الفصل السابع والسبعون - مملكة الذئاب black
الفصل السابع والسبعون
كانت سابين تجلس أمام السيدات اللاتى ينظرون إليها بفضول لسماع ما ستخبرهم به...فرغم أن ليلى قامت بقص ما حدث إلا أنهم أرادوا سماع الأمر مرة أخرى من سابين...
والتى بدأت تخبرهم بما حدث وبعد انتهائها نظرت إليهن بهدوء وقالت:للمرة الأولى بحياتى يتم تخيرى بين أمرين...لو قمت باختيار أحدهم لن أخسر شئ بالمقابل...لهذا فكرت أنه من الأفضل لو أخذت برأيكن بهذا الشأن...هل أكمل بالحداده أم أبدأ بمداواة المرضى كما اقترحتن من قبل؟!...
نظرت النساء لبعضهم بتشتت...إلا أن فكتوريا قالت بحنان:فالتفعلى ما يمليه عليكى قلبك وما ترغبين به صغيرتى...
هنا نظرت ميلسيا ل فكتوريا بعيون حارقه وهى تقول لها بإنفعال:ألن تكفى عن تلك السلبيه فكتوريا...
ف أنا لا أظن أن رأيك بالأمر سيحزنها أو سيسبب
لها الألم...حتى وإن حدث ف أنت والدتها بالأخير وتفضلين لها الخير ومن حقك الإطمئنان عليها...
لم تعلق سابين على حديث ميلسيا وكذلك فكتوريا لأنها على حق...تنفست ميلسيا بصوت مسموع ثم عادت بأنظارها ل سابين قائله بثبات:بل يجب أن تتركى أمر الحداده....وهذا ليس لأننى أريد فرض رأيى أو لتغير قرارك سابين...ف أنا أريد الحريه لكِ وعملك ك حداد سيجعل الأفضليه ل ساب...وسيجعل من الجمود والعزله والصمت عنوان لقلبك...الذى دائما ما كنتى داخل حصونه...بينما عملك ك طبيبه سيغير الكثير بك وهذا ما رأيته اليوم أمام عينى...
كما لن أنكر أننى رأيت سعادتك حين أخبرك الرجل أنه يريدك للعمل معه بورشته...إلا أننى رأيت أيضا الثبات والطمئنيه والراحه ودفى يغمر عينيك حين أتيتى من الخارج بعد مساعدتك لتلك الصغيره....
كما رأيت الفخر والسعاده بعينى ليلى وهى تقص علينا ما حدث...وكم هى سعيده لكونها تمتلك شقيقتك مثلك...واللعنه يجب أن يرى الجميع ما
أنتِ قادره على فعله سابين...وأنا أرى أن عملك ك حداده من جديد لن يثبت جدارتك...لأنها أمر معلوم مسبقا للجميع ببراعتك بصنع الأسلحه...وهذا ما سيتوقع أيضا الجميع منكِ....لهذا أن الأوان صغيرتى لتثبتى لذاتك ما أنتِ قادره على فعله...
أنهت ميلسيا حديثها وقد أغرقت عينيها بالدموع أثناء حديثها....مما جعل ابتسامة سابين الهادئه ترتسم على شفتيها.....بينما استقامت ليليان قائله وهى تقترب من سابين وتمسك بكلا يديها:هذه الأصابع الدافئه لا تصلح لهذه الأعمال الخشنه....
بل تقوم على نقل دفئها للأخرين وهى تداوى ما
بهم من ألم...كما أنك قد قررتى ترك الماضى لهذا يجب تركه وترك كل ما يذكرك به والبدأ من جديد...
ألا ترين أنكِ تستحقين هذا....
أومأت لها سابين بالموافقه وهى تقول بإبتسامه مريحه للقلوب:حسنا أنا موافقه على العمل كفريق من الغد...ولكن يجب أن أذهب لأعتذر من الرجل
الذى أخبرته أننى سأبدأ بالعمل معه...كما يجب أن نذهب لجلب الكثير من البذور والنباتات....التى سنحتاج إليها من أجل صنع العلاج للمرضى...
