-->

الفصل الخامس عشر - أريد أنثى





الفصل الخامس عشر

 نظر خالد بدهشة لما يراه و لكنه لم ينتظر طويلا و ركض للأسفل عند منار و حاول حملها، و لكنها صرخت بقوه من ألم ذراعها 


نظر حوله ماذا سيفعل؟ 


هتف أحد العمال الذي أتي معها: 


"مش هينفع نحركها كده يا باشا، إحنا نطلب الإسعاف أحسن" 


أخرج خالد هاتفه بتوتر شديد حتي أن الهاتف كاد أن يسقط منه، ثم طلب الاسعاف علي الفور


نظر للأعلي من مكان سقوطها ثم نظر لصديقتها التي تجلس بجانبها وهي تبكي:


" هو ايه اللي حصل وقعت إذاي؟ 


كانت ستتحدث الفتاه، و لكن قاطعتها منيره و هتفت:


" أماني هي اللي زقتها يا خالد" 


نظر خالد بغضب للأعلي، ثم هتف لوالدته: 


"امي مريم في الشقه فوق اطلعي هاتيها علشان متبقاش لوحدها" 


صعدت منيره للأعلي، بعد دقائق قليله أتت الإسعاف و حملت منار و ذهبوا سريعا إلي المشفى، و كان يتبعهم خالد بسيارته و معه سالم 


❈-❈-❈


وصلوا الي المشفي

دخلت منار الي غرفه الطوارئ و كان خالد يقف بالخارج و كاد أن يقتله القلق، هتف سالم وهو يربت هلي كتفه: 


"أهدي يا خالد انشاء الله خير متتعبش أعصابك" 


هتف خالد بندم شديد: 


"أنا السبب أنا السبب في كل ده، لا و أيه كنت عاوز أتجوزها" 


هتف سالم بدهشة و تساؤل:


" أيه تجوزها؟ 


أومأ خالد برأسه: 


"كنت عاوز أتجوزها علشان مريم أتعلقت بيها، و كمان هي كويسه اوي بس هي هي رفضت كأنها كانت حاسه باللي ممكن يحصلها" 


ربت سالم علي كتفه ليواسيه ثم هتف:


" احنا لازم نتصل بأهلها "


هتف خالد بعدم معرفة: 


"معرفش حد فيهم غير مامتها و مش معايا رقمها، و كمان شنطتها هناك في البيت عندنا" 


هتف سالم: 


"يا خالد منار دي تبقي قريبه هدي، أنا هكلم امي تكلمهم يجو علي هنا و يبقوا يبلغوه مامتها" 


هز خالد رأسه بالموافقه علي حديث شقيقه ، ذهب سالم و هاتف والدته و أخبرها ماذا تفعل 


بعد قليل خرج الطبيب من غرفه الطوارئ 


ركض إليه خالد و هتف بقلق شديد:


" خير يا دكتور"


هتف الطبيب بهدوء: 


"خير يا أستاذ هو بس حصل كسر شديد في دراعها، وهو ده اللي سبب الألم الشديد لان واضح انها وقعت عليه بقوه، و فيه تورم خفيف فيه بس الحمدلله احنا هنجبسه و إنشاءالله ميحصلش حاجه" 


أومأ له خالد و شكره، ثم طرق باب الغرفه و دخل لها وجدها مسطحه علي الفرش و تلك الجبيره الموجودة علي يدها 


هتف بخفوت:


" حمدالله على سلامتك "


تحدثت بصوت منخفض بسبب إرهاقها الشديد:


" الله يسلمك شكرا لحضرتك "


ثم أغمضت عينيها بإرهاق و تذكرت ما حدث


كانت تصعد الدرج مع العمال و صديقتها كالعاده حتي ينتهوا من عملهم، وصلوا الي دور الذي يوجد فيه منزل خالد السابق، ففتحت أماني باب المنزل و هتفت بسخريه: 


"يا أهلا أهلا بالست هانم، أكبر خطافه رجاله فيكي يا حاره" 


نظرت لها صديقه منار و هتفت بغضب: 


