الفصل الثالث (كاليغولا) - طغاة التاريخ
الفصل الثالث
"كاليغولا"
هنتكلم النهاردة عن أشهر طاغية في تاريخ البشرية
كان شخصية تجتمع فيه معظم الصفات السيئة حاجة ميكس عنب كدا حبة سا دية على شوية نرجسية على جنون عظمة على هبل وعبط كولكشن محترم كدا اللي يشوف صورته ويشوف هو قد إيه كان حلو ووسيم لا يمكن يتخيل إن الكيوت ابو كحكة الحلو ده يطلع منه البلاوى دى كلها.
هنتكلم عن الامبراطور "كاليغولا" أو "كاليجولا"
اسمه "غايوس يوليوس قيصر" آه زى ما قرأتم كدا تمت تسميته على اسم يوليوس قيصر اتسمى تيمنا به وهو كان جده الأكبر.
أما عن جده أبو أمه بقى يبقى الإمبراطور "أوغسطس" وبكدا يكون كاليجولا ولد في الأسرة الحاكمة الأولى للإمبراطورية الرومانية، والمعروفة تقليديًا باسم "السلالة اليوليوكلاودية"
ولد كاليجولا يوم ٣١ أغسطس من عام ١٢م أبوه كان جنرال عظيم ومحبوب جدا من الشعب الرومانى كان اسمه "جرمانيكوس" وأمه بنت أوغسطس كان اسمها "أغريبينا الكبرى"
كان ليه ٥ أخوات غيره ولدين أكبر منه سنًا وهما "نيرون، ودروس" وهو التالت و٣ بنات أصغر منه سنًا وهما "أغريبينا الصغرى، جوليا دروسيلا، وجوليا ليفيلا"
يعنى إيه اسم "كاليجولا" ده بقى؟
كاليجولا معناه "الحذاء الرومانى الصغير" اه والله زي ما بقولكم كدا سموه الاسم ده علشان والده أخده معاه حملة عسكرية في شمال ألمانيا وكان في الوقت ده صغير جدًا في السن عنده سنتين أو ثلاثة كدا وكان بيلبسه زي لبس الجنود بما في ذلك الأحذية والدروع والجنود كانت فرحانة بيه جدا وأطلقوا عليه لقب كاليجولا تصغيرًا لكلمة "كاليغا" ومعناها "الحذاء الصغير" و فضل يطلق عليه اللقب ده لحد وفاته في ٢٤ يناير من عام ٤١م.
بعد ما اتولد بسنتين عام ١٤م مات أوغسطس وتولى الحكم بعده واحد اسمه "تيبيريوس" ودا كان طاغية برضه والشعب مبيحبوش أبدا.
بس كانت وصية أوغسطس إن لو الشعب متقبلش تيبيريوس أو لو أساء الحكم يتخلع ويمسك مكانه جرمانيكوس علطول.
طبعا تيبيريوس علشان يضمن الحكم قرر يبعد جيرمانيكوس وبعته مقاطعات روما في أنطاكية قال ايه علشان يقوم بمهام دبلوماسية هناك.
بعد كدا بمدة قليلة بالتحديد عام ١٩م تعب جرمانيكوس وتوفي في أنطاكية ومعظم الآراء قالت إنه اتقتل بالسم وكلنا طبعا عارفين مين اللي قتله.
بعد موت جرمانيكوس رجعت مراته وأولاده الستة لروما مرة تانية وهنا حصل الصراع بينها وبين تبيريوس لما قررت تنتقم منه لموت زوجها بس هو سبقها وقدر يتغدى بيها قبل ما تتعشى بيه و قبض عليها هي وأولادها الاتنين الكبار نيرون ودروس ووراهم كل أنواع العذاب.
خد أغريبينا الأول وحبسها وفضل سايبها من غير أكل وشرب لحد ما ماتت إنما ابنها الكبير نيرون انتحر مستحملش التعذيب وقرر ينهي حياته بنفسه وحصله أخوه الأصغر منه دروس اللي عملوا فيه زي اللي عملوه في والدته جوعوه لحد ما مات هو كمان.
يمكن الطفولة البائسة دي شكلت إلى حد ما شخصية كاليجولا.
راح كاليجولا وهو طفل صغير ومعاه اخته "دورسيلا" وعاشوا مع جدتهم "ليفيا" أم والدتهم وفضلوا عايشين معاها لحد وفاتها وبعد كدا اتنقلوا علشان يعيشوا مع جدتهم أنطونيا الصغرى وطبعا كانوا يعتبروا طول السنين دي سجناء عند تبيريوس ومحطوطين تحت مراقبته.
عام ٣١م بعت تيبيريوس جابه يعيش معاه في جزيرة كابري، حيث كان تيبيريوس عايش فيها بقاله خمس سنين وهنا كان التحول التاني في شخصية كاليجولا.