كما أريد إخباركم أن أمامنا الكثير والكثير من
العمل المجهد...لهذا لا أريد أن تخبرنى أى منكم
أنها تشعر بالإرهاق فى المستقبل...كما أننا سنحتاج للمساعده الخارجيه....
نظرت السيدات لها بتسأل حتى قالت ميلسيا
بتفكير: هل نطلب من الملك دانيال أن يرسل لنا من يساعدنا؟!...
نفت لها سابين برأسها قائله:لا لن نفعل...ولكن أنتم تعلمون أننا نملك منزل كبير يصلح لإستقبال
أخرين للعيش معنا وهناك ملحق أيضا يتسع لعائله أليس كذلك؟!...أومأت لها السيدات بالموافقه...
فأكملت سابين بهدوء:الرجل الذى قمت بمساعدته اليوم يعيش هو وزوجته وإبنته بغرفة واحده...كما أنه يظهر عليهم الطيب والخير...لهذا سأطلب منهم الإنتقال للعيش معانا بالملحق المنفصل....
كادت ليليان تتحدث....إلا أن سابين لم تعطيها الفرصه وهى تكمل قائله بتأكيد:نحن نحتاج
لعنصر زكورى بيننا لقضاء بعض الأعمال...التى تعلمون أنها لا تنقضى سوى بهم...وأنتم تعلمون
أنه لا يوجد رجل بيننا...لهذا ف سيد جابى سيفى بالغرض....كما أنه على درايه بالمدينه وما بها لهذا سيقدم لنا المساعده...وسيقوم هو وزوجته بالعمل معنا....كذلك سنأتى بصديقه ل ليلى حتى لا تشعر بالوحده...فإبنتهم لينا بمثل عمرها...لهذا ما رأيكم؟!..
نظرت النساء لبعضهن ثم نظرن لها...وقالت فكتوريا بإبتسامه هادئه:لقد خططنى جيدا للأمر صغيرتى...
لهذا فالتفعلى ما يحلو لكِ...
ابتسمت سابين وهى تؤمى إليها بهدوء...وظل
الجميع جالسون يتسامون ويتحدثون عما سيقومون به فى الصباح الباكر...حتى نام الجميع أمام المدفأه ملتصقين ببعضهم....
كما أن جرومز كان نائما بين سابين وليلى وكلاهما يحتضناه لينعوما ببعض الدفئ منه...
❈-❈-❈
أشرق الصباح على تلك النساء النائمات محتضنين بعضهم البعض...ولقد كانت سابين أول من استيقظ فإستقامت بهدوء وصعدت للأعلى وقامت بتبديل ثيابها المنزليه بأخرى تناسب الخروج....وقد بدأت تعاد على تلك الثياب النسائيه...وهبطت للأسفل ونظرت للجميع فوجدتهم مازالوا نائمين...
إلا أنها لاحظت اختفاء جرومز فتسائلت...إلى أين قد ذهب بهذا الوقت من الصباح؟!....فخرجت للبحث
عنه فوجدته منتظر خروجها أمام المنزل...
فإبتسمت له بحب وهى تربت على فرأه بحنان وسار كلاهما لورشه الحداد...وأخبرته أنها لن تستطيع العمل معه وتفهم هو الأخر الأمر...وبعد خروجها من ورشته ذهبت لمنزل السيد جابى....
قامت بطرق بابه وانتظرت إلى أن قام السيد جابى بفتح باب منزله...والذى نظر لها بتعجب من قدومها بهذا الوقت المبكر من الصباح...إلا أنه رحب بها بحفاوه وطلب منها الدلوف...
إلا أنها رفضت بتأدب وطلبت منه السير معها لبعض الوقت....فوافق على الفور وخلال سيرهم تحدثت سابين قائله بثبات:لدى عملا من أجلك...
نظر لها الرجل بلهفه وسعاده قائلا:حقا...شكرا لكرمك سيدتى...نظرت له سابين بعيون ضيقه...
