-->

الفصل الحادي عشر- أريد أنثى





الفصل الحادي عشر


أرتدت ساره ملابسها وهي تعيد في عقلها كل كلمه ستقولها أمام رجب، و كيف ستقص له ما حدث بلأمس؟ 


أخذت تلوم نفسها أكثر من مره علي ما حدث بلأمس فلو كانت تحركت دون أن تتفوه بكلمه لم يكن ليحدث كل هذا، و لكنه هو من اخطأ في حقهم من البدايه


أدخلت الهواء إلي رئتيها ثم ذهبت إلي غرفه هدي، طرقت الباب ثم دخلت وجدتها تجلس على الفراش وهي تفرك يديها بتوتر 


رفعت هدي نظرها إليها و هتفت بصوت خافت:


" خلاص هنروح "


أقتربت ساره منها و ربتت علي كتفها بحنان: 


"أهدي يا هدي عشان خاطري إنشاءالله مش هيحصل حاجه، خلينا نروح و نلحق أبوه قبل ما هو يرجع من الشغل" 


أومأت لها هدي بصمت، ثم أخذتها ساره و ذهبوا للخارج و أخبروا رحمه، أنهم سيذهبوا للتسوق لشراء بعض الأشياء لهم

         

❈-❈-❈


في منزل منار


عادت من الخارج و كانت ما زالت غاضبه من حديث أماني، ستعمل علي إنهاء ذلك العمل سريعا تجنبا للمشاكل 

دخلت إلي المنزل فسمعت صوت أتي من غرفه الضيوف، تحركت للداخل فوجدت عمرو أبن عمها يجلس مع والدتها و يبدو علي وجهه الغضب الشديد


ألقت التحيه بخفوت:


" السلام عليكم "


وقف عمرو و هتف بحده: 


"كويس أن الهانم التانيه جت بصي بقي هدي محدش ليه دعوه بيها، لو كل مره هتروحوا ليها هتضايقوها و تنكدوا عليها عيشتها يبقي بلاش أحسن، وهي مش بتستفاد حاجه لما تشوفكوا أصلا، مش كل مره تخلوها تعيط بسبب كلامكوا اللي ملهوش أي لازمه ده" 


أندهشت منار من هجومه عليها بتلك الطريقه، نظرت لوالدتها و هتفت بتساؤل:


" هو فيه أيه؟ 


هتفت هناء ببرود:


" الباشا جاي متنرفز أوي و مضايق علشان ست الحسن و الجمال بلا قرف"


ثم تركتهم و دخلت إلي غرفتها


تنهدت منار بإرهاق ثم جلست علي أحد المقاعد و هتفت: 


"عمرو صدقني أنا والله مش بكره هدي بالعكس أنا بحبها أوي و نفسي أبقي معاها ذي ساره كده، بس مش بإيدي ماما هي اللي بتخليني أعمل كل ده و فوق ده كله" 


ثم نظرت له و هتفت بصدق: 


"أنا لا بحبك ولا عاوزه ألفت إنتباهك ذي ما أنت فاكر ده برضوا بسبب ماما؛ علشان فاكره أنك بتحب هدي عمرو أنت بالنسبالي ابن عمي و بس مش أكتر" 


نظر لها عمرو و هتف بشك:


" طب و أنتي مقولتيش الكلام ده ليها ليه "


هتفت منار بحزن شديد من معامله والدتها لها:


" حاولت كتير اوي يا عمرو والله حاولت، بس مش بتسمع كلامي "


ثم أجهشت بالبكاء و هتفت:


" مش باخد منها غير الضرب لما بقولها كده "


حزن عمرو كثيرا عليها فهتف بهدوء: 


"طب إهدي و بطلي عياط و أنا هحاول أبقي أتكلم معاها تاني" 


أومأت له منار بصمت، فستأذن منها و ذهب وهو غاضب بشده مما تفعله عمته بتلك الفتيات، لا يعلم من أين أتت بكل ذلك الكره للجميع حتي أبنتها لم تنجوه منها. 


