-->

الفصل الثامن والسبعون - مملكة الذائاب Black



 الفصل الثامن والسبعون 


كان العمل بالنسبه ل ليو وسيلا يسير على أكمل وجه فقد كانت استجابه الطلاب ومثابرتهم لتلقى العلم تبهرهم...لهذا كانوا يحاولون على قدر استطاعتهم أن يمنحوهم أكبر قدر من الاهتمام والتحفيز...ليخرجوا أفضل ما بداخلهم...


لهذا كان كامل وقتهم وتفكيرهم موجه نحو طلابهم... حتى يأتى يوم الراحه المخصص لهم فيقوم ليو بإصطحاب سيلا للخارج...لمشاهده المناظر الخلابه لهذه القريه الهادئه....


ولقد تقرب كلاهما لبعضهم البعض حتى عرض عليها ليو الزواج بأحد المرات....ووافقت سيلا وهى تشعر بسعاده تغمرها....كما أن كلاهما أرسلوا رسالة واحده لكلا من ميلسيا وسابين يخبرونهم بهذا القرار السعيد...


كما أن ليو أضاف لحديثه أن الملك كان قد تحدث معه قبل سفره عن أحد الفتيات من احد العائلات النبيله...كانت ميلسيا قد رشحتها له مسبقا لتكون زوجه له...فسأل ليو عن هويتها إذا كان على علم بها...ليرى هل تناسبه أم لا وبعد انهاء رسالته لم يختمها باسم والدته...بل ختمها باسم سابين...


❈-❈-❈

كانت سابين خارج المنزل هى وجابى لتأجير أحد الأماكن ليكون مقرها الاساسى لعلاج المرضى...وبيع الزهور التى قامت النساء بزراعتها....


وخلال عوده سابين وجابى للمنزل أوقفها أحد الرجال الذى يظهر على ثيابه أنه من الحرس الملكى...والذى قال بإحترام:سيدة سابين؟!..


نظرت له سابين بهدوء قائله:أجل...انحنى لها الحارس بإحترام قائلا:هلا أتيتى معى للقصر الملكى...فالملك يريد مناقشتك ببعض الأمور...


تجعد حاجب سابين بتفكير وهى تتسأل بينها وبين ذاتها:ما الذى يريده الملك دانيال يا ترى؟!..إلا أنها أومأت للحارس موافقه...


ثم نظرت ل جابى قائله بثبات:فالتعد أنت للمنزل 

من أجل النساء وأنا سأنهى الأمر وأعود سريعا...


أجابها جابى بقلق:أليس من الجيد أن أذهب معكى ولا أترك وحدك...ابتسمت سابين بهدوء وهى تربت على كتفه قائله:ألم أخبرك أنك لا تعلم عنى الكثير

لا تقلق فأنا على معرفه مسبقه بالملك...لهذا فالتعد أنت للمنزل حتى لا تترك المساء بمفردهم..تنهد جابى بإرتياح وهو يؤمى لها بطاعه ويتركها عائد للمنزل....


بينما سارت سابين مع الحارس متجهين للقصر الملكى لمعرفه ما يريده الملك دانيال...بعد مرور بعض الوقت وصلت سابين لقصر الملك دانيال... ودخلت مع أحد الخدم لمكتب الملك الخاص...


وقام أحد الحرس بطرق باب المكتب منتظر إذن الدلوف....والذى أتاه بعد لحظات فأخبر الحارس الملك بقدوم السيده سابين لمقابلته...فأذن له بإدخالها...


دلفت سابين للداخل فوجدت الملك جالس على مقعده الوثير...فنظرت له بإبتسامه هادئه وهى 

تحيه قائله:كيف حالك سيدى؟!..


أومأ لها الملك دانيال بإبتسامته الودوده قائلا:بخير 

يا صغيرة...وأنت كيف هو حالك؟!...اتسعت ابتسامه سابين رغم ارتفاع حاجبيها اعتراضا على كلمه صغيرة....التى أصبح يقولها لها الملك منذ علم أنها فتاة...


وهى تجيبه قائله برزانه:بخير كما يفضل ألا تدعونى بالصغيرة...فأنا لا أفضل ذلك اللقب...اتسعت ابتسامه الملك من جرائتها إلا أنه أجابها قائلا:أولستى صغيره يا فتاة...


نفت له سابين قائله بتأكيد:لا أظن أن من يستطيع خوض الحروب يمكن أن ندعوه بالصغير سيدى.... أليس كذلك؟!...