فإبتسم الرجل الذى لمعت عينيه بالسعاده وهو يقول مصححا:شكرا لكِ سابين....ابتسمت له سابين قائله بمشاكسه:ألا تريد معرفه ما نوع العمل الذى جئت
من أجله؟!...فقد لا يلقى استحسانك....
نفى لها جابى قائلا بصدق والحزن قد عاد ليحتل عينيه:لا أظن ذلك سابين ف أنا قد بحثت عن الكثير من الأعمال...إلا أنه كان يتم استبعادى بعد بضعة ايام فقط من العمل....
نظرت له سابين بإستفهام فتنهد جابى قائلا بإيضاح: بصباى كنت أعمل مع بعض الرجال السيئين الذين يأخذون أموال الناس عنوه...وليس معنى حديثى هذا لأننى لم أكن مثلهم فلقد كان البعض منهم أصدقائى منذ الصغر...لهذا كنا نقوم بأخذ الأموال من أصحابها ومن كان يرفض كان يتم ضربه ثم أخذ جميع ما يملك...
نظرت له سابين بهدوء وسألته قائله:ألم تفكر بالإبتعاد عن هذا العمل يوم؟!...
أجابها جابى بشرود:لم أفكر لأننى لم أكن أملك عمل غير ذلك...ولقد كان يأتينى الكثير من النقود من خلاله....وظللت بهذا العمل حتى إلتقيت ب ربيكا
فتاة ريفيه فقيره ويتيمه تعمل بأحد المزارع أحببتها وقررت الزواج منها...إلا أنها رفضت الزواج بى حين علمت بعملى...وخيرتنى بين عملى وبينها....فقمت بإختيارها هى وتزوجنا...وباليوم الذى أخبرت به من كنت أظنهم أشقائى اننى سأترك العمل معهم...حتى أستطيع العيش بحياه هادئه أنا وزوجتى....
ولكن الأمر قوبل بالرفض القاطع من خلالهم...
وخاصه سايمون والذى كان القائد والشخص
الأقرب لى أيضا...لهذا قاموا بالإنقلاب ضدى
وبكل مرة أذهب بها لعمل يقومون يتخريب مكان عملى...حتى يقوم صاحب العمل بطردى...
ومازال الأمر قائم حتى بعد ابتعادى عنهم
ل سبعه أعوام...لهذا أنا أتمنى البحث عن عمل
جيد بعيدا عن تلك المشاكل التى سيقومون بإيقاعى بها...إلا أننى أخشى إيقاعك معى بالمشاكل...لهذا فالتخبرى الشخص الذى وافق على عملى لديه بما أخبرتك به...وإذا وافق على عملى لديه سأكون
شاكرا لكِ وله....
كانت سابين تفكر بهدوء وهى تنظر أمامها بشرود حتى قالت:أنا هى صاحبه العمل جابى...نظر لها جابى بصدمه وقال بصوت قاطع لا يقبل النقاش:إذا أنا من سيرفض عرضك سابين...ف أنا لن أقبل لكِ الضرر والأذى بعد ما قدمتيه لى ولصغيرتى....
ابتسمت سابين بهدوء وهى تؤمى له بتفهم وسارت خطواتان مبتعده عنه متقبله رفضه...إلا أنها توقفت مغمضه عينيها وعادت لفتحها من جديد قائله بخفوت:واللعنه منذ متى وأنتِ تعيشين حياة هادئه سابين؟!...إنه يحتاج لمساعدتك هو وصغيرته...
لهذا عادت لتسدير من جديد وهى تقول بثبات: سأنتظرك اليوم بمنزلى حتى تقوم بإستلام منزلك الجديد...والذى سيكون الملحق الخاص بمنزلى...
أنه المنزل الخاص بالملك دانيال بالأطراف الشماليه للمدينه...
أنهت حديثه وابتعدت عنه هى وجرومز لتبحث عن بعض النباتات التى ستحتاجها لتقوم بزراعتها...ثم عادت للمنزل وهى تفكر بالقرار الذى اتخذته منذ قليل....هل أخطأت بإتخاذه أم لا؟!...
