رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 5
قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل الخامس
السكون يعم المكان، الجميع يخلد في نو م عميق كذلك هي أوشكت على النو م بعمق، دخل الغرفه يفتحها بمفتاحه الشخصي ثم أغلق الباب خلفه يتجه لها، جلس بجانبها يمرر يـ ـده على شعرها الذي ينساب على الوسادة خلفها
عشق بفزع وهي تجلس : مين ؟
رعد : طب ما أحنا صاحين وحلوين اهو، مش بنرد على التليفون ليه بقى ؟
عشق بتعلثم : عادي مش بسمعه
رعد بحدة طفيفة : تلت أيام يا عشق مش بتسمعيه، بتضحكي على مين هاا ؟ ممكن افهم في ايه ؟
عشق : عايزه أنام ممكن تقفل النور الكبير وترجع تفتح التاني
رمقها بنظرة لم تفسرها ليردف : ممكن اوي
خلـ ـع جاكته يليه قميـ ـصه وبقى عا ري الصـ ـدر يغلق النور وتمدد على السر ير بجانبها، شهقت بخفوت وهي تقول : أنت نايم كده ليه قوم البس عيب
عاد يتأملها بنظرة ربما مستغربة، حسنًا هو محق فهي في لحظات خجولة وآخرى غير هذا، وضع ذراعه على عيناه ثم قال : نامي يا عشق
عشق برفض قاطع : لا أما تقوم الأول بعدين أنت مش المفروض جاي بعد أسبوعين
رعد باستغراب وهو ينظر لها : بس أنا قولت يومين
عشق بحدة : وغيبت تلت أيام وطبعاً لولا منا تجاهلتك كنت كملت هناك صح ؟ على العموم يعني ميهمنيش يوم من اتنين من أسبوعين ما أنت عارف اللي فيها جوازنا عبط
رعد بنبرة هادئة : طيب نامي يا عبط
عشق : أنت مش دايمًا بتاخد شاور قوم خد والبس هدومك
رعد وهو يغلق عيناه : مليش مزاج
عشق وهي تدفعه : قوم يا رعد بقولك مش هتنام جنبي عريان كده
زفر بضيق وهو يتجه للخزانه اخرج بنطـ ـلون منزلي يبدل بنطلـ ـونه ثم عاد ينـ ـام بجانبها قائلاً : والله منا نايم غير كده وإن كان عاجب، استغفر الله العظيم بتخليني أحلف على حاجة تافهة ليه ! عشق لو سمحتي نامي
عشق بزفير وهي تعتدل جالسة : وأنا كنت قولتلك أحلف، أتفضل قوم من جنبي ولا أقولك أنا سيبهالك نهائي وهقوم
كادت تقف مبتعدة لكنه قبض على يـ ـدها قائلاً بنبرة تحمل غضب دفين : أبقي خليكي قومي من على السرير فاهمه ؟
ترك يـ ـدها ثم أغمض عيناه بينما جعدت ملامحها بخوف واضح وهي تتراجع على ظهره السرير، فتح أحد عيناه لتعتلي إبتسامة بسيطة ثغـ ـره، تمتم بنبرة خافتة : جبانة اوي
عشق بحدة وهي تجلس على ركبتـ ـيها : أنا مش جبانة
رعد بسخرية : ما هو واضح، يلا نامي وخليني أنام
جذ.ب قدمـ ـيها على غفلة فشهقت بقوة وهي تتمدد على ظهرها، سحبها داخل أحضـ ـانه ليقرص أنفها قائلاً : من تلت أيام شقاوتنا كانت عالية وخجلنا كان مفيش، ايه اللي جد ؟
عشق بحزن : مفيش ممكن تسبني يا تستر نفسك
رعد بضحكة استغراب : أعمل ايه ؟ أنتِ مراتي
عشق : وايه يعني ؟
رعد بإبتسامة خافتة وهو يغلق عيناه : يعني نامي يا عشق عشان مفوقش ليكي وأعمل حاجات أنا معنديش مانع أعملها
عشق باستغراب : حاجات ايه ؟
شعرت بالتلاعب في نبرته بينما يمرر يـ ـده على ظهـ ـرها وهو يقول : حاجات متجوزين يا مراتي
شهقة مكبوتة خرجت منها ثم ضربته بخفة تهمس : قليل الأدب
استقر فـ ـمه على أذنها وهو يقول : هعديها ليكي وهقول عيلة وغلطت
ليكمل بعبث : بعدين ما أنتِ عرفتيها يعني أنتِ كمان قليلة الأدب يا عشقي
عشق بإبتسامة خافتة ممزوجة بتوتر : يا ايه ؟
عم الصمت لحظات ليقطعه قائلاً : عشقي، أنتِ عشق الرعد ليه لوحده وبس
عشق : طيب تصبح على خير يا رعودي
ضحك بخفة وهو يتذكر تلك الكلمة التي قالته له في الحلم، تنهد رعد وهو يقول : وأنتِ من أهله يا عشقي
عشق : هترجع أمته ؟
رعد : هنرجع الصبح بيتنا سوا، أنا مش قولتلك بيتك مكان ما جوزك موجود
عشق بسعادة لم تستطع كبتها : يعني هتاخدني معاك القاهرة ومش هتسبني هنا، أحسن برضو يا رعد هما هنا مش بيحبوني ذي بيتنا وكلهم بيتعاملوا معايا بجمايل كأن شخصي منبوذ، يعني أنا جايز فعلاً قلبي أسود شويه بس مش وحشه لأن في أوحش مني
مسح دموعها التي انسابت ثم قال : مفيش أحلى منك من بره ومن جوه بس هما اللي وحشين
عشق وهي تدفن وجـ ـهها في عنقه : يمكن
ربط على ظـ ـهرها عدة دقائق وغفى هو الآخر بعدما غفت.
