رواية حمقاء ولكن- بقلم الكاتبة إيمان محمد - الفصل الثاني
رواية حمقاء ولكن
بقلم الكاتبة إيمان محمد
رواية حمقاء ولكن
الفصل الثاني
بعد الإلتفاف حول مائدة العشاء، ظل رافت يتصيد الأخطاء لنور حتى تركت الطعام ونهضت دون أن تمسه، وهو أيضا لم يتلذذ به بعد مغادرتها فنهض وجلس يحتسى الشاى بالشرفه، ومها تنظر له بقلق منذ عاد، فهو شارد الذهن، منشغل البال.
- مالك يا رأفت؟
قص لها سريعاً ما حدث، فابتسمت له: أكيد عداها عشان خاطرك.
نظر لها بسخريه: خاطرى وخاطرك دا عالقهوه ف السوق لما تفاصلى ف اتنين جنيه لكن مش ف الشغل وفارس مبيتهاونش ف الغلط
قضبت جبينها بقلق: قصدك إيه؟
- مش عارف اكيد فى مصلحه ورا انه يعديها كده
- وتفتكر ايه المصلحه اللى ممكن تيجيله من ورانا دا احنا غلابه
- مهو عشان كده قلقان احنا غلابه اوى وهو واصل آه احنا تقريبا صحاب لكن ساعة الجد هو البيه وانا شغال عنده
ربتت على كتفه بود: سيبها عالله مين عارف مش يمكن مفيش كل الافكار دى
- ياريت يا مها ياريت
قاطعهما صوت صراخ ابنته تستغيث: بابا يا باباااا
فنظر اليها بانزعاج: انتوا لسه صاحيين؟!
- مش اجازه بقى يابابا كمان نور بتحكيلنا اللى حصل النهارده هيا صحيح شبشبت للمدير
رفع حاجبه: شبشبت! يا عينى عالمصطلحات هو انا طلعان عين اهلى عشان اطلعكم بنى آدمين محترمين عشان ف الاخر نور تعلمكم الالفاظ الشلق دى
- جرى ايه يا اسطى عديها
اتسعت عيناه بصدمه: اسطى
فنظرت الى والدتها متعجبه: ماله المعلم يا ام العيال
فصرخ رأفت بغيظ: مها خودى فردة الجزمه دى من هنا انا كنت ناقص
أومأ له سريعاً: حاضر ياخويا يلا يا مصيبه مش كفايه عليا نور
دفعتها إلى الخارج فسمعتها نور فوقفت تضع كلا يديها بمنتصف خصرها وتسالها بتذمر طفولى.
- ومالها نور يا ست مها بقى؟
نظرت خلفها لترى لو كان رافت يسمعها، وأجابتها بغيظ مكتوم: مله لما تململك يا جزمه بقى اللى كنتى بتشرشحيه وانتى بتكلمينى ف التليفون كان المدير
اجابتها بلا مبالاه: آه ليه
برودها ولا مبالاتها جعلا مها تزداد انزعاجا فخ*لعت خفها وامسكت به وقذفته بقوة فارتطم برأس نور التى صرخت بغضب، وذهول.
- انتى بتضربى بجد؟!
- وهولع ف امك خودى هنا!
ركضت نور تحاول النفاذ من العقاب فحين تنفجر مها فلا رادع لها إلا رافت ولكنه هو الآخر ساخط على نور لذا فالحل هو الفرار بعيداً عنها.
بعد إجهاد يوم شاق لم تستطع مها الركض خلفها طويلاً بل لهثت بعد نصف دقيقه.
❈-❈-❈
فى الصباح الباكر استيقظت نور نشيطة متحمسه على غير عادتها وذهبت الى العمل مبكره لكى تثبت حسن نيتها ولكى لا يتأذى رأفت نعم هى قد تصرعه يوماً ما بافعالها تلك لكنها تعتبره حقا أخاً اكبر فى منزلة الوالد، ولا ترغب فى إيذاؤه حقيقة.