أومأ لها الملك دانيال بالموافقه قائلا:بالفعل معكِ كل الحق...إذا ماذا تريدن أن ادعوك؟!..ردت سابين بهدوء سابين فقط سابين....


أومأ لها الملك وهو يقول بهدوء:إذا سابين كيف تجدين العيش بمملكتى؟!...هل هى جيده كما هى مملكه الملك إستيفان؟!...


ردت عليه سابين بثبات:من المؤكد أننى سأخبرك أن مملكه الملك إستيفان أفضل لأنها مملكتى بالأخير... ولها ولائى وانتمائى....إلا أن هذا لا يمنع شعورى بالأرتياح وأنا مقيمه هنا بمملكتك...وإلا لما فكرت بالقدوم إليها....


نظر لها الملك دانيال بإعجاب قائلا:أتعلمين لما أنا معجب بكِ؟!...ابتسمت سابين بهدوء وهى تقول: استطيع التخمين....إلا أننى أفضل سماعها منك سيدى...


أجابها الملك قائلا:من أجل صراحتك وجرائتك... اتسعت ابتسامه سابين وهى لا تجد ما تجيبه به... فقال الملك دانيال موضحا سبب طلبه لها:لقد طلبت حضورك من أجل الإطمئنان عليك وعلى من معكِ...

كما أردت سؤالك إذا قمتى بالتفكير بما اقترحته عليكى من عمل هنا بالقصر الملكى....


نظرت له سابين بهدوء قائله:لن أقوم بالكذب عليك بشأن تفكيرى بعرضك....ف أنا لم أكن أضعه ك خيار أمامى لأننى أرفض التقييد....فأنا أردت العمل بما برعت به منذ صباى....وهو العمل ك حداده إلا أن 

الأمر لم يفلح رغم أننى قد وجدت المكان المناسب لإستكمال مسيرتى....إلا أن القدر قرر تخيرى بين براعتى بالحداده وعشقى للطب...فإخترت ما أحببت وهو عملى بالطب...لهذا أنا أقوم الأن بزراعه النباتات التى قد أحتاج لها لمداوته المرضى....وكنت اليوم استأجر أحد الأماكن لأجعله مقرى لمساعدة كل من يحتاج للمساعده....


نظر لها الملك دانيال بإعجاب شديد لاحظته سابين إلا أنها لم تعلق بشئ....حتى قال الملك بتسأل:إذا سأطلب منك مداوة صغيرتى...وإذا نجحتى بالأمر سأجعلكِ الطبيبه الملكيه الخاصه للإسره المالكه...

كما سأخبر جميع الطبقات النبيله ببراعتك بالطب... 


نظرت له سابين بحاجب مرتفع وثقه وهى تقول:

أظن أن هذا عرض لا يمكننى رفضه...لكن مكافئتى هذه لن أحصل عليها سوى بعد مداوتى لفتاتك...


أومأ لها الملك موافقا وكاد يطلب من حارسه أخذها لرؤية ابنته...إلا أن الباب تم طرقه ودلف الأمير آيدان الذى نظر ل سابين بصدمه لم يستطع منعها....إلا أنه استطاع السيطره على ذاته وهو ينظر لوالده بلوم... 


بينما سابين نظرت له لجزء من الثانيه ثم أبعدت عينيها عنه بغير اهتمام...فتنهد آيدان وهو يقول بثبات حاول التظاهر به:سيدى هناك بعض الاوراق التى يجب أن تطلع عليها....


أومأ له الملك دانيال بالموافقه وهو يقول ل سابين: سابين أحب أن أعرفك بولى العهد الأمير آيدان...

عادت سابين لتنظر ل أيدان من جديد وهى تؤمى 

له لتحيه قائله بهدوء:أهلا بك... 


أجابها آيدان بهدوء مماثل:أهلا بكِ...إلا أنه شعر بضيق شديد لعدم تذكر سابين له... فقال الملك حين شعر بضيق ولده:من الجيد أنك أتيت فالتصطحب سابين لغرفه شقيقتك جيسكا....


نظر آيدان لواده بتسأل فأجابه والده قائلا:سابين تعمل ك طبيبه وسترى حالة شقيقتك...


أومأ له آيدان متفهما وسار نحو الباب وهو يقول ل سابين بهدوء:فالتتبعينى...أومأت له سابين واستقامت لتتبعه...


وخلال سيرهم لغرفه شقيقته قالت سابين بمكر:أظن أن لك شهرتك الخاصه بين فتيات هذه المملكه... أليس كذلك؟!...


