الفصل الثاني عشر - أريد أنثى
الفصل الثاني عشر
فتحت ساره عينيها بدهشه و هتفت بصدمه:
"ان أنت بتقول ايه يا عمرو تتجوزني أنا"
هتف عمرو بإبتسامة هادئه، و نبره تحمل الحب:
"أيوه بقولك أنتي يا ساره، أنتي اللي عاوزها تبقي مراتي و حبيبتي و أم أولادي"
ثم أخذ أنفاسه و هتف:
"ساره تتجوزيني؟
نظرت له ساره و هتفت بعقل تائهه:
" أنت عاوز تتجوزني أنا"
إبتسم عمرو و هز رأسه بنعم:
"أيوه أتجوزك أنتي يا ساره أنا لو لفيت الدنيا كلها مش هلاقي حد ذيك مش هلاقي حد أتعلق بيه ذيك، أنا عاوزك تشاركيني حياتي يا سارة و تشاركيني تفاصيل يومي و كل حاجه في حياتي"
وضعت ساره يدها علي حجابها و عدلته بتوتر، و عينيها تزوغ بكل مكان عمرو أيعقل!
عمرو يريد أن يتزوجها هذا أخر شئ توقعته أن يحدث بحياتها، فهو لم يجذب إنتباها لذلك الموضوع و لو مره واحده
شعر عمرو ببعض القلق من صمتها هل يمكن أن تقوم برفضه فنظر لها و هتف بصعوبه:
" أنا مش عاوزك تستجعلي يا ساره براحتك، خدي وقتك في التفكير براحتك أنا هستناكي فكري ذي ما أنتي عاوزه "
نظرت له ساره و هتفت بتوتر:
" أنا بس يعني مصدومه شويه، أو يعني الموضوع فاجأني أنا فكراك أنك دايما شايفني ذي هدي "
تحدث عمرو بصدق و ما زالت تلك الإبتسامة التي تحتل وجهه موجوده:
" بصي يا ساره أنا ممكن في الاول كنت بعتبرك ذي هدي، بس شويه بشويه أبتديت أحس أني بتجذب ليكي، لما اللي أسمه وليد ده جه أتقدم ليكي كنت حاسس أني هتجنن من ان فيه حد هياخدك مني، وقتها بس حسيت أني لازم اصارحك و اني لو فضلت ساكت هضيعي مني"
إبتسمت ساره و همست بخفوت:
" علشان كده كنت متعصب و مضايق من ساعه ما عرفت أنه جاي و في الأخر ضربته"
هز عمرو راسه بتأكيد:
"كنت حاسس أني هتشل لا و أول ما امه قالت تقعدوا مع بعض شويه و أنتي ضحكتي، كان نفسي اجي أديكي بوكس في وشك و أنتي بتضحكي"
ضحكت ساره علي حديثه، فشرد بها عمرو يا الله كيف كان يحرم نفسه من تلك اللحظات الجميله هتف بشرود وهو ينظر لها:
"أتجوزيني يا ساره أتجوزيني و أنا أوعدك أني هعيشك ملكه مش في بيتي بس لا وفي قلبي كمان، مش هخليكي تندمي يوم واحد أنك أتجوزيني"
إبتسمت ساره بخجل و أخفضت رأسها و هتفت بصوت منخفض:
" طب ممكن تديني يومين "
وافق عمرو سريعا:
" براحتك أنا قولتلك مش مستعجل خدي كل الوقت اللي أنتي عاوزاه و أنا هفضل مستني"
إبتسمت له ساره بهدوء، وهي تفكر في كل شئ عمرو سيتزوجها، هل ستستطيع أن تحبه مثلما يحبها؟
هو لم يهتف بتلك الكلمه، و لكنه هتف بعده كلمات تدل علي ذلك هي لن تجد زوج مثالي كعمرو و لكن يجب أن تأخذ وقتها في التفكير أولا
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد
بجامعه هدي ذهبت لتجلب نتيجه الاختبارات، لقد أخبرتها الجامعه بأنها ظهرت، فرحت بشده عندما وجدت نفسها حاصله علي تقديرات عاليه خرجت من الجامعه وهي تبتسم بفرحه، ليست بسبب نجاحها فقط بل لأن سالم لم يظهر لها منذ أسبوع وهذا يدل علي أنه نسى فكره الانتقام منها، تنهدت براحه
وكانت علي وشك الخروج من باب الجامعة، سمعت صوت أحد ينادي علي أسمها إلتفتت له فوجدت شاب يبدو في نفس عمرها تقريبا
هتفت هدي ببتعجب فهي لا تتعامل مع احد من الجامعه:
"خير حضرتك!