"ما تحترمي نفسك يا ست أنتي أيه قله الادب دي" 


هتفت أماني بردح:


" قله أدب أيه يا عمري لمي نفسك يا حبيبتي، و بعدين انا بكلم خطافه الرجاله اللي جنبك اللي عماله تلعب بعقل الراجل علشان يتجوزها، و يجيب مرات اب لبنتي"


هتفت منار بحده:


" أنتي تحترمي نفسك و أنتي بتتكلمي عني، الحركات دي يعملها أمثالك يا حبيبتي انا لو عاوزه اتجوز خالد في ثانيه واحده هتلاقيني بتزف عليه قدامك، بس كله بمزاجي أنا فاهمه"


شعرت أماني بالحقد الشديد منها فأخذت تدفعها بقوه، حاولت صديقه منار بإبعادها و لكن قد فات الاوان و قد قامت اماني بدفع منار من علي الدرج التي صرخت بقوه من اثر إصتدامها بلأرض


عادت من شرودها عندما جلس خالد علي مقعد و أخفض رأسه بأسف شديد و هتف: 


"أنا عارف أن كلمه أسف مش هتعمل حاجه، بس أوعدك أن هجبلك حقك منها بالحبس و ده يبقي الأسف بتاعي" 


هتفت منار بخفوت: 


"مينفعش يا أستاذ خالد دي مهما كان أم بنتك، حقي أنا هعرف أجيبه بس مش لدرجه أنك تحبسها" 


هتف خالد بعدما تنهد بحزن: 


"كان عندك حق لما رفضتيني، أنتي كده فعلا هتشتري نفسك" 


هتفت منار بهدوء: 


"أستاذ خالد موضوع الجواز مكنش ليه علاقه بالحصل، أنا أقدر أقف للست دي و كل حاجه اما بالنسبة لجوازنا اظن حضرتك عرفت أسبابي أيه" 


كان سيجيب عليها خالد، و لكنه سمع صوت فتح باب الغرفه، ثم تبعه دخول والدته وهي تحمل ابنته و معها رحمه و هدي و ساره و في الأخير تبعهم سالم و معه عمرو الذي لم يتعرف عليه خالد حتي الأن


هتفت رحمه وهي تقترب من منار بقلق:


" مالك يا حبيبتي ألف سلامة عليكي، أيه اللي حصلك؟ 


هتفت منار بإبتسامة بسيطه: 


"أنا الحمدلله كويسه يا خالتي، دي حاجه بسيطه" 


اقتربت منها هدي و قبلت رأسها: 


"حمدالله على سلامتك يا منار" 


إبتسمت منار:


" الله يسلمك يا هدي"


هتفت ساره بشك وهي تضيق عينيها: 


"أنتي بتتخانقي من ورايا يا بت يا منار مكنش العشم" 


هتف سالم بسخريه:


" أي حاجة راشقه فيها و خلاص"


نظرت له ساره بغضب، فبادلها النظرات ببرود شديد 


فتحدث عمرو بمرح:


" شايلينك لعوزه يا كبير و بعدين هو ايه الموضوع معاكوا النهارده، الصبح الست هدي تتعب و دلوقتي منار هانم ايه انتوا بتسلموا لبعض"


إبتسمت منار و هتفت:


" معلش إستحمل بقي "


هتف عمرو بحنق: 


"ما أنا مستحمل اهو، فوقولي بس كده علشان اخطب النحس اللي جنبي ده مش كده يا جدعان والله" 


ضحك علي الجميع علي مرحه، و نظرت له ساره بغيظ منه


أخذت الصغيره تتحرك في يد منيره بغضب وهي تمد يديها في إتجاه منار لتحملها و لكن منار كانت مسطحه علي الفراش فلم تستطيع أخذها، بدأت الصغيره بالبكاء فأخذها خالد و حاول تهدئتها و لكن رفضت و ظلت يدها بإتجاه منار 


رفعت منار يدها السليمه و هتفت بإبتسامه: 


"خلاص هاتها هتفضل تعيط " 


