-->

الفصل العشرون - أريد أنثى

 




الفصل العشرون


هتفت منار بدهشه: 


"هو قالك هيتجوز! 


هتفت هدي بهدوء:


" لا بس هو بيقولي انه عاوز يجهز شقته الجديده "


ضحكت منار و هتفت: 


"عارفه انا الداخله دي، حصلت معايا في الاول" 


تحدثت ساره: 


"طب قولي بس قالك أيه، اصل مستحيل يتجوز كده علطول كلنا شايفين هو بيبقي عامل اذاي لما بتبقي موجوده" 


هتفت هدي بتشتت: 


"طب اومال هو قال كده ليه؟ 


هتفت منار:


" طب هو قالك أيه بالظبط؟ 


قصت لهم هدي ما حدث


فضحك الجميع بشده علي سذاجتها، هتفت رحمه:


" هتفضلي طول عمرك هبله يا بت يا هدي، كل ده و مفهمتيش حاجة "


هتفت هدي بدهشه: 


"يعني هو يقصدني أنا بالكلام ده" 


هتفت ساره بغيظ: 


"لا امي" 


ثم نظرت لرحمه و إبتسمت بسماجه: 


"اسفين يا رياسه، بس البت دي بتخرجني عن شعوري، بتقولك عمال يلمح ليها و يقولها القلب القاسي مش بيميل و الكلام الحلو ده، و البت جبله مشاءالله" 


تحدثت منار: 


"يا بنتي ده احنا كلنا حاسين انكوا مخطوبين اكتر مني انا و خالد والله" 


هتفت رحمه: 


"هدي يا حبيبتي انتي مش راضيه بسالم علشان مراته، انا شايفه الواد شويه و هيجبلك نجمه من السما علشان ترضي عليه، لحظي يا هدي يا حبيبتي مكانه سالم يعني المفروض انه جبل مبيتهزش ومن اول مره قولتي لا كان سابك ولا سأل فيكي، بس هو بيحبك و لحد دلوقتي متمسك بيكي" 


تحدثت هدي بإرتباك: 


"بيحبني لا هو مش بيحبني يا خالتي، هو ممكن بس شايفني مناسبه ليه مش أكتر" 


هتفت ساره بغيظ وهي تصرخ:


" يا اخوااااتي البت هتشلني، بصي أنتي مش هترتاحي غير لما تلاقيه فعلا اتجوز واحده تانيه "


هتفت هدي بحده: 


"أنا مش عاوزه ابقي ضره يا ساره، انا مش وحشه علشان يتقال عليا بصوا البت اللي خدت الراجل من مراته، وهيبقي اسمي كمان زوجه تانيه مهما كانت المشاكل في حياته، هيفضل أسمي زوجه تانيه برضوا أنا لو فعلا عاوزه اخد الخطوه دي يبقي أخدها و انا متأكده من كل حاجه يا ساره" 


هتفت منار بتساؤل:


" هتتأكدي من أيه يعني؟ 


هتفت هدي ببساطة: 


"يعني هتأكد من مشاعر سالم الفياضه اللي أنتوا بتحكوه عنها دي، و أبقي مرتبه حياتي و متنسوش ان ليلي لسه مراته يعني يا صباح الخناقات" 


هتفت رحمه: 


" بس الشهاده لله منيره بتقولي انه مقاطع مراته من بدري ده عايش معاهم "


هتفت هدي بسخريه: 


"متخيلتيش أني ممكن في يوم ابقي ذيها" 


شهقت رحمه و هتفت:


" بعد الشر عليكي يا حبيبتي، ليه بتقولي كده يا هدي انتي مش ذي ليلي، ليلي كلنا عارفناها بتعمل ايه قدامنا علطول تخيلي بقي مع جوزها، وبعدين سالم عاقل وأكيد مش هيبوظ حياته مع مراته غير لو فيه حاجه كبيره، بصي انا مش مبسوطه طبعا انو هيبقي اسمك زوجه تانيه و كنت بفكر أكلم منيره و اقولها كل شئ قسمه و نصيب، بس لما شوفت لهفه الواد عليكي وأنه لسه شاريكي مرضتش أتكلم الصراحه "


تحدثت ساره: 


"صلي إستخاره يا هدي و اللي ربنا عاوزه هو اللي هيكون، بصي انا مش بطيقه الصراحه بس الواد شكله فعلا عاوزك" 


ضحكت هدي علي حديث ساره، ثم تركتهم و دخلت إلي غرفتها و هي تقرر أن تصلي الاستخاره و تنتظر ما سيحدث


