-->

الفصل الثالث والثمانون- مملكة الذئاب black





 الفصل الثالث والثمانون 



أشرق الصباح ومعه اختلفت مشاعر الجميع...فمنهم من استيقظ سعيده مليئ بالحماس والتفائل 

ك الأميرة جيسكا...التى ستخرج اليوم من القصر للمرة الأولى منذ عامين.... 


ولكن على الصعيد الأخر كانت هناك سابين التى

لم يغمض لها جفن...والتى خرجت من غرفتها عقب خروج ميلسيا...وخلفها كان يركض جرومز الذى تبعها ك ظلها...خرجوا سويا للخارج وقد كان الضوء بدأ بغزو السماء....


توجهت للحقول وبدأت بالعمل حتى تستطيع التفكير جيدا...فهى لا تستطيع التفكير سوى وهى تعمل هذا ما اعتادت عليه....كما أنها ظلت تفكر بحديث ميلسيا الذى من المؤكد لم يأتى من فراغ...وأنه من المؤكد قد رأت ما لم تراه هى...


وأثناء عملها كانت تتذكر كل ما حدث بينها وبين

ثيو حتى تجد تلك التغرة التى رأتها ميلسيا ولم 

تراها هى...من خلال المواقف التى جمعتها ب ثيو حين كان يتلمسها أو يحتضنها...وحين يدعوها ب حبيبتى...حتى بذلك الصباح حين قام بتقبيلها هى 

لن تنكر أنها صدمت من فعلته بالبدايه...إلا أنها لم تسمح لعقلها بالتفكير بشئ غير أنها كانت مجرد   قبلة أخويه...


واللعنه كيف ل ميلسيا أن تفكر هكذا...من الممكن أنه قد لبس عليها الأمر لأنها لا تعلم علاقتها ب ثيو من البدايه...ف هى لازالت ترى أنه لا يوجد اختلاف بين ثيو ذو الثالثة عشر وثيو صاحب الخامسه والعشرون من عمره...فهو ذات الشخص الذى كان يحتضنها دائما ويغرقها قبلا...والذى لم يكن ينام سوى وهى بأحضانه حتى لا تشعر بالخوف...


ولكن لا بأس من التأكد فهى تعلم ذاتها جيدا...إذا تركت الأمر دون معالجه ستتعامل مع ثيو بحرص شديد....ومن المؤكد أنه سيلاحظ ذلك وحينها ستضطر لإخباره بما حدث...لهذا لابد لها من مواجهته الأن....حتى تثبت ل ميلسيا أنها على خطأ....


بعد توصلها لهذا القرار ظلت سابين تعمل وهى شارده ومستغرقه بتفكيرها...ولم تلاحظ وجود الجميع من حولها....والذين حاولوا مخاطبتها لأكثر من مرة إلا أنها لم تجب أحد...فقرر الجميع تركها وشأنها لعلها تجد حلا لتلك المعضله التى تواجهها...وتكف عن شرودها...وما سمح لها أكثر بالشرود براحه عدم حضور ثيو حتى الأن...


كما كان الجو مشمس إلا أن حرارة الجو معتدله...

مما سمح لوجود نسيم بارد يشعرك بالسعاده...


وصلت الأميرة جيسكا برفقه شقيقها الأمير آيدان الذى أصر على مرافقتها بحجه أنه لا يستطيع إرسالها إلى هناك بمفرده....ولقد انطلت تلك الفكره على شقيقته...


وبالوقت الذى هبطت به الأميره مع الأمير إلتفتت الإنظار نحوهم...مما جعل أحد الرجال يذهب تجاه سابين ويقوم بتبيهها لقدوم زوار لها...إلا أنها لم تكن تراه مما اضطره إلى الوقوف امامها وهز كتفها لعلها تلاحظ وجوده...


وبالفعل لاحظت سابين وجوده فنظرت له بتسأل وهى تقول:متى أتيت؟!...ابتسم لها الرجل قائلا:لقد حضر الجميع منذ وقت مبكر...إلا أنكِ لم تلاحظين ذلك...