نظر لها آيدان بعدم فهم قائلا:ماذا تقصدين؟!...أجابته سابين بلا مبالاه:لقد شعرت بالضيق حين ظننت أننى لا أتذكرك وهذا دليلا على أنك من محبى لفت الأنظار 


لم يستطع الأمير آيدان منع ابتسامته من الظهور...

وهو يفسر لها سبب ضيقه:بالفعل شعرت بالضيق لعدم تذكرك لى...إلا أن شعورى بالضيق كان لسبب أخر غير هذا....


أومأت له سابين بتفهم ولم تعد تتحدث...فقال الأمير آيدان بهدوء:أتعلمين أننى ظللت أبحث عنك منذ اليوم الذى رأيتك به....توقفت سابين وهى تنظر له بتسأل وتقول:ولما ذلك؟!...


توقف الأمير آيدان هو الأخر أمامها وهو ينظر داخل عينيها يحاول التوغل بها ويقول بصراحه:لأننى أعجبت بك وبثباتك...وأردت معرفه من هى تلك الفتاة التى لمست قلبى ورحلت دون النظر خلفها.... 


لم تهتز سابين بحديثه إلا أن هذا لا يمنع اعجابها بصراحته قائله:لم يكن لدى علم مسبق بأنك الأمير... نظر لها الأمير آيدان بشك قائلا:وهل كان الأمر سيختلف بالنسبه لك؟!... 


اتسعت ابتسامة سابين قائله:بالطبع كان سيختلف أتعلم ماذا كنت سأفعل؟!..نفى لها الأمير آيدان برأسه وهو ينظر لها يدرس ملامح وجهها بدقه أصابتها بالتوتر....


إلا أنها نجحت بإخفاء ذلك وهى تجيبه قائله:لو كانت أعلم أنك الأمير لكنت رفضت تحكيمك بين وبين ذلك الحداد...


أنهت سابين حديثها وعادت لتسير من جديد...بينما نظر الأمير لها وهى تسير أمامه بإبتسامه جذابه 

توقع الكثير من النساء بأسره إلا أننا نتحدث عن سابين....


عاد الأمير آيدان للسير حتى أصبح يواكب خطواتها وهو يقول بود أصاب سابين بالتعجب:أتمنى أن تستطيعى مساعدة جيسكا فهى تستحق حياة أفضل مما هى عليه الأن...


قالت سابين بتسأل:ما الذى أصابها تحديدا؟!...تنهد الأمير آيدان قائلا:لقد تم بتر إحدى قدميها منذ 

عامين بسبب مرض السكرى...ومن حينها لم تتحدث مع أحد أو تخرج من غرفتها....حاولنا كثيرا أن نعيدها لإستكمال حياتها إلا أنها فقدت شغفها بالحياة وبذاتها مما جعلنا نفقد الأمل بعودتها مرة أخرى... 


أومأت له سابين بتفهم قائله:كم عمرها؟!..أجابها آيدان بهدوء:إنها بالخامسه والعشرون من عمرها...أدركت سابين أن الأثر النفسى هو العامل الأساسى بعلاجها.... 


وصل كلاهما أمام إحدى الغرف وقام آيدان بطرق بابها ودلف هو وسابين...التى نظرت للغرفه فوجدتها مظلمه رغم سطوع الشمس بالخارج...وجيسكا تجلس على فراشها وتنظر أمامها بشرود دون إعطاء أهميه للقادم....


فنظرت سابين بتسأل قائله:لما النوافذ مغلقه؟!... أجابها آيدان بتنهيده:أنها تكره ضوء الشمس لهذا يقوم الخدم بإغلاق النوافذ 


أومأت لها سابين بهدوء وهى تقول له بهدوء:شكرا لك أمير آيدان على إيصالك لى....تستطيع الخروج الأن....


اومأ لها الأمير آيدان بتفهم وخرج من الغرفه بهدوء مغلقا الباب خلفه...سارت سابين بهدوء نحو الفراش ثم قامت بنزع حذائها وتمددت جوار الأميره جيسكا على الفراش...ثم قامت بإغماض عينيها بهدوء...ظلت على هذه الحاله لأكثر من ساعتين....


ثم استقامت جالسه من جديد وعادت لإرتداء حذائها وخرجت من الغرفه بهدوء بعد أن أغلقت بابها....ولم ترى تلك التى حركت رأسها تنظر للباب الذى تم إغلاقه بتعبير متعجب من تصرف تلك التى كانت تجالسها منذ قليل...ولقد كان هذا التعبير الأول المختلف الذى يظهر على ملامح وجه جيسكا منذ عامين....


