-->

الفصل التاسع والسبعون - مملكة الذئاب black

 




الفصل التاسع والسبعون 



حينها تقابل وجهيهما والتحمت عيونها...وهنا توقف الزمن حين نظرت سابين للجاثى فوقها بصدمه...وهو الأخر لم يقل عنها صدمه....وكلاهما يقولان بصوت واحد:سابين...ثيو...


كانت رؤيته لها ورؤيتها له صدمه لكلاهما على حد سواء...فهى ظنت أنه قد لقى حتفه...بينما هو قد 

فقد الأمل بإيجادها بعد بحث دام ثلاثة عشر عام...


ثيو بصوت منصدم وسعيد:هل أنا أحلم برؤيتك أم أنكِ بالفعل أمامى أيتها الشرسه...لمعت عينى سابين بدموع من ذلك اللقب الذى خصها به...وهى تجيبه بصوت ضعيف بسبب بكائها المتواصل:لقد بحثت عنك كثيرا حتى أخبرونى أن ألدس قد قام بقتلك..  


كان ثيو وسابين يتحدثون وسابين لاتزال محتجزه بين أحضان ثيو الجاثى فوقها.....إلا أن كلاهما لم يلاحظ ذلك بسبب الصدمه من رؤيتهم لبعضهم البعض بعد كل هذه الأعوام...


حتى قال أحد الواقفين للفت إنتباههم:هل تعرفان بعضكما البعض؟!..نظرت سابين للشخص الذى تحدث ثم عادت لتنظر ل ثيو وهى تبتسم رغم دموعها المنهمره....وقامت بالتعلق بعنقه واحتضانه بقوة 

وهى تقول بصوت هامس سمعه ثيو جيدا:اشتقت  لك ولإحتضانك لقلبى صديقى....


بادلها ثيو العناق وهو يعتدل جالسا وهى مازالت بأحضانه...والغريب أنها بدأت تبكى بصوت مكتوم وهى تدفن وجهها بعنقه تخفى شهقاتها...إلا أن إهتزاز جسدها بعنف أوضح للواقفين أنها تبكى بقوة...


وهذا أزعج ثيو الذى رفض أن يرى أحد دموع سابين لهذا وقف برشاقه تناسب جسده المدرب جيدا...وهو مازال يحتضنها بقوة وسار مبتعدا عن الجميع...وهو يأمرهم بهيمنه أن يقوموا بترك جابى...


خلال ابتعاد ثيو وسابين كان الوافقين ينظرون له وهو يحملها بزهول...فهو ليس جيدا فى تعامله مع النساء...فكيف برقته وحمله لتلك السيدة الباكيه؟!....


سار ثيو ب سابين مبتعدا على قدر استطاعته...حتى تأكد أنه لن يستمع أحد لحديثهم..بينما كانت سابين متشبسه بثيابه وهى مازالت تبكى...


جلس ثيو بهدوء بين النباتات وهى بين أحضانه فظل يمسح بيده على رأسها وظهرها بحنان... ويقبل رأسها ويستنشق رائحتها بين كل فنيه والأخرى....وهو يتنفس براحه وينظر للسماء بلونها الأزرق الصافى الذى يشابه عينيه...وهو يشكر الإله على عودة صغيرته لأحضانه بعد كل هذه الأعوام...


إلا أن أحلامه التى كان يحلم بأن يشاركها إياها بالوقت الذى سيجدها به قد ذهبت أدراج الرياح...

حين ابتعدت سابين عن أحضانه بعد أن هدأت 

قليلا ووجهها أصابه الإحمرار من جديد بسبب 

بكائها...


فقد كان ينظر لها بحنان كما كان يفعل وهو يبعد خصلات شعرها الملتصقه بوجهها بلطف...وهى 

تنظر له بحزن وألم وهى تقول بصوت منكسرا...

تخبره ما حدث لها بتلك الأعوام التى ظلت خلالهم بمفردها:لقد بحثت عنك بالكثير من الاشخاص... صادقت هذا وذاك إلا أننى لم أستطيع الشعور بالأمان والراحه التى كنت تغمرنى بهم....حتى أتى هو وقام بتدمير كل شئ....دمر ما لم يستطع ألدس تدميره ثيو.... 


