-->

الفصل السادس عشر - أنين وابتهاج






الفصل السادس عشر 



يوجد في الحب لذه من الألـ.م والوجـ.ع يتلذذها الجميع رغما عنه، حتى يشعر في النهاية بمذاق 

الحب الحقيقي


 ❈-❈-❈


ولج تامر غرفته حيث تجلس فريدة، وهو يشعر ببر.كان من النير.ان المتأهبة سينفـ.جر في أي وهلة؛ بسبب ما يحدث وحديثه مع عمر الذي لم يتوقعه، بالطبع لن ينفـ.جر ذلك البر.كان الذي بداخله سوى بـفريدة، هي المصب الوحيد له يصب بها كل غضـ.به من دون ذنـ.ب.


لكن تلك المرة تختلف عن كل مرة سابقة، فهو يري تلك المرة أنها هي المُذ.نبة هي الخا.طئة؛ لذا عليها أن تتحمل ما سيحدث بها، يرى أنها هي مَن جعلته يقول لـشقيقه ذلك الحديث.


هو الآن يندم على كل حرف تفوهه أمامه، ويعلم أنه اخطأ لكنه اخطأ بسببها، كان غا.ضب بشدة لا يعلم كيف اردف ذلك لـ عُمر تحديدا، فعلاقته هو وعمر علاقة قوية مبنية على أساس قوى وهو الحب الذي يوجد بينهما ويكنه كل منهما للآخر.


حال ببصره في جميع أرجاء الغرفة يبحث عنها حتى وقع بصره عليها، وهي واقفة أمام المرآه تتطلع لذاتها بنظرات حزينة وأعين ذابلة يوجد بداخلها خيوط حمراء متشابكة توضح امر بكاءها الدائم. 


دار داخل عقله العديد من التساؤلات عن سبب بكاءها وحزنها؟...لمنه فشل في النهاية عن معرفة ما السبب، نفض جميع افكاره التي لم تهمه بشئ، واقترب منها مسرعا بجسد متشنج غا.ضب وملامح وجهه لا تبشر بالخير، مما جعلها تعود بخطواتها عدة خطوات صوب الخلف بخوف وقلق عندما رأته يقترب منها بتلك الطريقة الممـ.يتة وعينيه غاضبتين بوضوح والشرر يتطاير منهما. 


ظلت تعود الى الخلف في كل خطوة يقترب بها نحوها حتى شعرت بذاتها ترتد بقوة في الحائط الذي يوجد خلفها، علمت أن لا محل لها من الهر.وب من ثو.رة غضبه المشتعلة، فتحدثن متسائلة بخفوت وصوت متقطع مدَّعية عدم معرفتها لـسبب غضبه على الرغم من أنها تعلمه جيدا


:- فـ.... في إيه يا تامر مالك جاي عامل كدة ليه؟


أسرع ينهي أي مسافة توجد بينهما، وقبض فوق زراعها بقزة يعتصره، ثم تحدث بصوت غاضب جهوري أمام وجهها جعلها ترتجف بين يديه 


:- في إيه والله يا ملاك أنتِ مش عارفة في إيه، ولا عملتي إيه، ما بلاش استعباط عليا شوية، من امتى يا ست هانم وأنتِ بتطلعي اي حاجة بينا برة لأي حد، ويوم ما تحكي لحد تحكي لـ عمر أخويا أنتِ اتهـ.لتي على الآخر، وجاية في الآخر تقوليلي أنا في إيه وبتمثلي عليا. 


أغمضت عينيها وضغطت فوقهما اثر انفاسه الحا.رة التي تلفح وجهها نتيجة اقترابه الشديد منها، لكنها سرعان ما رمشت باهدابها وفتحت عينيها، وهي تبتلع ريقها الجاف بتوتر، ثم التقطت أنفاسها عدة مرات متتالية بصوت مسموع؛ لعلها تهدِئ من قلقها وتوترها، تجعل ضربات قلبها التي ازدادت تهدأ مرة أخرى، هيأت ذاتها للرد عليه، وردت بغضب وضيق، وهي تتأوه بأ.لم عندما شدد من قبضته فوق زراعها بغضب


