل بنا أم نرحل؟!...



نظر لها الملك دانيال لبعض الوقت بهدوء ثم قال بتريث وحكمه:أنتِ أذكى مما ظننت يا فتاة...كما أنك تعلمين ماذا سيكون قرارى حتى بعدما تخبرينى بحقيقتك...لهذا أتيت إلى هنا لعلمك أننى لن أرد طلبك...لهذا أجل أسمح لأربع نساء...



ثم توقف عن التحدث وهو ينظر ل ليلى وجرومز مكملا بإبتسامه ودوده:وأربعة نساء ونصف بالبقاء بمملكتى وبحمايتى...وهدية لكم سأرسلكم لأحد المنازل التى توجد بأطراف المملكه والتابعه لى...

حتى لا يقوم أحد بإزعاجكم... 




ابتسمت سابين شاكرة له وهى تقول بتأدب:أنا شاكرة لك ولكرمك سيدى...إلا أننى لا أستطيع تقبل هديتك الثمينه بلا مقابل حتى أستطيع المكوث فيه براحه... وأتمنى ألا تظن ذلك إهانه لك....فأنت تعلم جيدا أن أمثالى يصعب عليهم تقبل شئ من احد...حتى وإن كان الملك بذاته....



ابتسم الملك دنيال برحابه صدر وهو يؤمى لها موافقا ويقول بإبتسامة رزينه:لكى ذلك يا فتاة...كما أظن أن إستيفان قد خسر الكثير برحيلك...



ابتسمت له سابين ولم تعلق على حديثه وخرجت 

هى والنساء للخارج..ومعها أحد الحرس الذى أخذهم لأحد المنزال البعيده نسبيا كما وصف لها الملك...


❈-❈-❈



لقد كان منزل كبيره وجميل تحيط به الحقول من كل اتجاه...وبعدما رحل الحارس الذى أعطته سابين مبلغ كبير من النقود التى كانت تحتفظ بها من عملها...وبدأت سابين ومن معها بإفراغ أمتعتهن وتنظيف المنزل...وذلك بعد أن قامت كل واحده بإختيار غرفة لها....فالمنزل كبير وممتلأ بالغرف الواسعه والأثاث والزينه التى تليق ب ملك...مما جعل سابين تقوم بإختيار أبعد غرفه بالمنزل...والتى تملك شرفه واسعه تطل على الحقول الشاسعه والتى تترك أثر جيدا بالنفس...




وبعد يوم مليئ بالتنظيف والترتيب وتناول 

الطعام...قرر النساء الخروج من المنزل والجلوس بأحد الحقول التى تمتلأ بالنباتات الجميله والزهور العطره....



وخلال ذلك كانت ليلى وجرومز يمرحن معا...وهن ينظرون لهما بإبتسامات هادئه....حتى بدأت ليليان حديثها قائله بشرود:بصباى تمنيت أن أجد من يمنحنى السعاده والحب...الذين لم أستطع الظفر 

بهم بسبب موت والدى المبكر....والذى مات وترك خلفه خمس أطفال وزوجه لا تملك حق الخبز الذى يحتاجه أولادها....مما جعلها تترك صغارها وبدأت بالعمل بمنازل الأثرياء...ولأننى الكبرى كانت حمايه ورعاية أشقائى تعود على عاتقى وحدى...




وإستمر الأمر لبضعه أعوام كانت أمى تذهب للعمل بينما أنا أقوم بتنظيف المنزل والإهتمام بأشقائى...

إلا أنه بعد عشرة أعوام من العمل المضنى...مرضت أمى ولازمة الفراش لأن جسدها لم يعد يحتمل الجهد الذى تبذله...



مما جعل المسؤليه تنتقل على عاتقى...لهذا بدأت بالبحث عن عمل وأنا فتاة بالسابعة عشر من عمرى... حتى وجدت تلك السيدة العجوز التى تريد من يأخذ الخضروات التى تقوم بزراعتها وبيعها بالأسواق...

وسيكون له نصف الأرباح....




توقفت ليليان عن التحدث وقد لمعت عينيها ببريق الأسى والحزن وهى تعود لتكمل بإبتسامه حزينه: أتذكر أننى سعدت بهذا العمل كثيرا...وبدأت بالتنقل بين الأسواق لبيع ما معى من خضروات...ولم أكون أعود لها إلا عندما أنتهى من بيع جميع ما معى حتى أحصل على نصيب أكبر من النقود....فأستطيع جلب العلاج لوالدتى المريضه...والطعام لأشقائى...



وبعد انتهائى كنت أعود لتلك العجوز وأعطها النقود وهى تقتسمه بيننا بالعدل....ولقد كانت الأمور تسير بطريقه جيده...إلا أنه لا يحق لمن هم على شاكلتى بالحصول على القليل من الراحه...فبعد مرور بضعة شهور أتى بعض الرجال الذين أدركت أنهم كانوا يجمعون المال من الأناس قهرا...وبصفه خاصه هؤلاء الذين يقوم ببيع بضاعتهم بالأسواق...وما يطالبون به نقود يأخذونه بموافقتك أو بدونها...ولقد كانت النقود التى يتم جمعها يعادل من الجميع تعادل جميع ما أملك...




