رواية عشق بين نيران الزهار- بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة- الفصل الخامس والثلاثون
رواية عشق بين نيران الزهار
بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الخامس والثلاثون
رواية
عشق بين نيران الزهار
مازال الليل لكن
إستيفظت البلده بأكملها على أصوات صافرات إنذار سيارات المطافئ والشرطه
كان الحريق هائل ومنظر النيران مُخيف النيران تلتهم المنزل بالكامل، لن يبقى أحياء بداخل ذالك المنزل، ربما غير ذالك الذى آتى يشاهد المطافئ تتعامل مع النيران
نزل من سيارتهُ سريعاً متلهفاً وحاول الدخول للمنزل لكن قام بعض رجال الشرطه بتقييد حركته،خارت قواه ولم يستطيع الوقوف على قدميه.،جلس راكعاً ينتحب قلبه وهو يرى النيران التى تنهش كل أسرتهُ بداخل كانوا فى إنتظار عودته،هذا يوم تجمعهم العائلى الجميع بالتأكيد إشتعلت أجسادهم،جلس يتحسر وذكرى واحده أمام عيناه يوم مساعدته فى حريق سرايا رضوان الزهار...ها هو يتجرع من نفس لهب النيران هذا هو القصاص الإلهى العادل...مثلما حرق أبرياء إحترق قلبهُ بنفس النيران التى حرقت من ساهم فى حرقهم يوماً،لكن ما أشد هذا القصاص...خسر عائلته التى كان يساهم فى أعمال شيطانيه من أجل أن يبقى لهم سُلطه وسطوه وأموال يأتى لهم بها تجعلهم يعيشون أسياد،ها هم الآن بين الرماد.
❈-❈-❈
إستيقظ وسيم أيضاً على نفس الأصوات،نهض من فراشه وبدل ملابسه بأخرى ملائمه للخروج، وخرج من منزل والده وسار ناحية ذالك الدخان الذى يتصاعد رأى رجال المطافئ وبعض سيارات الإسعاف ورجال الشرطه،إستفسر من أحد رجال الشرطه عن ماذا يحدث...أخبره العسكرى بنشوب حريق فى المنزل وأن كل ما به إلتهمتهم النيران،شعر وسيم ببعض الحزن وغادر المكان،أثناء سيره شعر بملل يعرف سببه بالتأكيد الوحده الذى عاد يشعر بها بعد رجوع رامى وزوجته الى السرايا الخاصه بهم فى البدايه أشار عليه عقلهُ بالذهاب الى السرايا وقضاء الباقى من الليل بها لكن بأخر لحظه وجد نفسه أمام منزل هاشم الزهار
بالفعل دخل الى منزل هاشم الزهار
تسحب الى غرفته خلسه دون أن يراه أحد لكن هو كان يعتقد ذالك فهنالك من رأتهُ ولابد أن تنتهز فرصة مجيئهُ الليله.
دخل وسيم الى غرفته وألقى بجسده فوق الفراش متنهداً يهمس بإسم.. ليلى
لكن فُتح باب الغرفه ودخلت تلك الوقحه لمى وأغلقت خلفها الباب.
إستقام وسيم جالساً ونظر الى من دخلت لكن سُرعان ما أخفض عيناه وتنحى عن النظر إليها غض بصرهُ عن تلك التى ترتدى ثياب آشبه بثياب العاهرات وإن كانت ثياب العاهرات تستر عن ذالك الرداء الشفاف الكاشف لجسدها أسفله
تقترب منه ببسمة لعوب غانيه.
نهض وسيم واقفاً وقال:لمى أيه اللى مصحيكى دلوقتي،أكيد أصوات إنذار المطافى والشرطه.
ردت لمى بأدعاء الخضه:فين دول انا مسمعتش أى أصوات أنا أساساً مكنتش نايمه...
قالت لمى هذا ثم مثلت الصعبانيه تقول:أنا من يوم ما بابى قتل مامى وأنا مش بعرف أنام بخاف،رغم إنى مش مصدقه إن بابى يعمل كده أكيد إتجنن فعلاً زى تقرير الطب النفسى ما بيقول،أنا بقيت وحيده،حتى ريما فى اليونان لوحدها هى اللى جهزت لدفن مامى هناك بس هى جنبها فابيو،أنا هنا وحيده وإنت بعيد عنى،رغم إننا مرتبطين ببعض ولازم تكون قريب منى زي فابيو ما هو قريب من ريما وأكيد واساها فى موت مامى.
قالت لمى هذا وأقتربت أكثر من وسيم وكادت تلاصقه،لكن عاد وسيم خطوات للخلف يحذر من إقترابها منه وتنهد يقول:كان لازم تسافرى مع جثمان مامتك لليونان وتكونى جنب ريما توأمك يمكن كنتم قدرتوا تخففوا عن بعض.
إقتربت ليلى من وسيم وكادت تلاصقهُ بجسدها لكن عاد وسيم للخلف
لكن هى لم تيأس وعادت تقترب منه ليس هذا فقط بل قامت بخلع ذالگ المئزر الشفاف عن جسدها ليبقى أمامه جسدها شبه عارياً تحاول إغوائه،لكن وسيم لم ينظر لها وإبتعد عنها،لكن تلك العاهره إقتربت منه وقالت له:
إنت الوحيد يا وسيم اللى يقدر يخفف عنى الحزن والآلم الى بحس بيه،ليه بتبعد عنى إحنا خلاص بقينا قريبين لبعض جداً.
فتح وسيم باب أحدى ضلف الدولاب وقام بأخراج قميص له منه ومد يده وأعطاه للمى قائلاً:خدى إسترى نفسك بالقميص ده يا ليلى.