:- آه يا تامر دراعي مش قادرة أوعى إيدك، وبعدين أنتَ بتزعق ليه، أنا اشتكيتله عشان تعـ.بت منك، ومن إهمالك ليا، تعـ.بت من طريقتك الجافة معايا، أنا لغاية دلوقتي عاملة بأصلي ومش عاوزة أهـ.د حياتنا اللي مهـ.دودة اصلا بسببك، بس بطلعلك أعذار دايما عشان نعدي، اقول لنفسي استحملي أكيد ميقصدش، أكيد عنده ضغط في الشغل، لكن انا تعـ.بت بجد منك أنتَ طريقتك دي بتد.مرني كل يوم أكتر، تعـ.بت و بحاول مهـ.دش حياتنا أكتر من كدة، مع أنك لو بصيت كويس هتكتشف أنها مهـ.دودة أصلا وأنا بحاول أصلحها، بحاول متنازلش عن حياتنا، واتطلق زي ماما بسرعة، و أهـ.د بيت انا ممكن يبقي في ايدي اصلحه، وارجع أندم وأقول أني اتسرعت في اللي عملته مع أني هرتاح لما أبعد عنك بس أنا بحاول مدمـ.رش علاقتنا المؤ.ذية أوي بالنسبالي، بس كل حاجة بعملها بتشوفها أنتَ عكس كدة ومش عاوز تقدر دة، أنا آسفة أني حاولت اتمسك بحياتنا، وأخلى اخوك الكبير ينصحك، آسفة عشان واقفة جنبك لغاية دلوقتي ومش عاوزة أسيبك، أنا آسفة عشان كل اللي عملته لحياتنا لغاية دلوقتي، شوف أنتَ عاوزني اعمل إيه، وأنا هعملهولك على طول، براحتك خالص يا تامر. 


ترك زراعها الذي كان يقبض فوقه، وشعر بالغضب لكن غضبه تلك المرة يختلف عن المرة السابقة، فكان غضبه تلك المرة بسبب ذاته وأفعاله معها، لم يكن غا.ضب منها مثل كل مرة عندما يتحجج بها..


  وقف يطالعها بعدم رضا وحزن بسبب نفسه هو الذي وصلها إلى تلك المرحلة، يدقق في ملامحها ويرى دموعها التي خانتها تلك المرة، ونزلت فوق وجنتيها جعلت قلبه يزداد اشـ.تعالا وغضبا من افعاله الوخيمة في حقها.


لم يشعر بذاته سوى وهو يحتضنها بشدة، وكأنه سيدخلها بداخله بين ضلوعه، كان يشدد من ضمه لها كأنه يعبر لها عن آسفه وأعترافه بخطأه في حقها تلك المرة بذلك الحضن الدافئ الملئ بالعديد من المشاعر منه نحوها. 


لأول مرة تشعر بالحب والمشاعر في احتضانه لها، دائما كل مرة يكن احتضانه لها بارد جاف وكأنه مجبر على احتضانها، لكن تلك المرة تختلف فاحتضنها حضن حقيقي نابع من داخله.


سار بها وهو لازال يحتضنها حتى وصل نحو اافراش وجلسا سويا وهي لازالت بين يديه، بينما هي استكانت تماما داخل حضنه براحة وفرحة، وكأن ذلك هو ملجأها المخصص لها التي تريد أن تظل به دائما، تشعر أن حزنها منه قد تبخر في ثانية واحدة، وهي بذاتها لا تعلم كيف حدث ذلك؟! 


لكنها من الممكن أن تكن نست أنها أنثى، وستظل دومًا تغفر كل شئ بقلبها الكبير حتى تشعر أنها أصبحت لم تحبه ورصيده نفذ لديها، نعم مَن يحب بصدق يستطع أن يغفر أي شي حتى تنتهي طاقته تماما، ويتبخر حبه عندما يُقابَل ذلك الحب إهمال من الطرف الآخر..


وهي للأسف حتى الآن وبالرغم من كل ما يحدث، لم يتبخر حبها له، وقد نسيا هما الاثنان كل شئ قبل، ظلوا كما هما وكأن كل واحد منهما يحاول أن يجد راحته في ذلك العناق الدافئ الذي جدد العديد. 