    

❈-❈-❈


تحركت ساره و هدي إلي منزل رجب أبو الخير، كانت هدي ترتعش بشده و كأنها ذاهبه إلي الجحيم، تجنبوا المرور من أمام الوكاله؛ حتي لا يراهم سالم و يشك بأمرهم


وصلوا إلي أسفل البنايه نظرت ساره للأعلي ببعض التوتر، و لكنها حاولت تمالك أعصابها حتي لا تتوتر هدي، نظرت لها هدي و هتفت بكلمات متقطعه من الخوف: 


"خل خلاص هنطلع يا ساره" 


ربتت ساره علي يدها و هتفت بتشجيع:


" بت إحنا صحاب حق يعني متخشيش عليهم و أنتي خايفه كده، أرفعي راسك ويلا خلينا نطلع قبل ما الباشا ما يجي"


هزت هدي رأسها بموافقه و كان جسدها بالكامل يرتعش من الخوف 


صعدوا إلي الدرج و أخيرا وصلوا للمنزل 


هتفت هدي بتوتر: 


"ساره أنتي متأكده أن هي دي شقه المعلم رجب، لتطلع شقته هو و نتنفخ إحنا" 


هتفت ساره بجهل: 


"أنا مش عارفه اني شقه بس دي أول شقه قبلتنا و إحنا و نصيبنا بقي" 


قامت برن جرس الباب، كانت هدي قلبها يقرع كالطبول من شده الخوف سمعوا صوت خطوات من خلف الباب، فتمسكت هدي في ساره أكثر، فتح الباب بهدوء


فتحت عينيها بدهشه وخرجت منها شهقه قويه عندما رأت كابوسها أمامها، ينظر لهم بسخريه أتوا ليحتموا منه عن طريق والده يا لسذاجتهم، فهو عاد من الوكاله ليتناول الطعام و يرتاح قليلا ثم يعود مره أخري ولكن من سوء حظهم أوقعهم بين يديه


إبتسم سالم بسخريه و هتف بنبره متهكمه: 


"يا أهلا وسهلا ببنات حارتنا المحترمين، خير؟ 


هتفت ساره وهي تجز علي أسنانها بغيظ:


" محترمين غصب عنك، إحنا أصلا مش جاين ليك إحنا جاين للمعلم رجب"


هتف سالم ببعض الغضب: 


"جاين تشتكوا لأبويا مني يعني، يلا يا ماما منك ليها روحوا ألعبوا بعيد" 


ثم أغلق الباب في وجههم، نظرت ساره له بدهشه من فعلته و شعرت بيد هدي التي تجذبها و تهتف بخوف:


" يلا يا سارة علشان خاطري خلينا نمشي بقي كفايه"


شدت ساره يدها منها وهتفت بغيظ:


"طب و ربنا ما أنا ماشيه من هنا غير لما أقول لابوه" 


ثم تحركت و طرقت ساره علي الباب بعنف مره أخري و هتفت بصوت عالي نسبيا: 


"يا معلم رجب معلم رجب" 

    

❈-❈-❈


في الداخل 


جز سالم علي أسنانه بغيظ عندما سمع صوت طرق باب المنزل مره أخري و تلك الفتاه سليطه اللسان تقوم بمناداه والده، الذي خرج من غرفته وهو يهتف بدهشه:


" أيه ده فيه أيه يا سالم؟ 


هتف سالم وهو يقف أمام الباب حتي لا يعلم والده بما حدث: 


"مفيش حاجه يا حاج خش أنت و أنا هشوف فيه أيه" 


خرج خالد أيضا بسبب صوت طرق باب المنزل العالي:


" ايه ده يا جماعه، مين اللي بيخبط كده "


مسح سالم على وجهه بغضب عندما وجد والده سبقه وفتح باب المنزل 


هتف رجب بتعجب عندما وجد فتاه تنظر له بغضب و الاخري نظارتها خائفه، هتف رجب بتساؤل:


" أيه ده أنتوا مين؟ 


هتفت ساره بصوت هادئ بعد موجه غضبها: 


"أنا ساره و دي هدي إحنا بنات الست رحمه و كنا عاوزين حضرتك في موضوع" 


إبتسم رجب و هتف بترحيب:


" يا أهلا وسهلا بولاد الغالين تعالوا يا بنات أتفضلوا، دي منيره هتفرح أوي "


دخلت ساره و تبعتها هدي، نظروا وجدوا سالم ينظر لهم بغضب، لم تعطيه ساره أهميه و تحركت خلف رجب، أما هدى نظرت له بخوف شديد فبادلها النظره بحده جعلها تركض خلف ساره، إبتسم علي حركتها تلك ثم إستدار فوجد خالد ينظر له بخبث و غمز: 


"أيه يا معلم" 


رفع سالم حاجبه: 


"أيه بتبص كده ليه؟ 


غمز له خالد ثم حول نظره للغرفه التي دخل بها الفتيات:


" هو أيه النظام يا باشا "


تحرك سالم نحو الغرفه وهو يهتف بحنق: 


"خالد فكك مني النهارده" 


ضحك خالد و تبعه وجد ساره تتحدث بإندفاع وهي تقول: 


"إحنا جاين ليك يا معلم رجب علشان لينا حق، و عارفين طبعا ان حقنا عندك محفوظ" 


هتف رجب بتعجب:


" حق أيه يا بنتي! 


هتفت ساره وهي تنظر لهدي لتتحدث: 


"أتكلمي يا هدي و أحكيله اللي حصل" 


نظرت لها هدي و كادت تبكي من كثره التوتر، ثم حولت نظرها لسالم وجدته ينظر بعينيه لها بحده و كأنه يحذرها من أن تتحدث، و لكنها أنتبهت ليد ساره التي تنكزها حتي تتحدث فهتفت بصوت متوتر:


"أنا إمبارح يا معلم رجب أنا و ساره كنا راجعين الحاره متأخر علي الساعه حداشر كده، بسبب إننا كنا في مشوار و أتأخرنا غصب عننا، و عدينا من قدام الوكاله و أبن حضرتك قال علينا اننا مش كويسين و أتريق عليا علشان أنا يتيمه، و قالي لو كان عايشلك أهل كانوا ربوكي" 


هتفت بأخر كلمتها و أغرقت الدموع عينيها، نظر لها سالم وهو يشعر بالندم مما تفوه به بذلك الوقت، كيف إستطاع أن يفعل بها ذلك و يهتف بشئ كهذا! 


نظر له رجب بغضب وهتف بحده:


" أنت عملت كده يا سالم؟ 


حمحم سالم و تحدث: 


"يا حاج لما تشوف بنات حتتك راجعين الحاره في وقت ذي ده و الدنيا متأخره و كان ممكن لقدر الله يحصل حاجه و أنا أتعصبت، وبعدين اللي عملالك فيها الملاك البرئ دي كارثه و حسابها معايا علي اللي عملته بعدين" 


هتف رجب بغضب: 


"وأنت خايف علي بنات حتتك تقوم تقل أدبك يا كبير الحاره و المفروض أنك حاميهم و أنت اللي بتجيب حقهم، تقوم أنت اللي أذيهم يا معلم" 


هتف أخر حديثه بسخريه، صمت سالم فهو بالتأكيد لن يتحدث عما صدر بلأمس منها و عقابها سيكون منه هو، ليس من والده 


هتفت ساره:


" يا معلم رجب إحنا مش بنرجع كل يوم في نصاص الليالي، إحنا إمبارح كنا في مشوار و اتأخرنا فيه غصب عننا و رجعنا متأخر، و أظن الكل عارفنا و عارف أخلاقنا يبقي أيه لزمته الكلام ده"


هتف خالد بإحترام: 