تجعد ما بين حاجبى سابين وهى تسأله من جديد: ولما لم يحاول أحد منكم تنبيهى؟!..اتسعت ابتسامة الرجل وهو يجيبها بمرح:لقد حاولنا جميعا إلا أنكِ 

لم تلتفتى لأحد منا...فقررنا تركك وشأنك...


تنهدت سابين بإجهاد وهى تؤمى له بتفهم وتقول بصوت خافت لا يسمعه أحد غيرها:لهذا أنا أفضل العمل وحدى حتى لا أضطر لشرح ما يحدث معى بكل مرة أشرد بها....


أعادها للواقع حديث الرجل وهو يقول ويشير لشئ خلفها:هناك زوار أتوى من أجلك...نظرت سابين خلفها فوجدت الأميرة جيسكا قد أتت بالفعل ومعها شقيقها الأمير آيدان...



حاولت سابين إجبار شفتيها على رسم ابتسامة مرحبه....وهى تقترب منهم قائله:مرحبا بكما...ثم نظرت للأميرة جيسكا قائله:لدى مفاجأة سارة من أجلك...أتمنى أن تنال إعجابك... 



ابتسمت جيسكا بإتساع وهى تقول:حقا...أومأت لها سابين وهى تقول:هلا أتيتِ معى حتى أريكى إياها؟!... 



ثم نظرت للأمير آيدان قائله وهى تقترب من الأميره لتستند عليها:أتسمح لى؟!..أومأ لها الأمير آيدان موافقا...وسارت كلا من سابين وجيسكا نحو المنزل ودلفوا للداخل...



استقرت جيسكا على أحد المقاعد وهى تحاول التقاط أنفاسها...فقد بذل جسدها مجهود كبير حتى لا تتحامل على سابين...تركتها سابين بصحبه نساء المنزل بعد أن عرفتها عليهم وصعدت لغرفتها...




وجلبت تلك القدم وهبطت للأسفل مسرعه...وهى لا تستطيع معرفه ماذا سيكون شعور الأميره حين ترى ما صنعته من أجلها؟!...



اقتربت سابين من الجالسات وهى تحمل القدم بين يديها...والتى نظر لها الجميع بإنبهار فهم يرون مثل هذا الشئ للمرة الأولى بحياتهم....



حتى الأميرة جيسكا صدمت مما تراه وامتلأت عينيها بالدموع....وهى ترى سابين تتقدم منها وتجلس أرضا وهى تقول:أتسمحين لى؟!... 



أومأت لها جيسكا وهى تقول بعدم تصديق:أحقا 

هذه لى؟!...قالتها وهى تقوم برفع ثيابها إلى أعلى حتى تسمح ل سابين بوضع القدم...



أومأت لها سابين بإبتسامه هادئه وهى تقول:أتمنى  أن تنال إعجابك...وقامت بتركيب القدم التى صنعتها  والعجيب أن إرتدائها كان سهلا وسريع...



بعدما انتهت سابين اعادت الثوب كما كان وهى تستقم وتقول بتشجيع:فالتحاولى الوقوف الأن... 



نظرت لها جيسكا بوجه قد أغرق بالدموع وهى تقول بتشتت وتوتر:هل تظنين أننى سأستطيع فعلها؟!.. أجابتها سابين بإبتسامة مشجعه:بالطبع ستنجحين... ثم نظرت للنساء اللائى ينظرن لما يحدث بعاطفه جاشيه...وقالت:ألا توافقونى الرأى؟!... 



أومأت النساء بسعاده...وحاولت جيسكا الوقوف ورفعت قدمها لتتحرك خطوة للأمام...إلا أنها كادت تسقط ولكن سابين أمسكت بها...مما جعلها تنظر لسابين وهى تضحك بخفوت وعينيها تلمع بالسعاده... وبدأت تسير ببطئ وسابين تمسك بيدها...



