-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 26 - 4 - الخميس 14/11/2024

  

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل السادس والعشرون

4

تم النشر الخميس

14/11/2024

❈-❈-❈

توقفت" رضوى" عن محاولة الابتعاد، ونظرت إليه بعيونها التي تلمع بالدهشة، وقد تملكها إحساس مزيج من القرب والخجل، شعور بأنها مأسورة بأمان معه، رغم محاولاتها المستميتة للحفاظ على توازنها: 


أبتعدت بخجل، تلملم خصلاتها بعشوائية، ومازالت تحت تأثير كلماته، يا الله من عدة شهور كانت تتمني وتحلم بنظرة واحدة منه، الآن يغازلها صراحةً، هي تحلُم أليسَ كذالكَ، قالت بنبرة مرحة 


"طيب… يمكن أقول لك المرة الجاية، لو هتبقى مؤدب كده فعلًا..... بعد أذنك بقا هدخل ألبس ". 


هرولت من أمامه سريعًا تتحرر من حصارهِ المُهلك لقلب ضعيف أمام نظرة واحدة منه، اذًا ماذا بـ غزلٍ....وبعد دقائق خرجت بعد أن أنتهت.....أرتدت بيجامة شتوية ناعمة، مريحة، لونها أزرق غامق يعكس هدوء الأجواء الباردة. القماش مخملي، ناعم كالحرير على البشرة، يلتف حول جسدها برقة، بينما الأكمام الطويلة تتناسب تمامًا مع الأجواء الباردة، فتغطي معصميها وتترك أطراف يديها باردة قليلاً..... 


مع سروال من نفس اللون والخامة،ينسدل  برشاقة حول قدميها،تحركت بخفة  تجلس أمام المرآة بحركات بطيئة وهادئة، تحيط وجهها بأيدٍ دافئة، بينما مرطب البشرة ينزلق برفق على جلدها


. كانت أناملها تتنقل بين الزجاجات المختلفة، تغمرها لمسات هادئة، فيما خصلات شعرها تتساقط بحرية حول وجههاوفي الجهة المقابلة، كان" مراد" مستلقيًا على السرير، وقد لاحظت أنه غيّر ملابسهُ، جسده مرتاح والغطاء مائلًا حوله بشكل عشوائي. أصابع يده تتحرك على الهاتف برتابة، كما لو كان غارقًا في شيء بعيد عن عالمها. ابتسامته الخفيفة، التي بدأت تظهر على شفتيه، كانت تدل على شيء غير عادي، شيء أضحكه لكنه لا يريد أن يظهره.


لاحظت الابتسامة المفاجئة على وجهه، رفعت حاجبها بفضول، ثم جعلت عينيها تركزان عليه أكثر. شعرت بنوع من الحيرة، وحاولت أن تفسر السبب الذي يجعله يبتسم بهذه الطريقة. تحركت من مكانها بخفة، قريبة منه، ووجهها يعكس الفضول والدهشة. كان قلبها ينبض بشكل أسرع عندما اقتربت أكثر، بينما كانت تتحرك بتردد قليل...، أستلقت إلي جانبهُ تسأله بنبرة فضولية: 


_"بتتفرج على إيه كده؟ ضحكني معاك."


وجهها أظهر فضولًا صريحًا، وعينيها الواسعتان تابعتاه عن كثب. شعرت بأن هناك شيء مثير في الفيديو الذي يراه، لكن في نفس الوقت، هي لم تكن متأكدة إذا كانت تريد أن تعرف التفاصيل


"مراد" الذي كان يعرف تمامًا أنه يملك انتباهها الآن، أذًا هو يمتلك الفرصة الآن لإثارة إستفزازها، حقًا مظهرها يرضيه عندما تكون متضايقة، وتكاد تنفجر غيظًا منه، أرخى جسده قليلاً، ورفع حاجبه الأيسر وكأن لديه سرًا يريد إخفاءه، ابتسم ابتسامة صغيرة لا يمكن تجاهلها. أجاب بصوت غير عادي، يختلط فيه الاستمتاع بالاستفزاز: 


_"فيديو كده لبنت كانت بترقص زي الهبلة، بيضحكني موت."


