-->

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب - بقلم الكاتبة موني عادل - اقتباس


رواية قلوب بريئة تنبض بالحب

 بقلم الكاتبة موني عادل




اقتباس

رواية

قلوب بريئة تنبض بالحب 



في سكون الليل بينما هي غارقة في أحلامها وتستمتع بدفء أحضانه كان يحاوطها بذراعه بينما هي تستند براسها علي صدره تستمع لدقات قلبه التي تضرب بقوه فأمسك بكتفيها بقوة وهو يزيحها عنه ويهتف فيها بغضب أبتعدي عني فأنا لا أريدك بعد الأن أنا مجرد هاجس في أحلامك صنعتيه أنتي بيديكي لتنسي واقعك الآليم ، لكزته بيديها في صدره وهي تبكي وتتمني منه الوصال وتترجاه بعينيها ألا يتخلي عنها ويتركها لواقعها المرير وأن يبقي علي زيارته لها في أحلامها ولكنه لم يعطيها أي فرصه لتكمل كلامها ، ففجاة أختفي من أمامها ، ظلت تبحث عنه كثيرا فلم تجده وقد أحست في هذه اللحظه وكان احدهم يمسك بقلبها ويعتصره عصرا بين يديه فأستيقظت فزعة متعبة وظلت تستغفر ربها إلي أن أستطاعت النوم من جديد . 


وصل إلي الجامعة في الصباح الباكر مما أدهش أصدقائه فهو دائما متأخر وأكثر الأيام لا يأتي ، بينما ظل يبحث عنها ويتفرس في الوجوه إلي أن رأها قادمة وهي تعبر من بوابة الجامعة فظل ينظر اليها قليلا ويتأملها في فستانها الأصفر الطويل الذي يظهر قوامها الممشوق ليضفي جمالا علي جمالها الشرقي وتسريحه شعرها المعتاده فكانت مبهره وتخطف القلوب ظل يتأملها قليلا ثم أبعد ناظريه بعيدا عنها عندما وجدها تنظر إليه وتبادله النظرات وكأنها أحست بما نطق به عقله. 


نظرت إليه مطولا وهي تعرف أنها أعجبته في طلتها المختلفة والتي قررت منذ أن أستيقظت من النوم أن تغير طريقة لبسها وأن تتعامل علي أساس أنها فتاة وقد نجحت فها هي تلفت الأنظار إليها ، توجهت إليه وهو جالس في وسط أصدقاءه لتلقي السلام ومن ثم توجه حديثها إليه قائله.


 ( أنا اسفه لم أقصد أن أتكلم معك بقلة ذوق ولكن هذا ما حدث فأرجوا أن تتقبل أعتذاري يا .. عذرا ما هو اسمك) نظر إليها ببرود ثم جاوبها 


(أعتذارك مقبول ،ولكن أسمي فلم أقوله لكي ولن أقوله، فإذا أردتي معرفته فعليكي بالبحث بنفسك. ) 


رفع حاجبا واحدا وهو ينظر إليها ويتحداها يذكرها بردها عليه عندما سألها عن أسمها ، نظرت إليه أروي بغضب وهي تسحق أسنانها وتتمتم بأنها مخطئه وأنه لا يستحق أعتذارها ، أستدارات لترحل قبل أن يقف أمامها أدهم ويمسكها من يدها يمنعها عن السير فلم تشعر بنفسها إلا بعدما تركت العنان ليدها الحرة لتهوي علي وجنته بصفعة وهي تنظر له بغضب ،بينما تحدث أدهم من بين أسنانه وهو يحجم غضبه وإستياءه حتي لا يطولها غضبه ويرد لها الصفعة أضعاف مضاعفة 


( هل جننت ،كيف تجروئين )


 نظرت إلي عينيه وقد تحول لونها إلي الأحمر فكان منظرهم مرعباً حقاً وكانه مصاص دماء يستعد لينقض علي فريسته ، فستدارات لتهرب من أمامه قبل أن يطولها غضبه وهي تهرول وتترك العنان لقدميها ، فلم تجروء لتنظر وراءها فهي كلما حاولت أن تصلح شيئا تفسد مقابله أشياء أخري أخذت تبكي وتندب قائله. 


(ياويلك يأروي ماذا فعلت يا فتاة لقد أتخذتي الشاب عدوا لكي ، أتيتي لتعتزري فإذا بكي تضربيه .) 


توقفت وهي تنهج بشده وتحاول تنظيم أنفاسها تنظر وراءها ومن حولها حتي تتأكد بأنه لم يأتي خلفها فتأكدت من خلو المكان منه وهي تمحو دمع عيناه ثم ذهبت لتحضر محاضراتها وتأنب نفسها بأن عليها التركيز في دراستها فقط وعليها أن تبتعد عن هذا الشاب وعن أي أحد لا تعرفه ....


❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈



 تقف تستند بمرفقها إلي النافذه تتطلع أمامها بفرحة وسعادة فوقعت عيناها علي شاب طويل ووسيم يقترب من أول الطريق فظلت واقفه تنظر إليه يقترب فوقف في مكانه يبادلها النظرات بأخري ولكنها لم تتبين ملامحه فتابع السير بإتجاه منزلها وصعد إليها دخل من باب البيت ، فأتجهت إليه ووقفت أمامه ، وضع يده علي خصرها ومال عليها ليطبع قبلة شغوفه أغمضت أروي عينيها وهي تتنفس بسرعه تحاول تهدئه ضربات قلبها أثر قبلته الشغوفه فشلت أطرافها وهو ينقض علي شفتيها بقبلة ثانية فتسمرت في مكانها لا تستطيع التحرك ولا أن تجاريه في قبلته، ترفأ بها عندما وجدها تجاهد لتتنفس فتركها لتأخذ نفسا قويا ونظرت له لتتعرف عليه فالحقد والغل يملأن قلبها في تلك اللحظة بطريقه شريرة لم تعرفها من قبل ، فالصدمه والغصب هما ما يسيطران عليها في ذلك الوقت ،بينما هو غمز لها بطرف عينه وهو يتبخر ويختفي من أمامها ، فوقفت تبحث عنه بعينيها لكنها لم تراه ، صوت طرقات قوية هي ما أخرجتها من حلمها ، أستيقظت من النوم فزعه فسمعت أصوات الطرق من جديد وقفت لتتوجه لباب البيت لتري من فخيل لها بأنه من الممكن أن يكون زائر أحلامها أيعقل أن يكون قد عاد مرة أخري لقد وعدها بانه سيذهب ولن يعود ثانيه ، ليذهب من الواقع ويزورها بأحلامها فقد أثرت عليها زيارته لها ليشغل حيزا من تفكيرها ويبقي بداخل عقلها الباطل فتغمض عينيها ليظهر أمامها من جديد فكم كان وغدا منحرفا 



أقتربت من الباب وقد أزدادات الطرقات وأرتفع صوتها ، فتحت الباب لتجده أمامها فبادرت تهاجمه 



((ما الأمر لما أتيت ولما أنت مستمر بالطرق علي الباب بهذا الشكل الغير أخلاقي ))


 نظر إليها مطولا ولم يجيبها ثم دفعها لداخل البيت ودخل وأغلق الباب خلفه وقف ينظر إليها بغضب من طريقه حديثها ومن ملابسها التي ترتديها وتفتح الباب بها وهي لا تعرف هويه الطارق 


 تحدث وليد وهو يضغط علي حروف كلماته بقوة قائلا 



(( هذا البيت من اليوم هو ملكا لي ولوالدتي ولأختي أيضا سنتشارك العيش فيه سويا جميعنا كأسرة واحده فأحسني التصرف وعامليني بلطف))


❈-❈-❈


فتحت باب الغرفة بقوه فدخلت وأغلقت الباب خلفها بهدوء علي عكس العاصفة التي دخلت بها ، وقفت تستند علي الباب بظهرها وكانها تستمد منه القوة والطاقة للمتابعة نظرت له فوجدته ممددا علي الفراش فقد طمأنهم الطبيب وقال بأن حالته مستقره إن لم يكن في أمان تام فأدارت بصرها عنه ونظرت أمامها بخواء لتستعد لما هو قادم فخطت ليلي عدة خطوات إليه ووقفت أمامه فكان مغمض العينين وبقيت تتأمله لبعض من الوقت وكم كبر وتغير فعشرون عاما ليست بالقليلة ، ظلت تنظر إليه بمشاعر مختلطه ما بين الحب والكره ، الإشتياق والنفور لا تعرف بما تشعر تجاهه، لا تستطيع أن تحدد شعورها ولكنها سعيدة برويته بخير ومازال يتنفس ، أقتربت منه لتنحني إليه تلمس كتفه وهي تهمس ((خالد))



لكنه لم يجيب عليها فنظرت له لتتأكد بأنه بخير ثم أجالت بنظرها لمؤشراته علي الإجهزه ولكنها لم تفهم منها شيئا لكنه علي ما يبدو أنه بخير .



أستقامت ليلي ووقفت بجواره ، أمسكت بكفه بين يديها وتحدثت قائله



((خالد لا تغصب مني فيما أخفيته عنك ، فأنا قد أخطات وأنت قد أخطأت ، فقد حملتني ثمن خطأك سنوات طوال ، جعلتني أشبه فتايات الليل كم أمقت نفسي وأمقتك علي ما اشعر به كلما رأيت أولادي وتذكرت هذه الليله وأنا أترجاك بألا تفعل ، وأنك ستكون خصيمي لكنك لم تنظر إلي ، ولم تترفأ بحالي فكم كان صعبا ما فعلته وما مررت به بعد ذلك ))


 أخذت تبكي ودموعها تتساقط بغزارة علي كفه التي تمسكها بين يديها   


لتكمل قائلة 


((أعلم بأنك قد فعلت ما فعلته معي من أجل الحب ولكني لم أوافقك ولم أعطيك الحق لتنتهكني وتفعل ذلك بل كنت أتراجاك وأتخفي فيك منك لعلك تصحو من غفوتك وتنقذني من نفسك ))


 شهقت بقوة وشهقاتها تتعالي فقالت وقد تركت كفه ورفعت يديها لتتلمس وجهه بأصابع مرتجفه وقد رأت دموعه المتساقطة من طرف عينيها فقالت 


((خالد أعلم بأنك تسمعني أرادت أن أخبرك بأنني الأن قادرة علي مسامحتك فليس في العمر بقيه ، أريد حقي فيك الذي سلب مني ، عليك أن ترجع الحق لصاحبه ))


 فتح عينيه ببطء ونظر اليها نظرة حب و اشتياق وألم ووجع فكم تألم قلبه مما قالته ولكن ما أسعده بأنها تطالب بحقها فيه بعد مرور ذلك العمر ما زالت ترغب به ، ظلوا يتبادلون النظرات بينهم وقد رجع العمر بهم يتذكرون أيام صباهم ...


يتبع