الفصل الأول - صرخة عشق
الفصل الأول
أرتفع صوت "منى" للغاية يكاد يصل إلى أعلى البناية وهى تتجه صوب النافذة فاتحة إياها، صائحة بأعلى صوتها حتى تستطيع إيقاظه من ذلك النوم العميق رادفة بإلحاح:
_ قوم بقى يا عز الساعه بقت سبعة، هتتاخر على شغلك يا أبنى ولسه هتفطر، أصحى بقى
صاح "عز" بصوت غالب عليه النوم وهو يضع الغطاء على وجِههِ حتى لا يرى أشعة الشمس رادفا بحنق:
_ حاضر يا ماما هقوم أهو، مش لازم يعنى العمارة كلها تسمع موال كل يوم ده!!
ألتو ثغر "منى" ومصمصت شفتيها بأستهزاء، وأضافت بتهكم:
_ هو ده اللى أنت فالح فيه يا اخويا، قوم يلا عشان متتأخرش على شغلك
قالت "منى" جملتها وهى تُشرع فى الخروج من غرفة "عز" متُجة نحو غرفة "زيزى" صائحة بنفس نبرة الصوت العالية رادفة بتنبيه:
_ يلا يا استاذه زيزى أنتى كمان، اصحى بقى عندك محاضرة الساعه تمانية ونص، يلا عشان متتاخريش
رفعت "زيزى" الغطاء عن وجهها بملل وحنق ثم ألقتطت هاتفها مُتفقدة كم الساعة!! لترفع وجهها إلى والدتها زافرة بأنزعاج:
_ يوووه يا ماما حرام عليكى، المحاضرة الساعه تمانية ونص ودلوقتى الساعة لسه سبعة، لسه بدرى سيبينى شويه كمان بقى عايزه أنام
وضعت "زيزى" الغِطاء على رأسها مرة أخرى، بينما سحبته "منى" من فوقِها مُعقبة بإصرار:
_ أيوه يا حبيبتى لسه ساعه ونص، ساعه تلبسى فيها ونص ساعه تفطرى، مش لازم كل يوم تتاخرى، يلا قومى وأخلصى
خرجت "منى" مُتجه نخو غُرفتها هى وزوجهِا تاركة "زيزى" خلفها تتأفف بضيق وحنق، بينما دلفت هى غرفتها لتجد زوجها مُستيقظًا وجالسًا على الفراش يضحك بكل طاقته، لتعقب "منى" بكثير من التهكم:
_ طب والله كويس انى لقيت حد صاحى فى البيت ده قبل ما أنبح فى صوتى وأوجع قلبى معاه!!
أنفجر "ماجد" ضحكا على إنزعاج زوجته الواضح على تعابير وجهها رادفا بمرح:
_ تصحينى!! ده كميه الزعيق اللى انتى زعقتيها صحت الناس اللى على أول الشارع، مش هتصحينى أنا!!
لم تتحكم "منى" فى كتم ضحكتها لتضيف بحب كبير نحو زوجها "ماجد" قائلة:
_ طب يلا يا أخويا أنت كمان، قوم أغسل وشك وغير هدومك عقبال ما أروح أحضر الفطار
هتف "ماجد" مُستفسرا عن أمر نجله الصغير قائلا:
_ مش هتصحى القتيل التالت عشان يروح كليته هو كمان!!
أجابته "منى" على سؤاله رادفة بتوضيح:
_ لا ذياد قالى معندوش محاضرات خالص النهاردة
قالتها وهى تخرج من الغرفة متجهة صوب المطبخ، كى تُحضر الإفطار إلى عائلتها الجميلة تلك بكل حب وفناء
❈ - ❈ - ❈
دلفت "هدى" غرفة بناتيها كى تُيقظهما ليذهبا إلى جامعتهم مُعقبة بكثير من المحبة والعاطفة:
_ يلا يا بنات عشان متتاخروش على الكليات بتاعتكوا، أصحوا بقى وأنا هروح أحضرلكوا الفطار أهو
عقبت "ندا" بصوت غالب عليه النوم وهى تُزيح عنها الغطاء ناهضة من فراشها، رادفة بحب كبير تجاه والدتها :
_ صباح الخير يا أحلى ماما فى الدنيا، أستنى أنا هقوم أساعدك فى الفطار عشان متتعبيش نفسك يا حبيبتى
ربتت " هدى " على ظهرها بكثير من الحب رادفة بإمتنان:
_ ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى
_ طب والأبله اللى نايمه دى!! مش هتصحى هى كمان هتتأخر على كليتها؟!
قالت "هدى" جملتها تلك بعد أن حولت نظرها إلى تلك التى لم تفيق حتى الان رادفة بتأفف:
_ الأبله اللى نايمه معندهاش محاضرات النهاردة، سبينى أنام بقى
كانت تلك "جنه" بعد أن أبعدت تلك الوسادة عن وجهها بملل، وبمجرد أن أنهت حديثها، سريعا ما وضعت الوسادة على وجهها مره اخرى، لتبتسم "ندا" على إنزعاج شقيقتها مُوجهة حديثها نحو والدتها رادفة بحب:
_ طيب يا ماما هقوم أنا أغسل وشى وأحصلك على المطبخ وأحضر معاكى الفطار، كمان أهو نفطر سوا قبل ما ألبس وأنزل الكليه
ربتت "هدى" مرة أخرى على ضهر أبنتها رادفة برضاء:
_ طيب يا حبيبتى ربنا يرضيكى يا بينى زى ما أنتى رضيانى كده قادر يا كريم
قالت "هدى" جملتها تلك وخرجت من الغرفة، بينما كادت "ندا" أن تتجه نحو المرحاض وتخرج بعدها كى تُساعد والدتها فى تحضير الطعام، ولكن أوقفها صوت رسالة على هاتفِها، لتتوجه نحو هاتفها وفتحت الرسالة لكى تقرأها وكان مضمون الرسالة هو:
" صباح الخير يا أحلى وأجمل ندا فى الدنيا كلها، بحبك يا ست البنات "
أبتسمت "ندا" بفرح وأغلقت هاتفها وسريعا ما ذهبت نحو المرحاض وغسلت وجهها ويعدها توجهت صوب المطبخ لكى تُحضر الطعام مع والدتِها، وسريعا ما أنتهيا من إعداد الطعام ووضعه على الطاولة كى يتناولوه معا، لتعقب "هدى" رادفة بإستفسار:
_ هترجعى أمتى النهاردة يا حبيبتى من الكلية؟!
