-->

رواية صمت الفتيات - الفصل التاسع عشر - بقلم الكاتبة خديجة السيد

 رواية صمت الفتيات بقلم الكاتبة خديجة السيد


تعريف الرواية

نبذه مختصره عن الروايه:- تبدأ الحكاية في نسق مشوق مع ظهور عروسة بفستان زفاف ملطخ بالدماء  قد ارتكبت جريمة قتل وبعدها يتم القبض عليها ليلة زفافها؟ ويفشل المحقق أن يقنع العروسه بالتحديث وتستمر بالصمت فقط في ظل أحداث غامضة دون دوافع للقتل! و هكذا توصد كل الأبواب وتساق عليها؟ 

حتى كانوا لا يعرفون اسباب عائله المجني  عليها وخطيبها الذي يصاب بصدمة كبيرة، وفي مجتمعاتنا الشرقية وتكون التأويلات كثيرة ويُصدر الناس أحكامهم ضد المتهم من لحظة الإمساك به، ويتشوق الجميع لرؤية القاتل معلقا بحبل المشنقة وباسرع وقت مما يدفع أجهزة النيابة والقضاء سرعة، فعندما تكون المتهمة امرأة وبأي قضية فلا أعذار لها ولا بحث عن الدوافع.

لكن فجأة تعاكس الأقدار ومع قرار المتهمه المفاجئ اخيرا بالتحديث لكن أمام الصحافه!! لكن ليس حتى تنقذ نفسها بل لانقاذ حياة اطفال ابرياء حتى لا يقعون مثلها في ذلك الفخ! و تبدأ بالسرد بما تستطع البوح به خلال طفولتها بما أصابها لتحمل طيلة عمرها عقدة الخوف والوحدة لتوصلها في نهاية المطاف إلى ذلك الحل حتي لا يقع غيرها بي، حتى لو اضطرت الي فضح نفسها؟ بصفتها قضية حساسة يرفض المجتمع علاجها خوفاً من الفضيحة والعار الذي سيلحق بالفتيات الصغار الغير مذنبات، مستخدمة نظرية العنف يولد العنف، والحل من وجهه نظرهم "صمت الفتيات"

لكن يا ترى ماذا سوف يكون رد فعل الاهالي  والمجتمع وخطيبها على حديثها ذلك؟. 

تصنيف الرواية

اجتماعيه ،واقعيه قضايا هامه، روايات مصريه روايات واقعيه 

حوار الرواية

عاميه، لهجه مصريه 

سرد الرواية

اللغه العربيه فصحي

❈-❈-❈

الفصل التاسع عشر 

كنت لا أريد شيئاً سوى أن أنتهي من هذا الضياع الذي يسكُنني ، أريد استِعادة طُمأنينتي والمضي قدماً في الحياة ، أريد أن أرتاح ويزول الثقل عن قلبي ، أريد أن تعود رغبتي بالحياة وأستعيد شغفي الذي تلاشى مع الأيام ، أحتاج أن يختفي الخوف بداخلي الذي يزداد يوماً بعد يوم ، أريده أن يبتعد عني قدر الإمكان أن يهدأ قلبي قليلاً عن الخفقان ، لقد مرّت عليّ أيام طويلة لم يُفارقني القلق فيها ، غادرني الجميع في البدايه ، عشتُ ما يكفي من الإضطرابات ، أحلامي سُرِقت أمام عيني ، غدرني أعز الناس ، تخلّى عني الأهل والأحباب ، إلا الحزن وحده أقسمَ على البقاء ، لم أعد أريد أن أحلم ، أريد أن أحيا بلا ألم ، أريد أن يتوقف الوجع يسار صـ ـدري ، أريد ذاكرة مفلتَرة ، لا أتذكر شيء مضَى ، أحتاج بشدة أن يتوقف عقلي عن التفكير ، أن أنام دونَ أرق ، أن محطمه من داخلي وخارجي حطامي يطفيني كلما حاولت من جديد ، أحتاج الهروب من ذلك العالم ..لم أعُد قادرة على تحمّل الحياة بما أنا عليه..ما أريده بحق أن أغسِل روحي من جروحي..لكنّ الماء لا يصل إلى عمق الروح وهذا ما يوجعني.. لذلك ادعي نفسي للبكاء على ما مضى وعلى ما أواجهه الآن.. 