❈-❈-❈
تنهدت چمان وهي تستمع لغزله الصريح لجمالها، ابتسم ياسين وهو يستشعر خجلها من نبرتها، تدريجي تسلل ياسين لقلبها البريء ونجح في هذا نسبًة أنها لم تمر بمثل هذا سابقًا
چمان بخجل : كفاية بقى يا ياسين، ممكن تبطل كلامك ده
ياسين بمرح : لا بقولك ايه اتعودي الكسوف دا مش هينفعنا بعد الفرح
چمان : أحم طيب بطل برضو
ياسين بتوعد : ماشي يا چمان تيجي بيتي بس، قوليلي بقى ناوية عامله ايه في الكلية هنا ؟ صحيح هنا أحلى ولا المنصورة
چمان باندفاع : المنصورة أكيد، القاهرة مش عارفة اتعود عليها نهائي وبصراحة مش شايفاها حلوة
ياسين : هوريكي الحلو اللي فيها بس اصبري عليا، بعدين المنصورة يعني مش قد كدة
چمان بانفعال : لا بقولك ايه كله إلا المنصورة مبحبش حد يقول ربع كلمة في حقها
ياسين : برغم أنك بتغلطي في بلدي بس هاخدك على قد عقلك وأقولك ماشي، بس ايه القاهرة معجبتكيش بنسبة واحد في المية حتى
چمان بتلقائية : القاهرة حلوة بيك يا ياسين
شهقت بقوة وهي تضع يـ ـدها على فـ ـمها، تحدث هو بمرح ونبرة سعيدة : الله ينور
چمان بخجل : سلام
أغلقت بوجهه دون أن يجيب فابتسم بخبث وهو يتيقن وقوعها التام في شباكه، رن ياسين على مساعد رعد ويـ ـده اليمنى بسام، بسام شاب أمين كتوم يملك نسبة ثقة من رعد تجعله لا يفكر في الخيانة، يخشى عليه كثيراً وهو يعتبر حلقة الوصل بين رعد وأملاكه التي يتجاهلها
ياسين : أيوة يا بسام رعد كلمك تاني
بسام بنفي : لا، هو نزل الصعيد واتفق معايا بكرة يكون كل حاجة ذي ما هو عايز
ياسين : بسام لو مش هتعبك ممكن تجبلي ماضي البنت دي
بسام بهدوء : أسف يا ياسين بيه مش هقدر أساعدك
ياسين بغيظ : كـ ـلب رعد
وأغلق بوجـ ـهه يرمي الهاتف بغضب واضح استطاع بسام إشعاله من كلمات بسيطة بينما لم يعبء بسام أو يهتم ليكمل سريعاً ما أمر به رعد وبرغم أن الليل قد دخل بالفعل
❈-❈-❈
فتحت لارا الباب ثم دخلت تغلقه خلفها وفي يـ ـدها الإسعافات اللازمة لتغير جرح أدهم، الغبي عاد من السفر في وقت قصير جداً برغم سوء إصابته، يريد إثبات شيء لها ألا وهو أنها أمام نفسه تفوز، تأملت صـ ـدره العـ ـاري بأعين حزينه ثم بدأت تمرر يـ ـدها علية وهي تفك اللاصق تدريجي
أدهم بنوم : هممم بيوجع يا لارا
ضحكت بخفة فهو عرفها من لمـ ـسة أناملها، ورغم كل المشاكل والإنزعاج المستمر منه إلا أنها تعلم أن لا أحد سوف يحبها أكثر منه
رفعت الشاش ثم بدأت تفحص جرحه بعيناها تلاحظ ما إن كان به أي شيء من احمـ ـرار دماء تورم حوله إفرازات ثم بدأت تعقمه مستخدمة ال Technique الذي تعلمته فهي في سنتها الثالثة من كلية الطب
أدهم وما زال يغمض عيناه : أنتِ دكتورة أة بس دوايا حاجة تانية منك
تجاهلت الرد وهي تعود وتغـ ـطي جرحه، كادت تقف لكنه قبض على يـ ـدها قائلاً : خليكي جنبي
لارا ببرود : بمناسبة ايه ؟
أدهم : جو زك مثلاً
لارا : لا بينا مشروع طـ ـلاق متنساش وأنا أحب احتفظ بنفسي ومشا عري للي هيبقى جو زي
نطق بلـ ـفظ بذ يء جعلها تشهق بخفوت ثم سحـ ـبها قائلاً : والله لو ما اتخمدتي هنا ما هسيبك تطلعي من الأوضه شهر كامل، وهعرفك بقى هتحافظي على ايه للي بعدي
لارا بغيظ وهي تحاول دفعه : أنت واحد همجي بصحيح
نطق اسمها بحدة : لارا
لارا وهي تستقر بحضـ ـنه : أوووف خلاص
بدأت برسم دوائر وهمية على صـ ـدره كما تفعل معه في العادة حتى تشرد وتغفو، قبل جبينها وباطـ ـن كـ ـفها برقة وهو ينظر لأعلى مفكراً في أحد مشاريعه
لارا : أدهم رعد جاي بكره بمر اته وقالي أقابلها عشان أعرفها شوية حاجات
أدهم بهدوء : حاجات ذي ايه ؟
لارا : بسام قالي شوية حاجات ذي مثلاً عادات البيت وكده أعرفها لعشق واسستم الخدم على أسلوبه
أدهم بغيظ : وأنتِ تعرفي أسلوب رعد منين ؟
لارا بزفير : يا ابني بسام قالي أعمل ايه، أدهم حقيقي يعني مش طيقاك فمتعصبنيش منك أكتر
أدهم : تمام روحي تصبحي على خير
لارا : وأنت من أهله
❈-❈-❈
أتي صباح يوم جديد على كلاهما، فتح رعد عيناه ببطء يعتاد على ضوء الغرفه، وجد عشق ما زالت بأحضانه لم تتحرك إنش واحد
رعد : عشق، عشقي قومي يلا
فتحت عيناها وهي تقول : هممم صباح الخير
رعد : صباح النور نمتي كويس
عشق : جداً يعني حتى عايزة ارجع أنام تاني، دا تأثير حضن الزوجيه ولا ايه !
رعد وهو يرتب شعرها : أنتِ شايفه ايه ؟
ابتسمت ولم تجب فانحنى يُقـ ـبل جبينها ثم جلس يجذ بها لتجلس ليردف : قومي يلا جهزي شنطتك ذي الشاطرة لوحدك واعتبريه عقاب عشان كنتِ بتتجاهليني
عشق بتساؤل : أسيب حاجه هنا
رعد : لا هنيجي هنا زيارات بسيطة خالص نبقى نجيب هدومنا وأحنا جايين، يلا اغسلي وشك وصلي بعدين ابدأي
قبـ ـلت وجنـ ـته برقة ثم اعتدلت جالسه تتجه للحمام بينما قال : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وعلو مكانك، الحمد لله رب العالمين الذي علا فقهر، وملك فقدر، وعفا فغفر، وعلم وستر وهزم ونصر وخلق ونشر
أخرج ملا بس له وانتظرها حتى تخرج ثم دخل دقائق وخرج يؤدي فرضه فاردفت : أنت دايماً كده فايتك الفجر
رعد : عمري ما فاتني الفجر، أنتِ اللي بتنامي كأنك عمرك ما نمتي، هاا أساعدك
عشق : يا ريت والله لو مفهاش غلاسه
رعد باستغراب : الفطار مجاش ليه ؟
عشق بهدوء : معاملة عيلتك الملوكيه إن مطلبتش أكل مبيجيش، حتى الخدامة معدتش بتنده عليا
مـ ـسك رأسها يهزها بخفة قائلاً : دي معاملة الدماغ اليابس ده
عشق بحزن : يعني أنت هتتعامل معايا معاملة شبيهه بدي لو عندت في حاجة
رعد بتجاهل : هنشوف وقتها، ايه ده ؟
قالها وهو يسـ ـحب قمـ ـيص نو م قصير فاردفت بخجل : حاجات المفروض الواحدة تلبسهم لجوزها
تحدث رعد بنبرة غريبة عليه هو شخصياً، فليس من عادته العبث في حديثه، فقال : وأنتِ مش بتلبسيهم ليا ليه ؟ دا أنا حسب علمي يعني جوزك
عشق بتلقائية : ايه قلة الأدب دي !