تعجبت لمى قائله بدموع:أنا لمى مش ليلى، وبعدين عادى إحنا خلاص هنتجوز قريب يا وسيم،وحصل قبل كده بينا علاقه،يعنى عادى لما تشوف جسمى.
رد وسيم: بلاش كذب يا لمى،وأحنا محصلش بينا أى علاقه قبل كده ده وهم بس فى دماغك،على فكره أنا أوضتى فيها كاميرات يا لمى.
نظرت له لمى متفاجئه تقول ببجاحه:إنت بتقول كده دلوقتي علشان تهرب من مسؤليتك إتجاه اللى حصل بينا قبل كده.
رد وسيم بقوه:قولتلك الأوضه فيها كاميرات يا لمى وبلاش تعيشى الدور،ولو مش مصدقانى إن مفيش أى علاقه حصلت بينا،هفرجك بنفسك عالفيديوهات.
فتح وسيم جهار حاسوب خاص به وقام بتشغيل بعض الفيديوهات،
خلف بعضها، تثبت صدق حديثهُ، ليس هذا فقط، بل ذهب الى أحد قام بتشغيل فيديو يصور وقوفهم الآن مع بعضهم، مما جعل لمى تثور وتقول له وهى تحاول إستمالته:
أنا بحبك يا وسيم أنا رجعت لهنا علشانك، أنا حتى سيبت بابى وجيت علشانك، أكيد الكاميرات دى فيها حاجه غلط، إنا متأكده إن حصل بينا علاقه قبل كده.
رد وسيم: لأ يا لمى، وده رحمه لينا إحنا الإتنين صدقينى لو حتى جوازنا كمل مستحيل هيستمر،أنتى عايشه بطباع غربيه،مش معترفه بأى حدود ولا بديانه،عارفه لو متمسكه حتى بالمسيحيه أنا كان ممكن أفكر نرتبط،أنا مسلم وموحد بالله ومعترف بس بالديانات السماويه،إنتى تعتبرى مُلحده يا لمى بتمنى تفوقى من الوهم ده،وتنتمى لأى ديانه سماويه،وقتها هتلاقى راحه نفسيه،لمى أنا غلطت فى وقت لما خطبتك بس الحمد لله ربنا مش رايد ليا الإستمرار فى الغلط ده، مفيش قدامك غير طريق واحد يا لمى، إرجعى إسكندريه وشوفى خالى هشام وحاولى تعرفى حقيقة قتلهُ لمامتك، وإتعظى من الحكايه دى، يمكن لو كنا إستمرينا مع بعض زيهم كان واحد فينا قتل التانى،أو حتى إرجعى لليونان وحاولى تقربى من أختك يمكن تلاقوا مع بعض بدايه جديده ليكم،أنا خلاص حسمت أمرى،أنا بفض الخطوبه اللى بينا.
ردت لمى وهى تنتحب بتمثيل وتقترب من وسيم:أنا بحبك مقدرش أبعد عنك،هعمل كل اللى عاوزه منى،بس بلاش تسيبنى حتى لو عشنا مع بعض بدون إرتباط رسمى.
إبتعد وسيم للخلف بهز رأسه بنفور وقال:انا مش عاوز أجرحك أكتر يا لمى،خلاص بلاش تمثلى عليا،وكمان أنا مش جاهز لأى إرتباط وعمرى ما همشى فى طريق إرتباط غير شرعي،قصتنا خلصت من البدايه وكانت غلطه منى ودفعت تمنها،أنتى عارفه إن وجودك السبب الرئيسي إن بسيب البيت ده وأروح بيت والدى،لو طمعانه يا لمى فى حصتى من ميراث أمى أو من ماما مهره ،هقولك صدقينى تبقى غلطانه.... ماما مهره بسببك حولت كل اللى كان بأسم أمى لحسابها بتوكيل رسمى منى لها كنت عامله قبل ما أسافر إنجلترا، يعنى أنا كل اللى أملكه هو بيت والدى، ومرتبى من الجامعه اللى يعتبر ملاليم بالنسبه ليكى تصرفيه فى ثانيه، قولتلك إنى مش جاهز للأرتباط لا مادياً ولا نفسياً.
تعجبت لمى وقالت: مستحيل عمتو مهره تعمل كده معاك، أكيد فى شئ غلط.
رد وسيم: لأ عملت ده عقاب ليا بعد ما خطبتك وبمساعدة رفعت حولت كل أملاكها تحت سيطرته هو وكمان أملاك أمى.
ردت لمى: رفعت أكيد الى لاعب فى دماغ عمتو مهره، بسبب إن ريما سابته زمان وسافرت اليونان أكيد بينتقم منها.
رد وسيم: بينتقم منها او لأ ميهمنيش غير إنى أفض الخطوبه اللى بينا واقولك إنك هتفضلى بنت خالى وبس، أنا غلطت من البدايه بس بلاش نستمر فى غلط، أنتى جميله وهتلاقى أفضل منى.
نظرت لمى له وقالت: أنا موافقه أعيش معاك فى بيت والدك وكمان بمرتبك من الجامعه....
ضحك وسيم يقول: فرضاً وافقتك هتتحملى قد أيه يا لمى مش أكتر من شهر ووقتها هنوصل للى بقول عليه إحنا مننفعش بعض أنا راجع بيت والدى وهسيب البيت ده أنا كنت جاى صدفه، متوقعتش تكونى صاحيه، بس كويس علشان ننهى كل شئ بينا، خلاص على كده.... تصبحى على خير يا لمى... اتمنالك السعاده.
قال وسيم هذا وغادر الغرفه بل غادر المنزل بأكمله يتنهد بأرتياح...