كان في كل مره يقترب مني يدي المرتخيه ترتفع بصعوبة لتمسك بقميصه تتوسل 
رجـ ـولتـ ـه املٌ أخير في ان تنتفض النخوة فيه ليرحمني ! أبعد يديّ عنه بينما عجز 
جـ ـسـ ـدي عن ابداء أي حركة ولو صغيرة ، وسحابة سوداء تأخذني لأعماقها فأغمضت عيني لأسمع كلماته تحذرني بآخر قطرة وعي تبقت في عقلي

عقلي ، آه من عقلي ! لا افهم لمَ بدأ يتراخى ! يرسل ايعازاته لكل خلايا جـ ـسـ ـدي بالمقاومة والقتال ولا يتم تنفيذها لقد اعلن جـ ـسـ ـدي تمرده على عقلي حتي انهكني التفكير 

بينما صورة عمي تحولت الى توأم متطابقة  أمامي وانامله قد وصلت لشفتي يسكتني بالضغط فوقه فمي بعد ان حاولت الصراخ لكن خرجت صراختي تلك كالزمجرة المكتومة بفعل يده التي كانت تغلق فمها بقوة.. كنت دائما احاول النجاه والخرج من هذا المستنقع المثير للاشتمزاز. 

❈-❈-❈

شعرت بيدي التى كانت ترتجف بشدة فوق مكتب المامور وعقلي يشرد في تلك السيناريوهات البشعة رمشت بعيني بصعوبة كما لو كنت اقاوم الغمامة التى تحيطتني و تطلعت الي الفراغ بتشوش كما لو كنت لا اراه لكني حاولت التماسك.. 

شعر بي الضابط و توجه مسرعاً يمد يده بقليل من الطاقة ليجد كوب ماء بجانب فنجان القهوه الخاص به ثم اخذ الكوب الملئ بالماء مني واخذته وانا على نفس حالتي المجهده، رفعت الماء الي شـ ـفتي احثها برفق على الارتشاف و عندما انتهيت وضعت الكوب أعلي الطاوله ببطء ليردف الضابط باستفسار

= بقيتي احسن دلوقتي؟ 

ظليت انتفس بصعوبة حتي شعرت بتنفسي اللاهث ينتظم و يعود الي طبيعته.. و هززت رأسي بصمت إليه اني علي ما يرام.

عقد حاجبيه الضابط بانتباه وقال بصوت مقتضب

=انتي امتى ابتداتي تفهمي وتستوعبي  كويس اللي بيحصل بينكم ده اسمه ايه؟ 

لقد استيقظتُ مبكراً في الساعة 6:30 صباحاً وكانت السماء تمطر بشدة في الخارج، اليوم قد اكملت سنه الثالث عشر من عمري! العمر الذي قد اكتشفت فيه جميع الحقائق حولي وكيف كنت تدور أحداثها وانا كنت كالمغيبه أسير في ذلك الطريق دون فهم الأمر، لكن للاسف قد اتضح امامي كل شئ وكانت هي الحقيقه المره.. لكن أنا أعلم شيئاً واحداً ،انني لا استطيع الهرب من ذلك العالم المزيف بالحنان والأمان.. الامانه الذي افتقدته منذ طفولتي! عندما كنت في عمر الخامسه وبعدها بالتدريج بدات انضج ويتطور عقلي وبدأت أفهم جيدا ما معنا ما كان يحدث وأن جهل عقلي حينها كان اكبر خطا حدث لي.

فتحت عيني ببطئ والدموع تملاها بغزارة والاحداث كانت تمر امامي كشريط سينمائي وضعت يدي على قلبي الذي اصبح ينبض بجنون وبدأت اهمس له بصوت مخنوق منخفض: ألم تشبع مني يا وجع؟ أكلت جسدي؛ ومزقت أوردتي،رفقاً ببقايا إنسانة قد ماتت و هي على قيد الحياة؛ ثم إنه،أرهقني الزمان،و خذلني البشر،و أبكاني من رحل،و قتلني الوجع فرحماك يا اللّه... 