"إحنا أسفين يا أنسات علي اللي حصل ده سوء تفاهم بس مش أكتر، و إن شاء الله مش هيتكرر تاني" 


ثم نظر لسالم بتحذير و هتف:


" ولا أيه يا سالم مش أنت هتعتذر برضوا"


نظر له سالم و هتف بحده: 


"لا مش هعتذر هما فاكريني عيل صغير بيلعب معاهم في الشارع و جاين يشتكوا لأبويا، أنا كبير الحاره و فوق كل ده أنا مش غلطان و لا عمري هغلط و إذا كان عاجب، ده لسه حساب ست هدي معايا لوحده في حته تانيه ولا أيه" 


ثم نظر لها، فأرتبكت هدي من نظراته و تمسكت بساره أكثر، نظر لها سالم بسخريه هي تخشاه الان لماذا لم تخشاه بلأمس؟ 

عندما صفعته بكل قوه ورمت برجولته عرض الحائط


تركهم و ذهب للخارج فتبعه خالد الذي هتف بتساؤل:


" أستني يا سالم رايح فين"


إلتفت له سالم و هتف بملل:


" لو هتسأل علي اللي حصل إمبارح ريح نفسك و اللي عندي قولته"


هتف خالد بدهشه:


" حصل إمبارح أيه أنا بتكلم علي هدي، أنت عملت أيه للبنت دي مخليها خايفه منك أوي كده يا سالم البنت بتترعش حرفيا جوه منك "


تحدث سالم وهو يرفع كتفيه بعدم معرفه كاذبه:


" معرفش خش أسألها أنت" 


خرجت والدتهم من غرفتها و هتفت بتساؤل: 


"فيه أيه يا ولاد صوتكوا عالي كده ليه، و مين اللي جه أنا كنت بصلي فمعرفتش أخرج" 


هتف خالد بهدوء:


" دول بنتين جم يشتكوا من إبنك يا حاجه كأننا في حضانه، والله ده حتي في الحضانه معملش كده إتهبل علي كبر"


هتفت منيره بإستنكار: 


"ابني سالم عملت أيه يا سالم؟ 


هتف سالم وهو يتحرك للخارج: 


" مفيش حاجه عن إذنك يا أمي"


ثم تركهم و تحرك للخارج، نظرت له رحمه بعدم فهم ثم نظرت لخالد و أقتربت منه و ربتت علي كتفه:


" خالد حبيبي هيقولي حصل أيه صح"


إبتسم خالد بسماجه وحرك رأسه بلا، عبثت منيره و دفعته بغضب: 


"أبو شكلك عيال تقرف بلا هم" 


ثم تركته و تحركت للداخل حتي تعلم ما حدث، إبتسمت بسعاده عندما وجدت هدي فأقتربت منها و رحبت بها و بساره أيضا


جلست منيره بجانب رجب و هتفت بتسائل: 


"هو أيه اللي حصل يا بنات، سالم عملكوا أيه؟ 


تحدثت ساره بإختصار عما حدث، حزنت منيره كثيرا مما فعله أبنها و أيضا أصبح موضوع زواجه من هدي الأن شبه مستحيل بعد ما حدث 


فهتفت بأسف: 


" حقكوا عليا أنا بس والله سالم ده قلبه أبيض، بس معلش يا بنات هو عنده شويه مشاكل، فممكن كان متعصب ساعتها و مكنش يقصد اللي حصل"


هتفت هدي بحزن شديد:


" متضايق و بيطلع ضيقه عليا أنا، طب أنا مالي وبعدين بيعايريني اني يتيمه و دي حاجه مش بإيدي، لو كان بإيدي كنت أخترت أمي و أبويا يفضلوا عايشين علي الاقل كانوا جابوا حقي من أي حد بيضايقني"


تحركت منيره وذهبت إليها و أحتضنتها بحنان: 


"حقك عليا أنا يا بنتي و بعدين أنتي مش يتيمه يا حبيبتي أعتبريني أنا أمك و رجب أبوكي، ولا إحنا مش قد المقام" 