كان حديث سابين غير مرتب إلا أن ثيو أفضل من يفهم حديث سابين...لأنه أكثر من إستمع لها تشتكى وتتحسر بسبب ألم قلبها حين كانت تشتاق لوالدها او حين تخبره بمخاوفها....لهذا هو لم يجد صعوبه بفهم ما تقوله...لهذا لم يقم بمقاطعتها بل تركها لتخرج كل ما يحزن قلبها...وخاصه حين أدرك أن هناك أخر قام بإيذائها بعد هروبها من ذلك القصر اللعين....



نظرت له سابين بضياع وشهقاتها عادت لتظهر من جديد:بعد هروبى وعلمى بموتك تحطم أخر ما كان يبقى إنسانيتى...لهذا قررت قتل سابين كما تم قتل كل من تعذب بهذا القصر اللعين...ولم أكتفى بذلك بل قمت بدفن قلبى بتلك المقبره اللعين التى كنت أضع بها هؤلاء الصغار الذين لم يقترفوا ذنب ليتم قتلهم بتلك الطريقه الوحشيه...


وضع ثيو إصبعه على شفتى سابين يمنعها من إكمال حديثها....وهو يقول بلطف:شششششش فالتهدئى سابى...فالتهدئى حوريتى....لقد تحدثنا بهذا الأمر كثيرا ولقد أخبرتك مرارا أنه لا ذنب لكِ بما حدث داخل هذا القصر اللعين....كما أقسم لكِ أقسم بما أملكه لكِ من حب أننى بحثت عنه بكل بقاع الأرض ولم أجده....لقد تمنين رؤيته حتى أذيقه ما فعله بكِ وبالفتيات إلا أننى لم أجده....


كان قسم ثيو بحبه ل سابين أمر معتاد....فهو كان دائما ما يقسم بحبه لمن يكن لهم الحب دليل على مصدقيته.....لهذا لم ترى سابين ما يقوله غريبا لأنها كانت معتاده على ذلك...


لهذا أجابته بإبتسامه ساخره:لم تكن لتجده ثيو لأنه قد لقى حتفه بعد هروبنا بشهور قليله...تجعد ما بين حاجبى ثيو بتسأل...فقالت سابين موضحه:لقد قام جورج بالبحث عنه وقتله بعد أن قام بتعذيبه...


زفر ثيو براحه وهو يعود ليضم سابين لصدره 

ويقبل جبهتها قائلا بهدوء:لقد فعل الصواب كما 

لا تعلمين مقدار الراحه التى شعرت بها بهذا الخبر

من كون هذا اللعين قد نال جزاء أفعاله...


أومأت له سابين بهدوء بالموافقه وهى تنظر لما 

خلف ثيو بشرود...حتى أعادها سؤال ثيو للنظر له 

من جديد ثيو بحب يفيض من عينيه:أخبرينى سابى ماذا فعلتى بعد رحيلك؟!...  


نظرت له سابين بإبتسامه محبه وهى تقول بخفوت: لقد قررت أن أكون مثلك فى محاولة حماية من أحب لهذا أصبحت ساب فتى الحداده...ودوغلاس من ساعدنى على ذلك وقام بتعليمى....حتى أصبحت بعمر الثانى والعشرون وأصبحت معروف بين الجميع باسم إسبيستيان الكدورى ذلك الشاب البارع بعمل الحداده...وكلما شعرت أننى سأسقط للهاويه أتذكرك وأتخيل ما قد تفعله لو كنت محلى...أتخيل لو أنك لازلت معى لكان كل شئ سار مختلفا...


أتعلم لو أنك كنت رأيتنى بتلك الثياب التى تشبه ثيابك....وذلك الشعر الحليق وتلك النظرات البارده وذلك الهدوء والصمت الذى كان يرافقنى أينما كنت وكأنما روحى قد غادرتنى حين فقدت الأمل بعودتى أقسم أنك لم تكن لتعرفنى حينها... 



ظهرت ابتسامه عاشقه على شفتى ثيو وهو يقترب من سابين بدرجه خطيره وينظر ليعينها قائلا:إذا 

أنتِ لا تعلمين ما كنت أفعله خلال الأعوام المنصرمه شرستى...فلقد بحثت بين النساء عن شبيهة لكِ إلا أننى لم أجد...كنت أنظر بعينى كل من ألقاه لعلنى أجد تلك النظرات التى تبث الراحه لقلبى إلا أننى لم أجد سوى الظلام بعيونهم....أقسم لكِ أننى كنت سأعلم حقيقتك من مجرد رائحتك التى تخفينها 

الأن خلف تلك العطور التى تضعينها ببزخ على جسدك الندى سابي...لهذا لا تخبرينى أننى لن أجدك بل تأكدى أننى سأجدك من بين نساء العالم أجمع...