ظلوا هكذا لبعض الوقت حتى قررت سابين ترك يدها وهى تشجع جيسكا أن تسير بمفردها....وبالفعل بعد بعض المحاولات نجحت جيسكا بالسير بمفردها.... وهى تبكى وتبتسم بالوقت ذاته...كما لم يختلف حال النساء عنها فقد كانوا يبكون ويبتسمون من أجلها.... 



مر أكثر من ساعتين ولم يخرج أحد من المنزل...

وهذا أقلق الأمير آيدان الذى كان يجلس مع ماثيو وداكواس وجورج....كما كان على معرفه مسبقه ب ماثيو....فطلب منه أن يتفقد الأمر ويطمئنه أن شقيقته بخير... 



فأومأ له ماثيو وذهب بإتجاه المنزل ليتفقد الأمر... ولكن قبل أن يقوم بطرق باب المنزل وجده قد  انفتح...وسابين تخرج منه وخلفها الأميره جيسكا تسير بتمهل...



بينما وقفت النساء الأربعه أمام باب المنزل...فصدم الجميع حين شاهدوا الأميرة جيسكا وهى تخطو بقدميها خارج المنزل بعد أن كانت تستند على سابين منذ قليل...



خلال ذلك انحرفت أنظار ماثيو على ليليان الواقفه على أعتاب المنزل...والتى كان يراها تراقبه خلسه خلال اليومين السابقين...ولقد انتظر خروجها لتتحدث معه...إلا أنها لم تفعل...وكم تمنى أن 

يذهب هو ليتحدث معها ولكنه لم يفعل...

وسار عائد تجاه الرجال من جديد...وقد قرر  

التحدث مع سابين اليوم ليضع حدا لهذا الأمر...



بينما كان جورج ينظر ل فكتوريا نظرات معاتبه والأخرى تتصنع عدم الإهتمام...كما كانت نظرات دراكوس معلقه على ميلسيا...ولقد كان الوحيد الذى خطى نحو النساء حتى وقف أمامهم....ونظراته لم تبتعد عن ميلسيا وهو يقول بلطف:هل من الممكن  

أن نتحدث قليلا؟!...



نظرت له ميلسيا بتوتر إلا أنها أخفت ذاك سريعا...

وهى تجيبه بثبات:حسنا ولكن فالتنتظر بعض الوقت حتى انتهى من عملى...أومأ لها دراكوس موافقا وهو يقول بإبتسامة جذابه:حسنا سأنتظرك أميرتى...

وتحرك مبتعدا وهو يتنفس براحه لموافقتها على التحدث معه...



بينما كان آيدان قد لمعت عيناه بدموع السعاده...

وهو يحتضن جيسكا ويقربه لقلبه وهو ينظر ل سابين نظرات شاكره ومحبه....فابتسمت له سابين فى هدوء...



خلال ذلك كان ثيو قد حضر واقترب من الواقفين حتى وقف جوار سابين...التى تصلب جسدها حين لامس ثيو ظهرها بعفويه كما يفعل عادة كلما رأها...

وهو يقترب من أذنها قائلا:أظن أن هناك الكثير من الأحداث التى فاتتنى...



حاولت سابين الهدوء وهى تلتفت لتنظر له حتى أصبح وجه كلاهما متقارب وتقول بخفوت وهى تحاول الثبات:هناك أمر هام أريد التحدث معك بشأنه... 



غمز لها ثيو بمشاكسه قائلا:حسنا هيا بنا...وكاد يتحرك إلا أن سابين أمسكت بيده توقفه وهى تقول بهدوء: ليس الأن....فكما ترى فنحن لسنا وحدنا... 



أومأ لها ثيو بالإيجاب فإبتعدت عنه سابين خطوة وكاد ثيو يتحدث....إلا أن آيدان الذى اقترب من سابين وقام بإحتضانها على حين غفله....جعله يتوقف بينما صدمت سابين من فعلة الأمير.... 



كما أنه ليس من اللائق أن تقوم بإبعاده....لم يبتعد الأمير آيدان سريعا بل ظل محتضناً إياها وهو يعبر عن مدى شكره وسعادته لما قامت به من أجل شقيقته... 