أدارها له يحاوطها بذراعيه قائلاً : تقصدي إني قلـ ـيل الأدب
عشق : لا والله مقصدش
رعد وهو يرفع ذقـ ـنها : بس قولتيها
اقترب منها ببطء وبدأ يوزع نظراته بين عيناها وفـ ـمها كذلك هي، كاد يقترب منها لولا صوت الباب الذي جعله يعود خطوة للخلف
رعد : احم مين ؟
الخادمة : افتح يا بيه، الفطور
اتجه وفتح الباب يشير لها بالدخول فاتجهت للداخل تضعه، نظرت باتجاه عشق التي تجمع ملابـ ـسها في الحقيبة
الخادمة : هتعوز مني حاجة تانية يا بيه
رعد : لا متشكر اتفضلي أنتِ
خرجت الخادمة فأغلق الباب خلفها قائلاً : يلا اقعدي كلي
عشق : مليش نفس كُل أنت
سـ ـحب يـ ـدها وهو يقول : تعالي بس هنفتح نفس بعض، يلا طريقنا طول
عشق بعناد : مش عايزة معتش واكله من هنا حاجة
رعد : في ايه لكل ده ؟
عشق بضيق : هو جدك مقالش لحضرتك إني مدوقتش الأكل ولا نزلت مش ساعة ما مشيت، بعدين أما أنا مش عاجبني جوزوني ليك ليه ؟ يا رعد دول قالوها صريحة مش حابين أبقى مر اتك
رعد وهو يحاوط خصـ ـرها : يقولوا اللي عايزينه المهم أنتِ مراتي ومعندناش مشكلة مع رعد، بعدين تلاقيهم متغاظين منك يا حلو أنت
عشق بلهفة : حلوة بجد ؟
رعد بمرح : يعني الشقاوة دي كلها مفيش وراها ثقة بالنفس دا حتى عيب اوي يعني، بصراحة مشوفتش أحلى من كده قبل كده، ملامحك جميلة يا عشق
ليكمل لنفسه : ومش راضيه تسبني في حالي من يوم ما شوفتك
عشق بشك : مش عارفة حساك بتقول كده عشان منكدش عليك، يعني كانوا بيقعدوا يتريقوا إني طويلة و ...
رعد بضحك : أنتِ مسميه الميه وستين سم دول ولا الميه خمسه وستين طول، سيبتي ايه للأوزعه بقى
عشق بانزعاج حاد : رعد مسمحش ليك بعدين أنا ميه تمانيه وستين
رعد : أوزعه برضو أنا مبقتنعش غير بالعارضات
حاو طت عنـ ـقه وارتفعت قليلاً له ثم قالت : يعني مش مقتنع بيا
رعد وهو ينظر لعيناها : أنا مقتنع بكل حاجة فيكي وإلا مكنتش رجعتلك
انحنى وطبع قبـ ـلة رقيقة على طرف فـ ـمها ثم همس في أذنها : أنا حقي أكبر من كده على فكرة
وضـ ـمها له يُقـ ـبل عنقها ثم قال : مش ناوية تشاركيني أخر فطار في أول مكان جمعنا
عشق باستسلام : حاضر
جلس وهي بجانبه تتناول طعامها معه، لا تكف عن النظر له كذلك هو، مشاعرها يوماً عن يوم تتحرك كذلك مشاعره التي ينكرها أمام الجميع لكن بصدق يخبرها لنفسه
وقف رعد ونزل بها بعدما بدلت ملابسها كذلك هو ليضع الأغراض في سيارته ثم اتجه للداخل يتحدث مع جده
عتمان بحزن : ما تقعد يا ابني يومين وسطينا
رعد : لا يا جدي بعدين عيب أوي أأمنك على مر اتي بعدين اكتشف اللي عملوه معاها وقالوه، كمان مر اتي من ساعة ما مشيت مأكلتش وأنت مبلغتنيش، مشكور يا جدي بس عشق أنت اللي اختارتها مش أنا على الأقل كنت أكرمها عشان اختيارك، عن أذنك
عتمان بصدمة : ايه اللي هتقوله ده يا ولدي ! محدش من الحر يم قالي حاچه واصل
رعد : حصل خير
اتجه رعد للخارج يسلم على جدته وأعمامه ثم جـ ـذب يـ ـد عشق وخرج حيث سيارته، أتى عتمان لهما قائلاً : اعذريني يا بتي مكنتش أعرف اللي الحريم عملوه وحقك هيجيلك
رعد بهدوء : ميجلهاش يا جدي بس عايزك تعرفهم كرامة عشق من كرامتي واللي يحسن ليها يبقى أحسن ليا والعكس كمان، يلا أشوف وشك بخير سلام عليكم
عتمان : توصلوا بالسلامة يا ولدي، طمني عليكم
رعد : حاضر إن شاء رب العالمين
سلمت عشق على الجد وجلست في السيارة بجانبها زو جها بينما ابتسم عتمان وهو يشعر أنه أحسن الاختيار لحفيده فمن تعلقه بعشق بشرى جيدة
فتحت عشق حقيبتها ثم اخرجت عبوتين بيبسي ومـ ـدت يـ ـدها بواحدة : خد
رعد باستغراب : ايه ده ؟
عشق : بيبسي بعدين أنت مفكرني Superhero ولا ايه، تلت أيام من غير أكل وصحتي ذي الحصان، إليك خزنة عشق السحرية أتفضل بيبسي بسكوت نايتي شيبسي وأي حاجة تحبها
رعد بضحكة بسيطة : تصدقي أنا مفكرتش قاعدة كدة أزاي
عشق وهو تطرق جبينها : يا نهار قولتلك سري، مني لله بجد، اشرب بيبسي هفتحهالك
رعد برفض : لا مش بحبه
عشق : معيش عصير للأسف
رعد : كل الحاجات دي مش بحبها، أنا بحب صحتي يا ست عشق
عشق : وأنا بحب كل مضر يا أستاذ رعد
رعد بهدوء : كله هيتغير متقلقيش
عشق باستفهام : هتشكلني على مزاجك صح ؟ مش حابب شخصية عشق كده ذي الكل يعني
رعد : حتى لو مش حابب مليش أغيرك على مزاجي
عشق بعدائية : أنا كمان مش هقبل أنا كده واللي يتقبلني أهلاً وسهلاً مش متقبلني هخرج من حياته ويخرج من حياتي