إلا أن ما هى متيقنه منه أنها فعلت ما يمليه عليه قلبها وهذا ما يهمها...وصلت سابين لمنزلها فوجدت الجميع مستيقظ ويقومون بتجهيز الطعام...واصوات ضحكاتهم مرتفعه...
فدلفت سابين وهى تحمل معها بعض الفواكه والبذور الذى قامت بشرائهم...فإبتسم لها الجميع واسرعت ليلى نحوها وهى تحتضن خصرها بحب...فإبتسمت سابين لها وهى تنخفض لتقبل رأسها...
وبعد ابتعاد ليلى سارت سابين تجاه طاوله الطعام...
وكلما مرت جوار سيده من سيدات القصر تقوم بتقبيلها من وجنتيها بحنان وهى تنظر إليهن بإبتسامه هادئه....وبعد انتهائهن من تناول طعام الفطور...أخبرتهم سابين أن وقت العمل قد حان...
فخرجت جميعا للخارج وبدأوا العمل بحماس...كما قاموا بإزاله النباتات المزروعه بالأرض حتى يبدأ بزراعه البذور التى جلبتها سابين...
وخلال عملهم إلتقطت أذنى سابين صوت صغير ينادى بإسمها واسم ليلى...فنظرت للخلف وهى تضع يدها أعلى جبتها لتحجب أشعه الشمس عن عينيها لتستطيع رؤيه القادم...ولقد كان جابى وزوجته وصغيرته....
فظهرت ابتسامه هادئه على شفتى سابين وهى تقوم بجمع النساء حتى وصل إليهم جابى وزوجته...فقالت سابين معرفه إياهم:هذا هو سيد جابى وزوجته ربيكا ثم انخفضت بجسدها وهى تربت على رأس الصغيره المبتسمه...قائله:وهذه هى الجميله لينا...
رحبت كلا من فكتوريا وليليان وميليسا بهم بود وقامت سابين بإصطحابهم لمنزلهم...وطلبت منهم الراحه ثم سيبدأون بالعمل من الغد...إلا أن ربيكا وجابى أصروا على الخروج والعمل معهم...
وخلال سيرهم طلب جابى من سابين أن تتحدث معه على انفراد...وبعد ابتعادهم عن النساء الذين جلسوا يتعرفون على بعضهم البعض...
تحدث جابى بتوتر:لقد فكرت بالأمر جيدا وأدركت أن هذا أقل ما أستطيع تقديمه ل لينا وريبكا...إلا أن الخوف يملأ قلبى...ف أنا أخشى أن يصيب أحد من عائلتك بالأذى بسبب تواجدى هنا....
ظهرت ابتسامه سابين الدافئه وهى تربت على كتفه قائله:أنت لا تعلم ما الذى تستطيع هؤلاء النسوة فعله يكفى أن أضع ليلى أمامهم وهى ستتكفل بهم جميعا.. لهذا لا تقلق واترك الأمر لى...
أومأ لها جابى بإمتنان...وعاد كلاهما للنساء وشاركوهم بالعمل...وظل الجميع يعملون
حتى بدأت الشمس بالغروب...
وعندها عاد الجميع للمنزل لتناول الطعام الذى قامت فكتوريا بتحضيره بمساعده من ربيكا...التى إرتاح لها الجميع...وجلسوا جميعا على طاوله واحده يتناولون طعامهم...
بينما سابين وجابى يتناقشون بما سيفعلونه حول بحثهم عن البذور التى ستساعدهم بإعداد العلاج... فأخبرها أنهم سيضطرون للذهاب للأطراف الشرقيه للمدينه لجلب بذور جيد وبأسعار مناسبه....فوافقت سابين التى قررت الذهاب غدا لرؤية البذور...
وجلس كلاهما وبدأوا بتدون ما سيحتاجون الإتيان به غدا أثناء رحلتهم....وبعد يوما شاق عاد الجميع لغرفهم لينالوا قسطا من الراحه....فالغد سيكون عملهم مكثف...
