-->

الفصل الرابع والسبعون - مملكة الذئاب Black



 الفصل الرابع والسبعون 


كانت الرسائل قد وصلت للقصر الملكى بعد أن قامت سابين بإرسالها بيوما كاملا...وقام الحارس بأخذ كل رساله لغرفه صاحبها....ف كان ل دراكوس النصيب الأول بأخذ الرساله الأوله...والتى تلقاها من الحارس وسار داخل  غرفته من جديد...وهو يقوم بفتحها بعد أن قرأ إسمه المكتوب بعنايه على غلافها الخارجى... 


وبدأ يقرأ محتواها بوجه يحمل البرود وهو يجلس على أحد المقاعد...ومع إستكماله لما تم كتابته كان عقدة عيناه تزداد والصدمه تسيطر على عقله...والذى لم يستوعب بعد ما تم إرساله له...لهذا عاد ليقرأها من جديد والتى كانت تتضمن التالى:


لقد قمت بمساعدتك وإعطائك الحل الأمثل للوصل لقلبها...إلا أننى أتذكر جيدا تحذيرى لك سيد دراكوس فإن كنت تظن أن وصولك لقلب الأميره ميلسيا بالماضى صعبا...فأنا أأكد لك أنه مستحيل الأن....


وهذا لعدة أسباب أهمها أنك لم تقم بالحفاظ عليها كما أَمَرتُك...وليس ذلك فحسب بل سمحت لأحد أقربائك بإيذائها حتى تحطم قلبها النقى..والذى لا يحق لمن هم على شاكلتك أن يحزنها أو يبكيها.... وهذا ما لن أتقبله وأرتضيه يوما....


ولهذا إذا أردت الوصول لقلبها من جديد فعليك ببذل أقصى جهدك أولا للبحث عنها....كما أنصحك أن تبدأ بالتفكير فى كيفيه الحصول على غفرانها ومسامحتها لأخطأك بحقها....على ما تسببت به تلك العجوز من جرح لقلبها النقى...وكل ذلك من أجل خاطرك...وإن 

لم تفعل فأنا من سأمنعك حينها من الوصول لها...


                        سابين الكدورى...


لم يكن دراكوس يعلم برحيل ميلسيا....ف لقد كان خارج المملكه لبضعة أيام فقط....ومعرفته برحيلها لمكان لا يعلمه وأنها تأذت بسبب سيده ما بسببه...

كل هذا جعل غضبه يتصاعد وهو يحمل الرساله ويذهب لمكتب الملك...وهو يدلف للداخل دون إستئذان....ويضع الرساله على مكتبه دون أن يعبء بوجود كلا من ديفيد وماكس وألفين...


وهو يقول بحده:ما تلك اللعنه التى تم إرسالها لى؟!..

هل فقدت هذه الفتاة عقلها اللعين بعد أن قمت بنفيها؟!...أم أنها تريد الثأر منك من خلالى لأننى عمك  اللعين؟!... 


كان جميع الجالسون ينظرون ل دراكوس الغاضب بعدم فهم...مما جعل ماكس يقول فى محاولة منه لتهدأت دراكوس:ماذا حدث دراكوس فنحن لا نعى شئ مما تقول؟!... 


نظر له دراكوس وهو يقول بإنفعال:لقد رحلت 

ميلسيا مع سابين لمكان لا علم لى به....بجانب 

ذلك لقد قامت تلك الصغيره بتهديدى أكثر من 

مرة من خلال رسالتها....


كان إستيفان ينظر له بثبات وحين انتهى دراكوس من إيضاح سبب غضبه...أمر ديفيد أن يقوم بقرأة الرساله...والذى بدأ يقرأ فحواها بصوتا مرتفع حتى يسمع الجميع ما قامت سابين بإرساله...


وبينما كان ديفيد يقرأ الرساله كان عقل إستيفان يطرح ألاف التسألات...عن تلك اللهجه العنيفه التى تحدثت بها خلال خطابها....وكأنها بالفعل تنتقم منه من خلال عمه...


إلا أنه لم يظهر ذلك بل أخفاه ببراعه...وبعد انتهاء ديفيد من قرأه خطابها كاد يتحدث الملك....إلا أن دخول ماثيو العنيف أوقفه...والذى كانت حالته يرثى لها وعيناه تميل للإحمرار دليل على حبسه لدموعه... 


وهو يقول بصوت مجروح والصدمه تغلف وجهه وهو يقول ل إستيفان:إلى أين ذهبت سابين إستيف؟!...

ف أنا أعلم أنك قمت بوضع أحد رجالها لمراقبتها وإخبارك بتحركاتها....