رعد : فاهم الجزء ده وأكيد مليش أغيرك لنفسي بس الصح إني أغيرك لنفسك، في حاجات فيكي لازم تتغير بس عشان عشق مش عشان الناس
عشق : ذي ؟
سحـ ـب عبوة البيبسي منها قائلاً : ذي دي مثلاً ممنوع
عشق وهي تعود وتأخذها : كله إلا دي، دي قلبي يا رعد كل حاجة بتنزل في معدتي إلا البيبسي بينزل في قلبي
رعد باستغراب : يا راجل ! ربنا يهديكي
عشق بمرح : ربنا يهديني ليك يا رعودي يا قمر
" في وجودك فقط
لا تختفي إبتسامتي
لا تنتهي سعادتي
لا أشعر بالوقت
أرى كل شيء بجمال الخريف
في وجودك "
وقف في ساحة منزله يهزها بخفة وهو ينادي عليها، فتحت عيناه ليردف : وصلنا بيتنا
عشق بضيق : طب على فكرة المفروض بقى كنت تنزل وتشيلني تدخلني وأنا نايمه ولما أقوم تبقى تقولي أحنا في بيتنا مش وصلنا بيتنا
رعد : أنتِ بتدلعي ؟
عشق بغمزة طفيفة : حد يتجوز القمر ده وميدلعش عليه، دا حتى عيب
رعد : طيب لارا هتجيلك تفهمك شوية حاجات والوقتي أنا هاخدك أوضتك وهروح شغلي
عشق بانزعاج : في عريس يسيب عروسته من أولها
رعد : شغل بعدين لارا هتبقى معاكي
عشق بتساؤل : لارا مين ؟
رعد وهو ينزل : هتعرفك نفسها لما تيجي يلا انزلي
نزلت تتأمل المنزل بانبهار واضح ثم قالت : دا ڤيلا
رعد بمرح : حاجة على أدي
عشق بصدمة : دي كلها على أدك يا أخي
رعد بضحك : أنتِ هتحسدي ولا ايه ؟ لارا جات أهي
نزلت فتاة جميلة الجميلات كما يُقال، تأملتها عشق بعدم رضا وهي تجدها تقـ ـترب وتسلم على رعد، سلمت الفتاة عليها ومن نظرتها علمت أنها ترى رعد كثير عليها، ضحكت بسخرية داخلها وهي ترى الجميع يشبه بعضه
رعد : لارا خدي عشق وادخلوا، أنا ساعتين تلاتة وراجع عرفيها بقى النظام وكده أظن بـ ...
عشق بتلقائية مقاطعة إياه : وهي تعرف نظامك منين ؟
نظرت لارا لها قليلاً ثم لرعد قائلة بتجاهل : تمام بس عايزين نتكلم
نطقت عشق بغباء للمرة الثانية : تتكلموا في ايه ؟
لارا ببرود : بداية غير مبشرة، روح يا أبيه يلا
رعد : عايزة حاجة يا عشق
عشق بهدوء : سلامتك
اتجهت لارا للداخل وخلفها عشق التي وجدت نفسها في عالم آخر مع رعد، سحبها للمكان الأصلي الخاص ب" رعد الشافعي "
لارا بمرح ساخر : دا طلعت إشاعة بقى
عشق باستغراب : إشاعة ايه ؟
لارا : إن بنات المنصورة حلوين، بنات القاهرة طلعوا أحلى بكتير أهو
عشق بهدوء : أحلى من حيث ايه ؟ عنيكي زرقا أمم للأسف أنتِ واحدة من ميه بعدين العينين الزرقا مش حلوة هي مميزة فقط بس مفيش حاجة تثبت إنها أحلى من البني، أحنا حلوين في العادي مش في الملامح الفريدة يا ... لارا
لارا بهدوء : شكلك قادرة
عشق : فوق ما تتصوري أنا قادرة وقلبي أسود كمان، والنظرات اللي عماله توزعيها عليا مش بتهزني بالعكس بتخليني أعرف اللي قدامي وأي طريقه تجيب معاه
لارا بإبتسامة : شكلنا هنتفق اوي
رمقتها عشق باستهزاء ثم أكملت سير بهدوء فانفجرت لارا ضاحكة لتردف : متاخديش موقف من أولها، تعالي من الأول أنا لارا
عشق : أهلاً يا لارا ومعتقدش إنها فرصة سعيدة، أنا عشق
لارا : أنتِ بتاخدي موقف بسرعة اوي
عشق بسخرية : مش بقولك قلبي أسود
لارا بإبتسامة : هو في حد قلبه أسود بيقول على نفسه كده
عشق بتأكيد : أنا
دخلت لارا وبدأت تشرح لعشق نظام المنزل، وما قرابتها برعد، وأخبرتها عن شراكته بياسين وعائلتها وكيف يتعامل مع الغير، كل شيء تعرفه لارا أخبرته لعشق
عشق : شكله ميديش إنه عايش بالقلم والمسطرة كدة
لارا بهدوء : رعد منظم اوي
عشق باستغراب : هو بيكلمك أزاي ؟ أنا خدت أنه مبيكلمش حد من بنات أعمامه وعماته
لارا : لو ركزتي مش بيبص ليا حتى وهو بيكلمني، رعد طبعه كده كمان مش بيسلم على حد فينا بالإيد غير لو أحنا مدينا إيـ ـدنا وبيبقى متضايق جداً وأحيانا بيحرج، هو بيستحرم كل ده بس هو عارف إن محتاجاه عشان كده بيكلمني
عشق بتساؤل : محتاجاه أزاي ؟
لارا بهدوء : أنا مكتوب كتابي على ابن عمتي وطبعاً كنا متربين سوا حب طفولة يعني، في مرة كان أدهم قريب مني ورعد شافنا وطبعاً لأن أدهم دماغه يابس جداً رعد نصحني أنا ومن يومها وأنا في كل أمور حياتي بلجأ لرعد أكتر من أخواتي، أهلي متوفيين من سنين وللأسف يعني معنديش اللي ينصحني ويوجهني بس رعد قام بالدور ده، على فكرة أنتِ فيكي شبه اوي من عمتي لدرجة ممكن تتوهوا في بعض
عشق : هي حماتك وحشه ؟
لارا بضحك : أنتِ مش وحشه يا عشق بالعكس أنتِ حلوة اوي بس ...
