-->

الفصل الخامس والسبعون - مملكة الذئاب Black



 الفصل الخامس والسبعون 


"القوة ليست فى النسيان القوة أن تتذكر ولا تتأثر تتذكر ولا تبالى"  


                         وليم شكسبير...


❈-❈-❈


كان جميع الحاضرون ينظرون له بصدمه غير مصدقين ما تفوه به من قراره للزواج...حتى  

تدخل ألفين الذى قال بحاجب معقود:هل أنت 

متأكد من تلك الخطوة التى ستقدم عليها؟!...


نظر له إستيفان ببرود وهو يجيبه ب جمود:أجل 

كما لا أعلم لما أصاب الجميع بالصدمه رغم أن

أغلب الحاضرين كانوا يرغبون بذلك الأمر منذ مده طويله...لهذا لا أرى داعى لأفعالكم الصبيانيه هذه... 


هنا تدخل ماثيو قائلا بعقلانيه:ولكن ألا تظن أن قرار زواجك الأن ليست جيدا لك...فأنت مازالت لم تتخطئ ما حدث...أيده كلا من ديفيد وماكس اللذان أومأ له برأسهم... 


نظر له إستيفان بلا مبالاة قائلا:ولما ليس جيدا؟!... فمملكتى تحتاج لملكه تهتم بها...تدخل دراكوس قائلا بهدوء:وماذا عنك إستيفان؟!..


أجابه إستيفان بنفاذ صبر:بالطبع وأنا أيضا أحتاج لإمرأة تملأ حياتى وقلبى...وتأتى لى ب ولى العرش الذى سيحكم من بعدى...


هنا صدر عن ألفين ضحكه مرتفعه هازئه وهو يضرب يده بالطاوله ويقول بسخريه لازعه:لم أكن أعلم أنك جيدا بإلقاء النكات استيف....هل فقدت عقلك اللعين حتى تقدم على تلك الخطوة المصيريه؟!...دعنا لا نخدع أنفسنا...فالجميع هنا يعلم بعشقك ل سابين لهذا لا تحاول خداع نفسك وخداعنا...


لقد أشعل ألفين فتيل غضبه مما جعله يقول بحده صارمه:لا أظن أن أحد تدخل بقرارك الذى إتخذته بشأن الزواج من زوجتك...فلم يقف أحد أمامك يخبرك بما يجب عليه فعله...كما أننى أخبركم بالأمر ليس لأخذ موافقتكم...بل لتكونوا على علم به...


وقف ألفين عن مقعده وهو يقول بإنفعال:بالفعل لم يتدخل أحد بقرار زواجى من جوليا لأننى تزوجت 

بالفتاة التى أحب...على خلاف غيرى الذى قام بنفى من يحب...وليس ذلك فحسب بل يقوم بإقتراف 

خطأ فادح بحق ذاته وبحقها....كما أريد معرفة أمر يصيبنى بالحيره إن كنت تمقتها لهذا الحد وتريد الزواج بعد رحيلها بأيام...لما قمت بإرسال أحد 

رجالنا خلفها؟!...ألم تلفظها من حياتك ومملكتك؟!..

لما تتلصص على حياتها الأن؟!...لما لا تتركها وشأنها؟!..أجبنى؟!...


كان البرود والجمود يغلف عينى إستيفان الذى قال:أنا لم أرسل أحد رجالنا من أجلها...بل أرسلته 

من أجل ميلسيا حتى أستطيع الإطمئنان عليها بالوقت الذى أريده... 


إقترب ألفين من إستيفان بدرجه خطيره وهو يقول بسخريه وحده:اللعنه على كبريائك الذى سيدمرك ويدمر من تحب....وكاد يخرج إلا أنه توقف وعاد ليتستدير وينظر ل إستيفان بلا مبالاة وهو يقول بمكر:كما أريدك أن تعلم أنها من المؤكد لن تظل 

باقيه على ذكراك...فكما ستفعل وتتزوج هى ستفعل بالتأكيد وتسمح لغيرك بإقتحام قلبها وحياتها...وكلانا يعلم أن الكثيرون سيحاولون التقرب من تلك الجميله التى جعلت ملك مملكه الذئاب يقع لها...لهذا أنا أنتظر من الأن ما ستفعله حين تعلم بزواجها هى الأخرى أيها الملك المبجل؟!...