_فماذا يحتاج القلب من بعد عناق ذو مشاعر صادقة تمحي أثر أي حزن يوجد من قبل؟...عناق قادر على أن يُجدد جميع الطاقة الداخلية_


بالطبع نعلم جميعنا الاجابة لم يحتاج القلب شئ آخر من بعد ذلك العناق، فهو بالفعل لأول مرة لن يخطئ في فعلته، وعناقه ذلك كان شئ صحيح في وقت تحتاجه، لا تعلم إذا كان لم يفعل ذلك ماذا كانت ستتصرف وقتها؟ 

لكن  ما تعلمه جيدا هو أن أحتضانه وأحتواءه لها كانت تحتاجه بشدة، فقد جدد لها الكثير مما يوجد بداخلها وبداخل قلبها المجر.وح. 


❈-❈-❈



شعر عمر بالصدمة تجتاح جميع خلاياه بعدما استمع إلى حديث نهى الذي يدوي داخل أذنيه حتى الآن، يشعر بالذهول مما يحدث فكيف لها تفعل ذلك الشئ من دون علمه؟!


لم يستطع السيطرة على ذاته وعصبيته بعد ءلك الشئ الذي علمه من نهى، ولكن أيعقل أن هي مَن تخبره بعمل آلاء لدى عدي في شركته بدلا من آلاء ووالدته؟ هل هما أخبأوا عليه شئ هام مثل ذلك؟ شعر بنير.ان مشتـ.علة ومتأهبة بداخله، وقد فاق غضبه أي غضب شعر به من قبل. 


خرج من الغرفة بخطي سريعة غا.ضبة والشرر يتطاير من كلتا عينيه، قد تضاعف غضبه أضعاف متعددة عما كان في السابق بعد حديث تامر معه،  انطلق نحو غرفتها لكنه وجدها فارغة.


أسرع يتوجه نحو أسفل حيث تجلس والدته وأردف يسألها بنبرة غا.ضبة حادة، وجسد متشنج و هو يتمنى في ذلك الوقت أن يمحي عدي نهائيًا من الحياة، هو الآن يشعر بغضب يكفيه لتد.مير عالم بأكمله وكل ما يوجد حوله


:- ماما ممكن أعرف آلاء فين دلوقتي؟ 


بدا التوتر يكسو ملامح وجهها، تشعر بالإرتباك لأول مرة لا تعلم ماذا تقول له وتجيبه على سؤاله، فهو حتى الآن لم يعلم بعمل آلاء في شركة اخرى،  فكيف ستخبره الآن عن ذلك الأمر؟ 


وقف يطالعها ينتظر منها إجابه ولكن عندما طال صمتها، أعاد سؤاله عليها بصرامة وحدة تزداد عن السابق، فتمتمت تجيبه ببرود، وهي تبتلع ريقها بتوتر،  وتدعي ان تمر تلك الليلة على خير 


:-مـ.. ما هو أصل آلاء يعني خرجت شوية وهتيجي متقلقش، أنتَ شوفتها في اوضتها الأول يمكن تكون رجعت ونايمة؟ 


طرحت سؤالها بتوتر مدعية عدم معرفتها، فطالعها هو بطرف عينيه بتهكم وجلس بجانبها فوق الاريكة، عيناه معلقة على الباب وهو يرد على والدته بضيق بعدما أصرت على إخفاء الأمر عنه 


:- ماشي يا ماما براحتك، على العموم أنا عرفت الهانم فين، خلينا قاعدين مستنيينها لما ترجع، أنا كلامي معاها هي الأول، و طبعدها اشوف ازاي يا ماما تخبي أنتِ عليا حاجة مهمة زي دي، اتصلي شوفيها هي فين لغاية دلوقتي الوقت هيتأخر وهي لسة مجاتش، عشان مش هترضى ترد عليا. 


اومأت له برأسها إلى الأمام وتناولت هاتفها مسرعة قامت بالإتصال على آلاء كما طلب منها، لكنها للأسف لم ترد عليها، أعادت إتصالها عدة مرات، لكن جميع محاولاتها المتعددة باءت بالفشل عندما لم ترد آلاء على أي اتصال، وكأنها لم تستمع إلى الهاتف. 


ايتمعت إلى صوت صك أسنان عمر من فرط الغضب الذي شعر به عندما لم ترد آلاء عليها، فشعرت بالتوجس، وتأكدت مائة في المائة أن تلك الليلة لن تمر على خير كما تريد. 


