-->

رواية عشق بين نيران الزهار- بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة- الفصل الرابع

 

رواية عشق بين نيران الزهار 

بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة 



الفصل الرابع 

رواية 

عشق بين نيران الزهار 

"الصِدام الأول"



أحياناً الاحتياج والمسئوليه يجعلوا تلك المسؤله تشعر بمرارة الخساره لأشياء بسيطه بالنسبه لها كبيره.


جلست مروه جوار والداتها بفزع قائله:مصيبة ايه يا ماما اللى حصلت،واحده من أخواتى جرالها مكروه؟


هزت فاديه رأسها بنفى،وقالت:يارب يبعد عنهم الشر يارب.


آمنت مروه قائله:يارب يبعد عننا الشر،ايه اللى حصل خلاكى قاعده تبكي بالشكل ده.


ردت فاديه:الطيور اللى كنت بربيها عالسطح،معرفش إيه جرالها فجأه طلعت الصبح أحط لها أكلها زى كل يوم،لقيت شئ منهم ميت،والباقى مدروخ،ومن شويه طلعت لهم،لقيت الباقى كمان ميت،مفضلش غير الحمام والأرانب،،مصيبه،هصرف على اخواتك منين،دول كنت بدبر مصاريف اخواتك منهم،بيبيع الكبير والصغير أربيه والفرق اللى بينهم،أهو كان بيصرف عالبيت وأخواتك جنب القرشين اللى بتديهم ليا كل شهر من مرتبك،وكانت ماشيه بالزق،دلوقتي هعمل إيه.


ضمت مروه كتف والداتها قائله:ده اللى مزعلك ووبتبكى بسببه،ربنا مش بينسى عبيدهُ مش دى كلمتك يا ماما،طب عارفه ايه سبب رجوعى من المدرسه بدرى النهارده.


ردت فاديه:يا بنتى دول راس مالى،بس ايه سبب رجوعك بدرى،أوعى تكونى عيانه وبدارى عليا.


تبسمت مروه على لهفة والداتها وقالت:

لأ مش عيانه انا الحمد لله بخير وبخير جداً،أنت عارفه إنى معظم الوقت بروح المدرسه فى الباص التابع لها فى كم تلميذ من البلد فى المدرسه دى،وانا كنت بظبط مواعيدى مع مواعيد الباص ده،فابالتالى،كنت بوفر مصاريف الموصلات،والدكتوره ناهد صاحبة الصيدليه،كانت من فتره قالتلى انها هتعمل جمعيه،وقالتلى إن كنت عاوزه ادخل معاها،وانا قولت أدخل بالجزء ده من مرتبى،وهى إتصلت عليا وانا فى المدرسه النهارده وقالتلى إن ده دورى فى قبض الجمعيه،وأنا مكنش عندى حصص كتير النهارده،فقولت أرجع بدرى،ولما جيت ملقتكيش قولت استريح شويه وأروح لها أخدها منها عالعصر كده،يعنى،ربنا قد ما بياخد،بيدى،ويمكن بيعطى أكتر كمان الجمعيه بمبلغ محترم.


وتحدثت ليلى من خلفهن قائله:وأنا كمان إتفقت مع الدكتوره ناهد أنى أرجع اشتغل تانى معاها فى الصيدليه،بنص آجر فى الاوقات اللى معنديش فيها محاضرات،وأيام الاجازه.

نظرن الاثنتين،ل ليلى،ببسمه،

أقتربت ليلى من مكان جلوسهن،وأكملت،يعنى كده الآجر اللى هاخده من الصيدليه،هيغطى مصاريفى،يبقى مش ناقص غير مصاريف،هبه والجمعيه أهى تسد لحد ربنا ما يعوض عليكِ،بس مش كنتِ قولتلى إن الطيور عيانه كنت طبقت عليهم عملى،ناسيه إنى بدرس طب بيطرى ومن ضمنه الطيور والحيوانات،كنتِ هعالجهم،تطبيق عملى،بس ياخساره كنت محتاجه دكرين بط،كنت هبعتهم رشوه،بس يظهر مالوش نصيب فيهم بقى.


تبسمت فاديه قائله:وكنتِ هتبعتيهم رشوه لمين؟


ردت ليلى:خلاص بقى مش لازم هتصرف،من ناحيه تانيه،أبعتله جوزين أرانب وجوزين حمام،مش الحمام والأرانب،هما اللى فلتوا من الفِره.


تبسمت فاديه وضمتهن بين يديها،قائله:ربنا يخليكم ليا،ويستركم،ويفرح قلوبكم،ويرزقكم الرضا دايماً.


❈-❈-❈


بالوحده الصحيه.

أثناء سير زينب،لتعود لداخل الوحده،

رن هاتفها،أخرجته من جيب معطفها الأبيض،وتبسمت حين نظرت للشاشة الهاتف،وتجنبت تقف تحت أحد ظلال الأشجار،وردت على الهاتف: ايه رجعتى من التأمينات وبابا لسه مرجعش ولا أيه؟


ردت هاله:لأ بابا كان فى الاداره،خلاص عينوه موجه عام،وهيلف بقى عالمدارس ومعدش هيبقى مرتبط بمواعيد رجوع.