إبتسم الشاب و هتف:
" أنتي متعرفنيش صح؟
هزت هدي رأسها بنفي و هتفت:
" لا والله معرفش حضرتك أنت مين؟
هتف الشاب بإبتسامة سعيده:
"أنا هاني زميلك في الجامعه بس أنتي يعني مش مديه فرصه لحد أنه يكلمك، المحاضره بتخلص من هنا و أنتي بتختفي من هنا و مش بنشوفك غير في المحاضره اللي بعدها"
نظرت هدي حولها بتوتر فهي لا تريد أن يتحدث عنها أحد بالسوء لأنها تقف مع شاب:
"طب هو حضرتك عاوز أيه يعني"
نظر لها هاني بتعجب من حركتها و هتف:
"هو أنت بتبصي حواليكي كده ليه!
هتفت هدي ببعض التوتر:
" أستاذ هاني لو سمحت مينفعش وقفتنا دي أنا لا أعرفك و لا أنت تعرفني، فمينفعش نقف كده واللي رايح واللي جاي بيتفرج علينا "
هتف هاني مسرعا:
"طب خلاص بلاش نقف تعالي نقعد في أي كافيه"
نظرت له هدي بإستنكار، ثم تركته و تحركت مسرعه للخارج لحق بها وهو ينادي علي أسمها، فألتفتت له و كادت أن تتحدث وجدت شخص يقف بينهم رفعت نظرها لتري من هذا، فلم يكن سوي ذلك الوحش المرعب"سالم أبو الخير"
إبتلعت ريقها بصعوبه وهي تخشي أن يظن بها سالم السوء و يذهب للحاره و يتحدث أنها كانت تقف مع شاب، نعم فهي تخشي أن ينتقم منها بتلك الطريقه
هتف سالم بحده:
" لو أبوك علمك ان من الرجولة انك تجري ورا بنت في الجامعه و تنادي علي أسمها، علشان اللي يسوي و اللي ميسواش يتفرج عليكوا يبقي غلط"
هتف هاني بحده:
"أنا كنت بنادي عليها عادي، و أنت مين أصلا علشان تكلم كده"
ثم نظر لهدي و هتف :
"تعرفيه ده يا هدي"
مسكه سالم من ياقه قميصه وهتف بغضب:
" أسمها أنسه هدي، و أنا مين ده ميخصكش يلا يا بابا أمشي من هنا"
ثم دفعه و مسك يد هدي التي كانت ترتعش خوفا من القادم، وصلوا الي منطقه هادئه كان سالم يترك بها سيارته بالقرب من الجامعه، جذبت هدي يدها منه و هتفت بخوف:
"لو سمحت متمسكش إيدي"
تحدث سالم بسخريه:
"لا والله أيه مكسوفه أني أمسك إيدك، و مكنتيش مكسوفه و أنتي واقفه مع الحيوان اللي جوه ده"
أردفت هدي مسرعه:
" والله العظيم انا معرفهوش هو اللي نادي عليا و قالي انه معايا في الجامعه، بس أنا سيبته و مشيت و هو جه ورايا والله انا لا أعرفه ولا عمري شوفته"
نظر لها سالم وهو يشعر بصدقها، فهو من خلال تعرفه عليها في تلك المرات القليله يعلم أنها ليست من ذلك النوع من الفتيات، و لكنه هتف وهو يضع يده في جيوب بنطاله:
"سيبك من الموضوع ده، أنا عاوزك في موضوع أهم"
نظرت له هدي بتوجس:
" موضوع أيه؟
هتف سالم بخبث:
" العقاب، عقابك يا قطه ايه فكراني نسيته"
نظرت له هدي بخوف، فها هي أتت تلك اللحظه التي ستقلب حياتها بالتأكيد عقابها لن يكون هين، هتفت بصوت يكاد أن يكون مسموع:
"هو أيه العقاب"
إبتسم سالم بخبث وهتف:
" عروسه"
نظرت له هدي بعدم فهم:
"عروسه أيه"
تحدث سالم ببساطه:
" يعني انتي ذي الشاطره كده هدوري ليا علي عروسه حلوه كده"
هتفت هدي بدهشه:
"أيه عروسه أيه هو مش حضرتك متجوز"
ضحك سالم بشده بعد كل هذا و ما زالت تهتف بتلك الكمله:
"اه حضرتي متجوز و عاوز أتجوز تاني، عندك مانع يا ست هدي"
هتف بأخر كلماته وهو يرفع أحد حاجبيه، هتفت هدي بطيبه:
" أنا معنديش مانع وأنا همنع ليه الموضوع ميخصنيش، بس حرام عليك مراتك اللي هتكسر قلبها و تروح تجيب ليها ضره تاخدك منها"
هتف سالم بسخريه:
"وهي بعد كل اللي عملته فيكي ده لسه بدافعي عنها"
تحدثت هدي بهدوء و بساطه:
"اللي حصل بيني و بينها ملهوش علاقه باللي بقوله دلوقتي، أنا أكيد هبقي حاسه بيها و هي مهما عملت فهتفضل بنت، و أكيد هتنجرح من اللي أنت هتعمله ده، و بعدين أنت بتعاقبني ولا بتعاقبها هي!