نظرت لها ميلسيا بحزن شديد وهى تسألها بألم:وماذا فعلتى لتحتفظى على النقود؟!...

نظرت لها ليليان بإبتسامه ساخره قائله بثبات:

حينها رفضت أعطاهم النقود التى بحوزتى...وذلك من أجل تلك العجوز التى تأخذ النقود لسد احتاجاتها...ومن أجل أشقائى ووالدتى الذين ينتظروننى كل يوم أعود لهم بالطعام والعلاج اللازم...لهذا قاتلتهم وأنا لا أعلم كيف أقاتل فقد 

أردت الدفاع عنا أملك حتى وإن كانت حياتى 

الثمن...قد يظن البعض منكم أننى قمت بتضخيم الأمور...وأنه كان من الأفضل لو تركت لهم النقود ورحلت...إلا أنكم لم ترون تلك الوجوه التى تنتظر عودتى...وتنظر لى بتلهف وسعاده لأننى أعود بطعامهم الذى ستشبع بطونهم...التى تتألم من  

قله الطعام....لهذا قاتلت من أجلهم فقام الرجال بضربى وأخذ ما معى من نقود...



توقفت ليليان وهى تنظر للمحيطات بها بعيون تلمع بدموع متألمه...فوجدتهم ينظرون لها بتركيز وتأثر كبير...حتى أن ليلى وجرومز اللذان يتعاركان توقفوا عن العراك وجلسوا يستمعون لما تقول...




نظرت لها ليلى بحماس وهى تقول بفضول:ألم تفكرى بأخذ ثأرك من هؤلاء الرجال؟!..



سؤال ليلى جعل ليليان تبتسم وهى تمسح عينيها وتجيبها بحماس يوازيها:أجل فعلت فلقد قررت فعل أكثر قرار متهور بحياتى...حين ذهبت لحانه أعلم أن الجالسين بها رجال أشداء....ووقفت على أحد الطاولات وأنا أقول بصوت عالى وثابت بين 

الرجال....أنا أعرض عذريتى على من يقوم 

بمساعدتى....




شهقت كلا من ميلسيا وفكتوريا بصدمه...بينما نظرت لها ليلى بعدم فهم....وظهرت ابتسامه هادئه على شفتى سابين....



توقفت ليليان تمسح على رأسها بهدوء وعينيها تلمع بطريقه خاصه ثم أكملت بإبتسامه حالمه لم تستطع إخفائها:أتذكر حينها قتال الرجال فيما بينهم ليزفر أحدهم بالفتاة العذراء...وأنا أنظر لهم برهبه وكنت لاازل أقف على الطاوله.....حتى وجدت يد تجذبنى لها بقوة...ولقد كان شاب بغايه الوسامه يجرنى خلفه لخارج الحانه...وحين تأكد من ابتعادنا نظر لى نظرات تقيميه....



ثم قال بهدوء:سأفعل الأمر ولكن أخبرينى من قام بتشويه وجهك هكذا؟!..ولما لم تعرضى النقود مقابل ما تريدين بدلا من عرض عذريتك على الرجال؟!...

حينها أجبته وأخبرته بما حدث معى....فقام هو بسؤالى عن مكان مكوثى...فأخبرته مكان إقامتى... فأمرنى حينها بالعوده للمنزل....وهو سيعود غدا بالنقود التى قام الرجال بأخذها عنوة منى...



هنا أوقفتها ليلى لتسألها من جديد بفضول:هل كان هذا الشاب وسيم بدرجه كبيرة؟!...أومأت لها ليليان فأكملت ليلى بتلقائيه وبرأة:إذا من المؤكد أنكى أطعتى أمره وعدتى لمنزلك... 



نظرت النساء لبعضهن بصمت للحظات ثم سقطن بنوبه ضحك عاليه....ضحكات على صداها بالأرجاء ضحكات نابعه من القلب...ليست تلك الإبتسامات الكاذبه التى إعتدن رسمها على شفاههن...




وحين هدأت ضحكاتهن أجابتها ليليان بإبتسامه حنونه:أجل يا صغيره لقد صدقتى...ولكننى لم أعد لمنزلى لأنه وسيم فقط...بل لأننى لم أملك سوى تصديقه لعل نقودى تعود لى من جديد....وبصباح اليوم التالى وجدته بالفعل يقف أمام منزلى ومعه نقودى وأكثر...ثم قام بإعطاها لى...فأدركت أنه يجب على الوفاء بعهدى فلقد أتى بالنقود...وعلى أن اقدم له ما كنت سأقدمه لغيره لو كان جلب لى نقودى....