بدأت تنظيف المكتب ووقعت عيناها على صندوق خشبى مرصع بجواهر مزيفه لكنه يبدو رائعا فنظرت اليه باعجاب شديد ثم نظرت حولها تتفحص المكان فلم تجد أحد ففتحته بحذر لتجده ملئ بانواع متعدده من الشيكولاته فابتلعت ريقها وبرقت عيناها بشراهه ترغب بالانقضاض على محتوى الصندوق لكنها تذكرت حالة رأفت البائسه حين كاد يطرد من عمله بسببها فاغلقت الصندوق وتابعت التنظيف لكنها لم تنفك تعود للنظر اليه حتى وصل فارس المكتب ودخل فألقى السلام ولم تسمعه لأن عيناها وعقلها ومعدتها منصبين على هذا الصندوق.
حين لم تجيب عليه أو تبدى أى رد فعل يوحى بإدراكها لوجوده تتبع نظراتها حتى وصل الى الصندوق فتوقف امامها مما حجب الرؤيه عن الصندوق وانبهها لوجوده فنظرت اليه بغضب الا يكفى انها لا تستطيع إلتهام ما بالصندوق ليمنع عنها رؤيته لكن غصبها تلاشى حين وجدت عيناه تنظر لها ووجدت نفسها دون ان تدرك تتأمل عيناه بعمق ولم يخرجها سوى صوته الساخر
- دى مجوهرات فالصو
فغرت فاهها بلا إستيعاب: هاه
فتنهد بيأس: اللى عالصندوق دى مجوهرات فالصو
رفعت حاجبيها بدهشه هل يظنها غبيه لهذا الحد بالطبع ستكون مجوهرات مزيفه فهل لو كانت حقيقيه سيتركها هكذا لكل من كان يستطيع أخذها؟!
فتح الصندوق واشار بعيناه لما بداخله: دى علبة شيكولا بس متزينه بزياده
برقت عيناها حين رأت الشيكولاته وبدت كمن ستذيبها بعيناها التى تكاد تخرج من محجريها فأدرك أن نظراتها لم تكن للصندوق بل لما يحتويه فقد دفعها الفضول لفتحه ورأت الشيكولاته المغريه فاعطاها واحده وظنها ستتمنع للحظات ثم تقبل لكنه تفاجئ بها تخطفها من يده واخرجتها من غلافها بهمجيه والتهمتها بسرعه مخيفه حتى انها لم تتلذذ بطعمها فقضب جبينه بإرتياب وسألها.
- انتى فطرتى؟!
- لا ملحقتش
- اتعشيتى امبارح؟!
- لا رأفت كان بيندب حظه عشان كان هيترفد ومحصلشى وفضل يولول انى هشتغل ف مكتبك خائف لأعمل حاجه وترفده وسد نفسى وهو كمان نفسه اتسدت ومكلشى والبيت بقى معزى ونمت جعانه مقدرتش اكل وهما قاعدين يعددوا.
قضب جبينه بشده ليمنع ضحكته ثم تركها وغاب لعدة دقائق بعد أن أمرها ألا تتحرك من المكتب ثم عاد يحمل كيسا تقوح منه رائحة شهيه ووضعه على المكتب وجلس ثم اشار لها بالجلوس
- انا كمان مفطرتش ايه رايك تخليه عيش وملح سوا يمكن دا يخليكى تتمسكى بشغلك هنا ومتخربيهاش
اومات سريعا واختطفت منه الطعام بينما كبح ضحكته بصعوبه لأفعالها تلك الفتاة بسيطة تلقائيه لا تستطيع التصنع على خلاف من حوله من المتملقين المنافقين.