ابتسمت بشكل عفوي، ولا تدري بأن جملة أطرش بالزفة، ستنطبق عليها بعد قليل، ملامحها كانت تُظهر نوعًا من الاستفهام والحيرة. قلبها قفز في صدرها، ولكنها حاولت أن تخفي ذلك. ومع ذلك، رغم أنها حاولت إخفاء مشاعرها، لم تستطع منع نفسها من التفكير في الفيديو تسأله مرة أخري: 


_"وريني كده، يمكن أضحك أنا كمان."


خطوت خطوة للأمام، وكأن فضولها غلب عليها، وفي عيونها مزيج من التحدي والخجل. كانت تحاول إخفاء شعورها بالحرج، لكن لا يمكن إنكار أن قلبها كان يزحمها بالتساؤلات. أخذت الهاتف منه بلطف، لكنه كان يراقبها عن كثب. كان وجهه مشبعًا بالسخرية الخفيفة.


_"خُدي."

أمسكت بالهاتف، وعينها تسير على الشاشة ببطء، بينما دق قلبها بتسارع. رأتها... كانت هي نفسها، في الفيديو. وعيونها بدأت تتسع في مفاجأة وهلع. كانت ترقص، ساقاها تتمايلان بشكل غير متناسق، والابتسامة على وجهها كانت مليئة بالجنون والتهور... حركاتها عشوائية ومُضحكة حقًا، أشتعلَ وجهها خجلاً، وأحراجًا، كيف له أن فعلت هذه الحركات الغبية أمامه، تبًا لقد رآها ترقص بهذه الطريقة وكأنها كأن فضائي.... 


_"مُراد... أنت صورته إمتى ده؟"


قالتها بنبرة مُحرجة محاولًة إخفاء خجلها بضحكة مكتومة، ثم أضافت: 


_"بليز، أمسحه، دي فضيحة!"


وجهها تحول إلى اللون الوردي، وكان خجلها يسيطر عليها. أصوات قلبها كانت تعلو، نظرت إلى "مُراد" بعينيها اللامعتين، لكنها شعرت بالضعف أمامه، ووجهها كان يحمل مزيجًا من الحرج والقلق.


كان يراقبها، ومع ابتسامته الخفيفة كان يشعر بلذة ذلك الموقف. كل كلمة قالها كان يراقب أثرها في عينيها وحركاتها، أجابها بعناد وأستفزار: 


_"تؤتؤ، عاجبني بصراحة. كفاية أنه بيضحكني."


عيناه تألقا بخفة، وهو يراها تحاول إخفاء إحراجها، لكن لم يكن لديه أي نية للمساعدة. سخر من ضعفها، وأصاب قلبها شعور من الدوار الذي اختلط بشيء من التوتر، ترجته وكأنه يمتلك سر خطير عنها: 


"بلاش رخامة وأمسحه بقى، يلهوي! أنا كنت كده إزاي؟ ده شبه الهبلة فعلاً... ثواني كده، أنت قولت إني هبلة صح؟"


نبرتها كانت مليئة بالغضب الممزوج بخجل أكبر، ووجهها كانت ملامحه مشوشة قليلاً. هي كانت تحاول التمسك بكرامتها، لكن الخجل جعلها تظهر ضعيفة في نظره، وهو فقط يزيد الطين بلة بابتسامته الساخرة، "مُراد" الذي كان يستمتع بذلك الجدل الصغير، أجاب وهو يراقب كل حركة على وجهها:


"أنتِ اللي لسه قايلة كده على نفسك."


ضحكت بخفة، لكنها كانت تحاول أن تُخفي عينيها التي كانت تشتعل بالحرج. صوتها كان متوترًا قليلًا عندما قالت، وهي تبعد بيدها:


"لا وأنت قولت عليا هبلة... أمسحه يا مُراد علشان خاطري، كانت ليلة سودة."


أطلق تنهيدة قصيرة قبل أن يجيب، ابتسم بسخرية وهو يسترجع تلك اللحظة. كان يقصد استفزازها، وهو يدرك جيدًا رد فعلها حيال ذالك: 


"كانت سودة فعلاً، كُنتِ سكرانة طينة مشاء الله عليكِ...سيبتك بس عشر دقايق أجي الاقكِ عالبار". 


