-->

رواية للذئاب وجوه أخرى - للكاتبة نورا محمد علي - الفصل الثاني

رواية للذئاب وجوه أخرى للكاتبة نورا محمد علي




الفصل الثاني


اما رحيم بعد أن انهي حواره مع والده تحرك ليدرس تلك القضية التي سوف يسافر من أجلها 

هو لم يعمل في قسم التصفيات من قبل ولكن في بعض الأحيان تضعك الدنيا في مفترق طرق، وها هو المفترق يأتي باكرا ها هو مطالب بقتل أحد الأفراد الذي يحمل جنسية مذوجة ويعيش في احد الدول القريبة في المنطقة، ولكنه يستطع أن يضر بالامن العام يجند شباب ويجمع معلومات، عن طريق موقع إلكتروني وايضا ثبت تورطه في قضية استخبارات، و من وقتها لم يرجع الي مصر يكنفي بأن يحدث زوبع من بعيد وربما لانه هدف عادي لا يعد خبير او قوي بطريقة مبالغ فيها والحراسة عليه ليست كبيرة فهو مجرد ببدق في جيش كبير يتحدث بأسم الإسلام وهو لا يطبقه كحال الكثير ، وها هو يفكر في خطة اخري، عله يرجع بقوة علي الساحة الدولية ولكنه غافل أن رحيم المصري يستعد له، او بمعني اصح يتربص به يدرس كل تحركاته ويتابع احد السي في المسجل عليه بعض التحركات له ومشاهد تجمعه مع عدد من الناس وفي عدة إمكان مختلف ، ولأن الرقابة علي الهدف يعدون عليه أنفاسه يعرفون تحركاته، التي هي دافع قوي لتصفيه وها هو رحيم يقرا خط سيرة في اغلب الايام والليالي و تنقلته في طرق اسطنبول ومظيق البيسفور وايضا احد النوادي الليلية التي يسهر فيها دائما سواء بمفرده او مع صحبة نسائية ولهذا السبب سيكون المكان المناسب لينفذ فيها رحيم مهمته .. 

اما رؤوف لم يكن يدري انها ستكون بداية النهاية له 


في نفس الوقت كانت سهام تتابع احد القضايا دون أن تحرك اصابعها، هي فقط تتابع احد الزملاء يعمل بجد ، وهي فقط تنتظر أن يشعر بالتعب ..

 

نفس الوقت الذي كان فيه أحمد ينهي عمل مهم في مكتبه يتناقش مع أحد العناصر الفعالة في القطاع

وبعدها تحرك علي الاشراف علي المتدربين الجدد ليس هو المدرب بل ياسين ومروان الراسي والمساعد أسامة كان فقط يقيم النتيجة وان لزم الأمر سوف يوقف التمرين 

كان يقف بالباب ليجد احدهن تتقرب من أسامة رغم انهم في مبارزة 

نظر لها بتقيم ربما هي جيدة ولكن استغلال جسدها لتبحث عن نقطة ضعف للخصم ليس مستحب لديه وخاصة أن كان هذا الخصم هو في مكانة ابنه 

احمد بصوت جهور قوي : انت ؟؟

نيرة : وقفت ثابتة يرتجف فيها كل شئ جرأ نظرته الحادة ولكن مظهرها ثابت .. 

احمد: طريقتك تتغير انا عارف انك منقولة من فرع لينا برا 

نيرة هزت رأسها موافقة 

احمد: بس انت مش في مهمة ولو هتشتغل في القطاع اللي تحت قيادتي هيبقي بأسلوبي 


ابتسم أسامة وهو يقول: كنت لسه هنبه عليها سيادتك 

احمد : واضح خلص تمرين وتيجي علي مكتبي 

أسامة: امرك يا بابا 

نظرت له نيرة بدهشة فهي لم تتوقع أن ذلك الوسيم الذي لا تعطيه من وجهة نظرها عمر أكثر من منتصف الأربعين له ابن في الثلاثين من عمره ربما لم تدرك انه في منتصف الخمسين من العمر وان أسامة ابنة الروحي او في مكانة ابنه   

التفت إلي مروان وقال : كويس يا راسي 

هز مروان راسه بابتسامة وقال: كله بتعليمات سيادتك يا وحش 

احمد: كملوا... وتحرك إلي مكتبه وهو متجاوز تلك النظرة التي حدجته بها نيرة 

❈-❈-❈

رجع مكتبه يتابع كل شئ من شاشة في مكتبة  

    

مر اليوم بهدوء ومرت بعده ايام كانت سهام تأتي وتذهب إلي امها حتي لا تشعر بالذنب فلقد شغلتها الدنيا وامها الآن في منتصف الستين واخوتها البنات كل واحدة في عالم بمقردها ورغم ذلك لا يقصرون الا ان سما وأولادها مع زوجها حسام في الإمارات العربية مستقرين من أكثر من خمس سنوات، ولا تنزل إلي اجازة كل فترة ، وحتي عمر زوج سمر اتي له عرض ليكون محاضر دولي في انجلترا وهي فرصة لا تعوض وسمر تسافر له مرة كل فترة.. او يعود هو إلي مصر أسبوع او اثنين كل بضعة أشهر، ليري اهله والولاده.  