عشق مقاطعة إياها : بتحاولي تجيبي أخر عشق صح ؟ عشان رعد وقع في مين
لارا : مش بس كده بصراحة توقعت مرات رعد عينين زرقا وشعر آصفر وحوار، بس برضو يعني نصيب رعد كويس إلى حد ما
عشق بتجاهل : مش هرد عليكي
لارا بتذكر : صحيح يا ريت يعني لو تتجنبي تعصبيه، هو رعد بارد لأبعد الحدود بس لو اتعصب الأفضل تهربي من قدامه، وضغطه بيترفع بسرعة خدي بالك بقى
عشق : تمام ماشي حاجة تانية ؟
لارا بهدوء : لا يلا نشرب قهوتنا، أة هو جاب دادة وبنوته في البيت عشانك تجنبي تطلعيهم قدامه حذريهم يعني يمشوا هنا وهنا على قد الطلب
عشق بزفير : أوووف أنتِ عقدتيني فيه، رعد مش كده
لارا بضحك : لا دا رعد اللي بجد وجابني عشان يبقى عندك فكره
عشق بفضول : برضو عرفتي كل ده منين ؟
لارا : مرة تطفلنا أنا وأدهم وجينا مع ياسين ويارا ومالك وجاسر وقعدنا معاه هنا، طبعاً انبهرنا بيه أكتر يعني هو في العادي كده منظم اوي ومبيحبش ياكل بره البيت ومش بيقعد في حتة مش متأكد مليون في الميه إنها نضيفه فظيع اوي
عشق بضحك : واضح ربنا يستر بقى
جلست لارا مع عشق يتحدثا كثيراً وفي أمور عديدة، رن هاتف عشق برقم چمان تجاهلت كعادتها ولم تجب
لارا بشك : مبترديش ليه يا بنتي ؟
عشق : اتصال مش مهم
لارا بحدة : مين ده اللي مش مهم
عشق بتنهيد : بنت خالتي ومش حابه اكلمها، عادي يعني
لارا : بنت خالتك قولتيلي
عشق بسخرية : أنتِ شاكه في حاجة ولا ايه ؟ لا متقلقيش أنا مش كده ولو كده هقول ومش هخاف
لارا وهي تترك كوب القهوة : مش هتخافي من مين بالظبط
عشق بحدة : أنتِ عايزة ايه ؟ عايزاني اقول ايه ؟ ردي
لارا بحدة : متقوليش بس لو في أي لبخ في حياتك تتعدلي عشان أنتِ الوقتي مش في حرية نفسك يا عشق، أنتِ مر ات رعد الشافعي
عشق وهي تربع يديها : والمفروض اعمل ايه بقى ؟ اتنفس بحساب عشان مر ات رعد ولا أمنع نفسي من الهوا نفسه، أنتِ بجد مريضة واللي بيحصل هنا مرض أنا مش كده ومش مستعدة أعيش على مزاج حد فاهمه ؟ وبصاتك الز بالة دي مش ليا لأنك لو عيشتي فوق العمر عمر عمرك ما تيجي في جزمتي
قالت حديثها الأخير بصراخ ثم وقفت تدفع تحفة بجانبها على الأرض، اتجهت عشق خارج المنزل ومنها انطلقت جرياً حيث لا تعرف، وقفت في مكان وبدأ يخرج منها صوت أزيز وتتنفس بصعوبة ثم وقعت أرضاً
كلمة واحدة ترن في أذنها وهي " هعوضهالك "، صرخت بقوة حين اشتدت عليها الأزمة ثم تمردت دموعها وهي تشعر بالاختناق، وجدت البخاخ تمد لها فأخذتها وبدأت تأخذ أنفاسها بها حتى هدأت
رعد بهدوء : قومي اقفي
مسحت دموعها واعتدلت واقفة تنظر له بملامح مبهمة ثم قالت : وايه تاني أتفضل
رعد : يلا على البيت
سارت معه عائدة للمنزل حتى وصلت فاردف بحدة طفيفة : لارا مشت زعلانه وأنا معرفش قولتيلها ايه بس يا عشق عايزك تعرفي أنا مش مستعد أخسر أي من صحابي حتى ابعدهم عشانك، أنا اعرفك من فترة صغيرة جداً ومش هتتقارني بيهم فهمتي ؟
عشق بهدوء : فهمت، أوضتي فين ؟
أشار لغرفة في الأعلى فاتجهت له تتمـ ـدد على السر ير ورنت على والدها الذي سرعان ما أجاب لتبدأ التحدث معه
أحمد : عاملة ايه يا بابا ؟
عشق ببكاء : مش كويسه أنا عايزة أشوفك
أحمد بقلق : مالك في ايه ؟
بدأت تقص عليه ما حدث فاردف : طيب أهدي يا حبيبتي
عشق : يا بابا تعالى والنبي عيش هنا جنبي، أنا مش حابه هنا من غيرك، لو عايزني أكمل في الجو ازة دي تعالى عشان خاطري
أحمد : طيب بطلي عايط وهشوف الموضوع ده
عشق ببكاء أقوى : يعني أنت لو هنا الوقتي كنت جيت ليا واترميت في حضنك، أنا ليا مين الوقتي ؟ مليش حد
أحمد بحزن : متقوليش كده يا عشق أنا هجيلك يا حبيبتي
عادت تبكي أكثر وأكثر وهي تناديه : يا بابا أنا متضايقه اوي
أحمد بدموع : يا عشق طيب أنا جاي مسافة السكة بس
طرقات على الباب فاستمعت لصوت رعد : عشق افتحي الباب
لم تجب عليه فعاد يطرق الباب، مسحت دموعها وجلست قائلة بشهقات متتالية : بابا هكلمك بعدين
أحمد : طيب مسافة السكة بس وهكون عندك
عشق : لا يا حبيبي خليك لما تظبط أمورك بعدين تعالى نهائي، أنا مش هتنازل عن كده
أحمد بإبتسامة : حاضر يا حبيبتي
وقفت وفتحت الباب ليدخل رعد قائلاً : كل ده عشان تفتحي يعني
عشق بهدوء : معلش بقى معتش هقفل الباب
دخل باتجاه غر فة الملا بس يخرج ملابسه ثم اتجه للحمام يأخذ شاور سريع وخرج من الغر فة نهائي دون حديث، تحدث في الهاتف مع لارا
رعد : ايه اللي حصل بقى ؟ هديتي
لارا بهدوء : هديت
وبدأت تقص له ما حدث بعد مواصلة بكاء منها هي الآخرى فاردف : طبعاً يا لارا أنا أسف على اللي عشق قالته بس دا مش حقك ولا حق حد، عشق مراتي أنا وطريقتكم دي معاها مش هتنفع، كلام ياسين عنها وكلامك معاها
لارا بزفير : يا رعد أنا مكنتش اقصد بس البنت دي بجد شكلها مش مظبوط
رعد بحدة : أنتم مفيش منكم فايدة، سلام يا لارا
أغلق الخط ورمى الهاتف ينظر أمامه بانزعاج واضح، أتت الخادمة له وقالت : أتفضل الأكل على السفرة يا بيه
رعد : نديتي على المدام
الخادمة : قالت ملهاش نفس
رعد بزفير : تمام شيلي الأكل
اتجه لأعلى حيث عشق وجدها نائـ ـمة فجلس بجانبها يرتب خصـ ـلاتها ثم رفعها لحـ ـضنه، مر ر يـ ـده على ظهـ ـرها ثم همس في أذنها : أنا كدبت المرة دي يا عشق لأن شكلي مستعد أخسر الدنيا كلها عشانك