هنا توجهت كافه الأنظار تجاه إستيفان الذى لم تتغير معالم وجهه الهادئه والثابته..وهو يقول بجمود:ماذا أرسلت لك أنت الأخر؟!...


اقترب ماثيو وهو يقول بتعجب:هل هناك أخرون غيرى؟!..أومأ له ديفيد فجلس ماثيو على المقعد المجاور ل ديفيد وأعطاه الرساله وهو ينظر أمامه بشرود...والألم يحتل وجهه... 


بدأ ديفيد يقرأ محتوى الرساله بصوتا مرتفع والتى كان فحواها التالى:


ماث أعلم أن ما سأخبرك به الأن قد يسبب لك صدمه وألم كبيره...إلا أننى أقسم أننى حاولت إخبارك أكثر من مرة...أننى أعلم بالمكان الذى تمكث به زوجتك ليليان...أتتذكر حين أخبرتك أننى رأيتهم حين كنت بمنزلك...لقد رأيتها مصادفة بأحد الأيام وتعرفت عليها....لقد كانت إمرأة جميله أقسم أن جملها لم  

يقل عما كانت بصبها...بل أكاد أجزم أنها قد إزدادت جمالا...رغم وجود ذلك الحزن والألم الذى يحتل عينيها....لهذا أردت إصلاح الأمر منذ شهور مضت.... 


إلا أن الحصول على ثقتها أخذ وقت أطول...لهذا قررت عند رحيلى الذهاب لها والإطمئنان على حالها...

ثم كنت سأرسل لك رساله أخبرك بمكان إقامتها...

إلا أنها أردت الرحيل لهذا أعتذر منك ماث...


فرغم حبى الشديد لك إلا أننى أحببتها أكثر...ف أنت رغم خسارتك وحزنك استطعت إكمال حياتك...بينما هى مازالت حياتها متوقفه عند تلك الليله التى تسببت بدمارها....وترسيخت داخلها أنك من تسببت بفقدانها لأطفالها...


لهذا أخبرك ك سابين أن وصولك لها سيكون مستحيلا

حتى تسمح هى بذلك....لهذا لا تحاول البحث عنا حتى تستطع هى إسترجاع ذاتها التى قمت أنت بقتلها....حتى وإن كان بدون قصدا منك إلا أن هذا 

لا يمنع أنك أنت من تسببت به...


                   توقيع سابين ألكدورى...


حين انتهى ديفيد من قرأة محتوى الرساله نظر ل ماثيو بحزن شديد...فالجميع هنا يعلم كم بحث ماثيو عن زوجته بمملكة استباليا ولم يجدها...والأن تأتى له رساله من سابين تخبره أنها تعلم بمكانها....بل وتخبره أن لا يبحث عنها....


عاد ماثيو ليتحدث بإنفعال:واللعنه إستيفان فالتتحدث إلى أين رحلوا؟!...


تنهد إستيفان بسأم وهو يقول بثبات:من قام بإعطائكم هذه الرسائل؟!..أخبره ماثيو ودراكوس بأسم الحارس...فأمر إستيفان أدمز بجلبه فى 

الحال... 


وبالفعل لم يمضى وقتها وأتى الحارس الذى كان ينظر أرضا بإحترام...حتى سأله الملك بثبات:كم عدد الرسائل التى تم إعطائها لك صباح هذا اليوم؟!...


تحدث الحارس بتوتر:ثلاثه سيدى...واحد للسيد دراكوس...وواحده للسيد ماثيو....والأخيره للسيد جورج....


أومأ له الملك بشرود وأمره بالإنصراف...ولكن قبل خروجه أمره بأن يخبر السيد جورج بالقدوم لمكتب الملك على وجه السرعه...


وبالفعل رحل الحارس ونظر الملك لكلا من دراكوس وماثيو بهمينه قائلا بصوت لا يقبل النقاش:سيجلس الجميع بصمت حتى نعلم ما الذى قامت بإرساله ل جورج هو الأخر....وإلى أن يأتى لا أريد أن يتحدث أحد من الجالسين...أجبر كلا من دراكوس وماثيو بالإنصياع لأوامره رغم غضبهم...


بينما ألفين كان ينظر للجميع بهدوء دون أن يتدخل بالأمر...فهو يعلم برحليها منذ اليوم الذى سافرت به من جوليا...إلا أنه احتفظ بالأمر لذاته ولم يخبر أحد...

وها هو الأن يشاهد ما قامت به فتاته من إرباك أعتى رجال المملكه بمجرده بضع كلمات...