تبسمت زينب قائله:خلاص يا مامى بقى مين قدك،بقيتى حرم الموجه العام،وإبنك بيقبض بالدولار،إتغرى بقى شويه،فى وسط موظفين التأمينات.


تبسمت هاله قائله:هتغر على أيه،على بنتى الدكتوره المجنونه،اللى مقضياها من يوم ما إتخرجت من بلد للتانيه،بس غريبه واضح كده،الشرقيه هاديه،وجايه على هواكى،هتجى للقاهره إمتى،وحشتينى.


تبسمت زينب:هى الشرقيه شكلها كده هاديه،أو لسه فى أولها الله أعلم،معرفش هاجى القاهره إمتى،وبعدين لحقت أوحشك،بالسرعه دى،أنا لسه مكملتش خمستاشر يوم.


همست هاله فى نفسها بأشتياق أم:متعرفيش إنك دايماً فى بالى،مبتروحيش معرفش إزاى بتحمل بُعدك غصب عنى.

لكن قالت لها:بجد هتيجي للقاهره إمتى مش عندك أجازات.


تبسمت زينب:عندى أجازات،بس إتفقت أنا والواد مجد هظبط نفسى على ميعاد أجازته وأجى للقاهره،نقضى الاجازه سوا،وأهو أقلبه فى قرشين ينفعونى.


تبسمت هاله قائله:دكتورة جراحه وعايشه على تقليب أخوكِ،أعقلى وربنا هيرزقك من وسع.


تبسمت زينب قائله:تعرفى،يا ماما أنا اكتشفت إن بينى بين الفلوس مفيش عمار خالص،بس فى خطتى الخمسيه الجايه لما أرجع للقاهره أفتح فى الشقه عندك عياده وأستغل الجيران واهل المنطقه وأقلبهم شويه وأتغنى على قفاهم.


ضحكت هاله:أوهام ياروحى،إنتِ فقر من يومك،يلا ربنا يسترك،خلى بالك من نفسك ومتنسيش تاكلى و تاخدى علاجك فى مواعيده،وبلاش ترهقى نفسك زياده،مش بيطمر فى حد شوفى الأماكن اللى خدمتى فيها قبل كده،حد منهم عبرك،بسؤال حتى.


تبسمت زينب:كفايه كسبت دعواتهم الطيبه،يمكن عايشه ببركتها.


تبسمت هاله:ربنا يخليكِ ويحفظك يارب،فى أمان الله.

ردت زينب:سلميلى على بابا،فى أمان الله.


أغلقت زينب الهاتف ووضعته مره أخرى فى جيب معطفها،وتوجهت تدخل الى الوحده،لكن ليس من الباب الرئيسي،بل ذهبت الى باب آخر جانبى،للوحده،قريب من مكتبها. 


كان ذالك الواقف أمام الباب الداخلى عيناه مُسلطه على تلك الطبيبه،لا يعرف بأى شعور،يشعُر،كان يتأمل ملامحها الجميله،سأل عقله مع من كانت تتحدث بالهاتف،هى لديها زوج،أو خطيب،أو حبيب،كم أراد أن يعرف،كل شئ عن تلك الطبيبه،هذه هى المره الاولى الذى يراها،سمع عنها فقط،لكن كيف لصاحبة تلك الملامح الرقيقه،أن تكون تلك الشرسه التى يتحدثون عنها بالبلده،

فى أثناء إنشعاله بالتفكير فى تلك الطبيبه،جاء لهاتفهُ رساله،فاق عليها،وعاد لوعيه،فتح الهاتف،وقرأ الرساله،ثم قام بإتصال على أحدهم،كانت المكالمه مختصره:

فى دكتوره جديده مسكت إدارة الوحده الصحيه هنا،بالزهار،عاوز كل تفصيل عنها،قدامك يومين مش أكتر.


قال هذا وأغلق الهاتف،ووضعه بجيبه،ولم ينتظر،سار مُغادراً للوحده.


❈-❈-❈

 


بعد مرور يومان.

صباحاً

بكلية الطب البيطرى،

بقاعة المحاضرات،وقف وسيم،يقول تقديرات ألأبحاث التى قُدمت له،نادى على الكثير من الطلبه،كانت التقديرات بين مقبول وجيد 

كانت ليلى جالسه لا تعرف سبب شعور التضاد بداخلها،شعور يقول انه سينفذ ما قاله لها ويعطيها صفرً،وشعور أنه يكون قد نسيها،ويعطيها تقدير مثل زملائها،التضارب،ينهش بعقلها مع طول الوقت،الى أن نادى إسمها قائلاً:

الآنسه ليلى صفوان منسى،ياريت تجى هنا جانبى عالمنصه.


وقفت ليلى،وسارت ترتجف،يبدوا أنه يتذكرها،وسيوبخها أمام زمُلائها اليوم،مع كل خطوه كانت تقترب منه،كانت تريد رجوعها،كم فكرت وهى تنظر الى باب قاعة المحاضره أن تجرى وتخرج سريعاً،لكن،لا تعلم كيف طاوعتها أقدامها،وذهبت الى جوار وسيم على المنصه.