رفض خالد و هتف:


" أنتي تعبانه مينفعش مش هتقدري تشليها "


طلبت منار من هدي ان تساعدها في الجلوس بإعتدال علي الفراش، ساعدتها هدي علي الجلوس و رفعت يدها السليمه لتأخذ الصغيره من خالد، الذي تنهد بيأس من صغيرته التي لم تتوقف عن البكاء بين يديه، و تلك الفتاه العنيده التي تأبي أن تنصت لحديثه


أعطي لها الصغيره ببطئ فقامت الصغيرة بالتشبت بمنار بقوه و صمتت عن البكاء و نظرت لها ببرأه، إبتسمت منيره و هتفت: 


"مريم صعب جدا انها تسكت مع أي حد مش بيقدر يسكتها غير سالم و خالد، و دلوقتي أنتي يبقي كده هي حبتك بقي" 


ثم نظرت لخالد و كأنها تخبره بأن منار هي المناسبة له، و لكنه إبتسم بسخريه و حرك رأسه بنفي جعل منيره تجعد ملامح بعدم رضا 


كل هذا و هدي تقف مبتعده عن سالم و لم تجرأ علي رفع عينيها عليه و كأنه سيقتلها أن فعلت ذلك، هتفت منيره وهي تنظر لهدي: 


"عامله ايه دلوقتي يا حبيبتي طمنيني" 


إبتسمت لها هدي و هتفت: 


"كويسه الحمدلله يا خالتي" 


هتف خالد بتعجب: 


"بصراحه اخر حاجه كنت اتوقعها انكوا تطلعوا قرايب" 


هتفت منيره: 


"الحبايب أهم اتجمعوا و عرفنا يا سيدي، معلش يا منار والله الحاج رجب كان هيجي بس هو بعافيه شويه قالي اول ما تخرجي هيجي يزورك" 


هتفت منار بود: 


"خليه مرتاح كفايه سؤاله" 


ثم نظرت بحزن لرحمه:


" هي ماما مجتش ليه؟ 


هتفت رحمه بتذكر:


" يوووه يقطعني يا بنتي من خضتي عليكي مكلمتهاش "


هتفت هدي بهدوء: 


"هروح أكلمها أنا" 


ثم تركتهم و خرجت للخارج هاتفت عمتها و أخبرتها ما حدث، إلتفتت لتعود لهم فوجدته أمامها يبتسم بهدوء: 


"أنتي بتهربي مني كأني عفريت ليه" 


إرتبكت هدي بشده و أخذت عينيها تجول في كل مكان بعيدا عن عينيه، ثم هتفت بصوت مرتبك:


" ممكن تبعد لو سمحت"


مسح سالم علي وجهه بضيق من خوفها منه:


" هدي أنا مش هاكلك بطلي خوف مني شويه "


نظرت له هدي بتوتر: 


"طب أنت عاوز أيه؟ 


إبتسم سالم و تحدث بلهجه هادئه: 


" انا عاوزك متخافيش مني انا مش ممكن أذيكي مهما حصل حطي ده في دماغك يا هدي، و تاني حاجه كنت عاوز أقولك أني بعفيكي من العقاب"


إبتسمت هدي و هتفت بفرحه:


" بجد"


هز رأسه بتأكيد و علي وجهه إبتسامة بسيطة: 


"أيوه بجد خلاص مش عاوزك توشفيلي عروسه" 


إبتسمت هدي و هتفت:


" أيوه كده أنت صح مراتك أكيد متستحقش ده"


إختفت إبتسامه سالم و هتف بتعجب: 


"مين قالك أني عملت كده علشان خاطر مراتي! 