حاولت ان اهدئ انفاسي وانا اتذكر حكمه قراتها قبل سابق كانت تقول: هروبك مما يؤلمك سيؤلمك أكثر، لا تهرب تألم حتى تشفى، لكني في الواقع انا اتالم ولا اشفى مطلقا من هذا الالام.. ‏فسيء جداً أن تمارس دور السعادة، وأنت مرهق من الداخل.. فـ كتمان الالام؟ هو ذبحة القلب ووجع الروح و غصة العمر هو تلك الدفعة التي تخرج الدمعة التي انحصرت و جفت ..وهي الصرخة التي تفرغ الألم الذي حبسته الأيام.

هناك مشاعر ومواقف مهما مرت أيام لم تنساها، مثل اللحظة الأولى التي أسقطت فيها دموعي بلا انقطاع وعندما شعرت بالشفقة على نفسي، وعندما كذبوني من قبل أقرب الناس إليه ولم يصدقني أي منهم، عندما بدأت اروي الأحداث داخل عقلي قد اكتشفت أني تعرضت للأذى كثير جدا، حتى لو تجاوزت الموقف وتسامحت مع الشخص فإن سيظل الوجع في ذلك الوقت بداخلي، وسيجعلني اقاتل حتى لا أسقط في نفس الفخ مره أخري.. لكن هل سانجح في ذلك؟ 

فيوجد مقوله اخرى اصعب تقول: المجروح من عائلته لا يشفى ابداً 

بعد مرور الوقت سَمِحت لى والدتى بعدم الذهاب إلى المدرسة فى ذلك اليوم، و ذهبت إلى نومى العميق مرة أخرى بكل يأس و استيقظت بعدها في الساعة 8:00 صباحًا. لا يزال الجو ممطراً والطقس باردًا وأنا أشاهد المطر من نافذتى، أشعر أنى في حالة غريبه! نعم فجميع الاطفال في هذا السن يعيشون في جو سعاده ومرح 

مثل ان أذهب إلى مقعدى وأقوم بتشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص بى وتصنع والدتى بعض مقرمشات لي وأنا ألعب بكل حماس وبراءه بينما احتسب كوب من الكاكاو الساخن ويكون ليس لدى أي اكتئاب ،فأنا من المعتقد اني اعيش في مرحله طفولتي،  وكان همى الوحيد هو أن أكبر فقط فى أسرع وقت ممكن

وتكون الحياة جيدة جداً.. لكن كل احلامي هذه تظل وهم مجرد سراب! وقد اكتشفت مع مرور الزمن أن أصعب ألم حقيقي هو إجبار ملامح وجهك على إتخاذ معالم أخرى تعاكس إحساسك تماماً

فيصديقي لو تعلم ماذا يدور في عقلي الآن وانا في سني هذا؟ وما احمل من هموم ستصاب بالصدمة والذهول وتعطيني سنوات أخري اكبر من عمري. 

فانا لم اعيش مرحله طفوليه طبيعيه بل اعيش حياه محطمة.. انا بالفعل لا اعيش يومي انا انجو منه فقط! وكل فتاه تعيش وتتعرض لما انا اتعرض اليه أنها تنجوي مثلي.. 

زفرت أنفاسي بعنف و النيران التى بصـ ـدري تشتعل اكثر و قد تاكلني من الداخل وقلت بصوت منخفض

= دايما بيجيبوا الغلط علي البنات حتي لو معلمناش حاجه لو محجبه يقولوا ايه المنظر ده هو ده حجاب لو لابسه خمار يفضلوا يقولوا مالك مكبره نفسك ليه و يفضلوا يتريقوا والشيخه جات الشيخه راحت، و لو خارجه مع أصحابها يفضلوا يقولوا.. هو في بنات بتخرج لازم نمشي في الشارع متكتفين ولا نضحك ولا نهزر ولا نعمل حاجه حتي التعليم طلعوهم بحجه جديده ويقولوا البنت ملهاش غير بيت جوزها وهتقعدي خدامه والشهاده ملهاش لازمه ،احنا بنعاني من الكلام ونظرات الناس لينا اللي هو طب هو انا لابسه اي وحش طب انا فيا حاجه غلط؟ بيشككونا في نفسنا وحرفيا حقنا ضايع 

أكملت هاتفة بانفعال بينما صـ ـدري يعلو وينخفض بشدة 

= ولا الناس الي بتبرر أو بتقول حصل خير سواء رجالة أو ستات ميعرفوش أد ايه البنت أصلا بتحاول علي أد ما تقدر ميحصلش حاجة زي دي، مش مستنياهم يدوني نصائح ويقولوا خذي احتياطاتك عشان ما تتحطيش في موقف زي ده...سواء من توسيع و تطويل هدوم، سواء من قاعده ورا عشان محدش يبقي قاعد ورايا ولا جنبي.. سواء من النزول بسرعة جبارة عشان و انا نازله محدش 
يلـ ـمسني و في الأخر بردو أنا الي باتلام.

