الفصل الثاني والعشرون - أريد أنثى
الفصل الثاني والعشرون
❈-❈-❈
بعد مرور عده ايام، لم يحدث شئ جديد سوي أنه تم تحديد خطبه خالد ومنار، مع سالم وهدي بعد عدة أيام وايضا لن يتم تجهيز الفرح سوي بعد الانتهاء من المنازل الخاصه بهم
سالم كان يعيش تلك الفتره وكأنه مازال مراهق يتسلل في الخفاء لرؤيه فتاته، فهو لم يبخل علي هدي بأي شئ بالرغم من انها لم تطلب منه شئ، فهو لم يكف عن جلب الهدايا لها ويتركها مع عمرو حتي يعطيها لها، او عندما تجده يتسلل خلفها كاللص حتى يراها ويتحدث معها قليلا
الم اقل ان افعاله أصبحت مراهقه بشده، فهو الان يعيش تلك المشاعر التي حرم منها عند زواجه الأول من ليلي، لم يعيش مشاعر فتره الخطوبه وان يتعرف علي زوجته المستقبليه، فهو يجرب كل تلك الاشياء للمره الاولي مع هدي
عند هدي نزلت من منزلها وهي تقرر للذهاب للطبيب الخاص بها، وصلت الي مكان العياده وإبتسمت عندما تذكرت كيف أتت أول مره لهنا مع ساره وكادت أن تبكي من التوتر، لكن الآن فهي تقف بكل ثقه بفضل الله ثم بفضل الطبيب الذي ساعدها كثيرا في تحسين الكثير في حياتها
طرقت علي باب المكتب ثم دخلت وهتفت بإبتسامة هادئه:
" مساء الخير يا دكتور "
إبتسم ممدوح بعمليه:
"مساء النور يا هدي، لا متقوليش ان الجلسات وحشتك علشان كده جايه قبل ميعادك"
ضحكت هدي وجلست:
" لا مش كده انا بس كنت جايه اشكر حضرتك "
هتف ممدوح بتعجب:
"تشكريني علي ايه!
هتفت هدي بإبتسامه ممتنه:
" شكرا على كل حاجه حضرتك عملتها معايا، وأنك كنت بتديني دافع أني أكمل وخلتني أبقى حاجه تانيه غير اللي كنت عليها، خلتني أتغير من إنسانه ضعيفه مهشمه مش بتقدر حتي تدافع عن نفسها، مفيش ثقه في أي حاجه فيا لا في شخصيتي ولا في لبسي ولا حتي طريقه كلامي
هتفت بسخريه:
"ده انا حتي كنت بخاف اتكلم لحسن اقول حاجه غلط او حاجه متعجبش اللي قدامي، بس بفضل ربنا وبفضلك كل ده مبقاش موجود الخوف والقلق راحوا، بقي عندي ثقه في نفسي وفي كلامي بقيت اقدر ارد علي اي حد يضايقني بدل ما كنت بستني حد يجيبلي حقي، بقيت بجيبه انا بنفسي حاجات كتير حلوه حصلتلي بجد شكرا ليك
إبتسم ممدوح وهتف:
" اول حاجه الشكر لله وحده وبعدين انا معملتش حاجه ده شغلي، ودي وظيفتي اني احل مشاكل اي حد بيجيلي انتي يا هدي مشكلتك انك اتعرضتي للتنمر من ناس كتير حواليكي، حتي بعد ما كبرتي عمتك مسبتكيش في حالك وده أثر عليكي بشده، وكنتي محتاجه انك تواجهي بس حتي المواجهه انتي كنتي قلقانه منها، فبقيتي بتفضلي الصمت أحسن علشان محدش يتريق عليكي"
ثم هتف بتذكر:
"فاكره أول مره جيتي هنا قولتلك ايه، قولتلك لازم تواجهي لو عاوزه تتعالجي وانتي من جواكي كنتي مستنيه الفرصه دي، مستنيه دافع ليكي علشان تعملي كده او حد يشجعك انا معملتش حاجه غير اني اديتك الدافع ده"
هتفت هدي بسعاده:
" متشكره جدا لحضرتك مره تانيه، ويعني بعتقد ان مفيش جلسات تاني خلاص دي اخر مره حاسه اني مش محتاجها تاني"
حرك ممدوح رأسه بتفهم:
" قبل ما اقولك اه او لا عاوز اسألك علي حاجه "
حركت هدي رأسها بموافقه، فهتف ممدوح بتسأل:
" أنتي لسه بتخافي من سالم ابو الخير؟
ضحكت هدي بشده، تخشاه من سالم وهي ان كانت ما زالت تخشاه حتي الان كانت ستوافق علي زواجه منها، نظرت لممدوح وهتفت:
" معلش آسفه بس حضرتك مش متخيل"
إبتسم ممدوح وهتف:
" لا فاهم مبروك "
هتفت هدي بإندهاش:
" ايه ده عرفت اذاي؟
إبتسم ممدوح وقال:
" عرفت من اليوم اللي جه فيه هنا، وكان واضح اوي اني بيغير عليكي بس انتي بسبب خوفك منه مشوفتيش النقطه دي، وكمان لما نزلتي انا كنت ببص عليكي من الشباك وكنت شايفه بيتعامل معاكي اذاي، وانا كشاب ذيه فهمته وفهمت هو بيعمل كده ليه"
أخرجت هدي من حقيبتها دعوه لحفل الخطوبه:
"دي دعوه لحضرتك للخطوبه، وبجد هبقي فرحانه اوي لو جيت"
هتف ممدوح بمرح:
"هاجي بس مش عاوز ضرب"
ضحكت هدي بمرح ايضا، ثم تحركت بعدما شكرته مره اخري نزلت للأسفل فوجدت سالم يستند علي سيارته وهو يرفع حاجبه بغيظ
ضحكت هدي بخفوت فهي تعلم سبب غضبه؛ لانه تحدث معها بشأن ميجئها لهنا بمفردها و اخبرها انه سيأتي معها كل مره ويقوم بإيصالها، ولكنها اتت دون علمه
أقتربت هدي وإبتسمت بمرح:
" سيد المعلمين كنت لسه هكلمك"
منع نفسه من الإبتسام علي طريقتها المرحه، فهتف بغيظ:
"هو انا قولت ايه؟
هتفت هدي بمراوغه:
" قولت كلام كتير كتير اوي، تقصد أني حاجه فيهم بقي "
هتف سالم بحده:
" بطلي إستعباط يا هدي "
هتفت هدي بخفوت:
"قولت مجيش غير وأنت معايا"
هتف سالم وهو يجز علي أسنانه:
"والهانم عملت أيه؟
هتفت هدي وهي تتلاعب بأصابعها بتوتر:
" جيت من غير ما أقولك "
إبتسم سالم علي مظهرها وكأنها طفله صغيره، فهتف بمشاكسه:
" بقيتي شقيه اوي يا دودو"
إبتسمت هدي وهتفت بمرح:
"انا يا ابني محصلش"
حرك سالم رأسه بيأس منها فهي أصبحت مشاكسه في تلك الفترة، فتح باب سيارته فصعدت إليها وركبت بسعاده، صعد علي الجانب الأخر وتحرك بالسياره هتف:
"ايه اللي جابك معادك مش النهارده اصلا"
هتفت هدي:
" بصراحه يعني كنت عاوزه أشكر دكتور ممدوح علي كل اللي عمله معايا، واديتله دعوه خطوبتنا"
نظر لها سالم وغمز بعينيه وهتف:
"دعوه ايه؟
هتفت هدي بخجل:
*
" دعوه خطوبتنا يا سالم "
إبتسم علي خجلها وهتف:
"عقبال دعوه فرحنا يا عيون سالم"
نظرت للجهه الآخري بخجل ولكنها لاحظت ان هذا ليس طريق الحاره، فأعادت نظرها له وهتفت بتعجب:
"سالم احنا رايحين فين؟
هتف سالم بإبتسامة:
" هنروح مشوار في السريع و هنروح علطول، انا قاولت لعمرو وخالتك متقلقيش"
هتفت هدي بفضول:
"طب هنروح فين برضوا؟
ضحك سالم وهتف:
" بطلي فضول شويه، قربنا نوصل"
زفرت هدي انفاسها بحنق وهي تتأكل بداخلها من الفضول
