رواية روضتني -الجزء الثالث من احببت طريدتي - للكاتبة أسماء المصري - الفصل الحادي عشر
رواية روضتني الجزء الثالث من احببت طريدتي
للكاتبة أسماء المصري
تعريف الرواية
ما لكَ في قلبي إلا مكاناً صغيراً
يُقدر بحجم قبضة يدي..
ولما شَعُرت بتخمة عِشقك.
ذهبت لطبيب العشاق ... وسألته..
ما بالِ أتألم بحضوره وفراقه ومكانه فى قلبي يُضاق؟
فقال لي إچابةٌ ولجت لنفسي كالمحراب..
إچابته كانت، ألا تعلمي أن حجم القلب قبضةٌ من يدك؟
و هو يملؤها متخماً بالعشقِ..
فشعرتِ معه أنكِ
قد وصلتى أعلى وأعظم عِناق
من خواطري
أسماء عادل المصري
تصنيف الرواية
إجتماعي، رومانسي، اجتماعى، رومانسية، أكشن
حوار الرواية
الحوار بالعامية المصرية
سرد الرواية
السرد فصحى
❈-❈-❈
رواية روضتني
الفصل الحادي عشر
ليس كافيا أن تمتلك عقلاً جيداً؛ فالمهم أن تستخدمه جيداً.
رينيه ديكارت.
❈-❈-❈
وصل سريعا ودلف من البوابة الحديدية ومنها إلى غرفة الطبيب، الذي استقبله بترحيب لم يلاقي مثيله عند فارس الذي هدر به بعنف:
-انا عايز اعرف انتم لازمتكم ايه؟ لما كل شويه تحاول اﻻنتحار وبتنجح فيه! ده معناه انكم لا مأمنين المكان كويس ولا العلاج جايب نتيجه معاها.
رد الطبيب محاولا شرح اﻻمر:
-يا فارس باشا مشكلة اﻻنسه عاليا انها رافضه العلاج، هي اللي مش عايزه تتعالج ولا متقبله أي حاجه مننا عشان كده وضعها من سيئ لاسوأ.
زفر بعصبيه واحتقنت الدماء بعينه وقال بضيق:
-مش قادرين تعالجوها بلغوني وأنا اوديها اكبر مصحه تساعدها، كانت هنا ولا بره البلد، لكن انا مش هتساهل معاكم تاني لو حاولت تنتحر مرة تانيه.
صمت الطبيب بحرج فهتف فارس بصوت غليظ:
-عايز اشوفها.
أومأ صامتا وارشده لمكانها، فوجد كل من يديها وقدميها مكبلتين بالفراش فتضايق من هذا المنظر والتفت ينظر للطبيب بغضبب وهتف بشراسة:
-ايه اللي انتو عاملينه فيها ده؟
فتحت عينها فور أن استمعت لصوته و الطبيب يخبره:
-كانت في حالة هياج جامده جدا بعد ما انقذناها يا فندم وكان لازم....
رفع فارس يده عاليا بوجه الطبيب يأمره بالصمت وهتف آمرا:
-فكوها فورا.
اتسعت بسمتها ونظرت له هامسة بتعب:
-فااارس.
ابتسم لها بتصنع واقترب منها ساحبا المقعد الموضوع آخر الغرفة ولصقة بفراشها بعد أن قاموا بفك قيودها ومسح على شعرها هامسا:
-ازيك يا عاليا؟
بكت وحاولت اﻻعتدال بجسدها ولكنه ثبتها كما هي نائمة وقال بهدوء:
-خليكي مرتاحه.
نظرت له بحزن وظلت تبكي فهتف بحدة وضيق:
-وبعدين معاكي؟ آخرة اللي بتعمليه ده ايه فهميني؟
لم ترد وظلت تبكي فقال وهو زاما شفتيه بضيق:
-لو أمك كانت عايشه كنتي هتفضلي تتصرفي كده؟ انتي مش شايفه أنا بحاول قد ايه اعدي وافوت تصرفاتك؟
رمقته بنظرة حزينة وابتلعت ريقها وقالت موضحة:
-أنا عارفه انك زعلان مني عشان اللي حصل لجاسر، بس أنا والله بحبه ومش...