لم تستطع سابين منع ابتسامتها من الظهور وهى تتلمس وجنته الخشنه بسبب لحيته الناميه...وهى تقول بنعومه لم تقصدها:أمازلت تتذكر تلك الرائحه؟!.. 


نظر لها ثيو بإبتسامة لعوب وهو يقرب أنفه من عنقها يشتم أكبر قدر من رائحتها...وهو يقول بضياع:وكيف لى أن أنسى أطيب رائحه غزت صدرى صغيرتى؟!...


فعلته أصابت جسد سابين بالتوتر الذى لاحظه ثيو الذى ظهرت ابتسامته وهو يبتعد عن عنقها وهو يعود ليقول بحنان:وما الذى جعلك تغيرين قرارك وتعودين كما كنتى من قبل؟!...



أجابته سابين بإرهاق:لقد تم اجبارى على العمل 

بقصر الملك إستيفان والتر أوين...تجعد ما بين حاجبى ثيو يحاول تذكر أين سمع بهذا الإسم من  قبل...حتى قال بهدوء:أجل لقد تذكرته...إنه ذلك الملك الذى يخشى الجميع النظر له....ودائما ما يصاحبه ذئب ضخم.....حتى أطلق على مملكته 

مملكة الذئاب أليس كذلك؟!...


أومأت له سابين بإبتسامه مجهده وهى تكمل:أنت على معرفة جيده به...أومأ لها ثيو قائلا:أجل وكيف 

لا أعلم من هو....وهو الملك الذى دمر جيش بأكمله ببضع ساعات قليله وجعل الجميع يخشونه أكثر مما كانوا يفعلون من قبل...لقد أحببت طريقته بالرد على خصومه....خاصه أننى علمت أنه صاحب برود جليدى 

يجعل الجميع يخشونه إغضابه...


إرتفع حاجب سابين دهشه من تلك المعلومات التى يعلمها ثيو عن الملك إلا أنها قالت بإسترسال:لقد 

قمت بالعمل بقصره الملكى لصناعه تلك السيوف الذى استخدمها الجنود للمحاربه...ولقد كان حاله 

كما هو حال البقيه فلم يكن يعلم بحقيقتى...


صمتت سابين تبتلع ما بجوفها وهى تكمل بألم:إلا أنه رغم ذلك سمح لى بما لم يسمح به لغيرى....سمح لى بعصاينه وتحديه.....سمح لى بالتقرب منه والنظر لعينيه...كما أخبرنى عن طفولته وهو لم يفعلها من قبل....سمح لى برؤية ذلك الصبى الضعيف الذى لم يسمح لأحد برؤيته....واللعنه لقد أجبرنى على الوقوع له....أجبرنى على السقوط بمحيطه دون أن أدرك ذلك...لقد أخذنى لجنته ومن ثَم تركنى لأسقط بالجحيم السابع دون أن يشفق على قلبى الذى  

نبض له....


كانت عينى سابين مليئه بالخطوط الحمراء....

وعينى ثيو قد إلتمعت بدموع الحسرة التى ملئت قلبه....وروحه التى تبكى ألما وهو يستمع لحديث سابين....الفتاة التى ظل يبحث عنها لأعوام...الفتاة التى غزت روحه وقلبه وظل يحلم بها...تلك البلهاء التى أحبها....والتى دائما ما كان يخبرها بحبه مرارا بطرقه الخاصه.....إلا أنها لم تكن تفهم ما يرمى إليه...



عاد ثيو لتماسكه وهو ينظر ل سابين بهدوء رغم 

الألم الذى حطم قلبه...حين أدرك بل تيقن أنه قد خسر فرصته بالحصول على قلبها...كما نجحت هى بالإستيلاء على قلبه منذ كان صبى بالثالثه عشر 

من عمره.... 


إلا أنه لم يستطع منع ذاته من سؤالها بجمود:لما؟!..لما هو من سقطنى بعشقه سابين؟!...


لم تلاحظ سابين الألم الذى غزى صوته لأنها كانت غارقه بحزنها وهى تجيبه قائله: لأنه أحبنى كما أنا بكل مساؤى....بكل ما أحمله من دمار وضعف وسوء

أحبنى بالوقت الذى كرهت به ساب وسابين معا... أحببته لأنه رغم قسوته مع الجميع اختار اللين معى....أحببته حين غفر لى بالوقت الذى خالفت أوامره أمام رجاله...أحببته حين سمح لى بإيلامه 

ولم يسمح هو بإيلامى...أحببته لأنه كان ينظر لى وكأننى سبب نجاته...إلا أننى خسرت كل ذلك عند معرفته بحقيقتى....



