-->

رواية أسكن انت وزو جك- بقلم الكاتبة آية العربي- اقتباس - الفصل الثالث والعشرون

 

رواية أسكن انت وزو جك 

بقلم الكاتبة آية العربي 




اقتباس

الفصل الثالث والعشرون 

رواية 

أسكن انت وزو جك 



صعد معتز جناح عبد الرحمن الذي يقطن به وظل يتحرك به ويفكر في حديثها المفاجئ هذا ونبرتها الجديدة والحزينة التى استشفها  ... هى ليست شهد التى اعتاد عليها منذ اسبوعين ... يبدو ان احداً احزنها ... عيناها تتحدث بذلك ... حتى وان لم يعاشرها منذ زمن ولكنه يعرفها جيداً ... هى انقى من هذا الحديث ... مؤكد ان والدته تحدثت بما ازعجها ... 


ظل في مكانه يفكر في طريقة متاحة ليتحدث معها ... فبرغم انه زوجها شرعياً الا انهما لم يختلا ببعضهما سويا في مكان ... عليه ان يحدثها بأريحية  ... حتى وان كانت رابحة في حالة يثرى ف مع ذلك الحديث امامها غير مريح .


في الاسفل انتهت شهد من اطعام والدتها التى تطالعها بعمق وكأنها تعتذر بنظراتها عن قيد كل تلك السنوات ... عن سجن نفسي وروحى سجنت به تلك البريئة الهشة  ... وهل يفيد الاعتذار الآن !!


تمعنت شهد في عيناها وتحدثت العيون وصمت اللسان  ( ليه يا اماي !! ... ليه مخلتنيش جوية كيفك ! ... ليه ربتيني ع الضعف والخوف أكدة ! ... مصاعبنش عليكي حالي دلوك ! ... جلبي عيفضل مكتوب عليه الهوان والحزن اكدة لحد امتى ! ... كنتِ علمتيني ان الحب عيضعف كيف ما عتجولي ... يمكن وجتها مكنتش عشجت ولا وجعت في عشج مهواش مكتوبلي ... يمكن وجتها مكنتش عتوجع جوى أكدة !) .


كانت عيون رابحة ايضاً تتحدث بما يريد لسانها العاجز النطق به  ( سمحيني يابتى ... مجدراش انطجها دلوك ... معرفاش كيف عجولهالك ! ... مريداش دلوك غير انك تغفري لي ذنبي في حجك ... حتى لو هموت بعديها ... معجدرش على الحمل يا بتى ... حمل ذنبك انتِ واخواتك تجيييل جوي عليا ... تجيييل جوى يا شهد مجدراش عليه ... ياريتنى ارجع ... ياريتنى ارجع يابتى يمكن اجدر اصلح حاجة ... يمكن يرتاح جلبي ويبرد صدرى ... جلبي محروووج على اخوكى ... هاتيلوا اللى عيحبها يمكن يرجعلي !!... جبوهاله ياااناس ... جلبي معيبدرش غير لما عيني تشوفه واجف جدامى  ) .


جففت شهد دموعها وهى تطالع بتعجب عيون رابحة اللامعة ... مدت يدها تربت على كفها بحنو ثم استعدت لتكمل روتين والدتها حيث ستبدل ثيابها وتمدها على الفراش لتنام بطريقة تعلمتها خلال الاسبوعين .



بعد حوالى نصف ساعة انتهت شهد وصعدت لغرفتها بحزن ثم ولجت اليها واغلقت خلفها .


استندت على الباب للحظات تتطلع على الغرفة وتفكر في هذا الذي يقطن بجوارها وبين قلوبهما مسافات ...


تنهدت وخطت لمرحاضها ولكن اوقفتها طرقات الباب فعادت تقف خلفه متسائلة بترقب _ مين !


لم يأتيها رد ففتحت الباب بحذر ولكن ما ان فُتح حتى اندفع معتز لداخل الغرفة واغلق خلفه يطالعها بعمق لثوانى ... جميلة تلف حجابها باهمال وخصلاتها الناعمة متناثرة على ملامح وجهها الطفولي الحزين ... تنهد يهدئ من مشاعره مردفاً بترقب _ قولي تانى الكلام اللى قولتيهولي تحت .


ابتعدت بذهول عن مكانه وبدأ قلبها يقفز بقوة وارتعش جسدها تطالعه بعيون متسعة ثم اردفت بتلعثم _  ك كلام اااايه !! ... ا اطلع ببببرا دلوك يا معتز ... ميصحش أكدة !


اومأ عدة مرات ثم ابتعد عن الباب يخطى باتجاهها فتسعت عيناها وتحركت قدماها للخلف لتبتعد ولكنه يتبعها بعيون مترقبة وابتسامة جذابة ارغمت عيناها على التمعن به ثم فجأة ارتدت قدمها في ارجل المقعد الذى لم تراه فسقطت جالسة عليه بعيون حاجظة فابتسم معتز وحبسها بذراعيه حيث انحنى لمستواها واستند بذراعيه على يد المقعد يردف بثقة وحب _ ايه ! ... خايفة دلوقتى !! ... مش كنتِ من شوية القطة اللى بتخربش ! ... ولا انتِ مش قد كلامك !