أبعدت عينيها تمنع أبتسامتها، قائلة بغيظ: 


"متفكرنيش بقا، بلاش أحرج... علشان خاطري بليز، أمسحه... ده أنا كنت أوڤر أوي، أي اللي أنا كنت بعمله ده؟"


كان يبتسم بخبث،وهو يسرد عليها ما كانت تفعله بتلكَ الليلة المشؤمة: 


"كُله كُوم، وإنك كُنتِ مصممة تقلعيني هدومي كوم تاني... هما شربوكِ مشروب تحرش ولا إي؟ كنت خايف على نفسي منك بصراحة."


ضحكت بصوتٍ عالم لم تسطع كتم ضحكتها، طريقته الدرامية بالحديث أضحكتها بحق، ضربته علي كتفهِ بخفة، تقول: 


"أستظرف، أستظرف، هتمسحه يعني هتمسحه، ومش بمزاجك، بالعافية كمان."


ابتسم ابتسامة ماكرة، وهو يراقبها عن كثب، وكأن هذه هي اللحظة التي طالما انتظرها: 


"همسحه بس بشرط يا قُطة."


نظرته كانت مليئة بالتحدي، وكانت مشاعره واضحة على وجهه، زفرت بغيظ تقول بنفاذ صبرٍ،باتت تتأكد أنه لا يفعل شئ دون أن يحصد من خلفهِ منفعة له، رجل أعمال عن حق: 


"شرط أي ده كمان؟ أنت كل حاجة عندك بشروط، مبتعملش حاجة لوجه الله كده."


"تؤتؤ، هتسمعي الشرط ولا لأ؟ "


حاولت أن تُظهر عدم اكتراث، ولكن كان في عينيها شيء من التوتر. هي التي كانت تحاول أن تتحكم في ردود أفعالها، كانت تبحث عن الحل، لأزالة هذه الكارثة التي يحتفظ بها، بحقٍ مظهرها كان مغزي، ومضحك، أنها فضيحة لها: 


"أتفضل."


اقترب منها بابتسامة واسعة، وهو يراقب كل تفصيل في وجهها بعناية، وقد أبعد الهاتف قليلاً، وأنزلقت أنامله تعبث بخصلاتها بترويٍ: 


"لو عايزاني أمسحه... تقُومي تقلدي نفسك في الفيديو ده دلوقتي، بنفس الطريقة."


عبسَ وجهها بغيظ، نظرت له بنظرات نارية، رمقته بنظرة غاضبة، ثم أستدارت تعتدل في جلستها تستعد للنوم قائلة بلا مُبالاة، مجنون هو، أيريد أن يجعلها تقلد نفس ما فعلته في ذاك اليوم.... 


_"تصبح على خير يا حبيبي.". 


_"طفلة طفلة يعني! ". 


بعد أن كانت قد والت له ظهرها أستعدادًا للنوم، التفتت له مرة أُخري تقول بعبث بينما تنظر له بعيونها الناعسة: 


_" أي رأيك أقولك علي سر خطير؟ ". 


أبتسم بفضول: 


_" سر؟ سر أي ده؟ ". 


رفعت نفسها تقترب منهُ أكثر حتى باتت قريبة منه لا يفصل بينهم سوي أنشات صغيرة، تهمسُ بدلال أنثوي فتاك، تعرف جيدًا تأثيرها الطاغي عليه، وتلعب بعبث علي هذه النقطة: 


_" الحساب الوهمي إللي كان بيبعتلك رسايل كل شوية، أنا صحبتُه،وأنا اللي كُنت ببعت... الطفلة إللي مُش عجباك كانت ملففاك حولين نفسك، دلوقتي وقبل كده كمان ". 


رأت معالم الصدمة ترتسمُ علي وجهه أبتسمت بأنتصار، مُقبلة وجنتيهِ بشقاوة قائلة: 


_" تصبح على خير ياقلب الطفلة". 



الصفحة التالية