أبتعلت "ندا" ما بفمها من طعام بهدوء مُجيبة على والدتها بتوضيح:
_ يعنى ممكن على الضهر كده يا ماما أو بعد الضهر، هتحتاجى حاجه أجيبهالك معايا وأنا جايه يا حبيبتى؟!
حركت "هدى" رأسها بنفى مُضيفة بهدوء:
_ لا يا حبيبتى عايزه سلامتك، أصل سهر مرات أخوكى معاذ عزمانا النهاردة على العشاء عندها وعزمت أهلها كمان، بيقولوا فيه حاجه مهمه عايزينا فيها!!
شعرت "ندا" بفرحة عارمة من هذا الخبر، فهى تصبح أسعد شخص فى هذا العالم لوجودها بمكان واحد مع حبيبها المتيمة بعشقه، لتردف بسعادة بالغة:
_ ماشى يا ماما هقوم أنا بقى ألبس عشان الكلية، أحسن أتاخر أكتر من كده
أومأت لها "هدى" بالموافقة رادفة بعاطفة أمومة:
_ ماشى يا حبيبتى ربنا معاكى
❈ - ❈ - ❈
فى مكان أخر فى إحدى البنايات الثرية بالأحياء الراقية بمنزل "حازم"، ها هو جالس على فراشه يدُخن بعض السجائر بشراهة ويُفكر فى أفكاره الشيطانية التى زرعتها بداخله والدته الحقودة الكارهة لمن حولها
دلفت "نجلاء" غرفة "حازم" التى كان باباها مفتوحا بالفعل، لتجده مُستلقياً على فراشه يُدخن السجائر وشارد الذهن، لتعقب "نجلاء" رادفة بمكر:
_ أنا عارفه أنت بتفكر فى أيه، واللى أنت عايزه هو اللى هيحصل، وحيات غلاوتك عندى ليحصل وهيبدأ من النهارده كمان، بس أنت ريح بالك ونفذ اللى قولتلك عليه
أعتدل "حازم" فى جلسته وهو يُطفئ تلك السجارة بحدة وغل دافنا إياها داخل المطفئة رادفا بتوعد:
_ أنا مش هرتاح ولا يهدالى بالى إلا لما اللى أنا عايزه هو اللى يحصل، حتى لو كان أيه التمن!! مفيش حد هياخدها منى، ندا بتاعتى أنا وبس
قال جملته الأخيرة تلك وهو ينهض من فِراشه مُتجها ليأخذ حماما، لتعقب "نجلاء" بحقد وعناد:
_ وحياتك يا أبنى لجوزهالك حتى لو غصب عنها..
❈ - ❈ - ❈
خرجت "ندا" من غرفتها عازمة على الذهاب رادفة بصوت عالى وهى ترتدى حذائها:
_ يلا يا ماما أنا نازله بقى، عايزه حاجة؟!
أجابتها "هدى" بسرعة رادفة بحب:
_ عايزة سلامتك يا حبيبتى، بس زى ما قولتلك متتأخريش
وافقتها "ندا" بسرعه، وكيف لها أن تتأخر!! فهى ستكون أسعد شخص فى تلك العزومة، لتعقب رادفة بإنصياغ:
_ حاضر يا ماما، سلام يا حبيبتى
خرجت "ندا" من باب شقتِها مُتجهة ناحية السُلم كى تذهب إلى كليتها، ولكن أوقفتها تلك اليد التى جذبها نحو ذلك الجسد مرة واحدة وسريعا ما وضعت اليد الأخرى على فمِها لتمنعها من الصُراخ..
شعرت "ندا" بالكثير من الرعب والفزع، ونظرت بصدمة نحو صاحب تلك اليد الذى من الواضح جدا إنها تعود إلى رجلا، لتجده حبيبها الذى لا تطمئن إلا بوجوده بجانبها، فأطمئنت كثيرا وهدأت ضربات قلبها، ولكنها سريعا ما عادت لثباتها وصاحت به بأنزعاج رادفة بحدة:
_ أنت مش هتبطل حركات العيال دى بقى!! حرام عليك كنت هتوقف قلبى من الخوف؟!
رمقها بكثير من نظرات الحب والعشق التى يحملها لها وأخذ يتفحص ملامح وجهها الذى لاتزال تحمل أثار فزعها، بالإضافة إلى حركاتها البريئة الطفولية التى تفقده عقله، ليطالعها بنظرة ماكرة مُضيفا بأستفسار:
_ مش أنا بعتلك رساله الصبح يا دودو!! مردتيش عليها ليه يا قلبى؟!