أولًا كان مضطر يعيش مع اللي قتل عيلته وشرده وكمان مضطر يضحك في وشه ويعامله كويس وكمان كان بيشوف كل يوم مشاهد التعذيب والقتل البشعة اللي بيتعرض ليه أي واحد يعارض الإمبراطور.
كاليجولا عاش مع تبيريوس ٦ سنين وبصراحة كان ممثل ممتاز قدر يخبي كل الكره اللي في قلبه لتبيريوس وميبينش ليه غير الطاعة المطلقة لدرجة ان احد المراقبين ليه قال عنه:
«لم يكن هناك أبدًا خادمًا أفضل أو سيدًا أسوأ!»
في عام ٣٣م، مَنح تيبيريوس كاليغولا "كويستور فخري" وده كان منصب فضل فيه لحد ما نُصب إمبراطورًا
تزوج كاليغولا لفترة قصيرة من واحدة اسمها "جونيا كلاوديلا"
ودي كانت واحدة عندها ٣٣ سنة بس ماتت بعد جوازهم بسنة وهي بتولد ويقال إنه في الوقت ده كان عامل علاقة مع المحافظ البريتوري "نايفيوس سوتوريوس ماكرو" وماكرو ده كان حليف مهم جدا لتبيريوس وكان ديما بيمدح في كاليجولا قدامه ويتكلم عنه بطريقة كويسة علشان يقضي على أي سوء نية أو شك في قلب تبيريوس تجاه كاليجولا.
عام ٣٥م تم تعيين كاليغولا وريثًا مشتركًا خلفاً لتيبيريوس مع حفيده "تيبيريوس جيميلوس"
يوم ١٦ مارس من عام ٣٧م توفي تيبيريوس فجأة في ناس قالت إنه كان تعبان خصوصا انه كان عنده ٧٧ سنة لما توفي وفيه اللي قال إن كاليجولا اللي قتله علشان يثأر لعيلته وكمان علشان يستولى على الحكم مكانه.
بعد موت تيبيريوس أجمع مجلس الشيوخ على اختيار كاليجولا إمبراطورًا خلفًا لتيبيريوس وتم إبطال الوصية اللي عملها تبيريوس وشالوا حفيده جميليوس منها وعينوا كاليجولا لواحده ك إمبراطور للبلاد.
طبعا الناس كلها فرحت على أساس هيبقى خلف لأبوه اللي كانوا بيحبوه جدا ووصفوه بصفات كويسة كتيرة جدا زي "طفلنا" و "نجمنا" وغيرهم من الأوصاف اللي بتعبر عن حبهم ليه وفرحتهم بتوليه العرش.
يوم ٢٨ مارس دخل كاليجولا روما ووراه حشد من الناس بيرحبوا بيه ويقال إنه كان الإمبراطور الوحيد اللي اجتمع الناس كلها على حبه في جميع أنحاء الإمبراطورية من مشرقها لمغربها.
وبالفعل أول ٦ شهور كان كويس جدا وكسب حب الشعب كله بالرغم من صغر سنه إلا أنه كان ذكي جدا وأصدر العديد من الأوامر اللي كانت كفيلة إنها ترفع قدره جدا بين الشعب وتعلي مكانته وتخليهم يحبوه جدا.
زي إيه بقى الأوامر دي؟
١- أفرج عن المعتقلين اللي سجنهم تيبيريوس ظلم.
٢- أعاد المنفيين من خارج البلاد ورجع لهم حقوقهم.
٣- شال الضرايب اللي الناس كانت بتشتكى منها.
٤- عمل مسابقات رياضية زي سباق عربات، مصارعة، وغيرهم من الرياضات.
كمان رجع رفات أمه وإخوانه لروما وتم دفنهم في ضريح أوغسطس.
كل ده حلو أوي والناس كانت بتحبه جدا بس مع الأسف دوام الحال من المحال كل حاجة اتغيرت بعد ٦ شهور بس من حكمه.
إيه اللي حصل علشان يتحول ١٨٠ درجة كدا؟
اللي حصل إن كاليجولا مرض مرضًا شديدًا جدا كان بيموت بمعنى أصح وياريته مات وساب ذكرى حلوة للناس تفتكروا بيها بس مع الأسف عاش وخف وبقى كويس بس تقريبا تعبه أثر على مخه اتجنن رسمي بقى شخص مختل بمعنى الكلمة يتفنن في قتل وتعذيب الآخرين لدرجة انه كان دايما بيقول:
- اليوم الذي لا أقتل به أحد أشعر بالوحدة، فأنت أجد نفسي بين الأموات.
دا غير حفلات الجنس الجماعي والمجون اللي كان بيعملها كل يوم ويقال إنه كان يغتصب فيها البنات قدام الكل ويعاشر أخواته البنات كمان حاجة تقرف يعني شذوذ جنسي واغتصاب وزنا محارم مخلاش اللهم صلي عالنبي..
كمان عمل تماثيل ضخمة ليه ووزعها في كل حتة في الإمبراطورية.
كمان خد آثار من مصر سفرها روما غلاسة كدا زي مسلة تحوتمس الثالث.