نظر لها ثيو بثبات وهو يقول بثقه:لو أَحَبك كما تقولين لما سمح لك بالرحيل سابى...


نظرت له سابين بضياع ونمت إبتسامتها المتألمه وهى تقول:ما تقوله صحيح...فمنذ أيام علمت أنه 

قد قرر الزواج من أخرى....


تنفس ثيو بهدوء وهو يشعر بالراحه تعود لتملأ قلبه حين شعر بوجود أملا بجعل سابين تسقط بعشقه...

ولكن عليه أن يمحو الملك من قلبها أولا وحينها يقسم أن يجعلها تسقط له ولن تفكر بأحد غيره....



كان هذا ما قرره ثيو وهو يقرب سابين منه يحتضنها أقرب لقلبه....وهو يربت على رأسها ويقول بحنان: أنتِ تستحقين الأفضل سابى....وستحصلين عليه يوما ما جميلتى....



❈-❈-❈



كان إستيفان ينتظر رسالة خادمه فقد مر الثلاثة أيام المتفق عليها...كما أنه قرر إخبار الجميع بمكان سابين والنساء حتى يصل له المزيد من الأخبار....فهو لن يستطيع الإكتفاء بتلك الرسالة التى ستأتيه كل ثلاثه أيام...


كما سيسمح له ذلك بالتدخل بالأمر خاصه أن خالته من هؤلاء النسوة...لهذا بعد انتهاء اجتماع إستيفان مع مستشاريه والوزراء...أمر جورج وأصدقائه بالبقاء وبعد خروج الجميع...


صرح إستيفان بهدوء:لقد وصلت لى أخبار عن المكان الذى تتواجد به الأميره ميلسيا ومن معها....اختلفت تعبيرات الحاضرين بين سعيد ومصدوم...إلا أنه لم يقم أحد بمقاطعته...


لم يهتم إستيفان بإنفعالتهم وأكمل بثبات:إنهم يتواجدون بإستضافه الملك دانيال بأحد منازله بالأطراف الشماليه للعاصمه...حين أخذ الجالسون 

ما يرغبون بمعرفته....وقف كلا من دراكوس وماثيو وجورج ليخرجوا....


إلا أن إستيفان أوقفهم وهو يقول بجمود يحاول إخفاء توتره خلفه:من يذهب منكم إلى هناك أريده 

أن يخبر الأميرة ميلسيا أننى قررت تأجيل أمر زواجى حتى لا تظل حزينه إذا علمت بالأمر من أحد غيرى...


لم يستطع الحاضرين منع ابتسامتهم إلا أن الرجال الثلاثه أومأ له وخرجوا مسرعين يتسابقون مع الوقت ليصل كلا منهم لحبيبته...بينما كان جورج يتمنى أن يعيد ابنته وزوجته ويدعوا الإله أن يساعده بمبتغاه...وتجهز الرجال الثلاثه وخرجوا سويا متجهين لمملكه الملك دانيال...


وبعد خروج الجميع ظل كلا من ألفين وديفيد وماكس جالسون أمام إستيفان بهدوء...


حتى قال ألفين بسخريه:كان من الممكن أن تخبرهم أن يقوموا بإيصال رسالتك للمعنيه بحديثك هذا...




نظر له إستيفان ببرود ولم يجبه فأكمل ألفين بمكر: تخيل ما قد تقوم به سابين حين تعلم بقرارك هذا...

أنا أظن أنها قد تفتعل كارثه خاصه أن كلانا يعلم أن أفعالها غير متوقعه.... 



نظر إستيفان ل ألفين بعيون محذره من عدم إكمال ما يريد الوصول له...إلا أن ديفيد لم يلاحظ ذلك وهو يقول بتفكير:اللعنه أنا أظن أنها قد تقرر الزواج هى الأخرى...بل قد تقوم بالتجهيز لزفافها قبل زفاف إستيفان.... 




بعد انتهاء ديفيد من حديثه نظر ل إستيفان 

بإبتسامه هادئه فقام ماكس بنكزه...بينما لم يستطع ألفين التماسك وظل يضحك بصوت مرتفع...وهو ينظر ل إستيفان نظرات ذات مغزى....




