-->

الفصل الرابع - أريد أنثى






الفصل الرابع 



تحدث عمرو أخيرا بعدما أخذ أنفاسه من كثره السعال: 


"أنا كويس يا خالتي الحمدلله متقلقيش" 


ربتت رحمه علي كتفه و هتفت بحنان:


" الحمدلله يا حبيبي، انا هخش احضر الاكل علشان تتغدي معانا"


أومأ لها عمرو بموافقه و هو صامت و ينظر ل ساره تركتهم رحمه و دخلت الي المطبخ


همس عمرو ل هدي التي كانت تجلس بجانبه علي الأريكه و يفصل بينهم عده إنشات: 


"هو أيه موضوع العريس ده؟ 


تحدثت هدي وهي تنظر في هاتفها بهدوء: 


" عادي يعني عريس وجه اتقدم ل ساره ايه الموضوع مش فاهمه"


نظر لها عمرو بقله حيله ف ماذا سوف يخبرها انه أكتشف عشقه لأبنه خالتها في الاونه الاخيره، و أنه يتمني دائما رؤيتها و أن يسمع صوتها و لكنه لم يتحدث معها في ذلك الموضوع قبل ذلك او حتي لم يقوم بجذب إنتباهها


 فهو يرى أنها تعامله ك شقيقها مثل هدي حتي عندما كان يقوم بمشاكستها و يتشاجروا بمزاح كان يعشق كل شئ تفعله أثنائها و لكن الآن و بكل بساطه، سيأتي من يأخذها منه بمنتهي السهوله، حسنا أن كانت تريد ذلك الشخص البغيض الذي سيقوم بالتقدم لها سيتركها فهو بالتأكيد لن يقوم بإجبارها علي الزواج منه


 و لكن يقسم انها ان لم تكن تريد ذلك العريس سيتقدم لخطبتها و لن تكون لغيره، ماذا ألم يقول أنه لن يجبرها علي شئ منذ قليل!


إبتسم بسخريه علي نفسه فهو أصبح متناقض جدا، أفاق من تفكيره علي طرقعت أصابع بوجهه فوجد ساره تنظر له وهي تبتسم بمزاح:


" أنت أتهبلت يا عمرو مالك بتسبل مع نفسك كده ليه"


نظف حلقه ثم إبتسم بهدوء و تحدث:


" لا ابدا مفيش سرحت شويه بس"


ثم نظر بجانبه فلم يجد هدي فنظر بتعجب، ألتلك الدرجه لم يكن واعي لما يحدث حوله حتي لم يلاحظ ذهاب هدي


 نظر ل ساره و هتف بقلق: 


"هو انتي ايه رأيك في العريس الجديد ده؟ 


تحدثت ساره بلامبلاه: 


" هطفشه عادي يعني "


إبتسم عمرو بإتساع شديد و قال"بجد" 


نظرت له ساره بتعجب ف قال وهو يحاول أن يضبط أنفعاله و الا يظهر فرحته: 


"أقصد يعني بجد هطفشيه ليه" 


هتفت ساره وهي تنظر له، و تحدثت و كأن الامر لا يعني لها شئ:


" يا عم أصلي من الاخر ماليش مزاج اتجوز حاليا، و حتي لو هتجوز مش هيبقي وليد"


رفع عمرو حاجبه بتساؤل: 


"وليد مين؟ 


ردت ساره عليه ببساطه: 


" وليد اللي في البيت اللي قدامنا هو العريس"


وقف عمرو و هتف بصدمه و لكن صوته خرج عاليا: 


"نعععععم يا أختي" 


خرجت هدي من المطبخ و نظرت لهم بتعجب و هتفت:


" فيه ايه صوتكوا عالي ليه؟ 


نظر عمرو و قال بحده و قد نسي كل شئ:


" هو الزفت وليد ده هو العريس اللي جاي "


هزت هدي رأسها بتأكيد و كانت ملامحها مندهشه من غضبه، فأكمل هو:


"و اذاي يعني خالتي رحمه توافق عليه ولا حتي تفكر انها تجوزه ساره" 


أقتربت منه هدي وهي تقول بهمس: 


"اشششش وطي صوتك خالتوا متعرفش حاجه، و هو و امه مفاهمينها انه الملاك البرئ" 


عمرو بإندفاع وهو يحاول التوجهه للمطبخ: 


"خلاص اخش انا أفهمها بقي" 


وقفت ساره امامه و هتفت بحنق: 


"ما تتهد بقي يا عمرو فيه ايه متعصب علي ايه؟ 

" و بعدين اصلا انا مش هتجوزه اتهد بقي" 


نظر لها عمرو و كان الغضب يظهر في عينيه بشده ثم أخذ أنفاسه حتي يهدأ، عندما وجد رحمه خرجت من المطبخ وهي تتسائل عن سبب إرتفاع صوتهم


هدي وهي تنظر بعينيها لعمرو بتحذير: 


"مفيش يا خالتوا ده عمرو كان عاوز يمشي، و بيقول وراه شغل بس احنا مسكنا فيه" 


نظرت له رحمه و هتفت بعتاب: 


"ينفع كده يا واد ده انا عملالك الملوخية اللي بتحبها حتي، اقعد و سيبك من الشغل شويه بقي" 


تحدث عمرو ببعض الضيق: 


"معلش يا خالتي هجيلكوا يوم تاني" 


تحدثت رحمه وهي تجذبه من يده و تجلسه علي طاوله الطعام: 


"والله هزعل منك جامد يا عمرو يلا يا بنات خشوا هاتوا الاكل، و انا هفضل ماسكه في الواد ده علشان ميمشيش" 


إبتسم عمرو علي طيبتها و جلس و لكن عقله كان يخيل له الكثير و الكثير لمعاقبه ذلك الوليد 


❈-❈-❈


في منزل أبو الخير 


نزل سالم الي منزل والديه فدخل وجد شقيقه يجلس مع والديه و علي قدمه ابنته الصغيره التي اول ما رأت عمها مدت يدها اليه ليحملها، حملها سالم بسعاده وهو يقبلها فتعالت ضحكتها الطفوليه 


جلس معهم بعدما القي التحيه و هتف: 


"أنا عاوزه أتكلم معاكوا في حاجه" 


نظر رجب ل أولاده و تحدث بشك: 


"هو فيه أيه مالكوا كل واحد يجي يقولي فيه حاجه عاوز اتكلم، مش مرتحلكوا يا أحفاد ابو الخير" 


خالد وهو ينظف حلقه ليستطيع ان يتحدث: 


"خير إنشاءالله يا حاج، مفيش حاجه يعني انا موضوعي كله خير" 


أكمل سالم حديثه و هو يأكد عليه:


"و أنا موضوعي برضوا خيرا" 


نظرت لهم منيره بشك: 


"مش عارفه ليه مش مرتحالكوا" 


تحدث رجب بحزم: 


"قولوا اللي عاوزينوا من غير رغي كتير" 


نطق كل واحد منهم متسرعا: 


"عاوز أتجوز" 


ثم نظر خالد و سالم لبعضهم، و أنفجروا في الضحك 


شهقت أماني بدهشه: 


"يالهووووي تجوزوا" 


نظر لهم رجب بغضب و تحدث: 


"أيه الكلام الفارغ اللي بتقولوه ده، عاوزين تجوزوا علي مراتتكوا هي دي أخرتها" 


خالد وهو يستعد للحديث فهو يعلم ان الحديث هذا اليوم سيكون به حرب: 


"بص يا والدي اللي حصل قبل كده ده كان غلطه كبيره من حضرتك" 


اشار رجب علي نفسه بصدمه:


" انا غلط و غلطتي كانت ايه يا محترم منك ليه"


تحدث سالم بهدوء: 