تبسم وسيم على ملامحها،التى تغيرت،بوضوح،وقال بتلاعُب:آنسه ليلى صفوان المنسى.


أومأت ليلى برأسها،وخرج صوتها محشرج،خافت:أيوه.


تبسم وسيم قائلاً:على صوتك شويه مش سامع.

جلت ليلى صوتها وقالت:أيوا أنا،ليلى صفوان المنسى.


تبسم وسيم ثم نظر الى الطلبه الجالسون بالمحاضره قائلاً:

أنا لما طلبت منكم عمل أبحاث،عن التطور التكنولوجي،فى علاج بعض أمراض الخيول،كنت سيبت لكم أسماء بعض المواقع وكمان المراجع اللى هتفيدكم فى البحث،وكتير منكم مدورش خارج المواقع والمراجع دى أو أقدر أقول كلكم تقريباً،بس الآنسه ليلى هى....


توقف وسيم وذهب الى طاوله وأخذ كوب ماء،يرتشف منه بعض قطرات المياه،ثم عاد ينظر لليلى بمكر قائلاً:

الأنسه ليلى،الوحيده اللى قدمت بحث مختلف عنكم كلكم،وأستعانت بمواقع تانيه ومراجع تانيه غير اللى أنا قولت عليها،وقدمت بحث،أقل ما يقال عنه....

توقف وسيم مره أخرى وأرتشف بعض المياه،ونظر للطلاب مازحاً،يقول:مش عارف ليه كل ما بشرب من الميه دى بعطش أكتر،يمكن علشان من مية النيل،واللى يشرب من مية النيل ما يشبعش منها.


تبسم الطلاب 

لكن تلك الواقفه تكاد يُغمى عليها،لما لايقول ما يريده وينتهى،حتى لو وبخها أفضل من ذالك الأنتظار بوقفتها هذه،بالقُرب منه.


رأى وسيم تهجم ملامح ليلى،ووجهها التى أصبح بلون الدماء،يعطى لها توهج آخاذ،

رأف بها قائلاً:

والبحث بتاع الانسه ليلى،كان أفضل الأبحاث اللى إتقدمت لى منكم،وحصل على تقدير جيد جداً،براڤو ليلى.


ماذا قال هذا الطاووس،هو تلاعب بأعصابها،ماذا سيحدث لو صفعته الآن،وجرت من أمامه،ياله من وغد،مُتلاعب،لكن تعجبت،أنسي إسمها،جيد من الأفضل أنه نسيه.


مد وسيم يده بالبحث،بأتجاه ليلى قائلاً:أنا أحتفظت بنسخه عندى عالابتوب من بحثك،وهقدمها لمجله علميه،بأسمك،ودى نسخة البحث الاصليه تقدرى تحتفظى بها.


تبسمت ليلى وقالت بصوت محشرج:شكراً،يا دكتور وسيم.


لا يعرف وسيم،سبب لذالك الشعور الذى إختلجه حين سمع إسمه منها،

نظر لبقية الطلاب قائلاً:نتقابل المحاضره الجايه،ونتناقش فى كم نقطة ضعف كده لاحظتها فى الابحاث بتاعتكم،سلام وعليكم.


حمل وسيم الحاسوب الخاص به،وهاتفهُ وبعض الاشياء الخاصه به من على طاوله،بالمنصه وغادر تاركاً ليلى تقف مكانها كأن قدميها إلتصقت بالارض،

فاقت على إقتراب زملائها منها،ذهبت الى تلك الطاوله،وأخذت كوب الماء الذى شرب منه وسيم،وتجرعت الباقى منه،مره واحده،تلملم شتات نفسها الذى تسبب فيه ذالك الطاووس،لكن لا تلاعب بها الفضول،لمعرفة سبب لما لم ينفذ قوله،أنسيها،إذن بعد ما فعل به وتلاعب باعصابها،لن تتركه،ستذهب خلفه وتعرف سبب أعطاؤه لها تقدير عالى.


بالفعل تركت زمُلائها و ذهبت بأتجاه مكتب وسيم. 


دخلت دون طرق الباب.


تعصب وسيم من ذالك،وقال:مش فى باب،يا آنسه مخبطيش عليه ليه ولا قلة الذوق متوفره عندك،متفكريش إنى نسيت إنتِ مين؟


تبسمت ليلى رغم حديثه الجاف،إذن هو يتذكرها،كيف أذن أعطى لها هذا التقدير ومدح بها أمام زمُلائها،فقالت له:

طب ليه منفذتش اللى قولته قبل كده،وإديتنى صفر فى البحث.


