-->

الفصل الرابع والثمانون - مملكة الذئاب black





 الفصل الرابع والثمانون 



دلفت سابين داخل منزلها وصعدت مسرعه نحو غرفتها...وعقلها لايزال لم يتقبل ما دار بينها وبين 

ثيو من نقاش...وكيف وصلت معه لهذا الطريق دون أن تشعر؟!.هل هى المخطأه لأنها سمحت له بالإقتراب منها من البدايه؟!...


ولو نظر أحدهم لعينيها الأن لرأى كم هى مشتته ومحطمه...ولا تدرك ما الذى يجب عليها فعله...كيف ستنظر له بعدما اعترف لها بحبه؟!..كيف ستسمح له بالتقرب منها بعد اليوم؟!...كيف ستعامله بجفاء؟!... 


عند هذه النقطه ارتسمت ابتسامه ساخره على شفتى سابين وهى تزيل دموعها العالقه بعنف وتقول بصوت منكسر تخاطب ذاتها وتؤنبها:كيف تغافلت عن ذلك أيتها الحمقاء؟!...كيف قمتى بإغلاق عقلك عن كل هذه الحقائق؟!...


صمتت قليلا تحاول ايجاد وصف أدق لحالتها إلا أنها لم تجد...كما أن التفكير بالأمر يؤلم قلبها ورغبتها بإيذاء ذاتها أكبر....وهى تتذكر كيف كان يحدثها 

عن كونه أحبها؟!..وكيف أجابته هى بقسوة حطمته؟!... 


عادت الدموع لتغمر عينيها من جديد وهى تشعر بتنفسها يضيق وروحها تتمزق...فقامت بوضع يدها على عنقها وهى تشهق بألم وتبكى بندم على ما تسببت به دون إرادة منها....


ظلت سابين كما هى تحاول إيقاف رجفه جسدها والتنفس بإنتظام....إلا أنها لم تستطع حتى وقعت عينيها على بعض قطع المعدن الحاده التى تبقت من تلك القدم التى صنعتها للأميرة....


فتوقفت سابين عن بكائها وهى تنظر لها بخلاص فتقدمت منها بعيون مائله للإحمرار بسبب انحباس الدموع بمقلتيها...وامسكت بقطعه المعدن بأيدى مرتجفه...وكشفت عن صدرها وقد عادت دموعها لتهبطت من جديد...وهى تقرب قطعه المعدن من صدرها وتقول بصوت معذب معاتب:لما؟!...لما دائما 

ما تسببين الألم للجميع وكأنه أكثر ما تبرعين به سابين؟!...اللعنه عليك وعلى روحك العفنه...


أنهت سابين كلماتها بالوقت الذى وضعت به جرحها الجديد....ثم أسقطت قطعة المعدن أرضا حين تأكدت من أنها صنعت جرح يشبه جراحها القديمه....وعادت لفراشها وثيابها قد تلطخت بالدماء إلا أنها لم تهتم... وظلت تبكى وهى تنظر للأعلى حتى غفت من شدة إرهاقها وألمها...


❈-❈-❈

 



كانت تغط بنوم عميق ومريح عكس ما كانت تشعر يه قبل نومها...فقد كانت تبكى بألم وندم على ما تسببت به من ألم لقلب ثيو...الذى لا يستحق ذلك منها...


كان هذا هو الحديث الدائر بعقلها وهى لاتزال مغمضه العينين....إلا أن اشعة الشمس تسبب الضيق لعينيها كما أنها لا تشعر بألم جرحها الذى صنعته...مما جعلها تتلمسه تلقائيا إلا أنها لم تشعر بألم...


مما جعل تقطيب حاجبيها تظهر وهى ترمش بعينيها لتسمح لها بالرؤيه...ولكن عينيها إتسعت حين وجدت ذاتها بحقل مليئ بالزهور النادره ذات الروائح الفواحه....


مما جعلها تجفل وتجلس بصدمه تنظر للمكان الذى تجلس به...وهى لا تعلم أين هى؟!...خاصه حين وجدت أطفال يمرحون بالقرب منها...وأصوات ضحكاتهم البريئه والجذابه تصل لأذنيها...


استقامت سابين لتبحث عن شئ يساعدها على معرفة أين هى...إلا أن عينيها سقطت على ثيابها فوجدتها ثياب نسائيه جميله ولونها شديد البياض.... 