خلال ذلك تعمدت سابين النظر ل عيني ثيو حتى ترى ما هو رد فعله...فوجدته ينظر لها بعيون غاضبه إلا أنه يحاول التماسك....حتى لا يفتك ب الأمير وهذا جعل نبضات سابين ترتفع بشده....وهى ترى تلك النظرات التى تعلم مهيتها جيدا...حتى ظن الأمير آيدان أنها توترت بسبب احتضانه لها...



فإبتعد عنها وهى يشعر بالسعاده لتأثيره عليها.... وهذا أكد له أنها تكن له بعض المشاعر...تحرك ثيو مبتعدا دون أن يتحدث...



بينما ظلت سابين مرافقه ل زوارها حتى أوشكوا على الرحيل...ولكن قبل رحيلهم أخبرت سابين  الأمير أنها ظلت تبحث عن معدن يتناسب مع ما  

تريد صنعه....إلا أن الجميع رفضوا مساعدتها بينما هناك أخر ساعدها وقدم لها ما لديه من معدن...

وطلبت منه أن يكافئه على تقديمه للمساعده...




وذلك بعدما أخبرته اسم الرجل ومكان عمله فأخبرها الأمير أنه سيهتم بالأمر بنفسه....وبعد رحيل الأمير والأميرة التى وعدت سابين بزيارتها بأقرب وقت... 



اقترب ماثيو من سابين قائلا:أريد التحدث معكِ 

بأمر ما...نظرت له سابين بهدوء وهى تؤمى له رغم معرفتها لما سيقول مسبقا...إلا أنها يجب أن تستمع  له...



بدأ ماثيو حديثه وهو منفعل لقد انتظرت لأيام كما أخبرتنى....إلا أنها لم تفعل سوى مراقبتى من بعيد وكأنها تخشى الاقتراب....وهذا أمر لم أعد أحتمله لهذا إريدك أن تجدى حلا لهذا الأمر خلال صباح الغد...وإلا تعاملت مع الأمر بطريقتى الخاصه....



استدارت له سابين بكامل جسدها وهى تنظر له بهدوء قائله:أعلم جيدا ما تعانيه ماث...إلا أنها  

تعانى مثلك...كما أننى أعلم بمراقبتها لك وكنت 

أنتوى التحدث معها مساء اليوم...لهذا لا تقلق أترك الأمر لى....



أومأ لها ماثيو وهو يحاول التسلح بالصبر والهدوء وعاد من جديد للحقل...ليحاول الإلتهاء بشئ يبعده عن التفكير بزوجته التى يريد استراجعها من جديد ولا يعلم كيف...




نظرت سابين تجاه المنزل فوجدت ميلسيا تسير جوار داركوس مبتعدين عن الجميع...وهذا جعلها تتنفس براحه فقد نجحت الأولى والثانيه بتخطى الماضى...



ولم يتقى سوى ليليان وهى تعلم كيف ستساعدها...

إلا أنها الأن تحتاج لإنهاء الأمر مع ثيو....توجهت سابين تجاه ثيو وطلبت منه أن ينتظرها بعد انهاء العمل لوجود أمر هام تريد التحدث معه بشأنه...


فأومأ لها موافق وعادت سابين لإستكمال عملها وهى بعقل شارد...



❈-❈-❈



كانت ميلسيا تسير جوار دراكوس وهى تشعر بالتوتر يملأ قلبها...وبعدما ابتعدوا عن الجميع بدأ دراكوس حديثه قائلا بصدق:أعتذر عما بدر عن عمتى على وعما قامت به...إلا أننى أقسم لكِ أننى أتيت لكِ بحقكك منها ومن تلك الففيان التى تسبب بإذائك كثيرا....



توقف دراكوس عن السير أمام الأميرة ميلسيا وهو يمسك بيدها قائلا برجاء:أرجوكِ لا تعاقبنى على ذنب لم أرتكبه أميرتى فهذا ليس من شيمك...