ظلت تدعي ربها في صمت ان تأتي آلاء مسرعة وألا تتأخر اليوم، فهو من الواضح عليه الغضب الشديد،  عيناه تخرج شررا وكأنها ستحـ.رق الجميع، عروقه بارزة بغضب وكأنها ستـ.نفجر مثل انفـ.جاره هو،  كل شئ به يعلن غضبه مما يحدث. 


لا تعلم ماذا سيفعل مع آلاء؟ وماهو رد آلاء عليه؟! لكن ما تعلمه جيدا أنهما سيتشاجرا والأمر لم يمر بسلام كما تريد، فهو لن يصمت وسيـ.نفجر بها،وهي الاخرى لن تصمت وسترد عليه كل كلمة يتفوهها لها، ويزداد الأمر بينهما.. 


❈-❈-❈


في ذلك الوقت 


كانت آلاء لازالت في الشركة لم تنتهي بعد من عملها حتى الآن، ولم تنتبه إلى هاتفها ومكالمات عمتها العديدة لها، تعمل بتر*كيز كبير. 


لم تشعر بأي شئ حولها سوى عندما دلف عدي عليها المكتب الخاص بها، وقطب ما بين جبينه بدهشة ثم تمتم يسأل إياها بهدوء وإهتمام 


:- إيه دة أنتِ لسة مخلصتيش، دة الكل خلص ومشي خلاص حتى أنا كنت ماشي دلوقتي. 


مدت زراعيها إلى الامام بتكاسل وتعب، وقد بدا الإرهاق على وجهها، ثم ردت عليه بصوت خافت 


:- لا لسة مخلصتش، في حاجات كتير أوي انهاردة عاوزة تترجم. 


صمتت لوهلة ثم استردت حديثها مرة أخرى بحرج وهي تضغط فوق شفتها السفلى بحركة لا إرادية منها، لكنها جعلته ينتبه إليها جيدا 


:- ممكن عشان لسة مش متعودة اوي بصىراحة فمش بعرف أخلص بسرعة. 


اعتلى ثغره ابتسامة ماكرة خبيثة أخفاها سريعا عنها، و أردف بهدوء 


:- طب خلاص كفاية كدة انهاردة، و تعالي اوصلك عشان الوقت اتأخر، كملي بكرة لما تيجي. 


ابتسمت بإشراق تبادله ابتسامته، وتحدثت ترد عليه بهدوء، وهي تنهض من فوق مقعدها، تلملم أشياءها بداخل حقيبتها، وتعد ذاتها للذهاب 


:-  شكرا يا عدي، أنا معايا عربيتي هروح بيها. 


تحدث يرد عليها بإصرار يخفي خلفه خبثه ومكره الحقيقي 


:- لا طبعا مينفعش أنتِ بتقولي إيه الوقت اتأخر، عربيتك هخلي حد يروحهالك متقلقيش. 


اومأت له إلى الأمام، وسارت معه بصمت، وهي تبتسم كالبلهاء من إهتمامه الزائد بها هي تحديدًا، الذي يجعلها تفرح.


  جلست بجانبه داخل سيارته الخاصة به، وانطلق بها مسرعا، اوقف السيارة فجأة مما جعلها تقطب ما بين حاجبيها بدهشة، لكن قبل ان تسأله، اردف هو بهدوء 


:- معلش يا آلاء ثانية واحدة هجيب حاجة وجاي. 


اومأت له بصمت ولم تعقب على حديثه، بينما هو ترجل من سيارته و غاب عن عينيها بضع دقائق، ثم عاد مرة أخرى وهو يحمل بعض الاشياء، نحدث بهدوء وحنو، وهو يمد ما في يده نحوها 


:- اتفضلي يا الاء جبت لينا أكل، عشان ميقولوش اني بعذ.بك في الشغل عندي. 


ضحك بعدما أردف حملته فشاركته الضحك بخفوت، وخجل وقد اشتـ.علت وجنتيها من فرط الخجل، وكسا اللون الأحمر لونهم مما زادها جمالا. 


أخذت الطعام من يده وشرعوا يتناولان الطعام الذي جلبه هو، ثم استكمل طريقه كما كان نحو المنزل الخاص بعمر ووصل بها. 