بينما لمى إنتباتها موجه من الغِل وقامت بتهشيم كل زجاج موجود بالغرفه وكذالك ذالك الحاسوب، ونظرت حولها تتمعن فى أركان الغرفه، كيف وقعت فى هذا الفخ، لكن لا لن تترك وسيم يهنئ مع غيرها، تذكرت، ذلة لسان وسيم حين نداها ب ليلى، تذكرتها سريعاً، هى رأتها يوم زفاف رامى حين خرجت خلفه، ورأت نظرات إعجاب وسيم لها الذى كان يحاول إخفائها،لن يهنئ وسيم ومن ستدفع ثمن تذلُلها له،هى تلك الفتاه...
همست بحقد قائله:ليلى...زى ما إتذللت ليك يا وسيم،ليلى هتذللى علشان أرحمها.
❈-❈-❈
إنزاح الظلام وأتى ضياء نهار جديد
بسرايا الزهار
شعر رفعت بأنفاس زينب المضطربه والتى بدأت تسيقظ من النوم
لكن ظل نائماً وضم جسد زينب بين يديه،لكن زينب فتحت عينيها ونظرت الى وجه رفعت الذى مازال نائماً بملامح هادئه رجوليه وخصلات شعرهُ شبه المجعده المتناثره على جبهته سحبت نفسها وتبسمت على حالها قبل وقت قليل لا يتعدى شهروأيام لو كانت إستيقظت ووجدت رفعت جوارها كانت أيقظته بفظاظه،لكن الآن ها هى من تتسحب من بين يديه بهدوء،بالفعل إستطاعت أن تنسحب بعيد عنه...نهضت من على الفراش وذهبت الى الحمام.
بينما رفعت حين تسحبت من بين يديه فتح عينيه هو الآخر متنهداً يشعر بخواء مازال يريد أن تظل بين يديه ولا تبتعد عنه...
لكن سُرعان ما أغمض عينيه وهو يسمع فتح باب الحمام وخروج زينب من الحمام
زينب التى إقتربت من الفراش ونظرت لرفعت تبسمت حين رأته مازال نائمً،فتحت الدولاب وأخرجت ملابس لها وبدأت ترتديها غير منتبه لعين ذالك العاشق الذى ينظر لها خِلسه الى أن إنتهت من إرتداء ثيابها وحتى ارتداء الحذاء،ثم توجهت الى تلك الطاوله المجاوره للفراش كى تأخذ هاتفها من عليها،لكن بمجرد أن وضعت يدها تلتقط هاتفها تفاجئت بيد تسحبها بقوه تجذبها الى فوق الفراش.
تبسمت زينب بخضه وهى تنظر الى وجه رفعت وقالت:خضيتنى...إنت صحيت إمتى؟
تبسم رفعت الذى إنحنى عليها قام بوضع قُبله على أحدى وجنتيها قائلاً:أنا صاحى من قبلك،وسيبتك تقومى من حضنى بمزاجى.
تبسمت زينب قائله:طب طالما سيبتنى أقوم من حضنك بمزاجك،طب كمل مزاجك بقى وسيبنى أقوم علشان أروح الوحده...أنا قربت أترفد بسبب الأجازات الكتير اللى بقيت باخدها،أنا تقريباً قربت أخلص أجازاتى الإعتياديه،بعد كده الأجازات هتتخصم من مرتبى،والواد مجد خلاص مبقتش عارفه أبلطج عليه وأقلبه فى فلوس...بقى حريص عاوز يحوش فلوس علشان يتقدم للسندريلا بتاعته بعد ما تخلص إمتحانات الثانويه بعد كده هطلب منك إنت .
ضحك رفعت يقول:أنا موافق يا روحى تقدرى تطلبى منى،سبق وطلبتى ربع مليون جنيه ودفعتهم ليكى.
ضيقت زينب عينيها وقالت:دفعتهم لى بعد فِصال،فاكر.
ضحك رفعت يقول:كنت حابب أتكلم معاكى لوقت أطول،رغم كانت طريقتك بجحه وقتها،يعنى بدل ما كنتى تروحى للقسم وتعملى محضر تبتزينى بيه كنتى جيتى لى من البدايه وطلبتى المبلغ كنت هدهولك بدون فِصال،بس وقتها حبيت أشاغبك وأنا من جوايا متأكد إنك مش هتاخدى المبلغ ده لنفسك.
تبسمت زينب وقالت:ده بقى كان حُسن ظن منك،ولا كنت عامل تحريات مُسبقه عنى.
تبسم رفعت يقول:لأ ثقه فيكى ومكنتش أعرف سبب ليها رغم إن شغلى كظابط علمنى أنى مثقش فى مظاهر الناس أساساً،بس أنتى رغم لسانك الطويل كان جوايا إحساس إنك مختلفه عن أى شخص غريب قابلته قبل كده كان جوايا شئ بيشدنى ليكى حابب أقرب منك،وفى نفس الوقت كان فى قلبى إنتقام عامينى.. كنت بقول لأ مفيش مكان ولا وقت للعشق فى قلبى،بس إنتى بسرعه غزيتى قلبى كان جوايا صراع بين نيران العشق والإنتقام.
تبسمت زينب قائله: وأى نيران فيهم اللى فازت؟
رد رفعت وهو ينظر لعينيها: اللى فازت الشجره الطيبه اللى خدتنى تحت ظلها واللى إتنفست من هواها نسيم رد ليا روحي...قبلك كنت عايش من غير روح يا زينب...أنا إسترديت روحي تانى لما بوستك بعد ما فوقت من الغيبوبه...أنفاسك ليا كانت حياه تانيه.
أنهى رفعت حديثه يُقبل كل إنش بوجه زينب ثم عاد لشفاها يقبلها بشوق لا ينتهى...