فلقد ظنت أن سابين ستفعل كما يفعل الجميع حين يجبرونها على الخروج من غرفتها...أو النظر لضوء الشمس....إلا أنها لم تفكر كثيرا وعادت لتنظر أمامها من جديد بشرود... 


بينما خرجت سابين متجهه لمكتب الملك وطلبت من الحارس إخبار الملك أنها تريد رؤيته..فسمح لها الملك بالدخول وبعد دلوفها كان الملك والأمير يجلسان سويا يناقشون بعض الأمور... 


إلا أن الملك قال بتلهف:إذا ماذا فعلتم؟!...أجابته سابين بهدوء:لم نفعل شئ...نظر لها كلا من الملك والأمير بتعجب فقال الأمير آيدان:وكيف ذلك فلقد 

مر على تواجدك معها داخل الغرفه قرابة الساعتين ونصف الساعه...إذا ماذا كنتم تفعلان؟!..


أجابته سابين بتوضيح:لقد تسطحت جوارها على الفراش مغمضه العينين طوال الساعتين....ولم 

أحاول التحدث معها بل كل ما قمت به جعلتها تشعر بأنفاسى جوارها...


إزداد تعجب الأمير والملك ولم يقل...فعاد الأمير آيدان ليسأل من جديد:ولما فعلتى هذا؟!...ابتسمت سابين بحاجب مرفوع وقالت:لأننى أردت التحرك بعكس ما يخبرها عقلها...والذى يصدق بكل مرة 

معها... 


سألها الملك دانيال بإستفهام:وكيف هذا؟!...أجابته سابين موضحه:أظن أن من كان يحاول مداوة الأميرة كان يستخدم معها الأشياء التى تمقتها...

حتى يجبرها على التحدث مثل نشر الضوء بغرفتها أو إجبارها على الخروج من غرفتها...ولكونها إعداتدت على ذلك فهى ظنت أنتى سأقوم بفتح شرفتها لإدخال ضوء الشمس كما فعل غيرى...

خاصه بعد سؤالى للأمير آيدان لما تجعل الغرفه المظلمه وأخبره لى بكرها لضوء الشمس...إلا أننى 

لم أفعل سوى التسطح جوارها لساعتين دون 

محاوله لإزعاجها أو التحدث معها....وهذا سيثير داخلها التسأل حول ما سأقوم به تاليا...أتمنى أن أكون قد أوضحت لكم ما قمت به....


أومأ لها كلا من الأمير والملك بتفهم وإعجاب...

فأكملت سابين تطلب من الملك أن تأتى للأميرة 

كلما سنحت لها الفرصه....فوافق الملك دانيال 

على طلبها....


وبعد انتهاء سابين من الاتفاق مع الملك على كل ما يخص الأميرة طلبت إذن الإنصراف...فوافق الملك كما قرر الأمير آيدان أن يصطحبها للخارج....


وخلال سيرهم قال الأمير بصدق وهو يقف أمام سابين يمنعها من استكمال سيرها:اعلم أننا لسنا أصدقاء....إلا أننى سأحاول الحصول عليها...فقليلا 

ما نتقابل مع أشخاص بمثل بسالتك وشجاعتك...


ابتسمت سابين بإشراقه وهى تجيبه قائله:

صداقتك شرف لى سيدى...نظر لها آيدان بنظرات ثاقبه أصابت سابين بالتوتر حين أجابها:بل هو شرف لى أن أصادق جميلة مثلك...


نظرت له سابين بتوتر لم تستطع إخفائه....وهى 

تقول هاربه:لقد تأخر الوقت ويجب على العودة للمنزل وداعا...ولم تعطيه فرصه للرد عليها وتركته مغادرة المكان بأكمله...


وهى تحاول التسلح بالثبات والهدوء حتى خرجت من القصر الملكى....وقامت بوضع يدها موضع قلبها وهى تحاول إلتقاط أنفاسها....وهى تتذكر نظراته الثاقبه لها...والتى لم تعجبها رغم أنها أصابتها بالخجل والتوتر...وهذا أشعرها بالضيق لأنها لم 

تعد الأمر...


كما أنها تذكرت الملك حين كان ينظر لها تلك النظرات القاتله....وهى مجرد صبى يعمل لديه ف لقد إنجذب ل ساب قبل سابين...وهذا ما جعلها تقع له ويمتلك ما لن يمتلكه غيره ألا وهو قلبها...لهذا قررت الإبتعاد قدر الإمكان عن هذا الأمير...



بينما كان الأمير آيدان ينظر لأثر سابين...وهو يتذكر ما قام به خلال الأيام المنصرمه لمعرفه هويتها.... وبالفعل بعد ما قام به من بحث...أتى له خادمه بكافه المعلومات عنها...