نهض وسيم من على مقعدهُ قائلاً:فعلاً فكرت وكنت هقطع البحث بتاعك،بس أنا شخص مسؤول وعندى ضمير،قولت أقرى البحث،يمكن وقتها أريح ضميرى،وأنا بعطيكى الصفر،بس مع الأسف،رغم لسانك الزالف،وقلة ذوقك فى دخولك لمكتبى دلوقتي،لكن البحث متقدم بطريقه علميه جيده،وده اللى شفعلك عندى،ودلوقتى إتفضلى أخرجى من مكتبى،وإتعلمى،بعد كده الذوق،بلاش تبقى دبش كده.


رغم ان وسيم ذمها بكلمة "دبش"،لكن تبسمت قائله:شكراً يا دكتور،سلام عليكم.


خرجت ليلى من مكتب وسيم،الذى تبسم لا يعرف السبب،

بينما وقفت ليلى بجوار،باب مكتبه،بالخارج،تلتقط انفاسها كانها كانت تجرى لألف ميل.

.....

بعد وقت قليل 

نزلت ليلى من ذالك السرفيس،بقرية الزهار،لمحت تلك السياره،هى تعرفها جيداً،، إنها سيارة وسيم لكن،ما سبب وجودها،فى البلده،تعجبت كثيراً،وقالت:دى عربية وسيم،بس أيه جايبه هنا للبلد،فكرت كثيراً وقالت،طب وانا ليه أفكر كتير انا همشى وراء العربيه،

بالفعل سارت خلف السياره التى كانت تسير،بسرعه معقوله لتتبعها،الى أن دخلت الى منزل هاشم الزهار.


وقفت حائره تقول:أيه جايب وسيم الشامى ده،لبيت هاشم الزهار،لكن جاوب عقلها سريعاً:هاشم الزهار عنده مزرعة خيل،ووسيم دكتور بيطرى،يمكن جايله علشان كده،بغباوتك،يا ليلى،كان وسيم هيركب عربيه زى دى من مرتبه فى الجامعه،ولا الكام سنه البعثه اللى خدها من الجامعه فى لندن،أكيد بيشتغل دكتور بيطرى وهاشم الزهار ممكن يكون بيستعين بيه.


نهرت ليلى وقفتها قائله:الصيدليه نسيت ميعادها،يارب الدكتوره ناهد متزعلشى منى،منك لله يا سُومى،عالرعب اللى عيشتنى فيه النهارده،مسيرى فى يوم أرعبك كده،بس الصبر حلو،وأنت أحلى طاووس وسيم.


❈-❈-❈

 

مساءً بسرايا رضوان الزهار.


نزل رفعت على السلم الداخلى للسرايا

ليقوم رامى،بالتصفير قائلاً:

اللى يشوفك يقول عريس،أيه الاناقه دى.


تبسم رفعت يقول:فين الاناقه،دى جلبيه بلدى وفوقها عبايه عربى سوده،بخطوط مُدهبه،هتلاقى معظم الحاضرين فى الحنه،لابسين نفس اللى اللبس ده.


رد رامى:فعلاً هيبقوا لابسين نفس اللبس لكن مش بهيبة،رفعت،إبن رضوان الزهار.


تبسم رفعت قائلاً:ولاد رضوان الزهار،هيبتهم مش فى اللبس،هيبتهم فى عقولهم،ويلا بينا بلاش كلام كتير،متشوق أشوف الحنه والمدعوين اللى هيشرفوا الحنه.


تبسم رامى قائلاً:يلا بينا..


بعد قليل بمنزل عضومجلس الشعب،

كان إستقبال حافل ليس ،من العضو فقط،بل الأهالى أيضاً،يهللون بأسمه،


مما أغاظ ذالك الذى دخل خلفه،يشعر بغلول،من إستقبال أبني،رضوان الزهار،وبالأخص الأبن الأكبر،

ذهب كل منهم لمكان يجلس به.


جلس هاشم بين الصفوه،وتوجه رامى ورفعت الى مكان قريب من عامة البلده.


بعد قليل مال رفعت على،رامى،وهمس له بشئ،بعدها،خرج رامى،لدقائق،لكن عاد يمتطى جواداً قوياً،وقام بالرقص عليه بحرفيه عاليه ،كأن ذالك رساله،لهاشم الزهار،فهم مغزاها،لكن مهلاً مازلت الليله بأولها. 


❈-❈-❈

 


قبل قليل

بمنزل والد مروه.

دخلت فاديه الى غرفة بناتها قائله:لسه.مخلصتيش لبس،يا مروه،يلا علشان منتأخرش فى الرجوع من الحنه وابوكى يجى يزعق.


ردت مروه:ما بلاش نروح الحنه دى من أصله.


ردت فاديه:يا بنتى ليه،دى حنة أبن عضو مجلس الشعب والعروسه بنت اخوه ،ومراته متصله عليا ومأكده عليا أحضر الحنه.


قالت هبه التى تجلس بالغرفه قائله:مش معقول إتصلت عليكى وأكدت إنك تحضرى الحنه.


ردت فاديه:أيوا،مش بببيع لها بط وفراخ، دى أكتر زبونه عندى،يلا،ربنا يعوض عليا،شويه كده،وأهو،عتق من الفِره كم بطه وكم وزه،وأشترى شوية فراخ معاهم،وبعدين يلا يا ليلى،بلاش لكاعه.