لكن قطع لحظة العشق صوت هاتف زينب،وعت على حالها ودفعت رفعت بهدوء قائله:أنا كمان مع الآسف وقعت فى حب الهمجى رفعت الزهار...وبقول كفايه كده بقى وتسيبنى أرد على موبايلى.
تبسم رفعت يقول: ومين اللى بيتصل عليكى بدرى كده.
تبسمت زينب وقالت:سيبنى أقوم أشوف مين وبعدها أفكر أقولك مين أو لأ.
تبسم رفعت وقال لها: أنا هعرف مين قبلك.
تبسمت زينب حين إبتعد رفعت قليلاً عنها ومد يدهُ نحو تلك الطاوله وآتى بهاتف زينب ونظر إلى شاشتهُ وقال: دى صفاء.
تبسمت زينب وهى تأخذ الهاتف من يد رفعت وقالت: خلصت تحرياتك يا سيادة الضابط تسمحلى أرد على صفاء.
تبسم رفعت بينما ردت زينب على صفاء بأختصار: تلت ساعه بالكتير وأكون فى الوحده..
قالت زينب هذا وحاولت النهوض من بين يدى رفعت قائله:سمعت بنفسك أهم بيستدعونى للوحده،الوزاره باعته قافله طبيه فيها تخصصات كتير ولازم أكون فى إستقبال القاقله بنفسى.
فك رفعت حصار يديه عن زينب مبتسماً يقول:الوزاره اللى بعتاها ولا مديرة الوحده هى اللى طلبتها عالعموم ترجعى بدرى،ممنوع التأخير زى زمان.
نهضت زينب تُعدل هندامها قائله:براحتى تحكمات زمان إنتهت يا سيادة القبطان.
تبسم رفعت وهو يعتدل على الفراش قائلاً:قبل ما تخرجى إفطرى لدوخى فى الوحده.
تبسمت زينب قائله:لأ إطمن يا رفوعتى صفاء فى الوحده قايمه معايا بالواجب وزياده مامتها مدلعانى،كل يوم تبعتلى معاها فطور بما لذ وطاب...غير كمان كتير بتبعتلى غدا .
تبسم رفعت يقول: بس ده مش يعتبر رشوه يا دكتوره صفاء موظفه عندك فى الوحده.
تبسمت زينب: هو يعتبر رشوه بس أنا باخدها على إنها محبه منها يا سيد رفعت... سلام بقى.
قالت زينب هذا وقامت بإلقاء قُبله فى الهواء لرفعت.
تبسم رفعت يقول بمكر: البوسه موصلتش لازم تعيدها بس قربنى منى شويه.
تبسمت زينب قائله: لأ مش مهم توصل دلوقتي لو قربت هتأخر، سلام بقى أشوفك المسا.
تنهد رفعت وهو يستريح بجسده فوق الفراش بعشق،تلك الطبيبه بدلت حياته من نقيض الى نقيض آخر تلك السعادة التى يشعر بها أطفئت نيران الإنتقام بقلبه.
بمناسبة نيران الإنتقام ها هو هاتفه يصدح...إستقام رفعت وجذب هاتفه نظر للشاشه،وقام بالرد:أهلاً يا محمود خير بتتصل عليا بدرى ليه؟
رد محمود بتعجب:غريبه أنا فكرت إنك إنت اللى كنت هتتصل عليا تقولى على اللى حصل عندك فى الزهار،بس يظهر إنك لسه نايم فى فترة النقاهه اللى كنت فيها الأيام اللى فاتت مع الدكتوره.
تبسم رفعت يقول:وأيه اللى حصل فى الزهار بقى قولى أنا يادوب راجع إمبارح المسا.
تبسم محمود:ما اللى حصل حصل بالليل،بيت نجيب الكفراوى ولع.
نهض رفعت جالساً يقول:بتقول أيه؟!
رد محمود:من كام ساعه بيت نجيب الكفراوى ولع ومش بس كده تقريباً كل عيلته كانت فى قلب البيت ومحدش خرج منهم حى،غيره هو،واضح أنه كان يوم إجتماع العيله وكانوا فى إنتظاره وهو شكل تأخيره كان عمد،علشان يوصل بعد النيران ما تكون شعللت فى البيت.. والتحريات المبدئيه اللى وصلتنى إن سبب الحريق تسريب غار.
تفاجئ رفعت يقول:يعنى عندك شك إن النيران مترتب لها؟
رد محمود:بالتأكيد...شكوا فى سبب زيارته ليك وإنت مريض فى الوحده،وأكيد هاشم ممكن يكون لعب فى دماغ فابيو إن نجيب ممكن يكون خاين وبسهوله ممكن يبعهم لك،خصوصاً بعد نجاتك من الهجوم اللى حصل،وقلب الموازين كلها بدل ما كان هيظهر قوة فابيو،بالعكس طلعت قوته قش ولع وإنتهى ومسابش أثر مكانه، رغم إن الحظ اللى ساعدك فى النجاه من الهجوم ده.
رد رفعت:والشخص المزوع فى اليونان مقالش أيه آخر أخبار فابيو.
رد محمود:لأ بلغنى فابيو خد ريما وإبنه وراحوا رحله فى جزيزه فى اليونان،مش عارف ليه حاسس إن فى فخ هو بيحضر له،عالعموم خد حذرك واضح فى تصفيات كبيره هتتم بعد قتل هشام لچاكلين.
رد رفعت: أنا لغاية دلوقتي مش مصدق إن هشام هو اللى قتل چاكلين،فى شئ غلط،يأما فعلاً هشام إتجنن زي مقولتلى!