❈-❈-❈



أسرع سامر رئيس الحراسة الخاص بعمر يخبره ما ان راي آلاء التي كانت تركب سيارة عدي، فخرج عمر غا.ضبًا كالأعصار وهو يتوعد لها من فعلتها تلك، خرج وجدها كانت نزلت من السيارة، كانت تتحدث معه بهدوء، وهي تبتسم في وجهه مما جعل غيرته عليها تتضاعف، وقد فقد سيطرته على ذاته نهائيًا 


:- شكرًا يا عدي، بجد شكـ.. 


قطعت جملتها متأوهة بألـ.م، عندما شعرت بذلك الذي يقبض فوق زراعها بقوة شديدة، لكنها لم تريد إظهار وجـ.عها ذلك أمام عدي، وتحدث عمر لـعدي بصرامة وحدة، و هو يصوب نحوه نظرات نا.رية حادة تعكس مدي غضبه المشـ.تعل الذي يشعر به بداخله 


:- يلا يا عدى اتفضل مش وصلتها يلا أنت عارف طريقك كدة كدة. 


قابل عدي كل ذلك الغضب المرتسم فوق وجه عمر، ببرود وملامح مرتخية، ثم ابتسم ابتسامة ماكرة


:- ماشي يا عمر في إيه براحة، آلاء ابقي كلميني بقى عشان نتفق على العربية زي ما قولتلك. 


اومأت له برأسها إلى الأمام بصمت، ولم يسعفها صوتها للرد عليه، فاكتفت بتلك الايماءة، وابتسمت في وجهه ابتسامة باهتة حزينة، وكل ما كان يشغل ذهنها هو عمر ورد فعله، لكنه لم  يمهل لها فرصة أسرع يجرها خلفه من دون أن  ينتظر عدى حتى يذهب بالكاد دور سيارته. 


تمتم بحدة وغضب من بين أسنانه، وهو مازال يجذبها خلفه حتى دلف بها نحو الداخل


:- الهانم المحترمة ماشية على حل شعرها، ولا هاممها حد خالص ورايحة تشتغل من ورايا عند واحد *** زي دة، عربية إيه اللي اتفقتوا عليها إنشاء الله هيكلمك عشانها، وازاي تسمحي لأي حد أنه يوصلك  كدة عادي. 


صدر عنها آنين خافت يدل على وجـ.عها و أردفت ترد عليه بعضب هي الأخرى، وهي تحاول أن تجعله يترك زراعها الذي لازال يقبض فوقه 


:- اوعي ايدك كدة، بعدين أنتَ مالك بيا أصلا، كل واحد فينا حر، من حقه يعمل اللي يعجبه. 


نفض زراعها من بين يديه وتحدث بحدة وصرامة، وهو يتخيل صورتها وابتسامتها مع عدي


:- هو إيه اللي كل واحد حر، أنتِ اتجـ.نتي راجعالي في نص الليل مع واحد زبا.لة وأخلاقه زفـ.ت، وواقفة برة قدام الحراسة تتسـ.هوكي في عربيته ولا  هامك سمعتي ولا زفـ.ت حر اي.. 


قطعت حديثه بغضب، وهي ترفع سبابتها في وجهه، وقد تحشرج صوتها


:- عمر مسمحلكش تقول عليا كدة،  كلمة كمان وهنسى إنك ابن عمتي، أنتَ فاكر نفسك مين عشان تقولي كدة، بعدين أنتَ مالك بـ عدي، متغاظ منه اوي كدة ليه، بلاش غيرة منه بقى، والله دة هو معاه حق أنتَ بتغير منه وأوي كمان. 


مرر يده في خصلات شعره عدة مرات بغضب كاد ان يقتلعهم، وأردف يحدثها بحدة وهو يشعر انه قد فقد السيطرة نهائيًت على ذاته، لو كان احد آخر غيرها هو مَن يقف أمامه في ذلك الوقت كان من الممكن أن يقـ.تله بغضبه العاصف الذي ممكن ان يحـ.رق العالم بأكمله في تلك الوهلة


:- أغير إيه أنتِ هبـ.لة يا بت، ولا جاية تعصـ.بيني يحـ.رق عدي على اللي جابه، أنا مالي وماله، أنا ليا بيكي أنتِ، بتشتغلي عند الز.فت دة ليه، انتي اتهـ.بلتي بجد، ناقصك إيه عشان تشتغلي عند واحد زي دة، مفيش شغل هناك سمعاني. 