إبتسمت هدي و هتفت:


" لا طبعا ده يشرفني يا خالتي هو أنا أطول يبقي عندي أم عسل كده "


إبتسم رجب و هتف بحنان: 


"متزعليش من الواد سالم هو اه شديد و عصبي، أنما طيب و لو أحتاجتي أي حاجة أنا موجود يا بنتي، و إن كان علي سالم ملكيش دعوه بيه تاني لو ده هيريحك" 


إبتسمت له هدي فأكملت، ساره بسعاده: 


"ماما مكدبتش لما شكرت في حضرتك و قالت أنك مبتسبش حق حد و كمان بحبها لطنط منيره" 


هتفت منيره بإشتياق: 


"وحشتني أوي رحمه، تعرفوا يا بنات ده إحنا مكناش بنسيب بعض غير وقت النوم من و إحنا صغيرين، المفروض اروح أشوفها هي أكيد زعلانه من اللي حصل ده" 


صرخ الفتاتان في نفس الوقت وهتفوا: 


"لااا" 


نظر لهم كلا من منيره و رجب بدهشه، فهتفت ساره بحرج:


" أصل بصراحه هي متعرفش حاجه، إحنا مقولناش حاجه ليها يعني "


هتف رجب بتفهم: 


"خلاص متقلقيش يا بنتي محدش هيقولها حاجه ولا أيه يا منيره؟ 


نظر إلي منيره بتحذير حتي لا تخبر رحمه بأي شئ بناء علي رغبه البنات، هزت منيره رأسها بموافقه علي حديثه 


سمعت هدي رنين هاتفها، فستأذنت منهم لتجيب عليه ثم تأخذ ساره و تغادر 


خرجت خارج الغرفه و ردت علي خالتها و هتفت: 


" أيوه يا خالتو"


تحدثت رحمه: 


"أنتوا قربتوا تخلصوا ولا لسه" 


تحدثت هدي بتوتر فهي تكره الكذب علي خالتها و لكن ما باليد حيله: 


"خلاص يا خالتو إحنا راجعين اهو المحل مفيهوش حاجه حلوه" 


أغلقت معها الخط و ألتفتت وجدت سالم يستند علي الحائط وهو يبتسم بسخريه:


" المحل مفيهوش حاجه حلوه طب ما تبصي بصه تاني، علي فكره عندنا حاجات تعجبك أوي "


أنهي حديثه بغمزه لها، خجلت هدي من طريقه حديثه و توترت منه أكثر ثم تحركت لتذهب من أمامه، فهتف بصوت حاد: 


"أستني عندك" 


تصنمت هدي مكانها بخوف، إبتسم سالم بسعادة فهو يسيطر عليها بأقل شئ ذهب و وقف أمامها وضع يديه أمامه صدره:


" بقي جايه تشتكي لابويا مني فاكره كده انك هتحمي نفسك مثلا"


هتفت هدي بنبره متوتره: 


"م ما أنت لو مكنتش ضايقتني مكنتش هعمل كده" 


أقترب سالم و هتف في أذنها:


" أنتي عارفه أيه عقاب اللي يفكر حتي أنه يقل مني أيه؟ 


أنتفضت هدي مبتعده عنه: 


"أنا مقلتش منك انت أتريقت عليا و قولت اني يتيمه" 


حمحم سالم وهتف: 


"وأنتي قليله الأدب و إيدك طويله والقلم ده مش هيعدي بالساهل، و هاخد حق القلم ده بس كله بالصبر" 


هتفت هدي بخفوت: 


"هو انت ممكن تضربني" 


فتح سالم عينيه بدهشه، ماذا يقوم بضربها فهو يكره فكره أن يضرب رجل إمرأه، حتي انه لم يضرب ليلي سوي مره واحده عندما قامت بإستفزازه و كانت مجرد صفعه


هتف سالم بحزم: 


"أنا عمري ما أضرب ست يا أنسه هدي، أنا مش حيوان للدرجادي" 


