الفصل الرابع عشر - أريد انثى
الفصل الرابع عشر
فتحت عينيها ببطئ عندما شعرت بوخز خفيف في ذراعها، و ما كان هذا الا تلك الابره الطبيه التي كان يضعها الطبيب في يدها لتساعدها علي الأستيقاظ، نظرت حولها فوجدت ساره تجلس بجانبها و يبدو علي ملامحها القلق الشديد، و خالتها تقف بجانب منيره و يظهر على ملامحهم الحزن الشديد
هتف الطبيب بعمليه:
"خير يا جماعه متقلقوش هي الظاهر مكلتش و ده إتسبب في هبوط مش أكتر، ياريت بس تهتموا بأكلها شويه علشان جسمها محتاج يتقوى"
هتفت رحمه وهي تشعر براحه بعد إخبارهم الطبيب ان هدي بخير:
"طب الحمدلله متشكرين جدا يا دكتور"
إبتسم الطبيب وهتف بإحترام:
"العفو علي ايه ده شغلي، عن إذنكوا ربنا يطمنكوا عليها"
ثم تركهم و خرج وجد سالم الذي كان ينتظره بالخارج و يبدو علي ملامحه القلق أيضا، ألتلك الدرجه أصبح وحش بالنسبه لها، عندما رأته لم تتحمل وفقدت وعيها لماذا أصبح هكذا في نظرها، هو أتي فقط ليأخذ والدته مثلما اوصلها لان قدمها تؤلمها اليوم و بالرغم من ذلك أتت لتري رحمه
رفع نظره للطبيب و هتف بتساؤل:
"خير يا دكتور فيه أيه"
هتف الطبيب و أخبره كما أخبرهم بالداخل، ثم تركه و رحل ظل سالم مكانه وهو يفكر في كل ما حدث يكفي كل هذا الضغط تجاه تلك المسكينه التي بالداخل، فهو أنتقم منها و أخذ بثأره عندما جعلها ترتعب خوفا منه هكذا، يكفي لقد تعلمت الدرس و لن تفعل ذلك مره أخري بالتأكيد سيتركها وشأنها، هو لم يكن حقير لتلك الدرجه في يوم ما حتي يجعل الفتاه ترتعب هكذا
تحرك للداخل و طرق علي باب الغرفه حتي يخبرهم بأنه يريد الدخول لها
خرجت رحمه و وجدته فهتفت بحنان:
" تعالي يا حبيبي خش "
دخل سالم و نظر لها يبدو علي ملامحها الارهاق الشديد، فهتف بنبره هادئه:
"حمدالله على سلامتك يا أنسه هدي"
نظرت له هدي بتوتر و ظهر هذا علي ملامحها جيدا بالنسبه له، أما ساره فنظرت له بغضب شديد جعلته يرفع حاجبه لها بإستنكار
هتفت رحمه بود:
"مش عارفه أشكرك إذاي يا معلم سالم ربنا يكرمك علي وقفتك جنبا دي"
هتف سالم بإبتسامة هادئه:
" لا شكر علي واجب يا خالتي، و بعدين أيه معلم دي انا ذي أبنك برضوا ولا أيه؟
هتفت رحمه بحنان شديد:
"ربنا يكرمك يا أبني والله انا دايما بشكر فيكم، فعلا تربيه منيره و الحاج رجب مرحوش في الهواء"
إبتسم لها سالم بود، ثم حول نظره لهدي و كأنه يطمئنها بعينيه بأنه لن يفعل شئ لها بعد الأن، و لكن كأن عقلها يرفض فكره انه سيتركها وشأنها هكذا ببساطه
سمعوا صوت رنين جرس الباب، فذهبت رحمه و فتحت وجدت عمرو الذي أتي ليطمئن عليهم، و لكنه تفاجئ عندما أخبرته رحمه بأن هدي فقدت وعيها و أحضروا لها الطبيب
ركض الي الغرفه وذهب لهدي و هتف بقلق:
"مالك يا حبيبتي ايه اللي تعبك؟
إبتسمت له هدي بإرهاق وهي تشعر بلإطمئنان لوجود عمرو بجانبها الأن:
" الحمدلله أنا كويسه متقلقش"
حول نظره لرحمه بعتاب:
"ليه يا خالتي متصلتيش بيا"
هتفت رحمه بتبرير:
" والله يا ابني أعصابي مكانتش فيا، و بعدين ربنا يباركله سالم وقف جنبنا و طلب الدكتور
نظر عمرو لسالم و هتف بنبره شكر:
" متشكرين جدا لحضرتك تعبناك معانا"
إبتسم له سالم بمجامله و هتف:
"مفيش شكر علي حاجه، كل اللي في الحاره بعتبرهم أهلي"
هتفت منيره لهدي:
"يلا يا حبيبتي ريحي شويه كده عقبال ما نجبلك الاكل"
هتفت هدي بإرهاق:
"لا يا طنط مش عاوزه أكل، انا عاوزه انام بس"
شهقت منيره بإستنكار:
" لا طبعا مينفعش انتي مشوفتيش الدكتور قال ايه، قال لازم تتغذي كويس هروح انا و رحمه نعملك شويه شوربه خضار تسندك "
ظهر الإشمئزاز علي وجهه هدي:
" يااااع شوربه خضار لا"
هتف سالم ببعض الضيق فهي تتدلل وهي مريضه:
" مفيش حاجه اسمها لا، فيه أنك تاكلي أي حاجة مفيده ليكي علشان متتعبيش وإلا الدكتور هيكتبلك بعد كده علي حقن"
إمتعض وجهه هدي و هتفت:
"مش عاوزه حقن"
إقترب عمرو و همس في إذنها:
"لو كالتي شوربه الخضار كلها هجبلك شنطه حلويات ليكي لوحدك"
نظرت له هدي بشك، فأخرج من جيب بنطاله شوكولاته و أعطاها لها في السر و كأنها أحد الاشياء المخدره، و هتف بنفس الهمس:
"ده عربون أهو علشان تتأكدي"
إبتسمت هدي بسعاده كطفله و هتفت:
"خلاص يا خالتوا هشرب شوربه"
هتفت ساره بفضول:
"هو قالك ايه ها قالك ايه؟
إبتسم عمرو هتف:
" ملكيش دعوه يا بت انتي ده سر بيني و بينها يلا هوينا بقي"
تربعت ساره علي الفراش و هتفت بحزم:
"مش متحركه من جنبها"
هتفت رحمه بضحك:
"تلاقي عمرو قال هيجبلها حاجه، علشان كده وافقت علطول"
ظهرت إبتسامه خفيفه علي وجه سالم وهتف بصوت وصل لسمع هدي و ساره:
" طفله أوي"
نظرت له كلا من ساره و هدي بغضب و لكنه لم يعيرهم أي إهتمام و هتف بنبره هادئه:
" طب عن إذنكوا علشان ورايا شغل، الف سلامة عليكي مره تانيه"
ثم تركهم و ذهب تحت نظرات هدي المتوتره، فهو ذهب بهدوء مثلما أتي لماذا أتي من الأساس!
حولت نظرها للغرفه فوجدت أن خالتها و منيره ذهبوا لإعداد الطعام لها، نظرت لساره و عمرو فوجدتهم يتبادلون النظرات بينهم، عمرو ينظر لساره بمشاكسه ويلاعب حاجبيه وهي تنظر له بخجل
هتفت هدي بخنق:
"يا ابني ثبت حواجبك عيب كده احترمني يا عم بقي راعوا مشاعري يا بشر"
نظر لها عمرو بإستنكار ثم حول نظره لساره مره أخري و لاعب حاجبيه
هتفت ساره بخجل:
" بس بقي يا عمرو "
رفعت هدي جانب شفتيها بإستنكار:
" مكسوفه من ايه بذمتك ايه الكسوف في ان هو بيلاعب حواجبه، ده انتي تقطعي علاقتك بيه أحسن"
هتف عمرو بإستنكار:
"متخليكي محضر خير يا هدي الله، ده بدل ما تحنني قلبها عليا، يا ابو قلب حجر حن علي حبيبك القمر"
نظرت له هدي بإستنكار:
"قمر بالستر يا حبيبي"
وقفت ساره و ركضت للخارج بخجل، نظر عمرو لهدي بغيظ:
"طب مفيش حاجه حلوه"
هتفت هدي مسرعه:
" ليه بس يا عمرو ده أنت حبييي حتي"
نظر لها عمرو و إبتسم بخبث:
"هتجوزهاني"
نظرت له هدي وهتفت بعد تفكير:
" بص هحاول اقنعهالك، بس هوينا من هنا و اندها ليا و لو وافقت هاخد اول دور في التورته"
إبتسم عمرو و هتف بحماس:
" هديكي التورته كلها بس أقنعيها "
ثم تركها و خرج يبحث عن ساره فوجدها تجلس علي الاريكه فهتف بمشاكسه:
"هدي عاوزاك جوه يا جميل"
نظرت له ساره بخجل و تركته و ذهبت للداخل عند هدي، جلست بجانبها علي الفراش و هتفت بشك:
" هدي هو انتي ليه اغم عليكي اول ما شوفتي سالم هو عملك حاجه تاني"