انتظرا الجميع لبعض الوقت حتى طرق باب المكتب ودلف جورج...الذى كان يحمل وجهه ذات التعابير المرتمسه على وجه دراكوس وماثيو....إلا أنه كان هادئ نسبيا وكأنما تقبل الأمر...


حين دلف للداخل قال بإرهاق:لقد طلبت حضورى سيدى؟!...


أومأ له إستيفان الذى قال بثبات:لقد تركت لك سابين رساله أليس كذلك؟!...


أومأ له جورج بإجهاد وهو يقدمها له....فأخذها منه ديفيد وهو يفتحها وبدأ بقرائتها بصوتا مرتفع كما فعل برسالة ماثيو ودراكوس ولقد كان محتوها:


سيد جورج لقد قرر الملك رحيلى عن البلاد...ولقد كنت أنتوى الرحيل دون وداع...إلا أنه حدث تغيرا بالأحداث وقررت توديع والدتى وشقيقاتى...ولقد فاجئتنى والدتى بقرارها للرحيل معى هى وليلى الصغيره... 


أعلم أنك أحببتها...إلا أنك لم ترى أن حبك لها حب مريض...وهذا لأنه قام بإيذائها وتدميرها بدلا من إحيائها وإسعادها....كما أن توابعه أعظم فلقد قمت بتدميرنا جميعا من أجل خطأ لم نرتكبه....ووجود ساب خير دليل على صنيعك...لهذا أنصحك أن 

تحاول إصلاح علاقتك بالفتيات....فالضرر الذى ألحقته بهم كان أقل من الضرر الذى ألحقته بها وبى.... 


كما أعلم أن بمرور الوقت ستسامحك والدتى وهذا لأنها تحبك بصدق...إلا أننى أعدك أنها إذا قررت ذلك سيكون ذلك بالوقت الذى سأرى بعينك الندم والحسره على أفعالك المشينه بشأنها...


كما أقسم لك جورج أننى لن أسمح لك بإيذائها من جديد...لأن حينها سيكون ردى أعنف مما تظن...فإن كنت أحببتك بالماضى لأنك والدى...فأنا أحببتها بالماضى والحاضر لأنها من سمحت ل بقايا سابين بالبقاء...رغم محاولاتك ومحاولاتى فى محوها....


                   توقيع سابين ألكدورى...


 ❈-❈-❈

كانت ليليان تجلس بين ميلسيا وفكتوريا....اللتان قاموا بإحتضانها فى محاوله منهما لمسنادتها...وبعد أن هدأت ليليان قليلا...


وقفت ليلى واتجهت نحوها وقامت بمسح دموعها وتقبيل وجنتيها واحتضنتها بلطف...قائله بصدق:لا تحزنى ف سابين لن تسمح لشئ أن يبكيكى كما تفعل مع والدتى دائما...


ثم ابتعدت عنها وهى تنظر ل سابين بثقه قائله بتأكيد:أليس كذلك سابين؟!..ابتسمت سابين بهدوء وهى تؤمى لها برأسها قائله:بالطبع صغيرتى....


ردت ليليان علي حديثها قائله:بل نحن هنا من أجلنا جميعا...وأهمها محو حزن سابين وإحياء تلك الجميله التى تختباء خلف هذه الثياب الباليه....


ثم نظرت ل فكتوريا وميلسيا وهى تكمل:أليس 

كذلك يا فتيات؟!...أومأن لها....وقالت فكتوريا 

بحماس:أجل وبدايه نريد الإعتناء بشعرها حتى يتساوى ويعود لطوله الطبيعى....


وقالت ميلسيا بحماس هى الأخرى:أجل كما أننا سنذهب للسوق لشراء بعض الثياب النسائيه من أجلها...


أومأت ليليان وهى تقول بتشجيع:أجل سيكون هذا جيدا...ومن ثم سنقوم بتقسم الأمر فيما بيننا حتى نجعلها تتحدث كالفتيات وليس كالصبيا كما تفعل الأن...


أومأ الثلاثه بسعاده وسابين تنظر لهن بحاجب مرفوع وحين انتهين...قالت سابين بسخريه:ومن تلك التى ستسمح لكن بفعل كل ما تم ذكره الأن؟!...لا تظن واحده منكن أنها ستستطيع إجبارى على فعل ذلك الجنون الذى تحدثم عنه....


وكادت تقف لتبتعد إلا أن ليليان أوقفتها وهى تقول بإنفعال:هل أنتِ راضيه على ما أنتِ عليه...بالسابق كان الجميع يتقبل وجود ساب لأنك من أردتى ذلك إلا أنكِ الأن محوتى ساب من الوجود...لهذا يجب تكريمه وإنهاء الأمر بأكمله....كما أن ل سابين الحق بعيش حياتها التى حرمت منها...هذا أقل ما يمكنك تقديمه لها...