قاطعها هادرا:
-محدش بيحب حد بيقدر يأذيه بالشكل ده يا عاليا، انتي لا حبيتي جاسر ولا حبتيني؛ لان لو ده حصل مكنتيش اذتينا بالشكل ده.
اطرقت رأسها وصممت على اﻻعتدال والجلوس امامه ونظرت له بحزن قطع أوصالها وهمهمت بخفوت:
-لأ حبيتك يا فارس، حبيتك اكتر من نفسي وعشان كده انتـ حرت واكتر من مره، وحتى محاولة انهارده كانت عشان بحبك وخايفه عليك.
زمجر بضيق وزم شفتيه فهو حقيقة لا يستطيع تصديقها أو مسامحتها على ما فعلته بزوجته وغالية قلبه، وعلى فلذة كبده أيضاً؛ فحاول انتقاء كلماته حتى لا تخرج بحدة وغضب كما يشعر بداخله:
-محاولاتك للانتـ حار مجرد ضعف ايمان منك، لا هي حب ولا خوف ولا تصرف يخرج من واحده عقلها سليم.
صمت وتذكر حديث زوجته معه وقت محاولة انتـ حارها اﻷول عندما اخبرته بتلك الكلمات؛ فاقتربت منه عاليا بجـ ـسد وهن ومتعب، وانحنت أمامه على اﻻرض تنظر له بولع وهمست من بين شفتيها المرتعشتين:
-تحب اثبتلك أنا حبيتك قد ايه؟
صمت منتظرا منها ان تكمل حديثها فاضافت:
-أنا عندي معلومات خطيره ومهمه جدا ولو عرفتها حياتك كلها هتتغير، هقولهالك بس توعدني انك...
قاطعها هادرا بغضب:
-تاني مساومات! أنا مش هتساوم على اي حاجه يا عاليا مهما كانت أهمية الكلام اللي عندك لأنك لو فعلا حبتيني مش هتسبيني اتخبط هنا وهنا وانتي معاكي اللي ينقذني.
صر على اسنانه وهو ينظر لها بحنق؛ فآلمها رؤيته ينظر لها بهذة الكراهية فبكت ونظرت للأرض وتحدثت من بين اطباقها لاسنانها التي تصطك ببعضها من ارتعاش جسد ها:
-هثبتلك انك واخد فكره غلط عني خالص، انا مكنتش بساومك وكل اللي كنت هطلبه منك أنك متسبنيش وتتخلى عني، كنت هخليك توعدني انك تفضل معايا وواقف جنبي لحد ما اعدي اﻻزمه اللي انا فيها؛ لان لو كل الناس قالت عني مجنونه فأنا عارفه اني عاقله وعاقله جداً كمان ودماغي توزن بلد زي عقلك كده يا فارس.
رمقته بنظرة جادة واطنبت:
-ما هي جينات عيلة الفهد بقى، بس كل الحكاية اني مجنونه بحبك وبس، جناني كله اني عيزاك ليا وشايفة اني اﻻحق بيك من السلطانه بتاعتك، بس انت لا شايفني ولا حاسسني.
بكت ومسحت عبراتها بظهر يدها واكملت:
-انا عندي معلومات مهمه أوي لازم تعرفها، وسبب انتحـ ـاري كان إن مش عيزاهم يستخدموني ضدك، ولا اكون ورقة ضغط عليك يا فارس عشان كده قولت الموت اهون عليا من اذيتك تاني على ايديا؛ لاني متأكده أنك عمرك ما هتسامحني لو اذيتك تاني.