حيث أخبره أنه لم يمر على تواجدها بالمملكه سوى القليل...كما أنها تواجدت بالقصر الملكى حين أتت إلى المملكه...كما أنها تقطن بأحد منازلهم بالأطراف الشماليه...ولقد أتت مع ثلاثة نساء وذئب وفتاة صغيره...ولقد شعر آيدان بالسعاده من عدم وجود رجل بالقرب منها...وأنه خلال الأيام المقبله سيحاول التقرب منها...



❈-❈-❈

وصل جابى للمنزل فتسألت النساء عن سابين... فأجابهم جابى أن الملك طلب حضورها لقصره...

فأومأن له بهدوء فتأكد أن سابين على صله بالملك وأنها على حق....وهذا أرح قلبه لأنه ظن أن سابين قامت بالكذب عليه من أجل إبعاده...




وبعد جلوسه لبعض الوقت استقام لإتمام بعض الأعمال المتبقيه حتى عودة سابين...وأثناء إعداد فكتوريا وريبكا للطعام....كانت ليليان وميلسيا يقومون بتجهيز طاوله الطعام...



تم طرق الباب فأسرعت الفتيات لفتحه ولقد كانت الرسالة الرابعه خلال هذا الإسبوع...تنازعت الفتيات على من يحمل الرساله ونسين إغلاق باب المنزل من خلفهن....حتى وصلن للنساء وقادموا لهن الرساله التى استلمتها ميلسيا....وهى تقرأ اسم سابين على غلافها من جديد...


فنظرت للنساء ثم للغلاف قائله بتوتر:إنه من أجل سابين...قالت فكتوريا بتوتر مماثل:قومى بقرأتها... 



نظرت لها ميلسيا بتشتت فهذه ستكون الرساله الثالثه التى تقوم بفتحها....ولو علمت سابين بالأمر 

لن تجعل الأمر يمر مرور الكرام...إلا أن نظرات ليليان وريبكا المؤيده لقرار فكتوريا أجبرها على فتح الرسالة وقرأة ما بداخلها....


إلا أنها عندما بدأت القرأة كانت تبتسم حتى قالت بسعاده:لقد قرر ليو وسيلا الزواج....سعدت النساء بهذا الخبر السعيد...


حتى تبدلت نظرات ميلسيا لأخر متوتره وهى تكمل دون أن تبعد نظراتها عن الورقه التى تحملها قائله: لقد قام إستيفان بسؤال ليو عن إحدى الفتيات اللاتى قمت بإختيارها له بالماضى من أجل الزواج منها.... 


خلال ذلك كانت سابين قد وصلت للمنزل وهى شارده بعالمها الخاص...المكون من ذكرياتها التى تجمعها بالملك منذ لقائهم الأول.....وكيف كانت تتحداه بالحديث....وكيف كان يجيبها...


ولأن الفتيات غفلت عن إغلاق باب المنزل بعد إستلام الرساله...دلفت سابين بهدوء دون أن يشعر  بها أحد...وكادت تصعد لغرفتها لتبديل ثيابها...إلا أن حديث ليليان جعلها تعود للواقع وتتوقف عن استكمال طريق الصعود....


وهى تستمع ل ليليان تقول بحزن:لا يجب أن تعلم سابين بأمر هذه الرساله كما حدث للرسائل التى قبلها....كادت ميلسيا تجيبها إلا أن سابين التى توقفت خلفها هى من تحدثت قائله بتسأل:ولما لا يجب أن أعلم بما يوجد داخل هذه الرساله ليليان؟!....


شهقت النساء بفزع حين استمعن لصوت سابين والتى تقدمت منهم بحاجب معقود...وجذبت الرساله من يد ميلسيا وهى تقوم بقرأة محتوى الرساله وعقده حاجبيها تنفك....وهى تبتسم بإتساع قائله:ولما تريدون إخفاء أمر مثل هذا عنى؟!...فطلب لي....



كانت عينى سابين تلهم الكلمات وهى تتحدث إلا أن الكلمات توقفت بحلقها....وعيونها اتسعت وهى تقرأ السطور الأخيره من محتوى الرساله...ولقد شعرت بخنجر طعن قلبها الذى يبكى ألما الأن...غير مصدقه ما تقوم بقرأته...لهذا ظلت سابين تعيد قرأة الرساله لأكثر من مرة وقد امتلأت عينيها بالدموع المتحجره وأنفاسها قد توقفت...حين تيقنت من صدق ما توصل له عقلها....كما ظلت على حالة الجمود تلك لبعض الوقت....