❈-❈-❈
بدأ العاملين بالمكان يتوافدون إليه، وقد أنهت نور عملها وجلست ترتب بعد الاوراق ثم ضجرت سريعاً فتركت مكتبها وخرجت تقف مع العاملات اللواتى كن يثرثرن حول امور شتى
- بفكر افتح مطعم
نظرت أخرى لها بإهتمام: وتعرفى شيف كويس ولا لسه هتدورى؟
- لا دا انا هفتح مطعم بيتى
قضبت نور جبينها متعجبه: يعنى ايه
فاوضحت لها ببساطه: هعمل اكل بيتى وابيعه
ابتسمت نور بحماس: على كده اكلك حلو بقى وهتشهيصينا
رفعت كتفيها: مش اوى
فندرت لها متعجبه: الله اومال هتعملى اكل ازاى
- اديها محاوله هيا يعنى كيميا حط دا على دا يطلع دا
تدخلت زميلتهما الأخرى: لا طبعا الاكل نفس وفن وكمان ثقافه
فسخرت منها نور: طب نفس وفن وفهمناها لكن ثقافه ازاى بقى هتقعد تقرا ف كتاب ابله نظيره لحد ما تحفظها
- لا قصدى عالخامات اللى بينطبخ بيها لازم تكون عندك معرفه شامله بيها البهار دا ينفع لايه ومينفعش لايه والتابل ده بديله ايه والاهم الحاجه تعرفيها اذا كانت طازه ولا متخزنه لان دا بيفرق ف طعمها وسعرها مثلا السمك تبقى خياشيمه وردى وعينيه صافيه مش مزرقه وعندك الفلفل الاخضر اللى له تلات بروز لحاله واللى به اربعه لحاجه دا حتى البصل الاحمر لاستخدام والابيض لاستخدام ودى الحاجات البسيطه دا فى كتير جدا
- ايه دا كله
- وانتى لسه شوفتى حاجه دى فى ادوات لكل حاجه بتعمليها ف المطبخ يا بنتى دا عالم لوحده
- يختاااى دا انا قولت هدور عالنت ولا اقرالى كتابين طبخ زى ما نور بتقول
- مكنش حد غلب ياختى
- طب بمناسبة الاكل بقى حدش فيكم يعرفلى حد كويس بيبيع فراوله احسن مرات اخويا بتتوحم عليها
تعجبت نور: بس دا مش اوانها
- بتقولك بتتوحم يبقى طبيعى ميبقاش اوان اللى طلباه انا بقول هاتيهالها من سوبر ماركت كبير اريح حتى لو غاليه شويه معلش دلوقتى لو لقتيها ف الجو ده هتبقى بايظه
- لا مهو انتى بقى تخليكى واعيه وتعرفى الحلو من البايظ
علقت نور بثقه: بيبان من منظرها
فأومأت الأخرى بتأكيد: آه اكيد ولازم عنقودها يبقى فيها ومتعومش على وش الميه
- هيا ايه دى بتعوم دى فراوله مش اختبار لبيضه فاسده ثم انها ممكن تكون بايظه وحمضانه وعنقودها لسه فيها عادى
سألتها نور بدهشه: يا شيخه معقول؟!
- سيبكم من الهبل ده الست والدة فارس بيه جايه النهارده
نظرت الاخرى بسعادة الى نور: يبقى هتعزمنا عالاكل يلا ياستى هتدوقى الاكل الذواتى
فعلقت الاخرى قبل ان يتثنى لنور الحديث: انا سمعت كده خير اللهم اجعله خير ان فى احتمال يبقى سوشى
فهللت نور بحماس: يا حليله بجد
- بتحبيه؟
- هو ايه؟!
- السوشى؟!
- لأ هو ايه ده أصلا؟
رفعت حاجبيها مندهشه: الله اومال فرحانه كده ليه؟!
اجابتها بمنتهى الغباء: واضح انه حاجه مفتخره
- مش كل مفتخر يناسب كل الناس
فتذمرت نور بانزعاج: هو حرام نتشهيص خلى بطننا ترتاح من العك شويه
- طب دا السوشى دا العك كله
قضبت نور جبينها متعجبه: ليه بقى؟!
- دا سمك وحاجات بحر.
- يا عينى عالفسفور
تابعت الاخرى بيأس: نيه
ففغرت نور فاهها بعدم استيعاب: هاه
- الحاجات دى نيه بتبقى عينات من انواع سمك وحاجات تانيه من البحر وحاجات مش فهماها اصلا بيلفوهم ف بعض ويتاكلوا
ضربت براحة يدها على صدرها بفزع: يا لهوى وهيا نيه ليه مفيش بوتاجازات؟!
- هو كده لأ وفى ناس مش بس بتحبه دى بتعشقه
- على ايه ياختى؟!