تنهدت بغضب، واجايته ببرود بعدما حاولت ان تتمسك ببرودها وقوتها أمامه على الرغم من خوفها من هيئته الغاضبة،  فهي بعمرها لم تراه غا.ضب بتلك الطريقة


:- والله بقى دي حاجة تخصني أنا ملكش دعوة بيا، وياريت تلتزم حدودك معايا بعد كدة، وبلاش تتطفل على حياتي، حياتي بالنسبة ليك أنت بالذات خط احمر مش هقبل اتك تتدخل في اي حاجة تخصني تاني زي ما كنت بتتدخل قبل كدة.  


اردفت حديثها و اولته ظهرها؛ حتى تصعد متوجهة نحو غرفتها تاركة إياه كأنه لم يقف أمامها من الاساس، تريد أن تنهي ذلك الحديث. 


لكنه كان أسرع منها وقام بالقبض على زراعها، يجبر إياها على النظر نحوه وتحدث بحدة 


:- لأ فوقي كويس، الكلام دة تقوليه لما تكوني ملكيش حد مش معايا، ومتنسيش اني المسؤول عنك، يعني أعرف الصغيرة قبل الكبيرة، أعرف القرار قبل ما تفكري فيه حتى فاهمة. 


طالعته بنظرات غاضبة بشدة، وقد فاض بها الامر، وفقدت السيطرة على ذاتها، ردت على حديثه بضيق وحدة صارمة


:- لأ مش من حقك أي حاجة، حقك على نفسك وعلى أخواتك مش عليا أنا،  خلاص يا بابا زمان كنت هبـ.لة وبسمع كلامك لكن دلوقتي لأ، دلوقتي أنا حرة اعمل اللي يعجبني ملكش فيه، وأنا أصلا قاعدة هنا عشان عمتو مش عشانك، أنتَ بس اللي بتحب تعيش دور المسـ.يطر كدة في كل حاجة مش أكتر، بطل تمثل أنك خا.يف عليا. 


صاح بأسمها عاليا مما جعلها تنتفض أثر صوتهالمرتفع الغاضب، وأردف بحدة وهو يضغط على كل كلمة بتفوهها 


:- قسما بربي كلمة كمان وهفقد سيطرتي على اي حاجة، وهتشوفي مني وش عمره ما هيعجبك نهائي، هعرفك بقا المسيـ.طر و المتحـ.كم اللي بجد.


صمت لوهلة ثم استرد حديثه مرة أخرى بجدية، من دون أن يمهلها أي فرصة للرد عليه 


:- آخر كلام في الحوار دة، عشان أنا شايف أنه خد اكتر من حجمه، شغل عند الز.فت دة لأ، عاوزة تشتغلي فعلا يبفى تشتغلي في شركة خالي الله يرحمه، أو عندي غير كدة لأ، مش عاوز كلام كتير اللي أقوله يتنفذ. 


تدخلت سناء وأردفت بتوتر، فهي كانت تحاول مرارا وتكرارا تهدئتهما لكنها فشلت بسبب عنادهما 


:- خلاص بقى يا عمر براحة الكلام مش كدة، وأنتِ يا الاء قولت اهدي مش معقول كدة، اتفاهموا مع بعض بس براحة من غير كل الزعيق دة، البيت كله بيتفرج عليكم اقعدوا اتكلموا مع بعض بهدوء. 


عقدت آلاء زراعيها امام صدرها، ونحدثت  بغضب وعنـ.اد وإصرار 


:- والله يا عمتو أنا قولت اللي عندي، ودة اخر كلام، أنا مش عاوزة اتكلم معاه أصلا، هو ملوش دعوة بيا نهائي بعد كدة. 


اردفت جملتها وأسرعت تصعد نحو غرفتها تاركة إياه، وهي تزفر بضيق عدة مرات، كان سيلحق بها مسرعا، لكن قامت سناء بمسك زراعه توقفه، وتحدثت بتعقل وهدوء وهي تتمنى أن تنجح في إطفاء نيـر.ان غضبه المشتـ.علة 


:- عمر براحة عليها عشان خاطرى، أنتَ عارف آلاء مش هتيجي بالطريقة دي، خليك هادي معاها. 