فتلمستها سابين بتعجب وهى تقول بخفوت:كيف أتيت إلى هنا؟!...ولما لم أشعر حين قام أحد بتبديل ثيابى؟!...


عادت سابين لتنظر من جديد حولها لعلها تجد من يساعدها.....حتى وقعت أنظارها على فتاة بمثل عمرها تجلس تحت ظل أحد الأشجار ولا يظهر سوى جزء من وجهها...وهى تنظر للصغار وتبتسم بنعومه...


تقدمت سابين منها حتى وقفت أمامها قائله:مرحبا أتعلمين أين نحن؟!...نظرت لها الفتاة بهدوء وابتسامه لطيفه مرتسمه على شفتيها... 


فنظرت لها سابين بصدمه وهى تقول:ألكسى أهذه أنتِ؟!....اتسعت ابتسامة الفتاة وهى تؤمى لها فاقتربت منها سابين وقامت بإحتضانها....وهى لاتزال لا تصدق ما تراه....


لم تبادل الفتاة سابين كما لم  تبعدها وتركتها تحتضنها كما تشاء...وحين ابتعدت سابين كانت عينيها مغرقة بالدموع وهى تتلمس وجنتيها قائله بتشتت:كيف؟!..لق.. لقد قت... قتلتك بيدى أن... أنتِ وطفلك الصغير.... 


لم تختفى ابتسامة الفتاة وهى ترفع يدها وتمسح دموع سابين...ثم نظرت للأطفال الذين يمرحون بسعاده وقالت بخفوت:إنظرى لما قدمتيه لنا...


نظرت سابين للأطفال بعيون باكيه متألمه لبعض الوقت...فلاحظت أن عددهم هو ذات عدد الأطفال الذين قامت بقتلهم....


فعادت بأنظار مشتته تنظر للفتاة بتسأل فأوضحت الفتاة قائله:أجل أنهم هم...كما أنكِ قد قدمتى  لنا العون حتى نصل للنعيم.....وهذا ما كان يحاول الصغار إيصاله لكِ حين رأيتهم بأحلامك...أنتِ لم تتسببى بإيذاء أحد قط يا صغيرة سوى لشخص واحد....


تجعد ما بين حاجبى سابين بتسأل وهى تقول بصوت متألم:من؟!..لم تجبها الفتاة بل قامت برفع يدها الأخرى ووضعتها موضع قلب سابين...التى شعرت فجأة بألم شديد وحارق....أصابها بضيق 

تنفسها وألم حاد بقلبها....حين وضعت الفتاة يدها على صدرها.... 


فنظرت لموضع يدها فوجدت يد الفتاة مليئه بالدماء وثياب سابين ناصعة البياض قد امتلأت بالدماء.... فعادت تنظر للفتاة بألم شديد وشهقاتها بدأت بالتصاعد من شده الألم الذى تشعر به....


فقالت لها الفتاة بحزن وعيون تلمع بالدموع:انه يبكى لما تسببتى به من ألم له....وهو لا يستحق ذلك سابين لهذا فالترحمى قلبك حتى تجدى راحتك صغيرتى.... 


كادت سابين تعود لتسألها من جديد عن كيفيه فعل ذلك؟!..


إلا أنها وجدت عينيها تغمض ثم تفتح من جديد وهى تتنفس بقوة...فى محاولة منها لإدخال أكبر قدر من الهواء لرئتيها....وهى تجلس على فراشها وضعت سابين يدها على صدرها لتحاول إلتقاط أنفاسها...


وبعد مرور بعض الوقت أبعدت يدها وكادت تضعها على وجهها...إلا أنها توقفت حين وجدتها ملطخه بالدماء....فنظرت لها بأبتسامة متألمه قائله:هل ستكتفى بإعتذار عن ما سببته لك؟!...أم يجب أن أزهق روحى حتى أرد لك حقك...ولكننى أرى سواء فعلت هذا أم ذاك...فأنا لن أستطيع إعادة ما قمت بتحطيمه داخلك...


أنهت سابين حديثها وبالطبع لم يأتيها الجواب... فإستقامت بإجهاد ودلفت لمرحاضها ونزعت ثيابها وتحممت....ثم خرجت وارتدت ثياب نظيفه وقد قررت أخذ استراحه من التفكير لبعض الوقت...