صُدمت "ندا" من سؤاله وأخذت تتصنع عدم الفهم مُعقبة ببلاهة:
_ رساله!! رساله أيه!! هو أنت بعتلى رسايل أصلا!! أنا مشوفتش حاجة
لاحظ "عز" تلعثمها بالحديث ليُدرك أنها تكذب وتتماكر عليه، ليرمقها هو بمكر أكبر مُضيفا بمراوغة:
_ أممم مصدق طبعا إنك مشوفتيهاش!! بس قوليلى خدودك دى حمرا كده ليه يا ترى؟!
أقترب "عز" منها كثيرا، بينما شعرت "ندا" بالقلق وأخذت تتراجع للوراء إلى أن ألتصقت بالحائط خلفها، بينما أستمر "عز" فى الأقتراب منها إلى أن أصبح الهواء لا يستطيع المرور من بين جسديهما من شدة إلتصاقه بها، وسريعا ما أنخفض "عز" لتكاد أنفاسه تحرق عُنقها من شدة حرارتها هامسا لها بمكر مُعقبا بحزم:
_ تانى مره لما أقولك بحبك تردى عليا وتقوليلى وأنا كمان بحبك، سمعانى يا دودو؟!
كادت "ندا" أن تتحدث لتمنعها شفتاه التى ألتقطت خاصتيها بقبلة ناعمة تحمل الكثير من الحب والعشق تُعبر عما يشعر به تجاهها من أحاسيس صادقه، وأخذ يلتهم شفتيها واحدة تلو الاخرى، دون تفاهم أو السماح لها بالأبتعاد عنه، بينما "ندا" كانت تحاول التملص من بين يديه ولكن بداخلها تتمنى أن لا تبتعد عنه أبدا، نعم فهى أيضا تعشقه بشدة وكم تحترق شوقا لكى تكون ملكا له، فهى لا تستطيع تحمل فكرة بعده عنها مُطلقا
ظل "عز" يقبلها بنهم وعشق إلى أن لاحظ بعد قليل أختناقها وحاجتها المُلحة فى طلب الهواء، ليبتعد عنها وهو يلعن بداخله ذلك الهواء وأعطاها مساحة كافية لتستطيع هى أخذ أنفاسها وتنظيمها مرة أخرى
هدأت "ندا" من وتيرة أنفاسها وقلبها يدُق بسرعة كبيرة من شدة الخجل،وها قد أصبح وجهها شديد الاحمرار ولا تستطيع التحدُث، ولكنها حاولت أن تنهى ذلك النقاش لكى لا يراهم أحدا بهدا الوضع، لتعقب بنبرة متلعثمة:
_ عز لو سمحت، أبعد عنى أنا عايزة أمشى، أنا متأخرة على الكلية و..، وعندى محاضره بدرى
همس لها "عز" فى أذنها وهو لا يزال قريبً منها معقبا بفحيح كالأفاعى قائلا:
_ متقلقيش، أنا هوصلك فى طريقى
أستغلت "ندا" تلك الفرصة وتتملص من ببن ذراعيه، لتصيح بسعاده مُمزوجه بالخجل، وسريعا ما دفعته بعيداً عنها رادفة بلهفة:
_ طب كويس أوى، يلا ببينا بقى بسرعة عشان منتأخرش وعشان شغلك أنت كمان
كادت "ندا" أن تفر من بين يديه ليُمسك "عز" بذراعِها سريعا حتى لا تستطيع الفرار وهو يقترب منها مره أخرى مُعقبا بصدق:
_ بحبك يا ندا
أخذت ضربات قلبِها تتعالى من شده الفرحة، فهى تحبه أكثر مما يحبها، وبالطبع أستمعت إلى أعترافه بحبها مئات المرات، ولكنها بكل مرة تشعر وكأن العالم لا يساوى شئ أمام كلمة حبه تلك، للترمقه بنظرة حب مماثلة لنظرته وتلك اللمعة فى عينيها مُصيفة بصدق:
_ وأنا كمان يا عز
رمقها "عز" بحب ولهفة مُشتاق لسماع تلك الكلمات منها ليُلح مُستفسرا:
_ وأنتى كمان أيه يا قلب عز؟!
أرتبكت "ندا" كثيرا ولكن سريعا ما تحركت من بين يديه وأستطاعت الأفلات منه مرة أخرى، لتُسرع فى هبوط الدرج هاربه من سؤالِه وهى فى قمه سعادتِها مُتحدثة:
_ يلا بينا بقى عشان أنا أتأخرت جدا على الكلية بتاعتى
أغمض "عز" عينيه بخيبة أمل تابعا إياها رادفا بأستسلام :
_ الله يحرق الكليه على التعليم كله
توجها معا إلى السيارة ليوصلها إلى الجامعة، ولكن لم ينتبه أحد منهم لتلك العيون الحاقدة والكارهة لعلاقتهما معا وتنوى لهما على الكثير من الشر والمكائد
❈ - ❈ - ❈
أوقف "عز" السيارة أمام بوابة الجامعة ليحول نظره نحو الجالسة بجانبه مُعقبا بتهكم:
_ يلا يا ست هانم أتفضلى عشان أروح شغلى أنا كمان، أنا عارف إنى هترفد بسببك إن شاء الله قريب
ضحكت "ندا" بصحب على طريقته، بينما فتحت الباب مُستعدة للترجل من السيارة رادفة بمشاكسة:
_ حاضر يا عم عز، وبعدين أنت اللى جايب وجع القلب ده لنفسك، لازم يعنى كل يوم توصلنى!! دا أنت مش بتعمل كده مع أختك يا أخى
غمز لها "عز" بوقاحة شديدة مُضيفا بنبرة معازلة:
_ عشانك أنتى أتعب قلبى وعقلى وكل حاجه فداكى يا ست البنات، وبعدين زيزى بكره يجلها واحد يحبها زى ما أنا ما بحبك كده وهيعمل زى ما أنا بعمل كده بالظبط
أبتسمت "ندا" بقليل من الخجل وترجلت من السيارة رادفة بتهرب:
_ أنا أتأخرت أوى كده، يلا باى
تقدمت "ندا" عدة خطوات ثم عادت إليه مرة أخرى متوجهة إلى نافذة السيارة، ليظن "عز" أنها قد نست شيئا ليسألها مستفسرا:
_ فيه أيه!! نسيتى حاجه ولا أيه؟!