رمقها بصمت وهو ينظر لها بجدية أخافتها؛ فتراجعت للخلف وجلست على سريرها الطبي وابتلعت ريقها وهي تخبره:
-الناس اللي خالي مروان كان شغال معاهم اتواصلوا معايا وكانوا عايزين يستخدموني ضدك، بس انا مستحيل اعمل كده.
لم يفهم ما قالته أو فهم ولكن لم يستعبه عقله؛ فسحب المقعد الحديدي الموجود امامها وجلس عليه ناظرا لها باهتمام وتركيز وسألها بدقة:
-احكيلي كل حاجه من اﻻلف للياء، تعرفي ايه عن شغل مروان الفهد؟ ومين الناس دول؟ وايه الحكاية بالظبط؟
ارتعشت من جديد فهي تعلمه جيداً، ومهما كانت تطمأن بوجوده اﻻ أنها تهابه مهابة الموت فهتفت بتلعثم:
-خالي مروان مكانش شغال في المخدرات وبس، كان شغال في السلاح كمان وده شغل دخل فيه متأخر شوية بس قدر يبقى حد مهم لهم هنا، وبعدها...
نظرت لاعلى حيث وجهه المحتقن وعيناه الجاحظة واضافت:
-بعتلي وأنا في امريكا عشان اقابل ناس تبعه، في اﻷول مكنتش عارفه ايه طبيعة شغلهم او حتى مطلوب مني ايه! بس وثقت فيه لأنه خالي وبعدها لقيت نفسي بدخل في حوارات أنا مش قدها، بس هو فضل يطمني اني مجرد وسيط بوصل رسايل وبس.
زاد بكاءها وانتحابها واضافت:
-لحد حادثة شرم وانا كنت بعمل كل اللي بيطلبه مني عشان كان مديني وعد انه هيخليك ترجعني مصر، بس لما عرفت اللي حصلك اتخانقت معاه وهو فهمني إن الرجاله مكانش قصدهم، وأنه كان بيبعد ياسمين عن سكتك وبس عشان صاحبك اللي اسمه جمعه شاهين كان عايزها لنفسه.
ظل صامتا فسألته بتوتر:
-انت ساكت ليه؟
أجابها بهدوء مصطنع:
-بسمعك، كملي.
ابتلعت ريقها وارتشفت القليل من المياه من الكأس الموضوع أمامها واعادته لمكانه لتكسب بعض الوقت ربما حتى ترتب افكارها واستطردت:
-بعد كده رجعت وكنت مفكره انه قدر يأثر عليك عشان ترجعني، وبقى بيستخدمني عشان يتجسس عليك بحجة...
قاطعها موضحاً بتأكيد:
-بحجة يبعد ياسمين عن طريقي عشان يفضالك الجو.
أومأت له وقالت بتلعثم:
-أنا مكنتش اعرف كل حاجه.
صمتت وهزت رأسها نافية وهي تصحح:
-ﻷ كنت اعرف بصراحة، أنا مش عايزة اكدب عليك ... كنت عارفه بخطة شادي وبخطف ياسمين وبالصور والسكرتيره وكل حاجه، وكنت بساعده لأني كنت شايفه إن كل دي محاولات منه عشان يبعد ياسمين؛ فساعدته على كل حاجه عملها.
شهقات بكاءها بدأت تلعو اكثر واكثر وهي تتحدث باسترسال:
-لحد اللي حصل وخالي مدحت قتله ومن بعدها بدأت التهديدات تجيلي من المنظمة بره، كانوا عايزين يعرفوا كل حاجه عنك وازاي قدرت تقتل رجالتهم وتحرق المخزن من غير ما حد يقدر يحاسبك؟ خصوصا إن المخزن كان فيه بضاعة بملايين و أنت خسرتهم كتير اوي.
رمقته بنظرة متشككه لهدوءه الغير محمود ولكنها اكملت على أي حال:
-والكمين اللي عملته لعمي مروان كان بموافقتهم عشان عرفوا انه مكانش بيشتغل لحسابهم وبيعمل لنفسه شغل من تحت الترابيزه؛ فحبوا يخلصوا منه وبالمرة يحطوا ايديهم على فلوسه تعويض للبضاعه اللي اتحرقت في المخازن، بس انت بوظت عليهم ده لما حطيت ايدك على الفلوس وسلمتها للبوليس.