هتفت هدي بقلق: 


"أومال أنت بتقولي القلم مش هيعدي بالساهل يعني هتاخد حقه إذاي؟ 


هتف سالم بخبث: 


" ما هو فيه طرق تانيه غير الضرب"


هتفت هدي بخوف شديد: 


"طب بص أنا والله اسفه خلاص ماشي، بس متعملش حاجه" 


إبتسم سالم بسخريه: 


"لا والله المفروض أسامح كده يعني" 


هتفت هدي بإرهاق: 


"طب أنت عاوز أيه و تسامحني" 


كان سيتحدث سالم، ولكن قاطعه خروج ساره من الغرفه مع والدته و والده، و التي عندما رأته ذهبت لهدي مسرعه و هتفت وهي تنظر له بشر:


" أيه يا هدي فيه حاجه "


رد سالم بسخريه: 


"متقلقيش يا ست المحاميه مش هاكلها يعني" 


هتف رجب بتحذير: 


"لا إله إلا الله، خلصنا يا سالم بقي" 


إبتسم سالم و هتف وهو ينظر لهدي بخبث: 


"لا خلاص انا و الست هدي إتصفينا خلاص" 


ثم نظر لها و هتف وهو يبتسم بخباثه: 


"ولا أيه؟ 


هزت هدي رأسها بموافقه عده مرات، جعلت ساره تنظر لها بتعجب، أما منيره فكانت سعيده فها هو طريق جوازهم اصبح متاح مره أخري 


هتفت ساره:


" عن إذنكوا يا جماعه علشان اتأخرنا، شكرا مره تانيه يا معلم رجب"


هتف رجب بهدوء: 


"ولا شكر ولا حاجه يا بنتي نورتوا" 


هتفت منيره بسعاده:


" إن شاء الله هاجي قريب لرحمه علشان وحشتني اوي"


هتفت ساره بإبتسامة هادئه: 


"إن شاء الله تنورينا يا خالتي" 


ثم أخذت هدي و تحركوا للخارج 


نظر رجب لسالم بغضب:


"مكنتش متخيل ان بسبب أنك بقيت الكبير تفتري علي الناس لا و كمان بنات" 


هتف سالم بإحترام فهو بالتأكيد لن يقوم برفع صوته أمام والده:


" يا بابا حضرتك الموضوع فعلا يعصب، أنا اضايقت لان كان ممكن يحصل حاجه ليهم"


هتف رجب بحده: 


"طب ما أنا كنت مكانك قبل كده و شوفت كذه موقف ذي ده، بس كنت بعرف أفرق بين البنات المتربين ولاد ناس واللي أنت بتقول عليهم لامؤخذه يا معلم سالم، بذمتك يا شيخ دول بنات يتقال عليهم الكلام ده" 


هتفت منيره بصدق:


" دول أدب و أخلاق ربنا يعلم، أنت مشاكلك مع مراتك جننتك يا سالم و خلتك تتخانق مع دبان وشك"


هتف سالم وهو يمسح علي وجهه: 


"يا أمي الموضوع مش كده خالص" 


هتف رجب وهو يضرب بعصاه الأرض بسبب أفعال ولده: 


"أومال الموضوع أيه بقي يا سيد المعلمين ها، أنت لو كان عندك أخت بنت كنت هترضي حد يقول عليها كده، أنت فاكر يعني أنهم ملهمش رجاله علشان كده بتستقوي عليهم، خلي بالك بقي يا سبع البرمبه أبن عم هدي موجود و قبله كمان انا اللي موجود و هقفلك، فاهمني يا سالم" 


حرك سالم رأسه: 


"فاهم يا حاج عن إذنك علشان هنزل الوكاله و بعدين رايح مشوار" 


فهم رجب بأنه سيذهب لمعرض السيارات الخاص به ليباشر عمله

          

❈-❈-❈


وصل الفتيات الي المنزل بهدوء، دخلت ساره الغرفه مع هدي وهي تبتسم بسعاده: 