أومأت له "ندا" بالموافقة على حديثه، ليعقب "عز" بأستفسار غير مُدركا ما تعنيه رادفا بإهتمام:
_ نسيتى أيه!!
أقتربت منه "ندا" بخجل شديد نحو أذنيه رادفة بهمس:
_ وأنا كمان بحبك أوى يا عز
وقبل أن يقوم "عز" بأى ردة فعل متهورة كانت "ندا" قد أسرعت بالدخول إلى جامعتها هاربة منه، بينما أبتسم "عز" بكثير من السعادة وهو ينظر لها وهى تُسرع فى الدخول إلى جامعتها مُتمتما بحب:
_ وأنا بموت فيكى يا قلب عز
أدار "عز" مُحرك سيارته بعد أن تأكد من دخولها الجامعة شارعا فى التوجه إلى عملِه
❈ - ❈ - ❈
وصل "عز" إلى البنك وهو يُسرع فى الدخول لكى لا يراه أحدا من المسؤولين ويعلموا أنه قد تأخر، ومن ثم يقع فى مُشكلة كبيرة، ولكن أوقفه هذا الصوت الآتى من خلفه رادفا بتهكم:
_ لا والله لسه بدرى يا أستاذ عز؟!
ألتفت "عز" إلى مصدر الصوت الذى يُحدثه وعند رؤيته زفر براحة وأطمئن قلبه قليلا رادفا بانفعال:
_ يووه يا أخى هو أنت!! خضتنى يا عم، دا أنا قولت خلاص أترفدت حرام عليك يا جدع
ضحك "أنس" على فزع صديقه مُضيفا بتهكم:
_ لا مهو أنت لو فضلت عالحال ده والتأخير كده كل يوم هتترفد ونخلص منك قريب بعون الله
أمتعضت ملامح "عز" ببرائة مُستعطفا صديقه رادفا بعتاب:
_ كنت بوصل ندا يا عم، يرضيك يعنى أسيبها تمشى لوحدها وحد يرخم عليها!! ترضاها على مرات أخوك؟!
أصطنع "أنس" ملامح التأثر هو الأخر مُضيفا بأستهزاء وتهكم:
_ لا طبعا أزاى يعنى!! ميرضنيش، أترفد أنت بس وأحنا هنعينك سواق خصوصى عند الانسة ندا، أيه رأيك؟!
لاحظ "عز" أستهزاء "أنس" على حديثه ليزجره بإنزعاج طفيف:
_ طب يلا يا عم الخفيف على مكتبك عشان نشوف شغلنا
❈ - ❈ - ❈
دلفت "منى" غرفة "ذياد" بعد أن أنتهت من أشغالها المنزلية عازمة على أن تُيقظ ذلك الكسلان الذى لم يستيقظ بعد...
أتجهت "منى" لفتح نوافز الغرفة صائحة بصوت عالٍ لتنبه ذلك الكسول الذى لم يفيق بعد رادفة بصياح:
_ أصحى يا روح أمك نموسيتك كحلى ولا أيه!! هتقضى اليوم كله نوم؟!
أعتلت وجه "ذياد" ملامح الأنزعاج والغضب، بسبب ذلك الضوء الصاخب الذى ملأ الغرفة، ليصيح رادفا بتأفف بصوت غالب عليه النوم:
_ فيه أيه يا ماما سيبينى بقى نايم أحنا لسه بدرى وأنا نايم بليل متأخر أصلا
ألتوت شفتى "منى" بتهكم رادفة بأستهزاء:
_ بدرى من عمرك يا قلب أمك، الضهر أذان يا ضنايا
رفع "ذياد" الغطاء عن وجه بصدمة، ثم أعتدل فى جلسته رادفا بقليل من ألم الرأس:
_ يااه الضهر أذن!! ده أنا شكلى أتاخرت فى النوم أوى النهاردة
عقبت "منى" بمحبة وعاطفة أمومة رادفة بتنبيه:
_ طيب يلا يا حبيبى قوم بقى عشان تفطر و...
قطع حديثها صوت جرس الباب مُعلنا عن قدوم أحدهم، خرجت "منى" من غرفة "ذياد" متجهة صوب الباب لتعلم من الطارق!!