كما قررت أيضا ترك كل شئ يسير كما هو مخطط له...


كما أنها تذكرت أنه يجب عليها أن تتحدث مع ليليان قبل أن يتهور ماثيو ويقوم بفعل شئ جنونى...إلا أنها من الجيد أنها قد خططت للأمر من قبل... 


لهذا تحركت سابين نحو الأسفل فوجدت الجميع حاضرون ويتناولون طعام الفطور...كما لاحظت 

عدم حضور ثيو...مما جعل ابتسامة حزينه ترتسم على شفتيها...فمن المؤكد ألا يأتى لمكان تتواجد به الفتاة...التى أخبرته بكل قسوة أنها تحب غيره ولن تفكر به يوما....وهى تتقدم وتجلس على أحد المقاعد 

تنظر لهم بهدوء....


فصمت الجميع بصدمه وهم ينظرون لعينى سابين المرهقه...والتى كانت ظاهرة للعيان أنها كانت تبكى لمدة طويله بسبب تلك الخيوط الحمراء المنتشره بعينيها...


فقالت سابين بهدوء قبل أن تنهال عليها الكثير من التسألات:أنا بخير...فقد أمر ببعض الأوقات السيئه وأتمنى أن يحترم الجميع ذلك....ولا يحاول أحد سؤالى عن الأمر....


تنهد الجميع بحزن وأومأو لها احترام لرغبتها وبدأ الجميع بتناول طعامه بهدوء....بعدما كانت المائده مليئه بالأحاديث....


فقامت سابين بكسر هذا الصمت قائله:منذ يومان شاهدت وفاة أحد ما...وهو شئ ظننته معتاد....إلا  

أنه ظل هذا الحدث ملاصق لعقلى ولم يبارحه...

خاصه تلك الكلمات التى ظلت والدة الفتى تردده وهى تبكى...بعدما علمت بموت ولدها....


جذبت سابين جميع الأنظار نحوها بحديثها...وهذا جعلها تكمل قائله بحزن:من حديثها النادم أدركت أنها كانت ترفض التحدث مع صغيرها...ولم ترد رؤيته...

كما أنها لم تكن تردد سوى بضع كلمات...


كانت سابين طوال حديثها تنظر للأطباق التى أمامها ولكن عند هذه النقطه رفعت أنظارها للجميع قائله بإبتسامة متألمه:يا ليتنى احتضنتك وسمحت لعينى برؤيتك ياصغيرى....يا ليتنى احتفظت برائحتك حتى استنشقها حين يخذلنى الجميع فأشعر بأن هناك من يساندنى...يا ليتنى تناسيت ذنبك حتى أنعم بقربك الدفئ... 


أنهت سابين كلماتها وقد أغرقت عينيها بالدموع وهى تتنهد قائله:أثناء استماعى لنحيبها تذكرت جورج.... واللعنه لقد ساهم بتحطيمى إلا أنه لا يزال أبى...

قد لا يستحق الغفران بنظر البعض...إلا أننى أدركت أننى غفرت له من قبل أن يقوم بإيضاح ما قام به من أجلى دون أن أشعر....وكل ما كنت أحمله بقلبى نحوه كان مجرد عتاب وحزن لإبتعاده...لهذا تيقنت أن كلانا يستحق فرصه أخرى...رغم ما أحدثه من دمار لقلبى دون قصدا منه... 


أنهت سابين حديثها واستقامت خارجه من المنزل بعد أن أطلقت صفير فأسرع جرومز ليتبعها....


خرجت سابين للخارج تبحث عن ثيو إلا أن الرجال أخبروها أنهم لم يروه منذ يوم أمس...فقررت سابين أن تبحث عنه ولكن قبل أن تبدأ بحثها ذهبت للملحق وقامت بطرق بابه....وانتظرت حتى تم فتحه من قبل جورج....


والذى تعجب من هيئتها المبعثرة فاقترب منها قائلا بقلق:هل أنتِ بخير؟!...هل حدث شئ ما؟!..نفت له سابين برأسها قائله:لا تقلق لم يحدث شئ...وأجل أنا بخير ولكننى فقط أمر بوقت سئ...