هتفت هدي بتساؤل: 


" أومال علشان مين؟ 


هتف سالم مسرعا:


" علشانك أنتي، علشان مش عاوز أشوف نظره عنيكي و أنتي بتبصيلي كأني وحش واقف قدامك، موضوعي أنا و ليلي منتهي و من زمان كمان يعني كده كده أنا هتجوز بس لما ألاقي البنت المناسبه الاول "


اومأت له هدي بصمت فهي لن تتدخل في حياته و تجبره أن لا يتزوج مره أخري علي زوجته، حسنا يكفي الان أنه سيبتعد عنها و لن يضرها او يضايقها مره أخري 


حمحم سالم و حك عنقه من الخلف بتوتر وهتف مندفعا: 


"هدي هو أنتي ممكن تقبلي أنك تبقي زوجه تانيه؟ 


رفعت هدي رأسها بدهشه وهتفت: 


" مستحيل طبعا"


هتف سالم بتساؤل: 


"ليه إنشاءالله" 


تحدثت هدي ببعض الغضب: 


"علشان انا مش وحشه ولا حربايه علشان اخد واحد من مراته مهما كانت المشاكل ما بينهم، ذي ما أنا مقبلش في يوم انه يحصلي كده مبقلش علي غيري" 


تحدث سالم ببعض الغضب:


"طب و أنا ذنبي أيه ذنبي أيه أني أتجوزت واحده مش بحبها؟ 

أبويا هو اللي غصبني و حياتنا من وقتها ملهاش طعم، ظلمت نفسي و عيشت مع واحده حتي مش بتحترمني و بأقل موقف فرجت عليا الشارع، يعني هو انا مش من حقي اتجوز البنت اللي انا عاوزها و اللي قلبي يختارها" 


شعرت هدي بالحزن لأجله كثيرا فهتفت بخفوت: 


"طب هو أنت محولتش تكلم معاها و تبتدوا حياه جديده مع بعض" 


تحدث سالم وهو يبتسم بألم: 


"هو فيه راجل يقبل أنه يبتدي حياه جديده مع واحده مش عاوزه تخلف منه؟ 


أندهشت هدي أكثر و هتفت بتبرير:


" طب مسألتهاش، يعني مثلا يمكن تكون شايفه انك مش بتحبها علشان كده خايفه تخلف منك"


خرجت من سالم ضحكات ساخره ثم نظر لها و هتف:


" ياريتها كانت قالت كده يمكن ساعتها فعلا كنت ممكن ابتدي حياه جديده معاها، بس هي قالت كده علشان شايفه ان الحمل و الرضاعه و التربيه ده شئ متخلف، و انها مش هتبوظ جسمها علشان كده "


حمحت هدي بحرج فهو لديه كامل الحق فيما يقوله، ولكن هي أيضا لن تكون زوجة ثانيه 


اما سالم فحزن بشده فهدي مازالت تراه شخص أناني، مثلما يراه الجميع بأنه الأناني الذي سيترك زوجته و يتزوج بأخري، لا أحد يستمع له لا أحد يقف بجانبه و كأنه هو المذنب في حقها 


هتفت هدي بهدوء: 


"ربنا يهديها و كمان يمك.. 


قاطع حديثها عندما وجدت يدها تسحب بعنف من شخص اخر، نظرت خلفها فوجدت عمتها التي تنظر لها بغضب و تمسك ذراعها بقوه: 


" الله الله الشيخه هدي واقفه هنا بتتمايص و مفهمانا انها البت الطيبه الهبله "


هتفت هدي بدهشه:


" ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده يا عمتي! 


هتف سالم بحده: 


"أحترمي نفسك يا ست أنتي، ايه الهبل ده هو إحنا لو عاوزين نتمايص ذي ما بتقولي هتبقي في المستشفى قصاد الناس، لا و كمان اهلها موجودين" 


هتفت هدي وهي علي وشك البكاء: 


"يا عمتي والله مفيش حاجه من اللي في دماغك دي حصلت" 


جذبتها هناء من يدها بعنف و صارت بها الي الغرفه و كان سالم يتبعها، وهو يحدثها بغضب أن تترك هدى 


دخلت الغرفه بإندفاع وهتفت بصوت عالي غاضب وهي توجه حديثها لرحمه: 


"تعالى شوفي يا ست رحمه ست البنات اللي بتحلفي بيها بلأدب و الأخلاق، واقفه بره بتتمايص مع كبير الحاره يعني مش كفايه انها عقربه لا و كمان عاوزه تاخد الراجل من مراته" 