فتحت "منى" الباب لتجدها "جنة" وهى تحمل بعض الكتب فى يدها، أبتسمت لها "منى" مرحبة بها رادفة بحب:
_ أهلا أهلا يا جنة يا حبيبة قلبى، أتفضلى أدخلى
دلفت "جنة" بخجل بسبب تلك الزيارة المفاجئة متوجهة نحو غرفة الأستقبال بصحبة "منى"، لتعقب "جنة" رادفة بحرج:
_ أنا أسفة جدا يا طنط على الزيارة المفاجأة دى
أمتعضت ملامح "منى" بطيف أنزعاج بسبب خجل "جنة" وكلماتها تلك، لتجيب عليها "منى" بعتاب:
_ عيب يا جنة يا حبيبتى الكلام ده، متقوليش كده تانى دا أنتى تنورى فى أى وقت يعجبك
أبتسمت "جنة" إلى "منى" بمحبة وأحترام، فهى تعتبرها مثل والدتها تماما بحكم تربيتهم معا والنسب الذى بينهم، لعقب "جنة" بمحبة كبيرة:
_ تسلمى يا طنط ربنا يخليكى
أخذت "جنة" تتنقل بعينها بأرجاء المنزل ولكنها لم تجده، لتضطر أن تسأل عليه والدته، لتضيف بخجل شديد مُستفسرة عنه رادفة بحرج:
_ هو ذياد مش هنا ولا أيه يا طنط؟!
أتسعت أبتسامة "منى" بسعادة بسبب سؤال "جنة" عن أبنها فهذا يؤكد لها أن ما تتمنى ليس بشيء صعب، لتجيبها "منى" رادفة بحب:
_ لا يا حبيبتى هنا، لسه كنت بصحيه أصل البيه نموسيته كحلى، بيقولى إن مكنش عندكوا محضارات النهاردة
أومأت لها "جنة" بالتأكيد على حديثها و حديث "ذياد" رادفة بهدوء:
_ أيوه فعلا يا طنط مكنش عندنا محاضرات النهاردة، ده حتى أنا كنت واخده أسكتش المحاضرات من ذياد وجيت أجبهوله عشان مروحناش الكليه النهاردة
كادت "منى" أن تتحدث وتبادلها الحديث، ليقاطعها خروج "ذياد" من غرفته عارى الجسد تماما لا يستره شيء سوا ذلك السروال الداخلي فقط مُتجها نحو المرحاض، ولكنه لم يكن يعلم بوجود "جنة" فى منزلهم..
ما إن رأته "جنة" حتى شهقت بفزع وأتسعت عينيها هى و "منى" بصدمة، ف "منى" لم تكن تتوقع أن يخرج هكذا خصيصا بعد أن سمع صوت جرس البيت، بينما "جنة" سريعا ما أدارت وجهِها إلى الناحية الأخرى وقد أصبح شديد الاحمرار من شدة خجلها من ذلك المنظر الغير متوقع..
بينما "ذياد" ما إن لاحظ وجود "جنة" حتى أسرع بالفرار إلى غرفته مرة اخرى بعد أن تأكد من إنها قد رأته بهذا المنظر المُحرج، ضرب "ذياد" بيده فوق وجهه بحرج وخجل شديد لاعنًا غبائه وتسرعه
بينما أنفجرت "منى" بالضحك على ذلك الموقف، فهى لم تعد تستطيع كتم ضحِكاتها على هذا المنظر المُحرج لكلا منهما الاثنين، بالطبع ف "منى" لطالما تمنت أن تأخد "ندا" ل "عز" و "جنة" ل "ذياد" من شده حبها فى صديقتها "هدى"، وأيضا لتربية "هدى" لبناتها الاثنين بالرغم من عدم وجود والدهما رحمه الله..
قطع ضحكات "منى" صوت "جنة" الذى لم تُفارق الحمرة وجهها وهى تُحمحم طالبة الاذن بالذهاب معقبة بحرج:
_ طب أنا بقى هستأذن يا طنط منى عشان متأخرش على ماما أكتر من كده
ضيقت "منى" ما بين حاجبيها رادفة بطيف إنزعاج:
_ هو أنتى لحقتى يا بنتى؟! طب أقعدى أفطرى مع ذياد يا حبيبتى
أبتلعت "جنة" بحرج عند ذكر أسم "ذياد" وهذا بسبب تذكرها لذلك المنظر مرة أخرى، لتنهض "جنة" من مكانها مضيفة بعجل:
_ معلش يا طنط عشان بس متاخرش على ماما، وكمان عشان ألحق أجهز نفسى لعزومة سهر ومعاذ
لأحظت "منى" حرج "جنة" الشديد وتهربها بسبب ذلك المشهد منذ قليل، لتعزم على أن لا تضغط عليه أكثر من ذلك لتعقب رادفة بود:
_ طيب يا حبيبة قلبى سلميلى على هدى لحد ما أشوفها
خرج "ذياد" من غرفته بعد أن أرتدى ملابسه وهو يشعر بالحرج الشديد مما حدث منذ قليل، ولكنه قد تفاجاء من عدم وجود "جنة"، ليسرع ليسال والدته عنها رادفا بلهفة:
_ هى جنة راحت فين؟!
أنفجرت "منى" ضاحكة على ملامح أبنها التى تصرخ بالحرج والأرتباك، لتجيبه "منى" بصعوبة من بين ضحكاتها رادفة بتهكم:
_ أتحرجت يا أخويا ومشيت، يعنى مش عارف تُستر نفسك بحاجه وأنت طالع من أوضتك؟!
أمتعضت ملامح "ذياد" بالأنزعاج لانها قد رحلت قبل أن يراها، بالإضافة إلى قليل من الراحة لمغادرتها قبل أن يضطر لمقابلتها، ليعقب "ذياد" رادفا بحنق وضيق بسبب ما حدث:
_ هو أنا يعنى كنت أعرف إنها هنا؟!