هتفت هدي بكذب وهي تبعد عينيها عنها:
"لا ابدا مش انتي شوفتي الدكتور" قال ايه تعبانه بس مش اكتر و محتاجه تغذيه"
أومأت لها ساره و لكن بداخل عقلها لم تقنتع هي لا تريد التدخل في حياتها و لكنها تخشي عليها كثيرا، فهدي بريئه جدا و نقيه يسهل السيطره عليها من اقل شئ هي لا تريد أن يستغلها احد
أنتبهت علي دي هدي التي وضعت علي يدها حتي تجذب انتباهها:
" يا ساره يا بنتي بنادي عليكي "
نظرت لها ساره و هتفت:
" خير يا حبيبتي "
هتفت هدي بمشاكسه:
"عمرو بيسلم عليكي"
أخفضت ساره رأسها بخجل و هتفت:
" يا سلام ما هو شايفني من بدري "
إبتسمت هدي و هتفت ببعض الجديه:
" بصي يا ساره انتي و عمرو غالين عليا و انا مش بفضل حد عن التاني انتوا الاتنين تستاهلوا بعض فعلا، عمرو إنسان كويس و لو لفيتي الدنيا كلها مش هتلاقي ذيه أبدا، انتي فيه حاجه معينه مخلياكي متردده؟
هتفت ساره بإرتباك:
"مش عارفه يا هدي أنا عمري ما فكرت في مره أن عمرو ممكن يبقي بيحبني او يعني يطلب انه يتجوزني، انا مش متردده من شخصيه يا عمرو انا عارفه عمرو يا هدي من و انا صغيره مش من يومين ولا حتي سنه، لا دول سنين بس..
ثم صمتت و هتفت بتوتر:
" خايفه مطلعش بحبه ذي ما بيحبني، او معرفش أحبه مش عاوزه اكسر قلبه و أظمله معايا "
" بس أنا عمري ما هظلم نفسي معاكي "
نظرت خلفها فوجدت عمرو يستند علي باب الغرفه، تحرك للداخل قليلا و هتف:
"بصي يا ساره انا مش بقولك لازم تجوزيني او لو متجوزتنيش معاملتي هتتغير و الكلام ده، بس أنا عاوز حياتي تكمل معاكي أنتي انا مروحتش قولت لمامتك علشان متضغطش عليكي، هدي بس هي اللي عارفه و ده لان إحنا التلاته متعودين من و إحنا صغيرين مش بنخبي علي بعض حاجه"
أخذ أنفاسه وهو يحاول أن يتحكم في مشاعره و ألا يخبرها كم هو يعشقها و مغرم بها، فلأن يجب أن يأخذوا خطوه في تلك العلاقه و لكن هذا إن أرادت هي و وافقت عليه
إبتسمت له ساره و هتفت بخفوت:
" أنا موافقه يا عمرو "
إبتسم عمرو ثم لم تمر دقيقه و كان يصرخ وهو يهتف بأسم رحمه عاليا:
"خااالتي يا خااالتي وافقت يا خالتي"
أتت رحمه و منيره مسرعين من المطبخ، هتفت رحمه بقلق:
"ايه في ايه هدي حصلها حاجه"
هتف عمرو وهو يتراقص امامها بفرحه:
"بنتك وافقت يا رحرح"
هتفت رحمه بتعجب:
"وافقت على أيه!
هتف عمرو وما زال يفعل تلك الحركات الغريبه وهو يقفز من هنا لهنا:
" وافقت انها تجوزني يا رحرح، ساره هتجوزني أنا "
أطلقت منيره الزغاريط العاليه بفرحه، أما رحمه نظرت لساره و كأنها تسألها بعينيها فإبتسمت لها ساره و هزت رأسها بموافقه، جعلت رحمه تبتسم أيضا و تطلق الزغاريط العاليه بفرحه
❈-❈-❈
عادت منيره إلي منزلها و الابتسامه ترتسم علي وجهها بسعاده و كأن من تتزوج الان هي إبنتها و ليست إبنه جارتها، كانت تستند علي سالم الذي ما زال لا يفهم سر تلك الإبتسامه
هتف رجب بتساؤل:
"مالك يا منيره فرحانه كده ليه؟
جلست منيره بجانب خالد و هتفت:
" أسكت يا رجب ده انا فرحانه اوي النهارده "
هتف خالد بتعجب ايضا من والدته:
"فرحينا معاكي طيب"
هتفت بسعاده:
"ساره بنت رحمه اتخطبت النهارده"
رفع سالم حاجبه بتعجب من حديثت والدته:
"نعم أتخطبت إذاي يعني!