❈-❈-❈

دخلت ساره إلي غرفتها، فسمعت رنين هاتفها نظرت فوجدته عمرو 


إبتسمت بسعاده عن وجدت اسمه علي شاشه هاتفها، فعمرو نقل لها عدوي حبه لها فأصبحت هي ايضا تعشقه، ولا يمر يومها دون أن تتحدث معه و كل شخص منهم يحكي تفاصيل يومه للأخر دون ملل، مسكت هاتفها و هتفت بسعاده: 


"ألو" 


هتف عمرو بهدوء: 


"حبيبي عامل ايه" 


هتفت ساره بإبتسامة سعيده: 


"الحمدلله أنت أيه أخبارك؟ 


هتف عمرو:


" الحمدلله يا ستي، عرفتي موضوع العزومه بتاع بكره"


تنهدت ساره و هتفت:


"اه عرفت ربنا يستر بقي" 


هتف عمرو بتشتت: 


"مش عارف اخره الموضوع ده ايه؟ 

سالم مش ساكت و مصمم انه يتجوز هدي، والتانيه مش راضيه و شغالين في شغل قط و فأر" 


هتفت ساره: 


"بص بعيدا عن اني مش بطيق سالم، بس هو فعلا بيحبها و الدليل انه لسه عاوزها" 


هتف عمرو بقلق: 


"يا حبيبتي احنا مش بنتكلم عن دلوقتي، بنتكلم عن بعدين من كلامكوا عن مراته دي يعني مش ساهله و ممكن تعمل حاجه في هدي" 


هتفت ساره:


" لا ماهو لو حصل نصيب هدي تسكن بعيد عنها علشان متحصلش مشاكل "


هتف عمرو بموافقه: 


"صح عندك حق كده أحسن" 


ثم هتف بخبث: 


"طب اتكلمنا عن جوازات مصر كلها و نسينا جوازتنا احنا يا عسل" 


هتفت ساره بخجل:


" بس بقي يا عمرو اتلم، وبعدين كلم ماما "


هتف عمرو بحنق: 


"انا كل ما اكلم خالتي تقولي لسه شويه، هو ايه اللي لسه انا شقتي جاهزه و مش ناقصها غيرك انت يا جميل" 


هتفت ساره بخجل: 


"خلاص أستني بعد خطوبه منار و كلمها" 


وافقها عمرو أكملوا حديثهم في عده مواضيع مختلفه


❈-❈-❈

في صباح يوم جديد


ذهب الجميع لمنزل عائله رجب، دخلوا إلى المنزل بعد ترحيب شديد من رجب و زوجته و أولاده 


جلسوا معا و كان سالم ينظر لهدي منتظر أي فرصه ليتحدث معها، هتف والده: 


"والله البيت نور الواحد حاسس انه فعلا بقي ليه أهل وعزوه" 


هتفت رحمه بود: 


"ربنا يخليك يا حاج رجب" 


هتفت منيره بإبتسامة: 


"يلا كفايه كلام دلوقتي ونقوم ناكل مع بعض" 


وافقها الجميع و جلسوا بأمكانهم ساره بجانب والدتها بجانبها عمرو، خالد بجانب منار التي تجلس بجانبها هدي و من سوء حظها او حسن حظه هو جلس بجانبها سالم 


بدأوا بالطعام و كانت هدي لا تأكل كثيرا، فهتف سالم بهمس: 


"مش بتاكلي ليه" 


إبتسمت هدي بتوتر: 


"باكل اهو" 


إبتسم سالم بهدوء و هتف: 


"لا مش بتاكلي الاكل مش عاجبك" 


هتفت هدي بخجل:


" لا الاكل حلو والله طنط منيره مبتعملش حاجه وحشه "


هتف سالم بخبث: 


"طب وأبن طنط منيره" 


خجلت هدي و أخفصت نظرها للصحن الذي أمامها، كانت عيون منيره تتابعهم بفرحه فمالت علي رجب وهمست: 


"شوفت يا رجب الولاد مش قولتلك سالم مش هيتجوز غير هدي" 


هتف رجب بهدوء:


" متتعشميش أوي يا منيره إحنا لسه علي البر "


أمتعضت ملامح منيره و عادت الي وضعها مره أخري، كانت مريم الصغيره تجلس علي قدم منيره و لكنها بدأت تتحرك بعشوائيه وهي تمد يدها لسالم


هتف خالد بمرح:


" البت دي معندهاش ثبات علي المبدأ أبداً، مش عارفه تقعد مع مين ولا مين"


إبتسم سالم و أخذها من يد منار، و اجلسها علي قدمه بإبتسامة فأخذت تضحك بطفوله ثم نظرت لهدي بتعجب


فهمس سالم في أذن الصغيره و لكن هدي كانت تسمعه: 


"عارفه مين دي؟ 


نظرت له الصغيره و كأنها تنتظر إجابته، فهتف بسعاده:


" دي عروستي"