جذبت رحمه يد هدي من هناء، و هتفت بغضب شديد: 


"ايه الكلام ده يا هناء ما تلمي نفسك انتي أتجننتي" 


هتف سالم بغضب و قدر برزت عروق عنقه بسبب غضبه الشديد الذي يظهر علي وجهه بوضوح: 


"وربنا لولا انك واحده ست لكان زماني دافنك مكانك" 


هتفت ساره بغضب و ردح في نفس الوقت:


" ما تلمي نفسك يا وليه أنتي، مين دي اللي بتتمايص"


هتفت هناء بحقد وهي تري دفاعهم عن هدي:


" اومال ست البنات كانت واقفه بره بتعمل ايه"


هتفت هدي بشهقات: 


"والله العظيم انا كنت بره علشان اكلمك وبعدين بعد ما خلصت، استاذ سالم كان بيتكلم معايا عادي والله مفيش حاجه وحشه حصلت" 


هتف عمرو بحده: 


"عمتي خلصنا ملكيش دعوه بهدي تاني، كفايه اوي اللي بيحصل من زمان و إحنا ساكتين" 


هجمت هناء علي هدي بحقد و جذبتها من خمارها، و لكن أتي سالم في لحظه و جذب هدي خلف ظهره بدفاع، و دفع هناء من يدها بعيدا عنها 


وقفت منيره و رحمه لهناء، فهتفت منيره بغضب:


" والله العظيم إيدك تتمد عليها مره تانيه و انا اللي هقطعهالك، و ما هتقعدي في الحاره ثانيه واحده "


كل هذا و منار كانت تبكي بقهر مما تفعله والدتها فهي لم تهتم لها، و لكنها أتت لتتشاجر مع ابنه خالها هدي، تلك المسكينه التي تبكي بخوف في أحضان ساره وهي تنظر لهناء و كأنها وحش سينقض عليها 


هتفت هناء بحقد: 


"البت دي تتنازل ليا عن ارض ابويا اللي هي واخداها و ساعتها مش هتشوف وشي، بس لو رفضت وربنا لهفضحها في الشارع و خلي اللي يسوي و ميسواش يتكلم عليها" 


هتف عمرو بدفاع: 


"دي أرض هدي و من حقها، عمي الله يرحمه كتبها ليها قبل ما يموت من و هي صغيره" 


تحدثت هناء و الشر يتطاير من عينيها: 


"و الارض دي عمك جبها منين مش من ابويا يبقي الارض دي حقي" 


تحدثت منار اخير و هتفت بدفاع:


" دي أرض هدي يا ماما ذي ما جدي زمان اداكي ارض ادي لخالي الله يرحمه ارض، اداها لمين انشاء الله حتي يكون ولع فيها دي بتاعته و انتي ملكيش دعوه بيها"


هتفت هناء:


" بقيتي معاهم ضدي يا بنت بطني، بنت محمد سحرتلك معاهم"


ثم هتفت بحقد و كأن تلك الراقده بالفراش ليست أبنتها: 


"من النهارده انتي لا بنتي ولا أعرفك، و البيت رجللك متعتبهوش تاني و حاجتك هبعتهالك عند حبايبك اللي بدافعي عنهم" 


ثم نظرت لهم بكره و تركتهم و ذهبت، لم تتأثر منار من حديثها فهذا ما اعتادت عليه منذ صغرها، لم تتفاجئ بأنها قامت بطردها من المنزل فقد تفعل أي شئ بسبب جحودها


ربتت منيره علي كتفها بحنان: 


"معلش يا بنتي ربنا يصبرك محدش بيختار أهله، و انتي مش وحيده ابدا" 


هتف عمرو بإبتسامه هادئه: 


"وحيده اذاي يعني اومال احنا روحنا فين يا خالتي، ما احنا اهلها برضوا ولا أيه" 