رد محمود:فعلاً هشام فقد الأهليه نهائياً أكتر من دكتور كشفوا عليه وأكدوا إن عقله إختل وتم تحويله لمشفى نفسى تحت حراسه مشدده لحد ما يتم إلانتهاء من مدة الحبس الإحتياطى وبعدها هنشوف حكم القضاء عليه،واللى يخليك تستجب موقف بناته الإتنين منه،واحده فى اليونان مع فابيو،والتانيه عندك فى الزهار ولا كأن ده باباهم وحتى مقوموش له محامى يدافع عنه.
رد رفعت:بناته أقذر من منه هو ومامتهم،وده رد فعل طبيعى بحُكم تربيتهم على الانانيه وحب الذات والسيطره.
رد محمود:تمام أى معلومات هتوصلنى هبلغك بيها وأنت كمان تابع حريق بيت النايب وأى تفاصيل توصلها بلغنى...بالسلامه
أغلق رفعت الهاتف يُفكر فى قول زينب التى قالته له قبل أيام أثناء إصابته بالوحده"سيبهم لأنتقام ربنا يا رفعت إنتقامه منهم هيكون أقوى من إنتقامك"
حقاً إنتقام ربنا أقوى من أى إنتقام
ها هو النائب الذى ساهم فى حريق أبيه وأمه وأخته...إحترقت عائلته بأكملها أمام عيناه بماذا فادتهُ تلك السُلطه الذى حرق من أجلها يوماً هل أوقفت إشتعال النيران بأسرته...
وهشام الذى طمع بجزء من ثروة أبيه،لم ينالها وفقد ثروته وليس فقط ثروته فقد تلك العاهره التى كان يعشقها وكانت من ضمن أسباب إشتراكهُ فى حريق السرايا،ماذا جنى من الطمع...فقد عقلهُ وإبنتاه تخلي عنه وتركناه لمجهول ينتظره.
حقاً زينب هديه أرسلت له بوقتها المناسب يستظل بعشقها.
❈-❈-❈
بعد الظهر
بمرسى مطروح.
بذالك الهنجر
دخل فابيو وتبسم وهو يجد هاشم يجلس يمسك نصلاً حاد يقطع به قطع من اللحم.
تحدث يقول:أتمنى أن تكون حفلة الشواء لذيذه
ردت عليه تلك التي دخلت خلفه:تكون لذيذه حسب نوع اللحم.
تبسم فابيو وهو ينظر خلفه لتلك الوقحه التى إقتربت منه تحتضنه بألفه.
تبسم فابيو وهو يعانقها قائلاً باليونانيه:إشتقتُ لكى ألما،ظننت إنكى وجدتى العشق هناك بالزهار ولن تعودى معانا مره أخرى.
ردت لمى:لا لم أجد العشق،لكن لن أدع ذالك الحقير الوضيع وسيم يهنئ بعدى...ستدفع ثمن رفضه لى تلك الحمقاء الذى يهواها أيظن أننى حمقاء ولا أعرف بها.
تبسم فابيو يقول:حسناً لنجلس الآن ننتظر نضوج لحم الشواء.
❈-❈-❈
بالوحده عصراً
جلست زينب خلف مكتبها تشعر بأرهاق وإنهاك وتلك الدوخه التى أصبحت تشعر بها كثيراً بداخلها شك بوجود خطبٍ ما بها لكن تكذب ذالك الإحساس خشية أن يكون وهم تتعلق به.
لكن تبسمت وهى تسمع رنين هاتفها هى على عِلم بمن يتصل بها، وها هو كما توقعت.
فتحت الهاتف وقامت بالرد تسمع الى صوت رفعت الحانق الذى يقول: خلاص قربنا عالمغرب الدكتوره مش عارفه إن عندها بيت وزوج فى إنتظارها... سبق وحذرتك إن للتأخير عقاب.... لو إتأخرتى هيبقى فى عقاب جديد غير السابق.
تبسمت زينب قائله: أولاً إحنا لسه الساعه مجتش أربعة العصر ومن إمتى إلتزمت يا سيد رفعت بمواعيد... وهتأخر براحتى وعاوزه أعرف عقابك الجديد أيه.
قهقه رفعت يقول: شكل الدكتوره إتغرت فيا الأيام اللى فاتت كنت مدلعها... لأ يا دكتوره بلاش تتغرى.... ولو إتأخرتى هتشوفى العقاب الجديد.
صمت رفعت لثوانى ثم قال بوقاحه: لوإتأخرتى عن الساعه سبعه سبعه ودقيقه هتلاقينى عندك فى الوحده وهبوسك قدام كل اللى فى الوحده ونطلع من الوحده مباشر على كل مواقع النت.
ضحكت زينب قائله: وفر وقاحتك يا همجى الساعه سبعه الوحده بتبقى شبه فاضيه.
تبسم رفعت يقول بتفكير: أها علشان كده واثقه من نفسك.... تمام يا روحى هجيلك دلوقتى أهو هلاقى الوحده شغاله.
تبسمت قائله: أنا بقول تخليك فى الخيل اللى عندك وتسيبنى أكمل شغلى إنت معطلنى برغيك فى الفاضى...متخافش مش هتأخر بس مش علشان خايفه من عقابك قبل كده كنت بهرب من واحد همجى بأنى أشتغل لوقت متأخر غير إنى كنت بحب أستفزه... بس للأسف الهمجى ده عرف يخترق قلبي.
تبسم رفعت بزهو يقول: والشرسه كمان الهمجى عشقها بس للأسف مش عارف يروضها.
تبسمت زينب قائله: الشرسه جامحه وغير قابله للترويض وطالما عجباك لازم تقبل شراستها.