ساعتين مروا ثم فتحت عيناها، حين وجدت نفسها في حضـ ـنه ابتعدت عنه وجلست على طرف السر ير تستعيد ما حدث معها سرعان ما ازالته وتجاهلته
عشق لنفسها : متوقعة ايه تلاقي ذي باباكي بسهولة، يا عشق أنتِ عمرك ما كنتِ ولا هتكوني مفضلة عند حد غير باباكي، بكفاية بقى أساساً الدنيا دي كلها وحشه فعلاً أنتِ اللي بتجمليها
رن هاتفها فالتقطته لتجيب : أيوة يا عمار
نور : أنا نور يا عشق، عاملة ايه يا ماما ؟
عشق بجفاء : كويسه حضرتك عايزة حاجة ؟
نور بنفي : لا كنت بطمن عليكي وبشوف أمورك عاملة ايه مع رعد
عشق بحدة : كل حاجة ذي الزفت بعيد عن بابا، حاجة تانية عايزة تعرفيها ؟
نور بحزن : ليه كده يا حبيبتي
عشق بغضب : عشان أنا غبية لما فكرت إن في الدنيا دي حد ذي بابا، كل الناس وحشه حتى أنتِ أمي ووحشه يا إما أنا مليش نصيب في حد غير بابا، يا ماما معتيش تكلميني عشان أنا مش بحبك ومش حابه اسمع اهتمامك المزيف
نور بدموع : مش مزيف أنا حاولت وبحاول معاكي بس أنتِ اللي مش مدياني فرصه، أنا محتاجاكي اوي يا عشق
عشق : متستنيش مني حاجة عشان بابا كان محتاجك كتير وملقكيش وأنتِ عمرك ما هتكوني عندي قد ضافر بابا
نور ببكاء : عارفة بس أنا المرة دي عايزاكي تيجي على نفسك و ...
عشق بحدة : اطلعي من حياتي، طب منا احتاجتك كنتِ فين ؟ اتفضلي يا نور عملك على طبق من دهب سلام
اغلقت الخط دون سماع رد من نور، كادت تقف لكن يـ ـد رعد منعتها ليردف : عشق استني
عشق بحدة : عايز ايه ؟
رعد : أنا فعلاً غلطان في كلامي متزعليش
عشق : غلطان في ايه يا رعد ؟ أنت مش غلطان وأنا فعلاً متقارنش بيهم ولا أنت تتقارن باللي في حياتي، بس أنا مين في حياتي أنا مليش حد غير بابا شوفت بقى أنت محظوظ أزاي مش هسمعك كلام يسم
رعد وهو يعتدل واقفاً : طب قومي يلا ناكل بعدين نشوف المواضيع دي
عشق برفض قاطع : لا مش واكله معاك
رعد : طيب جسمك مالوا بالزعل
عشق : هو كده بعدين متكلمنيش
رعد وهو يجـذ بها لتقف : لا بقولك الزعل ملوش دعوة بالأكل، ناكل بعدين تيجي أي حاجة يلا بقى
عشق بعناد : لا
رعد بتحذير : عشق
عشق : لا
صرخ بوجهها : أنا مبحبش الدلع ولما أقولك حاجة متعانديش ويا ريت بلاش نقاش
انفجرت باكية ثم قالت : أنت بتزعقلي ليه ؟
رعد بحدة : عشان أنتِ بتدلعي
صرخت به : ما ادلع براحتي ولا صحيح منا متطفلة على حياتك يعني مليش حق في حاجة
اختفى غضبه وحل محله ضحكة بسيطة وهو يقول : قولتي ايه ؟ طيب ادلعي براحتك بس بلاش في الأكل
عشق : لا هدلع في كل حاجة أنا حره ومش هاكل إما تصالحني
رعد : أصالحك ؟ أنتِ نكديه يا عشق
عشق بنفي : لا ولو دا فيه مانع ؟
رعد وهو يقتـ ـرب منها : لا أزاي ؟ مفيش أكيد
عادت خطوة للخلف ثم وقعت على السر ير فصرخت لينحني عليها، رفعت يـ ـدها تدفعه فمسـ ـكها يرفعها أعلى رأسها والتقط الأخرى يرفعها ليثبتهما أعلى رأسها
عشق بخفوت : رعد
رعد بخبث : مش عايزاني أصالحك، أنا بقى هصالحك صُلح متجو زين، قلبك بيدق كده ليه ؟
عشق بانزعاج : واحدة فوقها واحد حليوه بعيون خضرا وجو زها المفروض يكون قلبها ايه حجر ؟ أنت عاملي فيها شيخ والله شكلك خبرة قربك دا يتشك فيه
رعد بضحك : عليكي لسان بعدين لو يعني يفرق في ايه يا عشقي أنا الوقتي جوزك
انزعجت ملامحها وهي تقول : على الورق متنساش
رعد وهو يمـ ـرر إبها مه على أنفها : عند الرجالة مفيش حاجة اسمها على ورق، بس في حاجة اسمها مر اتي واتحسبت عليا جو ازة
عشق بعدم فهم : يعني ايه ؟
رعد بهمس وهو يقترب : عيب الحاجات دي مش بتتقال
عشق بتوتر : يا رعد
مرر شـ ـفاه على شـ ـفاها فأغمضت عيناها بقوة وتصلبت حين بدأ يُقـ ـبلها ثواني ثم استسلمت له وهو يضع يـ ـده في شعرها، دقائق مرت عليها وهي لا تشعر بشيء سوا رائحته التي تغمرها وأنفاسه القريبه منها، رتب خصلاتها بمرح يقر ص أنفها وهو يرى اشتـ ـعال خديها
رعد : وشك سخـ ـن كده ليه ؟
عشق بضيق عابسة : حد قالك إني خرباها بعدين ايه ده ؟ مش عيب كده يعني
رعد بضحك : ايه اللي عيب
عشق بخجل : اللي عملته
رعد بهمس في أذنها : مش حرام أعيش راهب تلاتين سنة ولما أتجوز أكمل، أنتِ اتحسبتي عليا جو ازة ودا أبسط حقوقي
عشق وهي تضرب كتفه : أناني ونرجـ ـسي مبتفكرش في أنا عايزة ايه
رعد وهو يسحبها لتقف : أنتِ صح أنا نرجـ ـسي ومش هسألك، يلا بقى أنا هموت من الجوع
انحنى وحـ ـملها بين ذراعيه يكبت رفضها فانفجرت ضاحكة وهي تحاوط عنقه قائلة : اقنعتني
رعد : دا أنتِ طلعتي غلبانة اوي ويضحك عليكي بشيله
عشق بمرح : بسكوته بربع جنيه صدقني تاخد عقلي وقلبي
نظر لها بضع لحظات ثم نزل لأسفل يضعها على الآريكة ثم ناد على الخادمة لتضع الطعام، جلس بجانب عشق التي اقتربت تسند رأسها على ذراعه تتحدث معه
رعد : باباكي كلمني
عشق باستغراب : أمته ؟
رعد وهو يقرص أنفها : ملكيش دعوة
عشق بغضب طفولي : غلس
رعد : صحيح فرح صاحبي كمان أسبوعين
عشق بتساؤل : صاحبك مين ؟
رعد بمرح : ملكيش دعوة
صرخت بغيظ وهي تعض ذراعه ثم قالت : عرفت يا غلس ياسين صح ؟
رعد بتأكيد : أيوة تعرفي هيتجوز مين ؟ واحدة تعرفيها
عشق بفضول : بجد ؟ مين ؟
رعد باستفزاز : ملكيش دعوة
صرخت بغضب : يا رعد
ووقفت تحاول الهجوم عليه بينما علت ضحكاته في الأرجاء، دخل بسام مع ياسين في نفس الوقت بعدما فتحت الخادمة لينظر كلاهما للآخر بصدمة
ياسين : ايه اللي بيحصل هنا ده ؟ فين الهيبة ؟
بسام بضحك : هيبة ايه بقى !