❈-❈-❈
كانت الأيام تمر سريعا واعتادت النساء على تواجد ريبكا ولينا بينهم....وكذلك جابى الذى كان يحمل الكثير من المهام والاعباء هو وسابين...وذلك بسبب سفرهم المتكرر للبحث عن البذور التى يحتاجونها...
وكانت النساء تقوم بحرث الأرض وتجهيزها لوضع البذور...
بينما كان الوضع بالقصر شبه مستقر وهادئ...خاصه أنه لم يحدث جديد يذكر...إلا أنه خلال يومين خرج من القصر ثلاث رسائل متجهه لمنزل سابين...
وبالوقت الذى وصلت به الرسائل كانت سابين بالخارج مع حابى....وليليان هى من قامت
بإستلامهم....ولقد كان اثنان منهما يخصون سابين وواحد ل ميلسيا...لهذا دلفت ليليان للمطبخ الذى يتواجد به ميلسيا وفكتوريا وربيكا....
بينما كانت الفتيات يمرحون بالخارج مع جرومز دالذى تركته سابين معهم لحمايه المنزل بغيابها...
اقتربت ليليان من ميلسيا وأعطتها رسالتها قائله:
هذه لكِ....
نظرت لها ميلسيا بتعجب وهى تسألها قائله:من الذى أرسل هذه الرسائل؟!...أجابتها ليليان:لا أعلم إلا أن واحده كتبت عليها اسمك....واثنان كتب عليهم اسم سابين....
اومأت لها ميلسيا متفهمه وهى تقوم بفتح رسالتها والتى كانت من كيت...التى عبرت عن مدى اشتياقها الشديد لها...وأنها كانت تتمنى تواجدها بجوارها أثناء وضعها لصغيرها....كما أنها لم تقوم بإخبار أحد بمكان اقامتهم....وأنها تتمنى أن تراسلها ميلسيا حتى تطمئن عليها...
ولكن قبل أن تنهى رسالتها ختمت حديثها قائله:
كما أن هناك خبرا قد كان ليسعدك بالماضى...إلا أنه محزن لكِ ول سابين خاصة...ف الملك قد قرر الزواج خلال شهر من الأن...وأخشى أن يصل هذا الخبر إليها عن طريق الخطأ....لهذا حاولى تكتم الأمر حتى لا تتحطم سابين...
كانت عينى ميلسيا قد امتلأت بالدموع وهى تقرأ كلمات كيت التى اصابتها بمقتل...كما أن قدميها قد شعرت بالتثاقل مما جعلها تجلس على أحد المقاعد وهى تنظر أمامها بجمود...
مما جعل النساء تلتف حولها بقلق وهن يتسألن عما يحدث...فتحدث ميلسيا بجمود:لقد قرر إستيفان الزواج خلال شهرا من الأن...صدرت شهقه زاهله
من فكتوريا...بينما لم تفهم ربيكا وليليان ما يحدث...
كما لم تصدق فكتوريا الأمر فقالت بعدم تصديق:ماذا تقولين؟!...أجابتها ميليسا بسخريه:ما سمعتيه فكتوريا لقد قرر الزواج بينما هى هنا تحاول لملمة شتات نفسها....
هنا أدركت ليليان ما يتحدثون بشأنه...فقد كانت على علم مسبق بعشق سابين الخفى للملك وعشقه لها... لهذا هى الأخرى أصيبت بالصدمه حين علمت بقرار زواجه...
كما فهمت ربيكا من حديث ميلسيا أن سابين تكن الحب لهذا الاستيفان الذى قرر الزواج...مما جعل الجميع يجلس بصمت حزين....
حتى اقترحت ربيكا قائله:أظن أنه من الأفضل عدم معرفتها للأمر حتى لا تصاب بالألم...أيدتها كلا من ليليان وفكتوريا....
ولقد كان هذا القرار الأفضل بالوقت الحالى...لهذا أمسكت ميلسيا بالرسائل الأخرى وقامت بفتحها... وقرأت ما بها ولقد كانت إحداهم من كيت ل سابين تخبرها كم تشتاق لها ولتواجدها بالقصر....كما أنها دائما ما تكون مع الفتيات...لهذا لا تقلق بشأنهم...