ضحكت الصغيره بسعاده، جعلت هدي تبتسم بتلقائيه لها 


بعد إنتهائهم من الغذاء، جلسوا معا يتحدثوا في عده مواضيع مختلفه


سمعوا صوت طرق علي باب المنزل، ذهبت منيره وفتحت فوجدت ليلي، توترت منيره من وجودها مع هدي، فهتفت بصوت منخفض: 


"جايه ليه يا ليلي" 


دخلت ليلي الى الداخل فوجدتهم جميعا يجلسون، و قد تحولت تلك البسمه علي وجوههم الي صدمه و تعجب عندما رأوها 


هتفت ليلي بسخريه: 


"ايه مالكوا شوفتوا عفريت" 


هتف سالم بحده: 


"أطلعي علي شقتك" 


ضحكت ليلي بسخريه:


" متخافش يا معلم سالم انا مش جايه علشان اعكنن قاعدتك الحلوه مع عروستك"


نظرت لها هدي بغيظ من تفوهها بتلك الكلمه فهتفت:


" عفوا تقصدي مين بعروسته"


هتفت ليلي: 


"هقصد مين يعني يا حلوه، ساره خطيبه استاذ عمرو ولا منار خطيبه اخوه، ولا صح مفيش فرق بينك و بينها ما أنتوا تخصص سرقه رجاله" 


وقفت هدي بحده:


" انت تحترمي نفسك و انتي بتكلميني "


ذهب سالم لها و مسكها من ذراعها بقوه، وتحدث وهو يجز علي أسنانه:


" علي فوق يا ليلي قولت"


جذت ليلي ذراعها و هتفت بحقد: 


"متقلقش يا سيد الناس انا جايه اقولك طلقني علشان مش أنا اللي يتجابلي ضره يا حبيبي" 


ثم نظرت لهدي وهتفت بغضب: 


"ياريت متبقيش تفرحي كتير يا عروسه لحسن هما يدوبك كام شهر و هيطلقك بعد ما ياخد العيل منك، هو اصلا كان قايلي كده علشان افضل علي زمته بس انا اللي رفضت، وبعدين هو هيبصلك علي ايه اصلا" 


ثم ضحكت بسخريه وهتفت: 


"ده خالتك الاكبر منك احلي حتي" 


شهقت منيره و هتفت بغضب: 


"انتي اتجننتي كمان بتتبلي علي ابني يا ليلي" 


كانت هدي ستصدق حديثها في البدايه، ولكنها وبخت نفسها فهي ليست ساذجه لتلك الدرجه، يمكن أن المعظم يراها ساذجه ولكنها ليست كذلك كل حديث سالم و أفعاله معها يثبت لها انه بالفعل لا يريد الزواج منها من أجل طفل كما تقول تلك الحمقاء، هي بالفعل الان شعرت بأن سالم محق في أمر تركها كانت تشفق عليها منذ البدايه ولكن الأن لا تشفق عليها أبداً 


هتفت هدي بثقه:


" بصي يا بتاعه أنتي اسمك أيه؟ 

اه ليلي بصي يا حبيبتي الكلام الهبل اللي قولتيه ده مياكلش معايا، انا عارفه سالم كويس وهو مش بالحقاره اللي انتي بتقوليها دي، اما بقي موضوع الجمال انا الحمدلله شايفه نفسي جميله وراضيه بنفسي و بشكلي، و طالما انا راضيه يبقي الكل هيرضي، وبعدين لو هي بالجمال يا عمري مكنش ده بقي حالك ولا ايه؟ 


أحتلت الصدمه وجوه الجميع من شراسه هدي التي ظهرت فجأه أمامهم، ماعدا وجه واحد كان يظهر عليه الثقه و الفخر ولم يكن سوي سالم الذي يشعر بالفخر، بأن تلك الفتاه التي تدافع عنه لم تكن سوي هدي، و التي ستكون زوجته عاجلا ام اجلا فهو الان لم يشعر بذره ندم لانتظارها كل تلك المده، فهي من تستحق ان تكون زوجته هي من تستحق ان يظل يتودد لها و يعاملها كأميره


نظرت لهم ليلي بكره شديد، ثم تركتهم وصعدت للأعلي


❈-❈-❈


دخلت لمنزلها وهي تسبهم جميعا، رأت صديقتها التي وقفت فجأه وهتتف: 


"ها حصل ايه البت سابته صح؟ 


هتفت ليلي بغضب:


" دي مطلعتش هبله ذي ماكنا فاكرين دي عقربه و بتمثل عليهم، وسالم متهزش ولا عمل حاجه كان سايبها هي اللي ترد عليا "


هتفت صديقتها بتساؤل: 


"طب لما قولتي انك عاوزه تطلقي" 


تحدثت ليلي بغيظ: 


"ملحقش يتكلم العقربه دي مسكت فيا" 