تبسمت مروه قائله: خلاص جهزت يا ماما،والله ما كنت عاوزه أحضر الحنه،دى،كلها بتبقى نميمة نسوان عالفاضى.


تبسمت هبه تصفر قائله:إيه ده يا مروه انا بقول بلاش تروحى الحنه دى لا العريس يشوفك يغضب على عروسته،ولا المعازيم يفكروكى العروسه.


تبسمت فاديه وهى تقول:خمسه وخميسه فى عين اللى ما يصلى عالنبى،ويارب يسمعها منك،وتبقى هى العروسه الجايه.


تبسمت مروه بحياء.


قالت هبه:أمين،يا ماما علشان الاوضه تفضى عليا انا والشعنونه،هبه،زمانها جايه من الصيدليه،تقولى حضريلى الحمام،يا هبابه.


تبسمت فاديه قائله:ربنا يخليكم ليا،ويعوصنى فيكم خير.

....

بعد قليل 

بمنزل عضو مجلس الشعب 

مظاهر بزخ كبيره 

حناء العريس والعروس أبناء عم 


بداخل صوان كبير منصوب فوق سطح المنزل الضخم 

كانت تجلس النسوه والفتيات ومعهن العروس.


دخول مُهيب لتلك المُهره،

وقفت لها زوجة عضو مجلس الشعب،ترحب بها،بحفاوه،تمدح بجمالها الآخاذ،

تبسمت مُهره بترفُع،هى حقاً مازالت جميلة الجميلات التى تغنوا وفتنوا،بها فى الماضى،حتى لو صابها بعض الشيب،والتجاعيد التى أخفتها مساحيق التجميل البسيطه،التى تكاد لا ترى،للعين،ذهبت وباركت للعروس،ثم جلست بين نسوة الصفوه.


كانت النساء تتهامس على تلك المُهره،التى وقف عندها الزمن،يحسدونها على جمالها،الفاتن،،لكن لا يعلمون أنها فقدت جزء كبير من جمالها فى قلبها،بسبب ذالك الخيال المخادع،الذى أصبح يُقلل ليس فقط من جمالها،بل من شأنها.


لكن يبدوا أن الجميلات ينجذبن لبعضهن،

آتت مروه ووالداتها الى صوان النسوه،نظرن لمكان يجلسن به المكان مزدحم،هناك مكان فاضى جوار مُهره،رأته مروه،جذبت يد والداتها،وذهبن إليه.


إرتبكت والدة مروه حين علمت بجوار من جلست.


تحدثت مُهره قائله:إزيك يا فاديه من زمان متقبلناش،دى بنتك.


تلبكت فاديه قائله:أيوا مروه بنتى الكبيره،ومعايا كمان بنتين غيرها.


تبسمت مُهره قائله:ربنا يخليهم لك،وتفرحى بيهم،ربنا عوضك بيهم،ياريتنى عملت زيك زمان،يمكن كان زمان معايا،بنات زيهم.


تبسمت فاديه،دون رد،وحمدت أن مروه،مشغوله،بالنظر من شُرفة المكان،تنظر الى ما يحدث أمام المنزل،من مظاهر الحناء للعريس،رقص الشباب.


لكن لفت إنتباه مروه ذالك الفارس الذى إمتطى جوادهُ،يرقص به يفعل حركات خطِره،به،مع كل حركه كان يحصد أعجاب الفتيات الاتى ينظرن إليه من الشُرفه،كم ودت فقع عيونهن، وهن يتغامزن،بأعجاب على أسم ذالك الفارس،لتقول إحداهن:

ده "رامى الزهار."

نطقة إسمه،شعللت غيرتها أكثر،هو يحصد إعجاب فتيات من عائلات كبيره،كل منهن تشتهى فقط أن يرفع بصرهُ وينظر إليها،لكن الفارس قلبهُ مفتون بجميله عنيده.


شعرت مروه انها لو وقفت كثيراً،ستقوم بحدف هؤلاء الفتيات من فوق السطح، فمالت على والداتها قائله:

ماما هروح أشم هوا شويه،بدأت اتختق مش هغيب وهرجعلك.


سمحت لها فاديه.


نزلت مروه من على سطوح المنزل،وذهبت الى الحديقه الخلفيه للمنزل،كانت شبه مُضاءه بسبب إنعكاس ضوء انوار الحناء،سارت لخطوات قبل،أن تجد يد تسحبها،لتقف بها أسفل شجره،بمنطقه شبه مُعتمه بالحديقه.


رغم خضتها،فى البدايه،لكن تمالكت جأشها،ونفضت تلك اليد التى سحبتها،بقوه وقالت بأستهجان:

مش هتبطل طريقتك دى،قولتلك قبل كده متلمسش إيدى،يا رامى.


نظر لها رامى بعين عاشقه،قائلاً:أيه اللى نزلك من حنة العروسه للجنينه،أنا شوفتك واقفه،وسط اللى كانوا واقفين فى البلكونات.