بينما كانت الأخرى من جوليا والتى كانت تخبرها أنها ستصبح أم عما قريب...وكم أسعد هذا الخبر فكتوريا التى بكت وهى لا تعلم أهى تبكى سعادة لصغيرتها التى سترزق بمولدها الأول...أم تبكى حزنا وألما على تلك الصغيره التى يصاحبها الحزن أينما ذهبت...
نظرت لها ميلسيا بحزن وهى تكمل قرأة ما أرسلته جوليا:من كونها تتمنى لو أن سابين متواجده هى ووالدتها وليلى جوارها...كما أخبرتها بقرار زواج الملك خلال شهرا من الأن...
وبعد انتهاء ميلسيا من قرأت ما يوجد داخل
الرسائل قررت الأربع نسوة أن يخفين أى رساله ستأتى للمنزل حتى لا تعلم سابين بالأمر...ورغم أن حمل جوليا أسعد الجميع...إلا أن الحزن هو من طغى عليهن....
كما حزنت ريبكا على تلك الفتاة الجميله التى
قامت بتقديم الكثير من المساعده لهم دون وجود
أى روابط بينهم...تلك الفاتنه التى يحلم أى رجل بالوصول لقلبها...
ظلت السيدات على هذه الحاله حتى قررن العوده للحقول لإستكمال أعمالهن...حتى لا تلاحظ سابين شئ حين تعود...وبالمساء عادت سابين وجابى من الخارج ببذور ذات جوده عاليه وبأسعار جيده...
ف جابى كان بارع بعمله لحصوله على صفقه بهذا المبلغ من المال...واثناء تناولهم لطعام العشاء
لاحظت سابين توتر والدتها...فأدركت أن هناك ما حدث خلال تواجدها بالخارج...وأنه لا يريد أحد
أن تعلم هى به...
فبالماضى دائما ما كان هذا يحدث لوالدتها حين تحاول اخفاء شئ عنها...فقد كانت تتوتر وترتعش يدها...إلا أن ما لا يعلمه الجميع أن والدتها فاشله بإخفاء الأشياء...
لهذا انتظرت سابين إلى أن ذهب الجميع للنوم وسارت هى نحو غرفه والدتها...والتى وجدتها مستيقظه كما توقعت...
جلست سابين أمام والدتها تسألها بحنان:ماذا حدث أمى ف أنتِ كنتِ حزينه أثناء وجبه العشاء؟!..
تنهدت فكتوريا بحزن وعيون دامعه وهى تقول:لقد اشتقت للفتيات...فكما تعلمين لم أعتد الابتعاد عنهم كل هذا الوقت...
أومأت لها سابين بتفهم وهى تقول بصدق:أنا أيضا أشتاق لهم...إلا أنه سيصلنا رسائلهم بإستمرار...وإذا أردتى رؤيتهم سأخبرهم بهذا ونلتقى بهم بالوقت الذى ستحدديه أنتِ....وإذا أردتى العوده ف أنا لن أحزن فأنا لا أريد شئ سوى الراحه من أجلك...لهذا
لا تحزنى جميلتى....
أومأت لها فكتوريا وهى تحضنها وتمسح على رأسها وشعرها الذى استطال بحب....وهى تدعوا الله أن يحفظ قلب صغيرتها...وهى تقول بنفى: لن ابتعد عنك سابين فأنا بالفعل أشتاق للفتيات إلا أن روحى ستغادر جسدى إذا ابتعد عن عيناكى الفاتنه...
ابتسمت لها سابين بحب وهى تقول:إذا لا تحزنى وهيا اخلدى للنوم فلدينا غدا الكثير من الأعمال حسنائى...
اومأت لها فكتوريا بطاعه وتسطحت على فراشها فدثرتها سابين جيدا...ثم ابتعد عنها وخرجت من غرفتها بهدوء عائده لغرفتها لتحصل على قسطا
من الراحه هى الأخرى حتى تستطيع استكمال
عملها غدا...