وتركهم وغادر المكان وترك خلفه إستيفان الذى ينظر لأثره بجمود ووجه غير مقروء...حتى نظر ل ماكس ببرود ثلجى قائلا بجمود وبحه ظهرت مميزه للجالسين....فأدكوا أنه يحاول التماسك أمامهم:  ابحث لى عن زوجه مناسبه كما أمرت...أريد الزواج خلال شهر من الأن....


ثم ترك المكان مغادرا وكأن شيطان تلبسه...بينما الرجال ينظرون لبعضهم بتوتر غير مدركين بما سيحدث تاليا...حتى قال ديفيد بشرود:من المؤكد 

أن قراره هذا سيسبب الألم ل سابين أليس كذلك؟!.. 


ختم حديثه وهو ينظر للجالسين أمامه بحزن...فتنهد دراكوس قائلا:بالطبع سيفعل...ألم تشاهدوا كيف كان كلاهما ينظرون لبعضهم البعض خلال وقوفها على المنصه حين قرر إعدامها...لقد ترك هذا الفتى كل صفات والده الجيده...ولم يرث منه سوى الغباء اللعين...


ختم حديثه وهو يقف عن مقعده ليخرج من المكتب إلا أن ماثيو أوقفه قائلا:هل وجد رجالك شئ جديد؟!. توقف دراكوس وهو يستدير لينظر له قائلا بحزن:لا لم يجدوا شئ....إلا أننى سأذهب ل دوغلاس فمن المؤكد أنه يعلم بشئ قد يفيدنا...ونعلم منه المكان الذى قد تذهب إليه سابين...


اومأ له ماثيو وهو يستقيم ويقول بإرهاق:إذا انتظر لأذهب معك...وتحرك كلاهما للخارج وترك كلا من ماكس وديفيد بمفردهم...


وبعد خروجهم تحدث ماكس بهدوء:ماذا فعلت بشأن تلك الفتاة التى قررت الزواج منها؟!...


تنهد ديفيد بحزن وقال:لا أعلم...أنت ترى ما يحدث داخل القصر خلال هذه الفترة من قرارت إستيفان الصادمه...وانفعال ألفين الذى كان معروف بثباته وهدوئه....وكذلك بحث كلا من ماثيو ودراكوس وجورج عن نسائهم...كل هذه أمور لا تساعد على التفكير بإتخاذ مثل هكذا قرار...كما أنك قد لا تصدق ذلك إلا أننى أشتاق لتلك الصغيرة صاحبه اللسان السليط كثيرا...وأتمنى الأطمئنان عليها وعلى  

الجميع ولكن لا أعلم كيف؟!...لهذا أظن أنه من الأفضل الانتظار بعض الوقت حتى تهدأ الأوضاع قليلا...وحينها أستطيع الإقدام على تلك الخطوه بذهن صافى...


أومأ له ماكس بتفهم وهو يقول بود:أتمنى لك السعاده يا رجل...ابتسم له ديفيد بإبتسامه شاكره حتى قال بتسأل:لقد طلب منك البحث عن زوجة له كيف ستفعل ذلك بوقت قصير؟!..وهو قد رفض من قبل جميع النساء الذين قمت بعرضهم عليه... 


أجابه ماكس بثبات:سيوافق على أى فتاة سأضعها أمامه...فأنت تعلم أن قلبه ملك ل سابين...لهذا لن يفكر بالمواصفات التى يريدها بمن ستكون زوجته... لأن المواصفات التى يريدها لا توجد سوى بفتاة واحده...وهو قام بإقصائها خارج قلبه ومملكته...