ظل يتنفس بحدة ولكنه ظل يرسم الهدوء وهي تخبره بالأمر برمته وبهكذا تفاصيل فقالت:
-يعني الكمين مكانش شطاره منك على قد ما كان اتفاق بينك وبينهم من غير ما تعرف عشان يخلصوا من خالي مروان، وبعد ما خسروا الفلوس فضلوا يساوموني علي كل حاجه عشان يوصلولك، بس انا وقتها انتـ حرت برده عشان مقولهومش على اي حاجه تخصك، ولما عرفوا اني اتجننت بعدوا عني فتره وراحوا لمرات خالي مروان وولاده في لندن.
انعقد حاجبيه وهو يستمع لها تأتي على ذكر زوجة مروان وابناءه البعيدين كل العبد عن كل ما يخص اباهم أو عائلة الفهد ككل، عندما ابتعدت بهم والدتهم عن افعال ابيهم المشينة فاستمع لها تقول:
-بس كان حالتهم الماديه عاديه ويمكن اقل من العادية كمان، لحد من يوم واحد لما رجعت المنظمه تتواصل معايا وعايزن مني معلومات ومساعدات قصاد انهم يسبوك عايش، مستحملتش انهم يساوموني على حياتك يا فارس
استند بمرفقيه على فخذيه مقتربا منها أكثر وسألها بصوت جعله هادئ قدر اﻻمكان عندما رأى ارتعاش جسـ ـدها:
-وصلولك هنا ازاي؟
ابتلعت وأجابت فورا:
-كنت في الجنينه وواحد لابس لبس تمريض جه قعد جنبي وطلع واحد منهم.
انعقد حاجبيه بشدة وسألها:
-كانوا عايزين منك ايه بالظبط؟
قالت بتوتر:
-يعرفوا عنك كل حاجه واي حاجه، نقاط قوتك وضعفك، مشاريعك وومتلكاتك، عيلتك ومراتك وكل حاجه يا فارس تخصك.
توتر ولكنه استطاع أن يخفي توتره بمهارة وسألها بحيرة وفضول:
-وأنتي رديتي عليهم بايه؟
قالت وهي تحاول استجماع شجاعتها الهاربة:
-عملت فيها مجنونه ومردتش، بس ساب لي الرساله دي وهو ماشي وقالي احنا عارفين انك مش مجنونه واذا ما ساعدتهومش هيقتلوك؛ فخفت عليك وحاولت انتـ ـحر.
اخذ منها الرسالة التي تخفيها بطيات ملابسها وقرأها بتركيز وتمعن وعينه تلمع بشرر مريب.
(كيفك عاليا انشالله تكوني بخير، نحنا بنعرف انك مو مريضه وهالشي ما راح يفوت علينا، بس ديري بالك إن ياللي بيختار يكون معنا ما بيصح يكون ضدنا ابداً، وإذا حاولتي بتكوني عم تكتبي نهايتك بايدك حبيبتي.
لهيك انا حبيت رسل ليك هالرساله مني شخصيا وانتي بتعرفيني وكتير قضينا وقت حلو عاليا أنا مو نسيانه يا شقيه، فلو صورك عقلك انك بتقدري هلا تتركي كل شي بتكوني ما حذرتي يا عمري.
خافي مني كتير عاليا لانه غسان ياللي انتي بتعرفيه كتير كيوت معك وقت بنكون مع بعض، بيصير كتير شرس حبيبتي إذا حدا حاول يفل بمصاريه متل حبيب القلب تبعك.
فكري وخدي قرارك إما بتكوني معنا أو علينا عاليا، إذا اختارتي تكوني معنا بوعدك لاخرجك من المشفى بكره الصبح وبترجعي تضلي معي بقصري ونرجع ايامنا بامريكا، اما إذا اختارتي تكوني علينا فيا ويلك منا انتي وحبيب القلب فارس اللي ممكن تبيعي عمرك كرماله.