هتفت صديقتها براحه: 


"طب الحمدلله انه مطلقكيش، ليلي انتي لازم تبطلي الجنان بتاعك ده، ارجعي لجوزك يا بنت الناس و أحملي و خلفي، وبكده هتخلي سالم يبقي ذي الخاتم في صباعك ومش هيبقي فاضي أنه يبص بره لواحده تانيه، وهينشغل بالواد اللي هتجبيه" 


هتفت ليلي برفض: 


"قولت مش هخلف يعني مش هخلف، انا اصلا زهقت وعاوزه اتطلق من سالم، الحياه معاه مستحيله دايما تحكمات تخيلي انه بيحبسني في البيت، ابقي خلي السنيوره الجديده تتحبس بقى" 


هتفت صديقتها:


" ليلي أنتي عارفه كويس سالم كان بيحبسك ليه، علشان كل مره كنتي بتنزلي بتعملي مشاكل، و تتخانقي مع ده و تشتمي ده و كله تحت مسمي انك مرات كبير الحاره ومحدش هيقدر يكلمك، وأخرها كان موضوع هدي والخناقه اللي حصلت وكرامتك كلها نزلت في الارض بسبب اللي حصل و انك اعتذرتي ليها "


هتفت ليلي بحقد: 


"مفيش حاجه قهراني منها غير الموضوع ده، المهم دلوقتي انا فعلا عاوزه اطلق وهرجع بيت ابويا و الف واحد يتمناني، واحد علي مزاجي انا بقي مش مزاج ابويا، بس المهم ان سالم هو اللي يطلقني" 


هتفت صديقتها بدهشه: 


"أنتي خلاص اتجننتي يا ليلي حد يسيب سالم ابو الخير، ده بدل ما تحاربي وتخليه ليكي بتسيبيه ليها كده و تمشي" 


هتفت ليلي بخبث: 


"ومين قالك اني همشي كده علطول انا مش همشي من هنا غير وحبيبه القلب مش قادره حتي تبص في وشه حتى، بس كله في وقته" 


❈-❈-❈


في الاسفل كان الصمت يعم علي المكان بأكمله، تحركت هدي للشرفه حتي تستنشق بعض الهواء، تبعها سالم بهدوء فوجدها تغلق عينيها وهي تدخل الهواء لرئتيها


هتف سالم بنبره هادئه: 


"حقك عليا في اللي حصل جوه ده، بس انا فعلا فخور بيكي انك بتثقي فيا وكمان رديتي عليها" 


فتحت هدي عينيها وهتفت بهدوء: 


"انت ملكش ذنب في اللي حصل بالعكس انا متعاطفه معاك جدا انك كنت مستحمل كل ده لوحدك، و انت انسان كويس مش ذي ما قالت فأنا قولت الحقيقي مش بجاملك" 


إبتسم سالم بسعاده وهتف بتلقائيه: 


"تعرفي انك حلوه اوي" 


خجلت هدي واخفضت رأسها، فهتف مره اخري:


" لا بجد حلوه في كل حاجه، شكلك و شخصيتك، حتي انا بحب طريقه لبسك انك محافظة علي نفسك من عيون الناس، انتي جميله في كل حاجه يا هدي"


هتفت هدي بخفوت من خجلها: 


"شكرا" 


هتف سالم بهمس وكأنه يحدث طفله:


" أقولك علي سر "


إبتسمت هدي بسعاده وحركت رأسها بحماس، فإبتسم سالم وهتف: 


"تعرفي اني انا عندي معرض عربيات بتاعي انا" 


هتفت هدي بدهشه:


" بجد! 


حرك سالم رأسه بنعم، فهتفت هدي بتساؤل: 


"طب ليه سر يعني هي مش حاجه وحشه علشان تبقي سر، ولا انت خايف من الحسد" 


هتفت اخر جملتها بمرح، فحرك سالم رأسه بنفي وهتف:


" لا مش حسد بس انتي عارفه ان احنا تجار و طبعا بيبقي فيه منافسين او اعداء، بيبقوا مستنين اي فرصه ولو صغيره علشان يوقعوا الطرف التاني ويأذوه، وممكن يأذوني في شغلي ده، علشان كده محدش يعرف موضوع المعرض ده غيري بابا و خالد لسه عارف من فتره صغيره، و مرضناش نقول لماما علشان ماما ممكن توقع بلسانها قدام اي حد، علشان تعرفي غلاوتك عندي لما قولتلك السر ده"


إبتسمت هدي له بخجل وهتفت: 


"سرك في بير متقلقش" 


هتف سالم بإبتسامة خاصه بها فقط، تلك الإبتسامة التي تحمل الكثير من المعاني الخاصه بها فقط: 


"وانا واثق فيكي...


يُتبع..