رواية قلوب بريئة - تنبض بالحب - بقلم الكاتبة موني عادل - الفصل الأول
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب
بقلم الكاتبة موني عادل
الفصل الاول
رواية
قلوب بريئة تنبض بالحب
المقدمة
الحب هو شعور إنساني نبيل ، وهبه الله للنفس البشرية في فطرتها، و الحب ليس حب الجنس الآخر فقط ،بل حب العبد لربه،حب الابن لأمه، حب الابنة لأبيها، حب التلميذ لأستاذه ، فالحب هو اهتمام واحترام متبادل و الاهم انه شعور طبيعي و لكنه يطرا بشكل غريب على الانسان في مرحلة معينه من مراحل حياته فالله قد زرع الحب ف قلوبنا ولكن باشكال مختلفه عن بعضنا البعض .
❈-❈-❈
تشرق شمس الصباح لتُشرق معها قلوبنا بالأمل ، والتفاؤل والمحبة ، وتطرد ظلمة الليل ليأتي الصباح بحكاية رائعة لا يتذوقها إلا من يرسمها بإبتسامة الأمل والتفاؤل ..
ترمش بعينيها عده مرات عابسه بغضب زائف رغم السعادة المنتشره بداخل قلبها الصغير يوما جديدا قد بدا يوما تخطو خطواتها المرسومة بدقة وسعادة فهمست بخفوت
((هيا انهضي من فراشك ايتها الفتاه الكسوله فاليوم امامك طويل .))
نهضت أروي من فراشها ببطء تنظر لاركان الغرفة المتهالكة والقشور المتساقطة فكم يبدو علي البيت الحزن والبرودة ليست بردوة الطقس ولكنها بروده المشاعر فتبدو جرّة الماء حزينة بائسة في الزاوية القريبة من البيت وقد جفّ ماؤها، ونمت على اطرافها طحالب الوقت فلم تعد صالحةً للشرب، أما حوض النعناع فقد جفّ الخضار فيه وأصبح مجرّد أثرٍ بعد أن كانت رائحته تفوح في المنزل والحيّ فتصدعت جدران المنزل محتجةً على قلة الحب والوفاء، ونمت بين الشقوق إحساس بالخوف واللامبالاة بما يحدث من حولها .
تذكرت أروي حال البيت وما أوي إليه مع الوقت فشردت قليلا وارتسم علي وجهها الحزن ، ثم سرعان ما نفضت هذه الافكار عن راسها وتذكرت فارس احلامها الذي يزورها منذ فتره ف نومها الرعشة المعتاده ضربت قلبها ...حبيب القلب.. حلمها .. حلم بعيد المنال فكيف تحصل عليه وهي لا تعرف كيف هو لا تعرف غير انه سبب حزنها وألامها، وأنه يزورها دائما في أحلامها فهل سيبقي مجرد حلم جميل أم سيتحول لواقع مرير .
❈-❈-❈
تنهدت أروي بيأس وهي تتذكر الحلم الذي يراودها منذ فترة طويلة ولم تتعرف ع صاحبه ، توجهت الي مرآتها وهي تتطلع الي نفسها طويلا فسألت نفسها هل من الممكن أن تقابله يوما هل من الممكن ان تجد من يعشقها ويتمني وصالها اما ستبقي غير مرئيه كقطعة قماش باليه ليس لها قيمة ، هل هذا ما يسمي بإنعدام الثقه..
نظرت لنفسها تسألها هل أنت جميلة يا أروي .. لتجيب علي نفسها بإيماءة خفيفة من رأسها ، وهل يشفع لكي جمالك ف يوم من الايام لتجدي السعادة والحب ام ستكونين نسخه ثانيه من والدتك يحركها النصيب وترمي بها الأقدار في طريق مسدود لا تستطيع العودة منه.
رفعت عيناها تنظر إلي شعرها الاسود المعقود بإهمال ف عقده متراخيه خلف راسها فرفعت يديها لتحلها فانساب شعرها كشلال اسود ناعم متموج كموج البحر فوصل الي اسفل ظهرها نظرت لشعرها بنظرات إعجاب فهي تعتقد أنه أجمل ما فيها ولكنها حقا كتله من الجمال والانوثه.
فحالت بنظرها إلي شفتيها المكتنزتين إنهم منتفختين وشهيتن للغاية هل هما جميلتين حقا ام مثارا للسخرية هل رأها أحد من قبل أم لما يراها أحد وتشك في أنها قد تجد من يلاحظها يوما ، فهي لم تهتم يوما بشكلها بهذه الطريقة.. لم تهتم بما يميزها.. أو بمواصفاتها فلماذا الأن يقتلها شعورها بتقييم نفسها وجمالها هل هي المرحلة الجديدة التي ستبدأ ف خوضها أم ماذا .