ردت بغيره شبه ظاهره:وانت بقى كنت مركز مع البنات اللى كانوا واقفين فى البلكونات،ولا فى الحصان اللى كنت بترقص عليه،طبعاً،كنت بتعمل الحركات الخطره دى علشان تشوف،وتسمع صريخهم،وإعجابهم بيك.


تبسم رامى:أنا مشوفتش غيرك،يا جميلتى،مفيش غيرك لفتت نظرى،توقف ينظر لها بصمت ثم قال:بس يضايقك فى ايه،صريخ وإعجاب البنات بيا.


ردت مروه بتعلثم:ولا يفرق معايا،واوعى من قدامي، إبعد خلينى أرجع تانى لحنة الحريم.


تبسم رامى،وبدل ان يبتعد كان يقترب أكثر،وهى تعود للخلف،الى ان أصبحت تحت الشجره،وبينهم خطوه واحده.


مد رامى يدهُ وملس على وجنتها بظهر أصابع يدهُ قائلاً:عقبال حنتنا،يا جميلتى.


قال رامى هذا وإنحنى،وكاد يُقبل وجنتها،


إهتزت كل خليه ب مروه،وكادت تتركه يُقبل وجنتها،لكن،صوت،ذالك الطلق النارى جعلها تعود لرُشدها،فضربت على يدهُ بقوه وفرت هاربه من أمامه،

لينظر إليها يتنهد بعشق ويبتسم.


❈-❈-❈

 

بينما بصوان الرجال.


كان هاشم يقف بالعصا يتباهى أنه هزم من كان يتبارز معه فى اقل من دقيقه، أطار من بين يديه العصا وإستسلم له، 

لكن 

نظر ناحيه 

رفعت الذى يجلس يتسامر مع أحد المدعوين، لم يكن رفعت ينظر لهُ، لكن لديه يقين أن هاشم سيفعل شئ يرغمه على مبارزته، 

وها هو، بالفعل 

ظن هاشم أن رفعت لا ينتبه له 

إنحنى وأخذ عصى من إستسلم لها، وبأندفاع، حدف العصا، ظن أنها ستقع أمام ساق رفعت لكن تعجب ليس هو فقط من تعجب، بل الجالسون أيضاً، تعجبوا حين 

تلقى رفعت العصا بيدهُ


نظر رفعت له نظره ثقه 

بادلهُ هاشم النظره بتحدى، وأشار له أن يتبارى أمامه بالعصا. 


مازالت نظرة الثقه لدى رفعت، نهض واقفاً وخلع تلك العباءه العربيه التى كانت على كتفيه وتركها على المقعد الذى كان جالس عليه، وتقدم بخطوات كلها ثقه، ليست ثقه فقط، بل إصرار وتحدى أنه سيكون الفائز ليس فقط بتلك المبارزه، بل بالحرب التى سوف يُشعلها بعد هذه الليله. 


رفع هاشم عصاه وكانت ضربة البدايه له، لكن تصدى لها رفعت، بكل سهوله، كانت مبارازه متكافئة بين الذئب والفارس، ضربه لضربه، لكن صاحب الصبر وقوة التحمُل هو من يفوز، بدأ هاشم يتضايق، هو ظن أن رفعت لا يعرف التحطيب بالعصا، ظن أنه سيهزمه من أول ضربه كما فعل مع من سبقه، بدأ هاشم يفلت صبرهُ و يتعامل بعنف، ويُخطئ فى الرد على بعض الضربات، 

الفارس مراوض جيد لديه ملكة الصبر،وقوة التحمُل،التى يستفز بها مراوضهُ، وها هو هاشم بدأ، ينهزم، بلحظه إستغل رفعت ذالك الخطأ وضرب بعصاه ضربة الفوز، التى أطارت عصا هاشم من يدهُ بعيداً، وفاز الفارس، بالمبارزه. 


رغم غِل هاشم، لكن تمالك حِقده أمام العامه من أهل البلده، ومد يدهُ يُصافح، رفعت

رفعت الذى نظر ليدهُ الممدوده، بأستهزاء، هل يظن هذا الأحمق أن يمد يدهُ له ليصافحه، حقاً أحمق، لكن رفعت ليس بأحمق، وعرف كيف يخرج من ذالك أمام العامه منتصر، وبزهو الفارس الشجاع، وبدل أن يمد يدهُ له 

فعل مثلما هو فعل فى البدايه، 

حدف رفعت له العصا، 

لكن برجلة هاشم حين تفاجئ بحدف رفعت العصا، جعلته يرجع خطوات للخلف، خوفاً أن تصيبهُ العصا، وقعت العصا أمام ساق هاشم. 

نظر رفعت للعصا على الارض ثم نظر الى هاشم بزهو، دون حديث، وعاد الى مقعدهُ وجذب عبائته ووضعها على كتفيه وجلس بين المدعوين، بزهو،وسط هتافات المدعوين، بأبن رضوان الزهار، الذى حصد إعجاب العامه والخاصه، هذا إبن الفارس العائد لأخذ مكانة أبيه السابقه وبجداره.