❈-❈-❈
عند ساره وعمرو
كان يجلسون في الشرفه ويتحدثون قليلا، هتف عمرو بحنق:
"ايوه يعني مقولناش برضوا"
هتفت ساره بتساؤل:
"مقولناش ايه؟
هتف عمرو بملل:
" هنتنيل نتجوز امتي، خالد هيتجوز ده حتي سالم اللي كنا فاقدين الامل فيه، ربنا كرمه وهيتجوز واحنا اللي مخطوبين قبلهم كلهم لسه"
ضحكت ساره وهتفت بقله حيله:
"طب اعمل ايه يعني؟
هتف عمور مسرعا:
" هنعمل اننا هستني خطوبه البشوات وبعديها علطلول فرحنا "
هتفت ساره بخجل:
" كلم ماما قولها مليش دعوه"
هتف عمرو بلهفه:
" يعني انتي موافقه "
حركت ساره رأسه بنعم وهي تنظر للأسفل بخجل، قفز عمرو من علي مقعده وركض للداخل عند رحمه وهتف بفرحه:
"هتجوز يا رحرح"
فزعت رحمه عندما وجدته أمامها فجأه:
"خضتني يا عمرو"
هتف عمرو بسعاده:
"هتبقي ام العروسه يا رحرح"
هتفت رحمه:
" وانت مين اللي قالك انك هتجوز دلوقتي يا روح رحرح"
هتف عمرو بحماس:
" هنستني بعد خطوبه هدي ومنار وبعديها هنعمل فرحي انا وساره"
نظرت رحمه لساره حتي تري اذا كانت موافقه علي حديثه ام لا، فإبتسمت ساره بخجل ودخلت لغرفتها، نظرت رحمه لعمرو وهتفت:
"مبروك يا حبيبي ربنا يتمها علي خير يارب"
إبتسم عمرو بسعاده وقبل رأسها بحنان، فهي بمكانه والدته هي التي تعوضه عن والدته رحمها الله
❈-❈-❈
عوده مره أخري لسالم وهدي
توقفت سياره سالم في منطقه راقيه، بالتحديد أمام معرض للسيارات مكتوب عليه من الخارج بطريقه فخمه
"أبو الخير" نظرت هدي للمكان بإعجاب شديد
نظرت هدي للمكان وهتفت:
"هو ده المعرض بتاعك؟
حرك سالم رأسه بنعم وهو يتابع تعابير وجهه، هتفت هي بحماس:
" عاوزه اخش اتفرج عليه"
إبتسم سالم وتحرك امامها وتبعته هي، فتح الباب حتي تدخل ثم تبعها كانت عيون هدي تدور في المكان بإعجاب و إندهاش، كان المكان جميل جدا وهادئ ومساحته واسعه والجدران باللون الابيض الجميل، ايضا السيارات المعروضه امامها جميله جدا من أفخم الانواع و بألوان تخطف الانظار
استدارت هدي لسالم وهتفت بإندهاش:
"انا بجد مكنتش متخيله ان المكان حلو اوي كده"
إبتسم سالم علي اندهاشها:
"عجبك المكان"
حركت هدي رأسها بتأكيد:
"حلو اوي يا سالم وهادي وكمان الديكور مريح للعين، مين اللي أختار الديكور"
هتف سالم وهو يحك عنقه من الخلف:
"أنا اللي أختارته"
هتفت هدي بإعجاب:
" ذوقك حلو اوي علي فكره "
اقترب سالم منها قليلا وهتف:
"أكيد ذوقي حلو مش انا أختارتك"
إبتسمت هدي بخجل ثم هتفت:
"طب فرجني علي المعرض كله بقي، بس صح هو انت ازاي يعني يبقي عندك مكان ذي ده وبتبقي قاعد في الوكاله؟
مش قصدي حاجه بس يعني اذاي بتقدر توفق بين الاتنين بتأمن علي شغلك هنا ازاي"
إبتسم سالم:
" الوكاله دي تجاره عيلتي ولازم أخد بالي منها واشتغل فيها علشان اعرف احافظ علي اسم عيلتي وكمان انا حابب مجال التجاره، أما بالنسبه للمعرض فأنا واخد بالي كويس اوي ومفيش حاجه بتحصل من غير ما أعرفها، يعني غير طبعا ان فيه هنا كاميرات في كل حته بتشتغل اربعه وعشرين ساعه، انا ليا عيون في كل حته وفي ناس بتبلغني بالصغيره قبل الكبيره وانا باجي هنا يومين في الاسبوع "
هتفت هدي:
"الله يكون في عونك انت بتتعب أوي بجد"
إبتسم سالم وهتف:
"طول ما أنتي جنبي كل حاجه هتهون"
❈-❈-❈
تسريع في الأحداث وها قد أتي يوم الخطبه، كان هذا اليوم الذي أنتظره خالد وسالم علي أحر من الجمر
في منزل هدي كان مزدحم بالنساء والفتيات والمكان ملئ بالبهجه والسعاده وذلك عكس ما توقعته هدي، فهي توقعت عندما يعلم الجميع انها ستكون زوجه تانيه لكبير الحاره سينظرون لها بإستحقار وإنها أخذت رجل من زوجته، ولكن حدث العكس فوجدت الفرحه علي وجهه الجميع والدعوات لها بالسعاده الدائمه، فشعرت بالسعاده أكثر ان لا أحد يراها بصوره قبيحه والجميع سعداء لها
هتفت رحمه بسعاده:
" يلا يا بنات علشان تجهزوا مبقاش فاضل كتير"
هتفت منار وهي تأكل ثمره فاكهه:
"لسه شويه يا خالتي الساعه تلاته والحفله الساعه سبعه هنجهز من دلوقتي"
هتفت رخمه وهي تدفعها للغرفه: ايوه علشان هتاخدوه وقت في اللبس ولسه هنروح القاعه، بطلي اكل وركزي معي نفسك شويه يا بت
هتفت اخر جملتها بمرح، اما عند هدي سمعت رنين هاتفها فوجدت سالم من غيره الذي يحدثها من الامس ويملي عليها اوامر وتعليمات
هتفت هدي بهدوء:
" الو يا سالم"
إبتسم سالم وهتف:
"عامله ايه يا عيون سالم"
هتفت هدي بخفوت من كثره خجلها:
"الحمدلله، انت خلصت"
هتف سالم وكان يقود سيارته وبجانبه خالد:
" اه يا حبيبتي كنت في القاعه بشوف عملوه أيه، وهروح اهو علشان أجهز"
مسك خالد ذراعه وهتف بصوت عالي:
"منار فين قولها منار فين"
دفعه سالم بغيظ:
"يا أبني ودني أبعد ببقي"
ضحكت هدي وهتت:
"خالتوا خدتها علشان تجهز، كانت قاعده من الصبح مبتعملش حاجه"
هتف سالم بجديه:
"هدي متنسيش اللي قولت عليه امبارح"
هتفت هدي وهي تقلب عينيها بملل:
"خلاص يا سلام بقي حفظت"
هتف سالم:
"عيدي قولت ايه"
نفخت وجنتيها بغيظ وهتفت بحنق:
"مفيش ميكب كتير يتحط حاجه خفيفه خالص، ولو لقيته كتير انت هتشيله كله، ومتحركش من علي الكرسي بتاعي في الفرح وافضل لازقه فيه لحد ما امشي"
هتف سالم بخبث:
" نسيتي حاجه يا قطتي"
صمتت هدي لتتذكر ماذا نست، فهتفت مسرعه:
" ومتكلمش مع اي شاب غريب ولا حتي اسلم عليه حلو كده "
إبتسم سالم براحه:
"حلو يا قطتي ياريت نسمع الكلام علشان اليوم يبقي جميل ها"
ثم نظر بجانبه لخالد الذي وجده يضع سماعات الهاتف في اذنه ومندمج مع الاغاني، همس لهدي:
" عندي ليكي مفاجأة حلوه بليل بعد الحفله"
هتفت هدي بسعاده وفضول:
"الله مفاجأه هتجبلي أيه؟
ضحك سالم بمرح وهتف:
" وانا لو قولت هتبقي مفاجأه يا ست هدي، بليل يا حبيبتي بعد ما الحفلة تخلص هتشوفي مفاجأتك أيه..
يتبع...