تبسم رفعت يقول: مش بس قابل شراستها أنا بعشقها، بلا هسيبك تخلصى شغلك ومتتأخريش، بتوحشينى وإعملى حسابك لو إتأخرتى العقاب هيكون هحبسك فى أوضة النوم ومش شغل بكره هنروح نعمل فحص طبى شامل.
تبسمت زينب قائله: متاخفش مش هتأخر واضح الأجازه اللى أخدتها الفتره اللى فاتت أثرت علي طاقتى وتعبت من الشغل بسرعه ومحتاجه فعلاً للفحص ده ، يلا أشوفك المسا.
***....
أنهت زينب الحديث مع رفعت على الهاتف ثم وضعت الهاتف أمامها على المكتب تتنهد ببسمه لكن مازالت تشعر بذالك الدوار اللعين....
دخلت عليها صفاء تقول: الوحده النهارده شكلها مش هتفضى، كل ده بسبب اللجنه الطبيه اللى فيها كل التخصصات اللى الحكومه بتبقى تبعتها من فتره للتانيه، كانت قبل كده الدكاترة بتجى ساعتين وتمشى، لكن النهارده من الصبح وهما شغالين، شكل وشك أصفر يا دكتوره وخايل عليا وعندى شبه يقين إنك حامل.
نظرت لها زينب قائله: أيه بتنجمى ولا أيه يا صفاء.
ردت صفاء: لأ مش بنجم يا دكتوره، وإسمعى كلامى، فى فى اللجنه الطبيه دكتورة نسا مش هتخسرى حاجه لو طلبتى منها تكشف عليكى، ولو طلع شكى صحيح هاخد الحلاوه مش بس منك كمان من رفعت بيه... ده أكيد يوم المُنى عنده.
تبسمت زينب لديها شك لكن....، لماذا لا تنهى هذا الشك باليقن على أى إتجاه.
نهضت زينب قائله: هسمع كلامك يا صفاء، وهروح أستغل إنى مديرة الوحده وأخلى الدكتوره تكشف عليا ببلاش.
تبسمت صفاء وقالت لها: وهى الدكتوره تطول إنها تكشف عليكى، ده شرف ليها.
تبسمت زينب تُخفى ذالك الخوف أن يصدق إحساسها أنها ليست حاملاً.
بعد دقائق كانت زينب ممده على الفراش أمام الطبيبه تقوم بالكشف عليها.
تحدثت الطبيبه: عملتى إختبار حمل قبل كده يا دكتوره.
ردت زينب: لأ
تحدثت الطبيبه : أنتى متجوزه من أمتى يا دكتوره.
ردت زينب: من حوالى أربع شهور عارفه أنها مده قليله إنى أقلق انى مكونش حامل بس أنا....
قاطعتها الدكتوره قائله: مبروك يا دكتوره أنتى حامل الجهاز اللى هنا مش متطور مقدرش أحدد من كام شهر بالظبط.... بس غريب إزاى دكتوره ومش عارفه إنك حامل، حتى المفروض يكون عندك شك فى تغير هورمونات جسمك.
شعرت زينب بأحاسيس مختلفه ممزوجه بالفرح الشديد.... تذكرت كم مره خافت أن تكون عاقرا... حتى تلك الأحاسيس التى كانت تشعر بها وتكذبها تخشى أن يكون وهماً
نظرت زينب للطببه وقالت لها: متأكده إنى حامل.
تعجبت الطبيبه من شك زينب وقالت لها: متأكده بس ليه مش مصدقه انك يا دكتوره عندك شك فى مهنيتى، على فكره انا بمارس الطب وتخصصى نسا وتوليد من أكتر من خمستاشر سنه يعنى قبل أنتى ما تدخلى الثانويه.
تبسمت زينب وقالت: مش قصدى تشكيك فى مهنيتك يا دكتوره.
تحدثت صفاء التى دخلت: ها قوليلى البشاره يا دكتوه أنا كنت واقفه بره على ما تكشفى عالدكتوره.
تبسمت الطبيبه وعادت قولها بتأكيد: الدكتوره مش مصدقه إنها حامل ومكدبانى.
تبسمت صفاء ودون إنتظار كانت تزغرط بفرحه عارمه تقول:
شكى طلع صح يا دكتوره وهاخد حلاوة البشاره منك ومن رفعت بيه كمان.
قالت صفاء هذا وعاودت الزغاريط
بينما زينب مازالت مذهوله.... وتذكرت ذالك الحديث الغبى التى قالته ل رفعت ذات يوم حين واجته أنها لا يهمها إن كان لديه طفل من أخرى، وكذبت وقتها حين قالت أن الأمر لا يعنيها بل كان بداخلها شعور بالنقص حاولت إخفاؤه وهى تدعى عدم الأهتمام لذالك.
❈-❈-❈
بحوالى الرابعه والنصف عصراً، بالوحده الصحيه
دخلت إحدى سيارات الإسعاف الخاصه بأحدى الجمعيات الأهليه ونزل منها شاب مهندم بزى طبيب إسعاف، ودخل بلهوجه الى الوحده حتى أنه إصتطدم مع صفاء أثناء سيره، كادت صفاء تقع لكن سندت على إحدى الحوائط وقالت:
مش تحاسب يا أخ وأنت مين وداخل الوحده بلهوجه كده ليه،إنت مع القافله الطبيه،متخافش القافله لسه فى الوحده.
رد عليها: لأ أنا مش تبع القافله... ممكن تدلينى على مكتب مديرة الوحده... ضرورى من فضلك بسرعه مسألة حياه أوموت إنسان.
ردت عليه صفاء: إتفضل معايا، مكتب الدكتوره قريب من هنا.