أيدتها ميلسيا قائله:لقد أخذتينا معك لبلاد لا نعلم عنها شئ...ولم تقم واحده منا بسؤالك عن وجهتنا وهذا لأننا نثق بكى...لهذا يجب أن تبادلينا تلك الثقه بالمقابل...


كانت فكتوريا تنظر لها بحزن خلال تحدث كلا من ليليان وميلسيا....حتى قالت بشرود:أتعلمى أننى قد حلمت كثيرا باليوم الذى سأراكى ترتدين فيه ثياب الفتيات...وشعرك قد عاد ليطول من جديد.....وأرى تلك اللمعه التى ستجعل رجال العالم أجمع يقعون 

لكِ....


توقفت فكتوريا عن التحدث وهى تنظر ل سابين بعيون تلمع بالدموع...وهى تكمل:ألا ترين أنك ونحن نستحق هذا التغير الداخلى والخارجى...لعل إنكسار قلوبنا تلتأم من جديد صغيرتى....


نظرت سابين لهن بإنهزام وهى تتنهد بسأم وتقول بحده مصتنعه:حسنا سأفعل ما تردن...ولكن لا مبالغه وإلا أقسم أننى لن أكمل الأمر...


أومأن لها السيدات بحماس...وبعد الكثير من الخطط التى تم وضعها ذهبن للنوم حتى يتسعدوا لغدا مليئ بالتغيرات فى حياتهن....


❈-❈-❈


بالصباح إستيقظت سابين وهبطت للأسفل ظنن 

منها أنه لم يستيقظ أحد بعد...إلا أنها وجدت والدتها وميلسيا وليليان يجلسن معا على طاوله الطعام... وأمامهن مبلغ كبير من النقود ويقومون بترتيب ما يردن جلبه....


نظرت لهم سابين بسأم وبحثت عن بعض الطعام لأنها تشعر بالجوع...وكادت تضع الطعام بفمها إلا أن ليليان أوقفتها...وهى تجذبها من يدها وتخرج خارج المنزل وتجرها خلفها للذهاب للسوق...وجرومز يسير خلفهم ليلحق بهم...


كانت سابين تنظر بتعجب لكل ما قامت ليليان بجلبه...إلا أنها لم تعترض أو تتحدث فقط تسير 

خلفها...وتحمل منها الأشياء التى تقوم بشرأها...

حتى عادوا للمنزل بعد ما يقارب الخمس ساعات وهن يشعرن بالإجهاد... 


جلس الجميع وبدأو يرتيب الثياب التى تم جلبها...

ثم يأمروا سابين بتغيير ثيابها وإرتدأ ما قاموا بتجهيزه فأطاعتهن وقامت بتبديل ثيابها لأكثر من مرة..وإرتدات ما قاموا بجلبه ولقد كانت الثياب 

جيدا عليها لدرجه كبيره...وخلال ذلك كانت ليلى الصغيره تنظر لها بإنبهار وعيون تلمع بقوة...


وحال السيدات لم يكن يختلف عنها فقد جعلت 

كلا من ليليان وميلسيا وفكتوريا ينظرن لها بزهول وسعاده...حتى تحدثت سابين بضيق قائله: ولكن أليس ضيقا بعض الشئ؟!...


هنا أجابتها ميلسيا قائله بصدمه:ماذا؟!..ضيقا كيف تقولين هذا يا فتاة؟!...ف أنا أراه متسع لدرجه كبيره حتى أننى أظن أنكِ قد تسمحين ل ليلى بالدخول معكِ من خلاله....


نظرت لها سابين بحاجب مرتفع وكادت تعترض فقامت فكتوريا بالنظر ل ميلسيا لتصمت....وهى 

تقول بكذب:أجل أظن أنه ضيق بعض الشئ كما تقولين....ولكن هذا لن نقومين بإرتدائه سوى بالمناسبات والإحتفالات....وسيكون ذلك لوقت 

قصير بينما فى المنزل ستجدين ثياب متسعه ومريحه....ثم نظرت لأحد الثياب وحملته...


وهى تقول:فالتأخذى هذا وقومى بتجربته حتى تعلمى صدقى...أومأت لها سابين بضيق وذهبت لتبديل ثيابها...


فنظرت فكتوريا لأثرها وهى تتنفس بعمق...ثم 

نظرت ل ليليان وميلسيا اللاتى ينظرن لها بإستفهام منتظرين منها توضيح ما فعلته...