هلا انا راح اطلب منك شغله واحده بس وهي انك تتواصلي مع ابنه لمروان وقت يرجع لمصر وتعطيه المفتاح الموجود بالظرف وبس وبعدها بنشوف ولاءك بيروح لمين!
طبعا كنت بقدر وصله المفتاح مع مين ما كان، بس هاي اختبار حبيبتي... بدك وضوح اكتر من هيك؟!
آه ولا تفكري بتقدري تستخدمي الجواب كدليل او شي، وحتى اكدلك انه ما بيهمني راح حطلك توقيعي كمان حبيبتي.
حبيبك المشتاق إلك
غسان الصباغ)
❈-❈-❈
ايوه يا دكتور، خير؟
تلقى صوته على الجانب اﻵخر هاتفا بترحيب:
-ازيك يا فارس باشا يارب تكون بخير؟
أجابه بفروغ صبر:
-الحمد لله تمام، خير؟
أجابه موضحاً:
-في ناس جايين وطالبين زيارة اﻻنسه عاليا، وأنا محبتش أوافق بالزيارة قبل ما اخد رأيك.
تعجب ونظر امامه لتلك التي توقف وجهها عن اﻻبتسام وعاد يتحدث معه متسائلا:
-مين؟ احنا متفقين الزيارات تكون عائلية بس.
اكد له بتوضيح:
-ما الواضح انهم من العيلة يا باشا، اسمهم يزن وآسر الفهد.
قوس حاجبيه بتعجب، ولكنه عاد متذكرا تلك اﻻحداث اﻻخيرة التي مرت عليه وما أخبرته به عاليا؛ ففهم اﻻمر برمته وتأكد من ظنونه فصر على أسنانه محاولا كتم غضبه الظاهر عيانا لتلك الجالسة على جمرات تحرقها، ورد حديثه للطبيب:
-تمام، خليهم يزوروها بس سجل الزيارة صوت وصوره ومتخليهومش يطولوا معاها لاني مش ضامن زيارتهم في مصلحتها ولا لأ!
أكد عليه الطبيب:
-متقلقش يا فندم، اﻻكيد هنسألها إذا كانت موافقه تقابلهم ولا لأ؟ بس انا محبتش آخد أي خطوه من غير إذن جنابك.
أومأ مستحسنا حديثه وقال باطراء:
الله ينور عليك يا دكتور، يا ريت دايما تشركني في كل كبيره وصغيره عشان ابقى متابع اﻻمور قبل ما تحصل اي مصايب تانيه، المهم دلوقتي متنساش تسجل الزيارة صوت وصوره.
لم يمهل نفسه الكثير من الوقت من بعد تلك المكالمة فذهب باليوم التالي لمشفى اﻻمراض النفسية التي تمكث به عاليا ودلف مكتب المدير وبدون مقدمات هتف:
-ازيك يا دكتور، محتاج اشوف التسجيلات بتاعة المقابلة بسرعه.
تعجب الطبيب من لهفته فأوما له وهو يقول بهدوء:
-صوتهم كان واطي شوية ومحاولتش اتطفل عليهم بالرغم من خوفي من كلامهما معاهم، بس وشها كان كويس ومكانتش مضايقه.
ابتسم بزاوية فمه لسذاجة هذا الطبيب وأوما له؛ فقام اﻷول بتشغيل القرص المدمج على الحاسوب المحمول وابتسم له بلباقة قائلا:
-هسيبك يا باشا تاخد راحتك.
زفر بفروغ صبر وضغط على زر التشغيل واستمع لحديثهم الذي بدأ بالسلام والسؤال عن اﻻحوال وبعدها....
_ايه اللي حصلك يا عاليا؟ معقول الحال يوصل بيكي لكده!