رفعت كتفيها: امزجه
زوت نور جانب فمها بغيظ: يابختى المنيل يوم ما ادوق اكل عدل يبقى بدمه
- لا مهما بينضفوه ويغسلوه كويس جدا وبيتعمل بطريقه معينه متحسيهوش نى
- برضو اسمه نى
- متقلقيش منه مش يمكن يعجبك ناس كتير بتحبه بس انا حبيت اعرفك إنتى بتاكلى ايه مش اكتر
- يا ريتك ما عرفتينى
❈-❈-❈
حتى الآن لم يبدو أن هناك أى شىء مريب، ولكن أن تكون نور نشيطه، تعمل بجد فهذا حقا مريب، ولمن لعلها تعقلت، هذا ما أقنع رأفت نفسه به لكنه ظل منشغلاً بهذا التحول الغريب، حتى شرد عمن حوله ولكن صوت صديقه الذي وكزه ليعيد تركيزه، فرئيسهما يثرثر بلا إنقطاع وإذا ما لاحظ شرود رأفت فقدينزعج خاصة وانه بالفعل منزعج منه بسبب ما فعلته نور بأول يوم عمل لها هنا
ظل يثرثر طويلاً ثم تركهم، فتابعوا الحديث من حديث توقفوا فقد كان أحدهم يشكوا سوء ظنه بزوجته.
- كنت بدات اشك فيها كل ما اجى اروح الشغل تستعجلنى قال ايه خايفه على تاخيرى عالشغل
فسأله الآخر بلهفه: هاه وبعدين؟
- ف مره قررت افهم فى ايه والشيطان بيلعب ف دماغى وبعد ما خرجت بربع ساعه رجعت وفتحت الباب بشويش ودخلت
ازداد حماس الآخر: هاه ولقيت ايه؟
تنهد رأفت بضجر فتلك القصة أصبحت مملة فصديقه قد قصها مراراً ولا يفهم لما؟ بينما أجاب ذلك الصديق ببلاهه فهو يحاول جعل القصة مشوقه كل هذا لكى يصبح مركز اهتمام
- كانت نايمه
فسأله بحماس: لوحدها؟
فرفع حاجبه متعجباً: آه طبعا!
فقضب الآخر جبينه منزعجاً: الله اومال ايه.
- فضلت وراها لما اعترفت
- بإيه؟!
- كانت بتسهر من ورايا وانا نايم تتفرج على الحاجات اللى بتحبها وتصحى بدرى دا لو نامت عشان تفطرنى وعاوزانى امشى بسرعه عشان تنام بعد ما هنجت او ترجع تتابع لقطه مهمه
- بتهزر؟!
- لأ وحياتك.
- طب وهى بتتفرج على ايه لدا كله؟!
لوح بيده بلا إهتمام: أى حاجه تافهه بس انا مبحبهاش ودى كل ما تيجى تتفرج تتاثر وتعيط وتعلق عاللى بتشوفه بقعد اتريق عليها او ازهق من تعليقاتها فبطلت تتفرج معايا نهائى وبقت تنام بدرى وتسحب وانا نايم تتفرج عالاعاده بس تصدق حسيت انى وحش اوى يعنى هيا بترضينى دايما واما زعلتها ملمتنيش جت على نفسها عشان منتشاكلش مع بعض واحده غيرها كانت قالتلى مش عاجبك متتفرجش انا ليا حق زيى زيك بنات الايام دى مبقاش يفرق معاهم ولسانهم طول واختراعاتهم كترت
علق رأفت بهدوء: مراتك باين عليها غلبانه وبنت حلال.
أومأ له مؤكداً: وطيبه أوى
تمتم رأفت من بين أسنانه: وانت جزمه
بينما سأله الآخر متعجباً: وانت عملت ايه بعد كده؟ ثم ليه هى مبتتفرجش بالنهار؟!