"بص يا بابا حضرتك غصبت كل واحد مننا علي جوازته و مسبتهوش يختار شريكه حياته اللي هو عاوزها، و خلتنا نتجوز بنات أعمامنا و إحنا لا عمرنا شوفناهم و لا عشرناهم، و فجأه بيوم و ليله بقوا مراتتنا، بس كل واحد فينا مشاعره جافه ناحيه التاني يا بابا احنا عايشين ذي الأغراب في بيوتنا" 


تحدث رجب وهو يحاول ألا يغضب عليهم و يقنع نفسه بأنه سيستطيع إقناعهم بعدم الزواج: 


"و ليه متدوش نفسكوا فرصه انكوا تتعودوا علي بعض ما انتوا بقالكوا فتره متجوزين، استاذ خالد بقاله تلت سنين و حضرتك يا سالم باشا بقالك سنتين ايه كل ده متعودتوش علي بعض" 


هتف خالد ببعض الغضب:


* بابا احنا جوازنا ده اكبر غلطه عملناها في حياتنا، انا متجوز واحده راميه بنتها اربعه و عشرين ساعه لا بتأكلها و لا بتشربها البنت ممكن هدومها تفضل عليها بتلت اربع أيام و الهانم ولا هنا، برجع من الشغل بلاقي البيت منظروا يقرف و الست الهانم قاعده مكركبه في نفسها و مبتعملش حاجه غير انها ماسكه زفت الموبايل اربعه و عشرين ساعه


ثم أكمل بنفاذ صبر: 


"كلمتها مره و اتنين و تلاته و مفيش فايده و ل علمك انا قولتلها اني هتجو،  و لا حتي نزلت دمعه بالعكس ده انا حسيت انها فرحت علشان هبعد عن دماغها شويه" 


انتهي من حديثه و أخذ انفاسه الغاضبه بشده 


نظر رجب له و لكنه لم يقتنع بعد، ثم نظر ل سالم الذي كان يلاعب الطفله بهدوء ف سالم لم يكن بحاجه الي التركيز في حديث شقيقه، فهو بالفعل يعلم كل ما يمر به: 


"و الباشا مش عاوز يقول السبب برضوا" 


نظر سالم لوالده و هتف بهدوء:


" السبب اني مش عاوز اكمل غلطه خالد للأخر، يعني انا مش عاوز حاجه تربطني بيها انا هتجوز و هي هتفضل علي زمتي يعني انا مش هطلقها غير لو هي طلبت ده، و حضرتك انا اسبابي تقريبا هي شبه اسباب خالد"


ثم إبتسم بسخريه و أكمل:


"يعني انا برجع البيت برضوا بلاقيه مكركب و مقلوب و الهانم قاعده برضوا بالموبايل، و خد بقي الاكبر مش عاوزه تخلف مني لان شايفه ان الحمل و الولاده و التربيه دي حاجه متخلفه وهي مش هتعمل كده" 


إبتسم سالم بثقه بعدما انهي حديثه و كأنه يقول ل والده ماذا ستفعل؟ 


تحدثت منيره بهدوء:


* أتجوزوا يا ولاد"


نظر لها رجب و هتف بغضب:


" أنتي اتجننتي يا منيره ولا كبرتي و خرفتي، مين دول اللي يتجوزوا و اللي فوق دول ايه"


تحدثت منيره بدفاع عن أولادها: 


"لا يا رجب انا مخرفتش عيالي عندهم حق انا قولتلك بدل المره الف بلاش الجواز ده، و انت صممت و اتفضل ادي اخره تصميمك عجبك حال عيالك انا هقف جنب عيالي و هجوزهم يا رجب، مش عاوزاهم يضيعوا حياتهم مع اتنين كل اللي همهم الفلوس و بس و البت الصغيره دي" 


قالتها وهي تشير ل مريم ابنه خالد و اكملت: 