إبتسمت له منار بإمتنان 


أما هدي فكانت تجلس في أحضان ساره بعدما هدئت من بكائها، رفعت نظرها فوجدت سالم ينظر لها بأسف شديد و عينيه تعتذر لها، ظهرت إبتسامه جميله علي شفتيه و كأنه يطمئنها، فبادلته الأبتسامه بأخري هادئه


كانت منيره تتابع كل هذا وهي تبتسم بسعاده


❈-❈-❈

بعد مرور شهر كامل علي تلك الأحداث 


مر شهر على تلك الأحداث و حدث به الكثير من الأشياء، أيام بعضها كان جميل للبعض و حزينه للأخر


عند ساره و عمرو تمت الخطبه بعد خروج منار من المشفي بأسبوعين، و كانت تحت فرحه الجميع و حضرت عائله أبو الخير بأجمعها الخطبه بالطبع ماعدا أماني و ليلي، التي كانت تود ان تذهب و بشده و لكن سالم رفض فهو يعلم انها تريد الذهاب لتضايق هدي لا أكثر 


كان عمرو يكاد يقفز قلبه من شده الفرحه فأميرته وافقت أخيرا علي أن تشاركه حياته، حمد الله كثيرا انا أصبحت له


أما ساره كانت متوتره في البدايه ولكنها بدأت تشعر بالفرحه شديده و أيضا بدأت مشاعر تتكون بداخلها لعمرو، فمن تجد رجل يحبها هكذا ولا تقع في عشقه 


اما عند منار و خالد، أنتقلت منار لتمكث مع هدي و خالتها في المنزل معهم بالرغم من إعتراضها و كانت تريد أن تقوم بتأجير منزل لها، و لكن رفضت رحمه و هدي رافضا قاطعا و أصروا أن تكون معهم، ظلت الشهر الماضي في المنزل و لم تذهب لعملها حتي تشفي تماما، ولأول مره تعلم معني كلمه العائله الحقيقيه بينهم فالحياه هنا دافئه، ليست بارده وقاسيه مثلما كانت مع والدتها 


أما عند خالد فكانت حياته ممله كالعاده، يذهب لعمله باكرا ثم يعود الي منزله ليقضي يومه مع أبنته ثم يستيقظ و يفعل روتينه اليومي، ترك منزله الذي كان يقوم بتجهيزه بسبب مرض منار فهو قرر انه لن يكمل تجهيزه سوي بعد شفائها، لم يتحدث مع أماني فيما حدث لمنار و تركها حتي الأن مما جعلها تقلق بشده فهي تعلم ان خلف هذا الصمت عاصفه قادمه


هدي التي بدأت تتابع علاجها مع ممدوح بإهتمام شديد و هذا عاد عليها بالنفع علي شخصيتها، التي أصبحت أكثر ثقه و أصبحت لا تصمت اذا ضايقها أحد، و ما جعل حياتها تسير بهدوء هو انها لم تعد تري سالم منذ خطبه ساره و لم يعترض لها، بالرغم من انه طمئنها في اخر حديث بينهم و لكنها مازالت تخشاه


سالم حياته لم تختلف عن حياه شقيقه، ممله أيضا من العمل ثم لمنزل والديه الذي اصبح يسكن به مثل شقيقه و يترك منزله الذي بلأعلي مع ليلي


❈-❈-❈


في عصر يوم الثلاثاء 


عاد سالم من عمله الي منزل والديه، فوجدهم يجلسون في غرفه الصالون، القي التحيه وتحدث معهم بعده مواضيع مختلفه حتي قال ببعض التوتر:


" بصوا بقي انا بصراحه يعني قررت اني خلاص هتجوز ولاقيت البنت اللي انا عاوزها"


إبتسمت منيره بفرحه و هتفت: 


"بجد يا سالم مين ها مين؟ 


إبتسم سالم علي حماس والدته و هتف: 


" هدي يا أمي عاوز أتجوز هدي"


لم تتمهل منيره و أطلقت الكثير من الزغاريط بفرحه شديده، و أخذت تهتف بفرحه و سعاده: 


"مبروك يا حبيبي الف الف مبروك، شوفت مش قولتلك هدي هي اللي هتنفعك وهي دي اللي هتبقي مرات ابني و ام حفيدي" 