رفع كتفيه لا مبالي: بيبقى وراها شغل البيت كتير
- يا ظالم وعملت معاها ايه؟
بدأ يظهر إنزعاج طفيف على وجهه من ضيق من حوله من تصرفه فهدأت نبرته المرتفعه وتمتم بهدوء
- بقيت اخليها تتفرج وانا احط سماعات ف ودنى عشان منتخانقش بس لقيتها مبتتفرجش وتقولى متغصبش نفسك انا هبطل فرجه خالص نهار ولا ليل
نظر له رأفت بجانب عينيه: عندها حق دا انت ولا كأنك بتتفضل عليها
بكل مرة يقص تلك القصة ويعتقد أنها مرحة يعلق أغلب من يسمعونها مبدين إنزعاجهم منه وكل مره يسمعها رأفت يبدو كمن يرغب بتهشيم رأسه ويعلق بكلمات بسيطه يعنفه بها فبدأ أخيراً يشعر بالإمتعاض من ردة فعلهم وأوشك على الإقتناع بخطأ تصرفه فأنكس رأسه بإنزعاج
- بصراحه اضايقت وجربت نتفرج سوا واحاول مركزش واعديها وفعلا بقت تعلق اعلق معاها تبكى اطبطب عليها وبقت الفرجه على التليفزيون ممتعه واحنا سوا
أنهى حديثه ببسمه راضيه فبالفعل تحول الوضع كليا وحينها علم بخطئه ولكنه لم يعتقد أن سلوكه كان بتلك الفظاظة إلا من تعليقات زملاؤه وقرر ألا يعيد تلك القصة للترفيه مرة اخرى فعلى ما يبدو لم تكن مضحكة مطلقاً كما أن رئيسه بدى عليه الإنزعاج وحذره من إفشاء ما يدور بحياته الزوية على سبيل التسليه وقد وافقه الجميع مما جعله يشعر بخزي حقيقي.
❈-❈-❈
باليوم التالي كانت نور ساخطة معظم اليوم تتمتم من بين أسنانها بتذمر مكتوم حتى ضجر فارس وسألها من يكون صاحب الإسم الذي تسبه وتلعنه منذ الصباح فصرخت بغضب.
- دا بنى آدم رزل
رفع حاجبيه متفاجئاً من صرختها: عملك إيه أفهم؟! من صباحية ربنا بتسبى وتلعنى فيه وفى اللى خلفوه!
- انا راحه اشترى منه غطا شفشق قالى مببعهوش لوحده قولتله مش قضيه هات الشفشق على بعضه اهو هينفع فاستغرب وسألنى عاوزه الشقشق ف ايه قولتله وهيا الناس بتعوز الشفاشق ف ايه قالى اهو بيحطوا فيها ميه عصير قولتله اديك عارف اهوه بس برضو مقتنعش اصلى طالبه الغطا بمقاس معين وف العاده الشفاشق بتنطلب على حسب بتشيل كام لتر القصد مطلعتش ناصحه اقوم اقوله اصل عندى واحد وانكسر غطاه لا طلعت بقره وقولتله الحقيقه
- أنهي حقيقه؟!
دفعه الفضول للإنصات إلى ثرثرتها لكى يعلم حقيقة القصة وظن أنه حدث جلل لكن ما إن أخبرته حتى تيقن أن ظنه المبدئى فى حماقتها كان صحيحاً
- غطا البلاعه كسرته وانا بحاول اشيله عشان ازوف الميه بتاعة المسح اصل مها كانت كسلانه قولت اساعد فمسحت الشقه من غير كنس وزوفت كله عالحمام مش عاوزه اقولك الميه كانت طينه ودعقت الدنيا فجيت اشيل الغطا كسرته روحت اسأل عنه لقيته مبيتبعش لوحده لازم الغطا بصفايته ولقيتهم غاليين قولت اجيب غطا شفشق اهو يمشى الحال والراجل سمع كده وهات يا نقوره وجت زبونه مايصه ما صدقت قعدت تتمألس عليا كنت جبت اخرى وجبتها من شعرها مسحت بيه المحل واما صاحب المحل اتدخل غطسته ف برميل الكلور
إتسعت عيناه بذهول: يخربيت مخك
لوحت بيدها بلا مبالاه: المهم سيبتهم وروحت جرى شويه وجه رأفت اتاريه عدى عليهم وشاف وسمع وشكولوه ولولا ما صاحب المحل بيعزه كان لبسنى نصيبه ومستكفاش بإعتذاره
- وبعدين؟
- ولا قبلين شباشب طارت وجزم وكان نهارى معاه خل ومها بقت هتتنقط
- طبعا زعلانه عشان...
قاطعته سريعاً: مين دى؟ دى كانت زعلانه انها تعبانه ومش قادره تقوم تدينى بالجزمه عارفه ان رافت مهما شاط منى بيحدف بيهوش بس لكن هيا شبشبها نشانه بيرشق
لم يعد يحتمل وإنفجر ضاحكاً حتى أغشت عيناه الدموع أتلك الفتاة لديها عقل أم باعته؟!
يتبع...