اومأ له ديفيد بتفهم وهو يقول بسأم:اللعنه عليك وعلى حنونك إستيفان... 


❈-❈-❈

كانت سابين تخرج كل يوم لتبحث عن عمل إلا أنه يتم رفضها والسخريه منها لأنها فتاة تريد العمل  بمثل ذلك العمل الشاق والمجهد...إلا أنها لم تفقد الأمل ورغم أنها تمتلك القدره على إثبات ذاتها أمام هؤلاء الرجال الأغبياء...إلا أنها لم تفعل فهى تريد العمل مع من سيقدم لها الإحترام لشخصها قبل احترام عملها....


وخلال بحثها اوقفها أحد الحدادين يسخر منها كما فعل أصدقائه قائلا بسماجه:أنتِ يا صغيره هل تعلمين ما هذا الذى أحمله؟!...إذا قمتى بإخبارى ما هو؟!... سأجعلكى تعملين معى بجمع الحطب...


بعد انتهائه من التحدث ظل يضحك هو والجميع على سابين التى كانت تنظر له ببرود ولامبالاة 

شديد...حتى ابتسمت له بسخريه قائله:لا أظن 

أننى من ستقبل العمل لديك لجمع الحطب...فمما 

أراه أن عملك ليس بالمستوى المطلوب...لهذا فمن المؤكد أنه لا يأتى لك الكثيرون لعدم جوده أسلحتك...لهذا لا تقلق لن أفكر بالعمل لدى من 

يشبهك...


صدرت ههمات منصدمه من جرأة هذه الفتاة...والتى لفتت الكثير من الأنظار لها من خلال حديثها الخشن مع رجل أقوى وأضخم منها...كما أنها جعلت غضب الرجل يتصاعد...وهو يتحدها قائلا:إذا فالترينى ما تستطيعن فعله أيتها المتصابيه؟!...


نظرت له سابين ببرود وهى تجيبه قائله:لا أظن أنك ترتقى لتتحدانى...واستدرات لترحل إلا أن الحداد قال بسخريه وتفاخر:ألم أقل من قبل أنتن معشر النساء لستم بارعين سوى بالثرثره التى لا جدوى منها والمعاشره فقط...


أغمضت سابين عينها وهى تشعر بالغضب يحتل جوفها...فقررت تلقين هذا الحقير وأشباهه درسا 

لن ينسوه مدى الحياة...


فإلتفتت له وهى تقول بمكر:إذا لقد قبلت عرضك السخى...ولكن على ماذا سأحصل عندما تهزمك  إمرأه لا تفلح سوى بالثرثره والمعاشره...


كاد الرجل يجيبها إلا أن هناك أحدهم قد تحدث والذى يظهر عليه الهيبه قائلا:حينها ستقومين بأخذ ما تشائين منه...حتى وإن كانت ورشته فستحصلين عليها أليس كذلك؟!..أنهى حديثه وهو ينظر للحداد الذى توتر من حديث هذا الرجل...الذى لا تعلم هويته إلا أن احترام الجميع له وافساح الطريق له...وملابسه الأنيقه رغم بساطتها تدل على مكانته بين هؤلاء الحمقى....


أجابه الحداد قائلا بطاعه:أجل سيدى...نظرت سابين للواقف أمامها بهدوء وهى تجيبه أجابت سابين قائله: وأنا أيضا موافقه...


فقال الحداد باحترام للرجل الواقف أمامهم:ولكن على ماذا سأحصل إذا خسرت هى أمامى؟!...كاد الرجل يتحدث إلا أن سابين سبقته....وهى تجيبه بقوة وثبات:سأعمل لديك خادمه إلى أن تزهق  روحى؟!...


نظر الحداد للرجل الذى يحكم بينهم منتظر ما سيقوله...وبالفعل قال الرجل برزانه:إذا لقد اتفق الطرفان لهذا فاليبدأ كلا منكم بعمله...