برغم نبضاتها وقلبها الذى سيقفز من مكانه وبرغم جسدها المرتعش الا انها اغتاظت من حديثه الذى استفزها واردفت بتلعثم وتوتر واضح _ لع جده وبعد من اهنة ميصحش اكدة ! ... وكيف ما جولتلك تحت لما زين يفوج بالسلامة هنطلج .


اشتدت عروقه من كلمتها الاخيرة وصك على اسنانه بغضب فزاد خوفها وزاغت انظارها امام عينه وقلبه الذى حزن لخوفها فعاد الى هدوءه وحنانه وارتخت اعصابه يردف بحب وحنو متسائلاً _ امى قالتلك حاجة ! ... كلمتك في حاجة ضايقتك !


نظرت له بعيون متسعة ... كيف علم ذلك ! ... هى لم ولن تخبره ! ... ابعدت نظرها عنه والتمعت عيناها بالدموع فمد يده يعيد وجهها اليه ويقابلها بعين العاشق مردفاً بنبرة حانية كأنه يهدهد طفلا صغيرا  _ قولي يا حبيبتى قالتلك ايه ! 


هزت رأسها لتفلت من كفه ثم عادت تنظر للطرف الآخر مردفة بتوتر وصوت متحشرج _ مجالتش حاجة يا معتز ... اخرج دلوك .


تنهد بعمق ... وتأكد ان والدته احزنتها ... طالعها بتمعن ثم اردف بثقة وحب _  بس انا بحبك يا شهد ... بحبك وعمرى ما هسيبك تضيعي منى تانى ... وكل اللى انتِ قولتيه ده ولا كأنى سمعته ... ولا اصلا مصدقه ... الا اذا انتِ مش بتحبيني !! 


اغمضت عيناها بقوة ... الآن تريد الصراخ في وجهُ ولكنها اضعف من ان تفعلها ... ايخبرها بتلك السهولة انها لا تحبه !! ... اولم يعلم انها تعيش تلك السنوات على امل حبه !! ...


 تنهدت بعمق وهى تكتم مشاعرها بقوة لا تعلم من اين اتتها الآن فعاد هو يلف وجهها اليه ويردف بانفاس متقطعة وخوف _ مش بتحبيني يا شهد !


فتحت عيناها ببطء تطالعه بصمت ... ولكن نظرتها له كانت كفيلة بأن تريح قلبه العاشق وعقله التائه الذى ارسل اشارات لاوتار فكه فابتسم لها والتمعت عيناه يردف بثقة _ بتحبيني ... انا كنت عارف ... انا عارف بنتى كويس .


نزلت دموعها واردفت بضعف وقلبٍ كاد يتوقف من هول الموقف _ اخرج دلوك يا معتز علشان خاطرى !!


اومأ لها عدة مرات بسعادة ثم اردف مترجياً _ هخرج بس قوليها يا شهد ... قولي انك بتحبيني .


ابتعلت لعابها وتنفست بقوة وعجز لسانها عن نطقها على عكس قلبها الذى يضخها من الدم فتسرى في كل عرقٍ وشريان .

'


اومأ بسعادة واردف ليرفع عنها الحرج الذى استشفه _ خلاص يا حبيبتى ... متقوليش حاجة ... انا عرفت خلاص ... بس لو فعلا بتحبيني اوعى تتخلى عنى ... لانى لو بعدت عنك تانى هموت ... اصلا عمرى ما هبعد عنك  ... اتمسكى بيا يا شهد زي ما انا متمسك بيكي ومتخليش اي كلام يتقالك يأثر عليكي  ... تمام !


اردف قلبها قبل لسانها بلهفة وعيون عاشقة _ بعد الشر عنك .


ابتسم بسعادة وتنهد بارتياح ثم وقف على حاله يتنهد بقوة وانتشاء وراحة سكنت خمائل قلبه المعذب بها ولها .


عاد يطالعها وهى تجلس على المقعد ترفع نظرها اليه بتوتر ... انحنى منها مجدداً يردف بمشاعر حبٍ وعشقٍ لها _ تعرفي لو زين كان هنا دلوقتى ... كنت بوستك وحضنتك ... بس انا مضطر اخافظ عليكي حتى من نفسي لحد ما يقوم بالسلامة ..


عاد قلبها يقفز بعنف ضارباً يسارها بقوة وصلت الى مسامعه فتنهد ثم اقترب من وجهها وحرك ارنبة انفه بخاصتها ثم اردف بحنو _ تصبحى علي خير يا عذابي .


قالها واعتدل يطالع وجهها الذى اصبح كحبة رمان يتناثر منها ماؤها الاحمر من شدة الخجل فابتسم لخجلها الذى يعشقه ثم التفت سريعاً قبل ان تخونه مشاعره وغادر الغرفة وتركها في حالة من السعادة والفرحة التى لم تتذوقها من قبل .


يتبع