لهذا لم يحتمل إستيفان الأمر وخرج من مكتبه صافعا الباب خلفه بغضب....وبعد خروجه قال ديفيد بتسأل: هل شعر بالضيق من حديثى؟!... 



إلتفت له ماكس بزاويه وهو يقول بحده:ماذا تظن؟!..

هل من الممكن أن يكون سعيدا بحديثك هذا؟!...كاد ديفيد يبرر ل ماكس السبب وراء قوله....إلا أن ألفين سبقه قائلا بحده:ما قاله ديفيد هو الصحيح ماكس...

فقد تفعل هذه المجنونه الشئ ذاته حتى تخبره أنها هى الأخرى قد نجحت بنسيانه....وأنها ستبدأ حياة جديده لا وجود له بها....لهذا يجب أن يستفيق هذا الجبل الجليدى قبل أن تختفى هى من حياته.... وحينها لن يستطيع إعادتها....



نظر له ماكس بحزن وهو لا يجد ما يقوله فما قاله ألفين صحيح....



❈-❈-❈



مرت بضع أيام عادت خلالهم سابين لنشاطها كما عادت ابتسامتها من جديد رغم الزبول الذى يحتل عينيها....إلا أن ثيو نجح بإخراجها من تلك الكأبه  التى إحتلت قلبها....ورغم ذلك كانت سابين تبكى حين تعود لتنفرد بذاتها داخل غرفتها...وكان يشهد على ذلك جرومز الذى لا يتركها تنام بمفردها....



كما أعجبت النساء ب ثيو كثيرا خاصه أنه الوحيد الذى نجح بإخراج سابين من عزلتها....كما تأثروا جميعا حين علموا أنه ذلك الفتى الذى ساعد سابين قديما بالهروب من ذلك القصر اللعين....



كما قرر ثيو ترك أعماله بأخذ الأموال من العامه والعمل مع سابين...وهذا أثار ضيق البعض من رجاله حتى أتى يوم خلال عملهم بزراعه البذور والنباتات... 




وقف أحدهم أمام ثيو وهو يقول بضيق:نحن لم نعتد على فعل تلك الأعمال ثيو....حتى أنك ظللت تطارد جابى لأعوام لأنه قام بإختيار فتاة وابتعد عنا...والأن أنت تفعل كما فعل هو...وليس ذلك فحسب بل تجبرنا على العمل معك...لهذا من الأن أنت لم تعد القائد وسنعاملك كما كنا نعامل جابى من قبل.... 



أنهى الرجل حديثه وهو ينظر ل ثيو بنظرات حاده... والجميع توقف عن العمل وينتظرون ما سيحدث بين ثيو وصديقهم...قام ثيو بألقاء ما يحمله أرضا وتقدم من الرجل الواقف أمامه وهو يقول بهدوء:هل أنت متأكد من قرارك هذا؟!...وأن الجميع هنا يناصرونك... 




أجابه الرجل بثقه قائلا:أجل كما أ....كاد الرجل يكمل حديثه...إلا أن ثيو لم يعطيه الفرصه لذلك وأمطره بالكثير من اللكمات.....ولم يعطيه الفرصه ليتنفس وبعد انتهائه ألقى بالرجل الغارق بدمائه أرضا...



وهو ينظر للرجال من حوله بهيمنه قائلا بشراسه:من يريد اللحاق به فاليخبرنى؟!...ثم نظر للرجل الملقى أرضا وبصق عليه...ثم أمر أحد رجاله بجلب حبلا وربط يد الرجل وقدمه....ثم أمر الباقى بالعوده لإستكمال عملهم....



وبينما عاد الجميع لعمله نظرت سابين ل ثيو وأشارت للمنزل...ثم تركت ما تحمله بيدها وعادت للمنزل بعد أن أمرت جرومز بالبقاء جوار النساء والفتيات لحمايتهم....فهى لاتزال تتذكر خوف الجميع من جرومز حين رأوه....فهو يعد الدرع الحامى لها ولمن معها....




فهى إن كانت تثق ب ثيو فهى لا تثق برجاله...دلفت سابين للمطبخ وانتظرت دخول ثيو الذى لم يتأخر... والذى كاد يتحدث إلا أن سابين منعته وهى تقول بثبات:ما قمت به مع رجالك لا يعنينى...كما لا يحق لى التدخل....إلا أنك فعلته أمام نساء لم يعدتدن على رؤيه أحدهم يتشاجر أمامهن...كما أن هناك فتاتين بسن صغير شاهدن ذلك العرض الرائع الذى قدمته بالخارج....