وجلس على أحد الأسوار جوار الكثيرون الذين يشاهدون ما يحدث من البدايه...نظرت سابين 

للرجل وقالت بتسأل:أستطيع أخذ ما أشاء من أى ورشه أليس كذلك؟!...


اومأ لها الرجل قائلا:فالتأخذى ما تشائين...أومأت له سابين وهى تدخل أحد الورش وتخرج منها وهى تحمل حطب وقدر عمق واخر صغير....وقامت بوضع الحطب بمنتصف الطريق وأشعلته بعد أن قامت بترتيبه ووضعت القدر عليه...ثم دخلت ورشه أخرى 

وخرجت وهى تحمل مطرقه....ثم تدخل أخرى 

تحمل منها بعض المعادن التى قامت بوضعها بالإناء.... 


ثم عادت لتجلب حامل السيوف وقوالبه وظلت تبحث عن شئ ما داخل أغلب الورش إلا انها لم 

تجده...فنظرت للمكان من حولها حتى وجدت   ضالتها معلقه بأحد الورش عليها شعار صاحبها... فذهبت إليها وقامت بنزعها وقامت بوضعه بالإناء 

الصغير جوار الأناء الذى وضعتها سابقا....


والجميع ينظر لها بحماس منتظرين ما ستفعله...

وبعد جلبها لكل ما تحتاجه ومعادنها قد أوشك على الزوبان...كانت تقوم بتقليبه بين كل فنيه والأخرى...


ثم طلبت من بعض الرجال الواقفين مساعدتها بحمل أحد الطاولات الحديديه التى يتم طرق المعدن عليها....وبعدما قامت بنقلها وقد ذاب معدنها قامت بوضعه بقالبه...وهى تحدد زواياه وسمكه المطلوب...


بينما كان الحداد الأخر قد أوشك على الانتهاء...

فقد كانت معداته جاهزه ومعدنه مذاب خلاف سابين...لهذا كان هو متقدمها عليها....


إلا أنها لم تنظر له ولم تكن تعبئ بإنتهائه وأكملت عملها ببراعه...وبعد تماسك المعدن وتشكله قامت بإخراجه من قالبه ووضعته بالماء...


ثم قامت بحمل مطرقتها وظلت تطرق عليه بقوة وثبات وإحترافيه...والجميع ينظر لها بإنبهار وبعد الكثير من الرطق المتواصل ل تهذب سلاحهها...


قامت بإخراج بعض المعدن المذاب الذى قامت بوضعه بالإناء الصغير...وأغرقت سلاحها به....

ثم عادت تطرق عليه من جديد...وبين كل فنيه 

والأخرى تقوم بوضعه بالمياه....وبعد بضع الوقت  أتت بأداه حاده....وطرقت على الجانب السفلى للسيف كلمه ما....


ثم قامت بحمل سيفها وذهبت تجاه الرجل الذى كان انتهى من عمله هو الأخر منذ مده...


وهى تقول بسخريه:هل أنت جيد بحمل السيف كما أنت بالثرثرة؟!...نظر لها الحداد بغضب وحمل سيفه وبدأ بمبارزتها وهو غاضب...


بينما كانت سابين تبارزه برشاقه وثبات حتى قامت بضرب سيفه احد الضربات القويه....فقامت بكسر سيفه لنصفين ثم تقدمت منه وهى تضع سيفها على عنقه قائله بحده:أستطيع الأن قطع رأسك السميك هذا إلا أنك لا تستحق هذا الشرف....وقامت بأبعاده عنها بقوة وهى تنظر له بتقزز وإشمئزاز وهى تبصق على الأرض...


وتضع السيف أمامه قائله بسخريه:إنه لك بدلا من الذى قمت بكسره كما قمت بنقش اسمك عليه...كما أننى لا أريد ورشتك احتفظ بها...


ثم تركته ورحلت دون النظر خلفها وهو تشعر بالكره والإشمئزاز الشديد تجاه تفكير هؤلاء الرجال...بعد رحيلها تقدم الرجل الذى كان يحكم بينهم من السيف الذى تركته سابين وقام بحمله....