نفض زراعه من بين يديها، وأردف يرد عليها بغضب ممـ.يت ، وغيرة تعمـ.يه وتنهش في قلبه 


:- براحة إيه وهدوء إيه، دة أنا هكسـ.رلها دماغها دي، عدى مين اللي عمالة تتسهوك معاه، وتتكلم عنه كدة، ورايحة تشتغل عنده وهي مش فاهمة حاجة، والله ما هسيبها تروح تاني، اقعدي أنتِ مش وافقتي تخـ.بي عليا من الأول، اوعي أنتِ يا ماما دلوقتي. 


صعد خلفها بغضب ازداد أثر حديثها الذي تفوهت به أسفل، ظل يتوعد لها بضيق وحدة، هو قد وصل لأعلى ذروة في غضبه، وحان الآن موعد انفجاره بها،  لن يتحكم في ذاته مرة أخرى. 


جاءت آلاء تغلق باب غرفتها خلفها، لكنها لم تستطع أن تغلقه عندما وجدته يضع يده فوق الباب يمنعها من غلقه، يطالعها بعينيه التي ازدادت غضب واشتـ.عال.


تقسم أنها ترى نير.ان تخرج من عينيه ذو لونهما الجذاب الذي تعشقهما،  نير.ان متأ.هبة تطفئ وتخفي زُرقة عينيه،  لكنها لم تدم طويلا في أفكاؤها، فاقت من دوامتها عندما استمعت إلى صوته الخشن يخترق اذنيها بحدة وغضب، لكن غضبه ذلك لم يعي شئ عن غضبه الداخلي، لازال يتذكر صورتها مع عدي وهي تبتسم له، وتتحدث معه بلطف لم تذهب عن ذهنه


:- آلاء شوفي عشان أنا حرفيا على أخري مش ناقص هـ.بل، أنا مضغوط من كل حتة مش قادر بجد، الواد المتخـ.لف دة ملكيش دعوة بيه،  ومفيش شغل عنده، ولا هـ.باب على دماغك سمعاني. 


وقفت قبالته بتحدي وضيق، ووضعت يدها فوق خصرها، ثم تحدثت هي الأخري بكبرياء وبرود وهي مقررة ألا تسمح له يفرض رأيه عليها مرة أخرى


:- عمر لو سمحت متتدخلش  في حياتي تاني، كل واحد وله حياته ملكش دعوة، أنا بطلت اتدخل في حياتك يبقي أنتَ كمان متتدخلش في حياتي، بعدين يعني إيه مفيش شغل، إيه هتلغي شخصيتي خالص كمان ولا إيه ماهو دة اللي ناقص، بعدين دة حلم بابا واستحالة محققهوش، أما هشتغل واعمل كيان لنفسي. 


ضغط على أسنانه بقوة شديدة، وقد انتفخت اوداجه غضبا، قبض فوق يديه بغضب ثم تحدث مغمغما بإسمها بغضب وهو يضغط فوق كل حرف يتفوهه، وهو لازال حتى الآن يحاول أن يسيطر غضبه 


:- الاء شوفي عشان قسما بالله انا جبت أخري وماسك نفسي عنك بالعافية، عاوزة تتدخلي في حياتي مقولتش لا قبل كدة ليكي دة اتدخلي براحتك اولًا، ثانيًا بقى أنا اتدخل في حياتك براحتي طول مانا شايفك بتعملي حاجة غلط، ثالثا والأهم من دة كله أنا قولت مفيش شغل عنده هو بالذات، لكن مش مفيش شغل خالص، اشتغلي براحتك بس مش عنده يا آلاء كلامي واضح. 


ضحكت يسخرية شديدة بعدما انتهى من حديثه مما زاد من غضبه أضعاف مضاعفة، هل يظن أنها لازالت حمقاء حتى تستمع إلى حديثه وتفعله مثلما كانت تفعل سابقًا؟! عقبت مضيفة على حديثه بتهكم ساخرا 

 

:- ورابعا بقا يا أستاذ أنا مش هشتغل غير عند عدي في شركته، ثم إن حياتك خلاص مبقتش تهمني مش عاوزة اتدخل ولا أعرف عنها حاجة. 