"من حقها تلاقي ام تربيها و تراعيها و تهتم بيها انا لو عليا من عيني اني اربيها، بس انا مش هعيشلها العمر كله يا رجب كفايه بقي ظلم في عيالك" 


نظر رجب الي أولاده و قد شعر حقا بمدي الخطأ الذي أرتكبه، قال خالد بهدوء: 


"يا والدي احنا مش قصدنا اننا نخالفك في حاجه، بس إحنا محتاجين نعيش حياتنا ذينا ذي غيرنا صدقنا" 


تنهد رجب و قال أخيرااا: 


"أعملوا اللي أنتوا عاوزينوا بس ياريت تختاروا صح، لحسن مش كل شويه الاقي واحد منكوا بابا انا عاوز أتجوز" 


إبتسم له اولاده،فهتفت منيره بحماس: 


"طب مين بقي العرايس إحنا نعرفهم" 


حك سالم رقبته من الخلف بإحراج: 


"لسه معرفش" 


حولت أنظارها إلي خالد فإبتسم ببلاهه:


" نفس خيبته معرفش برضوا "


رجب وهو يرفع عصاه و كأنه سيضربهم:


" أمال مطلعين عين اللي خلفوني ليه، و هنتجوز و هنتهبب ده انا قولت الفرح هيبقي بكره يا جزم"


ضحك الشابان فهتف سالم: 


"متقلقش يا حاج احنا بس المره دي محتاجين وقت نفكر كويس، و كل واحد فينا يختار البنت اللي عاوز يكمل معاها حياته بجد" 


إبتسمت لهم منيره و قالت بدعاء: 


"ربنا يرزقكوا ببنات الحلال يارب" 



 ❈-❈-❈


في منزل هدي، انتهوا من الطعام و كانت النظرات مشتعله بين ساره و عمرو و لم يلاحظ احد هذا سوي هدي، التي كانت تحاول ان تخفي الامر عن خالتها 


تحدث عمرو وهو ينظر ل رحمه:


"و يا تري عريس الهنا هيجي امتي بسلامته" 


هتفت ساره برفعه حاجب: 


"و انت مالك بتسأل ليه؟ 


تحدثت رحمه بتحذير:


" بت لمي نفسك و بعدين يعني هو مين هيقابلوا غير عمرو حبيبي، ده هو الراجل بتاعنا "


كتمت هدي ضحكتها و هي تنظر ل ملامح عمرو الغاضبه الذي هتف بحنق: 


"أه صح مين هيقابله غيري وليد ده حبيبي" 


هتفت رحمه بإبتسامة هادئه: 


"علي العموم هو جاى بكره الساعه سته انشاء الله" 


تحدث عمرو وهو ينظر ل ساره بغموض: 


"طبعا يجي ينور" 


مالت هدي علي ساره و قالت ب همس: 


"هو انا ليه حاسه ان وليد هيتقتل بكره" 


تحدثت ساره بحنق وهي تقضم شفتيها بغيظ: 


"أبن عمك ده يا اهبل يا عبيط والله العظيم، و بعدين هو محموق اوي كده ليه" 


نظرت هدي الي عمرو ثم نظرت ل ساره وهي وشعرت ان تفكيرها صحيح، فمن الواضح ان عمرو يغار علي ساره ب شده و لكنها تعجبت منه كثيرا لماذا لم يتحدث حتي الان و يقوم بخطبتها! 



❈-❈-❈


في صباح يوم جديد 


كان سالم يجلس كعادته في الوكاله الخاصه به و خالد بعمله


دخل خالد إلي مكتبه فوجد الفتاه صاحبه محضر السرقه 


تحدث خالد وهو يجلس علي مكتبه: 


"صباح الخير يا انسه" 


هتفت الفتاه بهدوء و لكنه نظراتها كانت متلهفه:


" صباح النور يا حضره الظابط ان جالي تليفون من المكتب عندك انكوا لاقيتوا الحاجه بتاعتي ده بجد؟ 


هز خالد رأسه بهدوء و أجاب ب عمليه:


" أيوه يا أنسه منار ده بجد الشنطه جت و فيها كل حاجه ذي ما هي اتفضلي علشان نقفل المحضر، و تستلمي حاجتك"


تحدثت منار بفرحه شديده: 


"متشكره جدا لحضرتك بجد شكرا ليك" 


إبتسم خالد بعمليه و قال:


" الشكر لله وحده و بعدين انا معملتش حاجه ده شغلي، أتفضلي علشان نقفل المحضر"


ثم انتهت منار من توقيع بعض الاوراق و اخذت أشيائها و تحركت من المكتب، وهي تشعر بسعاده لإستعاده أشيائها 



❈-❈-❈


في الحاره


نزلت ليلي زوجه سالم الي الشارع و كالعاده كانت ترتدي تلك العبائه الضيقه و تضع علي رأسها حجاب بطريقه عشوائيه يظهر خصلاتها بوضوح و تسير بكبرياء شديد و كأنها تمتلك كل شئ، في نفس الوقت كانت هدي تعود من جامعتها و هي تسير بهدوء و لكنها سمعت صوت رنين هاتفها فأخذت تبحث عنه في حقيبتها


و فجأه شعرت أنها اصتدمت بشئ فرفعت نظرها سريعا وجدت فتاه سقطت علي الارض أثر إصتدامها بها، مدت هدي يدها لها و هتفت بتوتر و أسف:


" أنا اسفه والله اسفه مكنتش اقصد كنت ببص في الموب.. 


قاطع اعتذارها ذلك الصوت العالي الصادر من تلك المرأه التي نهضت و تحدثت بغضب: 


"نعم يا عمررررري اسفه انتي عاميه يا بت مش شايفه قدامك ايه بهيمه ماشيه" 


بدأ الناس بالتجمع حولهم كعاده المصريين عندما تحدث مشاجره يجتمعوه ليشاهدوه 


نظرت هدي حولها بخوف و توتر و هي تكاد أن تبكي ف كيف ستتصرف؟

فهي لا تعلم ماذا تفعل الان ف نظرت للفتاه التي تطالعها بتكبر وهتفت بخوف: 


"والله حضرتك انا اسفه مكنتش أقصد اللي حصل والله كنت بدور علي الموبايل في الشنطه، و مكنتش واخده بالي انا اللي غلطانه اسفه والله اسفه حضرتك مكبره الموضوع اوي" 


هتفت ليلي بردح:


" أنا مكبره الموضوع، ده انتي ليلتك سوده انتي متعرفيش انا مين، انا الي هخليكي تبوسي رجليا علشان ممشكيش من الحاره"


نظرت لها هدي بدهشه و خوف أيضا،  اكل هذا لانها اصتدمت بها دون قصد


 اما عند ليلي فهي قد علمت بموضوع أن سالم سيتزوج بأخري، فكانت تسير في الحاره بغضب شديد و من سوء حظ هدي تلك المسكينه اوقعها في يدها، و انفجرت ليلي بها و كأنها تخرج غضبها بتلك الطريقه 


عند سالم في الوكاله، ركض إليه صبي و هو يقول:


"الحق يا معلم سالم الجماعه بتاعتك بتتخانق في الشارع اللي ورانا" 


وقف سالم بسرعه و ذهب مع الصبي وهو يركض ف وجد تجمع اهالي الحاره، و صوت زوجته عالي بشده و هناك فتاه ملامحها غير واضحه له حتي الان بسبب بعد المسافه و لكنها تبكي وصل و قال بصوت حاد:


"أيه اللي بيحصل هنا؟ 


أنتفضت هدي بخوف اثر هذا الصوت الجهوري و سمعت تلك المرأه وهي تهتف بحقد: 


" الحيوانه دي بتعلي صوتها عليا بتعلي صوتها علي مرات كبير الحاره، و غير كده زقتني و وقعتني علي الارض "