عمل إيه كمان نصب نفسه إله ولازم الناس تعبده وأمر الحاشية بتوعه يعملوله جسر من قصره للسما علشان يطلع يتناقش مع الآلهة.
مش كدا وبس لا دا أمرهم إنهم يجيبوله القمر اه والله زى ما قرأتم عايز القمر يحتفظ بيه من ضمن مقتنياته وزعل جدا علشان معرفش يجيبه.
كان بيقعد يبكى بالساعات علشان مش عارف يخلى الشمس تشرق من الغرب بدل الشرق وعلشان كمان مش عارف يمنع الناس من إنها تموت إلا بإذنه.
يسكت على كدا لأ طبعا إزاي يسكت عمل ايه كمان المجنون ده؟
بقى يسرق الناس عينى عينك كدا أصدر قرار بمنع التوريث وإن أي حد يموت تركته تدخل خزانة روما أو خزانته هو بمعنى أصح يعني هو الوريث الوحيد لكل الأموات في الإمبراطورية
كمان مكتفاش بكدا لا هو لسة هيستنى أمر ربنا لما يموتوا لا دا عمل لستة بأسامي الناس وبقى يقتلهم بالدور علشان يعجل بالورث.
وكان بيطلع على الشعب يقولهم ايوة انا بسرقكم وإذا كان عاجبكم واللي يقدر يعمل حاجة يعملها.
في مرة مثل إنه تعبان وبيموت وطبعا الحاشية بتاعته قعدوا بقى كل واحد بكلمة أنا روحى فداك يا مولاي الآلهة تاخد روحى وتديها لك.
واللي يقول ندر عليا لو خف هطلع ١٠٠ عملة ذهبية فداء لروحه.
فضل كاليجولا بيمثل المرض ويسمع لحاشيته وهما بيتكلموا وبعدها قام وقالهم إنه كان بيمثل عليهم ومكانش مريض ولا حاجة بس بدل ما يكافئهم على حبهم ليه عمل حاجة محدش فيهم كان يتوقعها.
لما قام قرر ينفذ الكلام اللي قالوه وهو عامل تعبان اللي قال روحى فداك قتله وهو بيحييه على إخلاصه ليه واللي قال انه هيتبرع بالفلوس لو خف خد منه ال ١٠٠ عملة الذهبية اللي قال عليهم.
من جبروته لما لقى إن الدنيا حلوة ومفيش كوارث ولا مجاعات حصلت في عهده قرر يعمل مجاعة بنفسه قفل غلال القمح في البلد كلها وفضل يتفرج على الشعب وهو بيموت من الجوع وكان فرحان ومنتشي جدا وقعد يردد ويقول:
- أنا أسوأ من الطاعون.
كان لما يحس بالزهق كان يجيب حيوانات مفترسة ويرمي عشرات الناس ليها علشان تاكلهم.
وفي عام ٤١م بلغ ذروة الجنون لما ركب حصانه "تانتوس" ودخل بيه مجلس الشيوخ ولما اعترض واحد من النواب رد عليه وقاله:
- حصاني المحترم له قيمة عنك يكفي أنه يحملني.
وقرر يعين الحصان في مجلس الشيوخ وطبعا حاشيته وأتباعه قابلوا قراره المجنون ده بالتصفيق والتهليل وقعدوا يمدحوا فيه وفي قراره الحكيم.
بعد تعيين الحصان عضو في مجلس الشيوخ قرر كمان يعمل حفلة كبيرة جدا ودعى فيها أعضاء المجلس كلهم على شرف حصانه المحترم بمناسبة تعيينه فى البرلمان.
لما الناس راحوا الحفلة لقوا إن الأكل عبارة عن تبن وشعير ولما اعترضوا قال لهم:
- إنه لشرف عظيم لكم أن تأكلون مما يأكل حصاني.
وأمرهم ياكلوا وطبعا أكلوا من غير أي اعتراض ما عدا واحد من أعضاء المجلس كان اسمه "براكوس" مقدرش يستحمل المهزلة دي ورفض ياكل من التبن ولما مرضاش ياكل عزله كاليجولا من منصبه وعين حصانه مكانه.
هنا بقى ثار براكوس وحدف حذاءه في وجه حصانه وقعد يقول للموجودين:
- إلى متى ستظلون صامتين عن حقوقكم وترضون بالذل والإهانة.
وقعد يسخن فيهم يسخن فيهم يسخن فيهم لحد ما قاموا اتلموا على كاليجولا كلهم وقتلوه هو وحصانه.
ومات وهو عنده ٢٨ سنة متخيلين كل المصايب دى عملها في السن ده.
الناس أول ما عرفت إنه مات خرجت في الشوارع وقعدت تكسر كل تماثيله وتماثيل عيلته علشان يمحوا أثره من الوجود.
ودي كانت نهاية كاليجولا المؤسفة ولكن ذلك ما جنت يداه.
يتبع