فقالت فكتوريا بهدوء:لقد كادت تنزع الثياب وتقسم أنها لن تردى شئ منهم...يجب أن نضع بالحسبان أنها لم ترتدى تلك الثياب من قبل...لهذا لن تتقبلها بسهوله كما نظن...كما أنها تكره أن يقوم أحد بإلقاء الاوامر عليها...لهذا سيكون من الجيد لو لم نأمرها بشئ...


اومأت لها كلا من ميلسيا وليليان بتفهم...ولم يمر سوى لحظات وخرجت سابين بأحد الثياب 

المنزليه الواسعه والمريحه...


ولقد كانت تنظر لهن سابين بإبتسامه وهى تقول براحه:لماذا لا تقم النساء بالخروج بهذه الثياب؟!..

فأنا أراها أكثر راحه من تلك التى تسبب ضيق بالتنفس... 


ابتسمت السيدات على حديثها وليليان تجيبها قائله بمكر:إذا أنتِ تريدن أن يقوم الرجال بملاحقتك يا صغيرة...ألا ترين كم تبدين لطيفه ومثيرة بهذه الثياب التى تبرز جمال جسدك ولونه ناصع البياض... 


حديث ليليان أصاب سابين بالحرج والتى قررت تبديله لثياب مريحه ولكنها أكثر إحتشام......ثم خرجت وجلست أمامهن وهى تقول بهدوء:الأن وقد فعلت ما طلبتموه...الأن سنتفق على التحدث معا كل يوم...عن أشياء تشعرنا بالألم أو الندم...أشياء جعلتنا نصاب بالخيبات لعلنا نشعر بالراحه...ونحصل على السعاده التى تمنينا الحصول عليها يوما ما...فنحن نستحق هذا ألا تتفقون معى؟!...


اومأ السيدات لها بطاعه وتقبل...مما جعل سابين تبتسم وهى تقول جميع الثياب جميله بالفعل....إلا أنها لن تتناسب مع عملى الذى يجب أن أبدأ به...

وهذا حتى نستطيع توفير طعامنا...


نظرت لها السيدات بعدم فهم حتى تحدثت سابين موضحه...حين رأت علامات الإستفهام واضحه على صفحات وجوههن:أريد البحث عن أحد الحدادين الذين يردن من يعمل معهن...ولا أظن تلك الثياب الجميله تصلح لهذا العمل الخشن...


تحدثت ميلسيا بتعجب قائله:وما حاجتنا للعمل فأنا قد أتيت بالكثير من النقود...كما فعلت ليليان وفكتوريا لهذا أمامنا الكثير من الوقت حتى نفكر بالبحث عن عمل...


أكملت ليليان هى الأخرى قائله:أظن أنه لا يجب أن تعودى لشئ كان ساب يقوم به...هذا ما اتفقنا بشأنه لهذا يجب أن تلتزمى بما تعاهدنا عليه....


نظرت لهم سابين بهدوء وهى تقول بحكمه:حديثك خطأ أميرتى الجميله..فما معكى من نقود أنتِ وليليان وأمى من المؤكد سيأتى يوما وتنتهى...لهذا لا يجب أن ننتظر ذلك اليوم فقد لا نجد ما نسد به جوعنا... لهذا يجب أن أعمل حتى لا يحدث ذلك... 


ردت عليها فكتوريا قائله بتأيد:أنا أتفق معكى صغيرتى وبشده...و...كادت تكمل حديثها إلا أن ميلسيا عنفتها وهى تقول بحقد مصتنع:ماذا هناك فكتوريا؟!..ماذا هناك جميلتى؟!..هل كل ما ستقوله هذه الفتاة ستقولين عنه أنه صحيح؟!...اللعنه على ذلك يا إمرأة...


ردت عليها سابين بإبتسامه:من المتوقع أن تأذرنى ليس لأنها والدتى كما تقولين....ولكن لأن ما أقوله 

هو الصحيح والذى يجب الأخذ به....


هنا ردت عليها ليليان قائله بعقلانيه:بالطبع به جزء من الصحه...إلا أننى لا أتفق معكى أن كل ما يصدر منكِ الأن صحيح...


نظرت لها سابين بحاجب معقود وهى تقول:ماذا تقصدين؟!..أجابتها ليليان بهدوء:أنتِ محقه بأننا لا يجب أن ننتظر نفاذ النقود...بل يجب أن نبحث عن العمل...ولكن جميعا نبحث عن عمل وليس أنتِ بمفردك...ف أنا لن أقبل بأن تعملى لتنفقى علينا 

ونحن هنا نجلس بالمنزل...أليس كذلك سيداتى؟!.. 