إمتلأت عينى ميلسيا بالدموع وهى تنظر له بضعف وتقول:ما حدث بينى وبين عمتك لم يكن الشئ الوحيد الذى جعلنى ابتعد دراكوس....



تجعد ما بين حاجبى دراكوس بتسأل وهو يقول:

ماذا هناك؟!..ابتلعت ميلسيا ما بجوفها وقد قررت إخبار دراكوس عما حدث لها بالماضى.....نظرت ميلسيا له وهى تقول بعيون مهدده بالبكاء:أنت لا تعلم ما حدث بالماضى....أو من يكون هو والد ليو وأنا أرى أنه من حقك معرفه ما حدث...قبل التقدم بأى خطوة تجاه علاقتنا...وحتى لا يأتى اليوم الذى تعلم بهذا الشأن من غيرى...لقد... 



كادت ميلسيا تكمل حديثها إلا أن يد دراكوس التى وضعت على شفتيها منعتها من إكمال حديثها...وهو يقول:أعلم بكل ما حدث أميرتى...وكما أخبرتك سابقا أنا أعلم عنك الكثير....أعلم ما قد لا تعلميه أنتِ عن نفسك....حتى أننى أعلم بشأن هذا الرجل وما فعله بكِ....



خرجت شهقات ميلسيا وهى تقترب منه وتحضتنه وهى تبكى بألم تخفى وجهها بأحضانه قائله:من أخبرك بالأمر؟!...



تنهدت دراكوس بحزن وهو يربت على ظهرها بحنان قائلا:لم يخبرنى أحد أميرتى..أنا من بحث بالأمر حين رأيت أميرتى تنطفئ مع مرور الوقت...فبحث عن من تسبب لها بالألم وانتقت لكِ منه...



توقف بكاء ميلسيا وهى تبتعد عنه وتنظر لعينيه بصدمه قائله:ماذا فعلت؟!..قال دراكوس بجمود:

ألم تتسألى يوما أين اختفى ذلك الحقير؟!...ولما لم يعد يطاردك؟!... 



أومأت له ميليسا بالإيجاب فبالفعل هى دائما ما كانت تتسأل عنه....وإلى أين قد ذهب إلا أنها لم تجد إيجابه لسؤالها يوما....



عادت ميلسيا لتسأل دراكوس من جديد:ماذا فعلت به دراكوس؟!..ابتعل دراكوس ما بجوفه وهو ينظر بعيدا عن عينيها خوفا من نظرات الكره التى سترمقه بها بعد ما سيخبرها به...



قال دراكوس بصوت جاف:لقد أخذته لمنزلى وقمت بنزع جميع ثيابه ووضعته أمام وحوشى الجائعه...

وأنا أستمع لصرختها التى ملأت منزلى إلا أنها لم تروى روحى المتألمه....التى ظلت تتذكر وجهك  

الذى انطفئ بسبب رجلا لا يستحق قلبك....




كانت ميلسيا تبكى وللمرة الأولى لم تشعر بالخوف أو الإشمئزاز حين تستمع لمثل هذه الأحاديث..بل شعرت بالسعاده رغم بشاعه ما فعله دراكوس إلا أن هناك من أتى لها بحقها المسلوب...كما أنها شعرت أن بقائها جوار سابين أصابها بالثبات والقوة التى تمنت 

التسلح بهم يوما....



ولقد نجح الأمر كما أنها تعلم أن دراكوس يرفض النظر لها لظنه أنها ستكره من جديد....لهذا رفعت يدها وتلمست وجنته بحب....واقتربت منه وقامت بتقبيل وجنته بعاطفه كبيره أصابته بالصدمه...



فنظر لها دراكوس بعدم تصدق...مما جعل ميلسيا تبتسم وهى تقول:أظن أن الجلوس مع سابين جعلنى أكثر تقبلا لهذه الأمور...