ابتلعت ريقي بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقي و انا أدرك تلك الحقيقه البشعه.. ومرت امام عيني مشاهد لما فعله بي و تفاصيل انتهاك جـ ـسـ ـدي وانا بعمر لا يتجاوز الخمس سنوات و صوت صراختي المتألمة تتردد بأذني تعذبني بل تقتلني... وقلت بحدة لاذعة

= انا من اللي بقيت بشوفه حوليا بقيت متاكده أن مفيش بنت متحطتش في الموقف دا؟ سواء تحرش او اكثر!! و للاسف اول مرة بتكون صدمة لاي بنت لانها مش فاهمة في اية بيحصل، بس هي بتعرف انها حاجة مش طبيعة و غلط حتي لو كان سنها اية؟ بس هتفضل فاكره انه احساس وحش قوي و هتفضل في الاول تلوم نفسها جدا انها ممكن تكون السبب في كده وهي مش عارفه حاجه! 
مش عارفه ان اللي بيعمل كده هو اللي مريض 
ومش طبيعي وما يستاهلش يتقال عليه راجل 
وما عندوش اخلاق ويستاهل الموت! 

التـ ـحرش الجـ ـنـ ـسي:-

إذا كان بسبب الجهل فلماذا يتـ ـحرش المعلم والأستاذ الجامعي والطبيب؟

وإذا كان بسبب الفقر فلماذا يتـ ـحرش رجل الأعمال؟

وإذا كان بسبب تأخر الزواج فلماذا يتـ ـحرش الرجل المتزوج و والد بالصبيان والبنات؟

وإذا كان بسبب القمع الجـ ـنسي ،فلماذا 
يتـ ـحرش بشابة تبلغ من العمر 14 عامًا؟

وإذا كان بسبب لباس المرأة فلماذا يتم 
التـ ـحرش بالمنتقبة والمحجبة؟

التـ ـحرش الجـ ـنسي إذا كان سببه جـ ـسـ ـد المرأة وشكلها المثير، فلماذا يتم التـ ـحرش بالأطفال؟

الموضوع ، مسألة مبادئ ، فشل في التربية ، التزام بالدين ، ضبط النفس ، مسألة أخلاقية لا شيء أكثر!

كنت اجلس على الارجوحة فى حديقة المدرسه شاردة فى مستقبل حياتي المجهول،اشعر بأن الجميع حولي يريد أن يفرض سيطرته عليا ولا يعطيني حريتي! حرية رأيي فى التحدث عن ما يؤلمني، ابسط اشيائي كنت أريدها للتعبير عما بداخلي "هذا حلمي، لكن في الحقيقة الاحلام مش لألنا، لأنها أكبر منا"

صحيح أن قد اكملت سنه الثالث عشر من عمري! العمر الذي بصق الحقيقة المجردة في وجهي بكل قسوة، الحقيقة المُغيبة عن العالم وتتوسع في الخفاء، والعالم من حولي يكتفي فقط بتجاهل وجودي !. صحيح اني قبل هذا العمر عندما كنت صغيره كنت اعلم اشياء صغيره عن العالم المخيفه الذي ادخلني في عمي رغم عني، لكن قبل عده ايام في حصه المدرسة شرحت المعلمه لنا عن هذه الاشياء بوضوح اكثر! وكانت كل كلمه تقولها تجعل جسدي يرتعش من الافكار و تشعرني بالاشمئزاز و الخجل من نفسي.. و الاسي! 

لا اعلم لماذا فكرت في هذه الفكره مره ثانيه وهي ان اجرب اتحدث مره مع احد مره اخرى؟ وهذه المره فكرت في معلمتي يمكن ان تساعدني، صحيح ان عمي حمدي منذ سنوات توقف عن الاقتراب مني! لكن ما زالت بداخلي اوجاع لا تتوقف. 