حتى شعرت النساء بالخوف والقلق فحاولت ميلسيا الإقتراب منها...إلا أن سابين لم تسمح لها بهذا وهى تعود خطوة للخلف....وتنظر لها ببرود وجمود رغم امتلأ عينيها بالدموع وقالت بصوت خرج مهزوم ضعيف:هل حقا قرر الزواج بهذه السرعه؟!... 



نظرت لها ميلسيا بعيون دامعه وهى تقول بمواسه: فالتهدأى صغيرتى من المؤكد أن هناك خطأ بالأمر... ابتسمت سابين ساخره وهى تقول:أجل معكِ حق هناك خطأ بشأن هذه الرساله...لهذا يجب أن أتأكد منها... 


وسارت سابين متجه لغرفتها والنساء لا تعلم ماذا ستفعل...حتى قالت ريبكا بتوتر:ما الذى قد تفعله 

الأن؟!...


أجابتها فكتوريا بتيه وخوف:لا أحد يستطيع التنبؤ بما قد تفعله...تنهدت ليليان بحزن قائله:أتمنى ألا تفكر بإيذاء نفسها....



كل هذا كان يحدث وميلسيا تنظر للدرج منتظر ما ستفعله سابين....التى لم تتأخر وهبطت من الدرج وقد قامت بتبديل ثيابها لأخرى صالحه للترحال... حينها إستقامت النساء وأسرعت ميلسيا للوقوف بوجها قائله بحده:إلى أين أنتِ ذاهبه؟!...



كان وجه سابين مائلا للحمره وهى تحاول إلتقاط أنفاسها بصعوبه بسبب شهقاتها وعيونها مغرقتان بالدموع...وهى تقول بإنفعال:ابتعدى عن طريقى يجب أن أتحدث إليه الأن... 


نظر لها الجميع بذهول حين أدركن ما تنوى على فعله لهذا اقتربت ليليان منها قائله بقلق:ذهابك سيسبب لك الدمار سابين...لهذا فالتهدئى حتى نجد حلا للأمر 


أجابتها سابين بإنفعال أقوى وصوت بكائها قد علا: كيف سنجد حلا؟!...وأنا لا أعلم هل حقا سيتزوج أم لا؟!..واللعنه لقد حصل على أغلى ما أملك ثم لفظنى من حياته ك جاريه سأم معاشرتها....لقد قمت بتنفيذ كل ما أمر به لعله يغفر لى يوما ذنب لم أقم بإرتكابه... إلا أنه واللعنه يصر على قتل ما تبقى من روحى حتى يأخذ ثأره كاملا....لهذا يجب أن أواجهه لعله يقوم بقتلى إن كان هذا سيريحه...ولعلنى أجد الراحه  بموتى حينها... 


كانت فكتوريا وريبكا يبكون بصمت بينما كانت ليليان تنظر لها بضعف...وهى لا تجد ما تقوله لتخفف من ألم هذه الفتاة التى برع الجميع بتحطيمها....



كادت سابين تتحرك إلا أن يد ميلسيا منعتها من ذلك وهى تقول بإنفعال تستخدمه للمرة الأوله:واللعنه أنا لم أسمح لك بالذهاب؟!....وشددت من إمساك يدها وهى تقربها لها قائله بعيون باكيه:هل تظنين أن بذهابك له وإخباره أنكِ واقعه بعشقه سيشفع لكِ عنده ويغفر لكِ ما فعلته؟!...إذا أنتِ مخطأه....ولهذا 

أنا لن أسمح لكِ بالخروج من هذا المنزل...أفهمتى ما قلته أم أجبرك على فهمه بطريقتى الخاصه....أنهت ميلسيا حديثها وهى تضرب رأس سابين بكف يدها لعلها تستفيق من غفلتها...


إلا أن سابين قامت بسحب يدها وهى تقول بثقه رغم بكائها الذى لا تستيطع إيقافه:ومن الذى أخبرك أنه لن يفعل؟!..ف أنا أعلمه جيدا....


أنهت سابين حديثها وتحركت صوب الباب...إلا أن حديث ميلسيا أوقفها وهى تقول بألم وخزى:لأننى واللعنه فعلتها بالماضى وذهبت له رغم أن الجميع نصحونى بعدم فعلها...إلا أننى ثورت وانفعلت كما فعلتى الأن وتحدث حينها بكل ثقه قائله:بلى سيختارنى كما اخترته...كما أنه سيخبرنى أنه أحبنى كما أحببته...وحين ذهبت لإخبره أننى أحبه رغم ما فعله سيده الذى كان السبب بقتل شقيقتى...أتعلمين ماذا فعل حين ذهبت إليه؟!...