أغمت أروي عينيها بحزن مضني ، إلي متي يا أروي ، إلي متي ستظلين معلقة بالسراب ألا من سبيل للتحرر والعيش في سلام ..
حدثت نفسها تقول(( ماذا هناك يا أروي هل هذا وقت اليأس ..لن تبدأي اليأس الان.. ستقابلين نصفك الأخر وتجدين من يحبك ويسعد قلبك فكل ما تحتاجينه الأن هو ثقتك ف نفسك وذاتك.))
فخاطبت نفسها ف المرآة وتحدتها بانها لن تبقي مجالا لليأس في حياتها ، وستعيش كما تريد وليس كما يريد والدها ستعيش حياتها بطريقتها ولن تكون نسخه من والدتها .
تركت مرآتها وذهبت لتجهز نفسها حتي لا تتأخر فهو أول يوم لها ولا تريد أن تتأخر فلو تركت لنفسها العنان لبقيت تحدق في نفسها ، وتحدث صورتها في المرآة، وتأنبها علي حياتها ، وما تعيشه مع والديها فهم لا يشعرون بما تمر به ولا يفهمان ما تريده ، وتحتاج إليه منهما ، فكل ما تريده أن تشعر بالحب والتفاهم بين والديها ولكن والدها أهدر الكثير من حياته في الماضي ، وهذا ما يؤلم قلبها وبشده فكلما نظرت لوالدتها وعينيها المنطفيتين وما أهدرته من عمرها باللامبالاه التي تعيش فيها فهي تصنع لنفسه قشره ثلجية تحيط بها حتي لا تظهر لاحد ما تعانيه ،لتشعر بالشفقه علي حالها كلما تذكرت شكل العلاقة بين والديها.
❈-❈-❈
ذهبت أروي وأرتدت ملابسها المعتادة والمكونة من بنطالها الجينز والبلوزه التي تعلوه. ثم جمعت شعرها ف عقدته المعتادة ونظرت إلي نفسها ف المرآة وهي تأنب نفسها علي ذوقها زفرت بغضب وأتجهت لتحضر باقي متعلقاتها وأشياءها الخاصة وحقيبتها.
خرجت أروي من غرفتها فهي تسكن ف بيت بسيط بل يكاد يكون شعبيا.
كانت أروي تسير في البيت ذاهبه لتري والدتها وتخبرها بأنها ستخرج ففكرت في والدتها وإلي أي حد تعيش تعيسة مع والدها وكم تشفق عليها فكيف لإمراه أن توافق أن تعيش مع رجل أعترف لها بحب إمرأة أخري وأنه تزوجها ليرضي والده وأنها كانت رغبته أن يتزوج من إبنة عمه ويحضر حفيدا للعائلة منها كيف أستحملت هذا الإعتراف وكيف تأقلمت سريعا علي الوضع ولما لم تنفصل عنه وتطلب الطلاق إذا كان أمتنع عنها ولم يتعامل معها كأي زوجين، فهي حقا لا يعجبها تصرف والدتها فكم تمقتها وكم كانت تريد أن تتصرف والدتها تصرفا لا يقلل منها ولا يجرح كرامتها ، وكيف أستطاع والدها أن يفعل بها هذا حتي لو لم تعنيه في شئ ولم تكن حبيبته ومن اختارها قلبه فهي إبنة عمه لما لم يبقي حبه بداخل قلبه ، لما يتلذذ بتعذيبها فجرحها وكسرها ، سمعت أروي صوت والدتها المحبب لقلبها فتوجهت اليها لتقبلها وتلقي عليها تحية الصباح.
((صباح الخير يا أمي ))
فردت عليها فاطمه بمحبة وعاطفة امومية قائله
((صباح الخير يا أبنتي ، هل نمت جيداً تبدين قلقة و متوترة ))
حركت أروي رأسها بالايجاب وهي تنظر بعيد عن عين والدتها حتي لا تشعر بالتخبط الذي تشعر به وتقلق عليها فيكفيها ما تعانيها فلا تريدها أن تشيل همها أيضا .
ابتسمت أروي لوالدتها وذهبت ومازالت والدتها تتبعها بنظرها وهي ذاهبه إلي غرفة والدها فدقت علي الباب بضربات خفيفه حتي أذن لها بالدخول.