لكزته "منى" فى ذراعه بقليل من الحدة رادفة بتوبيخ:
_ هو أنا مش مليون مرة أقولك ألبس هدومك وأنت طالع من أوضتك، عشان أصلا أنت ليك أخت بنت وعشان كمان أبوك ميزعقش
زفر "ذياد" بتأفف من توبيخ والدته له ليجيبها رادفا بأنزعاج:
_ منا كنت فاكر إن مفيش حد هنا، وقولت يمكن اللى على الباب ده البواب كان بيجبلك حاجه، عشان كده طلعت براحتى ومدتش خوانه وقولت أخد حمام عقبال ما تحضرى الفطار
لأحظت "منى" إنزعاج أبنها لتحاول التخفيف من إنزعاجه وتغير الحديث رادفة بسرعة:
_ يله مش مهم بقى حصل خير، روح أنت خد حمامك وتعالى عشان تفطر، وخلى فى علمك صحيح أحنا معذومين عند أختك سهر وجوزها النهاردة على العشاء
أبتلع "ذياد" ريقه بحرج من تلك الفكرة التى أتت برأسة من تواجده مع "جنة" فى مكان واحد بعد الأن، ليصيح "ذياد" مُستفسرا من والدته رادفا بتردد:
_ معذومين أحنا لوحدنا ولا أهل معاذ كمان معذومين؟!
أبتسمت "منى" بمكر لعلمها بمغزى سؤال أبنها، لتجيبه رادفة بمناكشة:
_ لا طبعا مش لوحدنا، هدى وندا وجنة معذومين كمان، سهر قالتلى إن فى حاجة مهمة عايزين يقوللنا عليها هى ومعاذ النهاردة، بس خير إن شاء الله
شرد "ذياد" فى كيف سيضع عينيه فى عين "جنة" مرة أخرى بعد ذلك المنظر الذى راته به، تأكد "ذياد" من أن فرصة تقربه من "جنة" قد تبخرت تماما بعد ما حدث اليوم، ليلعن نفسه مرة أخرى ويتوجه نحو المرحاض لكى يأخذ حماما، لعله يهدأ من ثورة أفكاره
❈ - ❈ - ❈
فرغت "ندا" من حضور جميع محاضراتها، وسريعا ما قامت بجمع أغراضها على عجل مُستعدة لذهاب لتلتقى ب "زيزى" الذى حدثتها منذ بضعة ساعات متفقة معها على العودة إلى المنزل معا
شرعت "ندا" فى الخروج من القاعة مُمسكة بهاتفها المحمول لكى تجرى إتصالا إلى صديقتها "زيزى"، وبالفعل لم يمر سوء ثوانٍ حتى أتاها صوتها رادفة بأندفاع:
_ أيه يا ندا فينك!!
أخذت "ندا" تلتفت حولها وتنتقل بنظراتها يمينا ويسارا باحثة عنها وتظن إنها على مقربة منها، لتقابلها "ندا" هى الأخرى رادفة بأستفسار:
_ أنتى اللى فين يا بنتى بدور عليكى ؟!
أحتدت نبرة "زيزى" الذى أجابتها مُعاتبة إياها رادفة بطيف إنزعاج:
_ انتى اللى بدورى بردو يا ندا، أنا بقالى ساعه بكلمك وتليفونك مقفول، أنتى فين دلوقتى؟!
أغمضت "ندا" عينيها بإرهاق شديد، بسبب ضغط تلك المُحاضرات عليها خصيصا وإنها قاربت على إمتحاناتها، لتجيبها "ندا" رادفة بإعتذار:
_ أنا أسفة أوى يا زيزى، والله أنا لسه مخلصه المحاضرات حالا أهو
ألتمست لها "زيزى" العذر بالأضافة إلى إنها لاحظت هذا الضغط رادفة بتفهم:
_ خلاص يا قلبى محصلش حاجة، أنا خلاص جيالك أهو
أستمرت "ندا" فى أخذ بعض الخطوات إلى الخارج رادفة بعجلة:
_ خلاص يا زوزه هستناكى برا المبنا بتاعى أهو
وافقتها "زيزى" معقبة وهى تسرع فى الذهاب إليها رادفة بتأكيد وثقة:
_ دقايق بالظبط وأكون عندك يا حبيبتى
أنهت "ندا" الأتصال مع "زيزى" لكى تنتظرها لبضعة دقائق، لتجدها تخطوا نحوها وعلى وجهها تلك الأبتسامة التى أعتادت على رؤيتها فى صباح كل يوم، وكأنها إحدى أهميات يومها بل وتعطيها الكثير من الطاقة الإجابية والنشاط، أحتضنت "زيزى" "ندا" وهى تُعقب بأستفسار:
_ هااا أتأخرت عليكى يا حبيبتى؟!
بادلتها "ندا" العناق بكثيرا من الحب رادفة بابتسامة:
_ لا يا قلبى ابدا، تعالى بقى نروح نشرب حاجه فى الكافتريا ونتكلم شوية
أبتسمت لها "زيزى" موافقتها الرأى رادفة بحماس:
_ أوك، يله بينا
جلس كلا من "زيزى" و "ندا" على هذه الطاولة ليتبادلا الحديث معا، بعد أن طلبت كلا منهما مشروبها المفضل، لتشرع "ندا" لبداية الحديث رادفة بإنزعاج طفولى:
_ أخوكى ده بقى هيجننى خلاص
رمتقتها "زيزى" وسريعا ما أعتلت وجهها ملامح الأستفسار، فهى بالطبع تُحب أن تستمع إلى ما يحدث بين "ندا" وبين شقيقها لمعرفة كم أن شقيقها مراوغ ومشاكس، لتصيح "زيزى" بلهفة معقبة بحماس:
_ ليه أيه اللى حصل!! عمل أيه تانى؟!