تنهدت سابين وهى تعود لتكمل قائله:أريدك أن تخبر ماثيو أنه قد تم الأمر...ولكنه يحتاج لقليل من الوقت تجعد ما بين حاجبى جورج لعدم فهمه المغزى من حديث صغيرته...إلا أنه لم يسألها عن مغزى حديثها لأنها لو أردت إخباره لتحدث من البدايه...لهذا أومأ  لها موافقا....


فأومأت له سابين بإبتسامه باهته واستدارت لترحل إلا أن كلمات جورج الصادقه أوقفتها...وهو يقول:

إذا أردتى التحدث يوما ما فأنتِ تعلمين أين ستجدينى...ولا تقلقى أعدك ألا أهشم رأس من 

تسبب بجعل صغيرتى تبكى...


حديثه جعل ابتسامة هادئه ترتسم على شفتى سابين وهى تنظر له بشكر...ثم تعود لتكمل سيرها للخارج وجوارها جرومز الذى يسير جوارها بخيلاء تناسبه... 


قررت سابين أن تبحث عن ثيو بمنزله أولا ثم بالحانات...وصلت سابين لمنزله وظلت تطرق بابه لبعض الوقت....إلا أنه لم يأتيها أى إجابة تدل على وجود أحد بالداخل...


فتحركت سابين على أول حانه تقابلها إلا أنها لم تجده...ظلت تبحث عنه لأكثر من ساعتين ولكن 

دون جدوى...حتى ظنت أنها أخطأت التفكير 

بالبحث عنه بالحانات... 


وصلت لأحد الحانات وبدأت تبحث عنه فلم تجده بالداخل...فتنهدت بإرهاق وخرجت وهى تقرر أن تبحث بأماكن أخرى...وهى تنظر ل جرومز بحزن وتقول:هيا جرومز إنه ليس بالداخل... 


وسارت مبتعده عن الحانه إلا أن جرومز أوقفها بزمجره منه...فنظرت له سابين بحاجب معقود 

وهى تقول بتسأل:ماذا هناك؟!.. 


فنظر جرومز للحانه ثم نظر لها مرة أخرى وهو يزمجر من جديد...فقالت له سابين بتشوش:ولكننى بحثت عنه بالداخل ولم أجده... 


فعاد جرومز ليزمجر من جديد فتنهدت سابين وهى تعود للحانه من جديد...فهى تثق بحواس جرومز  أكثر مما تثق بحواسها...


ظلت سابين تبحث عنه ولكنها لم تجده...وكادت تخرج إلا أن قدميها تيبست حين وجدته يجلس 

مع بعض الرجال ويقامر على ما معه من مال...

إلا أنه كان يجلس بأحد الزوايا فلم تستطع هى رؤيته....


تقدمت سابين من طاولتهم وهى تقول بثبات:ثيو أريد التحدث معك...وكادت تسير مبتعده ظنن منها أنه سيتبعها....إلا أنه أجابها بسكر واضح للعيان:لا لن أفعل....


أغمضت سابين عينيها تحاول التسلح ببعض الهدوء...

إلا أنها لم تستطع وهى تعود لتقول بصوت منفعل بعض الشئ...جعل الجميع يصمت وينظر لها بتفاجأ: واللعنه كف عن تصرفاتك الصبيانيه هذه وتحرك معى الأن...


كانت سابين تنظر له نظرات مشتعله وغاضبه...لم يعبأ بها ثيو إلا أنه تنهدت بسأم وهو يستقيم قائلا بضيق: حسنا...حسنا....سأتى معكِ....فقط كفى عن الصراخ... 


وسار أمامها وهو يسير خطوة ويعود الأخرى.... فأمسكت سابين بيده تساعده على السير حتى خرجوا من الحانه....


ثم نظرت ل جرومز قائله بإبتسامه حنونه:أحسنت صغيرى...هيا أتبعنا...وسارت متجهه إلى منزلها وهى تتمسك ب ثيو حتى لا يسقط أرضا...وخلفهم جرومز 


بينما كان ثيو يتحدث بصوت خافت متألم خلال سيرهم قائلا:كيف لكِ أن تحبين أحد غيرى؟!...

كيف سمحت له بإن يوقعك بشباكه؟!... 



ثم توقف وهو ينظر لعينيها ويتلمس وجنتيها بيده قائلا بعينى إمتلأت بالدموع:ما الذى استطاع تقديمه لكِ حتى تفضلينه على حبيبتى ها؟!... 