دخلت أروي إلي غرفه والدها فنحنت لتقبل وجنته فشعرت بالحنين وبالأمان الذي تفتقده فهي لاتشعر في هذا البيت إلا ببرودة المشاعر ، فما أن خرجت من حضنه فضمها والدها إلي صدره مجدداً وقبل رأسها فهو يشعر بها ويفهمها ولكنه لا يستطيع أن يفعل شئ فهو حاول منذ زمن العيش والبدء من جديد ولم يستطع فبحث كثيرا عن حبه الأول والأخير ربما يرجع له روحه الذي أفتقدها بإفتقاد حبيبته ولكنه لم يستطع ، ولكن بحثه كان بلا فائده لم يجدها ولم يعثر علي أية معلومة لتبرد النيران التي تكويه وتأكل في قلبه منذ العشرون عاما .
نهضت علي مضض وهي تبتسم له بحزن مودعة وهي تفكر لماذا لم تنجح العلاقه بين والديها لما لم يحاول حتي ، ولما لم يحب والدها والدتها ومازال يعيش في قوقعة الحب الاول هل يوجد شئ أخر غير الحب الذي يبحث عنه والدها فهل يبحث عن شئ آخر لا تعرفه ولم يخبر أحدا به ، ولكنها ليست مستاءه منه أبدا ، بل علي العكس كانت حزينه كلما تري أبيها حزين وشارد طوال الوقت يفكر في الماضي ولا تستطيع أن تبعده عن تفكيره ، ووالدتها تتعذب من بعد زوجها وجفائه فكم كانت تريد أن تراهم معا كأي زوجين طبيعيين يجمع بينهم الحب والتفاهم والمودة والألفة فكم كانت تتمني أن يكون لها أخوه .
همست بخفوت تحدث نفسها قائله
((هيا يا أروي فهذا ليس وقت هذا الكلام فلتستعدي ولتكوني سعيدة ليوم واحد فقط لا تفكري في شئ.))
ذهبت أروي لتخرج من المنزل لتستقل المواصلات وتذهب للجامعة فما إن خرجت من حيهم الشعبي ودخلت إلي الطريق العام حتي أوقفت أول سيارة أجرة مرت من أمامها وقفزت بداخلها فصفقت الباب خلفها وقد حدثت السائق عن وجهتها.
❈-❈-❈
في منزل كبير يتكون من ثلاث طوابق الطابق الارضي توجد به غرفة المعيشة والمطبخ وغرفة الطعام وصالة واضعة أما الطابق الاول فهو خاص للعائلة حيث يوجد به غرف النوم لجميع الأسرة. أما الطابق العلوي فيوجد به غرفة للألعاب الرياضية وغرفة للأنشطة وغرفة مكتب ومكتبه كبيره تحتوي علي مجموعه كبيره من الكتب النادره .
نزل مؤمن الدرج بسرعة قافز كل درجتين معا إلي أن وصل لطاولة الطعام فوجد والده يجلس علي رأس الطاولة وعلي يمينه والدتة إلهام وأخيه الحبيب سيف فلتفتوا إليه ما أن سمعوا صوت خطواته
فتحدث مومن قائلا ((صباح الخير))
رمقوه بإبتسامة هادية وردوا عليه بمحبة ((صباح النور ))
مؤمن ضابط شرطة بالغ الجاذبية ،شديد الوسامة و الرجولة ، قوي البنيان و الشخصية عيناه تسحر من ينظر إليه ونظرته حاده كالصقر.
توجه بعد ذلك ليجلس ف مقعده ويبدأ في تناول فطوره والهدوء هو كل ما يحيط بهم إلي أن تكلمت إلهام وهي تخبر زوجها أنها ستسافر إلي باريس للتسوق والترفية عن نفسها الاسبوع المقبل ، وافق إبراهيم ع مضض لأنه يعرف زوجته حق المعرفة وانها لن تتراجع مهما حاول إقناعها و لانه يحبها ولا يستطيع أن يرفض لها طلب فوافق حتي لا تغضب .
تحدث مؤمن بإستياء قائلا
(( لكم من الوقت ستبقين هناك ))
نظرت إليه وتحدثت بلامبالاه قائله ((مازلت لا أعرف فسيكون معي أصدقائي ولا نعرف لكم من الوقت سنبقي.))