وقرأت ما قامت بنقشه على جانب السيف فوجد كلمه لعين منقوشه بشكل مرتب وجذاب عليه...

مما جعل ابتسامه هادئه ترتسم على شفتيه وهو يحمل السيف...ويقترب من الرجل ويعطيه السيف قائلا بهيبه تناسبه:لقد كانت السبده رحيمه بك رغم عجرفتك معها... إلا أنها نجحت بإنهاء أمرك بضربة سيف...انهى الرجل حديثه وهو يضع السيف على طاوله أمام الحداد....ورحل بعد أن نظر لأحد رجاله وهو يقول له بهدوء:ابحث بشأن هذه الفتاة أريد معرفه كل شئ يخصها...اومأ له رجله وهو يقوم بطاعه:امرك سيدى...


❈-❈-❈


عاد ألفين لغرفته وهو يشعر بالغضب يحتل جوفه  من افعال صديقه المتهوره...دلف ألفين لغرفته فوجد جوليا تجلس على الفراش وتنظر للأعلى بشرود... فتقدم منها وجلس جوارها وقام بإحتضانها وهو يشتم رائحتها الطيبه....


فقامت جوليا بالتربيت على يده بحب وهى تبتسم بهدوء...وتستند علي صدره بظهرها وهى تقول بحب: اشتقت لك...تنهد ألفين بإجهاد وهو يقول بحب مماثل:وأنا ايضا صغيرتى...بماذا كنت شارده؟!..


ابتسمت جوليا بهدوء وهى تتذكر ما كانت شارده بأمره...وقالت له بهدوء وهى تمسك بيده وتضعها على معدتها وهى تنظر له بحنان قائله:شارده بكيف سأخبرك أنك ستكون أب عما قريب؟!..


كان ألفين ينظر ل جوليا بزهول لبعض الوقت..

حتى قال لها بصوت خرج متحشرا وعيون دامعه:

هل سأصبح أب؟!..هل سيكون لى صغير منكِ صغيرتى؟!... 


تجعد ما بين حاجبى جوليا بلطف قائله بمشاكسه:

لم أعد صغيره أل...ف أنا سأكون أم عما قريب...



ابتسم ألفين بإتساع وهو يؤمى لها بحب قائلا بسعاده وهو يقبل وجنتيها:أجل ستكونين أم لطيفه...إلا أنكِ ستظلين صغيرتى مهما أنجبنا من صغار... 


إستدارت جوليا بجزعها وقامت بإحتضانه بقوة...

وهى تقول بسعاده:أتعلم أنك أفضل شخص حصلت عليه بعد سابين...أبعادها ألفين عنه وهو يقول لها بحاجب مرفوع مدعى الغضب:سابين بعد تلك الحالة التى وصلت لها بعشقك جميلتى تفضلين سابين...



اتسعت ابتسامة جوليا وهى تقول له بتأكيد:لا تحزن أنت الأن بنفس منزلتها بقلبى ولا أستطيع التفريط بك او احزانك...احتضنها ألفين وهو يقول بحب:هل أخبرتك من قبل أننى واقع بعشقك؟!...



اومأت له جوليا بسعاده وهى تقول:أجل أخبرتنى 

إلا أننى أحب سماعها منك دائما...ظل كلاهما ينعمون بذلك الحضن الدافئ...


حتى ابتعدت جوليا وهى تقول بتسائل:ما الذى كان يحزنك وجعلك غاضب...نظر لها ألفين وتنهد بسأم قائلا:إنه إستيفان لقد اتخذ قراره اليوم بالزواج...



نظرت له جوليا بصدمه قائله:ماذا سيتزوج؟!..أومأ 

لها ألفين بهدوء...فأكملت جوليا تسائلها قائله:من تكون؟!.. 