عندها أدركت ما أوقعت ذاتى به...لهذا بدأت بترجيه أن نقوم بتغير الإتفاق....ولقد وافق بعد الكثير من النقاشات التى أهلكتنى....وأنتهى الإتفاق على أن أقوم بالذهاب لمنزله وخدمته لمده ثلاثه أشهر بدون مقابل لمساعدته لى... ولكن سيكون ذلك بعد انتهائى من عملى ببيع الخضروات حتى استطيع أن أعول أسرتى....فرغم أن فعلتى هذه ستجعل من عملى يدوم ليوما كامل...وعدم حصولى سوى على القليل من الراحه...إلا أنه كان اتفاق جيدا من أجلى....




كادت ليليات تكمل إلا أنها رأت التسأل بعينى ليلى من جديد فنظرت لها بحب وهى تقول بود:تحدثى 

يا صغيرة... 



فنظرت لها ليلى بإبتسامه وهى تقول بتسأل:أنتِ لم تخبرينى ما هو اسم هذا الفتى بعد؟!...تنهدت ليليان وهى تقول بشرود:ماث اسمه ماثيو...



نظرت لها كلا من ميلسيا وفكتوريا بتعجب وتسأل...

فإبتسمت ليليان قائله اجابة على تسألهم الذى رأته بعيونهم:أجل ذلك العملاق العبوس الذى تعرفونه هو ذلك الشاب الذى أحدثكم عنه....



كانت سابين تشك من البدايه أنه هو...عادت ليليان لتكمل حديثها بسعاده:اتعلمون أن هذه الثلاثة شهور كانت أكثر أيام حياتى راحه؟!.....



نظرت لها فكتوريا بتعجب قائله:وكيف هذا؟!...وأنتِ تعملين مع المرأة العجوز صباحا وبمنزله مساء.... 




أجابتها ليليان بإبتسامه هادئه:بالفعل لقد كنت أعمل بالنهار ببيع الخضروات....ثم أذهب لمنزلى لإعطاء أشقائى الطعام والنقود.... بينما بالمساء كنت أذهب لمنزله وأنا منهكه بالكامل....فأسقط على أحد تلك الأرئكه الناعمه التى يملكها بمنزله الكبير والواسع والمليئ بالأثاث الراقى والثمين...بخلاف منزلى المتواضع وفراشى الذى يؤلم جسدى....ف بالوقت الذى أضع جسدى عليها أسقط بنوم عميق...ولا أستطيع الإستيقاظ منه سوى بالصباح...وحينها 

أجد نفسى بفراش أحد الغرف الجميله والهادئه... وليس ذلك فقط بل أجد طعام مجهز على الطاوله المقابله للفراش....وبجانبها ورقه مطويه بها بعض الحروف المكتوبه بعنايه....التى لم أستطع قرائتها لعدم مقدرتى على القرأة....ورغم ذلك كنت أنظر لها بسعاده وكأننى أستطيع قرأة ما بداخلها...كما أننى لم أفقد الأمل...فعند ذهابى لبيع الخضروات كنت أقوم بسؤال كل من يشترى الخضروات إن كان يستطيع قرأة ما قام بكتابته لى....ولقد وجدت أحدهم وقد كانت فتاة بعمر متقارب من عمرى....والتى قررت مجالستى كل يوم لبعض الوقت لتقوم بمساعدتى لتعلم القرأة...مقابل أعطائى لها الخضروات بدون مقابل....وبعد أن كانت تقرأ لى أحاديثه القصيره والمهذبه عن مدى إرتياحه وهو يرانى نائمه بعمق وراحه بمنزله....وغيرها من الكلمات الهادئه والجذابع....استطعت تعلم القرأن بعد مرور تلك الثلاثه أشهر...وقد تقاربنا من بعضنا البعض...وقد تعلمت خلالها كيفيه القرأه فقد من أجل قرأة رسائله....حتى أتى اليوم الأخير بتلك الثلاثه أشهر ولقد كانت رسالته الأخيره التى اعتاد وضعها على تلك الطاوله....ولقد كانت رسالتى الأولى التى سأقوم بقرائتها وحدى دون طلب المساعده....





ولقد كان فحوها طلبه للزواج منى...أقسم أننى حينها قمت بإعادة قرائتها لأكثر من ثلاثون مرة....وأنا غير مصدقه لما أقرأه لهذا أسرعت للبحث عنه....فوجدته ينتظر بغرفته....ينتظر ردى الذى كان عباره عن قبله مليئه بكل ما أحمله له من حب.... 



ولم يمر الكثير وتزوجنا بعدما أدركت أنه رجلا يملك الكثير من الصفات التى لم أحلم بأن أجدها برجلا يوما ما....وبعد عام أنجبت فتاة تشبه القمر يوم اكتماله....ثم بعدها بعامين أتى الصغير...ولقد كنا 

أسرة سعيده متحابه مليئه بالسكينه والراحه...



هنا قامت ميلسيا بسؤلها بتشتت...فهى قد تذكرت حديث سابين عن مقتل صغارهم وأنها رأتهم بأحد أحلامها وهى تقول:ولما ابتعدتى عن ماثيو؟!...


أجابتها ليليان بأسى وحزن:لأنه من تسبب بقتل صغارى؟!...




يتبع