تنهدت "ندا" وأخذت نفس عميقا مبتسمة بمزيجا من السعادة والخجل بأنٍ واحد رادفة بإستسلام:
_ هحكيلك
قصت لها "ندا" كل ما حدث منذ بداية هذا الصباح، منذ أن خروجت من باب شقتها إنتهاء بما حدث خارج الجامعة، لتتوسع أعيُن "زيزى" بدهشة ولكن سريعا ما تحولت دهشتها إلى ضحكات إعجاب وسعادة رادفة بمدح:
_ طب والله الواد عز أخويا ده عسل وجامد، ربنا يوعدنى بحد قمر وعسل كده زيه يارب
أبتسمت لها "ندا" بسخرية وهى تؤمأ لها بالموافقة رادفة بأستهزاء:
_ ياريت يا أختى وتحسى بالإحراج وبالكسوف اللى أنا بحس بيه ده عشان تبطلى تضحكى عليا تانى
ضحكت "زيزى" بصوتها كله رادفة بثقة وفخر:
_ لا يا قلبى أنا جريئة عنك بكتير، إنما أنتى لخمة وشله الراجل
ألتوى ثغر "ندا" بأبتسامة إستهزاء رادفة بتهكم:
_ طيب يا أختى بكرة نشوف هتبقى لخمة كدة زيي!! ولا هتبقى جامدة بقى وأسد
أنفجرت "زيزى" ضاحكة على كلمات "ندا" لها، ولكنها سريعا ما تحكمت فى ضحكاتها مُضيفة بأستفسار:
_ المهم دلوقتى، قالك هيكلم بابا وماما عشان يجى يخطبك أمتى؟!
أبتسمت لها "ندا" بسعادة وقد أكتست الفرحة ملامح وجهها رادفة بحماس:
_ أحنا أتفقنا إننا هنعرفهم كلهم بعد أمتحانات الترم
أبتسمت لها "زيزى" بالكثير من السعادة رادفة بمرح:
_ طب الحمدلله على البركه، وأهو نفك النحس شوية ونتخطب واحدة ورا التانية ونخلص بقى
ضحكتا كلا منهما وأنتهيا من تناول مشروبهما وشرعا فى العودة إلى المنزل معا، لتذهب كلا منهما إلى بيتها وتستعد لتلك العزومة فى المساء
❈ - ❈ - ❈
كانت "نجلاء" واقفة بالمطبخ تُعد العشاء بصحبة العاملة وكان "حازم" فى غرفته يرتدى ملابسه لكى يستعد للخروج من المنزل كما يفعل كل ليلة، ولا يعود إلى البيت سوا بعد أذان الفجر، هذه هى حياته المُرفهة التى أعتاد عليها منذ فترة طويلة
دلفت "نجلاء" غرفة أبنها لتجده يستعد للذهاب مثلما يفعل كل يوم، ليفيض بها وتصيح زاجرة إياه بنفاذ صبر رادفة بحنق:
_ بردو يا حازم زى كل يوم، خارج ومش هترجع غير وش الصبح، مينفعش كده يا أبنى حرام عليك صحتك!!
أبتسم لها "حازم" بسخرية وهو يرتدى ساعة يده مُعقبا بمكر:
_ جوزينى ندا وأنا أتغير وأبقى زى ما أنتى حابه
أمتعضت ملامح "نجلاء" بكثير من الإنزعاج لتعليق حياة أبنه بأكملها على تلك الفتاة، ولكنها لا تمانع فى فعل أي شيء يُسعده لتجيب عليه بنبرة غاضبة:
_ وأنت يعنى شايفنى ممانعة الجوازة مثلا!! منا مرحبه وبساعدك أهو أعمل أيه أكتر من كده!! بس أنت أبعده عنها الواد عز أبن منى ده وأنا أجوزهالك من بكره لو تحب بس هى توافق!!
أومأ لها "حازم" بالموافقة وهو يبتسم بثقة وبرأسه الكثير من النوايا الخبيثة والحيل الشيطانية مُضيفا بمكر:
_ وأنا موافق يا ستى، أنا عليا أبعد عز ده عنها نهائى، وأنتى عليكى تقنعى ندا، وأنا قريب أوى هاجى أقولك خلاص ندا مبقتش طايقه تبص فى وش عز وهتبقى ليا أنا وبس
❈ - ❈ - ❈
تنظر إلى الساعة التى تجاوزت السابعة مساءً، لتُدرك أنهم بالفعل قد تأخروا كثيراً عن الموعد بالأضافة لصوت بوق السيارة الذى يستعجلهم بالأسفل، لتصيح "هدى" بصوت عالٍ نسبيا مُنبهة بناتها رادفة بتحفيز:
_ يا بنات يلا بسرعه أتأخرنا وعز عمال يظمر تحت فى العربية ومستعجل
صاحت "ندا" وهى لاتزال واقفة أمام مرآتها مُمسكة بأحمر الشفاه الخاص بها رادفة بلهفة:
_ حاضر يا ماما خلاص خلصنا وجاين أهو
ألتفتت "جنة" إلى شقيقتها "ندا" بصدمة مما ضرب براسها من أن يوصلهم "عز" ويأتى معه "ذياد"، لتصيح رادفة بأستفسار:
_ أيه ده هو عز هو اللى هيوصلنا!!