أسرع يقترب منها في لمح البصر يقطع المسافة التي توجد بينهما، وهو يشعر بجـ.مرات من النيـ.ران المشـ.تعلة تزداد اشـ.تعالا بداخل عقله الذي فقد السيطرة عليه وعلى وشك الإنـ.فجار، قبض فوق زراعها بغضب وقوة حيث انها شعرت ان قبضته كالقبضة الحديديه ليس هو مَن يقبض عليها، تشعر أن زراعها سينفـ.صل عن جسدها، وتحدث هو بغيرة مشـ.تعلة تعمـ.يه عن أي شئ


:- هو إيه اللي مش هشتغل غير عنده، ليه إنشاء الله ناقصك إيه ست هانم وهو هيكمله عشان مش عاوزة تشتغلي غير عنده. 


تمصلت بين يديه في محاولة منه لجعله ترك زراعها إلا انها فشلت، فتحدثت ترد عليه بعنـ.اد وهي تطالعه بتحدي وقوة 


:- أظن ان دي حاجة متخصكش، وبطل كلامك دة وتلميحاتك السخيفة، أنا مش ناقصني حاجة وهو هيكملها لأ انا حابة اشتغل هناك، وبعدين أنتَ مالك أنا حرة اشتغل عند اللي اشتغله.


صمتت لوهلة تلتقط أنفاسها بصوت مرتفع، وصدرها يعلو ويهبط بعنف، ثم استردت حديثها مجددا بنفس النبرة المتحدية الغاضبة


:-بص يا عمر مع إنك ملكش حق في إنك تتدخل في أي حاجة تخصني أصلا، بس هقولك أخر كلام عندي، هو اشتغل في الشركة بتاعت عدي اكبر شركة منافسة ليك، او أسافر عند ياسين اخويا استقر هناك، ومش هرجع مصر تاني، أنا عاوزة الاقي حياتي بعيد عنك وعن اي حاجة تاني، وهلاقيها هي وراحتي في المكانين دول بس. 


اغمض عينيه بتعب حقيقي يشعر به بداخله، لأول مرة لا يعلم ماذا يفعل؟! لكنه تلك المرة لن يتنازل، كل ما سيطر على عقله في تلك الوهلة هو فكرة عملها مع عدي، همس بغضب أمام وجهها كفحيح الأفعى مما جعلها تغمض عينيها، اثر اقترابه وهمسه لها بانفاسه التي تلفح وجهها 


:- شغل عند عدي لأ، ومش هسمح بكدة واتقي شـ.ري يا آلاء أنتِ حرة في اختياراتك الباقية واللي هتعمايه لكن شغل عنده لأ، عاوزة تسافري اتفضلي.

 

كان يتحدث ببطء وغضب شديد منعه من التفكير في حديثه الذي تفوه به للتو وعواقبه، لكنه لم يبالي ولم يهتم لأي شئ، بل أنهى جملته وتركها يوليها ظهره ثم سار متوجه صوب الخارج، يشعر أنه سينفجر لذلك عجل بالهر.وب من أمامها؛ حتى لا ينفجر بها؛ لذلك قرر الانسحاب الآن من أمامها.


 لكنها بالطبع لم تر الأمر مثله، فهي قد رأت انسحابه في ذلك الوقت يعني انه لن يعد يحبها مثل قبل وتخلى عنها، وقد تأكد كل شئ بداخلها نحو افكارها عن عدم حبه لها، وتأكدت من انها بالفعل اتخذبواهم خطوة في حياتها وهي الإبتعاد عنه وعن حبه المسيطر علي قلبها. 


 قد وصلت إليها اجابته عن سؤالها؛ لذلك قررت أن تسافر وترحل تاركة البلد بأكملها، قررت أن تبدأ من جديد كما كانت مقررة، لا تعلم هل ما تفعله صحيح أم لا خطأ؟ 

لكنها قد فسرت انسحابه خطا عن عمد؛ حتي تريح عقلها، وتنهي حر.ب قلبها المعارضة لقرارات عقلها، تريد أم تجعل قلبها يخضع لما تريد فعله وألا يتمرد مرة أخرى. 


_ولكن كيف لقلبها ألا يتمرد وهي التمرد بذاته؟! 

تطلب شئ لا بحدث، وهي سبب وجوده!!_


يُتبع