أغمضت سابين عينيها بحزن وألم على ما تسبب به ثم عادت لتفتحها من جديد وهى تقول بصدق:لقد أحببتك أكثر من أى شخص وبالوقت الذى كرهت به نفسى...كما لن يصل أحد لمثل مكانتك بقلبى ثيو... لهذا أرجوك عد لرشدك فأنت هكذا تمزقنى وتصيب روحى وقلبى بالألم...أترتضى هذا لى...


ختمت سابين حديثها بعينى متألمه لامعه بالبكاء... فاقترب منها ثيو محتضناً إياها وقام بالتربيت على ظهرها بحنان...قائلا بصوت مسكر إلا أنه متألم:أعتذر صغيرتى على ما تسببت به من ألم لقلبك وروحك.... 


ثم ابتعد عنها وأمسك بيدها ووضعها موضع قلبه النابض قائلا:ولكنكى قتلتى هذا يوم أمس...وأنا لا أعلم ما الذى يبقينى على قيد الحياة بعدما رفضتى قلبى....فأنا ظللت أعوام أبحث عنكِ ولم أسمح لأحد غيرك بإمتلاك روحى....والأن لم يعد هناك ما أحارب لأعيش من أجله...


رفعت سابين يدها ومررتها على وجنته بحب أخوى قائله:أنا لا أستطيع رفض قلبك لأنه السبب بوجودى على قيد الحياة...كما أنك تعلم أننى لا أستطيع الابتعاد عنك أو أن أفقدك من جديد....فهذا سيقتلنى لهذا أرجوك فالتكف عن قول هذا....كما أنه يجب أن نعود للمنزل لتستريح...ثم لنا حديث حين تستفيق حسنا... 


أنهت سابين حديثها برجاء متمنيه ألا يعاندها ثيو.... وبالفعل أذعن لها ووافق على طلبها...وعادوا ليكملوا سيرهم من جديد حتى وصلوا لمنزلها...ونظرات الجميع تلاحقهم... 


إلا أن سابين لم تلاحظ ذلك فكان كل اهتمامها منصب على ثيو...ودلفت للمنزل وصعدت به 

لغرفتها وساعدته بالتسطح على الفراش...ودثرته جيدا وبعد تأكدها أنه قد سقط بنوما عميق...

خرجت من الغرفه بهدوء...



هطبت سابين للأسفل فلم تجد أحد بالأسفل فتعجبت من ذلك...وتقدمت من باب المنزل 

وقامت بفتحه لتبحث عن الجميع...فوجدت 

ما جعلها تصاب بالصدمه...



فكل إمرأة تقف مع رجلها يتحدثون وعلامات التوتر والخجل مرتسمه على وجوهن...وهذا جعل سابين تبتسم ل نجاح خطته...التى ظنت أنها ستشجع ليليان على التحدث مع ماثيو...ولكنها نجحت مع الجميع وليس مع ليليان بمفردها...



عادت سابين للداخل وظلت جالسه على أحد المقاعد تفكر بكيف ستساعد ثيو على نسيانها؟!...فما لا يعلمه الجميع أنها متيقنه أن ثيو لا يحبها كما يعتقد...وأن كل ما يشعر به تجاهها مجرد شعور بالإلتزام والحمايه الذى ظل يتبعه منذ تعرف عليها....وهذا الشعور ما أجبره على عدم الوقوع بالحب....ظنن منه أنه بهذا سيخون عهدها...



لهذا هى لم تصدق حين أخبرتها ميلسيا بأنه واقع بحبها....كما أنها من تعمدت إخباره أنها لا تستطيع مبادلته ذلك الحب...وأن قلبها ملك لغيره حتى يتأكد أنها لم ولن تفكر بحبه بمثل هذه الطريقه...إلا أنها لا تعلم كيف تجعله يدرك هذا...



ظلت سابين شارده بحزن على صديقها وشقيقها الذى دائما ما كان يقدمها على ذاته...وهى الأن لا تستطيع تقدم يد العون له....



حتى أخرجها من شرودها ليلى التى قامت بإحتضانها على حين غفله منها....وهذا تسبب بفزعها إلا أنها ابتسمت بحب حين أدركت أنها ليلى الجميله....

وقامت بمبادلتها وهى تشتم رائحتها قائله بصدق:

كم أحب هذه الرائحه العطره....