❈-❈-❈
كان بحث جورج ودراكوس وماثيو مازال قائما...
إلا أنه لم يأتى بثماره إلى الأن...كما لم يصل أى شئ للملك من الرجل الذى قام بإرساله خلف سابين...مما جعله قلبه يبدأ بفقدان الأمل من الوصول إليها...
إلا أنه خلال عمله بمكتبه طرق أدمز الباب ودلف بعد أن سمح له الملك بذلك...وقام بإعطائه رساله قائله: هذه الرساله أتت لك الأن سيدى...
أومأ له الملك وقال له بهدوء:أتركها هنا...وأشار على مكتبه فوضعها أدمز وخرج من المكتب...
وعاد استيفان لإستكمال عمله إلا أن ختم الرساله لفت نظره....والذى كان الختم الذى أعطاه لخادمه الذى أرسله خلف سابين...فهب واقفا يمسك بالرساله وهو يمذق أورقها ليفتحها...ولقد كان محتواها التالى:
أعتذر سيدى على تأخرى فى إرسال الرسائل إليك...إلا أن هناك الكثير من الأحداث التى سارت خلال الفتره المنصرمه...ولهذا سأنتظرك سيدى بالغابات الخلفيه للقصر بمنتصف الليل...
طوى إستيفان الرساله ثم نظر للخارج من شرفته فوجد الشمس قد أوشكت على المغيب...فقام بطوى الرساله وألقاها بالمدفأه المشتعله بالنيران...وهو يعود ليجلس على مقعده من جديد...وهو لا يعلم لما يشعر بالتلهف والشوق لسماع كل ما يخصها...فهو لا ينكر الفراغ والحزن الذى احتل قلبه برحيلها...وظل يفكر بما يحمله له الرجل من أخبار...حتى انقضى الليل الذى كان ثقيل على الملك الذى خرج من غرفته
عندما انتصف الليل...
وسار تجاه الاسطبل وأمر كيشان أن يسير معه وذهب كلاهما للمكان المتفق عليه...ولقد كان الرجل ينتظر قدومه والذى انحنى للملك بإحترام حين رأه وهو يقول:ملك إستيفان...
أومأ له إستيفان ببرود برع برسمه على عكس
التلهف الذى يتملكه ليعلم كل شئ يخص فتاته الغائبه...وبالفعل لم ينتظر الرجل وبدأ بسرد كل
شئ إبتداأً من ذهابها للمقاطعه وذهابها للملك
دانيال واستقرارها بأحد المنازل التابعه له
بالأطراف الشماليه للعاصمه...
وليس ذلك فحسب بل تغير نمطها فى إرتداء الثياب وأصبحت ترتدى الثياب النسائيه...وبعد استقرارها بأيام بدأت بالبحث عن عمل مع أحد الحدادين فتشاجرت مع أحدهم...والذى تحداها أمام الجميع للسخريه منها لأنها فتاة...
كان إستيفان يستمع له وهو يشعر بالنيران تشتعل بجوفه وهو يتخيل سخريه الرجال منها...إلا أنه لم يقاطع الرجل الذى قال بثبات:ولقد كان الأمير آيدان متواجد ويرى ما حدث من بدايته...إلا أن الغريب بالأمر أنه تدخل وحكم بينها وبين الحداد...
كانت عينى إستيفان تضيق مع استمرار خادمه بالتحدث....ولمعه عينيه كذئب جائع خاصه حين تذكر حديث ألفين عن إمكانيه تهافت الرجال عليها
نظراته الجامده بثت الخوف بقلب الرجل الواقف أمامه...فقال إستيفان بصوت ظهرت البحه به لإنفعاله الشديد والذى يحاول التحكم به بصعوبه بليغه:وما الذى يفعله الأمير آيدان بمحيطها؟!...
ابتلع الرجل ما بجوفه قائلا:أظن أن الأمر كان مصادفه من بدايته...لأنه كان يرتدى ثياب العامه
ولا يسير معه سوى رجل واحد من أتباعه...كما أن سابين لم تكن تعلم بكونه الأمير وحدثته بكبرياء يناسبها...وأطاحت بالرجل الذى تحداها ثم تركت الساحه وغادرت...إلا أن الأمير لم يحاول إيقافها
أو التحدث معها...