هتفت جملتها بتعجب من أفعاله، فهتف بحده:
" بعاقبكوا أنتوا الاتنين و مش عاوز كلام كتير، قولت عاوزك تجبيلي عروسه و تكون كويسه و محترمه و بنت ناس، يعني متروحيش تجيبي أي واحده و السلام عاوز واحده مفيهاش غلطه، و أي حاجه هتحصل أنتي اللي هتشيلي الليله"
هتفت هدي بحنق من أفعاله و لكنها كانت متوتره:
" مينفعش أنا معرفش أعمل حاجه من اللي أنت بتقول عليها دي، و أنا أصلا معرفش حد "
تحدث سالم بسخريه:
"يا سلام يعني مثلا معندكيش أصحاب بنات"
تحدثت هدي بحزن وهي تخفض رأسها:
"لا معنديش أصحاب، أنا معرفش حد صحابي هما ساره وعمرو ابن عمي ومنار بنت عمتي"
نظر لها سالم و شعر بحزن من أجلها، و لكنه عاد لوعيه و هتف:
"ماليش دعوه أتصرفي و هاتيلي عروسه، و علشان أنا طيب هديكي مهله شهر أيه رأيك؟
هتفت هدي برجاء:
" والله العظيم أنا معرفش حد و مش هقدر أفيدك، و بصراحه بقي أنا مقدرش أعمل كده في مراتك و أساعدك أنك تتجوز عليها"
إبتسم سالم وهتف بخبث وهو يقترب من أذنها ليهمس:
"ما هو أنتي لو مجبتليش عروسه هتبقي أنتي العروسه"
شهقت هدي و أبعتدت عنه بدهشه وهتفت:
"لا لا مستحيل"
رفع سالم كتفيه وهتف ببساطه:
"والله هو ده اللي عندي قدامك شهر تجبيلي عروسه حلوه، و إلا تجهزي أنتي نفسك علشان تبقي مدام سالم أبو الخير"
هتفت هدي برجاء و كادت أن تبكي:
" طب أرجوك أختار أي حاجة تاني غير الموضوع ده، بص أيه رأيك أعتذرلك قدام الحاره كلها هعتذرلك بس بلاش الموضوع ده "
تحدث سالم ببعض الحده:
" أنتي هبله يا بت أنتي ولا أيه عاوزه تروحي تقولي للحاره كلها، بعتذرله علشان ضربته بالقلم، بقولك أيه أنا مش فاضي لشغل العيال ده اللي قولتلك عليه تنفذيه"
ثم إستدار ليغادر و لكنه إلتف لها مره أخري:
"و لو عقلك المتخلف ده فكر أنك هتروحي تحكي للست ساره المحاميه بتاعتك فهتيجي تشتكي لأبويا فأعملي حسابك، اليوم اللي أبويا هيعرف فيه أي حاجة من اللي حصل ده، او اي حد تاني هيعرف غيرك، هو هو نفس اليوم اللي هتبقي فيه مدام سالم ابو الخير أظن واضح يا ست البنات"
ثم تركها و تحرك بسيارته بعيدا، تحركت هدي و أخذت دموعها تسيل علي وجنتها بقلق شديد، بعد كل هذا ستتزوج من ذلك المختل هي ترتعب فقط عند ذكر أسمه، ماذا سيحدث إذا ظلت معه في منزل واحد بالتأكيد لن تتحمل كل هذا الضغط
تحركت إلي العياده الخاصه بالطبيب النفسي فاليوم هو يوم جلستها الثالثه معه و هي تحتاجها بشده
❈-❈-❈
وصلت إلي مكتب الممرضه التي أدخلتها علي الفور عندما رأتها بتلك الحاله
دخلت هدي إلي الطبيب وهمست بخفوت:
"السلام عليكم يا دكتور"
رفع ممدوح رأسه وهو يبتسم ليرد السلام و لكنه بتر حديثه عندما وجد هدي بتلك الحاله، هتف بقلق:
" أنسه هدي أيه اللي حصل "
جلست هدي علي المقعد بإرهاق:
"أنا في مشكله كبيره أوي يا دكتور و مش عارفه أتصرف إذاي، و المشكله دي بيتوقف عليها حياتي"
أعطاها ممدوح كوب ماء:
"طب أهدي طيب و قوليلي أيه اللي حصل، و مشكله ايه اللي انتي واقعه فيها؟"
هتفت هدي وهي تفرك يدها بتوتر:
"أنا في الجلسه اللي فاتت كانت تاني جلسه ليا، حكيت لحضرتك علي الخناقه اللي حصلت مع كبير الحاره عندنا"
حرك ممدوح رأسه بتذكر و هتف:
" أيوه اللي أنتي ضربتيه بالقلم، و أنا قولتلك أنك أتصرفتي صح لانه رد عليك رد غير لائق بالمرة "
هتفت هدي وهي علي وشك البكاء مره أخري:
" أهو النهارده بقي جه عند الجامعه النهارده و أنا رايحه أجيب النتيجه بتاعتي، و قالي ان العقاب بتاعي أني أدورله علي عروسه و لو ملقتش عروسه في خلال شهر هبقي أنا العروسه"
رفع ممدوح حاجبه بصدمه:
"نعم أيه الكلام ده، و أنتي سكتي"
هتفت هدي بإختناق:
" هو هددني أني لو حاولت أعرف حد اليوم اللي هقول فيه، هيبقي نفس اليوم اللي هيتجوزني فيه و أنا مستحيل أتجوزه أنا بخاف منه و مش عارفه أعمل أيه؟
هتف ممدوح بهدوء:
"طب قوليلي أنتي ردتي عليه إذاي رد فعلك كان عامل إذاي يعني؟
هتفت هدي بحزن:
" معرفتش أرد عليه خوفت منه أوي *
تحدث ممدوح بهدوء:
"أنسه هدي لازم تقوي نفسك، أنتي لو فضلتي تخافي منه بالمنظر ده يبقي هو هيغلبك كل مره، و أنا مش قصدي أخوفك بس الراجل ده مش هيسكت حتي لو جبتيله عروسه، بالعكس أنتي كده هتبقي فتحتيله طريق أنه يتمادي في أفعاله معاكي و طلباته كل مره هتزيد عن المره اللي قبلها"
هتفت هدي ببكاء شديد، فكل ما يحدث يفوق طاقتها:
" ما أنا لو مجبتش عروسه و سمعت كلامه، هيتجوزني أنا و أنا عندي أفضل طول عمري من غير جواز بس متجوزهوش، و هو أصلا متجوز يعني أنا هبقي ضره "
أخرج ممدوح مناديل ورقيه و أعطاها لها، ثم هتف:
" بصي يا أنسه هدي في المشاكل اللي من النوع ده علاجك هيبتدي فيها"
نظرت له هدي بتوجس وهي تأخذ المناديل منه:
"يعني أيه؟
هتف ممدوح بعمليه:
" يعني أنتي هتبتدي تقوي نفسك بنفسك و تواجهي كل حاجه بتخوفك، و مش معني كده أنك هتروحي للراجل ده و تقوليله أنا مش موافقه علي عرضك و كمان مش هتجوزك و تسبيه و تمشي، و يبقي أنتي كده تمام لا غلط لازم تبيني أنك قويه مش بالكلام بلأفعال كمان"
هتفت هدي بقله حيله وجهل:
" يعني كل ما يكلمني أضربه، بس ده كبير أوي مش هقدر عليه"
ضحك ممدوح علي تفكيرها الطفولي:
"يا أنسه هدي كل ما يكلمك تضربيه إذاي، هو صاحبك في الحضانه و خد السندوتشات بتاعتك بالغصب"
هتفت هدي بيأس:
"طب أعمل"
هتف ممدوح وهو يبتسم بعمليه:
" بصي يا ستي..
❈-❈-❈
في منزل منار
عادت منار من عملها وهي مجهده بشده، دخلت إلي غرفه الصالون فوجدت خالد يجلس مع والدتها و عندما رأها وقف ورحب بها، رحبت به منار بتعجب ثم جلست معهم
همست هناء بفرحه شديده:
"أستاذ خالد أبن الحاج رجب، طالب إيدك يا منار و أنا موافقه"
هتف خالد بإبتسامة هادئه:
"بس أنا عاوز أسمع ردها هي يا مدام هناء"
وقفت منار وهتفت بحده:
"مش موافقه طبعا..
يتبع