ذهب هاشم للجلوس بين الصفوه،وكانت عيناه تشع بنيران،ساحقه، وغلول الماضي تعود لقلبهُ مره أخرى،ها هو إبن رضوان الزهار،يعيد ذكرى أبيه للأذهان مره أخرى،سابقاً كان رضوان يتفوق عليه،عاد نفس الحقد القديم لقلبه،لكن هذه المره لا يعلم أن الفارس هو من يُشعل الحرب،ولديه عتاد قوى. 


❈-❈-❈

 


فى اليوم التالى.


قبل العصر بقليل

بداخل الوحده،دخلت صفاء الى غرفة المدير،

تبسمت لها زينب قائله:تعالى،يا صفاء إقعدى،ده وقت الغدا نتغدى سوا.


ردت صفاء:بصراحه يا دكتوره أنا كنت جايه ليكِ فى طلب،ومكسوفه أقولك،بس إن موافقتيش مش هزعل.


تعجبت زينب قائله:طلب أيه ده،قولى متنكسفيش،ولو فى إيدى هنفذلك طلبك.


ردت صفاء ببعض الكسوف:أمى يا دكتوره،عازماكى عالغدا،بس انا والله قولت لها هى الدكتوره ناقصها أكل،قالتلى قوليلها وملكيش دعوه،انا عاوزه أتعرف عالدكتوره زينب.


تبسمت زينب ونهضت من على مقعدها،وخلعت معطفها الأبيض،وعلقته قائله:طب،يلا خلينا نروح نتغدى،عند الحاجه والداتك،أنا جعانه جداً ومصارينى نشفت من أكل الوحده المسلوق،والفول والطعميه،خليتى اشوف سفرة أهل الشرقيه العامره،بما لذ وطاب،قبل إستراحة الغدا ما تخلص.


تعجبت صفاء قائله:دى امى هتفرح قوى قوى،دى من يوم ما حكيت لها على اللى عملتيه فى المخسوف طليقى،ونصرتك ليا،وهى بتدعيلك ونفسها تشوفك،بس هى رجلها مبقتش تتحملها،السن له حُكم.


تبسمت زينب قائله:ليه إنتِ عندك كم سنه يا صفاء.


ردت صفاء عندى خمسه وتلاتين سنه.


تبسمت زينب قائله:يعنى والداتك أكيد لسه صغيره فى السن،سلامة رجليها.


ردت صفاء:الفقر،يا دكتوره بيركبك عُمر على عُمرك،وبيهد الحيل،وأمى طول عمرها شقيانه من يوم ما أبويا ربنا افتكره وهى شابه،وضيعت شبابها علشان تربينى أنا وأخويا،ربنا يرزقه بالحلال،بيشتغل فى مزرعة رفعت بيه الزهار.


ردت زينب: خلينا نمشى وقوليلى، رفعت الزهار ده يبقى إبن هاشم الزهار اللى كان هنا فى الوحده من كام يوم،وقابلنا إمبارح فى حنةإبن عضو مجلس الشعب.


ردت صفاء بنفي:لأ هاشم بيه ده مش مخلف،بس يبقى قريب رفعت بيه،أبو رفعت بيه الله يرحمه،يبقى إبن عم هاشم الزهار،يعنى هاشم بيه تقريباً عم رفعت بيه،بس متعرفيش أيه بينهم الأتنين مش بيرتاحوا،لبعض،رفعت بيه إمبارح فى الفرح،حطب قصاد هاشم بيه وكسبوا،لو كنتِ فضلتى فى الحنه شويه كنتِ شوفتى وهما بيتباروا قصاد بعض،زى ابطال السيما،بس رفعت بيه ربنا يحميه لشبابهُ كسبه،هو من يوم رجوع،رفعت بيه وأخوه لهنا البلد من تانى،والبلد كلها ملاحظه إنقسام بين رفعت بيه وأخوه،وبين هاشم الزهار،سمعت من أمى زمان إن كل ولاد الزهار كانوا إيد واحده،بس الحريق اللى حصل فى الماضى وحرق سرايا أبو رفعت بيه،واللى نجي من الحريق،رفعت بيه هو وأخوه،وخدتهم بعدها جدتهم أم أمهم معاها لأسكندريه،بس رجعوا من تانى من كام سنه،ورجعوا أيه مفيش كبير فى البلد والمحافظه كلها إلا،وهو بتمنى يقرب من رفعت بيه هو وأخوه.


سخرت زينب قائله:ما هو المال والسلُطه أعز الحبايب،بيتكم بعيد عن هنا يا صفاء.


ردت صفاء:لأ خلاص يا دكتوره قربنا نوصل،بيت أمى،بعد سرايا رفعت بيه اللى ماشين جنبها دى بدقيقتين مشي.


نظرت زينب للسرايا قائله:هى دى سرايا رفعت بيه.