وها هي سهام تعيش الهدوء في هذه الفترة، في العمل في الشركة وفي شركتها مع رنا 

و رنا تعيش في سلام داخلي علي ذكرياتها مع مروان الراسي وتنظر إلي أسامة بفخر ام ربت وتعبت عليه وهو الآن برتبة نقيب متزوج ولديه طفل وزوجته الحامل ومع ذلك لا يسلم من المعجبات نظرات الإعجاب تلاحقه الا أنه لا يلتفت وما ان يتعرض للغراء يجد رنا من ترجعه تنصحه دون أن يطلب وهو لا يرفض رأيها بل ينفذه في اغلب الأوقات... ومهما بعدته المسافات لا يقوي علي البعد عنها وكأنها امه بالدم والولادة، قوة تعلقه بها في كل شئ وزوجته ميار تحبها وتعاملها كأم ثانية لها .. 


اما سهر فلقد رزقها الله ب محمد ومحمود وبعدها اخذت قرار بالرضا فيكفيها دانا في السنة النهائية من كلية هندسة وداليدا تدرس صيدلة و الصبيان في الاعدادي وادهم يعرف أن ما يملكه نعمه لا يجب التفريط فيها يضع كل تركيزه علي زوجته وبيته وشركته ...

عادل واه منه ذادته السنين وسامة وجاذبية ولكنه كان قد اكتفي، من حياة العبث التي عاشها في الماضي، لذي هو متصالح مع نفسه مكتفي بألبتا عن الدنيا  

وعلاء اه منه هو الآخر هل من الطبيعي أن تكون في منتصف الخمسينات وتكون بهذا الشكل المهلك من الجاذبية ولكن كل هذا عادي فهم لم يتغير فبهم شئ سوي ذلك الرقم في البطاقة وبعض الشعيرات البيضاء التي ذادتهم جاذبية  

مرت الايام واليوم هو المناسب لسفر كان يستعد في احد البيوت الآمنة ينتهي من اعداد نفسه بمفرده كحال والده يستطيع بسهولة أن يغير شكله ينتقل إلي لغة او لهجة مختلفة بكل اتقان كأنه يتكلمها طول عمره ..

كان يهم أن يخرج من الغرفة الا انه وقف ينظر إلي امه التي تنظر إليه بخوف وقلق ..

اقترب منها يحتضنها تحت أنظار الجميع وهو يهمس

رحيم : هي أول مرة يا سو هانم 

سهام : هزت رأسها نافيا وهي تضم جسده القوي الذي يعد أطول واعرض منها بكثير إلي قلبها وهي تقول اوعدني 

رحيم: وهو يحرك أصابعه ليمسح دموعها وقال: اوعدك .. استني انا هعد ليكي القايمة... اخلي بالي من نفسي ..واركز وأكل كويس ..و اكون حريص ..وبلاش الثقة في أي حد بسهولة ولو احتاجت حاجة ما تكبرش واعرف ان الضعيف بيساعد القوي والقوي بيردها مرة تانية 

ابتسمت له وهي تقول يا ريت تعمل كده وبلاش دماغ ابوك 

كان يقف يترك لها مساحة لتحتضن ابنها رغم غيرته ولكن ما أن قالت بلاش دماغ ابوك 

احمد ممم وماله بس بلاش تحاسسيه أن طفل وان دي اول مهمة ليه ... البيه قوات الخاصة ولازم يفهم كويس انه مش هيشتغل الا بدماغي سوء كنت أبوه او رئيسه وحضرتك تقدري تنهي وصلة العشق الممنوع دي خليه يمشي 

اذدرت لعابها ام رحيم اقترب ليقبل جبينها ويضمها مرة اخيرة وهو يقول بهمس وصوت لم يصل إلي والده: بيغير اوي احمد بيه 

ابتسمت وهي تقول : استودعك الله الذي لا تضيع عنده الودائع 

ابتسم لها وهو يهم ليخرج ...

سهام: لا اله الا الله 

رحيم بلهجة بدوية قال: محمد رسول الله 

ابتسمت له وهي تقف تنظر إليه إلي أن خرج 

أحمد انا عارف انك مش هتسمع الكلام وبرضوا هتمشي اللي في دماغك... بس ممكن اعرف ليه  

نظرت اه ولم ترد ..

احمد: انت عارفة كام مرة ما قولتش ليكي رايح فين ليه انت عارفة كام مرة ما عرفتش اني بغير لبسي هنا أو أحد البيوت التانية ليه .

سهام بصوت كالهمس قالت: ليه 

احمد: عشان يبقي دماغي صافي ماشي وانا عارف انك في البيت ومطمنة لكن انت بتشتتي تفكيره ولازم تفهمي حاجة ابنك لو مش من الصفوة مش هسمح ليه أن يفضل في القطاع هنقلة الجمارك عشان يفضل جنبك 

سهام : يا ريت 

نظر لها بصدمة ودهشة وهو يخبط كفه في الاخر ويقول مستحيل تكوني سو ..