أومأت لها كلا من فكتوريا وميلسيا بالموافقه... وتحدثت فكتوريا قائله بحنق:هذا ما كنت سأتحدث بشأنه...ثم نظرت ل ميلسيا وهى تكمل:إلا أنك من قمتى بمقاطعتى...


كادت سابين تتحدث إلا أن فكتوريا قالت بتذكر:

كما أننى لا أحبذ عملك ك حداده من جديد...ف لما  

لا تعملين بشئ أخر تبرعين به.....نظرت لها سابين بهدوء وهى تقول:وما هو هذا الشئ الذى أبرع به 

غير عملى؟!...


أجابتها فكتوريا بفخر:الأعشاب الطبيه....وعلاج المرضى...ألا تتذكر كيف كنتى تقرأين الكثير من الكتب بهذا الشأن؟!...كما أن هذا كان حلمك بالصغر أن تكونى حكيمه تساعد المرضى....


ظهر الرفض القاطع على وجه سابين...فقالت ميلسيا لتغير من قرارها:أظن أنه سيكون عملا جيدا بوجود هذه الحقول الواسعه من حولنا...كما أننا قد نساعدك بزراعتها وتجهيزها لكِ وأنتِ تقومين ببيعها وعلاج المرضى...وبهذا نكون قد تشاركنا جميعا بعمل خاص بنا... 


أومأت ليليان التى لاقت الفكره استحسانها هى الأخرى وهى تقول:كما أنه من الممكن أن نقوم 

بزرع الأزهار وبيعها أيضا لربح نقودا أكثر...


نظرت سابين لهن بهدوء ثم تنهدت وهى تقول 

بحزن: لقد اتفقنا أن يتحدث كلا منا عما يشعره بالضيق...وإذا حدث وقمت بهذا العمل سيجعل  

قلبى يمتلأ حسرة وألما...لهذا أنا أعتذر لن أستطيع فعلها...


واستقامت وصعدت لغرفتها بهدوء وتركت خلفها نساء يفكرن بكيف سيغيرن من قرارها؟!..ويجعلون سابين هى من تطلب منهم العمل معا كما يردن...


ظلوا يفكرون ويقترحون الكثير من الأفكار التى لن تنجح...حتى تحدثت ميلسيا بسعاده ومكر:لقد أدركت ما الذى يجب علينا فعله...ولكن هذا سيحتاج منا بعض البحث حتى لا تعلم أننا قد خططنا للأمر معا... كما أننا سنحتاج لمساعدتك يا صغيره...


نظرت لها ليلى بسعاده وهى تؤمى لها قائله:أنا معكِ فقط أخبرينى بما يجب على فعله...


نظرت لها ميلسيا بسعاده وهى تقول:حسنا وأنتما هل ستكونوا معنا أم لا؟!....


نظرت لها كلا من ليليان وفكتوريا بفضول وكلاهما يؤمى لها بالموافقه....فنظرت لهم ميلسيا بهدوء

وهى تقول:أتذكر بمملكة أبى أننى كنت أرى الحكماء يتاجرون بعلمهم...فلم يقوموا بإعطاء الدواء للمريض الذى لا يملك نقود...وقد يتركونه يلقى حتفه وهذا لم يكن يتواجد بمملكة والدى فحسب....أكاد أجزم أنها بالممالك كلها....


نظرت لها ليليان بعدم فهم قائله:وما دخل حديثك هذا بما سنفعله مع سابين؟!...ردت عليها ميلسيا بثقه: فتاتنا لا تقبل أن ترى أحد يحتاج للمساعده ولا تقدمها له جميلتى... 


أومأت لها ليليان بتفهم فأكملت ميليسا قائله:نحن فقط سنضع بطريقها شخص يعانى ومريض...ولكن يجب أن نبحث أولا عن مكان إقامة أحد الحكماء حتى نجد ضالتنا...


نظرت لها فكتوريا وسألتها فكتوريا بتشتت:ولكن ألا تظنين أنها قد تكشف الأمر؟!...نفت لها ميلسيا برأسها وهى تقول:لا لن تفعل لأننا لن نتدخل وهنا سيأتى دور ليلى الجميله....فبعد إيجادنا لمقر أحد الحكماء ستذهب ليلى وتطلب من سابين إصطحابها بجوله بالمملكه...وذلك بعد أن نعلمها بمكان توجد هذا الحكيم حتى تجبر سابين على السير معها فيه 

ولكن بطوعيه.....وعندها سنترك لها الأمر ونرى ما الذى ستفعله....ما رائيكن؟!...