نظر إليها مطولا فهو لا يعجبه أسلوب والدته في العيش وكم تتسلط علي الفقراء فلا يعجبها احد غير أصحاب المراكز العاليه ذوات شأن في المجتمع تنهد مؤمن وهو يفكر لما لم تتعامل والدته مع الشخص لشخصه وليس من اجل كم معه من النقود ، او ابن من ، ثم نظر إلي طبقه ليكمل طعامه بينما سيف يتناول طعامه في هدوء تام غير عابئ بما يحدث من حوله فدار مؤمن ببصره إليه وراقبه في صمت يحاول أن يقرأ ما بداخله وما يمر به ليقلب حياته في ليله وضحاها رأس علي عقب تنهد مؤمن وهو يزفر انفاسه قالا
((سأذهب فلقد تأخرت علي العمل .))
نظر إليه والده وتبسم فخرج مؤمن قاصداً عمله ليدعو له والده ان يعود إليه سالماً فكم كان يتمني أن يعمل معه ويدير أعماله ليكون بجواره ومطمئن عليه بدل من عمله هذا والخطر الذي يجول من حوله .
أستقل مؤمن سيارته ليذهب إلي عمله الذي إختاره دون رغبة أبيه فزاد من سرعة سيارته وهو يدندن مع أغنيه شهيرة في الراديو يستمع لها أثناء قيادته
أوقفت سيارته الأجره وأخرجت بعض النقود من حقيبتها فأعطتها للسائق ووقفت تنظر لمن حولها بنظرت غريبه وكأنها لما تخرج من منزلها من قبل فتأملت هذا العالم الكبير بالنسبه لها وشردت قليلا تهمس كمن تحدث نفسها قائله
يوما" ما ..
ستشرق شمس اﻷمل على نافذة قلبك
وتضيئ اركان الحزن المعتمه فيه ..!
يوما" ما ..
سيتحقق الحلم .. وينفرج الهم .. وتبتسم اﻷماني ...
يوما" ما ..
سأكون أنا كما أريد ..وسأفخر بنفسي وما صنعته في حياتي .
يوما" ما ..
ستشرق شمس الأَمل على حياتنا ، وسينهار الجبل الجليدي الذي كان يحجب عنا أَحلامنا المكدسة على قوائم الانتظار ..
عندها سنحلق في سماء الواقع بكل ثقة ..
أنتبهت من شرودها لبوق السيارة الذي يضرب بعنف وأصوات الضجيج من حولها فنظرت بأتجاه الفتاة التي تحدثها لتخبرها بأنها تقف ف وسط الطريق وعليها أن تتحرك حتي تمر السيارة فنظرت خلفها لتجد سيارة تقف علي بعد قليل منها وكادت أن ترتطم بها ويوجد بداخلها شاب وسيم فحالت ببصرها وتنحت جانبا حتي يستطيع أن يمر .
نظرت في الارجاء ووجدت العيون تحدق بها فأسرعت بالمغادره وهي توبخ نفسها علي ماحدث وانها غبيه ومن أول يوم تثبت ذلك لنفسها بأنها كتله من الغباء فأسرعت بخطاها لتتعرف أكثر علي الجامعة.
بينما ذهبت أروي فأتي مجموعة من الشباب ليجتمعوا مع صديقهم الوسيم كما وصفته أروي منذ قليل ويلتفوا حوله .
فهو أدهم نور المناوي شاب وسيم بشرته خمريه وعيونه مخيفه كعيون ذئب ، طويل القامه ،وعريض المنكبين ، لعوب لا يعرف شئ سوا التعرف علي الفتيات ومصادقتهم ومن ثم الغدر بهم فهو ذئب لايعرف سوا الانقضاض ع فريسته حتي يشبع فيبحث عن غيرها فسأل أصدقائه عن من تكون هذه الفتاة الجديدة والمثيرة فأجابوا بأنهم لا يعرفون وانه ليس بالصعب عليه معرفه من هي ومن تكون وأين ستكون في الأيام القادمة فضحكوا جميعا فقال أحد أصدقائه
((علي مايبدوا أنها ساذجة ولا تعرف شئ يبدو أنها طالبه جديدة وسنتسلي كثيرا ف الأيام القادمه.))
فضحك أدهم بملء صوته ثم تحدث قائلا
(( سنري ماالذي سيحدث معها انها حقا تبدو بريئه ولقد أعجبتني.))
فتابعها بنظرات قذرة وخبيثه ترسم جسدها بنظره ذكوريه سيئه وهو يخاطب نفسه أنها لعبته القادمة وكم سيتسلي بها ويصادقها ومن ثم.....
بينما جلست أروي علي سور قريب من المبني وهي لا تعي بما يخططه هذا الذئب البشري فهو لا يحب أن يري شئ نظيفا دون أن يلوثه.
يتبع