توقفت سابين عن التحدث وهى تقترب من ثيو حتى تقابل وجهيهما رغم إختلاف طول كلا منهم...إلا أنها لم تهتم وهى تقول بعنف:أنا لن أسمح لأى كان بهدم ما أحاول بنائه من أجلهن ثيو....حتى لو كنت أنت... 




كانت هناك خطوة فاصله بين وجهيهما...محاها ثيو بإقترابه من سابين وهو يقول بثبات:لن يستطيع أحدهم الاقتراب منهم لا تخافى....فأنا أحدهم قبضتى عليهم.... 




كادت سابين تتحدث إلا أن ثيو أكمل يوضح وجهة نظره:إذا تركت لهم الحريه بالذهاب سيقومون بتدمير الكثير....كما لن يتركونى أعيش بسلام كما فعلت مع جابى من قبل....



نظرت له سابين بتخاذل فقال ثيو بعنف:لا تنظرى لى هكذا فلو لم أفعل ذلك لإتخذ كل منهم ما يريده ورحل....فهذه هى ضريبه من يقم بمثل ذلك العمل سابين....إلا أننى أقسم لكِ أن هؤلاء الرجال جيدون من الداخل....إلا أنهم لا يظهرون ذلك لأى كان بسهوله لهذا لا تقلقى سيعادون مع الوقت.....




تنهدت سابين براحه ف حديث ثيو بث بقلبها بعض من الأمان....إلا أن ذلك لا يمنعها أن تأخذ حزرها من الجميع رغم ذلك....فهى ليست بمفردها هنا....




خرج ثيو لإستكمال عمله بينما ظلت سابين تبحث عن بعض الأشياء...لعلاج ذلك الرجل الذى لم يترك ثيو بوجه مكان لم يلطخه بالدماء....




وعند خروجها اقتربت من الرجل وجلست أمامه...

أمام أنظار للجميع المتعجبه....بينما نظر لها ثيو متنهدا وعاد ليعمل بهدوء....فهو يعلم جيدا أنها لن تتنازل عن مداوته لهذا تركها تفعل ما تجيده وهو مداوة كل من يشعر بالألم....




نظرت سابين للرجل المقيد وقامت بفك قيده...

وهو ينظر لها يتسأل حتى قالت هى بهدوء...وهى تبدأ بإزاله الدماء عن وجهه حتى تقوم بتطهير جروحه ومداوته:قليلا ما يختار أحدنا الطريق الذى يسير فيه....فببعض الأحيان فقد يتم إجبارنا على إيذاء غيرنا دون قصدا منا...لهذا فالتعلم جيدا حين يأتى أمامك طريق تستطيع من خلاله تقديم المساعده لغيرك...فالتحاول التمسك به فلعل مساعدتك لأحدهم هى التى ستعالج ألمك الذى حاولت مرارا مدواته ولم تنجح بالأمر....



انهت سابين حديثها بالوقت الذى انتهت من مداوة جرح الجالس أمامها...والذى ظل ينظر لأثرها بشرود وهو يفكر بحديثها الذى لامس جزء من قلبه....




كان البعض من رجال ثيو ينظر ل سابين نظرات اعجاب لما فعلته مع صديقهم رغم وقاحته...وبينما كان الجميع يعمل بجد...




وقف الرجل واقترب من ثيو وهو يقول بأسف:أعتذر ثيو عما قمت به منذ قليل....كما أعدك أن أكون جيدا من اليوم... 




تنهد ثيو وهو يربت على كتف الرجل بتفهم قائلا: أتمنى ذلك...هيا عد لعملك...أومأ له الرجل وعاد  لإستكمال عمله....



وبعد انتهاء يوم شاق بالعمل عاد كلا لمنزله...بينما ظل ثيو لتناول طعام العشاء كما يفعل كل يوم منذ وجد فتاته....وبعد تجمع الجميع حول طاولة الطعام استمعوا لطرق حاد على باب المنزل....




فنظر ثيو ل جابى وأمره أن يتبعه كما خرجت سابين معهم لترى من القادم....وحين فتح ثيو الباب وجدت والدها ودراكوس وماثيو أمامها....مما جعل ابتسامة ماكره ترتسم على شفتيها...



وهى تقول بمشاكسه:مرحبا بالرجال....




يتبع