ذهب ذالك المُسعف خلف صفاء التى سارت جواره تُماشى خطواته سريعه،قبل أن تطرق زينب الباب،طرق هو على الباب،وفتح بعد أن اذنت له زينب.
دخل متلهفاً يقول:حضرتك مديرة المستشفى من فضلك يا دكتوره أنا محتاج مساعده علشان مريض وحالته سيئه للغايه وأهله ناس غلابه على قدهم أنا بشتغل مُسعف فى أحد الجمعيات الخيريه،بس للاسف ملقتش له مكان فى مستشفى قريبه هنا ممكن تستقبليه هنا بس على ما أدبر له مكان فى مستشفى خاصه قريبه،المسأله ساعه بالكتير،أكون كلمت حد من مُدريرين الجمعيه الخيريه يتكفل بحالة المريض،هو واضح أنه مريض قلب ومحتاج لأوكسجين وعنايه خاصه...معايا التقرير الطبى الخاص بحالته فى عربية الإسعاف،أنا مكنتش أعرف سوء حالته بالشكل أهله طلبوا عربية إسعاف من الجمعيه ومقالوش عن حالته،بس هو حالته حرجه جداً ربنا يستر.
نهضت زينب من خلف مكتبها وقالت:عندنا فى الوحده غرفة عنايه خاصه وكمان فيها أجهزة أوكسچين بسرعه تقدر تدخل المريض اللى معاك.
تنهد المُسعف يقول:متشكر قوى يا دكتوره،ممكن تجى معايا لعربية الإسعاف علشان تمضيلى على إستلام المريض وكمان تاخدى التقرير الطبى الخاص بالمريض.
قالت زينب له:أنا هطلب منهم إستقبال المريض فى عناية الوحدهوهات التقرير الطبى لهنا.
تحدث المُسعف:على ما تطلبى من المسؤلين عن العنايه نكون دخلنا المريض للعنايه،وجودك أفضل من طلبك منهم الثانيه ممكن تفرق فى حياة المريض.
ردت زينب:تمام أنا جايه معاك خلينا نتصرف بسرعه علشان حياة المريض الثانيه بتفرق فعلاً.
سارت زينب جوار المُسعف.
لكن ساق صفاء فضولها المعتاد وسارت بعدهم ببضع خطوات.
توقف المُسعف أمام باب سيارة الإسعاف وقام برش رذاذ على وجه زينب مما جعلها تتنرنح، وفى ثوانى كان هناك من ساعد المُسعف فى حملها وإدخالها لسيارة الإسعاف ودخل المُسعف سريعاً وأغلق الباب وإنطلقت السيارة بسرعه البرق تغادر الوحده.
ذُهلت صفاء من ذالك الموقف وقامت الصُراخ إستنجاداً بمن فى الوحده لكن هيهات فهى خطه مُحكمه ونحجت، قبل أن يتجمع من بالوحده كانت السياره خرجت من الوحده وأصبحت على الطريق تسير بسرعه رهيبه.
❈-❈-❈
بالسرايا
مازالت مروه تشعر بتقلصات قويه فى بطنها منذ الصباح هاتفت الطبيبه وسألتها عن علاج لتلك التقلصات قالت لها أنه من الأفضل الذهاب إليها ومعاينتها الآن، قامت بالإتصال على والداتها تخبرها أن تذهب لها لتذهب معها الى عيادة الطبيبه ولم تخبرها عن تلك التقلصات التى تشعر بها، لكن والداتها قالت لها أنها ليست بالمنزل، هى ذهبت الى مشتل خالها بطعام الغداء له وللعمال العاملين معه...
أغلقت الهاتف مع والداتها وشعرت بزيادة تلك التقلصات،لا ليست فقط تقلصات هنالك شعور بشئ ساخن يسيل بين ساقيها،نظرت لساقيها تفاجئت بدماء تسيل منها،إنخضت وقاومت ذالك الوجع وقامت بالإتصال على رامى،الذى رد عليها سريعاً،قالت له:
رامى إلحقنى أنا بنزف وحاسه بوجع جامد فى بطنى.
رد رامى: أنا جاى فوراً،مروه بلاش تتحركى كتير.
بالفعل ما هى الإ دقائق وكان رامى يدخل الى السرايا سريعاً يصعد درجات السلم برجفه،رأته جدته وقالت:مالك يا رامى فى ايه بتجرى كده ليه ؟
لم يرد رامى وهرول سريعاً الى الجناح الخاص به ودخل، وقف لثوانى مذهولا وهو يرى مروه جالسه أرضاً جوار الفراش تبكى بتآلُم وأسفلها بؤرة دماء...لم يفكر لثوانى وذهب إلى مكان جلوسها وقام بحملها سريعاً وخرج من الجناح
فى ذالك الوقت كانت قد دخلت إنعام للغرفه ورأت جلوس مروه، شعرت بسوء هذا تفسير جزء من حلمها البغيض الذى تكرر لأكثر من مره فى الايام الماضيه، فجأه تذكرت جزء آخر من الحلم...
زينب... وسط نيران فوق المياه، شعرت إنعام بدوخه، لكن تمسكت بمسند أحد المقاعد بالجناح وفرت دمعه من عينيها وطلب الرآفه فى القادم من الله، هى لم تعد قادره على خسارة أحد ممن تحبهم... يكفيها عذاب ما مرت به سابقاً، تعلم أن نسيانها لبعض الذكريات المريره جعلها تشعر بهدوء فى قلبها، لكن حين تعود لذاكرتها تلك الذكريات،تتمنى أن يُخلصها الموت من هذا العذاب الذى يفتك بقلبها.