ياسين : هموت واشوف اللي عملت العمايل دي، دا اتشاكل معايا عشانها
بسام بهدوء : بلاش يا ياسين بيه لأن اعتقد لو دخلت هيبقى فيها جريمة أنت عارف رعد بيه، لو سمحتي بلغيه إننا هنا
الخادمة باحترام : أمرك يا بيه
اتجهت الخادمة للصالون حيث عشق ورعد لتطرق بخفة فاختفت إبتسامة رعد بينما قالت عشق : في ايه ؟
الخادمة : بسام بيه وياسين بيه بره عايزين رعد بيه
رعد : دخليهم المكتب واعمليلهم قهوة، وبلغيهم هاكل وهاجي ليهم
عشق باستغراب : استني مينفعش يا رعد
رعد بهدوء : روحي أنتِ عرفيهم
عشق بضيق : يا نهار أبيض أنت ايه يا أخي ؟ على فكرة البتاعة الملونة اللي جبتها ليا دي قعدت تقولي حاجات عنك غريبة، عايزة أشوفها عشان أقولها إني بضحكك عادي وبعصبك عادي وإنك إنسان
رعد باستنكار : إنسان !
عشق : فكرتك راجل آلي يا جدع بيفطر سبعة ويتغدى اتنين والساعة بقت خمسة أهي وعادي
رعد : دا النهاردة بس بعد كدة كل حاجة بمواعيد
عشق بمرح : طب والبو سة هيبقى معادها أمته
رعد وهو يقربها له : لا دي معنديش مانع تبقى كل ساعة
انفجرت ضاحكة ليهتف بحدة طفيفة : هدي صوتك حد يسمعك
عشق : وايه يعني ؟
رعد وهو يرتب شعرها : عيب يا عشقي يلا ناكل عشان أشوف شغلي
عشق : يلا
اتجهت معه تتناول طعامها وسط جو ممتلىء بالمرح والسعادة، اتجه حيث ياسين وبسام يجلس معهم ولا تخلو الجلسة من نظراتهم الخبيثة له والتجاهل من رعد، مضى رعد على الورق واستأذن بسام ثم ذهب
رعد : كلمت البنت عن جايدا
ياسين بنفي : لا يا رعد
رعد بحدة : ليه يا ياسين ؟ أحنا عمرنا ما كان من طبعنا ندخل في خصوصيات بعض بس دي حياة إنسانه والساكت عن الحق شيطان أخرس وأنا مش شيطان يا ياسين
ياسين بكذب : هقولها يا رعد بس أنا الوقتي بحبها وعايزها ليا، چمان مش ذي چايدا نهائي بالعكس چمان طيبة وجميلة وتستاهل المجاذفة، والله هقولها بس لما تبقى جاهزة تسامحني وحبها ليا يغفرلي لأن الوقتي أنا بالنسبة ليها إعجاب فترته مش أكتر
رعد بهدوء : وعد راجل لراجل هتقولها يا ياسين
ياسين : وعد يا رعد، هاا اي النظام وشك بقى قد رغيف العيش يعني
رعد بضحك : أنت بتقول ايه ؟
ياسين بزهول وهو يجس حرارته : يا رعد أنت طبيعي، بتضحك بجد ؟ الضحكة مش مفارقة وشك
رعد : يا ابني منا كنت بضحك
ياسين بغمزة : ما توريني الجامدة اللي عملت فيك كده
تغيرت ملامح رعد كلياً ثم قال : ياسين أحذر الكلام اللي ذي ده عن مراتي، أنا مش عايز اخسرك
ياسين بصدمة : تخسرني
رعد بحدة : أة اخسرك أنا كنت متقبل كل تصرفاتك بس تيجي وتصيب مراتي بكلمة لا يا ياسين، اسمها عشق مش ال....