زمت شفتيها وهتفت بحدة:
-بلاش تضييع وقت، انتو جايين عشان اﻻتفاق مع غسان.
اخرجت المفتاح فوراً ونظرت لهما قائلة:
-المفتاح اهو، بس بلاش تنفذوا أي حاجه يقول لكم عنها صدقوني مش هتعرفوا تخلصوا منه ابداً.
جعد يزن حاجبه وقال بضيق:
-انا كمان مربوط من رقبتي وبالرغم من بعدنا عن بابا كل السنين دي إﻻ في النهاية افعاله برده اذتنا، انا روحت لفارس وقولت يمكن يدينا الفلوس من غير وجع قلب عشان اوصلها للناس دي، بس هو اكدلي انه سلمها للبوليس.
بكت وقالت بحزن:
-هيخلونا نضرب في بعض يا يزن، بلاش تساعدهم اسمع كلامي.
رفض وهو يقول يحزن:
-لو اقدر مكنتش جيت مصر من اﻻساس، بس بيهددوني.
رمقته بنظرة حذرة فوضح:
-حياتي وحياة اخويا وامي في خطر.
لمعت عينها وهو يضيف:
-خاطفين امي يا عاليا ومنعرفش عنها حاجه من شهرين، واجبرونا نقول انها ماتت عشان نرجع مصر والتهديد مش بس بيها كمان بيددوني بقتل آسر و...
قاطعه أخاه قائلا:
-أنا قولت لك متخافش عليا ومش عشان انت الكبير تشيل الشيله لوحدك، كل اللي هاممنا دلوقتي هي ماما وبس ومتفكرش فيا وخلينا نخلص من الليله اللي حطنا فيها ابوك دي.
هتفت عاليا على الفور بلهفة:
-يعني انتو عارفين إن السبب في كل ده هو خالي مروان وإن فارس ملوش دعوة مش كده؟
أومأ لها مبتسما وقال:
-ايوه يا عاليا عارفين ان حبيب القلب بره الليله، بس كان لازم نعمل اللي عملناه معاه، دي اﻻوامر اللي جايه لنا.
سألتهما بتوتر وخوف:
-وناويين على ايه مع فارس؟
زفر يزن بضيق قائلا:
-هنمشي على الخطه اللي مرسومه من المنظمه عشان سلامة امنا، اي محاوله مننا عشان نحذره هتكون حياة امي هي التمن.
بكت بحرقة فنظر يزن خلفه وهمس بتحذير:
-بلاش كده يا عاليا الزياره متسجله ويا عالم اذا كانت صوت وصوره ولا صوره بس!
رفعت كتفيها كعلامة على عدم معرفتها فقال آسر:
-الوضع هنا مش أمان لأن ممكن يكون لهم جواسيس هنا، بلاش نتكلم في أي تفاصيل احسن.
وافقه اخاه ووقفا ليغادرا فهرعت صوبهما وهي ترجوهما:
-بلاش تسيبوه على عماه، حذروه باي شكل عشان خاطري، فارس ميستاهلش مننا الغدر ده ابوس ايديكم.
مسح يزن على كتفها وهو ممتعض وقال بضيق:
-مفيش قدامنا حل تاني يا عاليا، امي في طرف وفارس في الطرف التاني لو انتي مكاننا هتختاري مين؟
زاد بكاءها ونحيبها وهو يربت عليها وهدأها مؤكدا:
-صدقيني لو لقيت اي طريقه عشان احذره مش هتأخر، بس لو عرف الترتيب اللي معمول له هيعرفوا على طول انه مننا وساعتها امي....
صمت ولم يكمل فسألته بحيرة:
-طيب بلاش تحذروه، قولي المفتاح ده بتاع ايه؟
زفر بضيق وزم شفتيه وهو يرد:
-مش هينفع يا عاليا اقولك اي حاجه، معلش احنا لازم نمشي حالا.
يتبع...
❈-❈-❈
ولقراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء بقلم الكاتبة اسماء المصري