أغمض إستيفان عينها يحاول التسلح ببروده وهو يقول داخله:هذه الحمقاء لن تكف عن خطف أنظار من حولها بأفعالها الصبيانيه هذه...وحين فتح عيناه قال للرجل ببرود:هل حدث شئ أخر؟!...
أومأ الرجل قائلا:أجل سيدى بعد تلك الحادثه افتعلت مشادة كلاميه مع أحد الرجال...الذى كان يضرب
رجل أخر والذى اتضح أنه كان يحتاج للعلاج من
أجل ابنته...فذهبت معه وساعدت ابنته ثم باليوم الذى يليه ذهبت لهذا الرجل بالصباح الباكر...ولم يمضى نصف اليوم وذهب الرجل مع اسرته المكونه من زوجته وابنته للعيش معهم...ويقومون الأن بالزراعه....
كان إستيفان يشعر بالكثير من الغضب تجاه سابين مما جعله يتسأل قائلا:وما الذى تفعل الأميره ميلسيا ووالدتها تجاه هذه التصرفات الهوجاء؟!..
أجابه الرجل قائلا:لم يصدر عنهم أى شئ...كما أننى قليلا ما أراهم خارج المنزل...ف سابين هى أكثر من يخرج من المنزل هى وذلك الرجل الذى يعمل معها الأن....
أومأ له الملك بتفهم وقال بثبات:الأن ستعود لتراقب ما تفعله دون أن تشعر هى أو أحد ممن معها...كما سأنتظر رسالة منك كل ثلاثه أيام بكل ما تقوم به...
أومأ له الرجل بطاعه وانصرف بعد أن أذن له الملك بالرحيل....عاد إستيفان للقصر وعقله لا يكف عن التفكير بها وهى ترتدى تلك الثياب اللعينه وهى تجذب لها الأنظار...كما أنه من المؤكد أن شعرها
قد استطال...ولا عجب أن تقوم بتوزيع ابتسامتها على الجميع حتى يسقطون بفخها كما حدث له...
لقد ظن إستيفان أنه سيشعر بالراحه والهدوء برحليها إلا أنه كان مخطأ...كما أدرك خطأه بإبعادها فلقد كان الأحق أن تظل حبيسه زنزانته حتى لا يراها بشر...
الأن فقط أدرك أن ابعادها كان أكبر خطأ قام به....
فها هو قلبه مشتعل بما علمه عنها...وظل مستيقظ ولم ينم طوال الليل يفكر بما سيفعله إلى أن أتى الصباح....وطلب حضور ماكس لمكتبه على الفور...
وصل ماكس لمكتب الملك وهو متعجب من طلبه
له بمثل هذا الوقت المبكر من الصباح.....وحين دلف لمكتبه قال إستيفان بهدوء:لقد قررت تأجيل الزواج حتى أجد من تصلح لتكون ملكه لقصرى...
نظر ماكس ل إستيفان بصدمه مصاحبه لعدم فهم إلا أنه قال بطاعه:فالتفعل ما تشاء فأنت صاحب القرار بالأخير...وخرج من المكتب وهو لا يعلم ما هو الشئ الذى غير من قرار صديقه بين ليله وضحاها...
ولم يكن يعلم ما أصاب صديقه من تشتت وضياع بسبب ابتعاد سابين...وأن خوفه إزداد حين أدرك أنه لم يعد هناك وجود ل ساب الذى يخفى فتاته عن الانظار...من المؤكد أنه سيتهافت عليها الأن الكثير من الرجال...وهذا ما لم يتقبله عقله...
لهذا قام بكتابه رساله للرجل الذى أرسله خلف سابين فحواها الأتى:لا تسمح لأحد أى كان...وخاصه الرجال لا تسمح لهم بالإقتراب منها أو من محيطها وإلا قتلته وقتلك...
يتبع