وهو يقول بهدوء:أجل ولكن لا أريدك أن تخبرى أحد بهذا الأمر...فهو لم يعلن الأمر حتى الأن....أومأت له جوليا بطاعه وعادت لإحتضانه من جديد...


وهى تفكر بأن عليها اخبار سابين بالأمر...لتخبر السيدة ميلسيا بأن الملك سيتزوج عما قريب...


❈-❈-❈

كان دوغلاس يجلس بغرفته يعمل على بعض الأوراق الخاصه بعمله...فبعد الأحداث السابقه ورحيل سابين قرر العمل بغرفته أو بالحديقه بعيدا عن تلك الأجواء الخانقه بمكتب الملك... 


وبينما هو مستغرق بعمله طرق باب غرفته فأمر الطارق بالدلوف...ولقد كان دراكوس وماثيو جلس  كلا من دراكوس وماثيو امام دوغلاس...


تحدث دراكوس قائلا:دوغلاس أنت تعلم أننا نبحث عن سابين منذ مده لا بأس بها...إلا أننا لم نجد شئ لهذا تسألنا لو أنك تساعدنا بشئ...


نظر له دوغلاس بثبات قائلا:وكيف أساعدك دراكوس؟!...تسأل دراكوس بثبات:هل هناك مكان 

ما تظن أنها قد تذهب إليه؟!...


نظر له دوغلاس بهدوء وقال:لا أحد يستطيع معرفه ما قد تفكر به تلك الصغيره...لهذا من الصعب تحديد أين تكون بالوقت الحالى؟!...


تنهد دراكوس بإجهاد بينما كان ماثيو هادئ لا يتحدث فنظر له دوغلاس بحنان...فهو يعلم مقدار ما عايشه طوال أعوام مضت...وهو يقول بود:كيف حالك ماثيو؟!... 


نظر له ماثيو وقال بإبتسامة ساخره:كما ترى لست بخير دوغلاس...فزوجتى التى بحثت عنها أعوام رحلت لمكان لا أعلم أين هو؟!.. 


ابتسم دوغلاس بهدوء وهو يقول برزانه ناظرا لكلا من دراكوس وماثيو:ألم يفكر أحدكم لماذا وافقت سابين على ذهاب ميلسيا ووالدتها وليليان معها؟!..

ولم ترفض ذلك؟!...


أجابه دراكوس قائلا بتفكير:من المؤكد لأنها لا تريد البقاء بمفردها...رد عليه ماثيو بهدوء:لا أظن ذلك فهذه الفتاة تهوى الوحدة أكثر...كما أظن أن وجود هؤلاء النساء معها يقيد حركتها وحريتها بعض الشئ... 


تجعد ما بين حاجبى دراكوس وهو يقول بتسأل:  

إذا لماذا وافقت على ذهابهن معها؟!.. 


اتسعت ابتسامة دوغلاس قائلا:لو نظرت للأمر من وجهة نظر سابين لوجدت كل سيدة رحلت معها 

هناك ماضى حزين يصاحبها...ف ميلسيا ما حدث  

لها ماضى مؤلم بصباها وهذا أمر مازال يؤثر على شخصتيها ويحزن قلبها...وليليان ما حدث لصغارها أمام عينيها حطم قلبها وأزهق روحها...وكذلك فكتوريا ضعفها وحبها ل جورج قتلها وقتل معها صغارها...جميع هؤلاء النساء احتجن لمن يخرجهم من بؤسهم...وحين بحثوا عن شخص يخرجهم من عتمتهم وينير أرواحهم....فلم يجدوا سوى تلك الصغيره التى ستعمل على إزاله كل تلك الشوائب التى تسبب بها الماضى فى تحطيم قلوبهم...