أومأت السيدتان برضى إلا أن فكتوريا عادت لتقول بتوتر:أتمنى أن يمر الأمر بسلام ولا تقوم بقتل أحد... 


ابتسمت ميلسيا قائله:لا تقلقى لن تفعل شئ حتى وإن أردت هذا....أنسيتى أن الصغيره ستكون متواجده معها لهذا ستخشى عليها من أن يصيبها ضرر وهى بصحبتها....


أومأت السيدتان بتفهم حتى عادت ليليان لتسأل من جديد قائله:حسنا هى ستقوم بمساعده المرضى...

ولكن الأمر سينتهى بعدها....



عادت ميلسيا لتنظر لها بمكر وقالت:لن ينتهى الأمر بل سيبدأ...فحين ستساعد سابين المرضى سينتشر أمر وجود فتاة تعالج المرضى وتساندهم...وهنا يأتى دورنا فحين نتجول بالأسواق....ما علينا إلا إخبار الجميع بمكان إقامتها...مما سيجعل الجميع يتهافتون عليها لنيل دواء يقلل من مرضهم...وبسعر أقل من سعر دواء الحكماء الأخرين....


توقفت تأخذ أنفاسها وهى تقول بنفاذ صبر:الأن هل هناك اى أسالة تريدون طرحها؟!...أم أن الأمر قد لاقى إستحسانكم....اومأت السيدتان فى رضى تام وفرحت ليلى كثيرا بمشاركتهم لجعل سابين تعمل بما تحب...


❈-❈-❈

كانت سيلا مقيمه بمنزل أليس حتى ترحل ببدايه الأسبوع المقبل مع مارلين...للقريه التى سيذهبون لتعليم أهلها كما هو متفق...ولقد كان الحزن مخيم عليها هى وأليس.... 



تحدثت أليس بحزن:أتعلمين أننى حزينه لرحيلهم... ورغم أن سابين لم تكن تجلس معنا بالمنزل....إلا أن تواجدها بالمدينه كان يشكل فارقا ف لقد كان يشعرنى بالسكينه والراحه....والتى رحلت برحليها هى وأمى وليلى الصغيره...



ابتسمت سيلا بحزن وهى تقول:ليلى تلك المشاغبه التى كانت تملأ المنزل بضحكاتها وجنونها...واللعنه

لم أكن أظن أننى سأشتاق لها هكذا....ختمت سيلا حديثها وقد لمعت عينيها بالدموع....




فقربتها أليس من أحضانها وهى تحاول منع دموعها من التساقط...وكادت أليس تتحدث إلا أن طرق الباب اوقفها...فذهبت سيلا لفتح الباب وهى تزيل الدموع العالقه بجفنيها...



وحين فتحته وجدتها جوليا والحزن الشديد يحتل قسمات وجهها...وحين رأت سيلا عادت دموع كلتاهما من جديد....واحتضنوا بعضهم وبعد القليل من البكاء سارت كلتاهما للداخل حيث أليس...




وجلسوا جوارها تحدثت جوليا بإشتياق:أشعر 

بالضيق الشديد...وأريد رؤيه سابين ووالدتى  

وليلى...أشتاق إستنشاق رائحتهم العطره حين 

أقوم بإحتضانهم...وكلما رأيت ألفين أقوم بإحتضانه وشم رائحته لعلنى أشعر بالراحه....إلا أننى لا أعلم إلى متى سأظل هكذا....



أنهت حديثها وهى تنظر لشقيقتها بتشتت فرفعت أليس يدها تمسح على رأس جوليا بحنان....وهى تقول:جميعا نشتاق لهم...إلا أنهم يستحقون تلك الراحه...ولأننا نكن لهم الحب الصادق سنكون سعداء من أجلهم أليس كذلك...اومأت كلا من سيلا وجوليا.. 





وخلال ذلك طرق الباب من جديد....فذهبت سيلا لفتحه فوجدت رجلا تراه للمرة الأوله...يسألها بثبات: هل أنتِ أليس ألكدورى؟!... 




أومأت له سيلا فقام الرجل بإعطائها رسالة ورحل... ظلت سيلا تنظر للرساله بتسأل وقامت بإغلاق الباب وهى تدلف للداخل....وتقول ل أليس:هذه الرساله لكِ وقامت بإعطائها ل أليس...




أخذتها أليس وقامت بفتحها وبدأت تقرأ محتواها بهدوء بالبدايه...ثم تحولت لشهقه سعيده....وهى تقول بسعاده مفرطه:إنها من سابين...