هتفت منيره بإستنكار:
" هو ايه اللي اتخطبت إذاي اتخطبت ذي باقي البنات، الواد عمرو ابن عم هدي طلب ايدها و هما وافقوا "
إبتسم رجب وهتف:
"ربنا يتتمها علي خير إنشاءالله"
هتفت منيره وهي تأمن علي دعائه:
"يارب يا أخويا و أدعي للبت هدي لأحسن كانت تعبانه النهارده اوي، حتي أسأل سالم"
نظر رجب و هتف بحده:
" وسالم ايه داخله بالموضوع و ايه اللي وداه هناك اصلا، إحنا مش قولنا ملكش دعوه بيها ولا هو جر شكل و خلاص"
هتف سالم بتبرير:
" يا بابا حضرتك عارف ماما رجليها النهارده تعباها، و بالرغم من ده مستنتش و صممت انها تنزل فكنت رايح اجيبها، و انا هناك هدي تعبت و طلبت ليها دكتور"
هتف خالد وهو يضع يده أسفل ذقنه بسخريه:
"هيييح يا حنين"
نظر له سالم بحده، و لكنه عاد نظره لوالده عندما وجده يتحدث بغضب:
" و أنتي مطلبتنيش ليه من خالد يا منيره و أنتي عارفه اللي فيها؟
هتفت منيره بتبرير:
"يا حاج مكنتش أقصد و خالد كان في شغله، و بعدين مش هما المره اللي فاتت قالوا أتصافوا"
هتف رجب بحده وهو يضرب بعصاه:
"حتي لو يا منيره منجبش المياه جنب البنزين تاني، و انتي عارفه ابنك بيحدف طوب و مبيهمهوش و البنت مش نقصاه"
هتف سالم بسخريه:
"هو أنا هاكلها يعني يا حاج موضوع و عدى ذيه ذي أي موضوع"
تحدث رجب بحزم:
"خلاصته ملكش دعوه بأي حاجه تخص البنت و انتي يا منيره لما تبقي معاها متطلبيش منه حاجه"
هتف خالد وهو يقف:
"طب هسيب القعده اللطيفه دي و اطلع الشقه علشان زمان العمال جايين"
حركت منيره فمها بحركه شعبيه:
" يا فرحتي يا اخويا بتوضب الشقه علشان تقعد فيها لوحدك، اما دخلت عليا حتي بعروسه لعبه، دايما تاعبين قلبي معاكوا يا ولاد أبو الخير"
هتف خالد وهو يبتسم بهدوء:
" كله في وقته يا أمي"
ثم تركها و صعد للأعلي و لكن قبل أن يصعد للشقه، ذهب الي شقته القديمه و قام برن جرس الباب
ففتحت له أماني و إبتسمت بسعاده:
"خالد تعالى خش"
نظر لها خالد بسخريه فلأن اصبحت تهتم بملابسها و مظهرها حتي تعود له و لكنه يعلم حتي اذا فعلها و عاد لها مره اخري ستعود كما كانت،لا يهم الأن فهو أتي ليأخذ طفلته التي تركتها والدته ل أماني و هتفت بأن أماني والدتها و يحق لها رؤيتها و لو قليلا
هتف ببرود:
" هاتي مريم يلا "
رسمت ملامح الحزن علي وجهها:
"هو انت مش ناوي تسامحني بقي"
هتف خالد بحده:
" أسامحك علي أيه يا أماني هو انتي حرقتي القميص بتاعي بالمكوه، أنتي دمرتي حياتنا و بيتنا بسبب عمايلك، علي العموم الموضوع ده بالنسبالي أتقفل هاتي البنت "
هتفت أماني بحقد:
"أجبلك بنتي علشان الست هانم زمانها جايه صح، و لازم تبقي انت و بنتي موجودين علشان ترضي عليكو"
دفعها خالد و دخل إلي غرفه الطفله و أخذها ثم صعد للأعلي بعيدا عن ثرثره أماني
وضع مريم علي الأريكه بجانبه و وضع لها ألعابها الخاصه، ثم مسك هاتفه في إنتظار منار
❈-❈-❈
بعد قليل سمع صوت أصوات عاليه يأتي من الأسفل، ثم تحول الشجار إلي صوت صرخه عاليه و صمت بعدها ذلك الضجيج
فتح باب منزله و ركض للأسفل فوجد منار موجوده أسفل الدرج، تفترش الارض و تمسك بذراعها و تصرخ بقوه منه...
يتبع