شعر بالاشمئزاز من نطقها عنها ليكمل : كمان اسمها متقولوش يا ياسين
ياسين بغضب وهو يقف : أنت بجد بقيت مريض، وجودها زادك مش عدلك هعمل ايه باسمها ولا بشكلها، أنت الواحد ميهزرش معاك
رعد : تهزر على حساب مين يا ياسين ؟ الحدود اللي كنت بحطها دلوقتي قدها مليون مرة حوالين مراتي ليك ولغيرك
ياسين وهو يتجه للخارج : أنا غلطان إني جيت ليك أساساً
رعد بزفير : اللي تشوفه يا ياسين
مرر يـ ـده على عنقه وهو يحني رأسه لأسفل، هناك استنتاجين من أفعاله إما أنه متعصب كثيراً ويزيد من حجم مشاعره أو أنه على صواب مما يفعل ومما يضع
عشق وهي تدخل رأسها : رعودي فاضي
رعد بحدة : قولي إنك شوفتيه وهو خارج
عشق باستغراب : حقيقة أنا فعلاً شوفته خارج بس مالك ؟ حد زعل البطل بتاعي
دخلت تحـ ـاوط خصـ ـرها بيديها فاردف : أنتِ مش محجبه ليه ؟ بعدين لبسك يوم أما شوفتك أول مرة دا الطبيعي
عشق : هو اللبس لا أنا يومها بس كنت حابه الفستان فجربته على أساس بابا مش هيشوفني وكده
رعد بعدائية : طب وربنا يا عشق ؟ مش هيشوفك
عشق : هيشوف بس ربنا غفور رحيم وأنا لسه صغيرة
لتكمل بمرح : شبابي يشفعلي يا شيخ رعد
رعد : طب اخرجي يا عشق وخدي الباب في إيدك
عشق باستغراب : مالك
رعد وهو يضغط على رأسه : مفيش بس اخرجي شوية وجاي
خرجت عشق وأغلقت الباب خلفها ليبدأ بالتحدث بصوت منخفض : اللهم أنك رحيم تواب، تحب من عبادك الأوّاب، اللّهم إني أتوب إليك جئتك بذنوبي، اللهم فاتب علي واكتب لي بتوبتي الثواب، وابعد عني العقاب، اللهم استرني فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض عليك. اللّهم اعف عن ذنوبي، واستر عيوبي، واغفر خطيئاتي، إنك أنت الرحمن الرحيم. اللهم إنا نرجو رحمتك ونخشى عذابك، اللهم نجّنا من خطايانا واغفر لنا وتب علينا يا غفور يا رحيم
تنهد قليلاً ثم بدأ مرة آخرى : اللهم إن حسناتي من عطائك وسيئاتي من قضائك فجد بما أنعمت علي ما قضيت وامح ذلك بذلك جللت أن تطاع إلا بإذنك أو تعصى إلا بعلمك اللهم ما عصيتك حين عصيتك استخفافا بحقك ولا استهانة بعذابك لكن لسابقة سبق بها علمك فالتوبة إليك والمغفرة لديك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
وقف ورعد وخرج يبحث عنها بعيناه، اتجه للغرفة فوجدها تتحدث مع والدها قائلة : حبيبي يا أبو حميد، لا والله بقيت فلة الراجل قرة عيني دا صالحني ببوسة
أحمد بصدمة : شوف قليلة الأدب اللي مش بتتكسف من باباها
عشق بمرح : اتكسف من ايه بس ! خلي البساط أحمدي كده يا أحمودي وقولي عامل ايه من غيري ؟
دخل رعد في هذه اللحظة فابتسمت بخفة له ليردف أحمد : كل مرة أقولك نفس الجملة، ذي اليتيم من غيرك يا نور عيني
عشق : أنت اللي نور عيني وحياتي وقلبي وكل ما ليا، يا ربي لو الدنيا دي ميكونش فيها غيرك يبقى أنا وأنت وبس يا بابا ومشوفش حد غيرك
ابتسم رعد بخفة وكم للحظات تمنى أن يرزقه الله بفتاة تعشقه كعشق عشق لأحمد، يا ليت يأتي أحمد ويرى الدمعة التي تفر من عيناها والإبتسامة الجميلة التي ترتسم على ثغـ ـرها، مرت دقائق وهو يتأملها ويستمع لحديثها مع والدها ثم بدأ يفكر إلى أين تأخذهم الدنيا ؟ وإلى أين سوف توصله بعلاقته مع الجميع ؟
❈-❈-❈
في قصر المهدي
جلس أدهم بجانب حـ ـمام السباحة يراجع بعض الملفات، ضغط على جرحه بخفة ثم ابتسم متذكراً لارا، أتت له يارا ابنة خاله وجلست بجانبه
يارا : بتعمل ايه ؟
أدهم : براجع شوية ملفات كده، تاخدي تساعديني
يارا وهي تمسك يـ ـده بتلقائية : معنديش مانع وريني كده الأول بتعمل أزاي
اقترب منها وبدأ يشرح لها في نفس الوقت أتت لارا تطمئن عليه، انزعجت ملامحها فور رؤية قرب يارا منه، واندلعت الغيرة داخلها
لارا : عطلتكم عن حاجة ؟
أدهم بإبتسامة : لا تعالي هاتي حضن
رفعت حاجبها بمعنى " حقًا ! " ثم اقتربت تنحني مقـ ـبلة وجنته فضـ ـمها وجذ بها لتجلس في حضـ ـنه، شهقت بصدمة وهي تحاول الفرار من يده لكنه ثبتها وهو يضحك بتسلية
لارا بحدة : أدهم ابعد عيب
أدهم : لا قربتي بمزاجك تبعدي بمزاجي، يلا قوليلي بحـ ـبك وهاتي بو سة هسيبك
لارا بغيظ : بس أنا مش بحـ ـبك
أدهم بمرح : خليكي كده لحد ما تحبيني بقى
لارا بعبوس : يا أدهم بقى، طيب عيب يارا حتى خلي عندك دم
أدهم : ملكيش دعوة بيارا وقوليلي ايه اللي مزعلك ؟
نظرت له بضع لحظات ثم ابتسمت؛ فهو الوحيد الذي يتفهمها من عيناها، بدأت تقص لكلاهما ما حدث مع مرات رعد، أخبرها أدهم أنها أخطأت بينما يارا دعمتها
لارا : بجد مش طايقاها دا غير إن باين عليها مش سهلة
أدهم : يا حبيبتي مش كانوا بيقولوا ليكي بلاش أدهم دا عصبي وفيه وفيه بس أنتِ وافقتي
لارا بمرح : وندمت عادي وبقولك اهو طلقنيييي
أدهم بمرح : بعنيكي الحلوة دي
حاوطت عنـ ـقه وهي تقول : بعدين أنا كنت بحبك يعني اللي بينا أكبر من عشق ورعد
أدهم : وحالياً ايه ؟ معتش في حب
انحنت تهمـ ـس في أذنه قائلة : حالياً بموت فيك موت
وقبـ ـلت كلتا وجنتيه ثم ذقنه لتردف يارا بمرح : أنتِ جراحك بتلم بسرعة اوي
لارا وهي تضـ ـم رأس أدهم لعنـ ـقها : دا أدهم يا يارا، عادي يعني هتطلق منه برضو، كنتم بتعملوا ايه بقى ؟
أدهم : براجع شوية ملفات ويارا هتساعدني، هاا تساعديني أنتِ كمان ولا ملكيش غير في الطب
لارا بتأكيد : مليش غير فيك وفي الطب، في مانع ولا ايه ؟
أدهم وهو يُقـ ـبل يـ ـدها : أنا اقدر
ابتسمت يارا وهي ترى الحب الكبير بين الاثنين، في طفولتها أحبت أدهم لكنه مال إلى لارا الأفضل وأحبها حب جنوني لدرجة أنه كتب كتابه عليها حين أتمت الثامنة عشر، وفي الثانوية كان الطب من نصيب لارا والاقتصاد والعلوم السياسية من نصيب يارا برغم أن حلمها كان الطب، والآن هي تحـ ـب جاسر لكنه يعبأ لكل الفتيات سواها فهو لا يراها سوا أخته، حقًا هذه الحياة ظالمة مع بعض الإناس ..
يتبع