حين سمعت سيلا وجوليا اسم سابين جلسوا جوارها ملتصقين بها....ينظرون لمحتوى الرسالة التى كانت فحواها كالتالى:



لقد ظللت أنظر للورقه كثيرا ولا أعلم كيف أبدأ حديثى...لأننى لم اعتد كتابه عبارات الاشتياق والحنين لأحد....إلا أنكُ أنتِ وشقيقاتك تستحقون 

كل عبارات الحب والاشتياق التى أشعر بها الأن... 



أتمنى لو أنكم معى الأن فوجودكم الشئ الوحيد المتبقى حتى أصل للكمال...إلا أن وجودكن مع أحبتكم يسعدنى...وهذا ما يمنعنى من القدوم لكم وأخذكم للعيش معى...



كما أننى أرسلت لكِ أليس هذه الرساله لعلمى أنك الأقل إختلاط بالقصر الملكى...وأتمنى لو تواجدت الفتيات معكى الأن حين تقرأين رسالتى..ليعلمن بما سأخبره لكِ الأن...



ف لقد إستقريت أنا ووالدتكم وليلى وميلسيا 

وليليان بمملكه الملك دانيال...إلا أننى أريدك أن تخبرى الفتيات ألا يعلم أحد بأننى أرسلت تلك الرساله لكم...



لأننى أعلم أن هناك الكثيرون يبحثون عن مكان إقامتنا...لهذا لا يجب أن يعلم أحد بإرسالى لهذه الرساله....كما أننى قد دونت لكم بالأسفل محل إقامتى إذا أرادت واحده منكن إرسال رسالة لى...

وهذا ما أنتظره من الأن جميلاتى...



أتمنى أن تعيشوا حياة سعيده مليئه بالراحه والسكينه...كما أريدك أن تحافظى على شقيقاتك أليس...فأنتِ الأن تحملين مسؤليتهن من بعدى...



                     مع حبى الشديد سابين...



❈-❈-❈




كان القصر ساكن سكون الموتى...خاصه بعد تلك العاصفه التى شنها دراكوس على السيدة بيترس وففيان...بعد أن علم من الملك أنهم من تسببوا برحيل ميلسيا....



كما اجبر كلاهما على الرحيل من القصر...حتى لا يقوم بوضع كلاهما طعام لحيواناته....كما أن ماكس لم يعترض على قرار دراكوس....لأنه شعر أن هذا أفضل قرار لإراحه كيت....التى تضطر كل يوم لمجالسه شقيقته ووالدته....



لهذا لم يقم بالتدخل بينما...كان ماثيو يرسل رجاله للبحث عن سابين ومن معها وأعطاهم وصفهم...ظل الرجال يبحثون بالمملكه والممالك المجاور...ولكن لم يصلوا لشئ... 



كما أن الرجل الذى ارسله الملك خلف سابين لم يأتيه بشئ او يعلم عنه شئ حتى الأن...بينما كان جورج يعمل اغلب اليوم ليكف عقله عن التفكير....إلا أن الافكار تهاجمه حين يعود لغرفته...ويغلق بابها عليه وهو يعود ليمسك برسالة صغيرته ويعيد قرأتها من جديد...



كان البحث قائم من كلا من دراكوس وماثيو وجورج ولكنهم بعد بحث طويل وشاق....أدركوا أن ليليان كانت تقيم بالمقاطعه وسابين والنساء رحلوا من 

هناك للخارج....وعند هذه النقطه تنقطع أخبارهم...



بينما كان ألفين قد استقر بالقصر هو وجوليا اضطرار نظرا لتلك الأحداث المتلاحقه....كما أن ذلك كان مطلب جوليا التى لا تفضل البقاء وحيده بمنزلها... وأنها تشعر بالراحه مع وجود اناس من حولها...




وخاصه وجود كيت التى تخفف عنها...كما أنه شعر بعودتها للهدوء والإبتسام بعد عودتها من منزل شقيقتها أليس...وهذا أشعر قلبه بالأطمئنان على صغيرته...والتى لم تخبره شئ عن رسالة سابين كما أمرتها...




وبعد أن قرورا انتظار الأخبار من رجل الملك المرسل خلف سابين...عادوا لإستكمال عملهم وبحثهم من جديد...وخلال أحد الإجتماعات التى يجتمع بها الملك مع مستشاريه...قرر الأتى...



الملك استيفان بثبات:لقد قررت اليوم أن أخبركم بأحد أهم قرارتى...نظر له الجميع بفضول فأكمل الملك ببرود:لقد قررت الزواج من أجل المملكه...




يتبع..