نظر لها دراكوس بعشق وهو يقترب منها وقام بتقبيل جبهتها بحب وهو مغمض العينين...ثم قربها إليه وهو لا يصدق أنه قد حصل على الفتاة التى تمناها منذ الصبى...



بعد مرور بعض الوقت قرر الإثنين العوده للجميع ولكن دون إخبار أحد بما حدث بينهم...كما أن ميلسيا قد أخبرته أنها تتمنى العوده معه إلا أنها لا تستطيع ترك سابين والنساء وحدهن...فأكد لها دراكوس أن ماثيو وجورج لن يعودوا إلا بزوجاتهم...




❈-❈-❈



انتهى العمل وبدأ الجميع بالرحيل ولم يتبقى سوى سابين التى جلست على أحد الصخور....وثيو الذى جلس جوارها وهو يخبرها أن تلك النباتات أوشكت على النضوج رغم قرب زراعتهم لها... 



فأخبرته سابين بهدوء أنها من اصرت على جلب النباتات وليس البذور فى بعض النباتات...حتى لا يأخذ منها الكثير من الوقت فى النضوج....



أومأ لها ثيو بتفهم فتنهدت سابين بإجهاد فهى لم تنام منذ أمس....إلا أنها إلتفتت بكامل جسدها وواجهت ثيو ونظرت لعينيه قائلا بثبات وجمود... رغم نبضات قلبها المرتفعه والتى تصم أذنيها:ثيو هل أنت واقع بحبى؟!...



كانت نظرات ثيو هادئه عكس ما توقعت سابين... والذى نظر لها بعيون تخبرها بمدى عشقه لها...والتى أصبابتها بالتوتر فهى لا تعلم كيف ستتعامل مع حبه فهى اعتاد على ثيو الشقيق وليس ثيو العاشق... 



ثيو بهدوء:أجل سابين أنا واقع بحبك...عادت سابين لتسأله من جديد بذات الجمود:منذ متى وأنت تشعر بتلك المشاعر تجاهى؟!...



أجابها ثيو بسلاسه وهو ينظر لعينيها بثقه:منذ كنت صبى بالثالثه عشر من العمر....اتسعت عينى سابين صدمه وهى تستقم واقفه وتعطى ل ثيو ظهرها... وعقلها يحاول استيعاب كل هذا الكم الهائل من الصدمات....



حاولت سابين التسلح بالهدوء إلا أنها لم تستطع وهى تلتفت له من جديد وتقول بإنفعال: لما؟!..لما قمت بنزع ما أمتلكه بهذه القسوة واللعنه لقد شعرت بقوتى تعود من جديد حين رأيتك...لقد ظننت أن الشقيق الذى فقدته بالماضى قد عاد من جديد لأحتمى به...ألا تعلم بكم الألم الذى سيعود ليسكن قلبى المشوه من جديد لما سأسببه لك من ألم لأننى لا أستطيع إعطائك ما تريد....



كانت عينى سابين قد امتلأت بالدموع وهى تشعر بعينيها تؤلمها لحبسها لدموعها....ولم يكن ثيو بالمختلف عنها....فقد كانت عينه ممتلأه بالدموع 

وهو يستمع لحديثها....



مما جعله يستقيم هو الأخر وهو يقول بحده:ولما لا تستطيعين مبادلتى هذا الحب ها؟!..هل من أجل ذلك الملك الذى قام بإرسالك بعيدا عن كل تنتمين له؟!..

هل من أجل رجل لا يستحق قلبك؟!..واللعنه أنا هو الأحق بهذا منه...




وأشار لقلبها بأصبعه وهو ينظر لها بعيون سمحت لدموعها بالهبوط لتعبر عن إنكسار قلب صاحبه.... 



أجابته سابين بنحيب:ولكنه اختاره هو...اختار ذلك المعذب...وأنا لا سلطة لى عليه...لهذا أعتذر منك ثيو فأنت لا أستطيع إعطائك شئ لم يعد ملكا لى....




وتركته عائده لمنزلها وهى تبكى بقوة وشهقاتها لم تستطع إيقافها....




يتبع