سهام: لا انا سو اللي كانت بتموت في الليلة الوحدة الف مرة وانت مسافر والوقتي الالف بقت آلاف عشان مش بس انت اللي بقيت في خطر هو كمان ...ورحيم مش انت يا احمد ودي اول عملية تصفية ليه 

احمد: فعلا هو مش انا بس هيبقي افضل من الكل والا هعتبر نفسي فاشل عارفة ليه لان العملية اللي قلبك بيرجف بين ضلوعك دي يعملها وهو بيسلك سنانه واتفضل عشان اوصلك الشركة عندك أجتمع مجلس إدارة 

سهام : مش هتحضر 

احمد عندي اشراف علي التدريب ..

وهنا استطاع ان يشغل عقلها بشئ اخر هو لم يريد غير أن يشتت فكرها حتي لا تظل دموعها حبيبة في عينها 


سهام : اه هو مفيش في القطاع غير سيادتك تشرف علي المتدربين والمتدربات

احمد : في غيري بس مفيش زيي انا واحد بس 

نظرت له بحدة وتحركت دون أن ترد فابتسم وهو يقول: راحة فين هوصلك 

سهام معايا عربيتي وانت وراك تمرين مع المتدربات ضحك بصوته كله وهو يتبعها إلي أن ركبت سيارتها يحركها العند والغيرة فأمسك كفها ليرفعه إلي شفتيه ...

ولكنها لم تلين او تتهاون وهي لازالت تنظر له بغضب ثم ركبت سيارتها وقادتها بسرعة إلي حيث الشركة  

وبعدها تحرك هو الي القطاع  


في الوقت الذي كانت تحضر فيه الاجتماع كان هو ينهي الاشرف علي المتدربين عامة ويضع التصنيف لهم اما رحيم كان في تلك الطائرة المتجهه الي اسطنبول يحمل بسبور سفر تركي يتكلم بثقة و يتحرك بثقة وبعد وقت كان ينهي الاجرأءات ويخرج من المطار يذوب وسط الجموع الخارجة تلاقت عينه بمن ينتظره أحدهم يركب تاكسي والآخر حمال وضع حقيبته وتحرك إلي حيث سيارة الأجر تنتظره جلس في المقعد الخلفي وهو يقول البسفور

تحركت السيارة وهو ينظر من خلف الزجاج إلي معالم تركيا السياحية او هكذا يظهر لمن يراه بينما هو يتابع في مراة السيارة أن كان هناك متابع لهم ام لا 

السائق بلهجة مصرية نورت يا ماجيك  

هز راسه بخفة وأبتسامة رسمية ترسم علي وجهه وهو يبدأ اول خطوات العملية باكر اخذ يسأل ويستفسر .. وفي المساء كان يرتدي بنطلون اسود وقميص ابيض ويضع ببيون وشعره العابث عادة ممشط بطريقة رسمية وعدسة زرقاء تحمل كاميرا تصوير وهو يحمل صنية مشروبات ويضع يده الاخري خلف ظهره ويتحرك بين رواد النادي اليلي .. 

ورغم ان ضيفه ليس موجود الليلة الا انه يجب ان يدرس المكان .. 

ولكنه بينما هو يتحرك تلاقت عينه باللعنة اجل تلك الهفة التي تحرك بين ضلوعه ما ان تلاقت عينه بعينها جعلته يتراجع خطوة وكأن الأرض اهتزت تحت قدميه 

كان تائه في عينها في خطواتها وكأنها تخطوا علي نبضات قلبه وكل حركه من حركات جسدها التي تطل من كل خطوة او لفته من جسدها وهي تواري ما تشعر به من إعجاب   

كانت تقف علي بعد خطوة او اثنين منه وهي تقول 

ليزا: ريان عليك أن توصل طلب تلك الطاولة  

نظر في عمق عينها وهو يهز راسه وابتسامة ترسم علي شفتيه وهو يتحرك بخفة وكان قلبه لا حكم له عليه ابتسامة رسمية وهو يضع ما معه .   

وما ان انتهي حتي تحرك إلي طاولة اخري 

وهو يعد خطواته ويقرا حركات بعض الشفاه ورغم ان عقله وقلبه مشغول بتلك التي لم تكن في حسابته ولا في أغرب افكاره أن يتعلق قلبه بمن لا تناسبه علي إطلاق 

نادلة في حانة وليتها حانة انه نايت كيلب وها هي راقصة التي تصعد إلي المسرح ...

انا هو تحرك إلي الحمام يغسل يده و ينظر إلي نفسه بصدمة وسؤال يطرح علي عقله 


هل جننت ؟،! 

ام هل عشقت.؟!!! 


وفي كل الحالات لن تنتهي هذه المهمة بسلام ...

لا علي عقله ولا قلبه 

خرج بعد أن نفض افكاره يحمل نوته مكتوب فيها ما نزل ليحصي بعض المال ..

ويحصي نظرات الإعجاب لتلك اللعنة .... يحاول ان يقاوم موجة الغضبه التي تموج في قلبه وغيرته التي كادت تفقده البقية المتبقية من عقله وهو يحدجها ببرود ويتحرك بين الجموع ..  

يتبع...