أومات لها "ندا" بالموافقة رادفة بتأكيد:
_ أه وطنط منى وزيزى هيروحوا فى عربية عمو ماجد
أبتلعت "جنة" ريقها بكثير من التوتر مُتذكرة ما حدث فى نهار اليوم لتضيف رادفة بأستفسار:
_ طب وذياد!! هيركب معانا ولا معاهم؟!
ضيقت "ندا" ما بين حاجبيها بأستنكار غير مدركة المعزى من سؤال شقيقتها رادفة بإستفسار:
_ أشمعنى يعنى ذياد؟!
توترت "جنة" كثيرا ولكنها حاولت ألا تُظهر ذلك أمام "ندا" لتضيف رادفة بتلعثم:
_ مفيش يا ندا.. بسأل بس!!
لاحظت "ندا" تلعثم "جنة" وتوترها الذى حاربت كى تحاول إخفائه، ولكنها أستدعت عدم الملاحظة رادفة بأستهزاء:
_ يعنى يا متخلفة بالعقل كده، ذياد هيسيب عربية باباه اللى فيها مامته وأخته بس وهيجى يتزنق معانا فى عربية عز اللى هتاخدنا بالعافية، أرحمى أمى بقى وخلصى يله
زفرت "جنة" بكثير من الراحة، فهى لا تعلم فى الأساس كيف سترفع عينها بعين "ذياد" بعد ذلك المنظر الذى رأته به، بينما لاحظت "ندا" إرتبكت شقيقتها وشعرت أن هناك شئ ما يدور ولكنها لم تضغط علي "جنة" وستتركها إلى أن تاتى إليها وتخبرها بها بكل سئ بنفسها
❈ - ❈ - ❈
وصلوا جميعا إلى منزل "معاذ" و "سهر" باستثناء "ماجد" الذى أضطر للذهاب إلى مكان عمله، بسبب شيء طارق بعمله، ولكنه أخبرهم أنه إذا أنتهى من ذلك الأمر سريعا سيعود لهم مرة أخرى حتى لا تحزن أبنته
تبادلوا جميعا التحية واخذوا يُعانقون بعضهم فى حب ودفئ عائلى وقبل أن يتحدثوا بأى شيء، نهضت "سهر" لتحضير العشاء وقد ذهبت معها كلا من "ندا" و "جنة" و "زيزى" كى يُساعدونها، بينما أتجه الشباب لمشاهدة التلفاز ولعب ألعاب الفديو، بينما كانت "منى" و "هدى" تجلسان ليتبادلان الحديث فيما بينهم
أنتهت الفتايات من تحضير العشاء ووضعهن على طاولة الطعام، لتخرج "ندا" لتدعو الجميع إلى الطعام مُعقبة بمرح رادفة بصوت عال:
_ يلا يا جماعه أتفضلوا العشاء جاهز، طقم الخدم بتاعكوا جهزلكوا الأكل وأهو على السفره، قوموا بقى قبل ما يبرد
ضحك الجميع على طريقة "ندا" المرحة، ليتجهوا إلى طاولة الطعام وبالفعل بدأوا فى تناول العشاء، بينما ظل "عز" يختلس بعض النظرات إلى "ندا" وهى الأخرى تُبادله تلك نظرات الحب والعشق ولكن مع الحرص من أن لا يراهم احد
بينما ظل "ذياد" يختطف بعض النظرات إلى "جنة" ولكن مع الحرص أن لا تتلاقى أعيُنهم، فهو لا يستطيع أن تقع عينه بعينها بعد ما حدث فى صباح هذا اليوم، ليلعن "ذياد" نفسه ويلعن حظه الذى أوقعه فى ذلك الموقف المُحرج
بينما على الجانب الأخر كانت "جنة" التى لا تسطيع أن تُشيح بنظرها خارج صحنها بسبب حرجها الشديد من أن تنظر نحو "ذياد"، نعم ذلك المنظر قد يكون هين للبعض ولكن هناك من لا يستطيعون تحمل ذلك المنظر خصيصا لو كان ذلك الشخص الذى رأته بذلك المنظر شخص مقرب لك وبينكما إنجذاب مُتبادل سيكون الأمر أكثر تعقيدا
أنتهى الجميع من تناول الطعام واتجهوا إلى غرفة المعيشة ليتبادل الحديث لتنظر "سهر" نحو "معاذ"، لتخبره انه قد حان وقت مُفاجأتهما، لينهضا معا مُوجهان حديثهما إلى الجميع، لتُعقب "سهر" بأبتسامة فرحة رادفة بسعادة:
_ أكيد طبعا أنتوا مستغربين ايه الحاجة المهمة أوى اللى جمعناكم عشانها النهارده، طبعا كان نفسى أقولكوا الحاجة دى واحنا كلنا مع بعض بس بابا الله يسامحه بقى حرمنى من إننا نبقى موجدين كلنا، بس مش مشكله ماما تبقى تقوله بقى
أعتلت ملامح الأستغراب وجه "منى" رادفة بأستفسار:
_ أبقى أقوله أيه يا بنتى!! ما تقولى بقى هتشحتينا الكلام كلمة كلمة
ضحكت "سهر" بخفوت وسعادة رادفة بقليل من الخجل والفرح وهى تتشبث بذزاع "معاذ" قائلة:
_ أنا حامل
شعر الجميع بالسعادة العارمة وأخذ كلا من "منى" و "هدى" تُهللان ببعض الزغاريط المصرية الاصيلة فرحاً بحمل "سهر" وبأول حفيد للعائلتان سيُشرفهم قريبا
يتبع