ثم أطلقت الكثير من الزغاريط مره أخري و كأنه يتزوج للمره الاولي


هتف رجب وهو يضحك علي تصرفات زوجته: 


"يا وليه أستني بس جوزتي البت و حملتيها و ولدت كمان، إحنا لسه معرفناش رأيها أيه" 


هتفت منيره بإستنكار:


" ليه وهي هتلاقي ذي أبني فين إنشاءالله، و بعدين لا البت هدي مش هترفض هي بتحبني و هتوافق "


هتف رجب بسخريه: 


"يا سلام بتحبك و هتوافق، وهي هتجوزك أنتي ولا أبنك، أعقلي يا منيره و متضغطيش علي البت" 


هتفت منيره و كأنها متأكده:


" لا إنشاءالله هتوافق ولا أيه؟ 

و لو رفضت هقنعها براحه "


ضحك سالم و هتف و كأنه يقول أحد النكت الكوميديه:


" لا ما هي كده كده هترفض، فأنتي لازم تحضري كلمتين من دلوقتي علشان لما تبقي تقنعيها"


هتف رجب بتعجب: 


"وهي هترفض ليه يا ابني" 


حك سالم عنقه بحرج وهتف: 


"أصل بصراحه فتحتها في الموضوع بطريقه غير مباشرة يعني وهي رفضت؛ علشان بتقول انها مش عاوزه تبقي زوجه تانيه مهما كانت الظروف" 


هز رجب رأسه بتفهم و هتف:


" معلوم البت عندها حق، ومحدش يقدر يغلطها"


هتفت منيره: 


"ايوه بس لازم تعرف ان هي اللي هتبقي في حياتك يعني انت مخلي ليلي علي ذمتك علشان هي من لحمك و دمك و كمان هي مطلبتش الطلاق، بس كده يعني تعتبر انك متجوزها انت بس" 


حرك سالم رأسه بيأس:


" مش هتقتنع برضوا يا أمي هي رافضه الفكره جدا يا أمي "


ربتت منيره علي كتفه وهتفت بثقه: 


"وحياتك عندي ما هتجوز غيرها" 


قبلها سالم من وجنتها وسقف بحماس: 


"حلاوتك يا موني يا عسل" 


إبتسمت منيره بسعاده فأخيرا دخلت الفرحه لمنزلهم، ثم أطلقت زغاريط مره أخري و كان هذا أثناء دخول خالد المنزل الذي أبتسم بتعجب: 


"خير فيه أيه؟ 


هتفت منيره بفرحه شديده:


" أخوك عاوز يتجوز هدي"


نظر خالد لسالم و هتف بمرح: 


"الله الله ايه ده هو لا محبه الا بعد عداوه ولا أيه" 


ثم غمز له بمرح، فأبتسم سالم وهتف:


" مفيش حاجه جيباني ورا غير قرك ده، لما تبقي توافق الاول يا فقر ابقي احسد براحتك "


نظر خالد لمنيره و هتف بمشاكسه: 


"مفيش حاجه تصعب علي الكبير بتاعنا طبعا" 


هتفت منيره:


" طبعا اومال، المهم بس اخوك اهو وربنا رزقه و انت بقي ايه نظامك"


هتف خالد بخفوت: 


"والله انا اتمني بس يعني" 


قاطعته منيره و تتفت بخبث:


" منار صح "


هز خالد رأسه وهو يبتسم: 


"ايوه بالظبط كده" 


هتفت منيره بحماس: 


"طب خلاص هي برضوا هطلبها ليك" 


هتف خالد بحرج و كأن مشهد سالم سيعاد مره أخري: 


"لا ما هي كده كده هترفض، فأنتي ظبطي نفسك علشان تعرفي تقنعيها كويس" 


نظر سالم لوالديه الذين ينظرون لهم بسخريه، ثم نظر لخالد و ضحك بشده علي قدرهم الذي أوقعهم في فتاتان عنيدتان بشده..


يُتبع..