ردت صفاء:أيوا هي،دى سرايا ومزرعة خيول كمان،دى كبيره قوى من جوه،أنا دخلتها مره كنت راحه لأخويا بالغدا،كان نسيه، عارفه يا دكتوره،دى بلد تانيه وراء السور ده،وعايش فيها هو وأخوه وجدته،ست كبيره هى اللى ربتهم بعد موت أبوهم وأمهم،أصلهم مش بيدخلوا أى حد غير بس الشغالين،بالسرايا والمزرعه،غير كده قليل لما بيسيبوا حد غريب يدخل من السور ده

أصل رفعت بيه واخوه مانعين أى عامل فى المزرعه،يطلع لبرها،لحد ما يوميتهُ تخلص،بس،لازم ياخد منهم الأذن الاول.


نظرت زينب،للسرايا،هى عبارة عن قصر كبير بطراز عريق وفخم،وتلك الأسوار العاليه تُحيط به،تُشبه حِصن كبير.

وقالت بأستغراب: طب ليه مش بيدخلوا أى حد للسرايا،والعمال إزاى،قابلين بكده ده يعتبر حاجزهم فى المزرعه.


ردت صفاء:والله ما أعرف،هو ده نظامهم،والعمال غلابه واللى يهمها أجرتها وبس،وطالما معاملته لهم كويسه خلاص.


تعجبت زينب لكن نفضت عن،رأسها هذا الأمر لا يُخصها فى شئ.

.......

بينما بالمزرعة 

شعر رفعت بالانهاك قليلاً من ترويض أحدى المُهرات فذهب

وإستلقى، أسفل أحد الأشجار بالمزرعه،

لا يعرف كيف سحبهُ النُعاس،أم هى غفوة عين 

ليرى بغفوته

تلك الفتاه،تخرج من النيران،تقترب منه،بيدها نفس الدلو،أقتربت أكثر منه،حين أصبحت أمامه،تطاير جزء من الوشاح الذى على رأسها، على وجهها فأخفى رؤية ملامح وجهها،لكن هى ذهبت خلفه،ولفت يدها حول صدرهُ،وضعت كف يدها على موضع قلبه،

شعر بنسمات أنفاسها على عُنقه،وقال:

إنتِ مين وفين؟


همست جوار أذنه:أنا قريبه منك،لو فتحت عيونك هتلقانى،ووقتها هتعرف أنا مين،،

إفتح عيونك،يارفعت.


فتح رفعت عيناه،ونظر أمامه،هبت رياح ربيعيه،مُحمله برائحة زهور الربيع،إنتعش قلبه ونهض،من مجلسه، فك لجام ذالك الجواد المربوط بوتد قريب من الشجره،وأمتطاه،وسار،به الى ان خرج من داخل المزرعه،وأصبح يسير،فى أروقة البلده،دون هدف يعلمه.


بنفس الوقت

نهضت زينب واقفه وقالت بشُكر:أنا من يوم ما جيت للبلد دى مأكلتش فى طعامة الأكل ده،لدرجة إنى نسفت الأطباق.


تبسمت والدة صفاء قائله:مطرح ما يسرى،يا دكتوره،والله أنا مش عارفه أقولك أيه،على مجيتك لبيتى الفقير ده،وكمان عن دفاعك عن صفاء.


تبسمت زينب:بيتك مش فقير ياحجه،بيتك غنى وعمران،طالما عندك فى بيتگ قوت يومك وحِيطان ستراكى،تبقى من ألأغنياء.


تبسمت والدة صفاء،وجذبت زينب تحتضنها قائله:ربنا يسترك،يا بنتى،قصدى،يا دكتوره.


صمتها زينب بود قائله:كلمة بنتى أحلى من كلمة دكتوره وبعدين إحنا بقى بينا عيش وملح،قوليلى،يا زينب من غير دكتوره،إنت فى مقام جدتى.


ضمتها المرأه أكتر قائله بعتاب:بينا عيش وملح صحيح بس إنتِ مأكلتش غير شوية خُضار وبس.


تبسمت زينب قائله:والله انا مش باكل لحوم خالص،بتتعب معدتى.


تبسمت والدةصفاء:ربنا يبعد عنك التعب،يا بنتى ويبارك فى شبابك،ويرزقك بالراجل الصالح اللى يتقلك بالدهب،ويقولك 

إمشى أما أنظرلك،وعينهُ متشبعش من وشك الحلو ده.


تبسمت لها زينب. 


خرجت من منزل،والدة صفاء،تسير الى جوارها،كانتا تتحدثان معاً 


لكن فجأه أثناء خروجهن من تقاطع الشارع، فوجئن، بذالك الجواد، 

مباشرةً فى وجه زينب 

إنخضت زينب وتلجمت فى مكانها، للحظه، لكن صهل الجواد، ورفع ساقيه الاماميه،جعل زينب تعود للخلف،لم تنتبه،فسقطت أرضاً،تشعر بألم ولكن سبت الذى يمتطى الجواد قائله:

"بغل" غبى متخلف همجى مبيشوفش وراكب حصان،يدوس بيه الخلق.


بينما رفعت،مسك بلجام الجواد،وحاول السيطره عليه،وإبتعد قليلاً عن مكان وقوع زينب،خشية أن يدهسها الجواد،لكن سمع سب زينب له،وكان هذا هو الصِدام الأول بينهما.



يتبع