هتفت هدي وهي تقول بشهقات: 


"والله ما حصل حاجه من دي انا خبطت فيها من غير ما اقصد و اعتذرتلها، بس هي مش قابله اعتذاري و عماله تزعق فيا" 


تحدثت ليلي بحقد:


" يعني أنا بتبلي عليكي يا بت أنتي "


كان سالم يقف و هو ينظر ل هدي بصدمه ف تلك الفتاه يتذكرها جيد جدا، فهي التي اخرجها من ذلك الشارع المظلم منذ اسبوع تقريبا و عندما تحدث معها بغضب تركته و ذهبت نعم هي


 فاق علي صوت زوجته وهي تهدد تلك الفتاه و كانت ستهم بالهجوم عليها لتضربها، فقام سالم بجذبها و قال بحده و صوت اخاف الجميع:


" ما تتلمي و احترمي الدكر اللي واقف جنبك والا اقسم بالله همسح بيكي البلاط اخرسي"


نظرت له ليلي بصدمه و خوف، ثم أتت فتاه وهي تقترب من هدي و تهتف بقلق:


" هدي مالك فيه ايه ايه اللي حصل"


تحدثت إحدي النساء:


" الست مرات المعلم سالم بتقول انها علت صوتها و طولت لسانها و زقتها علي الارض"


شهقت الفتاه و نظرت لهم بملامح مستنكره ثم تحدثت بدهشه و هي تنظر ل ليلي التي تنظر ل هدي بغضب: 


"نعم هدي علت صوتها و زقتك أنتي ملقتيش غير دي و تتهميها مستحيل تعمل كده! 


هتفت سيده اخري بصدق: 


" الشهاده لله البت هدي دي ادب و اخلاق، ده احنا اللي مربينها و علطول في حالها"


قال رجل اخر يظهر عليه بعض الشيب: 


"الصراحه ايوه الست هدي عمرها ما غلطت في حد دي بنت أصول و مؤدبه" 


قالت سيده عجوز اخري: 


"يا جماعه الست هدي خبطت في الست ليلي من غير قصد، و الست ليلي فضلت تزعق و تشتم فيها" 


نظرت ليلي للسيده و هتفت بغضب و صوت عالي:


"انتي كدابه يا ست انتي بتلبسيها فيا انا ده ان.. 


قاطع حديثها صراخ سالم بها: 


" مش قولت مسمعش صوتك"


صمتت ليلي مره أخري، قالت الفتاه بحده:


"هدي عمرها ما غلطت و لا هتغلط، دي تلاقوا العقربه دي هي اللي اتبلت عليها" 


نظرت لها هدي وهي تقول برجاء: 


"منار بس عشان خاطري" 


نفت منار برأسها دليل علي عدم موافقتها و هتفت بحده:


" بس ايه يعني تفرج علينا الشارع و نقف نتفرج ونسكتلها "


ثم نظرت ل سالم و هتفت:  


"مش انت كبير الحاره يا معلم سالم ترضي بالظلم يعني" 


نظر سالم لهم و قال بحزم: 


"أنا مرضاش بالظلم لحد أبدا، علشان كده تعالوا ورايا علي الوكاله" 


ثم نظر للحشد المجتمع و قال بطريقة سوقيه: 


"يلا المولد اتفض كل واحد علي مصالحه يلااااا" 


و في اقل من ثانيه كان قد رحل الجميع و لم يتبقي سوي زوجته و الفتاتان


كانت هدي تسير بجانب منار، و الي الان لم تنظر في وجهه سالم من شده خوفها فقالت ل منار بهمس توتر: 


"منار يلا نروح انا مش عاوزه حاجه من حد علشان خاطري يلا" 


نظرت لها منار و هتفت بحده: 


"بت أنتي أسكتي علشان بتعليلي الضغط بطلي هبل، هنروح و نجيب حقنا من الحربايه دي و جوزها كبير الحاره ولا كبير البلد حتي برضوا هناخد حقنا" 


هدي بعيون مليئه بالدموع: 


"والله انا معملتش ليها حاجه هي.. 