❈-❈-❈
بجامعة ليلى بحوالى الرابعه والنصف
اليوم هو اليوم الأخير فى الإمتحانات
راقب وسيم ليلى عن قُرب اليوم سيعترف لها بحبه ويعتذر منها عن سوء الفهم الذى حدث منه
خرجت ليلى من اللجنه تسير مع بعض زملائها وكذالك ذالك الشاب الذى يشعر بنيران حين يراه قريب منها
نادى وسيم على ليلى أثناء سيرها معهم،
تركتهم وذهبت إليه
دخل الى غرفة مكتبه وقال بصرامه: مين الشاب اللى ملازم ليكى دايما ده يا ليلى؟
ردت ليلى ببساطه: ده زميل ليا، سبق وقولتلك وبعدين مالكش خق تسألنى السؤال ده... ولو كنت منادى عليا علشان كده ، يبقى عن إذنك الوقت قربنا عالمغرب لازم الحق ارجع البلد علشان الاقى موصلات.
تمالك وسيم عصبيته وقال: ليلى ممكن نخرج نقعد فى أى مكان بعيد عن الجامعه نتكلم شويه، هو مسألة نص ساعه مش أكتر و...
قاطعته ليلى بحده قائله: عاوزنى أخرج معاك ونقعد فى كافتيريا أو كافيه بصفتك أيه، واضح إن معاشرتك الأجانب سابت أثر كبير عندك، يا دكتور يا متحضر عن إذنك.
قالت ليلى هذا وتوجهت الى باب المكتب لكن تحدث وسيم بحده هو الآخر: وكلامك لزميلك اللى لازق ليكى دن مش تحضر برضوا.
ردت ليلى:أنا بكلمه بس فى داخل الجامعه بره الجامعه حتى مش بمشى معاه لوحدى وعمرى من يوم ما دخلت للجامعه ما قعدت مع زميل ليا لوحدى فى أى كافيتريا عامه بنبقى مجموعة زمايل بنات وشباب ،كل كلامنا بيكون عن الجامعه وعن دراستنا فقط عن أذنك.
غادرت ليلى الغرفه وتركت وسيم الذى تبسم وتنهد بإرتياح رغم تهجم ليلى فى الرد عليه، لكن أراحت قلبه، أنه لايوجد لديها مشاعر خاصه ناحية هذا الشاب،إذن أصبح الطريق مُمهد حتى ولو كان بنسبة خمسون بالمئه هو يعلم من أين يُكمل باقى الطريق،
لكن
خرجت ليلى من غرفة وسيم توجهت للخروج من الجامعه،وجدت إحدى زميلاتها كانت بإنتظارها،سارتا الإثنتين معا بالطريق من أجل الذهاب الى موقف الموصلات،لكن فجأه بالطريق،سيارة إسعاف قطعت عليهن الطريق،وتوقفت ونزل منها شابين ملثمين،وفى ظرف دقيقه واحده كانا يحملان ليلى بسرعه وأدخلاها الى سيارة الإسعاف،وانطلقت بعدها السياره تكاد تصطدم بالماره فى الشارع لولا تفاديهم لها، فى ذالك الوقت كان يخرج وسيم من الجامعه وسمع صراخ زميلة ليلى، توجه بسيارته سريعاً ونظر لزميلتها التى قالت ليلى عربية الإسعاف دى خطفتها وجريت.
لم ينتظر وسيم وتتبع سيارة الإسعاف.
❈-❈-❈
الخبر السئ لا ينتظر وقت للوصول لصاحبه.
ها هو رفعت، جاء إليه خبر من ذالك المسؤل عن سلامة زينب يخبره بما حدث هاتفياً... تعصب رفعت كثيراً وأغلق الهاتف وخرج سريعاً من الإستطبل متوجهاً الى الوحده الصحيه، فى ظرف دقائق كان يقف مع ذالك المسؤل... يوبخه، لكن يقف صامتا بخزو لا يستطيع الرد على رفعت
لكن آتت صفيه الى مكان وقوف رفعت وقالت له وهى تبكى... الدكتوره خطفوها من قلب الوحده يا رفعت بيه والله أنا مرتاحتش للكلب اللى دخل للوحده، هو ده جزائها الكلب قالها انه معاه حالة مريض صعبه وهى بطيبتها طلعت علشان تساعده أتاريه كان فخ لها وقام رش على وشها معرفش أيه داخت وكانت هتقع، بس فى واحد تانى فى عربية الإسعاف، شدها قصادها وقبل حتى ما يقفلوا باب عربية الإسعاف كانت جريت وطلعت من الوحده... أنا خايفه قوى عالدكتوره هى واللى فى بطنها،من الكلاب دول.
نظر رفعت لصفاء وقال: أيه اللى فى بطن زينب؟
ردت صفاء: الدكتوره حامل، دكتورة النسا اللى كانت فى القافله الطبيه كشفت عليها النهارده وأكدت إنها... حامل.
رفعت مصدوم مما سمعه من صفاء
زينب خُطفت وليس هذا فقط
زينب حامل!
سريعاً
رن هاتفه برساله فتحها كانت من رامى الذى يخبره: رفعت أنا فى المستشفى مع مروه جالها نزيف شديد وإحتمال كبير تكون أجهضت.
المصائب لا تأتى فرادى هو ها هاتفه يرن والمتصل وسيم فتح الخط أمامه ليسمعه يقول:رفعت ليلى إتخطفت من قدام الجامعه وأنا ماشى وارء عربية الإسعاف اللى خطفتها.
عاد رفعت بعقله كلمة وسيم وقال له بلهفه: وسيم خليك وراء عربية الإسعاف زينب كمان إتخطفت وإحتمال كبير تكون فى العربيه مع ليلى، أوعى العربيه تتوه منك وخليك معايا على إتصال وأنا هجيلك بسرعه.
يتبع