"شوفتي محصلش حاجه إذاي" 


إبتسمت هدي ايضا و هتفت بإطمئنان فهي كانت تخشي أن يحدث شئ سئ، و لكنها تحمد الله أن تلك الزياره مرت علي خير


تذكرت حديث سالم فأختفت إبتسامتها تدريجيا وهي تفكر عما يدبره لها. كيف سيأخذ حقه منها مثلما أخبرها؟ 


بعد مرور أسبوع 


ذهب عمرو إلي منزل هدي كعادته للإطمئنان عليهم، و لكن تلك المره ستكون مختلفه فهو سيحدد مصيره مع ساره اليوم سيخبرها بكل شئ حتي يرتاح قلبه 


طرق الباب ففتحت له هدي بإبتسامتها المعتاده:


" إذيك يا عمرو "


دخل عمرو وهتف:


" الحمدلله يا حبيبتي، البت أم لسان فين "


ضحكت هدي و هتفت: 


"في البلكونه يا سيدي تعالي خش" 


دخل عمرو وهتف بحرج وهو يحك رقبته:


" إحم طب ما تهوينا شويه حلوين كده و روحي أعملي قهوه"


رفعت هدي كتفيها و هتفت: 


"ما أنت عارفني مش بعرف أعملها" 


مسك عمرو علي وجهه بحنق: 


"طب روحي أعملي أي حاجه في حياتك يلا" 


غمزت له هدي: 


"هروح أرغي مع رحرح شويه"  


إبتسم عمرو بسعاده: 


" يا زين مع عملتي والله عسل يا أخواتي "


تركته هدي و ذهبت وهي تممني من الله السعادة لعمرو و ساره


دخل عمرو إلي الشرفه فوجد ساره تجلس وهي شارده في اللاشئ و كانت ترتدي الاسدال الخاص بها


جلس عمرو علي المقعد الذي بجانبها و هتف: 


"عامله أيه" 


نظرت له ساره بتفاجئ ثم إبتسمت و هتفت:


" الحمدلله كويسه، أنت أيه أخبارك "


إبتسم عمرو:


" الحمدلله تمام، مالك كنتي سرحانه فيه أيه*


هتفت ساره: 


"ولا حاجه سرحانه عادي يعني" 


أعتدل عمرو في جلسته و هتف بجديه: 


"ساره عاوزه اسألك سؤال و تجاوبي عليا بكل صراحه "


هزت ساره رأسها بموافقه، فأكمل: 


"أنتي عارفاني طبعا من زمان و متربين مع بعض، يعني أنتي أيه رأيك فيا؟ 


رفعت ساره حاجبها بتعجب: 


" رأي فيك إذاي يعني! 


تحدث عمرو:


" يعني أنا ك شاب أيه رأيك فيا؟ 


هتف ساره وهي تبتسم بصدق:


" أنت شاب كويس و محترم و أبن حلال، يعني أخلاقك كويسه و عمرك ما عكست بنت او كده و عارف ربنا و مهندس و شغلك كويس الحمدلله "


هتف عمرو بأمل:


" يعني لو أتقدمت لبنت ممكن توافق عليا *


لا تعلم لماذا شعرت بألم في قلبها عندما هتف بتلك الجمله و لكنها أختلقت إبتسامه بصعوبه و هتفت: 


"أكيد طبعا يا عمرو أي بنت تتمناك" 


هتف عمرو وهو ينظر بحب خالص لها: 


"أنا مش عاوز أي واحده، أنا عاوز واحده بس هي دي اللي لو وافقت هبقي مش عاوز أي حاجه تاني من الدنيا غير أني أكمل معاها باقي حياتي معاها، وتبقي هي مراتي و حبيبتي و أم أولادي" 


إبتسمت سارة بصعوبه وهتفت: 


"وهي مين دي؟ 


نظر عمرو بعينيه التي كانت تلتمع بالحب و الأمل:


" أنتي يا ساره"



يتبع