تشجعت قليلا وفتحت عيني ببطئ شديد لانهض و أبحث عن المعلمه حتى وجدتها بداخل الفصل بمفردها مما شجعني أكثر، تحركت بخطوات متوتره حتى استعد ربطة جاشي؟وظليت احدق بالمعلمه بصمت مترددة حتى انتبهت لي وقالت دون النظر إليه متسائلة

= عاوزه حاجه يا ريحانه؟  

شعرت بارتباك فاخشى ان ينفذ الذى يدور فى بالي ولم اجد المساعده! وانا اشعر بالارهاق من ذلك الأمر الذي لا اعلم الى متى ساضل اخفيه عن الجميع، همست بصوت منخفض جدا وقلت

= كنت عايزه اقول لحضرتك حاجه 

نظرت لي باستغراب وهزت رأسها لي حتي أتكلم وهي تنظر نحوي باستفهام! وعندما سمحت لي بالحديث شعرت اني أريد أن ابكي بشده لكن...لا وقت للبكاء..وأهم ما اسيطر عليه الآن التكلم و كسر صمتي! أخبرتها وأنا اشعر بتمزق روحي 

= انا في حد من قرايبي حاول يتـ ـحرش بيا لما كنت صغيره عن كده شويه.. و آآ لحد دلوقتي اهلي ما يعرفوش حاجة وبخاف اقول لي حد

وبعدها لم اشعر بنفسي غير والدموع تنهمر أمام عيني وأنا ابكي بمرارة.. لانت ملامح المعلمة قليلا وهي تشهق بصدمه حين استمعت الى كلماتي بعدم استيعاب و ذهول لتنهض بسرعه واقتربت مني باسطة كفيها على كتفي بحنان هاتفة

= بس يا حبيبتي كفايه عياط.. بس يا ريحانه خلاص مش كده اهدي

مسحت دموعي وحاولت التوقف عن البكاء وهي تسألني باهتمام 

= حبيبتي انتي مش بتقولي أن خلاص الشخص ده بطل يعمل اللي كان بيعمله معاكي مش كده

هززت رأسي بصمت بنعم وانا داخلي فرحه بانها سوف تساعدني أخيرا، صمتت هي لحظه ثم ابتسامه هادئه تلوح بين شـ ـفتيها وهي تتحدث قائله

= خلاص يا حبيبتي محلوله ان شاء الله ابعدي عنه وما تحاوليش تقربيله ولا تقعدي معاه في مكان لوحدكم، عشان ما يعملش اللي كان بيعمله معاكي ثاني.. الحمد لله انه بعد عنك وبطل يلمسك! ممكن ربنا هداه وعرف انه غلط وما ينفعش يعمل كده معاكي ،بس يا حبيبتي مش كل حاجه تحصل لازم نحكيها لاهلنا.. في حاجات لازم نعديها كانها ما حصلتش وما نحكيهاش 

توقعت ان تسالني عن تفاصيل اكثر! فلم يتوقف الأمر على التـ ـحرش فقط بلا تمادي، توقعت ان تسالني عن هويه ذلك الشخص ماذا يقرب لي! و توقعت ايضا ان تساعدني كيف اخذ حقي، في الحقيقه توقعت الكثير منها؟ لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وتفاجئت باغرب تعليق سمعته منها؟ 

هل كان هذا الحل من وجهه نظرها؟ اصمت ولم اتحدث ولا احاول الشكوى لمجرد أنه ابتعد عني وتوقف عما يفعله؟  

اعترف إني تصرفت بحماقة عندما اعتقد ان سوف يساعدني شخص في ذلك الأمر؟ فالجميع يهرب من مواجهتي بالحديث.. فلم اشعر سوى بالقسوة والعنف كلما تحدثت مع أحدهم.. وغلطه أخري ستكلفني الكثير فيما بعد.. وكأنهم يعاقبوني انا بتلك الطريقة المهينة..! 

وفي النهايه رجعت الى صمتي مره أخري الذي سيظل لازمني طول حياتي! لا أعرف الي متي؟ فلا أعلم إلي أين الهروب نحوه الأمان لاترتمي بأحضانه واشكوا وجعي الدامي له !! 

يـتـبع...