ابتسمت ليلى بحب وهى تقبل سابين من وجنتيها وتقول:أنا أيضا أحب رائحتك...ابتسمت لها سابين وهى تربت على رأسها بحنان...



فقالت ليلى بتذكر:أتتذكرين تلك الأميرة التى جائتنا منذ يومين؟!...أومأت لها سابين بهدوء قائله:أجل أتذكرها ماذا بها؟!.. 



ردت ليلى قائله:إنها بالخارج وتريد مقابلتك...أومأت لها سابين وهى تقول لها بلطف:حسنا هيا بنا لنحييها.... 



أومأت لها ليلى وهى تركض أمامها...وبينما سابين تسير خلفها بهدوء...حتى توقفت فجأة حين أتت فكره جنونيه بعقلها جعلتها تتوقف عن السير...

وجعلت ابتسامة صادقه وماكره بالوقت ذاته  

ترتسم على شفتيها وهى تقول:ولما لا؟!..



❈-❈-❈



كان ألفين وديفيد وماكس قد استطاعوا تهدأت إستيفان وابعاده كليا عن فكرة سفره ل سابين...

وذلك لمعرفتهم ما قد يحدث لو ذهب إليها إستيفان الذى لن يسألها العودة معه....بل سيجبرها على ذلك وعندها قد يحدث ما لا يحمد عقباه...إلا أنهم لم يخبروه بهذا...



بل أخبروه أن سابين من المحال أن تعطى قلبها  لأحد غيره...كما أنه من المؤكد قد قدمت يد العون لهذا الشاب الذى تحدث عنه رجله...لهذا هو يلتصق بها....



كما أنه لا يصح أن يذهب هو للإتيان بها بعدما قام بطردها من مملكته...



وأخبره ألفين بثقه أنه قد وضع خطة محكمه ليجعلها تأتى هى بمفردها..وحينها يقوم هو بإحتجازها بقصره كما يشاء ولا يسمح لها بالرحيل...



عند هذه النقطه هدأ غضب إستيفان قليلا...بعد أن تيقن أنها أيام قليله تفصله عن عودة ما كان له.... 






كان الرجال الأربعه جالسون بالمكتب يتابعون أعمالهم بتركيز تام....حتى تم طرق باب المكتب فسمح ديفيد للطارق بالدلوف....ولقد كان أدمز 

الذى استلم منذ قليل ثلاث رسائل... 



واحده ل دوغلاس والثانيه ل جوليا...والأخيرة للملك ولقد قام بإرسال الرساله الاولى والثانيه أولا...وجعل رساله الملك الأخير...



ولقد كان يظهر عليه التوتر الشديد...فقد أتت رسالة جديده للملك من المصدر ذاته...والذى يتذكر جيدا انها تسببت بإغضاب الملك وتحطيمه لمكتبه بأكمله... 



ولو كان أدمز يملك القدرة لإخفاء هذه الرساله التى 

لا يعلم محتواها لفعل....ولكنه لا يملك من الأمر شئ 




تنفس أدمز بعمق وهو يتقدم من الملك قائلا بتأدب: سيدى هذه الرساله أتت الأن من أجلك....رفع الملك أنظاره ل أدمز وهو يشير له بالاقتراب...



وأخذ الرساله منه بينما كانت أنظار الجالسون لم تقل عن نظرات أدمز توترا وقلقاً.... 



استقام الملك عن مقعده مبتعدا عن الجميع وهو يقوم بشق رسالته.....وبدأ يقرأها وهو يقف أمام شرفته...ومع استمراره بقرأة ما هو مكتوب بدأت عيناه تتحول ل للون القاتم...وهناك ابتسامة مخيفه ارتسمت على شفتيه...والتى أقل ما يقال عنها أنها ابتسامة ذئب مفترس....حاول أحدهم المساس بما يملكه....



بعد انتهاء استيفان من قرأة الرسالة...لم يثور كما فعل بالمرة السابقه...بل قام بطيها ووضعها على مكتبه بهدوء مخيف.....وهو يستدير خارجا من المكتب بهاله كبيره من الرعب دون قول أى كلمه... أصابت الجميع بالخوف والقلق... 



أسرع ديفيد يحمل الرساله ويقرأ محتوها لمعرفه ما بها...وبعد إنتهائه لم يصدر منه سوى كلمه واحده. اللعنه....


يتبع