نظرت لها سابين بعيون باكيه متألمه وقالت بصوت ضعيف:حطم فؤادك؟!...ابتسمت ميلسيا بمرار وهى تجيبها بإنكسار:بل قام بإختيال جسدى...شهقت النساء بصدمه من هول ما سمعن إلا أن ميلسيا لم تهتم وأكملت بحرقه:كما لم يكتفى بذلك بل أجبرنى على الخروج عاريه من منزله   وهو يخبرنى بكل حقارة أنه قد أوهمنى بحبه انتقاما لموت سيده...

لقد قتل روحى وجسدى...حينها أدركت أن خطأى الوحيد هو وقوعى بخب شخص مثله....لهذا لن أسمح لكِ بالذهاب له ليقوم بتدمير ما تبقى منكِ وعندها لن يعود هناك وجود ل سابين...



نظرت لها سابين بضياع وهى تشير لصدرها قائله:

هنا يحترق ولا أعلم كيف أطفائه...أشعر بروحى تغادرنى ولا أستطيع إيقاف الأمر...توقفت سابين قصرا عن إكمال حديثها بسبب خروج شهقه متألمه من جوفها....إلا أنها عادت لتكمل قائله: أنا لا أعلم 

ماذا أفعل؟!...لقد فقدت سابين من قبل....إلا أننى أشعر بإحتضارها الأن...


صمتت سابين عن التحدث وقد عاد بكائها ليعلو من جديد وهى تجلس أرضا....وتضم يدها إلى صدرها تبكى بحرقه....وتضرب بيدها على موضع قلبها قائله بإنكسار وألم:لما دائما ما يصاحبى الألم كرفيق دربا أقسم على البقاء حتى يتوقف قلبى عن النبض...لما الشئ الوحيد الذى تمنيت الحصول عليه أفقده وأنا لم أقترف يوما ذنبا بحقه؟!...لما واللعنه لما يحدث هذا لى؟!...


ظلت سابين تبكى بقوة أتى على أثرها ليلى ولينا وجرومز الذين كانوا يمرحون بالخارج...وحين رأت ليلى حالة الجميع وخاصه سابين أسرعت نحوها وهى تقوم بإحتضانها وتبكى معها بعنف....دون أن تعلم على ماذا تبكى شقيقتها....التى قامت بضمها وهى تدفن وجهها بعنقها.....لعل أنفاسها تختنق وتفارق تلك الحياة التى سأمت العيش بها...



كما اقترب جرومز هو الأخر منها وهو يحتك بها ويزمجر بحزن...بينما أسرعت لينا إلى والدتها وهى تحتضنها وتبكى هى الأخرى بخوف...ظلت سابين على تلك الحاله حتى أصبحت عينيها مائله للإحمرار....فقامت بإبعاد ليلى عن أحضانها وربتت على رأسها بحنان...


ثم استقامت بأليه وصعدت لغرفتها وقامت بإغلاق بابها من الداخل...حتى لا يستطيع أحد الدخول إليها وجلست على فراشها تبكى بصمت...وبين كل فنيه والأخرى تخرج من بين ضلوعها شهقه تعبر عن مدى ألم صاحبتها...



❈-❈-❈




سقط المنزل بحاله من الكأبه والحزن ليومين...لم يتستطع أحد خلالهما الدخول إلى سابين أو سماع صوتها...حتى أنها لم تسمح ل جرومز بدخول غرفتها هو أو ليلى التى ظلت لساعات تتحدث أمام غرفة سابين دون جدوى....




كما حزن جابى حين علم بما حدث ل سابين... وأخبرهم أنها ستعود أفضل من السابق....إلا أنها تحتاج فقط لبعض الوقت لمداوة جروح قلبها المتألم...أذعن له السيدات وبدأن بالعوده لإستكمال أعمالهن كما طلب منهم جابى...لعل سابين تشاهد ما يقومون به من جهد لإكمال عملهم...فتغير من قرارها وتخرج من شرنقتها لإستكمال ما بدأت به...



وبينما كانت سابين جالسه بغرفتها تبكى بصمت خلال اليومين المنصرمين...وهى تتسأل بينها وبين ذاتها:ألم يشعر نحوها بالحب يوما؟!...واللعنه أنه حتى لم ينتظر لبعض الوقت بعد رحيلها لينسها....بل قرر الزواج ليخبرها أنها لم تعد تعنى له شئ....ولقد كان ما توصلت له هى الحقيقه ولا شئ غيرها...والتى لم يتقبلها قلبها حتى الأن....