قاطعتها منار و قالت:


" بس اهدي هنروح هناك و ربنا يحلها"


وصلوا اخيرا الي الوكاله ادخلهم سالم لمكتبه بالداخل، جلس علي مقعد مكتبه و جلست ليلي علي أريكه و هدي و منار علي الأريكه المقابله


هتف سالم وهو ينظر لهم بهدوء: 


"ياريت لو كان فيه مشكله بعد كده تيجوا و نحلها بهدوء مش نفرج علينا الناس" 


تحدثت هدي مسرعه: 


"والله حضرتك انا معملتش حاجه انا كنت ماشيه و موبايلي رن فبصيت في الشنطه و كنت بدور عليه، و خبطت فيها و اعتذرتلها بس والله مشتمتهاش ولا عليت صوتي" 


نظر سالم لها وهو يكاد يضحك علي طريقه حديثها فهي و كأنها طفله صغيره تبرر خطئها و أيضا كلمه"حضرتك "تلك الكلمه التي يقسم انه لم يسمعها في حياته فالجميع يقول ل" معلم، باشا" من المستحيل ان تقوم تلك الفتاه بفعل ما قالته زوجته


هتفت ليلي بتكبر:


" البت دي كدابه يا سالم و هي اللي فرجت عليا الشارع "


تحدثت منار بحده:


"ما تحترمي نفسك مين دي اللي كدابه، دي الحاره كلها تشهد بأخلاقها و تربيتها و أديكي سمعتي الناس اللي في الحاره كلهم بيشهدوا بأخلاقها ايه هما كمان بيكدبوا ولا أيه، إحنا بنتنا متربيه أحسن تربيه اللي يعمل الحاجات اللي أنتي قولتي عليها دي واحده من صنفك يا حبيبتي" 


هتفت ليلي بصدمه من وقاحه تلك الفتاه: 


"أنتي اذاي تكلميني كده يا حيوانه" 


كبتت منار غضبها ثم نظرت ل سالم الذي ينظر لهم ببرود:


" معلم سالم انا ساكته و عامله احترام ليك كلمه تانيه منها و انا مش مسئوله عن اللي هيحصل، لو  مش هتجيب حقنا يبقي نجيبه احنا بإدينا "


حول سالم نظره لها ثم نظر ل هدي التي كانت تنظر لهم بخوف و هتف بسخريه: 


"و الانسه مالهاش لسان تكلم بيه و معيناكي انتي المحامي بتاعها ولا ايه، و لا خافت دلوقتي" 


رفعت منار حاجبها بإستنكار، فهتفت هدي بتوتر: 


"يا معلم سالم ما انا قولت كل حاجه حصلت والله انا مش بكدب، انا معملتش حاجه من دي خالص" 


نظر لها سالم قليلا ملامحها عاديه كأي فتاه و لكن بها لمحه البرأه التي افتقد ان يراها في وجه معظم الفتيات تلك الايام،وقف و هتف بنبره هادئه:


"تمام كل واحد ليه حق هياخده تعالوا ورايا" 


صارت ليلي خلفه بكل غرور و كبرياء، و هي تبتسم لانها تعتقد أن سالم سيقوم بطرد تلك الفتاتان من الحاره لأجلها 


خرج سالم للخارج ثم ذهب لنفس المكان الذي حدث فيه الشجار ثم هتف بصوت عالي: 


"المعلم سالم بيجيب حق اي حد و مهما كان مين اللي ليه حق و اللي عنده الحق، اللي غلط هيتعاقب بس عقابه ازاي دي حاجه تخصني انا" 


كانت ليلي تنظر للجميع بكبرياء و علي ثغرها إبتسامه شماته، نظر سالم لها و قال بصوت عالي:


"إعتذري للأنسه هدي علي اللي عملتيه حالا"



يتبع