صمت كلا من ماثيو وداركوس بعد حديث دوغلاس ولم يجدوا ما يقولونه...حتى قال دوغلاس مطمئنن إياهم:لا تشعرن بالقلق فهى من ستجعلهم يعودون إليكم...ولكن بعد أن يصبحن بذات شراستها ودفاعها عما تهتم له...ولكن لا تحلمن بأن الأمر سيمر مرور الكرام...فهذه الصغيره لن تهدأ سوى بأخذ ثأر هؤلاء النسوة ممن تسبب بأيذائهم...لهذا نصيحتى لكم أن تخضعوا لما ستطلبه لأنها قد تشعل حربا لتعيد حق هؤلاء النسوة...



❈-❈-❈



عادت سابين للمنزل وهى تشعر بالإنهزام بعض الشئ بسبب ما حدث...فهى على يقين أن الجميع سيخشى عملها معه بعد أن قامت بإهانه أحدهم بمثل هذه الطريقه...



إلا أنه من أصر على تحديها...الأن هى لا تعلم ما الذى عليها فعله...فلا يوجد سوى حلا وحيدا وهو أن تنشئ ورشتها الخاصه...إلا أنها لا تملك المال الكافى كما أن هؤلاء الرجال لن يسمحوا لها بالعيش بسلام...وهى بمفردها وفتاة لهذا لا سبيل لها...




كانت سابين جالسه بغرفته تحاول الوصول لحل لهذه المعضله...وخلال ذلك وجدت ليلى تدخل غرفتها وهى تقول لها بحماس:هناك رجل بالأسفل يريد مقابلتك... 



نظرت لها سابين بحاجب معقود وهى تسألها بثبات: هل أخبرك ما هو اسمه يا صغيره؟!..او ماذا يريد؟!.. 



نفت لها ليلى برأسها قائله:لا لم يفعل إلا أنه أخبرنى أن أقول لكِ أنه قد أتى من أجل الفتاة الحداده التى تصنع السيوف...وانه قد أتى بعملا لكِ...



اومأت لها سابين وهى تخرج من غرفتها سريعا وتهبط درجات الدرج لتنظر للقادم...وحين نظرت له لم تكن تعلم هويته لأنها تراه للمرة الأولى...



فقالت سابين بهدوء وتسأل:أخبرونى أنك تبحث عنى...اومأ لها الرجل الذى يظهر الشيب على وجهه وهو يقول بإبتسامه بشوشه:أجل أنا أدعى جونير شاهدتك وأنتِ تقومين بصناعه السيوف اليوم... وأريدك لتنضمى لى بورشتى... 



نظرت اه سابين بإبتسامه سعيده وهى تقول:حسنا أنا موافقه...متى نبدأ بالعمل؟!..نظر لها الرجل بتفاجئ وهو يجيبها قائلا:الأن إذا أردتى... 



اومأت له سابين وهى تقول:حسنا هيا بنا...تحرك كلاهما للخارج ونظرت سابين ل ليلى قائله:أخبرى الجميع أننى قد وجدت عمل وسأعود حينما أنتهى... 



وخرجت مع الرجل مغلقة الباب خلفها وبعد رحيلها خرجت النساء من خلف جدار المطبخ...الذى كانوا يختبئون خلفه...



فقالت فكتوريا بحزن:لا أظن أننا سننجح بما خططنا له بعد إيجادها لعمل...


ايدتها ليليان قائله بحزن يماثلها:أجل ألم تروى سعادتها حين أخبرها الرجل أنه قد أتى لها بعمل..... 



إلا أن ميلسيا قالت بحزم:صمتا أنا لن أقبل بهذا...فإن كانت هذه الصغيره ذات رأس يابس عنيد...فأنا أشد منها عندا...وسأكمل ما بدأت به وإن لزم الأمر أن أجبرها على ذلك سأفعل...



وتركتهم وخرجت هى الأخرى من المنزل ومعها ليلى وجرومز لتكمل ما قررته من قبل....




بعد خروج ميلسيا قالت فكتوريا بتوتر:أتمنى أن يمر الأمر بسلام دون أن تقوم إحداهم بقتل الأخرى... تنهدت ليليان قائله:أتمنى ذلك...




يتبع..