كانت سابين تجلس بشرفتها كما اعتادت خلال اليومين السابقين...حتى أنها رأت النساء يعودون للعمل من جديد...فظلت تراقبهن وتنظر إليهم بشرود وعيون دامعه....حتى لاحظت قدوم بعض الرجال الحاملين للأسلحه ومتجهين نحوهم دون أن يشعر أحد بهم لبعدهم عن الحقل نسبيا...




فتنبه عقلها على الفور بوجود خطر قريب منهم.... وتذكرت الرجال الذين تحدث عنهم جابى بوقت سابق....فأسرعت سابين تخرج من غرفتها وهى 

تحمل خنجرها أسفل ثيابها وتركض دون إعطاء أهميه لتلك الثياب الكاشفه التى ترديها....



هبطت سابين الدرج بسرعه قياسيه...واطلقت صفير متواصل وهى تحمل سيف بيدها حتى وصل إليها جرومز...وهى وتخرج من المنزل وتقول بصوت حاد خرج مهزوزا:ليلى...ليلى....



تنبهت النساء لصوت سابين الصارخ فأسرعن نحوها فقامت سابين بإدخالهم للمنزل...وبينما تحاول النساء سؤال سابين عما يحدث....نظرت إليهم سابين وسألت عن جابى فأخبروها أنه بالمنزل الأخر يعمل على بعض الأوراق....



فنظرت ل جرومز وقالت بإنفعال رغم ضعف صوتها: لا تسمح لأحد بالدلوف إلى هنا...او لأحد هؤلاء النسوة بالخروج من المنزل....وإذا حاول أحد الدخول قم يتمزيقه وتناول لحمه....كان رد جرومز عليها عباره عن اتخاذه وضعيه الاستعدات وخروج زمجره غاضبه من جوفه....



فاومأت له سابين براحه وخرجت نحو باب المنزل مغلقه بابه خلفها....وهى تسرع نحو الملحق لتنبيه جابى إلا أنها قد تأخرت...فقد وجدت رجلان يمسكان بجابى وأخرين يقفان أمامه....هذا بخلاف الثمانيه الأخرون الذين رأتهم بالأعلى من شرفتها...




لعنت سابين بغضب وهى تعلم تفوقهم العددى عليهم إلا أنها لن تستلم...ولكنها تحتاج إلى خطه فبدأ عقلها يخبرها أن تبحث عن القائد...فإذا قامت بالإمساك به ستجبره على أمر الجميع بالإستسلام....وحينها قد تستطيع التفاوض معهم...



لهذا دققت النظر بالرجلين اللذان يعطين لها ظهورهن دون أن تسمح لمن يمسكون بجابى رؤيتها...لتعمل من منهم القائد...



حتى تحدث أحدهم منهين تسألها وبحثها قائلا بسخريه:هل ظننت أننا لن نستطيع إيجادك جابى؟!...

نحن كنا على علم بتواجدك هنا منذ اليوم الأول...إلا أن ثيو من أمرنا بالتريث أليس كذلك ثيو؟!...أنهى الرجل حديثه وهو ينظر لأحد الرجلين فأدركت سابين من هو القائد...



والذى كاد يتحدث إلا أن سابين فاجئت الجميع بسرعتها فى القدوم نحوهم...وبوضعها السيف على 

عنق القائد وهى تقول بحده رغم بحه صوتها بسبب كثره بكائها وهى لم ترى بعد وجه ذلك القائد:فالتأمر رجالك بالإبتعاد عنه الأن.... 



كان الرجل الذى يقف جوار القائد يوجه سيفه نحو سابين...إلا أنها لم تهتم وكادت تقدم على حركتها التاليه ليستجيب لها القائد...إلا أن الرجل كان الأسرع وقام بالإستداره وعرقل سابين وإسقاطها أرضها.... بعد أن أخذ سيفها إلا أن سابين لم تنتظر ليقوم بقتلها....



فقامت بإخراج خنجرا صغيرا من أسفل ثيابها...

وقامت بطعن قدمه وعرقلته...فسقط جسده فوقها بسبب عدم توازنه وشده ألمه...فهو لم يتوقع تواجد خنجرا معها بخلاف السيف...




وحينها تقابل وجهيهما والتحمت عيونها...وهنا توقف الزمن حين نظرت سابين للجاثى فوقها بصدمه...وهو الأخر لم يقل عنها صدمه....وكلاهما يقولان بصوت واحد:سابين...ثيو...




يتبع..